• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

في ردود الفعل المباشرة لفاجعة الطف

الفصل الثاني
في ردود الفعل المباشرة لفاجعة الطف


والكلام فيه في مقامين :

المقام الأوّل
في رد الفعل من قبل الناس
إنّ الناظر في تاريخ الواقعة وما قارنها يرى أنّ الغشم والعنف ، والترهيب والترغيب كانت هي الدافع لتنفيذ هذه الجريمة العظمى ، مع كثير من التململ والضيق ، والصراع النفسي والتفاعل العاطفي مع الإمام الحسين (صلوات الله عليه) وأهل بيته (عليهم السّلام) حتى من بعض القائمين به ؛ لوضوح رفعة مقام أهل البيت (صلوات الله عليهم) ، ولحصول كثير من الجرائم البشعة والممارسات الصارخة المثيرة للعاطفة حتى من قبل الأعداء .
حتى إذا انتهت الجريمة وتمّ للسلطة ما أرادت رجع الناس إلى واقعهم ، وعرفوا فداحة المصاب ، وشدّة الجريمة ، وهول ما فعلوا .
فإنّ من المعلوم :
أوّلاً : إنّ السلطة تعاملت مع الإمام الحسين (صلوات الله عليه) على أنّه خارج عن الشرعيّة ، وشاقّ للعصا ، وملقّح للفتنة ، ومستحقّ للقتل والتنكيل .
بل تعاملت مع نهضته المباركة تعاملها مع الردّة سلباً وسبياً وتشهيراً ، وبمنتهى الوحشية ، بمثل قطع الرؤوس ، ورضّ الأجساد ، والسبّ والشتم ، والشماتة والتشفي ، وغير ذلك .
وثانياً : إنّ السلطة كانت في أوج قوّتها وشراستها في التنكيل بمَنْ يخالفها أو يخرج عن مسارها أو يعترض عليها ؛ ولذا ردّت في السنة الثالثة على أهل المدينة في واقعة الحرّة أبشع ردّ ، وانتهكت حرمتهم أشنع انتهاك ، ولم تتورّع في السنة الرابعة عن الردّ على عبد الله بن الزبير بانتهاك حرمة الحرم ، وبضرب مكّة المكرّمة والكعبة المعظمة بالمنجنيق .
وكان نصيب الكوفة ـ التي هي علوية الهوى ـ من العمّال عبيد الله بن زياد الغليظ القاسي الجبّار الشرس الذي قام بنفسه بتلك الجريمة الكبرى بتبجّح واستهتار ، واستطاع أن يُرغم الكوفيين على تنفيذه .
كما كان نصيب المدينة المنوّرة التي ـ هي موطن أهل البيت (صلوات الله عليهم) ـ عمرو بن سعيد الأشدق جبّار بني أُميّة(1) ، والشامت بقتل الإمام الحسين (صلوات الله عليه) كما سبق(2) .
وكان المفروض مع هذين الأمرين أن تُكمّ الأفواه ، وتُكتم العواطف إزاء الفاجعة ، وتُقام مظاهر الفرح والزينة بالانتصار الكاسح والفتح العظيم للسلطة في هذين المصرين ، كما أُقيمت في الشام المعزولة عن عامّة المسلمين ثقافياً والتي لا تعرف عن أهل البيت (صلوات الله عليهم) إلاّ ما عرّفها الأمويون .
إلاّ إنّه يبدو أنّ هول الفاجعة ـ بأبعادها السابقة ـ وشدّة وقعها في النفوس أفقد الناس السيطرة على عواطفهم وكبح جماحها .

إنكار بعض الصحابة على يزيد وابن زياد
ولا نعني بذلك الإنكارات الشخصية من بعض الصحابة على عبيد الله بن زياد وعلى يزيد حينما أخذا ينكتان رأس الإمام الحسين (عليه السّلام) بالقضيب تشفياً منه ، كزيد بن أرقم(3) وأبي برزة الأسلمي(4) وأنس بن مالك(5) ؛ إذ ربما كانوا يشعرون ببعض الحصانة لمركزهم الاجتماعي ، ولأنّ الدولة كانت تتجمّل بهم ، فلا تقدم على قتلهم بعد أن لم يكن لإنكارهم مظهر على الصعيد العام .

إنكار يحيى بن الحكم
ولا مثل إنكار يحيى بن الحكم حيث قال حين أُدخل الرأس الشريف إلى مجلس يزيد :
لهامٌ بجنبِ الطفّ أدنى قرابة     من ابنِ زيادِ العبدِ ذي الحسبِ الوغلِ
سميةَ أمسى نسلها عددَ الحصى     وليسَ لآلِ المصطفى اليومَ من نسلِ(6)

ولا قوله لمَنْ جاء بالرؤوس والسبايا للشام : حُجبتم عن محمد يوم القيامة ، لن أجامعكم على أمر أبداً . ثمّ قام فانصرف(7) .
فإنّه أيضاً كان يتمتّع بحصانة النسب الأموي ، ولم يكن لإنكاره مظهر على الصعيد العام .

إنكار ابن عفيف الأزدي على ابن زياد في مسجد الكوفة
كما لا نعني إنكار عبد الله بن عفيف الأزدي على ابن زياد حينما جمع الناس في مسجد الكوفة ، وخطبهم فقال : الحمد لله الذي أظهر الحقّ وأهله ، ونصر أمير المؤمنين يزيد وحزبه ، وقتل الكذّاب بن الكذّاب الحسين بن علي وشيعته .
حيث وثب إليه عبد الله بن عفيف ـ وكان ضريراً قد ذهبت إحدى عينيه يوم الجمل مع أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) ، والأُخرى بصفين معه (عليه السّلام) أيضاً ـ فقال : يابن مرجانة ، إنّ الكذّاب بن الكذّاب أنت وأبوك ، والذي ولاّك
وأبوه . يابن مرجانة ، أتقتلون أبناء النبيين وتكلّمون بكلام الصدّيقين ؟!(8) .
فقال ابن زياد : مَنْ المتكلّم ؟
فقال : أنا المتكلّم يا عدوّ الله ! أتقتل الذريّة الطاهرة الذين قد أذهب الله عنهم الرجس في كتابه ، وتزعم أنّك على دين الإسلام ؟! وا غوثاه ! أين أولاد المهاجرين والأنصار ؛ لينتقموا من هذا الطاغية اللعين بن اللعين على لسان رسول الله ربّ العالمين؟(9) .
فإنّ إنكار هذا العبد الصالح وإن كان مهمّاً جداً ؛ لأنّه على ملأ من الناس ، وبلهجة شديدة ، إلاّ إنّه شخص واحد مستميت ، وقد قُتل فعلاً ، وصُلب(10) بعد معركة طويلة قتل فيها جماعة (شكر الله سعيه ورضي عنه وأرضاه)(11)  .

إنكار امرأة من آل بكر بن وائل
ومثله ما روي من أنّ امرأة من آل بكر بن وائل كانت مع زوجها في
المعركة ، فلمّا نظرت العسكر يسلب العائلة الكريمة أخذت سيفاً ، وأقبلت نحو الفسطاط وقالت : يا آل بكر بن وائل ! أتُسلب بنات رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ! لا حكم إلاّ الله . يا لثارات رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، فردّها زوجها إلى رحله(12) .
فإنّها امرأة واحدة انهارت لهول ما رأت ، وكذا غيرها ممّن أنكر بصورة فردية من دون أن يكون لإنكاره ظهور على الصعيد العام .
وإنّما نعني عامّة الناس في المصرين المدينة المنوّرة والكوفة ؛ لأنّهما اللذان يتيسّر لنا الاطلاع تاريخياً على موقف الناس فيهم .

موقف جمهور أهل الكوفة
فقد استقبل الكوفيون العائلة الكريمة ـ التي عوملت معاملة الكفّار في السلب والأسر والتشهير ـ بالبكاء والصراخ ، والنوح والتوجّع ، والتفجّع والتأسّف(13)، وقد شقّت النساء جيوبهنَّ على الإمام الحسين (صلوات الله عليه) والتَدَمنَ(14) .
وعن حاجب ابن زياد أنّه قال : ثمّ أُمر بعلي بن الحسين (عليه السّلام) فُغلَّ ، وحُمل مع النسوة والسبايا إلى السجن وكنت معهم ، فما مررنا بزقاق إلاّ وجدناه مُلئ رجالاً ونساءً يضربون وجوههم ويبكون ، فحُبسوا في سجن وطُبق عليهم(15) .
كما ورد أنّه بعد أن خطبت أُمّ كلثوم (عليها السّلام) ضجّ الناس بالبكاء والنوح ، ونشر النساء شعورهنَّ ، وخمشنَ وجوههنَّ ، وضربنَ خدودهنَّ ، ودعونَ بالويل والثبور ، وبكى الرجال ونتفوا لحاهم ، فلم يُرَ باكٍ وباكية أكثر من ذلك اليوم(16) .
ولولا حصول الجوّ المناسب والأرضية الصالحة لما تيسّر لها ولا لغيرها من أفراد العائلة الكريمة الخطبة في الناس بعد أن أُدخلوا إلى الكوفة أسرى يُراد التشهير بهم وتوهينهم .
على أنّه يبدو من بعض خُطب أهل البيت (عليهم السّلام) في الكوفة أنّ السلطة قد سبقت ركب الأسرى من العائلة الثاكلة ببعض مظاهر التبجّح بالواقعة ؛ في محاولة منها للتشهير بها ، وإظهار السرور على الصعيد العام بما أوقعته بها .
فقد ورد في خطبة فاطمة الصغرى في الكوفة حال السبي قولها : تبّاً لكم يا أهل الكوفة ! كم تراث(17) لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) قِبَلكم ، وذحوله(18) لديكم ؟! ثمّ غدرتم بأخيه علي بن أبي طالب (عليه السّلام) جدّي وبنيه وعترة النبي الطيبين الأخيار .
وافتخر بذلك مفتخر ، فقال :
نحنُ قتـلنا علياً وبني علي     بسيوفٍ هنديةٍ ورماحِ
وسبينا نساءَهم سبي ترك     ونطحناهمُ فأيّ نطاحِ

فقالت : بفيك أيّها القائل الكثكث ، ولك الاثلب ...(19) .
ولكنّ ذلك لم يقوَ على كبح جماح عواطف جمهور الناس نحو العائلة
الكريمة وأهل البيت (صلوات الله عليهم) ، وإظهار التعاطف معهم ، والبكاء عليهم ، والتفجّع لهم .
وهكذا الحال لمّا أُخرجوا من الكوفة إلى الشام ، فقد روى ابن سعد بسنده عن الإمام زين العابدين (صلوات الله عليه) أنّه قال : (( حُملنا من الكوفة إلى يزيد بن معاوية ، فغصّت طرق الكوفة بالناس يبكون ، فذهب عامّة الليل ما يقدرون أن يجوزوا بنا لكثرة الناس . فقلت : هؤلاء الذين قتلونا ، وهم الآن يبكون ))(20) .

موقف جمهور أهل المدينة المنوّرة
أمّا في المدينة المنوّرة فإنّه لمّا وصل الخبر بقتل الإمام الحسين (عليه السّلام) لعمرو بن سعد بن العاص الأشدق أمر المنادي أن يعلن بقتله في أزقّة المدينة ، فلم يسمع ذلك اليوم واعية مثل واعية بني هاشم ، واتصلت الصيحة بدار الأشدق ، فضحك شامتاً ، وأنشد :
عجـّت نسـاءُ بنـي زيـادٍ عجة     كعجيجِ نسوتنا غداةَ الأرنبِ(21)
قال ابن طاووس : فعظمت واعية بني هاشم ، وأقاموا سنن المصائب والمآتم(22) .
وقال اليعقوبي : وكان أوّل صارخة صرخت في المدينة أُمّ سلمة زوج رسول الله ، كان دفع إليها قارورة فيها تربة ، وقال لها : (( إنّ جبرئيل أعلمني أنّ
أُمّتي تقتل الحسين )) .
قالت : وأعطاني هذه التربة ، وقال لي : (( إذا صارت دماً عبيطاً فاعلمي أنّ الحسين قد قُتل )) .
فلمّا رأتها قد صارت دماً صاحت : وا حسيناه ! وا ابن رسول الله ! وتصارخت النساء من كلّ ناحية حتى ارتفعت المدينة بالرجّة التي ما سمع بمثلها قطّ(23) .
وخرجت بنت عقيل في جماعة من نساء قومها حتى انتهت إلى قبر النبي (صلّى الله عليه وآله) فلاذت به ، وشهقت عنده ، ثمّ التفتت إلى المهاجرين والأنصار وأنشدت :
ماذا تقولونَ إن قالَ النبي لكم     يومَ الحسابِ وصدقَ القولِ مسموعُ
خذلتموا عترتي أو كنتمُ غيب     والحقّ عند وليّ الأمرِ مجموعُ
أسلمتموهم بأيدي الظالمينَ فم     منكم لهُ اليومَ عندَ الله مشفوعُ
ما كانَ عندَ غداةِ الطفِّ إذ حضروا     تلكَ المنايا ولا عنهنَّ مدفوعُ

فأبكت مَنْ حضر ، ولم يُرَ باكٍ وباكية أكثر من ذلك اليوم(24) .
ولعلّه ؛ لذا أمر عمرو بن سعيد بن العاص بعد قتل الإمام الحسين (عليه السّلام) صاحب شرطته عمرو بن الزبير أن يهدم دور بني هاشم ففعل ، وبلغ منهم كلّ مبلغ ، وهدم دار ابن مطيع ، وضرب الناس ضرباً شديداً ، فهربوا منه إلى ابن الزبير(25) .
حيث لا يبعد أن يكون ذلك منه ردّاً على الناس وعقوبة لهم ؛ لأنّهم تحدّوا بعواطفهم موقف السلطة ، وإظهاراً لصرامتها في ذلك ، وردّاً لهيبتها واعتبارها .

موقف أهل المدينة عند رجوع العائلة الثاكلة إليه
أمّا بعد رجوع ركب العائلة مكرّماً إلى المدينة ـ نتيجة تراجع السلطة عن موقفها ، كما يأتي ـ فقد اندفع الناس في إظهار عواطفهم .
فعن الواقدي أنّه لم يبقَ بالمدينة أحد ، وخرجوا يضجّون بالبكاء(26) .
وقال الخوارزمي : عجت نساء بني هاشم ، وصارت المدينة
صيحة واحدة(27) .
وروي أنّ الإمام زين العابدين (عليه السّلام) بعث بشر بن حذلم ينعى الإمام الحسين (عليه السّلام) لأهل المدينة ، ويخبرهم بأنّ ركبه قد نزل بساحتهم ، فخرج الناس يهرعون ، ولم تبقَ مخدّرة ولا محجّبة إلاّ برزنَ من خدورهنّ يدعونَ بالويل والثبور ، وضجّت المدينة بالبكاء ، فلم يُرَ باكٍ أكثر من ذلك اليوم. ، وخرجوا لاستقبال العائلة الثاكلة وقد أخذوا الطرق والمواضع(28) .

موقف الناس في الشام
وحتى الشام فإنّها وإن حُجر عليها ثقافياً ، ولم تعرف عموماً غير ثقافة الأمويين ، إلاّ إنّه كان هناك تململ وإنكار من بعض الخاصة في مجلس يزيد(29) ، وفي بعض المناطق بتكتّم وحذر شديدين(30) .
كما إنّ التاريخ قد تضمّن كثيراً من الإنكارات الفردية بصور متفرّقة ، وفي مناسبات مختلفة ، ومن الطبيعي أنّ ما لم يسجّل منها أكثر .

وقع الحدث في أمصار المسلمين البعيدة
وعلم الله تعالى كيف كان وقع الحدث في أمصار المسلمين الأُخرى التي هي بسبب بعدها عن الأحداث أبعد عن ضغط الطغمة الحاكمة .
ولاسيما إنّ الإمام الحسين (صلوات الله عليه) قد خطا خطوة مهمّة في تعريف المسلمين في أقطار الأرض بمقام أهل البيت (صلوات الله عليهم) في مؤتمره الذي عقده في الحجّ في أواخر عهد معاوية .

محاولة الإمام الحسين (عليه السّلام) نشر مناقب أهل البيت (عليهم السّلام)
فقد ورد أنّه (عليه السّلام) جمع وجوه مَنْ بقي من المهاجرين والأنصار ، وجماعة ممّن يُعرف بالنسك والصلاح من التابعين المنتشرين في الأقطار الإسلامية وخطبهم ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال (صلوات الله عليه) : (( أمّا بعد ، فإنّ هذا الطاغية قد فعل بنا وبشيعتنا ما قد رأيتم وعلمتم وشهدتم ، وإنّي أُريد أن أسألكم عن شيء، فإن صدقت فصدّقوني ، وإن كذبت فكذّبوني .
أسألكم بحقّ الله عليكم ، وحقّ رسول الله ، وحقّ قرابتي من نبيّكم ، لما سيّرتم مقامي هذا ، ووصفتم مقالتي ، ودعوتم أجمعين في أنصاركم من قبائلكم مَنْ أمنتم من الناس ووثقتم به ، فادعوهم إلى ما تعلمون من حقنا ؛ فإنّي أتخوّف أن يُدرس هذا الأمر ، ويذهب الحقّ ويُغلَب ، ( وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )(31) )) .
ثمّ ما ترك (صلوات الله عليه) شيئاً ممّا أنزل الله تعالى فيهم من القرآن إلاّ تلاه وفسّره ، ولا شيئاً ممّا قاله رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في أبيه وأُمّه وأخيه وفي نفسه
وأهل بيته (صلوات الله عليهم) إلاّ رواه .
وفي كلّ ذلك يقول مَنْ شهد الحديث من الصحابة : اللّهمّ نعم ، وقد سمعنا وشهدنا . ويقول التابعي : اللّهمّ قد حدّثني به مَنْ أصدقه وأئتمنه من الصحابة .
فقال (عليه السّلام) : (( أُنشدكم الله إلاّ حدّثتم به مَنْ تثقون به وبدينه )) .
ثمّ تفرّقوا على ذلك(32) .

جهود العائلة الثاكلة في كشف الحقيقة وتهييج العواطف
أمّا العائلة الثاكلة التي لم يكن فيها من الرجال سوى الإمام زين العابدين (صلوات الله عليه) الذي أنهكه المرض فقد رأت الأرضية الصالحة لبيان الحقيقة ، والجوّ المناسب لذلك ، فاستثمرت الظلامة لتهييج العواطف .
وقد تيسّر لها في هذه المدّة الطويلة أن تكشف الحقيقة ، وتُعلن عن شرف النهضة ، ورفعة مقام أهل البيت (صلوات الله عليهم) ، وعن فداحة المصاب ، وعظم الجريمة ، بنحو ينبّه الغافلين ، ويهيج العواطف ، ويصدع القلوب ، ويترك أعمق الأثر في النفوس .
كان ذلك منها في كربلاء قُبيل قتل الإمام الحسين (عليه السّلام)(33) وبعد
قتله(34) ، وفي الكوفة على ملأ من الناس(35) ، وفي مجلس ابن زياد(36) ،
وفي الشام(37) ،
وفي مجلس يزيد(38) .
وإنّ من أشدّ ذلك خطبة العقيلة زينب (عليها السّلام) بنت أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) في مجلس يزيد حينما تبجّح بقتله للحسين (عليه السّلام) ، وأنشد الأبيات المتقدّمة ، حيث إنّها لم تقتصر على بيان ظلامة أهل البيت (صلوات الله عليهم) وفداحة المصاب ، بل زادت على ذلك بتبكيت يزيد وتكفيره ، والتأكيد على هوانه على الله تعالى ، وعلى خسّته وخسّة أصوله وعراقتهم في الكفر ، ووعده بسوء العاقبة في الدنيا والآخرة ، والتأكيد على أنّ العاقبة لأهل البيت (صلوات الله عليهم) .
كلّ ذلك ببيان فريد ، ومنطق رصين يبهر العقول ، كأنّها تُفرغ عن لسان أبيها أمير المؤمنين ، وأُمّها الصديقة الزهراء (صلوات الله عليهم)(39) .
كما خطب الإمام زين العابدين (عليه السّلام) خطبة طويلة أبكى بها العيون ، وأوجل فيها القلوب ، انتسب فيها لآبائه الكرام (صلوات الله عليهم) ، وأشاد برفيع مقامهم وبمواقفهم وجهادهم ، وعرج على مصاب أبيه (عليه السّلام) ، فقال : (( أنا ابن المقتول ظلماً ، أنا ابن المحزوز الرأس من القفا ، أنا ابن العطشان حتى قضى ، أنا ابن طريح كربلاء ، أنا ابن مسلوب العمامة والرداء ، أنا ابن مَنْ بكت عليه ملائكة السماء ، أنا ابن مَنْ ناحت عليه الجنّ في الأرض
والطير في الهواء ... )) .
فضجّ الناس بالبكاء ، وخشي يزيد من الفتنة ، فاضطرّ إلى قطع خطبته بأن طلب من المؤذّن أن يؤذّن ، فلمّا انتهى المؤذّن إلى قوله : أشهد أنّ محمداً رسول الله ، التفت (عليه السّلام) إلى يزيد ، وقال : (( يا يزيد ، محمد هذا جدّي أم جدّك ؟ فإن زعمت أنّه جدّك فقد كذبت ، وإن قلت إنّه جدّي فلِمَ قتلت عترته ؟! ))(40) .

فاجعة الطفّ أشدّ جرائم يزيد وقعاً في نفوس المسلمين
وبالرغم من أنّ يزيد كما قام في السنة الأولى من حكمه بفاجعة الطفّ ، قام في السنة الثانية بواقعة الحرّة الفظيعة التي انتُهكت فيها حرمة المدينة المنوّرة وحرمة أهلها على أبشع وجه ، وبوحشية مسرفة ، وقام في السنة الرابعة باستباحة حرم الله (عزّ وجلّ) ومكّة المكرّمة ، ورُمي المسجد الحرام والكعبة المعظمة بالمنجنيق ، إلاّ أنّه يبدو أنّ فاجعة الطفّ هي الأشدّ وقعاً في نفوس المسلمين .
فقد ورد عن الزبير بن بكار(41) ، وعن البيهقي صاحب التاريخ(42) أنّ عام قتل الحسين (عليه السّلام) سُمّي عام الحزن ، كما ذكر البكري أنّهم كانوا يقولون : ضحّى بنو حرب بالدين يوم كربلاء ، وضحّى بنو مروان بالمروءة يوم العقر(43) .

ندم جماعة من المشاركين في المعركة
كما صرّح غير واحد بالندم والأسف لاشتراكهم في المعركة ، وقيامهم بهذه الجريمة الكبرى ، وشعورهم بالخزي والعار في الدنيا ، وانتظارهم عظيم العقاب والنكال في الآخرة .

ندم عمر بن سعد وموقف الناس منه
فقد قام عمر بن سعد من عند ابن زياد يريد منزله إلى أهله ، وهو يقول في طريقه : ما رجع أحد بمثل ما رجعت ، أطعت الفاسق ابن زياد ، وعصيت الحاكم العدل ، وقطعت القرابة الشريفة(44) .
وهجره الناس ، وكان كلّما مرّ على ملأ من الناس أعرضوا عنه ، وكلّما دخل المسجد خرج الناس منه ، وكلّ مَنْ رآه قد سبّه ؛ فلزم بيته إلى أن قُتل(45) .
ومرّ يوماً بمجلس بني نهد حين قتل الحسين (عليه السّلام) فسلّم ، فلم يردّوا عليه السّلام ، فلّما جاز قال :
أتيتُ الذي لم يأتِ قبلي ابن حرّة     فنفسي ما أحرت وقومي أذلّتِ(46)
وقال رضي بن منقذ العبدي الذي اشتبك مع برير بن خضير (رضي الله عنه) فصرعه برير ، وأنعم عليه كعب بن جابر فاستنقذه بعد أن قتل بريراً :
ولو شاء ربّي ما شهدتُ قتالهم     ولا جعلَ النعماءَ عندي ابن جابرِ
لقد كانَ ذاكَ اليومُ عاراً وسبة     تعيّرهُ الأبناءُ بعدَ المعاشرِ

فيا ليتَ أنّي كنتُ من قبلِ قتله     ويومَ حسينٍ كنتُ في رمسِ قابرِ(47)

وسُمع شبث بن ربعي في إمارة مصعب يقول : لا يُعطي الله أهل هذا المصر خيراً أبداً ، ولا يسدّدهم لرشد ؛ ألا تعجبون أنّا قاتلنا مع علي بن أبي طالب ، ومع ابنه من بعده آل أبي سفيان خمس سنين ، ثمّ عدونا على ابنه ـ وهو خير أهل الأرض ـ نقاتله مع آل معاوية وابن سُمية الزانية ؟! ضلال يا لك من ضلال!(48) .
وقال أبو مخنف : حدّثني نمير بن وعلة أنّ أيوب بن مشرح الخيواني كان يقول : أنا والله عقرت بالحرّ بن يزيد فرسه ... ، فقال له أشياخ من الحي : أنت قتلته ؟ قال : لا والله ما أنا قتلته ، ولكن قتله غيري ، وما أحبّ أنّي قتلته . فقال له أبو الودّاك : ولِمَ ؟ قال : إنّه كان زعموا من الصالحين . فوالله ، لئن كان إثماً لأن ألقى الله بإثم الجراحة والموقف أحبّ إليّ من أن ألقاه بإثم قتل أحد منهم ...(49) .

ندم جماعة لتركهم نصرة الإمام الحسين (عليه السّلام)
وأمّا الذين ندموا بعد ذلك لتركهم نصرة الإمام الحسين (صلوات الله عليه) فكثيرون ، لا يسعنا استقصاؤهم ، وقد تقدّم قول البراء بن عازب : أعظم بها حسرة ؛ إذ لم أشهده وأُقتل دونه(50) .
وذكروا أنّ عبد الله بن الحرّ الجعفي طلب منه الإمام الحسين (عليه السّلام) أن
ينصره فأبى ذلك واعتزل(51) ، وقد أنّبَه ابن زياد على عدم قتاله للإمام الحسين (عليه السّلام) في حديث طويل له معه حينما دخل عليه ، ثمّ خرج ابن الحرّ من مجلس ابن زياد ومضى إلى كربلاء ، فنظر إلى مصارع القوم فاستغفر لهم هو وأصحابه ، ثمّ مضى حتى نزل المدائن . وقال في ذلك :
يقولُ أميرٌ غادرٌ حقّ غادر     ألا كنتَ قاتلتَ الشهيدَ ابن فاطمه
فيا ندمي أن لا أكونَ نصرته     إلا كلّ نفسٍ لا تسدّدُ نادمه
وإنّي لأنّي لم أكن من حماته     لذو حسرةٍ ما إن تُفارقُ لازمه

في أبيات كثيرة يرثي بها الإمام الحسين (عليه السّلام) وأصحابه ، ويؤكّد على شدّة جريمة قتلهم(52) ، وله شعر آخر يتضمّن ندمه وحسرته لتقاعسه عن نصره(53) .
كما إنّ الظاهر أنّ كثيراً من التوّابين قد ندموا على ترك نَصره (عليه السّلام) مع قدرتهم عليه ، بل هم إنّما سمّوا بالتوّابين لذلك ، وإن كان الظاهر أنّ كثيراً منهم عجز عن نصر الإمام الحسين (صلوات الله عليه) ؛ لأنّ ابن زياد قد سجنه ، أو لأنّه قد سدّ الطرق بنحو يتعذّر عليه الوصول إلى الإمام الحسين (عليه السّلام) ، كما أشرنا إلى ذلك في المقدّمة .

استغلال المعارضة للفاجعة ضدّ الحكم الأموي
هذا كلّه مضافاً إلى أنّ الجريمة بأبعادها الواقعية والعاطفية قد استغلّت على أتمّ وجوه الاستغلال من قِبَل المعارضة .
وأظهرها في ذلك الوقت عبد الله بن الزبير العدوّ اللدود لأهل البيت (صلوات الله عليهم) ولعموم بني هاشم ، كما تشهد بذلك مواقفه المشهورة ، وقد أشرنا لبعضها في المقدّمة(54) ، ويأتي الإشارة لبعضها في الموضع المناسب .
ومع ذلك فقد حاول أن يستغلّ الفاجعة لصالحه ؛ فقد كان في جملة كلامه ـ بعد أن ذمّ أهل العراق عامّة والكوفة خاصّة ـ أن ذكر الإمام الحسين (عليه السّلام) فقال : ولكنّه اختار الميتة الكريمة على الحياة الذميمة ، فرحم الله حسيناً وأخزى قاتل حسين ... ، أفبعد الحسين نطمئن إلى هؤلاء القوم ، ونصدّق قولهم ، ونقبل لهم عهداً ؟! لا ولا نراهم لذلك أهلاً . أما والله ، لقد قتلوه طويلاً بالليل قيامه ، كثيراً في النهار صيامه ، أحقّ بما هم فيه منهم ، وأولى به في الدين والفضل . أما والله ، ما كان يبدل بالقرآن الغناء ، ولا بالبكاء من خشية الله الحداء ، ولا بالصيام شرب الحرام ، ولا بالمجالس في حلق الذكر الركض في تطلاب الصيد فسوف يلقون غيّاً ، يعرض بيزيد .
فثار إليه أصحابه ، فقالوا له : أيّها الرجل أظهر بيعتك ؛ فإنّه لم يبقَ أحد ـ إذ هَلك حسين ـ ينازعك هذا الأمر . وقد كان يبايع سرّاً ، ويظهر أنّه عائذ بالبيت . فقال لهم : لا تعجلوا(55) .
وهكذا حاول أن يجعل من فاجعة الطفّ مبرّراً للامتناع من بيعة يزيد ، وإنكار شرعية حكمه ، والدعوة للخروج عليه .
ولنكتف بهذا المقدار في بيان ردود الفعل السريعة من قِبَل المسلمين نتيجة هول الفاجعة ، ويأتي إن شاء الله تعالى في المبحث الثالث من الفصل الأوّل من المقصد الثاني تمام الكلام في التداعيات اللاحقة للفاجعة .
________________________________________
1 ـ فقد روي عن أبي هريرة أنّه قال : سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول : (( ليرعفن على منبري جبّار من جبابرة بني أُميّة يسيل رعافه )) . قال : فحدّثني مَنْ رأى عمرو بن سعيد بن العاص رعف على منبر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) حتى سال رعافه . مسند أحمد 2 / 522 مسند أبي هريرة ، واللفظ له ، مجمع الزوائد 5 / 240 كتاب الخلافة ، باب في أئمّة الظلم والجور وأئمّة الضلالة ، تاريخ الإسلام 5 / 204 في ترجمة عمرو بن سعيد بن العاص ، تاريخ دمشق 46 / 360 في ترجمة عمرو بن سعيد بن العاص ، البداية والنهاية 8 / 342 أحداث سنة تسع وستين من الهجرة في ترجمة الأشدق ، بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث / 194 كتاب الإمارة ، باب في ولاة السوء ، وغيرها من المصادر .
2 ـ تقدّمت مصادره في / 79 .
3 ـ تقدّمت مصادره في / 60 .
4 ـ تقدّمت مصادره في / 60 .
5 ـ تقدّمت مصادره في / 59 ـ 60 .
6 ـ تاريخ الطبري 4 / 352 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة ، واللفظ له ، تاريخ دمشق 64 / 123 في ترجمة يحيى بن الحكم بن أبي العاص ، الكامل في التاريخ 4 / 89 ـ 90 في أحداث سنة إحدى وستين ، ذكر مقتل الحسين (رضي الله عنه) ، البداية والنهاية 8 / 208 ـ 209 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة ، صفة مقتله مأخوذة من كلام أئمّة الشأن ، وغيرها من المصادر .
ونسب هذا البيت إلى عبد الرحمن بن أُمّ الحكم في مجمع الزوائد 9 / 198 كتاب المناقب ، باب مناقب الحسين بن علي (عليهما السّلام) ، والمعجم الكبير 3 / 116 ح 2848 مسند الحسين بن علي ، ذكر مولده وصفته وهيأته ، وتاريخ دمشق 34 / 316 في ترجمة عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص ، وتاريخ الإسلام 5 / 18 الطبقة السابعة ، حوادث سنة واحد وستين ، مقتل الحسين ، والوافي بالوفيات 1 / 623 ، وأنساب الأشراف 3 / 421 مقتل الحسين بن علي (عليهما السّلام) ، وغيرها من المصادر .
7 ـ تاريخ الطبري 4 / 356 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة ، واللفظ له ، الكامل في التاريخ 4 / 89 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة ، ذكر مقتل الحسين (رضي الله عنه) ، البداية والنهاية 8 / 213 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة ، صفة مقتله مأخوذة من كلام أئمّة الشأن ، تاريخ دمشق 62 / 85 في ترجمة نضلة بن عبيد ، وغيرها من المصادر .
8 ـ تاريخ الطبري 4 / 351 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة ، واللفظ له ، الكامل في التاريخ 4 / 83 في أحداث سنة إحدى وستين ، ذكر مقتل الحسين (رضي الله عنه) ، البداية والنهاية 8 / 207 ـ 208 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة ، صفة مقتله مأخوذة من كلام أئمّة الشأن ، الفتوح ـ لابن أعثم 5 / 144 ذكر عبد الله بن عفيف الأزدي ورده على ابن زياد ، المحبر / 480 ، أنساب الأشراف 3 / 413 مقتل الحسين بن علي (عليهما السّلام) ، تذكرة الخواص / 259 ، وغيرها من المصادر .
9 ـ مقتل الحسين ـ للخوارزمي 2 / 53 ، واللفظ له ، الفتوح ـ لابن أعثم 5 / 144 ذكر عبد الله بن عفيف الأزدي ورده على ابن زياد ، اللهوف في قتلى الطفوف / 96 ، وغيرها من المصادر .
10 ـ تاريخ الطبري 4 / 351 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة ، الكامل في التاريخ 4 / 83 في أحداث سنة إحدى وستين ، ذكر مقتل الحسين (رضي الله عنه) ، البداية والنهاية 8 / 208 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة ، صفة مقتله مأخوذة من كلام أئمّة الشأن ، المحبر / 480 ، الفتوح ـ لابن أعثم 5 / 145 ذكر عبد الله بن عفيف الأزدي ورده على ابن زياد ، أنساب الأشراف 3 / 414 مقتل الحسين بن علي (عليهما السّلام) ، اللهوف في قتلى الطفوف / 99 ، وغيرها من المصادر .
11 ـ الفتوح ـ لابن أعثم 5 / 145 ذكر عبد الله بن عفيف الأزدي ورده على ابن زياد ، أنساب الأشراف 3 / 414 مقتل الحسين بن علي (عليهما السّلام) ، مقتل الحسين ـ للخوارزمي 2 / 53 ـ 54 ، اللهوف في قتلى الطفوف / 97 ، وغيرها من المصادر .
12 ـ اللهوف في قتلى الطفوف / 78 ، واللفظ له ، مثير الأحزان / 58 ، بحار الأنوار 45 / 58 .
13 ـ بلاغات النساء / 23 كلام أُمّ كلثوم بنت علي (عليها السّلام) ، الفتوح ـ لابن أعثم 5 / 139 تسمية مَنْ قُتل بين يدي الحسين من ولده وإخوانه وبني عمّه (رضي الله عنهم) ، تاريخ اليعقوبي 2 / 245 مقتل الحسين بن علي ، مقتل الحسين ـ للخوارزمي 2 / 40 ، مطالب السؤول / 403 ، الأمالي ـ للمفيد / 321 ، الأمالي ـ للطوسي / 92 ، اللهوف في قتلى الطفوف / 86 ، بحار الأنوار 45 / 162 ، وغيرها من المصادر .
14 ـ بلاغات النساء / 23 ـ 24 كلام أُمّ كلثوم بنت علي (عليها السّلام) ، جمهرة خطب العرب 2 / 134خطبة السيدة أُمّ كلثوم بنت علي في أهل الكوفة بعد مقتل الحسين (عليه السّلام) ، الأمالي ـ للمفيد / 321 ، الأمالي ـ للطوسي / 91 ، والتدام النساء : ضربهنَّ وجوههنَّ في المأتم .
15 ـ الأمالي ـ للصدوق / 146 مجلس 31 رقم الحديث 3 ، وعنه في بحار الأنوار 45 / 154 .
16 ـ اللهوف في قتلى الطفوف 91 ـ 92 ، وذكر قريباً من ذلك الخوارزمي في مقتله 2 / 41 .
17 ـ التراث : ما يخلفه الرجل لورثته ، وفي مثير الأحزان / 68 : أيّ ترات ، بالتاء المثناة . وترات جمع تِرة : وهي إصابة الشخص بظلم أو مكروه ، وهو أنسب بالمقام .
18 ـ الذحول جمع ذحل وهو الثأر .
19 ـ الاحتجاج 2 / 28 ، واللفظ له ، اللهوف في قتلى الطفوف / 90 ، مثير الأحزان / 68 ، والكثكث : هو التراب وفتات الحجارة . وكذا الأثلب والإثلب .
20 ـ ترجمة الإمام الحسين (عليه السّلام) من طبقات ابن سعد / 89 ح 313 .
21 ـ تاريخ الطبري 4 / 356 ـ 357 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة ، الكامل في التاريخ 4 / 89 في أحداث سنة إحدى وستين ، ذكر مقتل الحسين (رضي الله عنه) ، الإرشاد 2 / 123 ، مثير الأحزان / 74 ، وغيرها من المصادر .
22 ـ اللهوف في قتلى الطفوف / 99
23 ـ تاريخ اليعقوبي 2 / 246 مقتل الحسين بن علي .
وقد استفاضت أحاديث الشيعة والجمهور المتضمّنة دفع النبي (صلّى الله عليه وآله) لأُمّ سلمة (رضي الله عنها) تربة ، وأعلمها أنّ الإمام الحسين (صلوات الله عليه) إذا قُتل تصير دماً ، وأنّها علمت بقتله (عليه السّلام) حينما رأت أنّ تلك التربة صارت دماً .
قال ابن الأثير : فأعلمت الناس بقتله أيضاً . الكامل في التاريخ 4 / 93 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة ، ذكر أسماء مَنْ قُتل معه ، وراجع حديث التربة المذكور في مجمع الزوائد 9 / 189 كتاب المناقب ، باب مناقب الحسين بن علي (عليهما السّلام) ، والمعجم الكبير 3 / 108 مسند الحسين بن علي ، ذكر مولده وصفته ، وتاريخ دمشق 14 / 193 في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب ، وتهذيب الكمال 6 / 409 في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب ، وتهذيب التهذيب 2 / 301 في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب ، والوافي بالوفيات 12 / 263 في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب ، وإمتاع الأسماع 12 / 238 ، والفتوح ـ لابن أعثم 4 /  327 ابتداء أخبار مقتل مسلم بن عقيل والحسين بن علي وولده وشيعته من ورائه وأهل السنّة وما ذكروا في ذلك من الاختلاف ، وغيرها من المصادر الكثيرة .
24 ـ الأمالي ـ للمفيد / 319 ، الأمالي ـ للطوسي / 90 ، مناقب آل أبي طالب ـ لابن شهرآشوب / 262 .
وعن أبي الكنود قال : ولمّا أُتي أهل المدينة مقتل الحسين خرجت ابنة عقيل بن أبي طالب ومعها نساؤها ، وهي حاسرة تلوي بثوبها وتقول :
مـاذا تقولونَ إن قـالَ النبـي لكم     مـاذا فعلــتم وأنتـم آخـرُ الأُمـمِ
بعتـرتـي وبأهلـي بعـد مفتـقدي     منهم أُسارى ومنهم ضُرّجوا بدمِ

تاريخ الطبري 4 / 357 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة ، واللفظ له ، الكامل في التاريخ 4 / 88 ـ 89 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة ، ذكر مقتل الحسين (رضي الله عنه) ، البداية والنهاية 8 / 215 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة ، صفة مقتله مأخوذة من كلام أئمّة الشأن ، المعجم الكبير 3 / 118 مسند الحسين بن علي ، ذكر مولده وصفته ، مجمع الزوائد 9 / 199 ـ 200 كتاب المناقب ، باب مناقب الحسين بن علي (عليهما السّلام) ، تاريخ دمشق 69 / 178 في ترجمة زينب الكبرى بنت علي بن أبي طالب ، وغيرها من المصادر .
25 ـ الأغاني 5 / 75 ذكر عبيد الله بن قيس الرقيات ، وقد تعرّض لبعض ذلك الزركلي في الأعلام 7 / 248 في ترجمة مصعب بن الزبير .
26ـ ينابيع المودّة 3 / 47 ، تذكرة الخواص / 267 حديث الجمال التي حمل عليها الرأس والسبايا .
27 ـ مقتل الحسين ـ للخوارزمي 2 / 76 .
28ـ اللهوف في قتلى الطفوف / 115 ، مثير الأحزان / 95 ـ 96 .
29 ـ تاريخ دمشق 68 / 95 في ترجمة رجل له صحبة ، أسد الغابة 5 / 381 في ذكر عبد الواحد بن عبد الله القرشي عن رجل من الصحابة ، تهذيب الكمال 6 / 429 في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب ، سير أعلام النبلاء 3 / 309 في ترجمة الحسين الشهيد ، الجوهرة في نسب الإمام علي وآله / 46 ، ترجمة الإمام الحسين (عليه السّلام) من طبقات ابن سعد / 82 ح 296 ، الفتوح ـ لابن أعثم 5 / 150 ، 154 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية وبعثته إليه برأس الحسين بن علي (رضي الله عنهما) ، مقتل الحسين ـ للخوارزمي 2 / 71 ـ 73 ، تذكرة الخواص / 263 ، وغيرها من المصادر الكثيرة .
30 ـ مقتل الحسين ـ للخوارزمي 2 / 61 ، اللهوف في قتلى الطفوف / 102 ـ 103 ، بحار الأنوار 45 / 273 ، وغيرها من المصادر. 31 ـ سورة الصف /  8 .
32 ـ كتاب سليم بن قيس الهلالي / 320 ـ 321 ، الاحتجاج 2 / 18 ـ 19 .
33 ـ تاريخ الطبري 4 / 345 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة ، الكامل في التاريخ 4 / 78 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة ، ذكر مقتل الحسين (رضي الله عنه) ، البداية والنهاية 8 / 204 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة ، صفة مقتله مأخوذة من كلام أئمّة الشأن ، الإرشاد 2 / 112 ، وغيرها من المصادر .
وقد قال الطبري في حديث رواه : وعُتب على عبد الله بن عمار بعد ذلك مشهده قتل الحسين ، فقال عبد الله بن عمار : إنّ لي عند بني هاشم ليداً . قلنا له : وما يدك عندهم ؟ قال : حملت على حسين بالرمح فانتهيت إليه ، فوالله لو شئت لطعنته ، ثمّ انصرفت عنه غير بعيد ، وقلت : ما أصنع بأن أتولّى قتله ؟! يقتله غيري . قال : فشدّ عليه رجّالة ممّن عن يمينه وشماله ، فحمل على مَنْ عن يمينه حتى أُذعروا ، وعلى مَنْ عن شماله حتى أُذعروا ، وعليه قميص له من خز وهو معتم . قال : فوالله ، ما رأيت مكسوراً قطّ قد قُتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشاً ولا أمضى جناناً منه ، ولا أجرأ مقدماً . والله ، ما رأيت قبله ولا بعده مثله ؛ إن كانت الرجّالة لتنكشف من عن يمينه وشماله انكشاف المعزى إذا شدّ فيها الذئب . قال : فوالله ، إنّه لكذلك ، إذ خرجت زينب ابنة فاطمة أُخته ... وهي تقول : ليت السماء تطابقت على الأرض . وقد دنا عمر بن سعد من حسين ، فقالت : يا عمر بن سعد ، أُيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه ؟! قال : فكأنّي أنظر إلى دموع عمر وهى تسيل على خدّيه ولحيته . قال : وصرف بوجهه عنها .
34 ـ مثير الأحزان / 59 ، مناقب آل أبي طالب ـ لابن شهرآشوب 3 / 260 ، اللهوف في قتلى الطفوف / 78 ـ 79 .
ومن ذلك ما رواه الطبري عن قرّة بن قيس التميمي قال : نظرت إلى تلك النسوة لمّا مررن بحسين وأهله وولده صحنَ ولطمنَ وجوههنَّ . قال : فاعترضتهنَّ على فرس ، فما رأيت منظراً من نسوة قطّ كان أحسن من منظر رأيته منهنَّ ذلك . والله ، لهنَّ أحسن من مها يبرين . قال : فما نسيت من الأشياء لا أنسى قول زينب ابنة فاطمة حين مرّت بأخيها الحسين صريعاً وهي تقول : يا محمداه ! يا محمداه ! صلّى عليك ملائكة السماء ، هذا الحسين بالعراء ، مرمّل بالدماء ، مقطّع الأعضاء . يا محمداه ! وبناتك سبايا ، وذريّتك مقتّلة تسفى عليها الصبا . قال : فأبكت والله كلّ عدوّ وصديق . تاريخ الطبري 4 / 348 ـ 349 في أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة .
35 ـ تقدّم التعرّض لبعض ذلك عند ذكر موقف أهل الكوفة حين استقبلوا العائلة الثاكلة . راجع ملحق رقم 3 .
36ـ فقد نقل ابن نما عن حميد بن مسلم أنّه قال : لمّا أُدخل رهط الحسين (عليه السّلام) على عبيد الله بن زياد ـ لعنهما الله ـ أذن للناس إذناً عاماً . وجيء بالرأس فوضِع بين يديه ، وكانت زينب بنت علي (عليهما السّلام) قد لبست أردأ ثيابها وهي متنكّرة ، فسأل عبيد الله عنها ثلاث مرّات ، وهي لا تتكلّم . قيل له : إنّها زينب بنت علي بن أبي طالب ، فاقبل عليها ، وقال : الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم ، وأكذب أحدوثتكم .
فقالت : الحمد الذي أكرمنا بمحمد (صلّى الله عليه وآله) وطهرنا تطهيراً ، [لا كما تقول أنت . تاريخ الطبري] إنّما يُفتضح الفاسق ، ويُكذب الفاجر ، وهو غيرنا .
فقال : كيف رأيتِ صنع الله بأهل بيتكِ ؟
قالت : ما رأيت إلاّ جميلاً ، هؤلاء قوم كُتب عليهم القتل ؛ فبرزوا إلى مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم ، فتُحاج وتُخاصم ، فانظر لمَنْ الفلج ، هبلتك أُمّك يابن مرجانة .
فغضب ابن زياد ، [وكأنّه هم بها . اللهوف ، مقتل الحسين (عليه السّلام) ] ، وقال له عمرو بن حريث : إنّها امرأة ، ولا تُؤاخذ بشيء من منطقها .
فقال ابن زياد : لقد شفاني الله من طغاتكِ والعصاة المردة من أهل بيتكِ .
فبكت ، ثمّ قالت : لقد قتلت كهلي ، [وأبّرت أهلي . الطبري] وقطعت فرعي ، واجتثثت أصلي . فإن تشفّيت بهذا فقد اشتفيت . مثير الأحزان / 70 .
راجع الأمالي ـ للصدوق / 229 ، والإرشاد 2 / 115 ، وإعلام الورى بأعلام الهدى 1 / 471 ـ 472 ، واللهوف في قتلى الطفوف / 93 ـ 94 ، وتجده مع اختلاف يسير في تاريخ الطبري 4 / 349 ـ 350 في أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة ، والكامل في التاريخ 4 / 81  ـ 82 في أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة ، ذكر مقتل الحسين (عليه السّلام) ، والبداية والنهاية 8 / 210 في أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة ، صفة مقتله مأخوذة من كلام أئمّة الشأن ، والفتوح ـ لابن أعثم 5 / 142 ذكر دخول القوم على عبيد الله بن زياد ، ومقتل الحسين ـ للخوارزمي 2 / 42 ، وغيرها من المصادر
37 ـ قال الخوارزمي : ثمّ أُتي بهم حتى أقيموا على درج باب المسجد الجامع حيث يُقام السبي ، وإذا شيخ أقبل حتى دنا منهم قال : الحمد لله الذي قتلكم وأهلككم ، وأراح العباد من رجالكم ، وأمكن أمير المؤمنين منكم .
فقال له علي بن الحسين (عليه السّلام) : (( يا شيخ ، هل قرأت القرآن ؟ )) .
قال : نعم .
قال : (( هل قرأت هذه الآية ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) ؟ )) .
قال الشيخ : قرأتها .
قال : (( فنحن القربى يا شيخ . وهل قرأت هذه الآية ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) ؟ )) .
قال : نعم .
قال : (( فنحن أهل البيت الذي خُصصنا بآية الطهارة )) .
فبقي الشيخ ساكتاً ساعة نادماً على ما تكلّم به ، ثمّ رفع رأسه إلى السماء فقال : اللّهمّ إنّي أتوب إليك من بغض هؤلاء ، وإنّي أبرأ إليك من عدوّ محمد وآل محمد من الجنّ والإنس .
مقتل الحسين ـ للخوارزمي 2 / 61 ـ 62 ، وقد ذكر القصّة باختلاف يسير في اللهوف في قتلى الطفوف / 102 ـ 103 ، وفي تفسير الطبري 25 / 33 ، وتفسير الثعلبي 8 / 311 ، وتفسير ابن كثير 4 / 121 ، وروح المعاني ـ للآلوسي 25 / 31 ، والدرّ المنثور 6 / 7 ، وغيرها من المصادر .
38 ـ قال ابن الجوزي : وكان علي بن الحسين والنساء موثقين في الحبال ، فناداه علي : يا يزيد ، ما ظنّك برسول الله لو رآنا موثقين في الحبال ، عرايا على أقتاب الجمال ؟! فلم يبقَ في القوم إلاّ مَنْ بكى . تذكرة الخواص / 162 ، واللفظ له ، الأنوار النعمانية 3 / 251 نور في بعض أحوال واقعة الطفوف ، اللهوف في قتلى الطفوف / 101 .
وروى الخوارزمي كلام له (عليه السّلام) مع يزيد أشدّ من هذا لا يسعنا ذكره لطوله . مقتل الحسين ـ للخوارزمي 2 / 63 .
39 ـ راجع ملحق رقم 4 ، وتقدّم بعض خطبتها المذكورة في / 80 ، ويأتي لها معه كلام آخر في / 242 .
40 ـ راجع ملحق رقم 5 .
41 ـ ملحقات إحقاق الحقّ 33 / 699 عن مختصر تذكرة القرطبي ـ للشعراني / 222 .
42 ـ مقتل الحسين ـ للخوارزمي 2 / 40 .
43 ـ معجم ما استعجم 3 / 950 عند ذكر (العقر) ، ومثله مع اختلاف يسير في تاريخ الإسلام 7 / 8 في حوادث سنة اثنتين ومئة ، ووفيات الأعيان 6 / 308 ، و4 / 109 وقد نسبه فيه إلى كثير ، وكذا نسبه في الوافي بالوفيات 24 / 248 .
44 ـ تذكرة الخواص / 259 ، أنساب الأشراف 3 / 414 ـ 415 مقتل الحسين بن علي (عليهم السّلام) ، الأخبار الطوال / 260 نهاية الحسين .
45 ـ تذكرة الخواص / 259 .
46 ـ تاريخ دمشق 45 / 54 في ترجمة عمر بن سعد ، واللفظ له ، ترجمة الإمام الحسين (عليه السّلام) من طبقات ابن سعد / 88 ح 307 ـ 308 .
47 ـ تاريخ الطبري 4 / 330 في أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة .
48 ـ تاريخ الطبري 4 / 332 في أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة ، واللفظ له ، الكامل في التاريخ 4 / 68 ـ 69 في أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة ، ذكر مقتل الحسين (رضي الله عنه) .
49 ـ تاريخ الطبري 4 / 333 في أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة .
50 ـ تقدّم في / 25 .
51 ـ تاريخ دمشق 37 / 421 في ترجمة عبيد الله بن الحرّ بن عمرو ، الفتوح ـ لابن أعثم 6 / 301 ابتداء خبر عبيد الله بن الحرّ الجعفي ، ترجمة الإمام الحسين (عليه السّلام) من طبقات ابن سعد / 93 في تتمة حديث سابق بعد حديث برقم 329 .
52 ـ تاريخ الطبري 4 / 359 ـ 360 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة ، واللفظ له ، البداية والنهاية 8 / 229 في شيء من أشعاره التي رويت عنه ، تاريخ دمشق 37 / 420 في ترجمة عبيد الله بن الحر بن عمرو ، الفتوح ـ لابن أعثم 6 / 302 ابتداء خبر عبيد الله بن الحرّ الجعفي .
53 ـ تاريخ دمشق 37 / 421 في ترجمة عبيد الله بن الحرّ بن عمرو ، ترجمة الإمام الحسين (عليه السّلام) من طبقات ابن سعد / 94 ، 96 .
54 ـ تقدّم في / 64 .
55 ـ تاريخ الطبري 4 / 364 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة ، ذكر سبب عزل يزيد عمرو بن سعيد عن المدينة وتوليته عليها الوليد بن عتبة ، واللفظ له ، الكامل في التاريخ 4 / 98 ـ 99 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة ، ذكر ولاية الوليد بن عتبة المدينة والحجاز وعزل عمرو بن سعيد ، وقد اقتصر ابن الجوزي على ذكر خطبة ابن الزبير في تذكرة الخواص / 268 .




أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page