• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

فيما من شأنه أن يترتّب على انحراف مسار السلطة في الإسلام لو لم يكبح جماحها

 

المبحث الأوّل
فيما من شأنه أن يترتّب على انحراف مسار
السلطة في الإسلام لو لم يكبح جماحها


من الطبيعي أن يجري الله (عزّ وجلّ) في دين الإسلام القويم تشريعاً على سنن الأديان السابقة ، فلا يتركه بعد ارتحال النبي (صلّى الله عليه وآله) للرفيق الأعلى عرضة للاختلاف والاجتهادات المتضاربة ، بل يوكله للمعصومين الذين يؤمن عليهم الخطأ والاختلاف .
بل هو أولى من الأديان السابقة بذلك بعد أن كان هو الدين الخاتم الذي لا ينتظر أن يشرّع بعده دين ونبوّة تصحّح الأخطاء والخلافات التي تحصل بين معتنقيه ، كما تصدّى هو لتصحيح الأخطاء والخلافات التي حصلت بين معتنقي الأديان السابقة عليه .
قال الله (عزّ وجلّ) : ( تَاللهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )(1) .
وقال تعالى : ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ * وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ )(2) .
وقال سبحانه : ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ )(3) ... إلى غير ذلك .
وقد كان المعصومون الذين أوكل الله تعالى دينه العظيم إليهم ، وجعلهم مرجعاً للأُمّة فيه ، هم الأئمّة الاثني عشر من أهل البيت (عليهم السّلام) ، أوّلهم الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وآخرهم إمام العصر والزمان الحجّة بن الحسن المهدي المنتظر (صلوات الله عليهم أجمعين) .
ولسنا الآن بصدد إثبات ذلك ، بل هو موكول لعلم الكلام ، وكتب العقائد الكثيرة ، ومنها كتابنا (أصول العقيدة) .
ولأهمية أمر الإمامة في الدين فقد أكّد الكتاب المجيد والسُنّة النبويّة الشريفة على أمور :

وجوب معرفة الإمام والإذعان بإمامته
الأوّل : وجوب معرفة الإمام والبيعة له ؛ فقد استفاض عن النبي (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال : (( مَنْ مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ))(4) ، أو : (( مَنْ مات بغير إمام مات ميتة جاهلية ))(5) ، أو : (( مَنْ مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة
جاهلية ))(6) ، أو نحو ذلك .

وجوب طاعة الإمام وموالاته والنصيحة له
الثاني : وجوب الطاعة لأولياء أمور المسلمين وأئمّتهم ، وموالاتهم والنصيحة لهم . قال الله (عزّ وجلّ) : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ )(7) .
وقال النبي (صلّى الله عليه وآله) في خطبته في مسجد الخيف : (( ثلاث لا يغلّ عليهنّ قلب امرئ مسلم : إخلاص العمل لله ، والنصيحة لأئمّة المسلمين ، واللزوم لجماعتهم ؛ فإنّ دعوتهم محيطة من ورائهم ... ))(8) ... إلى غير ذلك ممّا يفوق حدّ الإحصاء .

لزوم جماعة المسلمين والمؤمنين وحرمة التفرّق
الثالث : لزوم جماعة الأئمّة التي هي جماعة المؤمنين ، واتّباع سبيلهم ،
والنهي عن الاختلاف والتفرّق ، قال الله تعالى : ( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا )(9) .
وقال (عزّ وجلّ) : ( وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )(10) .
وقال سبحانه : ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ )(11) .
وكذا ما سبق من خطبة النبي (صلّى الله عليه وآله) في مسجد الخيف ، وقوله (صلّى الله عليه وآله) : (( لا ترجعوا بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ))(12) .
وعنه (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال : (( أنا آمركم بخمس ، الله أمرني بهنّ : بالجماعة ، والسمع ، والطاعة ، والهجرة ، والجهاد في سبيل الله ؛ فإنّه مَنْ خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه ، إلى أن يرجع ... ))(13) ... إلى غير ذلك .
وقد أجمع الجمهور على حرمة الخروج على الإمام العادل ـ فضلاً عن المعصوم ـ وأنّ الخارج عليه باغٍ يجب على المسلمين قتاله حتى يفيء للطاعة .
قال الله (عزّ وجلّ) : ( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ )(14) .

أهمية هذه الأمور في نظم أمر الدين والمسلمين
وبالتأكيد على هذه الأمور يُقطع الطريق تشريعياً على مَنْ يحاول زرع الأشواك في طريق الإمام المعصوم وإتعابه ، وعلى مَنْ يتوهّم أو يختلق المبرّرات لمخالفة أمره ، فضلاً عن الخروج عليه والانحياز عن جماعته .
وهو أمر ضروري في مسيرة دولة الحقّ ؛ لأنّ الدولة لا تقوم إلاّ بالطاعة المطلقة ، إذ كثيراً ما يخفى على الرعية وجه الحكمة في موقف الإمام المعصوم من الأحداث . نظير ما حدث للمسلمين مع النبي (صلّى الله عليه وآله) في صلح الحديبية وغيره .
فإذا فتح باب الاجتهاد والخلاف على الإمام عاقه ذلك عن أداء وظيفته ، وتيسّر للمنحرفين والنفعيين اختلاق المبرّرات لمخالفته والخروج عليه ، كما هو ظاهر ، وقد حاولنا توضيح ذلك عند الاستدلال على وجوب عصمة الإمام من كتابنا (أصول العقيدة) .

طاعة الإمام المعصوم مأمونة العاقبة على الدين والمسلمين
كما إنّ الطاعة المذكورة مأمونة العاقبة على الدين والمسلمين بعد فرض
عصمة الإمام ، وكونه مسدّداً من قبل الله (عزّ وجلّ) .
كما قالت الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (صلوات الله عليه) في بيان حال الأُمّة لو وليها أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسّلام) : (( وتالله ، لو مالوا عن المحجّة اللائحة ، وزالوا عن قبول الحجّة الواضحة ، لردّهم إليها وحملهم عليها ، ولسار بهم سيراً سجحاً لا يكلم حشاشه ، ولا يكِلّ سائره ، ولا يمُلّ راكبه ، ولأوردهم منهلاً نميراً صافياً روياً تطفح ضفتاه ، ولا يترنق جانباه ، ولأصدرهم بطاناً ، ونصح لهم سراً وإعلاناً ))(15) .

طاعة الإمام ولزوم جماعته مدعاة للطفّ الإلهي
بل الطاعة المذكورة مدعاة للطفّ الإلهي والفيض الربّاني على الأُمّة بعد أن اجتمعت على طاعة الله (عزّ وجلّ) ، وانضمّت تحت راية عدله التي رفعها له. كما قال الله (عزّ وجلّ) : ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ )(16) .
وقال سبحانه تعالى : ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ * وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم )(17) .
وقال سلمان الفارسي : لو بايعوا علياً لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم(18) .
وقال أبو ذر ّ: أما لو قدّمتم مَنْ قدّم الله ، وأخّرتم من أخّر الله ، وأقررتم الولاية والوراثة في أهل بيت نبيّكم ، لأكلتم من فوق رؤوسكم ومن
تحت أقدامكم(19) .

انحراف مسار السلطة في الإسلام
لكن أمر الإسلام عملياً بعد النبي (صلّى الله عليه وآله) لم يجرِ على ما أراده الله (عزّ وجلّ) ورسوله (صلّى الله عليه وآله) ، بل تعثّرت الأُمّة في طريقها ، وانحرفت عن خطّ أهل البيت (صلوات الله عليهم) ، وخرجت بالسلطة عنهم ، وعن الالتزام بالنصّ على الإمام المعصوم ، بل من دون نظام بديل حتى لو لم يكن إلهي .
وصار المعيار في الإمامة البيعة ولو بالقسر والقهر ـ مهما كانت منزلة المبايَع نسباً ، وأثراً في الإسلام ، وسلوكاً في نفسه ومع الناس ـ اعترافاً بالأمر الواقع ورضوخاً له .

إنكار أمير المؤمنين والزهراء (عليهما السّلام) لِما حصل
وقد وقف أمير المؤمنين الإمام علي (صلوات الله عليه) وخاصة أصحابه ممّن ثبت معه موقف المنكر لذلك ؛ إقامة للحجّة .
كما استثمرت الصديقة سيّدة النساء فاطمة الزهراء (صلوات الله عليه) حصانتها نسبياً فدعمت موقفهم ، وأصحرت بالشكوى والإنكار لِما حصل في خطبتيها الجليلتين(20) ، وأحاديثها ومواقفها الصلبة في بقيّة عمرها القصير ، وأيّامها القليلة ، وأصرّت على ذلك حتى قضت نحبها في تفاصيل كثيرة لا يسع المقام استقصاءها .

اضطرار أمير المؤمنين (عليه السّلام) للمسالمة
ثمّ اضطر أمير المؤمنين (عليه السّلام) وخاصة أصحابه للسكوت والمسالمة بعد أن ظهر إصرار المستولين على السلطة وعنفهم ؛ حفاظاً منه (صلوات الله عليه) على كيان الإسلام العام من الانهيار ، وإبقاءً منه (عليه السّلام) على حياته وحياة البقيّة الصالحة ؛ لتؤدّي دورها في التعريف بالدين الصحيح ، والدعوة له عندما يتيسّر لهم ذلك على ما ذكرناه في خاتمة كتابنا (أصول العقيدة) .

أثر الفتوح في تركز الإسلام واحترام رموز السلطة
ولم تمضِ مدّة طويلة حتى توجّه المسلمون للحروب خارج الجزيرة العربية ، وكانت نتيجتها الفتوح الكبرى ، وما استتبعها من الغنائم العظيمة التي لم يكونوا يحلمون بها ، ثمّ الشعور بالعزّة والرفعة ؛ فتركز الإسلام وحسن في نفوسهم ، وفرض احترامه على العالم ، واتّسعت رقعته ، وتوطّدت أركانه في الأرض ، ودخلت فيه الشعوب المختلفة .
ومن الطبيعي ـ بعد ذلك ـ أن لا يُعرف من الإسلام ولا يُحترم إلاّ الإسلام الذي تحقّق به الفتح الذي ابتنت الخلافة والحكم فيه على الخروج على النظام الإلهي ، واعتماد القوّة ؛ فصار له ولرموزه المكانة العُليا في النفوس .
وأكّد ذلك الخطوات التي خطتها السلطة في سبيل فرض احترامه ، وتثبيت شرعيته ، بل تقديسه ، ممّا يأتي التعرّض له إن شاء الله تعالى .

غياب الإسلام الحقّ ورموزه عن ذاكرة المسلمين
وصار الإسلام الحقّ غريباً على جمهور المسلمين ، وجُهل مقام رموزه وحملته ، بالرغم ممّا لهم من مقام ديني رفيع نوّه عنه النبي (صلّى الله عليه وآله) بصورة مكثفة ،
وأنّ لهم أعظم الأثر في الإسلام .
وحتى في تلك الحروب ـ التي كانت نتيجتها الفتوح الكبرى ـ دعماً وتوجيهاً ومشاركة ؛ اهتماماً منهم بكيان الإسلام العام من أجل أن تصل دعوته إلى العالم ، وتتعرّف عليه الأُمم المختلفة ، ويأخذ موقعه من نفوسها ، وإن استغلّت السلطة الرسمية القائمة ذلك كلّه لصالحها ، وتثبيت موقعها ، وفرض احترامها .

دعم أمير المؤمنين (عليه السّلام) السلطة اهتماماً بكيان الإسلام
فمثلاً يظهر من بعض الروايات أنّ شعور جمهور الصحابة بعدم شرعية الانحراف الذي حصل جعلهم يتوقّفون عن الحرب في ظلّ السلطة الجديدة في حروب الردّة في الجزيرة العربية ، فضلاً عن غزو الكفّار فيها وفي خارجها ؛ وقد أوجب ذلك توقّف النشاط العسكري الإسلامي ، وتعرّض الإسلام للخطر .
فاضطر أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسّلام) لدعم السلطة ؛ من أجل إضفاء الشرعية على القتال تحت ظلّها .
فقد روى المدائني عن عبد الله بن جعفر بن عون قال : لمّا ارتدّت العرب مشى عثمان إلى علي ، فقال : يابن عم ، إنّه لا يخرج أحد إليّ .
فقال : [إلى قتال. صح] هذا العدو ، وأنت لم تُبايع ؟ فلم يزل به حتى مشى إلى أبي بكر ، فقام أبو بكر إليه واعتنقه ، وبكى كلّ واحد إلى صاحبه ، فبايعه . فسرّ المسلمون ، وجدّ الناس في القتال ، وقطعت البعوث(21) .
وقال (صلوات الله عليه) في كتابه إلى أهل مصر : (( فما راعني إلاّ انثيال الناس على فلان يُبايعونه ، فأمسكت يدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت
عن الإسلام يدعون إلى محق دين محمد (صلّى الله عليه وآله) ، فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلماً أو هدماً تكون المصيبة به عليّ أعظم من فوت ولايتكم ... ؛ فنهضت في تلك الأحداث حتى زاح الباطل وزهق ، واطمأنّ الدين وتنهنه ))(22) .
وقال اليعقوبي : وأراد أبو بكر أن يغزو الروم ، فشاور جماعة من أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، فقدّموا وأخّروا .
فاستشار علي بن أبي طالب فأشار أن يفعل ، فقال : (( إن فعلت ظفرت )) .
فقال : بشرت بخير(23) .
وكان (صلوات الله عليه) يسعفهم بتوجيهاته وصائب رأيه .
فمثلاً لمّا استشاره عمر في الخروج لحرب الروم أشار عليه بترك الخروج(24) ، وكذا لمّا استشاره في الخروج لحرب الفرس(25) ، كما أوضح له آلية الحرب ، وكيفية تجنيد المسلمين لها(26) .
وما أكثر ما جنّبهم المآزق حتى تكرّر عن عمر أنّه كان يتعوّذ من معضلة ليس لها أبو الحسن(27) .
وقال : لولا علي لهلك عمر(27) ... إلى غير ذلك ممّا هو كثير جدّاً ، ويسهل على الباحث الاطّلاع عليه(28) .
كما إنّه قد اشترك جماعة من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السّلام) وخواصه في تلك الحروب ، كسلمان الفارسي والمقداد بن الأسود الكندي ، وحذيفة بن اليمان وعبادة بن الصامت وغيرهم (رضي الله عنهم) ، وكان لهم الرأي الصائب والتدبير الحسن والأثر المحمود .
إلاّ أنّ ذلك إنّما يعرفه الخاصّة دون عامّة الناس ، ومَنْ عرفه من العامّة نسبه للسلطة ، واعتبرهم واجهة له كغيرهم ممّن تعاون معها وسار في ركابها ، من دون أن يعرف لهذه الجماعة الصالحة مقامها الرفيع في الإسلام ، وجهادها من أجله في عهد النبي (صلّى الله عليه وآله) ، وتضحيتها وجهودها في الحفاظ على كيانه ونشره في الأرض بعد ذلك ، ولا يحترمها نتيجة ذلك في نفسها .
كما يناسب ذلك ما يأتي من جندب بن عبد الله الأزدي عن موقف أهل الكوفة في أعقاب الشورى من حديثه في بيان مقام أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) وفضله(29) .
وكذلك قول معاوية بن أبي سفيان لعمّار بن ياسر لمّا بدأ الإنكار من المسلمين على عثمان في مجلس يضم جمعاً من الصحابة : يا عمّار ، إنّ بالشام مئة ألف فارس كلّ يأخذ العطاء مع مثلهم من أبنائهم وعبدانهم لا يعرفون علياً وقرابته ، ولا عمّاراً ولا سابقته(30) .

تقييم أمير المؤمنين (عليه السّلام) للأوضاع
وقد أوضح أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) ذلك في حديث له ، قال فيه : (( إنّ العرب كرهت أمر محمد (صلّى الله عليه وآله) ، وحسدته على ما آتاه الله من فضله ، واستطالت أيامه حتى قذفت زوجته ، ونفّرت به ناقته ، مع عظيم إحسانه إليها ، وجسيم مننه عندها ، وأجمعت مذ كان حيّاً على صرف الأمر عن أهل بيته .
ولولا أنّ قريشاً جعلت اسمه ذريعة إلى الرياسة ، وسُلّماً إلى العزّ والإمرة لما عبدت الله بعد موته يوماً واحداً ، ولارتدّت في حافرتها ، وعاد قارحها جذعاً ، وبازلها بكراً .
ثمّ فتح الله عليها الفتوح فأثرت بعد الفاقة ، وتموّلت بعد الجهد والمخمصة ؛ فحسن في عيونها من الإسلام ما كان سمجاً ، وثبت في قلوب كثير منها من الدين ما كان مضطرباً ، وقالت : لولا أنّه حقّ لما كان كذا .
ثمّ نسبت تلك الفتوح إلى آراء ولاتها ، وحسن تدبير الأمراء القائمين بها ، فتأكّد عند الناس نباهة قوم وخمول آخرين .
فكنّا ممّن خمل ذكره ، وخبت ناره ، وانقطع صوته وصيته حتى أكل الدهر علينا وشرب ، ومضت السنون والأحقاب بما فيها ، ومات كثير ممّن يعرف ، ونشأ كثير ممّن لا يعرف ... ))(31) .
وقد قام الولاة ومَنْ دعمهم في سبيل فرض احترامهم ، وتوطيد أركان حكمهم ، وإضفاء الشرعية عليها ، بأمور خطيرة .

استغلال الألقاب المناسبة لشرعية السلطة ونقلها عن أهلها
الأمر الأوّل : إضفاء الألقاب المناسبة لشرعية الحكم ديني ، مثل : (خليفة رسول الله)(32) ، و (أمير المؤمنين) ، و (ولي رسول الله)(33) .
وتأكيداً لذلك تختّم عمر وأبو بكر وعثمان بخاتم النبي (صلّى الله عليه وآله) الذي كان نقشه : (محمد رسول الله) ، وكان يوقّع به في كتبه للأعاجم ، أو بما هو
مثله في النقش(34) .
وحُمل أبو بكر(35) وعمر(36) بعد موتهما على السرير الذي حُمل عليه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، كما إنّ من المعلوم أنّه دُفن هو وعمر مع النبي (صلّى الله عليه وآله) في حجرته .
بل تمادت السلطة وأتباعها فوصفوا الحاكم بأنّه (خليفة الله)(37) ، و (سلطان الله في الأرض)(38) ، ونحو ذلك .
وقد روى راشد بن سعد أنّ عمر أتي بمال فجعل يقسّم بين الناس ، فازدحموا عليه ، فأقبل سعد بن أبي وقّاص يزاحم الناس حتى خلص إليه ، فعلاه عمر بالدرّة ، قال : إنّك أقبلت لا تهاب سلطان الله في الأرض ، فأحببت أن
أعلمك أنّ سلطان الله لن يهابك(39) .
وفي كتاب عثمان إلى الأمراء يتحدّث عن الجماعة المحاصرين له قالوا : لا نرضى إلاّ بأن تعتزلنا ، وهيهات لهم والله من أمر ينال به الشيطان فيما بعد اليوم من سلطان الله حاجته ... .
ولما قدم الكتاب عليهم قام معاوية فخطب الناس وكان فيما قال : انهضوا إلى سلطان الله فأعزوه يعزكم وينصركم ... .
وخطب أبو موسى فكان فيما قال : وإنّما قوام هذا الدين السلطان ، بادروا سلطان الله لا يُستذل ...(40) .
وأخذ عبد الله بن سلام ينهى المحاصرين لعثمان عن قتله ، وكان فيما قال : ... ويلكم إنّ سلطان الله اليوم يقوم بالدرّة ، وإن قتلتموه لم يقم إلاّ بالسيف(41) .
وقال معاوية في خلافته : الأرض لله ، وأنا خليفة الله ، فما أخذت فلي ، وما تركته للناس فبفضل منّي(42) .
وقال جويرية بن أسماء : قدم أبو موسى الأشعري على معاوية في برنس أسود ، فقال : السّلام عليك يا أمين الله .
قال : وعليك السّلام .
فلمّا خرج قال
معاوية : قدم الشيخ لأولّيه ، والله لا أولّيه(43) .
وخطب زياد بن أبيه فقال في جملة ما قال : أيّها الناس ، إنّا أصبحنا لكم ساسة ، وعنكم ذادة ، نسوسكم بسلطان الله الذي أعطانا ، ونذود عنكم بفيء الله الذي خوّلنا ، فلنا عليكم السمع والطاعة فيما أحببنا ...(44) .
وفي كتاب الوليد بن يزيد بن عبد الملك إلى رعيته بعد أن ذكر النبي (صلّى الله عليه وآله) قال : فأبان الله به الهدى ... ، ثمّ استخلف خلفاءه على منهاج نبوّته حين قبض نبيّه (صلّى الله عليه وآله) ... ، فتتابع خلفاء الله على ما أورثهم الله عليه من أمر أنبيائه ، واستخلفهم عليه منه ، لا يتعرض لحقّهم أحد إلاّ صرعه الله ، ولا يُفارق جماعتهم أحد إلاّ أهلكه الله ... ، وكذلك صنع الله ممّن فارق الطاعة التي أمر بلزومها والأخذ بها ... ، فبالخلافة أبقى الله مَنْ أبقى في الأرض من عباده ، وإليها صيّره ، وبطاعة مَنْ ولاّه إيّاها سَعُد مَنْ أكرمها ونصرها ... ، فمَنْ أخذ بحظّه منها كان لله ولي ، ولأمره مطيع ... ، ومَنْ تركها ورغب عنها وحادّ الله فيها أضاع نصيبه ، وعصى ربّه ، وخسر دنياه وآخرته ... ، والطاعة رأس هذا الأمر وذروته ، وسنامه وزمامه ، وملاكه وعصمته وقوامه بعد كلمة الإخلاص لله التي ميّز بها بين العباد ... إلى آخر ما في هذا الكتاب ممّا يجري مجرى ذلك(45) .

عدم شرعية استغلال السلطة لهذه الألقاب
مع إنّ من المعلوم أنّ نظام الحكم عند رموز الجمهور يبتني على عدم النصّ من الله (عزّ وجلّ) ، ولا من رسوله (صلّى الله عليه وآله) على شخص الحاكم ، أو تحديده بنحو منضبط ؛ بحيث يتعيّن في شخص خاص ، ليتّجه نسبة الخليفة لله (عزّ وجلّ) أو لرسوله (صلّى الله عليه وآله) وإضافته لهم .
وقد أشار إلى ذلك العباس بن عبد المطلب في جوابه لأبي بكر في حديث بينهما طويل ، حينما عرض عليه أبو بكر أن يجعل له ولعقبه من بعده نصيباً في الخلافة من أجل أن يقطعه عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) ويضعف حجّته ، حيث قال العباس له في جملة ما قال : وما أبعد تسميتك بخليفة رسول الله من قولك خلى على الناس أمورهم ليختاروا فاختاروك !(46) .
ولمّا أرسلوا لأمير المؤمنين (صلوات الله عليه) يطلبون منه أن يحضر ليبايع أبا بكر ، وقيل له : خليفة رسول الله يدعوك . قال (عليه السّلام) : (( لسريع ما كذبتم على رسول الله ))(47) .

اختصاص لقب أمير المؤمنين بالإمام علي (عليه السّلام)
كما إنّ لقب (أمير المؤمنين) من مختصّات الإمام علي (صلوات الله عليه) على ما ورد عن أئمّة أهل البيت (صلوات الله عليهم) فيما رواه عنهم شيعتهم(48) ،
وحتى بعض الجمهور(49) ، بل في بعض روايات الجمهور أنّه اسم سمّاه به جبرئيل ، كما سمّاه الله (عزّ وجلّ) به(50) ، وأنّه ينادى به يوم القيامة(51) .
وورد أيضاً أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قد أطلقه عليه في عدّة مواضع(52) ، بل في حديث بريدة : أمرنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أن نُسلّم على علي بأمير المؤمنين ، ونحن سبعة ، وأنا أصغر القوم يومئذٍ(53) .
ولذا ورد عن أبي ذرّ (رضي الله عنه) أنّه حينما مرض أوصى لأمير المؤمنين علي (صلوات الله عليه) ، فقيل له : لو أوصيت إلى أمير المؤمنين عمر لكان أجمل لوصيتك من علي .
فقال : والله ، لقد أوصيت إلى أمير المؤمنين حقاً ، وإنّه والله
أمير المؤمنين ...(54 .
ونحوه ما رواه ابن مردويه بسنده عن معاوية بن ثعلبة قال : دخلنا على أبي ذرّ (رضي الله عنه) نعوده في مرضه الذي مات فيه ، فقلنا : أوصِ يا أبا ذرّ .
قال : قد أوصيت إلى أمير المؤمنين .
قال : قلنا : عثمان ؟
قال : لا ، ولكن إلى أمير المؤمنين حقاً ، أمير المؤمنين والله ، إنّه لَرِبيّ الأرض ، وإنّه لَرَباني هذه الأُمّة ...(55) .
وعن أبي شريح ، أنّه قال : أتى حذيفة بالمدائن ونحن عنده أنّ الحسن وعمّاراً قدما الكوفة يستنفران الناس إلى علي ، فقال حذيفة : إنّ الحسن وعمّاراً قدما يستنفرانكم ، فمَنْ أحبّ أن يلقى أمير المؤمنين حقّاً حقّاً فليأتِ إلى علي بن أبي طالب(56) .
وعن حذيفة أيضاً أنّه لمّا كتب إليه أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، وأقرّه على عمله بالمدائن بعد قتل عثمان ، قام خطيباً في الناس ، وقال في جملة ما قال : أيّها الناس ، إنّما وليّكم الله ورسوله وأمير المؤمنين حقّاً حقّاً ، وخير مَنْ نعلمه بعد نبيّنا ...(57) .  

تحجير السلطة على السُنّة النبويّة
الأمر الثاني ممّا قام به الولاة في سبيل دعم سلطانهم : التحجير على السُنّة النبويّة ، بمنع تدوينها(58) ، وحرق ما دوّن منها(59) ، ومنع الحديث عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إلاّ بما يتناسب مع نهج الحاكم ورغبته حتى حبس عمر عبد الله بن مسعود وأبا ذرّ(60) ، الذي قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في حقّه : (( ما أظلّت الخضراء ، ولا أقلّت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذرّ ))(61) .
وعن عبد الرحمن بن عوف أنّه قال : والله ، ما مات عمر حتى بعث إلى أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فجمعهم من الآفاق : عبد الله وحذيفة وأبي الدرداء وأبي ذرّ وعقبة بن عامر ، فقال : ما هذه الأحاديث التي أفشيتم عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله)
في الآفاق ؟!
فقالوا : أتنهانا ؟
قال : لا ، أقيموا عندي ، لا والله ، لا تُفارقوني ما عشت ، فنحن أعلم ما نأخذ ونردّ عليكم(62) .

قسوة السلطة في تنفيذ مشروعها
ويبدو من بعض الروايات أنّ الأمر بلغ من الشدّة حدّاً كُمّت معه الأفواه .
ففي حديث مطرف قال : بعث إليّ عمران بن حصين في مرضه الذي توفي فيه ، فقال : إنّي كنت محدّثك بأحاديث ، لعلّ الله أن ينفعك بها بعدي ؛ فإن عشت فاكتم عنّي ، وإن متّ فحدّث بها إن شئت ، إنّه قد سلم عليّ إنّ نبي الله (صلّى الله عليه وآله) قد جمع بين حجّة وعمرة ، ثمّ لم ينزل بها كتاب ، ولم ينه عنها نبي الله (صلّى الله عليه وآله) ، قال رجل فيها برأيه ما شاء(63) .
بل يبدو إنّ الأمر تجاوز ذلك إلى منع العلم والثقافة إلاّ ما بذلته السلطة بحيث لا يحقّ لأحد أن يطلب العلم ويسأل إلاّ في حدود خاصة ، ومَنْ حاول ما خرج عن ذلك لا يقتصر على منعه ، بل يُنهك عقوبة ونكالاً ؛ ليكون عبرة لغيره ، فلا يتجرّأ على البحث والسؤال .
فقد تظافرت النصوص أنّ صبيغاً سأل عن متشابه القرآن فعزّره عمر(64) ،
بل في بعضها أنّه أنهكه عقوبة وأضرّ به(65) .
وفي بعضها أنّه منع المسلمين من مجالسته(66) ، ومن عيادته إذا مرض(67) ، وحرمه عطاءه ورزقه(68) .
وعن بعضهم قال : رأيت صبيغ بن عسل بالبصرة كأنّه بعير أجرب يجيء إلى الحلقة ويجلس وهم لا يعرفونه ، فتناديهم الحلقة الأخرى : عزمة أمير المؤمنين عمر ، فيقومون ويدعونه(69) .

سيرة عمر أيّام ولايته
وذلك يناسب ما هو المعلوم من شدّة عمر وسطوته .
كما أجاب بذلك عبد الرحمن بن عوف أبا بكر لمّا سأله عنه ، حيث قال له : إنّه أفضل من رأيك ، إلاّ إنّ فيه غلظة(70) .
بل أنكر بعض المهاجرين على أبي بكر استخلافه لعمر ، حيث قال له : استخلفت علينا عمر وقد عَتا علينا ولا سلطان له ، فلو قد ملكنا كان أعتا وأعتا ، فكيف تقول لله إذا لقيته ؟!(71) .
وتقول أسماء بنت عميس : دخل طلحة بن عبيد الله على أبي بكر ، فقال : استخلفت على الناس عمر ، وقد رأيت ما يلقى الناس منه وأنت معه ، فكيف به إذا خلا بهم ؟! وأنت لاقٍ ربّك فسائلك عن رعيّتك .
فقال أبو بكر وكان مضطجعاً : أجلسوني . فأجلسوه .
فقال لطلحة : أبالله تفرّقني ؟! أو أبالله تخوّفني ؟! إذا لقيت الله ربّي فساءلني قلت : استخلفت على أهلك خير أهلك(72) .
وزاد ابن أبي الحديد : فقال طلحة : أعمر خير الناس يا خليفة رسول الله ؟!
فاشتدّ غضبه ، فقال : إي والله هو خيرهم ، وأنت شرّهم . أما والله لو وليّتك لجعلت أنفك في قفاك ، ولرفعت نفسك فوق قدرها حتى يكون الله هو الذي يضعه ، أتيتني وقد دلكت عينك تريد أن تفتنني عن ديني وتزيلني عن رأيي ؟! قم لا أقام الله رجليك ... فقام طلحة فخرج(73) .  
وفي رواية أخرى أنّ طلحة قال له : ما أنت قائل لربّك غداً وقد ولّيت علينا فظّاً غليظاً تُفرّق منه النفوس ، وتنفضّ عنه القلوب؟!(74) .
بل قال ابن قتيبة : فدخل عليه المهاجرون والأنصار حين بلغهم أنّه استخلف عمر ، فقالوا : نراك استخلفت علينا عمر وقد عرفته وعلمت بوائقه(75) فينا وأنت بين أظهرنا ، فكيف إذا ولّيت عنّا؟ وأنت لاقٍ الله (عزّ وجلّ) فسائلك ، فما أنت قائل ؟
فقال أبو بكر : لئن سألني الله لأقولنّ : استخلفت عليهم خيرهم في نفسي ... .
وكان أهل الشام قد بلغهم مرض أبي بكر استبطؤوا الخبر ، فقالوا : إنّا لنخاف أن يكون خليفة رسول الله قد مات وولي بعده عمر ، فإن كان عمر هو الوالي فليس لنا بصاحب ، وإنّا لنرى خلعه(76) .
وعن زيد بن الحارث أنّ أبا بكر حين حضره الموت أرسل إلى عمر يستخلفه فقال الناس : تستخلف علينا فظّاً غليظاً ، ولو قد ولينا كان أفظّ وأغلظ ، فما تقول لربّك إذا لقيته وقد استخلفت عمر ؟!(77) .
ويظهر من ذلك أنّ المنكرون لولاية عمر في أنفسهم وعلى أبي بكر جماعة كثيرون ، ويناسبه قول أبي بكر لعبد الرحمن بن عوف : إنّي ولّيت أمركم خيركم في نفسي ، فكلّكم ورم أنفه من ذلك يريد أن يكون الأمر له دونه ...(78) .
وعن سيرة عمر في ولايته وسلطانه يقول أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) في خطبته الشقشقية : (( فصيّرها في حوزة خشناء يغلظ كلامها ، ويخشن مسّها ، ويكثر العثار فيها ، والاعتذار منها . فصاحبها كراكب الصعبة ، إن أشنق لها خرم ، وإن أسلس لها تقحّم ؛ فمُنِيَ الناس ـ لعمرو الله ـ بخبطٍ وشماس ، وتلوّن واعتراض ، فصبرت على طول المدّة وشدّة المحنة ))(79) .
ويقول عثمان : أما والله يا معشر المهاجرين والأنصار ، لقد عبتم عليّ أشياء ونقمتم أموراً قد أقررتم لابن الخطاب مثلها ، ولكنّه وَقَمَكم(80) وقمعكم ، ولم يجترئ أحد يملأ بصره منه ، ولا يشير بطرفه إليه ...(81) .
وعن المغيرة أنّه قال : كان ممّا تميّز به عمر (رضي الله عنه) الرعب ، إنّ الناس كانوا يفرقونه(82) .
وقال الأصمعي : كلّم الناس عبد الرحمن بن عوف أنّ يكلّم عمر بن
الخطاب أن يلين لهم ؛ فإنّه قد أخافهم حتى إنّه قد أخاف الأبكار في خدورهنّ .
فقال عمر : إنّي لا أجد لهم إلاّ ذلك ، وإنّهم لو يعلمون ما لهم عندي لأخذوا ثوبي عن عاتقي(83) .
وفي حديث محمد بن زيد أنّ جماعة من المهاجرين قالوا لعبد الرحمن : لو أنّك كلّمت أمير المؤمنين ؛ فإنّه يقدم الرجل فيطلب الحاجة فتمنعه مهابته أن يكلّمه حتى يرجع ، فليلن للناس(84) .
ويبدو الإغراق في الشدّة والإرعاب ممّا عن القاسم بن محمد قال : بينما عمر (رضي الله عنه) يمشي وخلفه عدّة من أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وغيرهم بدا له فالتفت فما بقي منهم أحد إلاّ سقط إلى الأرض على ركبتيه ، فلما رأى ذلك بكى ، ثمّ رفع يديه فقال : اللّهمّ إنّك تعلم أنّي منك منهم أشدّ فرقاً منهم منّي(85) ... إلى غير ذلك ممّا يجده الناظر في سيرته .
ويأتي بعض ما يتعلّق بذلك في المقام الأوّل من المبحث الثاني إن شاء الله تعالى .
هذا والحديث في التحجير على السُنّة النبويّة طويل تعرّضنا لطرفٍ منه في جواب السؤال السابع من الجزء الأوّل من كتابنا (في رحاب العقيدة) ، وعند التعرّض لمحن الحديث النبوي الشريف في أواخر جواب السؤال الثامن من الجزء الثالث من الكتاب المذكور .

وضع الأحاديث على النبي (صلّى الله عليه وآله) لصالح السلطة
كما يبدو أنّ التحجير المذكور قد قارن أمراً لا يقلّ خطورة عنه ، بل قد يكون أخطر منه ، وهو قيام السلطة بالتعاون مع حديثي الإسلام والمنافقين الذين قرّبتهم ـ كما يأتي ـ بوضع الحديث على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بما يتناسب مع رغبتها ، ويرفع من شأنها وشأن المتعاونين معها .

كلام أمير المؤمنين (عليه السّلام) في أسباب اختلاف الحديث
فقد روي بطرق متعدّدة عن سليم بن قيس الهلالي ، قال : قلت لأمير المؤمنين (عليه السّلام) : إنّي سمعت من سلمان والمقداد وأبي ذرّ أشياء من تفسير القرآن ، وأحاديث عن نبي الله (صلّى الله عليه وآله) غير ما في أيدي الناس ، ثمّ سمعت منك تصديق ما سمعت منهم ، ورأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن ومن الأحاديث عن نبي الله (صلّى الله عليه وآله) أنتم تخالفونهم فيها ، وتزعمون أنّ ذلك كلّه باطل . أفترى الناس يكذبون على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) متعمّدين ، ويفسّرون القرآن بآرائهم ؟
قال : فأقبل عليّ فقال : (( قد سألت فافهم الجواب . إنّ في أيدي الناس حقّاً وباطلاً ، وصدقاً وكذباً ، وناسخاً ومنسوخاً ، وعامّاً وخاصّاً ، ومحكماً ومتشابهاً ، وحفظاً ووهماً ، وقد كُذب على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على عهده حتى قام خطيباً ، فقال : أيّها الناس ، قد كثرت عليّ الكذّابة ، فمَنْ كذب عليّ متعمّداً فليتبوّأ مقعده من النار ، ثمّ كُذب عليه من بعده .
وإنّما أتاكم الحديث من أربعة ليس لهم خامس :
رجل منافق : يظهر الإيمان ، متصنّع بالإسلام ، لا يتأثم ولا يتحرّج أن يكذب على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) متعمّداً . فلو علم الناس أنّه منافق كذّاب لم يقبلوا منه ولم يصدّقوه ، ولكنّهم قالوا : هذا قد صحب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، ورآه وسمع منه . وأخذوا عنه وهم لا يعرفون حاله .
وقد أخبره الله عن المنافقين بما أخبره ، ووصفهم بما وصفهم ، فقال (عزّ وجلّ) : ( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ) .
ثمّ بقوا بعده ، فتقرّبوا إلى أئمّة الضلالة والدعاة إلى النار بالزور والكذب والبهتان ، فولّوهم الأعمال ، وحملوهم على رقاب الناس ، وأكلوا بهم الدنيا ، وإنّما الناس مع الملوك والدنيا إلاّ مَنْ عصم الله ، فهذا أحد الأربعة .
ورجل سمع من رسول الله شيئاً لم يحمله على وجهه ، ووَهِم فيه ، ولم يتعمّد كذباً. فهو في يده يقول به ويعمل به ويرويه ، فيقول : أنا سمعته من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، فلو علم المسلمون أنّه وَهِم لم يقبلوه ، ولو علم هو أنّه وَهِم لرفضه .
ورجل ثالث سمع من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) شيئاً أمر به ، ثمّ نهى عنه وهو لا يعلم ، أو سمعه ينهى عن شيء ، ثمّ أمر به وهو لا يعلم ، فحفظ منسوخه ولم يحفظ الناسخ ، ولو علم أنّه منسوخ لرفضه ، ولو علم المسلمون إذ سمعوه منه أنّه منسوخ لرفضوه .
وآخر رابع لم يكذب على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، مبغض للكذب ؛ خوفاً من الله ، وتعظيماً لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، لم ينسه [لم يسه] ، بل حفظ ما سمع على وجهه ، فجاء به كما سمع ، لم يزد فيه ، ولم ينقص منه ، وعلم الناسخ من المنسوخ ، فعمل بالناسخ ، ورفض المنسوخ .
فإنّ أمر النبي (صلّى الله عليه وآله) مثل القرآن ناسخ ومنسوخ ، [وخاصّ وعام] ، ومحكم ومتشابه ، قد كان يكون من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الكلام له وجهان : كلام عامّ ، وكلام خاصّ ، مثل القرآن ، وقال الله (عزّ وجلّ) في كتابه : ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) ، فيشتبه على مَنْ لم يعرف ولم يدرِ ما عنى الله به ورسوله (صلّى الله عليه وآله) .
وليس كلّ أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كان يسأله عن الشيء فيفهم ، وكان منهم مَنْ يسأله ولا يستفهمه حتى إن كانوا ليحبّون أن يجيء الأعرابي والطاري فيسأل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ؛ حتى يسمعوا ... ))(86) .

شكوى أمير المؤمنين (عليه السّلام) من التحريف وتعريضه بالمحرّفين
وقال أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) أيضاً : (( أين الذين زعموا أنّهم الراسخون في العلم دوننا كذباً وبغياً علينا ؟! أن رفعنا الله ووضعهم ، وأعطانا وحرمهم ، وأدخلنا وأخرجهم . بنا يُستعطى الهدى ويُستجلى العمى ... ))(87) .
قال ابن أبي الحديد : هذا الكلام كناية وإشارة إلى قوم من الصحابة كانوا ينازعونه الفضل ، فمنهم مَنْ كان يُدعى له أنّه أفرض ، ومنهم مَنْ كان يُدعى له أنّه أقرّ ، ومنهم مَنْ كان يُدعى له أنّه أعلم بالحلال والحرام . هذا مع تسليم هؤلاء له (عليه السّلام) أنّه أقضى الأُمّة ، وأنّ القضاء يحتاج إلى كلّ هذه الفضائل ، وكلّ واحدة منها لا تحتاج إلى غيره .
فهو إذن أجمع للفقه وأكثرهم احتواءً عليه إلاّ أنّه (عليه السّلام) لم يرضَ بذلك ، ولم يصدق الخبر الذي قيل : أفرضكم فلان ... إلى آخره ؛ فقال : إنّه كذب وافتراء حمل قوماً على وضعه الحسد والبغي والمنافسة لهذا الحي من بني هاشم ، أن رفعهم الله على غيرهم ، واختصّهم دون سواهم(88) .
وعن عباد بن عبد الله الأسدي قال : سمعت علي بن أبي طالب يقول : (( أنا عبد الله وأخو رسوله ، وأنا الصدّيق الأكبر ، لا يقولها غيري إلاّ كذّاب ، ولقد صلّيت قبل الناس سبع سنين ))(89) .
وروت معاذة العدوية قالت : سمعت علياً على منبر البصرة يخطب ، يقول : (( أنا الصدّيق الأكبر ، آمنت قبل أن يُؤمن أبو بكر ، وأسلمت قبل أن يُسلم ))(90) .
وعنه (عليه السّلام) أنّه قال : (( أنا الصدّيق الأكبر ، وأنا الفاروق الأوّل ، أسلمت قبل إسلام الناس ، وصلّيت قبل صلاتهم ))(91) .
وقال ابن عبد البر : وروينا من وجوه عن علي (رضي الله عنه) أنّه كان يقول : (( أنا عبد الله وأخو رسول الله ، لا يقولها أحد غيري إلاّ كذّاب ... ))(92) إلى غير ذلك ممّا يظهر منه تكذيب ما اشتهر من أنّ أبا بكر هو الصدّيق ، وأنّ عمر هو الفاروق ، وما روي من أنّ أبا بكر أخو رسول الله (صلّى الله عليه وآله)(93)  .
ونظير ذلك ما عن أبي غطفان أنّه قال : سألت ابن عباس أرأيت أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) توفّي ورأسه في حجر أحد ؟
قال : توفّي وهو لمستند إلى صدر علي .
قلت : فإنّ عروة حدّثني عن عائشة أنّها قالت : توفّي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بين سحري ونحري .
فقال ابن عباس : أتعقل ؟! والله لتوفّي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وإنّه لمستند إلى صدر علي ، وهو الذي غسّله وأخي الفضل بن عباس ...(94) .
تأكيد السلطة على أهميّة الإمامة وعلى الطاعة ولزوم الجماعة
الأمر الثالث ممّا قام به الولاة في سبيل دعم سلطانهم : التأكيد على الأمور الثلاثة التي سبق أنّ الله تعالى ورسوله (صلّى الله عليه وآله) قد أكّدا عليها في حقّ الإمام المعصوم المجعول من قبل الله تعالى ، وهي : وجوب معرفة الإمام والبيعة له ، ووجوب طاعته والنصيحة له ، ووجوب لزوم جماعته والنهي عن الاختلاف والتفرّق .
وقد أغفلت السلطة أنّ ذلك إنّما جعل في حقّ الإمام المنصوص عليه المعصوم ، المأمون على الدين والدنيا دون غيره ممّن لا تُؤمن أخطاؤه وبوائقه على الإسلام والمسلمين .
1ـ فمن الملفت للنظر أنّ كثيراً من طرق رواية ما تضمّن أنّ مَنْ مات بغير إمام مات ميتة جاهلية ونحوه ـ ممّا تقدّم التعرّض له ـ تنتهي إلى معاوية بن أبي سفيان(95) الذي بقي هو بلا بيعة ، ومن دون أن يدّعي لنفسه الخلافة ما يقرب من ثلاث سنين .
2ـ ومن الطريف جدّاً ما رواه ابن الأثير ؛ فإنّه ـ بعد أن ذكر بيعة معاوية ليزيد بالشام بالترغيب والترهيب ، وأنّه ورد المدينة فنال من النفر الذين بلغه إباءهم البيعة ، وشتمهم في وجوههم ، ثمّ خطب فأرعد وأبرق مهدّداً معرّضاً بهم ـ قال : ثمّ دخل على عائشة وقد بلغها أنّه ذكر الحسين وأصحابه ، فقال : لأقتلنّهم إن لم يبايعوا ، فشكاهم إليها ، فوعظته وقالت له : بلغني أنّك تتهدّدهم بالقتل .
فقال : يا أُمّ المؤمنين ، هم أعزّ من ذلك ، ولكنّي بايعت ليزيد وبايعه غيرهم ، أفترين أن أنقض بيعة قد تمّت ؟! ...(96) .
فكأنَّ مثل هذه البيعة بيعة إلهية نقضها أعظم جريمة من الموبقات التي ارتكبها معاوية !
3ـ ولمّا تخلّف أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) ومَنْ معه عن بيعة أبي بكر ، واجتمعوا في بيت سيّدة النساء الصديقة فاطمة الزهراء (صلوات الله عليه) أرسل إليهم عمر ليخرجهم من بيتها ، وقال له : إن أبوا فقاتلهم .
فأقبل عمر ومَنْ معه بقبس من نار فلقيتهم سيّدة النساء ، وقالت : (( يابن الخطاب ! أجئت لتُحرق دارنا ؟! )) .
قال : نعم ، أو تدخلوا فيما دخلت فيه الأُمّة(97) .
4ـ ويتحدّث عمر بن الخطاب عن أحداث السقيفة وعن موقفه من سعد بن عبادة ؛ لأنّه حاول أن يسبقهم في الاستيلاء على السلطة ، فيقول : فقلت وأنا مغضب : قتل الله سعداً ؛ فإنّه صاحب فتنة وشرّ(98) .
5ـ وفي حديث لأبي بكر مع العباس بن عبد المطلب حينما ذهب إليه ليجعل له ولعقبه نصيباً في الخلافة ؛ ليقطعه بذلك عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) ويضعف موقفه ، قال أبو بكر : إنّ الله بعث محمداً نبيّاً ... حتى اختار له ما عنده ، فخلى على الناس أموراً ليختاروا لأنفسهم في مصلحتهم مشفقين ، فاختاروني عليهم والياً ، ولأمورهم راعياً ... ، وما انفك يبلغني عن طاعنٍ يقول الخلاف على عامة المسلمين يتّخذكم لجاً ... ، فإمّا دخلتم مع الناس فيما اجتمعوا عليه ، وإمّا صرفتموهم عمّا مالوا إليها ... .
فقال عمر بن الخطاب : إي والله . وأُخرى : إنّا لم نأتكم لحاجة إليكم ، ولكن كرهاً أن يكون الطعن فيما اجتمع عليه المسلمون
منكم ، فيتفاقم الخطب بكم ... .
فأجاب العباس أبا بكر بكلام طويل ، ومنه قوله : فإن كنت برسول الله طلبت فحقنا أخذت ، وإن كنت بالمؤمنين فنحن منهم ... ، وإن كان هذا الأمر إنّما وجب لك بالمؤمنين فما وجب إذ كنّا كارهين . ما أبعد قولك من أنّهم طعنوا عليك من قولك إنّهم اختاروك ومالوا إليك ! ...(99) .
6ـ وقال الفضل بن شاذان في التعقيب على محاولة القوم قتل أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) : فقيل لسفيان وابن حي ولوكيع : ما تقولون فيما كان من أبي بكر في ذلك ؟
فقالوا جميعا ً: كانت سيئة لم تتم ، وأمّا مَنْ يجسر من أهل المدينة فيقولون : وما بأس بقتل رجل في صلاح الأُمّة ؛ إنّه إنّما أراد قتله لأنّ علياً أراد تفريق الأُمّة ، وصدّهم عن بيعة أبي بكر(100) .
7ـ ولمّا امتنعت كندة من بيعة أبي بكر وطاعته وتسليم زكاتها له ؛ لأنّها ترى أنّ الحقّ في بني هاشم ، وقتل منها مَنْ قتل ، وجرت خطوب طويلة في ذلك ، كتب أبو بكر إلى الأشعث بن قيس يتهدّده ، فلمّا وصل الكتاب إلى الأشعث وقرأه قال للرسول : إنّ صاحبك أبا بكر هذا يلزمنا الكفر بمخالفتنا له ، ولا يلزم صاحبه الكفر بقتله قومي وبني عمّي ؟!
فقال له الرسول : نعم يا أشعث ، يلزمك الكفر ؛ لأنّ الله تبارك وتعالى قد أوجب عليك الكفر بمخالفتك لجماعة المسلمين(101) .
8ـ كما إنّ علقمة بن علاثة قد رأى عمر بن الخطاب مساءً في الظلام فظنّه خالد بن الوليد ، فشدّد في الاستنكار على عمر وذمّه لعزله لخالد ونزعه من الولاية ، فأبقاه عمر على غفلته ، وقال له : نزعني فما عندك في نزعي ؟
فقال علقمة : وماذا عندي في نزعك ؟! هؤلاء قوم ولّوا أمراً ، ولهم علينا حقّ ، فنحن مؤدّون إليهم الحقّ الذي جعله الله لهم ، وأمرنا ـ أو قال : وحسابنا ـ على الله .
وفي الصباح لمّا اجتمع خالد وعلقمة عند عمر أظهر عمر حقيقة الحال ، وأنّ حديث علقمة لم يكن مع خالد ، بل مع عمر نفسه ، وعزّر عمر علقمة لذمّه إيّاه ، ثمّ قال عن كلمته السابقة في الطاعة وعدم محاولة التغيير من أجل عزل خالد : إنّه قال كلمة لأن يقولها مَنْ أصبح من أُمّة محمد أحبّ إليّ من حمر النعم (1) .
9ـ وعن عبد الملك بن عمير قال : كان عامّة خطبة يزيد بن أبي سفيان وهو على الشام : عليكم بالطاعة والجماعة ، فمن ثمّ لا يعرف أهل الشام إلاّ الطاعة(2) .
10ـ وفي صحيح أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أبا جعفر [يعني : الإمام الباقر] (عليه السّلام) يقول : (( قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ـ ومعاوية يكتب بين يديه وأهوى بيده إلى خاصرته بالسيف ـ مَنْ أدرك هذا يوماً أميراً فليبقر خاصرته بالسيف ، فرآه رجل ممّن سمع ذلك من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يوماً وهو يخطب بالشام على الناس ، فاخترط سيفه ثمّ مشى إليه ، فحال الناس بينه وبينه ، فقالوا : يا عبد الله ، ما لك ؟ فقال : سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول : مَنْ أدرك هذا يوماً أميراً فليبقر خاصرته بالسيف . فقالوا : أتدري مَنْ استعمله ؟ قال : لا . قالوا : أمير المؤمنين عمر . فقال : سمعاً وطاعة لأمير المؤمنين ))(3) .
11ـ وعن عبد الرحمن بن يزيد قال : كنّا مع عبد الله بن مسعود بجمع ، فلمّا دخل مسجد منى فقال : كم صلّى أمير المؤمنين ؟ قالوا : أربع . فصلّى أربع .
قال : فقلنا له : ألم تحدّثنا أنّ النبي (صلّى الله عليه وآله) صلّى ركعتين ، وأبا بكر صلّى ركعتين ؟
فقال : بلى ، وأنا أحدّثكموه الآن ، ولكنّ عثمان كان إماماً فما أخالفه ، والخلاف شرّ(105) .
وروى غير واحد نحو ذلك عن ابن مسعود(106) .
12ـ وذكر ابن الأثير أنّ عبد الرحمن بن عوف أنكر على عثمان إتمامه الصلاة ، وقال : فخرج عبد الرحمن فلقي ابن مسعود ، فقال : يا أبا محمد ، غيّر ما تعلم .
قال : فما أصنع؟
قال : اعمل بما ترى وتعلم .
فقال ابن مسعود : الخلاف شرّ ، وقد صلّيت بأصحابي أربع .
فقال عبد الرحمن : قد صلّيت بأصحابي ركعتين ، وأمّا الآن فسوف أصلّي أربعاً(107) .
13ـ وقال الحارث بن قيس : قال لي عبد الله بن مسعود : أتحبّ أن يسكنك الله وسط الجنّة ؟
قال : فقلت : جُعلت فداك ! وهل أُريد إلاّ ذلك ؟!
قال : عليك بالجماعة ، أو لجماعة الناس(108) .
14ـ وفي خطبة لابن مسعود : أيّها الناس ، عليكم بالطاعة والجماعة ؛ فإنّه
حبل الله الذي أمر به ، وإنّ ما تكرهون في الجماعة خير ممّا تحبّون في الفرقة(109) .
15ـ وعن أبي مسعود أنّه قال : عليكم بالجماعة ؛ فإنّ الله لم يكن ليجمع أُمّة محمد على ضلالة(110) .
وفي حديث له آخر : عليك بعظم أُمّة محمد ...(111) .
16ـ وفي أحداث الشورى حينما بايع عبد الرحمن بن عوف عثمان تلكأ أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) ؛ مؤكّداً على أنّه الأولى بالأمر وبأن يُبايَع ، وأخذ يذكر جملة من فضائله التي يتميّز بها على غيره ، فقطع عليه عبد الرحمن كلامه وقال : يا علي ، قد أبى الناس إلاّ عثمان ، فلا تجعلنّ على نفسك سبيلاً .
ثمّ قال : يا أبا طلحة ، ما الذي أمرك به عمر ؟
قال : أن أقتل مَنْ شقّ عصا الجماعة .
فقال عبد الرحمن لأمير المؤمنين (عليه السّلام) : بايع إذن ، وإلاّ كنت متّبعاً غير سبيل المؤمنين ، وأنفذنا فيك ما أمرنا به !(112) .
17ـ وفي حديث شقيق بن سلمة أنّ أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) لمّا انصرف إلى رحله قال لبني أبيه : (( يا بني عبد المطلب ، إنّ قومكم عادوكم بعد وفاة النبي كعداوتهم النبي في حياته ، وإن يُطَع قومكم لا تؤمّروا أبداً . ووالله ، لا ينيب هؤلاء إلى الحقّ إلاّ بالسيف )) .
قال : وعبد الله بن عمر بن الخطاب داخل
إليهم قد سمع الكلام كلّه ، فدخل وقال : يا أبا الحسن ، أتريد أن تضرب بعضهم ببعض ؟!
فقال : (( اسكت ويحك ! فوالله ، لولا أبوك وما ركب منّي قديماً وحديثاً ما نازعني ابن عفّان ولا ابن عوف )) .
فقام عبد الله فخرج(113) .
18ـ كما إنّ المقداد (رضي الله عنه) قد أنكر ذلك أيضاً ، وكان فيما قال : أما والله ، لو أنّ لي على قريش أعواناً لقاتلتهم قتالي إيّاهم ببدر وأُحد .
فقال عبد الرحمن بن عوف : ثكلتك أُمّك ! لا يسمعنّ هذا الكلام الناس ؛ فإنّي أخاف أن تكون صاحب فتنة وفرقة .
فقال له المقداد : إنّ مَنْ دعا إلى الحقّ وأهله لا يكون صاحب فتنة ، ولكن مَنْ أقحم الناس في الباطل ، وآثر الهوى على الحقّ ، فذلك صاحب الفتنة والفرقة .
فتربّد وجه عبد الرحمن(114) .
19ـ وعن صهبان مولى الأسلميين قال : رأيت أبا ذرّ يوم دُخل به على عثمان ، فقال له : أنت الذي فعلت وفعلت ؟
فقال أبو ذرّ : نصحتك فاستغششتني ، ونصحت صاحبك فاستغشني .
قال عثمان : كذبت ، ولكنّك تريد الفتنة وتحبّها ، قد أنغلت الشام علينا(115) .
20ـ وعن عبد الله بن رباح قال : دخلت أنا وأبو قتادة على عثمان وهو محصور ، فاستأذناه في الحجّ فأذن لنا . فقلنا : يا أمير المؤمنين ، قد حضر من أمر هؤلاء ما قد ترى ، فما تأمرنا ؟
قال : عليكم بالجماعة .
قلنا : فإنّا نخاف أن تكون الجماعة مع هؤلاء الذين يخالفونك .
قال : ألزموا الجماعة حيث كانت ...(116) .
وسواء صحّ هذا الحديث أم لم يصح ؛ فإنّه يكشف عن وجود مثل هذه
الثقافة ، وتبنّي بعض الناس لها ؛ سواءً كان هو عثمان ، أم مَنْ يتقوّل عليه .
21ـ ولمّا طلب زياد عامل معاوية على الكوفة من وجوه أهل الكوفة أن يشهدوا على حجر بن عدي وجماعته بما يدينهم عند معاوية كتب أبو بردة بن أبي موسى الأشعري : هذا ما شهد عليه الشهود أبو بردة بن أبي موسى لله ربّ العالمين . شهد أنّ حجر بن عدي خلع الطاعة ، وفارق الجماعة ، ولعن الخليفة ، ودعا إلى الحرب والفتنة ، وجمع إليه جموعاً يدعوهم إلى نكث البيعة وخلع أمير المؤمنين معاوية ؛ فكفر بالله كفرة صلعاء ، وأتى معصية شنعاء .
فقال زياد : اشهدوا على مثل شهادته .
فشهد جماعة كما قال(117) .
22ـ ولمّا كتب مروان بن الحكم إلى معاوية يخوّفه من وثوب الإمام الحسين (صلوات الله عليه) وخروجه عليه ، كتب معاوية للإمام (عليه السّلام) كتاباً يحذّره فيه ، وجاء فيه : فاتّقِ شقّ عصا هذه الأُمّة ، وأن يردّهم الله على يديك في فتنة ، فقد عرفت الناس وبلوتهم ، فانظر لنفسك ولدينك ، ولأُمّة محمد (صلّى الله عليه وآله) ... .
فأجابه (عليه السّلام) على هذه الفقرة في كتابه له : (( وإنّي لا أعلم فتنة أعظم على هذه الأُمّة من ولايتك عليها ، ولا أعظم نظراً لنفسي ولديني ولأُمّة محمد (صلّى الله عليه وآله) وعلينا أفضل من أن أجاهدك ... ))(118) .
23ـ ولمّا أراد معاوية البيعة ليزيد بولاية العهد قال للضحاك بن قيس الفهري لمّا اجتمع الوفود عنده : إنّي متكلّم ، فإذا سكت فكن أنت الذي تدعو إلى بيعة يزيد ، وتحّثني عليها .
فلمّا جلس معاوية للناس تكلّم ، فعظّم أمر الإسلام ، وحرمة الخلافة وحقّه ، وما أمر الله به من طاعة ولاة الأمر ، ثمّ ذكر يزيد وفضله وعلمه بالسياسة ، وعرض ببيعته .
فعارضه الضحّاك ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : يا أمير المؤمنين ، إنّه لا بدّ للناس من والٍ بعدك ، وقد بلونا الجماعة والألفة ، فوجدناهما أحقن للدماء ، وأصلح للدهماء ، وآمن للسبل ، وخيراً في العاقبة ، والأيام عوج رواجع ، والله كلّ يوم في شأن . ويزيد بن أمير المؤمنين في حسن هديه ، وقصد سيرته ، على ما علمت ، وهو من أفضلنا علماً وحلماً ، وأبعدنا رأياً ؛ فولّه عهدك ، واجعله لنا علماً بعدك ، ومفزعاً نلجأ إليه ، ونسكن في ظلّه .
وتكلّم عمرو بن سعيد الأشدق بنحو من ذلك .
ثمّ قام يزيد بن المقنع العذري ، فقال : هذا أمير المؤمنين ـ وأشار إلى معاوية ـ فإن هلك فهذا ـ وأشار إلى يزيد ـ ومَنْ أبى فهذا ـ وأشار إلى سيفه ـ .
فقال معاوية : اجلس ، فأنت سيّد الخطباء . وتكلّم مَنْ حضر من الوفود .
فقال معاوية للأحنف : ما تقول يا أبا بحر ؟
فقال : نخافكم إن صدقنا ، ونخاف الله إن كذبنا ، وأنت يا أمير المؤمنين أعلم بيزيد في ليله ونهاره ، وسرّه وعلانيته ، ومدخله ومخرجه ، فإن كنت تعلمه لله تعالى وللأُمّة رضى فلا تشاور فيه ، وإن كنت تعلم فيه غير ذلك فلا تزوّده الدنيا وأنت صائر إلى الآخرة ، وإنّما علينا أن نقول : سمعنا وأطعنا !
وقام رجل من أهل الشام فقال : ما ندري ما تقول هذه المعدية العراقية ، وإنّما عندنا سمع وطاعة ، وضرب وازدلاف !(119) .
24ـ وقال معاوية أيضاً لعبد الله بن عمر حين أراد البيعة ليزيد : قد كنت تحدّثنا أنّك لا تحبّ أن تبيت ليلة وليس في عنقك بيعة جماعة وأنّ لك الدنيا وما فيها ، وإنّي أُحذّرك أن تشقّ عصا المسلمين وتسعى في تفريق ملئهم ، وأن تسفك دماءهم ... .
فأجابه ابن عمر ، وقال في جملة ما قال : ... وإنّك تحذّرني أن أشقّ عصا المسلمين ، وأفرّق ملأهم ، وأسفك دماءهم ، ولم أكن لأفعل ذلك إن شاء الله ، ولكن إن استقام الناس فسأدخل في صالح ما تدخل فيه أُمّة محمد(120) .
25ـ وكتب يزيد بن معاوية لابن عباس بعد خروج الإمام الحسين (صلوات الله عليه) إلى مكة ، وجاء في كتابه : وأنت كبير أهل بيتك والمنظور إليه ، فاكففه عن السعي في الفرقة(121) .
26ـ ولمّا علم يزيد امتناع ابن عباس من البيعة لابن الزبير كتب إليه : أمّا بعد ، فقد بلغني أنّ الملحد ابن الزبير دعاك إلى بيعته ، وعرض عليك الدخول في طاعته ؛ لتكون على الباطل ظهيراً ، وفي المأثم شريكاً ، وأنّك امتنعت عليه ، واعتصمت ببيعتنا ؛ وفاءً منك لنا ، وطاعة لله فيما عرّفك من حقّنا ... ، وانظر
رحمك الله فيمَنْ قِبَلك من قومك ومَنْ يطرأ عليك من الآفاق ... فأعلمهم حسن رأيك في طاعتي والتمسّك ببيعتي ...(122) .
27ـ ولقي عبد الله بن عمر وابن عباس منصرفين من العمرة الإمام الحسين (عليه السّلام) وعبد الله بن الزبير بالأبواء ، فقال لهما ابن عمر : أذكّركما الله إلاّ رجعتم فدخلتما في صالح ما يدخل فيه الناس ، وتنظرا ، فإن اجتمع الناس عليه لم تشذّا ، وإن افترق عليه كان الذي تريدان(123) .
وفي رواية أخرى : اتقيا الله ، ولا تفرّقا بين جماعة المسلمين(124) .
28ـ وكان عبد الله بن عمر يقول : غلبنا حسين بن علي بالخروج ، ولعمري لقد رأى في أبيه وأخيه عبرة ، ورأى من الفتنة وخذلان الناس لهم ما كان ينبغي له أن لا يتحرّك ما عاش ، وأن يدخل في صالح ما دخل فيه الناس ؛ فإنّ الجماعة خير(125) .
29ـ وقد سبق في المقدّمة كتاب عمرة بنت عبد الرحمن للإمام الحسين (صلوات الله عليه)
تعظم عليه ما يريد ، وتأمره بالطاعة ولزوم الجماعة(126) .
30ـ ولمّا خرج (عليه السّلام) من مكّة متّجهاً إلى العراق اعترضته رسل عمرو بن سعيد بن العاص فامتنع عليهم امتناعاً قوياً ، ومضى (عليه السّلام) لوجهه ؛ فنادوه : يا حسين ، ألا تتّقي الله ، تخرج من الجماعة ، وتفرّق بين هذه الأُمّة ؟!
فتأوّل (عليه السّلام) قول الله (عزّ وجلّ) : ( لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ )(127) .
31ـ وكتب عمرو بن سعيد للإمام الحسين (صلوات الله عليه) يحاول صرفه عن وجهه ، ويحثّه على الرجوع ، وجاء في كتابه : فإنّي أُعيذك بالله من الشقاق ... .
فكتب إليه الإمام الحسين (عليه السّلام) جواباً لكتابه ، وكان فيه : (( وإنّه لم يُشاقق مَنْ دعا إلى الله وعمل صالحاً ، وقال إنّني من المسلمين ))(128) .
32ـ ولمّا علم النعمان بن بشير والي الكوفة بقدوم مسلم بن عقيل واختلاف الناس إليه خطب الناس ، وكان في جملة ما قال : أمّا بعد ، فاتّقوا الله عباد الله ، ولا تسارعوا إلى الفتنة والفرقة ؛ فإنّ فيهما يهلك الرجال ، وتُسفك الدماء ، وتُغصب الأموال .
وقال : إنّي لم أُقاتل مَنْ لم يقاتلني ... ، ولكنّكم إن أبديتم صفحتكم لي ، ونكثكم بيعتكم ، وخالفتم إمامكم ، فوالله الذي لا إله إلاّ هو لأضربنّكم بسيفي
ما ثبت قائمه بيدي ، ولو لم يكن لي منكم ناصر ، أما إنّي أرجو أن يكون مَنْ يعرف الحق منكم أكثر ممّن يرديه الباطل(129) .
ومع ذلك يقول عنه مَنْ يقول : وكان حليماً ناسكاً يحبّ العافية(130 ) .
33ـ وأُخذ مسلم بن عقيل (عليه السّلام) أسيراً لابن زياد ، فلمّا انتهوا به إلى باب القصر فإذا قلّة باردة موضوعة على الباب ، فقال : اسقوني من هذا الماء .
فقال له مسلم بن عمرو : أتراها ما أبردها ؟ لا والله ، لا تذوق منها قطرة أبداً حتى تذوق الحميم في نار جهنم .
فقال له مسلم : ويحك مَنْ أنت ؟!
قال : أنا ابن مَنْ عرف الحق إذ أنكرته ، ونصح لإمامه إذ غششته ، وسمع وأطاع إذ عصيته وخالفته . أنا مسلم بن عمرو الباهلي .
فقال مسلم (عليه السّلام) : لأُمّك الثكل ، ما أجفاك ، وما أفظّك وأقسى قلبك وأغلظك ! أنت يابن باهلة أولى بالحميم والخلود في نار جهنم منّي(131) .
34ـ ولمّا أُدخل على ابن زياد قال له ابن زياد : يا شاق ويا عاق ، خرجت على إمامك ، وشققت عصا المسلمين ، وألقحت الفتنة ؟!
فقال له مسلم : كذبت يابن زياد ، إنّما شقّ عصا المسلمين معاوية وابنه يزيد ، وأمّا الفتنة فإنّما ألقحها أنت وأبوك زياد بن عبيد عبد بني علاج(132) .
35ـ ولمّا عسكر عبيد الله بن زياد بالنخيلة ؛ ليخرج الناس لحرب الإمام الحسين (صلوات الله عليه) دعا كثير بن شهاب الحارثي ، ومحمد بن الأشعث بن قيس ، والقعقاع بن سويد بن عبد الرحمن ، وأسماء بن خارجة الفزاري ، وقال : طوفوا في الناس فمروهم بالطاعة والاستقامة ، وخوّفوهم عواقب الأمور والفتنة والمعصية ، وحثّوهم على العسكرة ، فخرجوا فعذروا ، وداروا بالكوفة ، ثمّ لحقوا به غير كثير بن شهاب ؛ فإنّه كان مبالغاً يدور بالكوفة يأمر الناس بالجماعة ، ويحذّرهم الفتنة والفرقة ، ويُخذّل عن الإمام الحسين (صلوات الله عليه)(133) .  
36ـ ولمّا جاء مالك بن النسير برسالة عبيد الله بن زياد للحرّ بن يزيد الرياحي يأمره فيها بأن يجعجع بالإمام الحسين (عليه السّلام) ، وينزله بالعراء على غير ماء ، قال أبو الشعثاء الكندي من أصحاب الإمام (عليه السّلام) لمالك : ثكلتك أُمّك ، ماذا جئت فيه ؟!
فقال مالك : وما جئت فيه ؟! أطعت إمامي ، ووفيت ببيعتي .
فقال له أبو الشعثاء : عصيت ربّك ، وأطعت إمامك في هلاك نفسك ، وكسبت العار والنار ؛ قال الله (عزّ وجلّ) : ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ )(134) فهو إمامك(135) .
37ـ وقال عمرو بن الحجّاج في المعركة يوم عاشوراء : يا أهل الكوفة ، ألزموا طاعتكم وجماعتكم ، ولا ترتابوا في قتل مَنْ مرق من الدين ، وخالف الإمام .
فقال له الإمام الحسين (عليه السّلام) : (( يا عمرو بن الحجّاج ، أعليّ تحرّض الناس ؟! أنحن مرقنا من الدين وأنتم ثبتم عليه ؟! أما والله ، لتعلمنّ لو قد قُبضت أرواحكم ، ومتّم على أعمالكم ، أيّنا مرق من الدين ، ومَنْ هو أولى بصلي النار ))(136) .
38ـ وعن أبي إسحاق قال : كان شمر بن ذي الجوشن يصلّي معنا الفجر ، ثمّ يقعد حتى يصبح ، ثمّ يصلّي فيقول : اللّهمّ إنّك شريف تحبّ الشرف ، وأنت تعلم أنّي شريف ، فاغفر لي .
فقلت : كيف يغفر الله لك وقد خرجت إلى ابن بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فأعنت على قتله ؟!
قال : ويحك ! فكيف نصنع ؟! إن أمراءنا هؤلاء أمرونا بأمر ، ولو خالفناهم كنّا شرّاً من هذه الحمر(137) .
39ـ ولمّا خلع أهل المدينة يزيد أنكر عبد الله بن عمر ذلك(138) ، ودعا بنيه وجمعهم ، وقال : إنّا بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله ، وإنّي سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول : (( إنّ الغادر يُنصب له لواء يوم القيامة ، فيقول : هذه غدرة فلان ... )) .
فلا يخلعنّ أحد منكم يزيد ... فتكون الصيلم بيني وبينه(139) .
40ـ وكان أهل المدينة حينما خلعوا بيعة يزيد قد حبسوا بني أُميّة وضيّقوا عليهم ، فلمّا أقبل جيش أهل الشام بقيادة مسلم بن عقبة أفرجوا عنهم ، وسمحوا لهم بالخروج من المدينة بعد أن أخذوا منهم عهد الله تعالى وميثاقه على أن لا يبغوهم غائلة ، ولا يدلوا على عورة لهم ، ولا يُظاهروا عليهم عدوّاً .
لكنّ عبد الملك بن مروان حينما دخل على مسلم بن عقبة في الطريق ، واستشاره مسلم في خطّة القتال أشار عليه بخطّة محكمة ـ سار عليها مسلم ـ ثمّ قال له : ثمّ قاتلهم واستعن بالله عليهم ، فإن الله ناصرك ؛ إذ خالفوا الإمام ، وخرجوا من الجماعة(140) .
41ـ ولمّا رأى مسلم بن عقبة ضَعفَ قتال أهل الشام في قتال أهل المدينة نادى : يا أهل الشام ، هذا القتال قتال قوم يريدون أن يدفعوا به عن دينهم ، وأن يعزوا به نصر إمامهم ؟!(141) .
وقال أيضاً في تحريضهم على القتال : يا أهل الشام ، إنّكم لستم بأفضل العرب في أحسابها ولا أنسابها ، ولا أكثرها عدداً ، ولا أوسعها بلداً ، ولم يخصصكم الله بالذي خصّكم به ـ من النصر على عدوّكم ، وحسن المنزلة عند
أئمتكم ـ إلاّ بطاعتكم واستقامتكم ، وإنّ هؤلاء القوم وأشباههم من العرب غيّروا فغيّر الله بهم ، فتمّوا على أحسن ما كنتم عليه من الطاعة يتمم الله لكم أحسن ما ينيلكم من النصر والفلج(142) .
42ـ ولمّا انتصر على أهل المدينة ، واستباحها وفعل بها الأفاعيل ، وانتهك الحرمات العظام ، خرج إلى مكة لقتال ابن الزبير ، فاحتضر في الطريق ، فقال عند الموت : اللّهمّ إنّي لم أعمل عملاً قطّ بعد شهادة أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمداً عبده ورسوله ، أحبّ إليّ من قتلي أهل المدينة ، ولا أرجى عندي في الآخرة(143) .
وقال : اللّهمّ إن عذّبتني بعد طاعتي لخليفتك يزيد بن معاوية ، وقتل أهل الحرّة ، فإنّي إذاً لشقي(144) .
43ـ ثمّ قدم الحصين بن نمير مكة ، فناوش ابن الزبير الحرب في الحرم ، ورماه بالنيران حتى أحرق الكعبة . وكان عبد الله بن عمير الليثي قاضي ابن الزبير إذا تواقف الفريقان قام على الكعبة ، فنادى بأعلى صوته : يا أهل الشام ، هذا حرم الله الذي كان مأمناً في الجاهلية ، يأمن فيه الطير والصيد ، فاتّقوا الله يا أهل الشام .
فيصيح الشاميون : الطاعة الطاعة ، الكرّة الكرّة ، الرواح قبل المساء .
فلم يزل على ذلك حتى أُحرقت الكعبة ، فقال أصحاب ابن الزبير : نطفي النار ، فمنعهم وأراد أن يغضب الناس للكعبة ، فقال بعض أهل الشام : إنّ الحرمة والطاعة اجتمعت ، فغلبت الطاعة الحرمة(145) .
44ـ وقال ابن أبي الحديد : قال المسعودي : وكان عروة بن الزبير يعذر أخاه عبد الله في حصر بني هاشم في الشعب وجمعه الحطب ليحرقهم ، ويقول : إنّما أراد بذلك ألاّ تنتشر الكلمة ، ولا يختلف المسلمون ، وأن يدخلوا في الطاعة ؛ فتكون الكلمة واحدة ، كما فعل عمر بن الخطاب ببني هاشم لمّا تأخّروا عن بيعة أبي بكر ، فإنّه أحضر الحطب ؛ ليحرق عليهم الدار(146) .
45ـ ولمّا اختلف أهل الشام بعد معاوية بن يزيد في البيعة لابن الزبير ، أو لبني أُميّة خطب روح بن زنباع وجاء في جملة خطبته : وأمّا ما يذكر الناس من عبد الله بن الزبير ، ويدعون إليه من أمره ، فهو والله كما يذكرون بأنّه لابن الزبير حواري رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وابن أسماء ابنة أبي بكر الصديق ذات النطاقين ، وهو بعد كما تذكرون في قدمه وفضله ، ولكنّ ابن الزبير منافق ، قد خلع خليفتين يزيد وابنه معاوية بن يزيد ، وسفك الدماء ، وشقّ عصا المسلمين ، وليس صاحب أمر أُمّة محمد (صلّى الله عليه وآله) المنافق . وأمّا مروان بن الحكم فوالله ما كان في الإسلام صدع قطّ إلاّ كان مروان ممّن يشعب ذلك الصدع ، وهو الذي قاتل عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان يوم الدار ، والذي قاتل علي بن أبي طالب يوم الجمل ...(147) .
46ـ ولمّا انشقّ عمرو بن سعيد الأشدق عن عبد الملك بن مروان واستولى على دمشق صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : أيّها الناس ، إنّه لم يقم أحد من قريش قبلي على هذا المنبر إلاّ زعم أنّ له جنة ونار ، يدخل الجنّة مَنْ أطاعه والنار مَنْ عصاه . وإنّي أخبركم أنّ الجنّة والنار بيد الله ، وأنّه ليس إليّ من ذلك شيء ، غير أنّ لكم عليّ حسن المواساة والعطية(148) .
47ـ وقال الوليد بن عبد الملك : أيّها الناس ، عليكم بالطاعة ، ولزوم الجماعة ، فإنّ الشيطان مع الفرد . أيّها الناس ، مَنْ أبدى لنا ذات نفسه ضربنا الذي فيه عيناه ، ومَنْ سكت مات بدائه(149) .
48ـ ولمّا حاصر الحجّاج مكة المكرّمة في قتاله لابن الزبير رُميت بالمنجنيق ، فرعدت السماء وبرقت ، فتهيّب ذلك أهل الشام ، فرفع الحجّاج بيده حجراً ووضعه في كِفّة المنجنيق ، ورمى بعضهم . فلمّا أصبحوا جاءت صاعقة فقتلت من أصحاب المنجنيق اثني عشر رجلاً ؛ فانكسر أهل الشام .
فقال الحجّاج : يا أهل الشام ، لا تنكروا ما ترون ، فإنّما هي صواعق تُهامة .
وعظم عندهم أمر الخلافة وطاعة الخلفاء(150) .
49ـ وذكر الجاحظ أنّ الحجّاج قال : والله لطاعتي أوجب من طاعة الله ؛ لأنّ الله تعالى يقول : ( اتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) ، فجعل فيها مثنوية ، وقال : ( وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا ) ، ولم يجعل فيها مثنوية ، ولو قلت لرجل : ادخل من هذا الباب ، فلم يدخل لحلّ لي دمه(151) .
وفي حديث الأعمش أنّ الحجّاج قال : اسمعوا وأطيعوا ، ليس فيها مثنوية لأمير المؤمنين عبد الملك . والله ، لو أمرت الناس أن يخرجوا من باب من أبواب المسجد ، فخرجوا من باب آخر ، لحلّت لي دماؤهم وأموالهم(152) .
50ـ وقال أبو اليقظان : بعث الحجّاج إلى الفضيل بن بزوان العدواني ـ وكان خيرِّاً من أهل الكوفة ـ فقال : إنّي أريد أن أولّيك .
قال : أوَ يُعفيني الأمير ؟
فأبى . وكتب عهده ، فأخذه وخرج من عنده ، فرمى بالعهد وهرب .
فأُخِذَ وأُتي به الحجّاج ، فقال : يا عدوّ الله .
فقال : لست لله ولا للأمير بعدو .
قال : ألم أكرمك ؟
قال : بل ، أردت أن تهينني .
قال : ألم أستعملك ؟
قال : بل أردت أن تستعبدني .
قال : ( إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ ) ... الآية .
قال : ما استوجبت واحدة منهنّ .
قال : كلّ ذلك قد استوجبت بخلافك .
وأمر رجلاً من أهل الشام أن يضرب عنقه(153) .
51ـ وقال ابن الكلبي : رأيت قاتل الحسين بن علي (عليهما السّلام) قد أُدخل على الحجّاج وعنده عنبسة بن سعيد ، فقال : أأنت [قتلت] حسين ؟
قال : نعم .
قال : كيف ؟
قال : دسرته بالرمح دسراً ، وهبرته هبراً . ووكلت رأسه إلى أمر غيري .
فقال الحجّاج : والله ، لا يجتمعان في الجنة أبداً .
فخرج أهل العراق يقولون : والله ، لا يجتمع ابن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وقاتله في الجنة أبداً .
وخرج أهل الشام يقولون : صدق الأمير ، لا يجتمع مَنْ شقّ عصا المسلمين وخالف أمير المؤمنين وقاتِلَه في طاعة الله في الجنة(154) .
52ـ وقد تقدّم في أوائل هذا المبحث كتاب الوليد بن يزيد بن عبد الملك لرعيته المتضمّن لتعظيم أمر طاعة الخلفاء ولزوم جماعتهم(155) ... إلى غير ذلك ممّا يجده المتتبّع من أجل التعرّف على نظرتهم للطاعة ولزوم الجماعة وفهمهم له من دون ملاحظة لأهلية الخليفة ، وسلوكه في نفسه ، وسيرته في المسلمين ، وعدله وجوره ، بل مع التأكيد على عدم دخلها في وجوب الطاعة والحفاظ على الجماعة.
وقد بقيت السلطة وأتباعها يحاولون التذكير بهذه المفاهيم المشوهة
والتأكيد عليها حتى بعد أن سقطت السلطة عن الاعتبار ، وفقدت مكانتها الدينية ؛ نتيجة فاجعة الطفّ ومضاعفاته ، كما يظهر بأدنى ملاحظة لتاريخ المسلمين وتراثهم ، ولهم في ذلك نكات ملفتة للنظر .

تبدّل موقف العباسيين من خلافة الأمويين
ومنها ما يأتي في أواخر المقام الثاني من محاولة المنصور العباسي ومَنْ بعده من حكّام بني العباس الاعتراف بشرعية خلافة الأمويين ، وبوجوب طاعتهم(156) ؛ تأكيداً لشرعية الخلافة بالقهر والقوّة ، ولترتّب وجوب الطاعة ولزوم الجماعة على الخلافة المذكورة .
مع إنّ من المعلوم أنّ دولة بني العباس قامت بناءً على عدم شرعية خلافة بني أُميّة ، بل على أنّ الخلافة حق لبني هاشم ، ولا شرعية لخلافة غيرهم حتى الأوّلين ، كما يأتي بعض شواهد ذلك في أواخر المقام الثاني من المبحث الثاني إن شاء الله تعالى(157) .

أثر هذه الثقافة على العامّة
وقد كان لهذه الثقافة تأثيرها المهم على العامّة في طاعتهم للخلفاء ، بل تقديسهم لهم ، لولا موقف المعارضة المضاد ، ويبدو ذلك بوضوح في الشام ؛ حيث اقتصر الأمر فيها على ثقافة السلطة ، ولم يكن فيها للمعارضة نشاط يذكر ، وقد تقدّم عرض بعض شواهد ذلك .
وحتى في إفريقية ، فإنّها كانت مدّة طويلة معزولة لا يصل إليها نشاط المعارضة ، ولا تعرف إلاّ ثقافة السلطة .

أثر هذه الثقافة في إفريقية
ومن الطريف ما رواه الطبري بسنده عن أبي حارثة وأبي عثمان في حديثهما عن فتح إفريقية في عهد عثمان ، ثمّ عن أهل إفريقية بعد الفتح ، قالا : فمازالوا من أسمع أهل البلدان وأطوعهم إلى زمان هشام بن عبد الملك ، أحسن أُمّة إسلاماً وطاعة حتى دبّ إليهم أهل العراق ، فلمّا دبّ إليهم دعاة أهل العراق واستثاروهم ، شقّوا عصاهم ، وفرّقوا بينهم إلى اليوم .
وكان سبب تفريقهم أنّهم ردّوا على أهل الأهواء ، فقالوا : إنّا لا نخالف الأئمّة بما تجني العمّال ، ولا نحمل ذلك عليهم .
فقالوا لهم : إنّما يعمل هؤلاء بأمر أولئك .
فقالوا لهم : لا نقبل ذلك حتى نبورهم(158) .
فخرج ميسرة في بضعة عشر إنساناً حتى يقدم على هشام ، فطلبوا الإذن ، فصعب عليهم .
فأتوا الأبرش فقالوا : أبلغ أمير المؤمنين أنّ أميرنا يغزو بنا وبجنده ، فإذا أصاب نَفَلَهم دوننا ، وقال : هم أحق به ، فقلنا : هو أخلص لجهادنا ؛ لأنّا لا نأخذ منه شيئاً . إن كان لنا فهم منه في حلّ ، وإن لم يكن لنا لم نُرِده .
وقالوا : إذا حاصرنا مدينة قال : تقدّموا ، وأخّر جنده ، فقلنا : تقدّموا ؛ فإنّه ازدياد في الجهاد ، ومثلكم كفى إخوانه ، فوقيناهم بأنفسنا وكفيناهم .
ثمّ إنّهم عمدوا إلى ماشيتنا فجعلوا يبقرونها عن السخال يطلبون الفراء البيض لأمير المؤمنين ، فيقتلون ألف شاة في جلد ، فقلنا : ما أيسر هذا لأمير المؤمنين ، فاحتملنا ذلك وخليناهم وذلك .
ثمّ إنّهم سامونا أن يأخذوا كلّ جميلة من بناتنا ، فقلنا : لم نجد هذا في كتاب ولا سنة ، ونحن مسلمون .
فأحببنا أن نعلم أعن رأي أمير المؤمنين ذلك أم لا ؟
قال : نفعل .
فلما طال عليهم ، ونفدت نفقاتهم ، كتبوا أسماءهم في رقاع ، ورفعوها إلى الوزراء ، وقالوا : هذه أسماؤنا وأنسابنا ، فإن سألكم أمير المؤمنين عنّا فأخبروه .
ثمّ كان وجههم إلى إفريقية ، فخرجوا على عامل هشام فقتلوه ، واستولوا على إفريقية .
وبلغ هشاماً الخبر ، فإذا هم النفر الذين جاء الخبر أنّهم صنعوا ما صنعوا(159) .
وهو يكشف بوضوح عن تأثير هذه الثقافة في تشويه مفهوم وجوب الطاعة حتى يُتحمّل من أجلها مثل هذا الظلم ، كما يكشف عن استغفال الناس ـ نتيجة العوامل السابقة ـ حتى صاروا يحترمون هؤلاء الخلفاء الجبّارين ، ويعظّمونهم هذا التعظيم مع شدّة تعلّقهم بالدنيا ، وانغماسهم في الملذات بإسراف وإفساد بحيث يبلغ بهم الأمر أن يطلبوا جلد السخال البيض ولو توقف تحصيل الواحد منه على أن يبقروا بطن ألف شاة لعامّة الرعية من المسلمين .
وبدلاً من أن يأنف هؤلاء المستغفلون أن يكون هؤلاء ولاة عليهم وأمراء للمؤمنين ، يحتملون ذلك ويخلون أمراءهم يفعلونه ، ويقولون : ما أيسر هذا لأمير المؤمنين .
ومن الملفت للنظر أنّ الراوي لا ينعى على الخلفاء ظلمهم وظلم عمّالهم لهؤلاء ، واحتجابهم عنهم بحيث لا يتسير لهم إبلاغ ظلامتهم حتى يضطرّهم ذلك لشق العصا والخروج عن طاعتهم ، بعد أن كانوا ـ كما يقول ـ أحسن أُمّة إسلاماً وطاعة ، بل يظهر عليه الأسف لإفساد أهل العراق ودعاتهم لهؤلاء
المساكين ، وحملهم على شق العصا والخروج عن الطاعة ، ممّا أدّى إلى خروجهم وخلافهم بعد ما غضوا النظر عن الظلامات الكثيرة حتى بلغ الظلم إلى أعراضهم وغصب نسائهم ، وبعد أن طال احتجاب الخليفة عنهم حتى نفدت نفقاتهم ، وكانوا قد قصدوه من تلك المسافات البعيدة ؛ ليرفعوا له ظلامتهم .
هذه هي مفاهيم الخلافة والطاعة والجماعة والفتنة وشقّ العصا التي حاولت السلطات المنحرفة نشرها بين المسلمين وتثقيفهم بها .

موقف عبد الله بن عمر من الإمامة والجماعة
وقد عُرف عن عبد الله بن عمر أنّه لا يبايع إلاّ بعد اجتماع الناس على خليفة واحد من دون نظر إلى كيفية حصول الاجتماع ، وأنّه هل حصل بطريق مشروع ، أو بطريق عدواني غير مشروع .
وعنه أنّه قال : لا أُقاتل في الفتنة ، وأصلّي وراء مَنْ غلب(160) .
وقال ابن حجر : وكان رأي ابن عمر ترك القتال في الفتنة ولو ظهر أنّ إحدى الطائفتين محقّة والأُخرى مبطلة(161) .
وقال زيد بن أسلم : كان في زمان الفتنة لا يأتي أمير إلاّ صلّى خلفه ، وأدّى إليه زكاة ماله(162) .
وروى عبد الرزاق عن عبد الله بن محرز قال : أخبرني ميمون بن مهران
قال : دخلت على ابن عمر أنا وشيخ أكبر منّي ـ قال : حسبت أنّه قال : ابن المسيّب ـ فسألته عن الصدقة أدفعها إلى الأمراء ؟
فقال : نعم .
قال : قلت : وإن اشتروا به الفهود والبيزان ؟
قال : نعم .
فقلت للشيخ حين خرجنا : تقول ما قال ابن عمر ؟
قال : لا .
فقلت أنا لميمون بن مهران : أتقول ما قال ابن عمر ؟
قال : لا(163) .
وروى نحو ذلك عنه غير واحد(164) .
وقد سبق من ابن عمر أن طلب من الإمام الحسين (عليه السّلام) وعبد الله بن الزبير أن يبايعا يزيد ولا يُفرّقا جماعة المسلمين(165) .
وهو بذلك يُعطي الشرعية لخلافة مَنْ يغلب وإن كان ظالماً باغياً قد غلب على الإمارة بالقسر والإكراه والطرق الإجرامية المنحطّة .
وما أكثر ما ورد في ذلك عن السلطة وأتباعها ومَنْ سار في خطّها ، وعليه جرى عملهم وسيرتهم .

الأحاديث والفتاوى في دعم هذا الاتجاه
بل حاولوا دعم ذلك بأحاديث رواها أتباع السلطة ؛ لتكون ديناً يُتديّن به ، كحديث ابن عباس عن النبي (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال : مَنْ رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر عليه ؛ فإنّه مَنْ فارق الجماعة شبراً فمات إلاّ مات ميتة جاهلية(166) ، وغيره ،
وعلى ذلك جرت فتاوى كثير من فقهاء الجمهور .
قال الشوكاني تعقيباً على الحديث المذكور : فيه دليل على وجوب طاعة الأمراء وإن بلغوا في العسف والجور إلى ضرب الرعية وأخذ أموالهم ، فيكون هذا مخصّصاً لعموم قوله تعالى : ( مَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ) ، وقوله تعالى : ( وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَ )(167) .
وقال ابن حجر : قال ابن بطال : في الحديث حجّة في ترك الخروج على السلطان ولو جار ، وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلّب والجهاد معه ، وأنّ طاعته خير من الخروج عليه ؛ لما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء ، وحجّتهم هذا الخبر وغيره ممّا يساعده ، ولم يستثنوا من ذلك إلاّ إذا وقع من السلطان الكفر الصريح ، فلا تجوز طاعته في ذلك ، بل تجب مجاهدته لِمَنْ قدر عليه ...(168) . والحديث في ذلك طويل .

مشابهة الاتجاه المذكور للتعاليم المسيحية الحالية
وهم يسيرون في ذلك باتجاه التعاليم المسيحية الشائعة الآن في الطاعة للحكام ؛ فقد جاء في العهد الجديد :
لتخضع كلّ نفس للسلاطين الفائقة ؛ لأنّه ليس سلطان إلاّ من الله ، والسلاطين الكائنة هي مرتّبة من الله حتى إنّ مَنْ يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله ، والمقاومون سيأخذون لأنفسهم دينونة ؛ فإنّ الحكّام ليسوا خوفاً للأعمال الصالحة ، بل للشريرة(169) .

حديث أمير المؤمنين (عليه السّلام) في حقوق الوالي والرعية
بينما نرى أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) يقول في خطبة له : (( أمّا بعد ، فقد جعل الله لي عليكم حقّاً بولاية أمركم ، ولكم عليّ من الحقّ مثل الذي عليكم . فالحقّ أوسع الأشياء في التواصف ، وأضيقها في التناصف ، لا يجري لأحد إلاّ جرى عليه ، ولا يجري عليه إلاّ جرى له ... ، وأعظم ما افترض الله سبحانه من تلك الحقوق حقّ الوالي على الرعية ، وحقّ الرعية على الوالي ، فريضة فرضها الله سبحانه لكلّ على كلّ ؛ فجعلها نظاماً لأُلفتهم ، وعزّاً لدينهم . فليست تصلح الرعية إلاّ بصلاح الولاة ، ولا تصلح الولاة إلاّ باستقامة الرعية . فإذا أدّت الرعية إلى الوالي حقّه ، وأدّى الوالي إليها حقّها ، عزّ الحقّ بينهم وقامت مناهج الدين ، واعتدلت معالم العدل ... ، وإذا غلبت الرعية واليها ، وأجحف الوالي برعيته اختلفت هنالك الكلمة ، وظهرت معالم الجور ... ))(170) .
ويقول في خطبة أخرى : (( أيّها الناس ، إنّ لي عليكم حقّ ، ولكم عليّ حقّ . فأما حقّكم عليّ فالنصيحة لكم ، وتوفير فيئكم عليكم ، وتعليمكم كيلا تجهلوا ، وتأديبكم كيما تعلموا . وأمّا حقّي عليكم فالوفاء بالبيعة ، والنصيحة في المشهد والمغيب ، والإجابة حين أدعوكم ، والطاعة حين آمركم ))(171) .

ما تقتضيه القاعدة في البيعة
بل من الظاهر أنّ البيعة لمّا كانت على شروط خاصّة من العمل بالكتاب والسُنّة ، والتناصح بين الوالي والرعية ونحو ذلك ؛ فوجوب الوفاء بها من كلّ من الطرفين إنّما يكون مع التزامهما معاً بما اتفقا عليه ، كما هو الحال في سائر العقود والعهود ، ولا منشأ لوجوب التزام أحدهما بها مع عدم التزام الآخر ، كما يحاول أتباع الانحراف في السلطة حمل الناس عليه .

ما آل إليه أمر وجوب البيعة والطاعة ولزوم الجماعة
والحاصل : إنّ وجوب بيعة الإمام وطاعته ، ولزوم جماعته والنهي عن الخلاف والفتنة التي جعلها الله (عزّ وجلّ) وشرّعها من أجل نظم أمر الأُمّة ، واجتماعها في دعم الحقّ ، وتماسكها في وجه الباطل ، قد صارت وسيلة لدعم الباطل ، وانتهاك الحرمات العظام .
كحرمة مكة المكرّمة ، والكعبة المعظّمة ، والمدينة المنوّرة ، ومسجد النبي (صلّى الله عليه وآله) وقبره الشريف(172) ، وبيت ابنته الصديقة (عليها السّلام) الذي هو من أفاضل البيوت التي أذن الله (عزّ وجلّ) أن تُرفع ويُذكر فيها اسمه ، كما في الحديث الشريف(173) ... إلى غير ذلك من الحرّمات .
كما صارت وسيلة للوقوف في وجه رموز الدين وذوي المقام الرفيع فيه ، والإيقاع بهم ، كأمير المؤمنين والصديقة الزهراء (صلوات الله عليهما) ، والإمام الحسين (عليه السّلام) وأهل بيته وصحبه الكرام ، والمقداد بن الأسود وأبي ذرّ (رضوان الله
عليهما) ، ومحمد بن الحنفية وابن عباس وبقية بني هاشم في مكة المكرّمة ... إلى غير ذلك ممّا تقدّم التعرّض له .
كلّ ذلك في محاولة لفرض طاعة السلطة عليهم ، ومنعهم من أداء وظيفتهم في الأمر بالمعروف وإنكار المنكر ، والوقوف في وجه الفساد ، ومحاولة الإصلاح ، والامتناع من بيعة الضلال .
بينما نجد الإنكار لهذه المفاهيم ، والردّ عليه ومحاولة تصحيحها من الخطّ الآخر . وفيهم أعلام الإسلام وذوو التقوى والمقام الرفيع في الدين . وهو الحقيق بالقبول ؛ لانسجامه مع الفطرة ، وموافقته للأدلّة العقلية والنقلية .

اختلاف الأُمّة في الحقّ خير من اتفاقها على الباطل
وفي الحقيقة أنّ اتفاق الأُمّة إنّما يحسن ، بل يجب ، إذا كان اتفاقاً على الحقّ ، أمّا إذا تعذّر ذلك فاختلافها في الحقّ خير من اتفاقها على الباطل ؛ لما في الاختلاف المذكور من التنبيه للحقّ والتذكير به والدعوة إليه ، وجعله في متناول الطالب له .
ولو تمّ الاتفاق على الباطل لضاع الحقّ ، واختفت معالمه ، ولم يتيسّر لأحد الوصول إليه ، وفي ذلك تفويت للغرض والحكمة الداعية لتشريع الدين الحقّ ، وإرسال الأنبياء به ، وجهاد المؤمنين في سبيله ، وتضحياتهم الجسيمة من أجله ، وربما يأتي عند الكلام في نتائج فاجعة الطفّ مزيد من التوضيح لذلك .

استعانة السلطة بالمنافقين وحديثي الإسلام
الأمر الرابع ممّا قام به الولاة في سبيل دعم سلطانهم : الاستعانة بالمنافقين وحديثي الإسلام في قيادة الجيوش ، وولاية الأمصار ، وتمكينهم من مقدّرات المسلمين ، كما تضمّنه ما تقدّم من كلام أمير المؤمنين (عليه السّلام) في أسباب اختلاف الحديث .

وذلك إمّا لعدم تجاوب المهاجرين الأوّلين والأنصار مع السلطة ، كما تعرّضنا لذلك بتفصيل في جواب السؤال الرابع من الجزء الثاني من كتابنا (في رحاب العقيدة) .
وإمّا لأنّ المنافقين وحديثي الإسلام ليس لهم بأشخاصهم مكانة واحترام في نفوس عامة المسلمين ، وإنّما يستمدّون حرمتهم من ارتباطهم بالسلطة ، بما لها من نفوذ واحترام في المجتمع .
وذلك يجعلهم في حاجة للالتزام بتعاليمه ، والطاعة العمياء له ، والحفاظ على نهجها من أجل أن تدعمهم وترفع من شأنهم ، وتمكنهم في البلاد والعباد ، فهم أرضية صالحة للولاء للسلطة ، وأداة فاعلة في تركيز ولائها في نفوس عامة المسلمين .
مضافاً إلى أنّهم ـ نوعاً ـ يفقدون الوازع الديني الذي يمنعهم من تنفيذ تعاليم السلطة إذا انحرفت عن واقع الإسلام ، ومن تركيزها بالطرق غير المشروعة ، كالاستئثار بالمال ، وتفضيل ذوي النفوذ في العطاء ، واختلاق الأحاديث لصالحها ، كما تضمّنه كلام أمير المؤمنين (عليه السّلام) السابق .
وقد ورد عن عمر بن الخطاب أنّه قال : نستعين بقوّة المنافق ، وإثمه عليه(174) .
وقيل له : إنّك استعملت يزيد بن أبي سفيان ، وسعيد بن العاص ، ومعاوية ، وفلاناً وفلاناً من المؤلّفة قلوبهم من الطلقاء وأبناء الطلقاء ، وتركت أن تستعمل عليّاً والعباس والزبير وطلحة ؟
فقال : أمّا علي فأنبه من ذلك ، وأمّا هؤلاء النفر من قريش فإنّي أخاف أن ينتشروا في البلاد ، فيكثروا فيها الفساد(175) .

السلطة تمكّن للأمويين وخصوصاً معاوية
وإنّ ممّا يُلفت النظر ويدعو للتساؤل والعجب تمكين السلطة في الصدر الأوّل للأمويين من مقدّرات المسلمين وخصوصاً معاوية .
فقد كان عمر بن الخطاب يحاسب جميع ولاته سوى معاوية ، حيث كان يقول له : لا آمرك ولا أنهاك(176) .
وكان يغضّ الطرف عنه وينهى عن ذمّه ، ويقول : دعونا من ذمّ فتى قريش(177) .
ويقول عنه أيضاً : هذا كسرى العرب(178) .
ويا ترى هل جاء الإسلام ليبدل كسرى فارس بكسرى العرب ؟! وهل إنّ ذلك يتناسب مع ما يُنسب لعمر من خشونة العيش والتركيز على محاسبة العمّال ومنعهم من التوسّع والترف ؟!
ويزيد العجب والتساؤل إذا صحّ عن عمر أنّه كان يتوقّع من معاوية الطمع وتحيّن الفرصة للاستيلاء على الخلافة ؛ فقد ورد عنه أنّه حذّر أهل الشورى منه ، وقال : إيّاكم والفرقة بعدي ، فإن فعلتم فاعلموا أنّ معاوية
بالشام ، فإذا وكلتم إلى رأيكم عرف كيف يستبزّها منكم(179) .
بل ورد عنه أنّه كان يتوقّع من بني أُميّة عامّة أن يكيدوا للإسلام ؛ فعن المغيرة بن شعبة أنّه قال : قال لي عمر يوماً : يا مغيرة ، هل أبصرت بهذه عينك العوراء منذ أُصيبت ؟
قلت : لا .
قال : أما والله ليُعوِرنّ بنو أُميّة الإسلام كما أعورت عينك هذه ، ثمّ ليعمينّه حتى لا يدري أين يذهب ولا أين يجيء ...(180) .

ظهور الاستهتار من المنافقين
وعلى كلّ حال يبدو أنّ ظهور المنافقين وحديثي الإسلام في الساحة ، وفسح المجال لهم حملهم على الاستهتار ، وجرّأهم على أن يبوحوا بما في نفوسهم ، ويجهروا به من دون أن يراقبوا أحداً ، أو يخافوا مغبّة ذلك بنحو قد يؤدّي إلى تشوّه المفاهيم المتداولة بين عامّة المسلمين .
1ـ فعن عائشة أنّه لمّا توفّي النبي (صلّى الله عليه وآله) اشرأب النفاق بالمدينة(181) .
2ـ وفي حديث حذيفة : إنّ المنافقين اليوم شرّ منهم على عهد النبي (صلّى الله عليه وآله) ؛
كانوا يومئذ يسرون ، واليوم يجهرون(182) .
3ـ وعن أبي وائل عن حذيفة قال : قلت : يا أبا عبد الله ، النفاق اليوم أكثر أم على عهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ؟
قال : فضرب بيده على جبهته وقال : أوه ! وهو اليوم ظاهر ، إنّهم كانوا يستخفونه على عهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله)(183) .
وفي حديث آخر عن أبي وائل أنّ حذيفة قال : بل هم اليوم أكثر ؛ لأنّه كان يومئذ يستسرّونه ، واليوم يستعلنونه(184) .
4ـ وفي حديث آخر عن حذيفة أنّه قال : إن كان الرجل ليتكلّم بالكلمة على عهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فيصير منافقاً ، وإنّي لأسمعها من أحدكم في المقعد الواحد أربع مرّات ...(185) .
5ـ وعنه أنّه قال : إنّكم اليوم معشر العرب لتأتون أموراً إنّها لفي عهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) النفاق على وجهه(186) .
6ـ وعنه أيضاً أنّه قال : إنّما كان النفاق على عهد النبي (صلّى الله عليه وآله) ، فأمّا اليوم
فإنّما هو الكفر بعد الإيمان(187) .
7ـ وقد مرّ أبو سفيان بقبر شهيد واقعة أُحد أسد الله ورسوله حمزة بن عبد المطلب (رضي الله عنه) فضربه برجله ، وقال : يا أبا عمارة ، إنّ الأمر الذي اجتلدنا عليه بالسيف أمسى في يد غلماننا اليوم يتلعّبون به(188) .
8ـ وكان يقول : اللّهمّ اجعل هذا الأمر أمر جاهلية ، والملك ملك غاصبية ، واجعل أوتاد الأرض لبني أُميّة(189) .
9ـ وعن الحسن أنّ أبا سفيان دخل على عثمان حين صارت الخلافة إليه ، فقال : قد صارت إليك بعد تيم وعدي ، فأدرها كالكرة واجعل أوتادها بني أُميّة ؛ فإنّما هو الملك ، ولا أدري ما جنة ولا نار .
فصاح به عثمان : قم عنّي ، فعل الله بك وفعل(190) .
قال ابن عبد البر : وله أخبار من نحو هذا ردية ، ذكرها أهل الأخبار ، ولم أذكرها(191) .
وإذا كان عثمان قد صاح به في هذه الواقعة فهو ـ إن صحّ ـ لا يزيد على ردّ فعل مؤقّت من دون أن يؤثّر على علاقته به وبأولاده ، ولا يمنع من تقريبهم وتمكينهم من مقدّرات الإسلام والمسلمين .
10ـ وباع معاوية سقاية من ذهب أو من ورق بأكثر من وزنه ، فقال له أبو الدرداء : سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ينهى عن مثل هذا إلاّ مثلاً بمثل .
فقال معاوية : ما أرى بهذا بأساً .
فقال أبو الدرداء : مَنْ يعذرني من معاوية ؟! أُخبره عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، ويخبرني عن رأيه ، لا أساكنك بأرض أنت بها .
ثمّ قدم أبو الدرداء على عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) فذكر له ذلك ، فكتب عمر إلى معاوية أن لا يبيع ذلك إلاّ مثلاً بمثل ، وزناً بوزن(192) .
11ـ كما باع معاوية الخمر(193) .
12ـ وباع سمرة بن جندب الخمر أيضاً ، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب ، فقال : قاتل الله سمرة ! ألم يعلم أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال : (( لعن الله اليهود ؛ حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها ))(194) .
13ـ وروى عائذ بن ربيعة حديث وفد بني نمير على النبي (صلّى الله عليه وآله) ، وقال في جملته : ثمّ دعا شريح واستعمله على قومه ، ثمّ أمره أن يصدقهم ويزكيهم ... .
قال : ولم يزل شريح عامل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على قومه ، وعامل أبي بكر ، فلمّا قام عمر (رضي الله عنه) أتاه بكتاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فأخذه فوضعه تحت قدمه ، وقال : لا ، ما هو إلاّ مُلك . انصرف(195) ... إلى غير ذلك ، وما رواه الشيعة من ذلك كثير .
وذلك يتناسب مع ما صدر من كثير منهم من التحريف في الدين ، والمواقف المشينة والأفعال الشنيعة التي تضمّنتها كتب الحديث والتاريخ والسيرة ممّا لا يسعنا استقصاؤه ، وربما يأتي في حديثنا هذا الإشارة لبعضه .

موقف أُبي بن كعب وموته
ولعلّه لذا ضاقت الأمور بأُبي بن كعب ، ففي حديث قيس بن عباد عنه قال : ثمّ استقبل القبلة ، فقال : هلك أهل العقد ـ ثلاثاً ـ وربّ الكعبة . ثمّ قال : والله ما عليهم آسى ، ولكنّي آسى على ما أضلّوا .
قال : قلت : مَنْ تعني بهذا ؟
قال : الأُمراء(196) .
وقريب منه حديثه الآخر ، لكن فيه : قلت : يا أبا يعقوب ، ما يعني به أهل العقد ؟
قال : الأُمراء(197) .
وقريب منهما أحاديث له أُخر(198) .
ومثله ما عن الحسن قال : قال حذيفة : هلك أصحاب العقد وربّ الكعبة . والله ما عليهم آسى ، ولكن على مَنْ يهلكون من أصحاب محمد (صلّى الله عليه وآله) ، وسيعلم الغالبون العقد خطّ [حظ . صح] مَنْ ينقصون(199) .
بل يبدو أنّه ضاق صدر أُبي بن كعب فأراد أن يجهر بالحقيقة وإن تعرّض للخطر ؛ ففي حديث جندب بن عبد الله البجلي عنه قال : فسمعته يقول : هلك أصحاب العقدة وربّ الكعبة ، ولا آسى عليهم ، أحسبه قال مراراً ... ، ثمّ قال : اللّهمّ إنّي أعاهدك لئن أبقيتني إلى يوم الجمعة لأتكلّمنّ بما سمعت من رسول الله ، لا أخاف فيه لومة لائم ...(200) .
وفي حديث عتي بن ضمرة عن أبي أيضاً : فقال : لئن عشت إلى هذه الجمعة لأقولنّ فيها قولاً لا أُبالي استحييتموني عليه أو قتلتموني ...(201) .
لكنّه لم يبقَ للجمعة ، بل مات يوم الخميس أو يوم الجمعة ، كما في تتمّة حديثي جندب بن عبد الله وعتي بن ضمرة المتقدّمين .
وعلم الله كيف مات وما سبب موته ؟! إذ يبدو أنّ الوضع كان حرج خصوصاً في عهد عمر ، كما يناسبه ما تقدّم في كلام أمير المؤمنين (عليه السّلام) وعثمان بن عفّان وطلحة بن عبيد الله وغيرهم عنه ، والنظر في تاريخه وسيرته .
حتى إنّ السيد المرتضى (قدّس سرّه) حينما ذكر أنّ غرض عمر من تدبير الشورى بالوجه المعروف هو التحايل لصرف الخلافة عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) ؛ تجنّباً عن محذور التصريح بصرفها عنه (عليه السّلام) ، حاول ابن أبي الحديد الردّ عليه ، فقال :
فقد قلنا في جوابه ما كفى ، وبيّنا أنّ عمر لو أراد ما ذكر لصرَفَ الأمر عمّن يريد صرفه عنه ، ونصَّ على مَنْ يريد إيصال الأمر إليه ولم يبالِ بأحد ؛ فقد عرف الناس كلّهم كيف كانت هيبته وسطوته وطاعة الرعية له حتى إنّ المسلمين أطاعوه أعظم من طاعتهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في حياته ، ونفوذ أمره فيهم أعظم من نفوذ أمره (عليه السّلام) . فمَنْ ذا الذي كان يجسر أو يقدر أن يراجعه في نصّه ، أو يرادّه ، أو يلفظ ـ عنده أو غائباً عنه ـ بكلمة تنافي مراده ؟! ... فلقد كان أبو بكر وهو خليفة يهابه وهو رعية وسوقة بين يديه ، وكلّ أفاضل الصحابة كان يهابه وهو بعد لم يلِ الخلافة ... ، فمَنْ كانت هذه حاله وهو رعية وسوقة فكيف يكون وهو خليفة قد ملك مشارق الأرض ومغاربها ، وخطب له على مئة ألف منبر ؟! ...(203) .

تبرير السلطة بعض مواقفها بالقضاء والقدر
وزاد في تعقّد الأمر محاولة السلطة وأتباعها الاعتذار عن بعض مواقفهم
الخاطئة وتبريرها بالقضاء والقدر ، وكأنّه قضاء قهري يكفي في العذر ورفع المسؤولية .
فعن ابن عباس في حديث له مع عمر عندما خرج إلى الشام أنّه قال : فقال لي : يابن عباس ، أشكو إليك ابن عمّك ، سألته أن يخرج معي فلم يفعل ، ولم أزل أراه واجداً ، فيم تظنّ موجدته ؟
قلت : يا أمير المؤمنين ، إنّك لتعلم .
قال : أظنّه لا يزال كئيباً لفوت الخلافة .
قلت : هو ذاك ؛ إنّه يزعم أنّ رسول الله أراد الأمر له .
فقال : يابن عباس ، وأراد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الأمر له فكان ماذا إذا لم يُرد الله تعالى ذلك ؟! إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أراد أمراً ، وأراد الله غيره فنفذ مراد الله تعالى ، ولم ينفذ مراد رسوله ، أوَ كلّما أراد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كان ؟! ...(204) .
وقال الطبري في الحديث عن مقتل عمر والشورى : فخرجوا ثمّ راحوا ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ، لو عهدت إلينا عهداً .
فقال : قد كنت أجمعت بعد مقالتي لكم أن أنظر فأولّي رجلاً أمركم ، هو أحراكم أن يحملكم على الحقّ ـ وأشار إلى علي ـ ورهقتني غشية ، فرأيت رجلاً يدخل جنّة قد غرسها ، فجعل يقطف كلّ غضّة ويانعة فيضمّها إليه ويصيّرها تحته ، فعلمت أنّ الله غالب على أمره ومتوفٍّ عمر ، فما أريد أن أتحمّلها حيّاً وميّتاً ، عليكم هؤلاء الرهط ... .
ثمّ ذكر تدبير عمر في الشورى بما هو معروف مشهور(205) .
فانظر إليه كيف جعل رؤياه مطابقة لقضاء الله تعالى وقدره ، ومبرّراً لتركه في اختيار مَنْ هو أحرى أن يحملهم على الحقّ وتدبير أمر الشورى ، مع إنّ من المظنون ـ إن لم يكن من المعلوم ـ أنّه يؤدّي إلى خلافة عثمان الذي تفرّس فيه أن يلي الخلافة ، فيحمل بني أُميّة وبني أبي معيط على رقاب الناس(206) .
وقد استمرت السلطة على تأكيد هذا المفهوم حتى تبلورت عقيدة الجبر وظهرت في جمهور المسلمين ، والحديث في ذلك طويل لا يسعنا استقصاؤه .

قيام كيان الإسلام العام على الطاعة العمياء للسلطة
إذا عرفت هذا فمن الطبيعي أن ينشأ المسلمون ـ بعد تلك الفتوح الكبرى ، وانتشار الإسلام الواسع ، ودخول مَنْ لا عهد له بالنبي (صلّى الله عليه وآله) وتعاليمه ـ على ذلك ، ويبتني كيانهم العام عليه .
وكان نتيجته تشوّه المفاهيم الإسلامية التي تشيع عند عامّة المسلمين ، واحترام السلطة كيف كانت ، وتحكّم غير المعصوم في الدين ، يحلّ ما يشاء ، ويحرّم ما يشاء ، ويبتدع ما يشاء من دون أن يحيط بأحكام الدين ويعرفها معرفة كاملة ، ولا أن يلتزم بحرفية التشريع ويتقيّد به .
والمفروض على المسلمين القبول منه ، والطاعة له ، واللزوم لجماعته ، والرضا بما قضى الله (عزّ وجلّ) من دون اعتراض على الحاكم .
وفي حديث بين عمر بن الخطاب وعبد الله بن عباس حول مَنْ يستخلفه بعده جاء فيه : يابن عباس ، أترى صاحبكم لها موضعاً ؟
قال : فقلت : وأين يبتعد من ذلك مع فضله وسابقته وقرابته وعلمه ؟!
قال : هو والله كما ذكرت ، ولو وليهم لحملهم على منهج الطريق ، فأخذ المحجّة الواضحة ... ، والله يابن عباس ، إنّ عليّاً ابن عمّك لأحقّ الناس به ، ولكنّ قريشاً لا تحتمله ، ولئن وليهم ليأخذنهم بمرّ الحقّ لا يجدون عنده رخصة ، ولئن فعل لينكثنّ بيعته ثمّ ليتحاربَنّ(207) .
حيث يبدو من ذلك بوضوح أنّ اتّجاه السلطة كان نحو التحلّل من قيود الدين ، وافتعال الرخص ، وعدم الالتزام بمرّ الحقّ ؛ إرضاءً لقريش التي دخل أكثرها في الإسلام خوفاً أو طمعاً من دون أن يستحكم في نفوسها كعقيدة ثابتة بحيث تجري على تعاليمه وإن خالف أهواءها .

تعرّض الدين للتحريف
وبذلك تعرّض الدين للتحريف عن جهل أو عمد كما قال أبو موسى الأشعري : لقد ذكّرنا علي بن أبي طالب صلاة كنّا نصلّيها مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ؛ إمّا نسيناه ، وإمّا تركناها عمداً ...(208) .
وفي حديث أبي الدرداء : والله ، ما أعرف من أُمّة محمد (صلّى الله عليه وآله) شيئاً إلاّ إنّهم يصلّون جميعاً(209) .
وفي حديث أنس قال : ما أعرف شيئاً ممّا كان على عهد النبي (صلّى الله عليه وآله) .
قيل : الصلاة .
قال : أليس ضيّعتم ما ضيّعتم فيها ؟(210) ... إلى غير ذلك .
وقد عانى الإسلام نتيجة ذلك من أمور ثلاثة :

جهل المتصدّين للفتوى والقضاء
الأمر الأوّل : جهل المتصدّين لبيان الأحكام في الفتوى والقضاء حيث لا ينتظر من الحاكم غير المعصوم أن يلتزم بالرجوع للمعصوم والإرجاع له ، والتقيد بفتواه وقضائه ، خصوصاً بعد ما سبق من تشوّه المفاهيم التي يبتني عليها المجتمع الإسلامي للطاعة ولزوم الجماعة والفرقة والفتنة .
وبعد ما هو المعلوم من كون المعصوم خصماً للسلطة ، وقد غُيّب ـ بما له من مقام رفيع وما يحمله من مفاهيم أصيلة ـ عن الكيان الإسلامي العام .
ومن الطبيعي حينئذ أن يفسح الحاكم المجال لكلّ مَنْ يتعاون معه ، أو يسير في ركابه مهما كانت ثقافته الدينية وتمرّسه في القضاء ، خصوصاً مع سعة رقعة الإسلام نتيجة الفتوح ، والحاجة للتكثير من القضاة والمفتين .

ظهور الاختلاف في الحديث والقضاء والفتوى
وبذلك ظهر الاختلاف في الحديث المروي عن النبي (صلّى الله عليه وآله) ، كما هو المعلوم بالرجوع لمصادره ، وقد تضمنه الحديث السابق عن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) في بيان أسباب اختلاف الأحاديث عن النبي (صلّى الله عليه وآله) (211) .
كما شاع الاختلاف بين القضاة والمفتين مع قربهم من عهد النبي (صلّى الله عليه وآله) (212) ،
بل كثيراً ما تختلف فتاوى أو قضاء الشخص الواحد في المسألة الواحدة(213) .
من دون التزام ـ مع كلّ ذلك ـ برفع الاختلاف وتصحيح الخطّ ؛ لعدم الاعتراف بالمرجع المعصوم من جهة ، وعدم الاهتمام بتوحيد الفتوى وتصحيح الخطأ من جهة أخرى ، بل مع إقرار كلّ على ما يقول ، بنحو يوحي باحترام أشخاص المفتين والقضاة المنسجمين مع السلطة على حساب الحقّ والحكم الشرعي الواحد .

كلام أمير المؤمنين (عليه السّلام) حول اختلاف القضاء
يقول أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسّلام) : (( ترد على أحدهم القضية في حكم من الأحكام فيحكم فيها برأيه ، ثمّ ترد تلك القضية بعينها على غيره فيحكم فيها بخلافه ، ثمّ يجتمع القضاة بذلك عند الإمام الذي استقضاهم فيصوّب آراءهم جميعاً ، وإلههم واحد ، ونبيّهم واحد ، وكتابهم واحد .
أفأمرهم الله تعالى بالاختلاف فأطاعوه ؟! أم نهاهم عنه فعصوه ؟! أم أنزل ديناً ناقصاً فاستعان بهم على إتمامه ؟! أو كانوا شركاء له فلهم أن يقولوا وعليه أن يرضى ؟! أم أنزل الله سبحانه ديناً فقصّر الرسول (صلّى الله عليه وآله) عن تبليغه وأدائه ، والله سبحانه يقول : ( مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ) ... ))(214) .
وبالمناسبة روي عن حفص بن عمر ، قال : كان عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) إذا كثر عليه الخصوم صرفهم إلى زيد ، فلقي رجلاً ممّن صرفه إلى زيد ، فقال له : ما
صنعت ؟
قال : قضى عليّ يا أمير المؤمنين .
قال : لو كنت أنا لقضيت لك .
قال : فما يمنعك وأنت أولى بالأمر ؟
قال : لو كنت أردّك إلى كتاب الله أو سُنّة نبيّه فعلت ، ولكنّي إنّما أردّك إلى رأي ، والرأي مشير(215) .

ظهور الجرأة على الفتوى والقضاء
ومن الطبيعي أن يفرز ذلك الجرأة على الفتوى والحكم والتسامح فيهم ، والاعتزاز بالرأي والإصرار عليه ، وشيوع الاختلاف ، وفقد الضوابط في التعرّف على الدين وتعاليمه وأحكامه ، وفي التصدّي للفتوى والمرجعية فيه ، وفي جميع شؤون الدين من الأصول والفروع .
ولاسيما إنّ الكتاب المجيد لا يتيسّر لعموم الناس معرفة تفاصيل الأحكام منه ، وإنّه صالح للتأويل على وجوه مختلفة ولو كانت متكلّفة .
وقد يتشبث بها مَنْ يتعصّب لوجهة نظر خاصة ويسير في خطّه ، أو يحاول الظهور ويحبّ السمعة ؛ دعماً لرأيه وإصراراً عليه .
كما إنّ السُنّة الشريفة قد ابتُليت بالضياع على عامّة الناس ـ نتيجة ما سبق من تحجير السلطة عليها ـ ، وبالآفات التي سبق من أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) التعرّض لها في وجه اختلاف الأخبار عن النبي (صلّى الله عليه وآله) (216) .

شكوى أمير المؤمنين (عليه السّلام) من أوضاع الأُمّة
ويبدو تفاقم المشكلة من خطبة لأمير المؤمنين (عليه السّلام) ، قال فيها : (( وما كلّ ذي قلب بلبيب ، ولا كلّ ذي سمع بسميع ، ولا كلّ ناظر ببصير ، فيا عجبي
ـ وما لي لا أعجب ـ من خطأ هذه الفرق على اختلاف حججها في دينه ، لا يقتصّون أثر نبي ، ولا يقتدون بعمل وصي ، ولا يؤمنون بغيب ، ولا يعفون عن عيب . يعملون في الشبهات ، ويسيرون في الشهوات . المعروف عندهم ما عرفوا ، والمنكر عندهم ما أنكروا . مفزعهم في المعضلات إلى أنفسهم ، وتعويلهم في المبهمات على آرائهم ، كأنّ كلّ امرئ منهم إمام نفسه ، قد أخذ منها فيما يرى بعرىً ثِقات ، وأسباب محكمات ))(217) .
وقد حقّق ذلك الأرضية الصالحة لانقسام الأُمّة ، وظهور الفرق في الإسلام التي بدأت بالخوارج ، وتتابعت من بعدهم حتى يومنا هذا . وإنّا لله وإنّا إليه راجعون . والحديث في ذلك طويل نقتصر منه على ما ذكرنا .

ظهور الابتداع في الدين ومخالفة نصوصه
الأمر الثاني : ظهور الابتداع في الدين ومخالفة نصوصه وتجاوزه كما يتّضح ذلك بالرجوع لما ذكره أهل الحديث وعلماء الكلام والمؤرّخون .
والناس على دين ملوكهم يأخذونه منهم ، بل كثيراً ما لا يهتّمون بمعرفة دينهم والتقيّد به ، أو يقدّمون طاعتهم على ما يعرفون من دينهم ، وقد تقدّم عند التعرّض لتركيز السلطة على وجوب الطاعة بعض مفردات ذلك .
ويأتي إن شاء الله تعالى في المقام الأوّل من المبحث الثاني كلام لأمير المؤمنين (صلوات الله عليه) يتعرّض فيه لبعض تلك المخالفات والبدع(218) .

تشويه الحقائق في التاريخ والمناقب والمثالب
الأمر الثالث : تشويه الحقائق في التاريخ والسيرة ، وفي المناقب والمثالب كما أشرنا إلى بعضه عند الكلام في ألقاب التشريف التي أُطلقت على الحكّام ومَنْ سار على خطّهم ، وفي التحجير على السُنّة النبويّة الشريفة وغير ذلك ممّا تقدّم ، وقد يأتي ما ينفع في المقام .

ظهور حجم الخطر بملاحظة ثقافة الأمويين
ويمكن أن نعرف خطورة ما كانت تصل إليه الأمور لو بقيت الأمور على ذلك ـ من دون إصلاح في مسار السلطة ، أو معارضة تقف في وجهه ، وإنكار يكبح جماحها ـ ممّا انتهى إليه الأمر أيام الحكم الأموي .
حيث صفت للأمويين ـ ولاءً وتثقيفاً ـ الشام التي هي مركز ثقل قوّتهم ، ولم تكن لهم فيها معارضة ظاهرة ، واستطاعوا أن يعمّموا ثقافتهم فيها للمناطق النائية عن مواقع المعارضة وتأثيرها كما تقدّم شيء منه عند التعرّض لموقف أهل إفريقية(219) .

نماذج من التحريف في العهد الأموي
فإنّه يبدو مدى تشويه المفاهيم ، والتحريف في الدين والتعتيم على الحقائق وتجاهله وقلبه من أفعالهم وتصريحاتهم وتصريحات عمّالهم وأتباعهم حتى في بقيّة بلاد المسلمين ؛ استهواناً بالمعارضة ، وتحدّياً لشعور المسلمين فيه .
1ـ فقد سبق من معاوية قوله : الأرض لله ، وأنا خليفة الله ، فما أخذت فلي ، وما تركته للناس فبفضل منّي(220) .
2ـ ولمّا دخل معاوية الكوفة بعد صلح الإمام الحسن (عليه السّلام) معه ، وبايعه الناس دخل عليه هاني بن الخطاب الهمداني ، أو سعيد بن الأسود بن جبلة الكندي ، فقال : أبايعك على كتاب الله وسُنّة نبيّه .
فقال له معاوية : ولا شرط لك .
لكنّ الرجل قال له : وأنت أيضاً فلا بيعة لك .
فتراجع معاوية وقال : إذاً فبايع ، فما خير شيء ليس فيه كتاب الله وسُنّة نبيّه(221) .
3ـ كما صلّى معاوية صلاة الجمعة يوم الأربعاء(222) .
4ـ واتّخذ لعن أمير المؤمنين سُنّة في الدين حتى ورد أنّه إذا تركها بعضهم صاح الناس تركت السُنّة(223) .
وقال محمد بن عقيل : أجمع أهل حمص في زمنٍ ما على أنّ الجمعة لا تصح بغير لعن أبي تراب (عليه السّلام)(224) .
وقال عمرو بن شعيب : ويل للأُمّة ! رفعت الجمعة ، وتركت اللعنة ، وذهبت السُنّة(225) .
ولمّا خطب الخطيب بذلك في جامع صنعاء قام إليه ابن محفوظ ، وقال : قطعت السُنّة .
قال : بل هي البدعة .
فقال : لأنهضنّ إلى الشام ، فإن وجدت الخليفة قد عزم على قطعها لأضرمنّ الشام عليه ناراً .
لكنّه لمّا خرج تبعه أهل صنعاء فرجموه بالحجارة حتى غمروه وبغلته بها(228) .
5ـ واستلحق زياد بن سُميّة المولود على فراش عبد ثقيف بشهادة أبي مريم السلولي بزنا أبي سفيان بسُميّة(227) ؛ تحدّياً لسُنّة النبي (صلّى الله عليه وآله) المتّفق عليها بين المسلمين حيث قال (صلّى الله عليه وآله) : (( الولد للفراش وللعاهر الحجر ))(228) . ونزعاً للحياء ، واستهتاراً بالقيم والمثل كما أشار إلى ذلك الشاعر بقوله :
ألا أبلغ معاويةَ بن حرب       مغلغلةً من الرجلِ اليماني
أتغضبُ أن يُقالَ أبوكَ عفّ      وترضى أن يُقالَ أبوك زانِ(229)

6ـ وورد أنّ المغيرة بن شعبة قال لمعاوية : إنّك قد بلغت سناً يا أمير المؤمنين ، فلو أظهرت عدلاً ، وبسطت خيراً ؛ فإنّك قد كبرت ، ولو نظرت إلى إخوتك من بني هاشم فوصلت أرحامهم ، فوالله ما عندهم اليوم شيء تخافه ، وإنّ ذلك ممّا يبقى لك ذكره وثوابه .
فقال له : هيهات ! أيّ ذكر أرجو بقاءه ؟! مَلَك أخو تيم فعدل وفعل ما فعل ، فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره إلاّ أن يقول قائل : أبو بكر ، ثمّ مَلَك أخو عدي فاجتهد وشمّر عشر سنين ، فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره إلاّ أن يقول قائل : عمر ، وإنّ ابن أبي كبشة ليُصاح به كلّ يوم خمس مرّات : أشهد أنّ محمداً رسول الله ، فأيّ عمل يبقى ، وأيّ ذكر يدوم بعد هذا لا أباً لك؟! لا والله ، إلاّ دفناً دفناً(230) .
7ـ وأمر معاوية بمنبر النبي (صلّى الله عليه وآله) أن يحمل من المدينة إلى الشام ، وقال : لا يترك وعصا النبي (صلّى الله عليه وآله) بالمدينة وهم قتلة عثمان .
فحُرّك المنبر فكُسفت الشمس حتى رؤيت النجوم بادية ؛ فأعظم الناس ذلك فتركه(231) .
8ـ ولمّا ولي عبد الملك همّ بنقله أيضاً فذُكر له ذلك فتركه(232) .
9ـ وكذلك الوليد بن عبد الملك(233) .
10ـ وفي حديث عباد بن عبد الله بن الزبير قال : لمّا قدم علينا معاوية حاجّاً قدمنا معه مكة ، قال : فصلّى بنا الظهر ركعتين ، ثمّ انصرف إلى دار الندوة ، وقال : وكان عثمان حين أتمّ الصلاة إذا قدم مكّة صلّى بها الظهر والعصر والعشاء الآخرة أربعاً أربعاً ، فإذا خرج إلى منى وعرفات قصّر الصلاة ، فإذا فرغ من الحجّ وأقام بمنى أتمّ الصلاة حتى يخرج من مكّة ، فلمّا صلّى بنا الظهر ركعتين نهض إليه مروان بن الحكم وعمرو بن عثمان فقالا له : ما عاب أحد ابن عمّك بأقبح ما عبته به .
فقال لهما : وما ذاك ؟
قال : فقالا له : ألم تعلم أنّه أتمّ الصلاة بمكّة ؟
قال : فقال لهما : ويحكما ! وهل كان غير ما صنعت ؟ قد صلّيتهما مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ومع أبي بكر وعمر (رضي الله عنهم) .
قالا : فإن ابن عمّك قد كان أتمّها ، وإنّ خلافك إيّاه له عيب .
قال : فخرج معاوية فصلاّها بنا أربعاً(234) .
حيث يبدو مدى استهوانه بأحكام الإسلام وبالمسلمين من تبدّل موقفه السريع ، وتفريقه في القصر والإتمام بين صلاتين ليس بينهما فارق زمني طويل .
11ـ ومعاوية أوّل مَنْ اتّخذ المقصورة في الصلاة(235) .
12ـ وهو أوّل مَنْ قعد في الخطبة(236) . وعن ابن أبي رؤبة الدباس أنّ بني أُميّة كانوا يقعدون في إحدى خطبتي العيد والجمعة ويقومون في الأخرى(237) .
13ـ ولمّا أراد عمرو بن سعيد الأشدق عامل يزيد بن معاوية على المدينة أن يبعث جيشاً إلى عبد الله بن الزبير في مكة المكرّمة قال له أبو شريح : لا تغزُ مكّة ؛ فإنّي سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول : (( إنّما أذن لي في القتال بمكة ساعة من نهار ، ثمّ عادت كحرمتها )) . فأبى عمرو أن يسمع قوله ، وقال : نحن أعلم بحرمتها منك أيّها الشيخ(238) .
14ـ ولمّا استولى عبد الله بن الزبير على السلطة في الحجاز منع عبد الملك بن مروان أهل الشام من حجّ بيت الله الحرام ، واستبدله بحجّ بيت المقدس(239) .
15ـ وكان الوليد بن يزيد يصلّي ـ إذا صلّى أوقات إفاقته من السكر ـ إلى
غير القبلة ، فقيل له في ذلك . فقرأ : ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ )(240) .
16ـ وكان الحجّاج ـ عامل عبد الملك بن مروان وابنه الوليد ـ مستهتراً بالدين والمسلمين ، وهو الذي سمّى المدينة المنوّرة : أُمّ نتن ، وأساء إلى أهلها ، وقال : أنتم قتلة أمير المؤمنين عثمان ...(241) .
وذكر الذين يزورون قبر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقال : تبّاً لهم ! إنّما يطوفون بأعواد ورِمة بالية ، هلاّ طافوا بقصر أمير المؤمنين عبد الملك ، ألا يعلمون أنّ خليفة المرء خير من رسوله؟!(242) .
17ـ وكذلك خالد بن عبد الله القسري عامل سليمان بن عبد الملك حيث أجرى الماء العذب لأهل مكّة من أجل أن يستبدلوا بها عن زمزم ، وخطب الناس فقال : أيّها الناس ، أيّهما أعظم أخليفة الرجل على أهله أم رسوله إليهم ؟ والله لو لم تعلموا فضل الخليفة إلاّ أنّ إبراهيم خليل الرحمن استسقى فسقاه
ملحاً أُجاجأً ، واستسقاه الخليفة فسقاه عذباً فراتاً(243) .
وخطب أيضاً فقال : قد جئتكم بماء الغادية لا يشبه ماء أُمّ الخنافس ، يعني زمزم(244) .
وكان يقول : والله ، لأمير المؤمنين أكرم على الله من أنبيائه(245) .
وقال : أيّما أكرم عندكم على الرجل ، رسوله في حاجته ، أو خليفته في أهله ؟ يعرض بأنّ هشاماً خير من النبي (صلّى الله عليه وآله) (246) .
وكان يقول حين أخذ سعيد بن جبير وطلق بن حبيب بمكة : كأنّكم أنكرتم ما صنعت ؟! والله ، لو كتب إليّ أمير المؤمنين أن أنقضها حجراً حجراً لفعلت ، يعني الكعبة المعظّمة(247) .
وأمر خالد ببناء بيعة لأُمّه فكُلّم في ذلك . فقال : نعم يبنونه . فلعنهم الله إن
كان دينها شرّاً من دينكم(248) .
واتّخذ كنيسة لأُمّه في قصر الإمارة ... ، وأمر المؤذّنين أن لا يؤذّنوا حتى يضرب النصارى بنواقيسهم(249) ... إلى غير ذلك ممّا يدلّ على استخفافه بالدين .
18ـ وذكر ابن عائشة أنّ خالد بن سلمة بن العاص بن هشام المخزومي المعروف بالفأفاء كان ينشد بني مروان الأشعار التي هُجي بها النبي (صلّى الله عليه وآله) (250) .
19ـ وفي حديث جابر الجعفي عن زيد بن علي بن الحسين (عليهم السّلام) في أمر خروجه قال : يا جابر ، لا يسعني أن أسكن وقد خولف كتاب الله ، وتحوكم إلى الجبت والطاغوت ؛ وذلك أنّي شهدت هشاماً ورجل عنده يسبّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) . فقلت للسّاب : ويلك يا كافر ! أما إنّي لو تمكّنت منك لاختطفت روحك وعجّلتك إلى النار .
فقال لي هشام : مه عن جليسنا يا زيد ...(251) .
20ـ وكان بنو أُميّة في ملكهم يؤذّنون ويقيمون في صلاة العيد(252) .
وروي أنّ أوّل مَنْ أحدثه منهم معاوية(253) .
21ـ وقد قدموا الخطبة في صلاة العيد أيضاً . وأوّل مَنْ قام بذلك عثمان(254) ، أو معاوية(552) ، أو مروان(256) ، وروي أنّه سبقهم إلى ذلك عمر بن الخطاب(257) .
22ـ كما كان بنو أُميّة يبيعون الرجل في الدين يلزمه ، وعقوبة على جرم منه ، ويرون أنّه يصير رقيقاً .
قال ابن أبي رؤبة الدباس في كتاب افتراق هاشم وعبد شمس : كان معن أبو عمير بن معن الكاتب حرّاً مولى لبني العنبر ، فبيع في دين عليه فاشتراه أبو سعيد بن زياد بن عمرو العتكي ، وباع الحجّاج علي بن بشير بن الماحوز ـ لكونه قتل رسول المهلّب ـ على رجل من الأزد(258) .  
23ـ وكانوا يسبون ذراري الخوارج وغيرهم ، ويسترقّونهم كما تُسترقّ الكفّار .
قال ابن أبي رؤبة الدباس في كتابه المذكور : لمّا قُتل قريب وزحاف
الخارجيان سبى زياد ذراريهم ، فأعطى شقيق بن ثور السدوسي إحدى بناتهم ، وأعطى عباد بن حصين الأخرى .
وسُبيت بنت لعبيدة بن هلال اليشكري ، وبنت لقطري بن فجاءة المازني ، فصارت هذه إلى العباس بن الوليد بن عبد الملك ، واسمها أُمّ سلمة ، فوطئها بملك اليمين على رأيهم ، فولدت له المؤمّل ومحمداً وإبراهيم وأحمد وحصيناً بني عباس بن الوليد بن عبد الملك .
وسُبي واصل بن عمرو القن واستُرق ، وسُبي سعيد الصغير الحروري واستُرق ، وأُمّ يزيد بن عمر بن هبيرة ، وكانت من سبي عمان الذين سباهم مجاعة(259) .
وقال ابن أعثم عن واقعة العقر حيث حارب بنو مروان بني المهلّب بقيادة مسلمة بن عبد الملك : ثمّ حلف مسلمة أنّه يبيع نساءهم وأولادهم بيع العبيد والإماء .
فقام إليه الجراح بن عبد الله الحكمي ، فقال : أصلح الله الأمير ، فإنّي قد اشتريتهم منك بمئة ألف درهم ؛ تبرئة ليمينك .
فقال مسلمة أخزاه الله : قد بعتك إيّاهم .
قال : ثمّ استحى مسلمة أن يبيع قوماً أحرار .
فقال للجراح : أقلني من بيعتي .
قال : قد أقلتك أيّها الأمير ، فأعتقهم مسلمة وخلّى سبيلهم ، وألحقهم بقومهم بالبصرة(260) .
ويناسب ذلك من معاوية أمران :
الأوّل : إنّه في حرب صفين نذر في سبي نساء ربيعة وقتل المقاتلة ، فقال في ذلك خالد بن المعمر :

تمنّى ابن حربٍ نذرة في نسائنا      ودونَ الذي ينوي سيوف قواضبِ
ونمنحُ ملكاً أنتَ حاولتَ خلعه     بني هاشم قولُ امرئ غيرُ كاذبِ(261)

الثاني : إنّه بعد التحكيم بعث بسر بن أرطاة مُغيراً على الحرمين واليمن ، فأغار على همدان وسبى نساءهم فكنّ أوّل نساء مسبيّات في الإسلام(262) .
وعن أبي رباب وصاحب له أنّهما سمعا أبا ذرّ (رضي الله عنه) يدعو ويتعوّذ في صلاة صلاها ، أطال قيامها وركوعها وسجودها .
قال : فسألناه مِمَّ تعوّذت وفيمَ دعوت ؟
فقال : تعوّذت بالله من يوم البلاء ويوم العورة .
فقلنا : وما ذاك ؟
قال : أمّا يوم البلاء فتلتقي فتيان [فئتان] من المسلمين فيقتل بعضهم بعضاً ، وأمّا يوم العورة فإنّ نساءً من المسلمات ليسبينّ ، فيُكشف عن سوقهنّ ، فأيّتهنّ كانت أعظم ساقاً اشتُريت على عظم ساقها ؛ فدعوت الله أن لا يدركني هذا الزمان ، ولعلّكما تدركانه .
قال : فقُتل عثمان ، ثمّ أرسل معاوية بسر بن أرطاة إلى اليمن فسبى نساءً مسلمات فأقمنَ في السوق(263) .
كما يناسب ذلك أيضاً من ابنه يزيد أمران :
الأوّل : ما جرى منه مع عائلة الإمام الحسين (صلوات الله عليه) .
فعن فاطمة بنت الإمام الحسين (عليه السّلام) أنّها قالت : لمّا أُدخلنا على يزيد ساءه ما رأى من
سوء حالنا ... .
قالت : فقام إليه رجل من أهل الشام أحمر ، وقال له : يا أمير المؤمنين ، هبّ لي هذه الجارية ، يعنيني... ، فارتعدت وفرقت ، وظننت أن ذلك يجوز لهم ، فأخذت بثياب أُختي وعمّتي زينب .
فقالت عمّتي : كذبت والله ولؤمت ، ما ذلك لك ولا له .
فغضب يزيد وقال : بل أنتِ كذبتِ ، إنّ ذلك لي ، ولو شئت فعلته .
قالت : كلاّ والله ما جعل لك ذلك ، إلاّ أن تخرج من ملّتنا ، وتدين بغير ديننا .
فقال : إيّاي تستقبلين بهذا ؟! إنّما خرج من الدين أبوكِ وأخوكِ .
قالت زينب : بدين الله ودين أبي وجدّي اهتديت إن كنت مسلماً .
فقال : كذبتِ يا عدوّة الله .
قالت زينب : أمير مسلّط يشتم ظالماً ، ويقهر بسلطانه . اللّهمّ إليك أشكو دون غيرك .
فاستحيى يزيد ، وندم وسكت مطرقاً .
وعاد الشامي إلى مثل كلامه ... فقال له يزيد : اعزب عنّي لعنك الله ، ووهب لك حتفاً قاضياً ! ويلك لا تقل ذلك ؛ فهذه بنت علي وفاطمة ، وهم أهل بيت لم يزالوا مبغضين لنا منذ كانوا(264) .
الثاني : ما حصل من قائد جيشه في المدينة المنوّرة بعد واقعة الحرّة حيث أخذ الناس بالبيعة على أنّهم عبيد ليزيد(265) .
وقد سبقهم إلى ذلك خالد بن الوليد حيث سبى في أوّل خلافة أبي بكر بني حنيفة قوم مالك بن نويرة بعد أن قتله في قضية مشهورة .
لكنّ ذلك أحدث لغطاً بين المسلمين ، فلمّا قدم متمم بن نويرة على أبي بكر يطلب بدم أخيه ، ويسأله أن يردّ عليهم سبيهم ، ودى أبو بكر مالكاً من بيت المال وأمر بردّ السبي(266) .
هذا وربما يجد المتتبع كثيراً من مفردات تحكّم الأمويين في الدين وتحريفهم له ، ولا يسعنا فعلاً استقصاء ذلك .
24ـ ومن شواهد تعتيمهم على الحقائق وتشويهها وقلبها ما روي من أنّ عمر بن عبد العزيز كان يلعن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) ، فسمعه معلّمه مرّة فقال له : متى علمت أنّ الله سخط على أهل بدر بعد أن رضي عنهم ؟!
فقال له عمر : وهل كان علي من أهل بدر ؟
قال : ويحك ! وهل كانت بدر كلّها إلاّ له ؟!(267) .
25ـ وحين حضرت وفود الأنصار بباب معاوية ، وخرج إليهم حاجبه
سعد أبو درّة ، قال له : استأذن لنا . فدخل ، وقال لمعاوية : الأنصار بالباب .
وكان عنده عمرو بن العاص فضاق بهذا اللقب الذي عرفوا به نتيجة جهودهم العظيمة في نصر الإسلام ، وثبت لهم في الكتاب المجيد والسنة الشريفة ، وقال لمعاوية : ما هذا اللقب الذي جعلوه نسباً ؟! أرددهم إلى نسبهم .
فقال معاوية : إنّ علينا في ذلك شناعة .
قال : وما في ذلك ؟! إنّما هي كلمة مكان كلمة ، ولا مردّ له .
فقال له معاوية : اخرج فنادِ : مَنْ بالباب من ولد عمرو بن عامر فليدخل .
فخرج فنادى بذلك ، فدخل مَنْ كان هناك منهم سوى الأنصار .
فقال له : اخرج فنادِ : مَنْ كان ههنا من الأوس والخزرج فليدخل . فخرج فنادى ذلك .
فوثب النعمان بن بشير فأنشأ يقول :
يا سعدُ لا تُعِدِ الدعاءَ فما لنا   نسبٌ نجيبُ به سوى الأنصارِ
نسبٌ تخيّرهُ الإلهُ لقومنا       أثقِل به نسباً على الكفّارِ
إنّ الذينَ ثووا ببدرٍ منكم       يومَ القليبِ هم وقودُ النارِ


وقام مغضباً فانصرف .
فبعث معاوية فردّه وترضّاه ، وقضى حوائجه وحوائج مَنْ حضر معه من الأنصار(268) .
26ـ ومرّ سليمان بن عبد الملك بالمدينة ـ وهو ولي عهد ـ فأمر أبان بن عثمان أن يكتب له سيرة النبي (صلّى الله عليه وآله) ومغازيه ، فقال أبان : هي عندي قد أخذتها مصحّحة ممّن أثق به .
فأمر بنسخه ، وألقى فيها إلى عشرة من الكتاب فكتبوها في رق ، فلمّا صارت إليه نظر ، فإذا فيها ذكر الأنصار في العقبتين ، وذكر الأنصار في بدر ، فقال : ما كنت أرى لهؤلاء القوم هذا الفضل . فإمّا أن يكون أهل بيتي غمصوا عليهم ، وإمّا أن يكونوا ليس هكذا ... ، ما حاجتي إلى أن أنسخ ذاك حتى أذكره لأمير المؤمنين ، لعلّه يخالفه ؟!
فأمر بذلك الكتاب فخُرّق .
ولمّا رجع إلى أبيه أخبره ، فقال عبد الملك : وما حاجتك أن تقدم بكتاب ليس لنا فيه فضل ؟! تريد أن تُعرِّف أهل الشام أموراً لا نريد أن يعرفوها ؟!
قال سليمان : فلذلك يا أمير المؤمنين أمرت بتخريق ما كنت نسخته ... .
فصوّب رأيه(269) .
27ـ وقال إسماعيل بن عياش : سمعت حريز بن عثمان يقول : هذا الذي يرويه الناس عن النبي (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال لعلي : (( أنت منّي بمنزلة هارون من موسى )) حق ، ولكن أخطأ السامع .
قلت : فما هو ؟
قال : إنّما هو أنت منّي بمنزلة قارون من موسى .
قلت : عمّن ترويه ؟
قال : سمعت الوليد بن عبد الملك يقوله وهو على المنبر(270) .
28ـ وحكى الأزدي في الضعفاء أنّ حريزاً هذا روى أنّ النبي (صلّى الله عليه وآله) لمّا أراد أن يركب بغلته جاء علي بن أبي طالب فحلّ حزام البغلة ؛ ليقع النبي (صلّى الله عليه وآله) (271) .
29ـ وعن أبي يحيى السكري قال : دخلت مسجد دمشق فرأيت في مسجدها خلقاً ، فقلت : هذا بلد قد دخله جماعة من أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وعليهم ، وملت إلى حلقة في المسجد في صدرها شيخ جالس فجلست إليه ، فسأله رجل ممّن بين يديه ، فقال : يا أبا المهلّب ، مَنْ علي بن أبي طالب ؟!
قال : خنّاق ، كان بالعراق ، اجتمعت إليه جميعة فقصد أمير المؤمنين يحاربه فنصره الله عليه .
قال : فاستعظمت ذلك وقمت ، فرأيت في جانب المسجد شيخاً يصلّي
إلى سارية ، حسن السمت والصلاة والهيئة ، فقعدت إليه ، فقلت له : يا شيخ ، أنا رجل من أهل العراق ، جلست إلى تلك الحلقة ، وقصصت عليه القصّة .
فقال لي : في هذا المسجد عجائب ، بلغني أنّ بعضهم يطعن على أبي محمد حجّاج بن يوسف ، فعلي بن أبي طالب مَنْ هو ؟!(272) .
30ـ وعن معمر أنّه قال : دخلت مسجد حمص ، فإذا أنا بقوم لهم رواء فظننت بهم الخير ؛ فجلست إليهم ، فإذا هم ينتقصون علي بن أبي طالب ويقعون فيه ، فقمت من عندهم فإذا شيخ يصلّي ظننت به خير ؛ فجلست إليه . فلمّا حسّ بي جلس وسلّم ، فقلت له : يا عبد الله ، ما ترى هؤلاء القوم يشتمون علي بن أبي طالب وينتقصونه ؟! وجعلت أحدّثه بمناقب علي بن أبي طالب ، وأنّه زوج فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وأبو الحسن والحسين ، وابن عم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) .
فقال : يا عبد الله ، ما لقي الناس من الناس ، لو أنّ أحداً نجا من الناس لنجا منهم أبو محمد (رحمه الله) ، هو ذا يُشتم ويُنتقص .
قلت : ومَنْ أبو محمد ؟!
قال : الحجّاج بن يوسف (رحمه الله) . وجعل يبكي .
فقمت عنه ، وقلت : لا أستحلّ أن أبيت به ؛ فخرجت من يومي(273) .
31ـ ولمّا سقطت الدولة الأموية أرسل عبد الله بن علي مشيخة من أهل الشام لأبي العباس السفّاح ، فحلفوا له أنّهم لا يعرفون للنبي (صلّى الله عليه وآله) قرابة غير بني أُميّة(274) .
32ـ وأمّا وضع الأحاديث المكذوبة على النبي (صلّى الله عليه وآله) وغيره في عهدهم فهو أشهر من أن يحتاج إلى بيان ، ويأتي التعرّض لطرف منه في المقام الثاني من المبحث الثاني إن شاء الله تعالى .
ولا ينبغي أن يستُغرب شيء من ذلك بعد فتح هذا الباب من اليوم الأوّل كما سبق ، وبعد النظر لواقع الحكّام واهتماماتهم ، والقياس على بقيّة الأديان السماوية الحقّة التي انطمست معالمها وتاريخها الصحيح نتيجة تحكّم السلطة فيها ، أو تحكّم المؤسسات التي تنسّق مع السلطة .
هذا ما تيسّر لنا التعرّض له في بيان ما من شأنه أن يترتّب على انحراف أمر السلطة في الإسلام لو لم تكن هناك معارضة ، وجهود تقف في وجه الانحراف وتكبح جماحه .
والظاهر أنا لم نعطِ الموضوع حقّه ، ولم نستوفِ ما حصل ، وبمزيد من الفحص تتّضح كثير من الشواهد والمؤيّدات لما سبق ، ومن الله (عزّ وجلّ) نستمدّ العون والتوفيق .
________________________________________
1 ـ سورة النحل / 63 ـ 64 .
2 ـ سورة النمل / 76 ـ 77 .
3 ـ سورة المائدة / 15 .
4 ـ كمال الدين وتمام النعمة / 409 ، كفاية الأثر / 296 ، إعلام الورى بأعلام الهدى 2 / 253 ، ينابيع المودّة 3 / 372 ، الجواهر المضية في طبقات الحنفية 2 / 457 ، وغيرها من المصادر .
5 ـ مسند أحمد 4 / 96 حديث معاوية بن أبي سفيان ، حلية الأولياء 3 / 224 في ترجمة زيد بن أسلم ، المعجم الكبير 19 / 388 في ما رواه شريح بن عبيد عن معاوية ، مسند الشاميين 2 / 437 ما انتهى إلينا من مسند ضمضم بن زرعة ، ما رواه ضمضم عن شريح بن عبيد ، مجمع الزوائد 5 / 218 كتاب الخلافة ، باب لزوم الجماعة وطاعة الأئمّة والنهي عن قتالهم ، مسند أبي داود الطيالسي / 259 ما رواه أبو سلمة عن ابن عمر ، كنز العمّال 1 / 103 ح 464 ، و6 / 65 ح 14863 ، علل الدارقطني 7 / 63 من حديث الصحابة عن معاوية (رضي الله عنه) ، وغيرها من المصادر .
6 ـ صحيح مسلم 6 / 22 كتاب الإمارة ، باب الأمر بلزوم الجماعة عند ظهور الفتن ، السنن الكبرى 8 / 156 كتاب قتال أهل البغي ، جماع أبواب الرعاة ، باب الترغيب في لزوم الجماعة والتشديد على من نزع يده من الطاعة ، مجمع الزوائد 5 / 218 كتاب الخلافة ، باب لزوم الجماعة وطاعة الأئمّة والنهي عن قتالهم ، السُنّة ـ لابن أبي عاصم / 489 ح 1057 ، وص 500 ح 1081 ، المعجم الكبير 19 / 334 في ما رواه ذكوان أبو صالح السمان عن معاوية ، فتح الباري 13 / 5 ، كنز العمّال 6 / 52 ح 14810 ، وغيرها من المصادر الكثيرة .
7 ـ سورة النساء / 59 .
8 ـ الكافي 1 / 403 ، واللفظ له ، سنن الترمذي 5 / 34 كتاب العلم عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، باب ما جاء في الحثّ على تبليغ السماع ، سنن ابن ماجة 1 / 84 باب من بلغ علم ، المستدرك على الصحيحين 1 / 87 كتاب العلم ، مسند أحمد 4 / 82 في حديث جبير بن مطعم ، صحيح ابن حبان 1 / 270 كتاب العلم ، باب الزجر عن كتبة المرء السنن مخافة أن يتكل عليها دون الحفظ لها ، ذكر رحمة الله (جلّ وعلا) من بلغ الأُمّة حديثاً صحيحاً عنه ، مجمع الزوائد 1 / 137 ـ 139 كتاب العلم ، باب في سماع الحديث وتبليغه ، الأحاديث المختارة 6 / 308 في ما رواه عقبة بن وساج عن أنس ، سنن الدارمي 1 / 75 باب الاقتداء بالعلماء ، وغيرها من المصادر الكثيرة جدّاً .
9 ـ سورة آل عمران / 103 .
10 ـ سورة آل عمران / 105 .
11 ـ سورة الأنعام / 159 .
12 ـ صحيح البخاري 1 / 38 كتاب العلم ، باب الإنصات للعلماء ، و2 / 191 ـ 192 كتاب الحجّ ، باب الخطبة أيام منى ، و5 / 126 كتاب المغازي ، باب حجّة الوداع ، و7 / 112 كتاب الأدب ، باب ما جاء في قول الرجل ويلك ، و8 / 16 كتاب الحدود ، باب الحدود كفّارة ، وص 36 كتاب الديات ، وص 91 كتاب الفتن ، باب قول النبي (صلّى الله عليه وآله) لا ترجعوا بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ، صحيح مسلم 1 / 58 كتاب الإيمان ، باب لا ترجعوا بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ، و5 / 108 كتاب القسامة والمحاربين والقصاص والديات ، باب تغليظ تحريم الدماء والأعراض والأموال ، وغيرهما من المصادر الكثيرة جدّاً .
13 ـ مسند أحمد 4 / 202 حديث الحارث الأشعري عن النبي (صلّى الله عليه وآله) ، واللفظ له ، و5 / 344 حديث أبي مالك الأشعري ، سنن الترمذي 4 / 226 أبواب الأمثال عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، باب ما جاء مثل الصلاة والصيام والصدقة ، المستدرك على الصحيحين 1 / 117 كتاب العلم ، الحديث الرابع فيما يدلّ على أن إجماع العلماء حجّة ، السنن الكبرى ـ للبيهقي 8 / 157 كتاب قتال أهل البغي ، باب الترغيب في لزوم الجماعة والتشديد على من نزع يده من الطاعة ، صحيح ابن خزيمة 3 / 196 كتاب الصيام ، باب ذكر تمثيل الصائم في طيب ريحه بطيب ريح المسك إذ هو أطيب الطيب ، مجمع الزوائد 5 / 217 كتاب الخلافة ، باب لزوم الجماعة وطاعة الأئمّة والنهي عن قتالهم ، المصّنف ـ لعبد الرزاق 3 / 157 كتاب الصلاة ، باب تزيين المساجد والممر في المسجد ، المصنّف ـ لابن أبي شيبة 7 / 227 كتاب الإيمان والرؤية ، وغيرها من المصادر الكثيرة جدّاً .
14 ـ سورة الحجرات / 9 .
15ـ راجع ملحق رقم 2 .
16 ـ سورة الأعراف / 96 .
17 ـ سورة المائدة / 65 ـ 66 .
18 ـ أنساب الأشراف 2 / 274 أمر السقيفة .
19 ـ تاريخ اليعقوبي 2 / 171 في أيام عثمان .
20 ـ راجع ملحق رقم 1 و 2 .
21 ـ أنساب الأشراف 2 / 270 أمر السقيفة ، الشافي في الإمامة 3 / 241 .
22 ـ نهج البلاغة 3 / 119 .
23ـ تاريخ اليعقوبي 2 / 133 في أيام أبي بكر ، وقريب منه في الفتوح ـ لابن أعثم 1 / 82 ذكر كيفية الاستيلاء على بلاد الشام في خلافة الصديق (رضي الله عنه) .
24 ـ نهج البلاغة 2 / 18 .
25 ـ نفس المصدر 2 / 29 .
26 ـ نهج البلاغة 2 / 29 ، تاريخ الطبري 3 / 211 ـ 212 أحداث سنة إحدى وعشرين من الهجرة ، ذكر الخبر عن وقعة المسلمين والفرس بنهاوند ، الكامل في التاريخ 3 / 8 أحداث سنة إحدى وعشرين من الهجرة ، ذكر وقعة نهاوند ، وغيرها من المصادر .
6 ـ الاستيعاب 3 / 1103 في ترجمة علي بن أبي طالب ، أسد الغابة 4 / 23 في ترجمة علي بن أبي طالب ، الطبقات الكبرى 2 / 339 في ترجمة علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) ، الإصابة 4 / 467 في ترجمة علي بن أبي طالب. فتح الباري 13 / 286 ، تهذيب التهذيب 7 / 296 في ترجمة علي بن أبي طالب ، الفصول المهمّة 1 / 199 ـ 200 الفصل الأوّل في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (كرّم الله وجهه) ، فصل في ذكر شيء من علومه (عليه السّلام) ، كنز العمّال 10 / 300 ح 29509 ، شرح نهج البلاغة 1 / 18 ، نظم درر السمطين / 132 ، فيض القدير 4 / 470 ح 5594 ، المناقب ـ للخوارزمي / 96 ، وغيرها من المصادر
27 ـ الاستيعاب 3 / 1103 في ترجمة علي بن أبي طالب ، فيض القدير 4 / 470 ح5594 ، مسند زيد بن علي / 335 كتاب الحدود ، باب حدّ الزاني ، تأويل مختلف الحديث / 152 ، تفسير السمعاني 5 / 154 ، الوافي بالوفيات 21 / 179 ، الفصول المهمّة 1 / 199 الفصل الأوّل في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (كرّم الله وجهه) ، فصل في ذكر شيء من علومه (عليه السّلام) ، المناقب ـ للخوارزمي / 81 ، مطالب السؤول في مناقب آل الرسول / 77 ، ينابيع المودّة 1 / 216 و 2 / 172 و 3 / 147 ، وغيرها من المصادر الكثيرة .
28ـ غاية الأمر أنّه (صلوات الله عليه) كان يقتصر على ما فيه مصلحة الإسلام وتأييده ، دون ما كان فيه تأييد لهم بأشخاصهم أو بمراكزهم من دون أن يخدم الإسلام بكيانه العام ، إلاّ أن يضطر لذلك ؛ ولذا امتنع من الخروج مع عمر عندما ذهب إلى الشام حتى شكاه عمر لابن عباس . شرح نهج البلاغة 12 / 78 .
ولمّا سُئل عمر عن وجه عدم توليته لأمير المؤمنين (عليه السّلام) وجماعة من الصحابة قال : أمّا علي فأنبه من ذلك ... . شرح نهج البلاغة 9 / 29 .
29 ـ يأتي في /  257 ـ 258 .
30 ـ الإمامة والسياسة 1 / 29 ذكر الإنكار على عثمان (رضي الله عنه) ، واللفظ له ، وقريب منه في تاريخ المدينة 3 / 1094 .
31 ـ شرح نهج البلاغة 20 / 299 .
32ـ مسند أحمد 1 / 10 ، 13 ، 37 مسند أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) ، المستدرك على الصحيحين 3 / 81 كتاب معرفة الصحابة ، مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) / 607 ذكر سعد بن الربيع الأنصاري (رضي الله عنه) ،. مجمع الزوائد 5 / 184 و ص198 كتاب الخلافة ، باب الخلفاء الأربعة ، و باب كيف يدعى الإمام ، و6 / 222 كتاب المغازي والسير ، باب قتال أهل الردّة ، فتح الباري 13 / 178 ، وغيرها من المصادر الكثيرة جدّاً .
33 ـ صحيح البخاري 4 / 44 باب فرض الخمس ، و5 / 24 كتاب المغازي ، باب حديث بني النضير ومخرج رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إليهم ، و6 /  191 كتاب النفقات ، و8 / 4 كتاب الفرائض ، وص 147 كتاب الاعتصام بالكتاب والسُنّة ، صحيح مسلم 5 / 152 كتاب الجهاد والسير ، باب حكم الفيء ، و2 / 21 كتاب الخراج والإمارة والفيء ، باب في صفايا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، مسند أحمد 1 / 60 مسند عثمان بن عفان (رضي الله عنه) ، و 208 ـ 209 حديث العباس بن عبد المطلب (رضي الله عنه) . وغيرها من المصادر الكثيرة جدّاً .
34 ـ صحيح البخاري 7 / 53 كتاب اللباس ، باب نقش الخاتم ، صحيح مسلم 6 / 150 كتاب اللباس والزينة ، باب لبس النبي خاتماً من ورق نقشه محمد رسول الله ولبس الخلفاء له من بعده ، السنن الكبرى ـ للبيهقي 4 / 142 كتاب الزكاة ، باب ما ورد فيما يجوز للرجل أن يتحلّى به من خاتمه وحلية سيفه ومصحفه إذا كان من فضة ، وغيرها من المصادر الكثيرة جدّاً .
35 ـ المستدرك على الصحيحين 3 / 63 كتاب الهجرة ، ذكر مرض أبي بكر ووفاته ودفنه ، تاريخ الطبري 2 / 613 أحداث سنة الثالثة عشر من الهجرة ، ذكر الخبر عمن غسله والكفن الذي كُفّن فيه أبو بكر (رحمه الله) ومَنْ صلّى عليه والوقت الذي صلّى عليه فيه والوقت الذي توفي فيه (رحمة الله عليه) ، الكامل في التاريخ 2 / 419 أحداث سنة الثالثة عشر من الهجرة ، ذكر وفاة أبي بكر ، وفيات الأعيان 3 / 65 في ترجمة أبي بكر الصديق ، وغيرها من المصادر .
36 ـ أسد الغابة 4 / 77 في ترجمة عمر بن الخطاب ، تاريخ دمشق 44 / 451 في ترجمة عمر بن الخطاب ، سبل الهدى والرشاد 11 / 275 ، وغيرها من المصادر .
37 ـ أنساب الأشراف 5 / 27 وأمّا معاوية بن أبي سفيان ، مروج الذهب 3 / 53 ذكر خلافة معاوية بن أبي سفيان ، موقف آخر بين صعصعة ومعاوية ، تاريخ دمشق 39 / 543 في ترجمة عثمان بن عفان و40 / 411 في ترجمة عطاء بن أبي صيفي بن نضلة ، و70 / 72 في ترجمة ليلي الأخليلية ، الفتوح ـ لابن أعثم 3 / 88 بعد حديث الزرقاء بنت عدي الهمذانية مع معاوية ، وغيرها من المصادر .
38 ـ تاريخ الطبري 6 / 331 أحداث سنة 158 من الهجرة ، ذكر الخبر عن صفة أبي جعفر المنصور وذكر بعض سيره ، البداية والنهاية 10 / 130 أحداث سنة 158 من الهجرة ، ترجمة المنصور ، تاريخ دمشق 32 / 311 في ترجمة عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ، وغيرها من المصادر .
39 ـ الطبقات الكبرى 3 / 287 ذكر استخلاف عمر ، واللفظ له ، تاريخ الطبري 3 / 280 أحداث سنة ثلاث وعشرين من الهجرة ، ذكر الخبر عن مقتل عمر (رضي الله عنه) ، حمله الدرّة وتدوينه الدواوين ، أنساب الأشراف 10 / 338 ـ 339 نسب بني عدي بن كعب بن لؤي ، في ترجمة عمر بن الخطاب ، كنز العمّال 12 / 564 ح 35768 ، شرح نهج البلاغة 12 / 96 .
40 ـ تاريخ دمشق 39 / 431 في ترجمة عثمان بن عفان .
41 ـ تاريخ دمشق 39 / 439 في ترجمة عثمان بن عفان .
42 ـ أنساب الأشراف 5 / 27 وأمّا معاوية بن أبي سفيان ، واللفظ له ، مروج الذهب 3 / 53 ذكر خلافة معاوية بن أبي سفيان ، موقف آخر بين صعصعة ومعاوية ، نثر الدرّ 2 / 142 الباب السابع ، الجوابات المسكتة الحاضرة ، التذكرة الحمدونية 2 / 341 الباب الثالث والثلاثون ، في الحجج البالغة والأجوبة الدامغة ، وغيرها من المصادر .
43 ـ الكامل في التاريخ 4 / 12 أحداث سنة ستين من الهجرة عند الكلام عن معاوية بن أبي سفيان ، ذكر بعض سيرته وأخباره وقضاته وكتابه ، واللفظ له ، تاريخ الطبري 4 / 245 أحداث سنة ستين من الهجرة عند الكلام عن معاوية بن أبي سفيان ، ذكر بعض أخباره وسيره .
44 ـ الكامل في التاريخ 3 / 449 أحداث سنة خمس وأربعين من الهجرة ، ذكر ولاية زياد بن أبيه البصرة ، واللفظ له ، تاريخ الطبري 4 / 166 أحداث سنة خمس وأربعين من الهجرة ، ذكر الخبر عن ولاية زياد البصرة ، الفتوح ـ لابن أعثم 4 / 307 ذكر خطبة زياد بالبصرة ، شرح نهج البلاغة 16 / 202 .
45 ـ تاريخ الطبري 5 / 530 أحداث سنة 125 من الهجرة ، خلافة الوليد بن يزيد بن عبد الملك .
46 ـ تاريخ اليعقوبي 2 / 125 خبر سقيفة بني ساعدة وبيعة أبي بكر .
47 ـ الإمامة والسياسة 1 / 16 كيف كانت بيعة علي بن أبي طالب (كرّم الله وجهه) ، واللفظ له ، كتاب سليم بن قيس / 385 ، الاختصاص / 185 ، الاحتجاج 1 / 108 .
48 ـ الكافي 1 / 411 و443 ، الخصال / 580 ، الاختصاص / 54 ، الأمالي ـ للطوسي / 295 ، اليقين ـ لابن طاووس / 27 ، تفسير العياشي 1 / 276 ، دلائل الإمامة / 53 ، فضائل أمير المؤمنين (عليه السّلام) ـ لابن عقدة / 60 ، وغيرها من المصادر
49 ـ المناقب ـ للخوارزمي / 303 الفصل التاسع عشر في فضائل له شتى .
50 ـ المناقب ـ للخوارزمي / 323 الفصل التاسع عشر في فضائل له شتى .
51 ـ المناقب ـ للخوارزمي / 359 ـ 360 الفصل الثاني والعشرون في بيان أنّه حامل لوائه يوم القيامة ، تاريخ دمشق 42 / 326 ـ 328 في ترجمة علي بن أبي طالب ، تاريخ بغداد 13 / 124 في ترجمة المفضل بن سلم ، ينابيع المودّة 1 / 238 .
52 ـ تاريخ دمشق 42 / 303 ، 326 ، 328 ، 386 في ترجمة علي بن أبي طالب ، المناقب ـ للخوارزمي / 85 الفصل السابع في بيان غزارة علمه وأنّه أقضى الأصحاب ، وص 142 الفصل الرابع عشر في بيان أنّه أقرب الناس من رسول الله وأنّه مولى مَنْ كان رسول الله مولاه ، موضح أوهام الجمع والتفريق 1 / 185 ، تاريخ بغداد 13 / 124 في ترجمة المفضل بن سلم ، الفردوس بمأثور الخطاب 5 / 364 ، حلية الأولياء 1 / 63 في ترجمة علي بن أبي طالب ، لسان الميزان 1 / 107 في ترجمة إبراهيم بن محمد بن ميمون ، ميزان الاعتدال 1 / 64 في ترجمة إبراهيم بن محمود بن ميمون ، مطالب السؤول / 126 ، الكافي 1 / 292 ، تفسير القمي 1 / 174 ، المسترشد / 584 ، الإرشاد / 19 ، الاحتجاج 1 / 83 ، اليقين ـ لابن طاووس / 285 ، مناقب آل أبي طالب ـ لابن شهرآشوب 2 / 252 ، وغيرها من المصادر الكثيرة .
53 ـ تاريخ دمشق 42 / 303 في ترجمة علي بن أبي طالب ، واللفظ له ، الإرشاد 1 / 48 ، اليقين ـ لابن طاووس / 229 ، ونحوه في الخصال / 464 ، وعيون أخبار الرضا 1 / 73 ، والمسترشد / 586 ، والأمالي ـ للطوسي / 331 ، والتحصين / 575 ، وكشف الغمة 1 / 351 ، وغيرها من المصادر .
54 ـ شرح إحقاق الحق 8 / 679 نقلاً عن مناقب عبد الله الشافعي / 87 ، واللفظ له ، كتاب سليم بن قيس / 268 ، كشف الغمة 1 / 353 ذكر الإمام علي بن أبي طالب (عليه السّلام) ، مخاطبته بأمير المؤمنين ، الشافي في الإمامة 3 / 224 ، اليقين ـ لابن طاووس / 145 ، وغيرها من المصادر .
55 ـ اليقين ـ لابن طاووس / 146 ، واللفظ له ، الإرشاد 1 / 47 ، كتاب سليم بن قيس / 271 ، نهج الإيمان ـ لابن جبر / 462 ، وغيرها من المصادر .
56 ـ أنساب الأشراف 2 / 366 (وأمّا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام) ) ، واللفظ له ، ونحوه في 3 / 17 في بيعة علي بن أبي طالب (عليه السّلام) .
57 ـ بحار الأنوار 28 / 89 .
58 ـ جامع بيان العلم وفضله 1 / 65 باب ذكر كراهية كتابة العلم وتخليده في الصحف ، كنز العمّال 10 / 292 ح29476 .
59 ـ تذكرة الحفاظ 1 / 5 في ترجمة أبي بكر الصديق (رضي الله تعالى عنه) ، كنز العمّال 10 / 285 ح29460 ، الطبقات الكبرى 5 / 188 في ترجمة القاسم بن محمد ، تاريخ الإسلام 7 / 220 ـ 221 في ترجم القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق .
60 ـ تذكرة الحفاظ 1 / 7 في ترجمة عمر بن الخطاب ، المجروحين ـ لابن حبان 1 / 35 ذكر أوّل مَنْ وقى الكذب على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، المستدرك على الصحيحين 1 / 110 كتاب العلم ، حبس عمر (رضي الله عنه) ابن مسعود (رضي الله عنه) وغيره على كثرة الرواية ، سير أعلام النبلاء 2 / 346 في ترجمة أبي الدرداء ، تاريخ دمشق 47 / 142 في ترجمة عويمر بن زيد بن قيس ، المصنّف ـ لابن أبي شيبة 6 / 201 في هيبة الحديث عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، ولكنّه لم يذكر أبا ذرّ ، وغيرها من المصادر .
61 ـ مسند أحمد 5 / 197 باقي حديث أبي الدرداء ، واللفظ له ، و2 / 223 مسند عبد الله بن عمرو بن العاص ، و6 / 442 من حديث أبي الدرداء عويم (رضي الله عنه) ، سنن الترمذي 5 / 334 أبواب المناقب عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، مناقب أبي ذرّ الغفاري (رضي الله عنه) ، المستدرك على الصحيحين 3 / 342 ـ 344 كتاب معرفة الصحابة ، ذكر مناقب أبي ذرّ الغفاري (رضي الله عنه) ، صحيح ابن حبان 16 / 76 كتاب إخباره (صلّى الله عليه وآله) عن مناقب الصحابة رجالهم ونسائهم ، مناقب أبي ذرّ الغفاري (رضي الله عنه) ، مجمع الزوائد 9 / 329 كتاب المناقب ، باب في أبي ذرّ (رضي الله عنه) ، المصنّف ـ لابن أبي شيبة 7 / 526 كتاب الفضائل ، ما جاء في أبي ذرّ الغفاري (رضي الله عنه) ، وغيرها من المصادر الكثيرة جدّاً .
62 ـ تاريخ دمشق 40 / 500 ـ 501 في ترجمة عقبة بن عامر بن عبس بن عمرو ، واللفظ له ، كنز العمّال 10 / 293 ح29479 .
63 ـ صحيح مسلم 4 / 48 كتاب الحجّ ، باب جواز التمتّع ، واللفظ له ، الطبقات الكبرى 4 / 290 في ترجمة عمران بن حصين ، سنن الدارمي 2 / 35 كتاب المناسك ، باب في القران ، مسند أحمد 4 / 428 حديث عمران بن حصين (رضي الله عنه) ، أضواء البيان 4 / 366 ، وغيرها من المصادر .
64 ـ سنن الدارمي 1 / 54 باب مَنْ هاب الفتيا وكره التنطع والتبدع ، الإصابة 3 / 370 في ترجمة صبيغ بن عسل ، تاريخ دمشق 23 / 411 في ترجمة صبيغ بن عسل ، الاستذكار لابن عبد البر 5 / 70 ، نصب الراية 4 / 118 ، تفسير القرطبي 4 / 15 ، الدرّ المنثور 2 / 7 ، فتح القدير 1 / 319 ، الاتقان في علوم القرآن 2 / 9 ، تخريج الأحاديث والآثار ـ للزيلعي 3 / 365 ، كنز العمّال 2 / 334 ح 4170 ، وغيرها من المصادر الكثيرة .
65 ـ سنن الدارمي 1 / 54 باب مَنْ هاب الفتيا وكره التنطع والتبدع ، تاريخ دمشق 23 / 410 ـ 411 في ترجمة صبيغ بن عسل ، تفسير القرآن ـ لعبد الرزاق 2 / 249 ، تفسير القرطبي 9 / 226 ، تفسير ابن كثير 2 / 294 ، الدرّ المنثور 6 / 111 ، الاستذكار ـ لابن عبد البر 5 / 70 ، كنز العمّال 2 / 331 ح 4161 ، وص335 ح 4172 ، وغيرها من المصادر .
قال نافع مولى عبد الله : إنّ صبيغ العراقي جعل يسأل عن أشياء من القرآن ... فأرسل عمر إلى رطائب من جريد فضربه بها حتى نزل ظهره دبرة ثمّ تركه حتى برأ ثمّ عاد له ثمّ تركه حتى برأ فدعا به ليعود ، فقال صبيغ : إن كنت تريد قتلي فاقتلني قتلاً جميلاً ، وإن كنت تريد أن تداويني فقد والله برأت ... .
66 ـ سنن الدارمي 1 / 54 باب مَنْ هاب الفتيا وكره التنطع والتبدع ، المصنّف ـ لعبد الرزاق 11 / 426 باب مَنْ حالت شفاعته دون حدّ ، الإصابة 3 / 471 في ترجمة صبيغ. تاريخ دمشق 23 / 408 ـ 413 في ترجمة صبيغ بن عسل ، تفسير ابن كثير 4 / 248 ، الدرّ المنثور 6 / 111 ، الاتقان في علوم القرآن 2 / 9 ، إكمال الكمال 6 / 207 باب عسل ، كنز العمّال 2 / 331 ح 4161 ، وص 335 ح 4173 ، 4174 ، وص510 ح 4617 ، وص511 ح 4618 ، و11 / 297 ح 31559 ، وغيرها من المصادر .
67 ـ الدرّ المنثور 2 / 7 ، كنز العمّال 2 / 337 ح 4180 .
68 ـ الإصابة 3 / 371 في ترجمة صبيغ ، تاريخ دمشق 23 / 413 في ترجمة صبيغ بن عسل ، الوافي بالوفيات 16 / 163 في ترجمة صبيغ اليربوعي ، الفقيه والمتفقه 2 / 19 ، الدرّ المنثور 2 / 7 ، كنز العمّال 2 / 335 ح 4174 ، وغيرها من المصادر .
69 ـ تاريخ دمشق 23 / 413 في ترجمة صبيغ بن عسل ، واللفظ له ، الاستذكار ـ لابن عبد البر 5 / 70 ، الدرّ المنثور 2 / 7 ، وغيرها من المصادر .
70 ـ شرح نهج البلاغة 1 / 164 .
71 ـ تاريخ دمشق 44 / 249 ـ 250 في ترجمة عمر بن الخطاب ، واللفظ له ، الفائق في غريب الحديث 1 / 89 .
72 ـ تاريخ الطبري 2 / 621 أحداث سنة ثلاث عشرة من الهجرة ، ذكر أسماء قضاته وكتابه وعمّاله على الصدقات ، واللفظ له ، الكامل في التاريخ 2 / 425 أحداث سنة ثلاث عشرة من الهجرة ، ذكر استخلافه عمر بن الخطاب ، شرح نهج البلاغة 1 / 164 ـ 165 ، وقريب منه في الفتوح ـ لابن أعثم 1 / 121 ذكر وفاة أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) قبل فتح دمشق .
73 ـ شرح نهج البلاغة 1 / 165 .
74 ـ شرح نهج البلاغة 1 / 164 .
75 ـ هكذا وردت في طبعة مؤسسة الحلبي وشركائه بتحقيق الدكتور طه محمد الزيني ، وكذا طبعة أمير ـ قم سنة 1413هـ بتحقيق علي شيري ، وأمّا ما في طبعة دار الكتب العلمية في بيروت سنة 1418هـ / 1997م بتعليق خليل المنصور فالوارد هكذا : (بوائقه) .
76 ـ الإمامة والسياسة 1 / 23 ولاية عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) .
77 ـ المصنّف ـ لابن أبي شيبة 8 / 574 كتاب المغازي ، ما جاء في خلافة عمر بن الخطاب ، واللفظ له ، تاريخ المدينة 2 / 671 ، كنز العمّال 5 / 678 ح 14178 .
78 ـ تاريخ الطبري 2 / 619 أحداث سنة ثلاث عشرة من الهجرة ، ذكر أسماء قضاته وكتابه وعمّاله على الصدقات ، واللفظ له ، مجمع الزوائد 5 / 202 كتاب الخلافة ، باب كراهة الولاية ولمَنْ تستحب ، المعجم الكبير 1 / 62 وممّا أسند أبو بكر الصديق (رضي الله تعالى عنه) عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، الإمامة والسياسة 1 / 20 مرض أبي بكر واستخلافه عمر (رضي الله عنهم) ، تاريخ دمشق 30 / 420 في ترجمة أبي بكر الصديق ، ميزان الاعتدال 3 / 109 في ترجمة علوان بن داود البجلي ، لسان الميزان 4 / 188 في ترجمة علوان بن داود البجلي ، وقد ذكر بعضه في النهاية في غريب الحديث 5 / 177 ، ولسان العرب 9 / 15 ، وتاج العروس 17 / 723 ، وغيرها من المصادر .
79 ـ نهج البلاغة 1 / 33، واللفظ له ، علل الشرائع 1 / 151 ، معاني الأخبار / 361 ، مناقب آل أبي طالب ـ لابن شهرآشوب 2 / 49 ، وغيرها من المصادر .
80 ـ وقم الدابة : جذب عنانها لتقف . ووقم الرجل َ: قهره وردّه عن حاجته أقبح الردّ .
81 ـ الإمامة والسياسة 1 / 28 ذكر الإنكار على عثمان (رضي الله عنه) ، واللفظ له ، تاريخ الطبري 3 / 377 أحداث سنة أربع وثلاثين من الهجرة ، تكاتب المنحرفين عن عثمان للاجتماع ... ، الكامل في التاريخ 3 / 152 أحداث سنة أربع وثلاثين من الهجرة ، ذكر ابتداء قتل عثمان ، البداية والنهاية 7 / 189 أحداث سنة أربع وثلاثين من الهجرة ، إعجاز القرآن ـ للباقلاني / 142 ، شرح نهج البلاغة 9 / 23 ، وغيرها من المصادر .
82 ـ تاريخ المدينة 2 / 68 هيبة عمر .
83 ـ عيون الأخبار 1 / 12 كتاب السلطان ، واللفظ له ، تاريخ دمشق 44 / 269 ـ 270 في ترجمة عمر بن الخطاب ، كنز العمّال 12 / 650 ـ 651 ح 35979 ، التذكرة الحمدونية 1 / 109 الفصل الخامس أخبار في السياسة والآداب .
84 ـ تاريخ المدينة 2 / 681 هيبة عمر ، واللفظ له ، الطبقات الكبرى 3 / 287 ذكر استخلاف عمر (رضي الله عنه) ، تاريخ دمشق 44 / 269 في ترجمة عمر بن الخطاب ، كنز العمّال 12 / 564 ح 35770 .
85 ـ تاريخ المدينة 2 / 681 هيبة عمر .
86 ـ الكافي 1 / 62 ـ 64 باب الاختلاف في الحديث ح 1 ، واللفظ له ، الخصال / 255 ـ 257 باب الأربعة ح 131 ، غيبة النعماني / 80 ـ 82 باب4 ح10 .
وروى كلام أمير المؤمنين (عليه السّلام) السيّد الرضي ، فقال : ومن كلام له (عليه السّلام) وقد سأله سائل عن أحاديث البدع ، وعمّا في أيدي الناس من اختلاف الخبر ، فقال (عليه السّلام) ... . نهج البلاغة 2 / 188 ، كما روي في كتاب الإمتاع والمؤانسة ـ للتوحيدي 3 / 197 .
وذكر المهمّ من هذا الكلام سبط ابن الجوزي ، فقال : قال الشعبي : حدّثني مَنْ سمع علياً (عليه السّلام) وقد سُئل عن سبب اختلاف الناس في الحديث ، فقال : (( الناس أربعة : منافق ... )) .
وفي رواية كميل بن زياد عنه أنّه قال : (( إنّ في أيدي الناس حقاً وباطلاً ... ، وإنّما يأتيك بالحديث أربعة رجال ليس لهم خامس )) . وذكرهم . تذكرة الخواص / 142 ـ 143 .
87 ـ نهج البلاغة 2 / 27 .
88 ـ شرح نهج البلاغة 9 / 86 .
89 ـ شرح نهج البلاغة 13 / 228 ، تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين / 83 ، وفي ضعفاء العقيلي 3 / 137 في ترجمة عباد بن عبد الله الأسدي أنّه (عليه السّلام) قال : (( أنا عبد الله وأخو رسول الله ، أنا الصديق الأكبر ، وما قالها أحد قبلي وما يقولها إلاّ كاذب مفترٍ ، ولقد أسلمت وصلّيت قبل الناس سبع سنين )) . وقد ذكر بدل (لا يقولها غيري) (لا يقولها بعدي) في سنن ابن ماجة 1 / 44 باب في فضائل أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، فضل علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) ، والسنن الكبرى ـ للنسائي 5 / 107 كتاب الخصائص ، ذكر خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) ، ذكر منزلة علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) ، والمستدرك على الصحيحين 3 / 112 كتاب معرفة الصحابة ، فضائل علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) ، ذكر إسلام أمير المؤمنين علي (رضي الله عنه) ، والمصنّف ـ لابن أبي شيبة 7 / 498 كتاب الفضائل ، فضائل علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) ، والسُنّة ـ لابن أبي عاصم / 584 ، وغيرها من المصادر الكثيرة .
90 ـ تاريخ دمشق 42 / 33 في ترجمة علي بن أبي طالب ، واللفظ له ، الآحاد والمثاني 1 / 151 ، تهذيب الكمال 12 / 18 في ترجمة سليمان بن عبد الله ، ضعفاء العقيلي 2 / 131 في ترجمة سليمان بن عبد الله ، الكامل في ضعفاء الرجال ـ لابن عدي 3 / 274 في ترجمة سليمان بن عبد الله ، شرح نهج البلاغة 4 / 122 ، و13 / 228 ، ينابيع المودّة 2 / 146 ، وغيرها من المصادر .
91 ـ شرح نهج البلاغة 1 / 30 ، ينابيع المودّة 1 / 455 .
وقال ابن أبي الحديد في موضع آخر بعد نقل هذا الحديث عنه (عليه السّلام) ، وفي غير رواية الطبري : (( أنا الصديق الأكبر ، وأنا الفاروق الأوّل ، أسلمت قبل إسلام أبي بكر ، وصلّيت قبل صلاته بسبع سنين )) . شرح نهج البلاغة 13 / 200 .
92 ـ الاستيعاب 3 / 1098 في ترجمة علي بن أبي طالب .
93 ـ صحيح البخاري 4 / 191 كتاب بدء الخلق: باب مناقب المهاجرين وفضلهم ، مسند أحمد 1 / 463 مسند عبد الله بن مسعود ، مسند أبي داود الطيالسي / 42 ، المصنّف ـ لابن أبي شيبة 7 / 476 كتاب الفضائل ، ما ذكر في أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) ، المعجم الكبير 10 / 105 ما روي عن عبد الله بن مسعود ، وغيرها من المصادر الكثيرة .
94 ـ الطبقات الكبرى 2 / 263 ذكر مَنْ قال توفّي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في حجر علي بن أبي طالب ، واللفظ له ، فتح الباري 8 / 107 ، كنز العمّال 7 / 253 ـ 254 ح 18791 .
95 ـ راجع مسند أحمد 4 / 96 حديث معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه) ، ومجمع الزوائد 5 / 218 كتاب الخلافة ، باب لزوم الجماعة وطاعة الأئمّة والنهي عن قتالهم ، وص 225 باب لا طاعة في معصية ، وكتاب السنة ـ لابن أبي عاصم / 489 ، ومسند أبي يعلى 13 / 366 ، وصحيح ابن حبان 10 / 434 كتاب السير ، باب طاعة الأئمّة ، ذكر الزجر عن ترك اعتقاد المرء الإمام الذي يطيع الله (جلّ وعلا) في أسبابه ، والمعجم الأوسط 6 / 70 ، والمعجم الكبير 19 / 335 فيما رواه ذكوان أبو صالح السمان عن معاوية ، وص 388 فيما رواه شريح بن عبيد عن معاوية ، وغيرها من المصادر الكثيرة .
96 ـ الكامل في التاريخ 3 / 508 ـ 509 أحداث سنة ست وخمسين من الهجرة ، ذكر البيعة ليزيد بولاية العهد ، ونحوه في الفتوح ـ لابن أعثم 4 / 341 ذكر خبر معاوية في خروجه إلى الحج وممّا كان منه بمكة والمدينة ورجوعه .
97 ـ العقد الفريد 4 / 242 فرش كتاب العسجدة الثانية في الخلفاء وتواريخهم وأخبارهم ، سقيفة بني ساعدة ، واللفظ له ، المختصر في أخبار البشر 1 / 156 ذكر أخبار أبي بكر الصديق وخلافته .
98 ـ صحيح ابن حبان 2 / 157 باب حق الوالدين ، الزجر عن أن يرغب المرء عن آبائه إذ استعمال ذلك ضرب من الكفر ، تاريخ دمشق 30 / 283 في ترجمة أبي بكر الصديق ، تاريخ الإسلام 3 / 11 أحداث سنة إحدى عشر من الهجرة ، خلافة أبي بكر (رضي الله عنه) ، النهاية في غريب الحديث 4 / 13 ، لسان العرب 11 / 549 ، وغيرها من المصادر .
99 ـ تاريخ اليعقوبي 2 / 125 خبر سقيفة بني ساعدة وبيعة أبي بكر ، واللفظ له ، الإمامة والسياسة 1 / 18 كيف كانت بيعة علي بن أبي طالب (كرّم الله وجهه) ، شرح نهج البلاغة 1 / 220 .
100 ـ الإيضاح / 157 ـ 158 .
101 ـ الفتوح ـ لابن أعثم 1 / 56 ذكر كتاب أبي بكر إلى الأشعث بن قيس ومَنْ معه من قبائل كندة .
102 ـ تاريخ المدينة 3 / 795 ، واللفظ له ، الإصابة 4 / 459 في ترجمة علقمة بن علاثة ، تاريخ دمشق 41 / 141 في ترجمة علقمة بن علاثة ، وغيرها من المصادر .
103 ـ تاريخ دمشق 1 / 319 باب ما ذكر من تمسك أهل الشام بالطاعة واعتصامهم بلزوم السنة والجماعة .
104 ـ معاني الأخبار / 346 باب معنى استعانة النبي (صلّى الله عليه وآله) بمعاوية في كتابة الوحي .
105 ـ السنن الكبرى ـ للبيهقي 3 / 144 باب مَنْ ترك القصر في السفر غير رغبة عن السُنّة ، واللفظ له ، تاريخ دمشق 39 / 254 في ترجمة عثمان بن عفان .
106 ـ السنن الكبرى ـ للبيهقي 3 / 144 باب مَنْ ترك القصر في السفر غير رغبة عن السُنّة ، سنن أبي داود 1 / 438 كتاب المناسك ، باب الصلاة بمنى ، المعجم الأوسط 6 / 368 ، المصنّف ـ لعبد الرزاق الصنعاني 2 / 516 كتاب الصلاة: باب الصلاة في السفر ، مسند أبي يعلى 9 / 256 ، البداية والنهاية 7 / 244 ، فتح الباري 2 / 465 ، عمدة القاري 7 / 120 ـ 122 ، معرفة السنن والآثار 2 / 426 ـ 427 ، التمهيد ـ لابن عبد البر 11 / 172 ، تأويل مختلف الحديث / 27 ، تاريخ دمشق 39 / 255 في ترجمة عثمان بن عفان ، وغيرها من المصادر .
107 ـ الكامل في التاريخ 3 / 104 أحداث سنة تسع وعشرين من الهجرة ، ذكر إتمام عثمان الصلاة بجمع .
108 ـ المصنّف ـ لابن أبي شيبة 8 / 645 كتاب المغازي ، من كره الخروج في الفتنة وتعوذ عنه ، مجمع الزوائد 5 / 222 كتاب الخلافة ، باب لزوم الجماعة والنهي عن الخروج على الأئمّة وقتالهم ، كنز العمّال 1 / 380 ح 1654 ، المعجم الكبير 9 / 198 في نقل كلام ابن مسعود .
109ـ التمهيد ـ لابن عبد البر 21 / 273 ، واللفظ له ، الاستذكار ـ لابن عبد البر 8 / 577 ، مجمع الزوائد 5 / 222 كتاب الخلافة ، باب لزوم الجماعة والنهي عن الخروج على الأئمّة وقتالهم ، و7 / 328 كتاب الفتن ، باب ثانٍ في أمارات الساعة ، المعجم الكبير 9 / 199 في نقل كلام ابن مسعود ، وقد روي بعضه في تفسير الطبري 4 / 45 ، وتفسير ابن أبي حاتم 3 / 723 ، وتفسير الثعلبي 3 / 162 ، والدرّ المنثور 2 / 60 ، وغيرها من المصادر .
110 ـ المصنف ـ لابن أبي شيبة 8 / 672 كتاب المغازي ، ما ذكر في فتنة الدجّال ، واللفظ له ، كتاب السُنّة ـ لابن أبي عاصم / 41 ـ 42 ، سير أعلام النبلاء 2 / 495 ـ 496 في ترجمة أبي مسعود البدري ، كنز العمّال 1 / 384 ح 1663 ، كشف الخفاء 2 / 350 .
111 ـ المستدرك على الصحيحين 4 / 556 كتاب الفتن والملاحم ، ما تكرهون في الجماعة خير ممّا تحبّون في الفرقة .
112 ـ شرح نهج البلاغة 6 / 168 .
113 ـ شرح نهج البلاغة 9 / 54 .
114 ـ شرح نهج البلاغة 9 / 57 ، واللفظ له ، وذكر بعضه في الأمالي ـ للمفيد / 171 ، والأمالي ـ للطوسي / 191 .
115 ـ شرح نهج البلاغة 3 / 56 ، واللفظ له ، الشافي في الإمامة 4 / 296 .
116 ـ المصنّف ـ لعبد الرزاق 11 / 446 باب مقتل عثمان .
117 ـ أنساب الأشراف 5 / 262 أمر حجر بن عدي ومقتله ، واللفظ له ، تاريخ الطبري 4 / 200 أحداث سنة إحدى وخمسين من الهجرة ، ذكر سبب مقتل حجر بن عدي ، الأغاني 17 / 145 ـ 146 خبر مقتل حجر بن عدي .
118 ـ اختيار معرفة الرجال 1 / 120 ـ 124 في ترجمة عمرو بن الحمق الخزاعي .
119 ـ الكامل في التاريخ 3 / 507 ـ 508 أحداث سنة ست وخمسين من الهجرة ، ذكر البيعة ليزيد بولاية العهد ، واللفظ له ، الفتوح ـ لابن أعثم 4 / 336 ـ 337 ثمّ رجعنا إلى الخبر الأوّل ، نهاية الإرب في فنون الأدب 20 / 222 أحداث سنة ست وخمسين من الهجرة ، من وفد إلى معاوية من أهل الأمصار .
120 ـ الإمامة والسياسة 1 /  151 ـ 152 قدوم معاوية المدينة على هؤلاء القوم وما كان بينهم من المنازعة ، واللفظ له ، تاريخ الإسلام 4 / 148 ـ 149 الطبقة السادسة ، أحداث سنة أحدى وخمسين من الهجرة ، تاريخ خليفة بن خياط / 160 ـ 161 أحداث سنة أحدى وخمسين من الهجرة ، وغيرها من المصادر .
121 ـ سير أعلام النبلاء 3 / 304 في ترجمة الحسين الشهيد ، البداية والنهاية 8 / 177 أحداث سنة ستين من الهجرة ، صفة مخرج الحسين إلى العراق ، تاريخ دمشق 14 / 210 في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب ، واللفظ له ، تهذيب الكمال 6 / 419 في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب ، ترجمة الإمام الحسين (عليه السّلام) من طبقات ابن سعد / 59 ح 283 ، وغيرها من المصادر .
122 ـ تاريخ اليعقوبي 2 / 247 مقتل الحسين بن علي، واللفظ له. الكامل في التاريخ 4 / 127 أحداث سنة أربع وستين من الهجرة: ذكر بعض سيرته (يزيد) وأخباره. مجمع الزوائد 7 / 250 كتاب الفتن: باب فيما كان من أمر ابن الزبير. المعجم الكبير 10 / 241 مناقب عبد الله بن عباس وأخباره. وغيرها من المصادر.
123 ـ تاريخ دمشق 14 / 208 في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب ، واللفظ له ، تهذيب الكمال 6 / 416 في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب ، ترجمة الإمام الحسين (عليه السّلام) من طبقات ابن سعد / 57 ح283 ، وغيرها من المصادر .
124 ـ البداية والنهاية 8 / 158 أحداث سنة ستين من الهجرة النبوية ، يزيد بن معاوية وما جرى في أيامه ، واللفظ له ، تاريخ الطبري 4 / 254 أحداث سنة ستين من الهجرة ، خلافة يزيد بن معاوية .
125 ـ تاريخ دمشق 14 / 208 في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب ، واللفظ له ، البداية والنهاية 8 / 175 أحداث سنة ستين من الهجرة ، صفة مخرج الحسين إلى العراق ، تهذيب الكمال 6 / 416 في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب ، ترجمة الإمام الحسين من طبقات ابن سعد / 57 ح283 ، وغيرها من المصادر .
126 ـ تقدّم في / 42 .
127 ـ سورة يونس / 10 ، تجد ذلك في تاريخ الطبري 4 / 289 أحداث سنة ستين من الهجرة ، ذكر الخبر عن مسير الحسين (عليه السّلام) من مكّة متوجّهاً إلى الكوفة وما كان من أمره في مسيره ، واللفظ له ، البداية والنهاية 8 / 179 أحداث سنة ستين من الهجرة ، صفة مخرج الحسين إلى العراق .
128 ـ تاريخ دمشق 14 / 209 ـ 210 في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب ، واللفظ له ، تهذيب الكمال 6 / 419 في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب ، تاريخ الطبري 4 / 292 أحداث سنة ستين من الهجرة ، ذكر الخبر عن مسير الحسين (عليه السّلام) من مكّة متوجّهاً إلى الكوفة وما كان من أمره في مسيره ، البداية والنهاية 8 / 176 ـ 177 أحداث سنة ستين من الهجرة ، صفة مخرج الحسين إلى العراق ، ترجمة الإمام الحسين (عليه السّلام) من طبقات ابن سعد / 57 ح283 ، وغيرها من المصادر .
129 ـ تاريخ الطبري 4 / 264 أحداث سنة ستين من الهجرة ، ذكر الخبر عن مراسلة الكوفيين الحسين (عليه السّلام) للمسير إلى ما قبلهم وأمر مسلم بن عقيل (رضي الله عنه) ، واللفظ له ، الكامل في التاريخ 4 / 22 أحداث سنة ستين من الهجرة ، ذكر الخبر عن مراسلة الكوفيين الحسين (عليه السّلام) ليسير إليهم وقتل مسلم بن عقيل (رضي الله عنه) ، الفتوح ـ لابن أعثم 5 / 39 ذكر نزول مسلم بن عقيل الكوفة واجتماع الشيعة إليه للبيعة ، وذكر باختصار في تاريخ ابن خلدون 3 / 22 مسير الحسين إلى الكوفة ومقتله .
130 ـ تاريخ الطبري 4 / 264 أحداث سنة ستين من الهجرة ، ذكر الخبر عن مراسلة الكوفيين الحسين (عليه السّلام) للمسير إلى ما قبلهم وأمر مسلم بن عقيل (رضي الله عنه) ، واللفظ له ، الكامل في التاريخ 4 / 22 أحداث سنة ستين من الهجرة ، ذكر الخبر عن مراسلة الكوفيين الحسين (عليه السّلام) ليسير إليهم وقتل مسلم بن عقيل (رضي الله عنه) ، وقريب منه ما في تاريخ ابن خلدون 3 / 22 مسير الحسين إلى الكوفة ومقتله .
131 ـ تاريخ الطبري 4 / 281 ـ 282 أحداث سنة ستين من الهجرة ، ذكر الخبر عن مراسلة الكوفيين الحسين (عليه السّلام) للمسير إلى ما قبلهم وأمر مسلم بن عقيل (رضي الله عنه) ، واللفظ له ، الكامل في التاريخ 4 / 34 أحداث سنة ستين من الهجرة ، ذكر الخبر عن مراسلة الكوفيين الحسين بن علي ليسير إليهم وقتل مسلم بن عقيل ، البداية والنهاية 8 / 171 ـ 172 أحداث سنة ستين من الهجرة ، قصة الحسين بن علي وسبب خروجه من مكة في طلب الإمارة ومقتله ، مقاتل الطالبيين / 66 مقتل الحسين (عليه السّلام) ، وغيرها من المصادر .
132 ـ اللهوف في قتلى الطفوف / 35 ، ومثله في الفتوح ـ لابن أعثم 5 / 64 ذكر دخول مسلم بن عقيل على عبيد الله بن زياد وما كان من كلامه وكيف قتل .
133 ـ أنساب الأشراف 3 / 387 خروج الحسين بن علي من مكة إلى الكوفة .
134 ـ سورة القصص / 41 .
135 ـ تاريخ الطبري 4 / 309 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة ، واللفظ له ، الفتوح ـ لابن أعثم 5 / 87 ذكر الحر بن يزيد الرياحي لما بعثه عبيد الله بن زياد لحربه الحسين بن علي (رضي الله عنهم) ، الإرشاد 2 / 83 ـ 84 .
136 ـ تاريخ الطبري 4 / 331 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة ، واللفظ له ، الكامل في التاريخ 4 / 67 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة ، ذكر مقتل الحسين (رضي الله عنه) ، البداية والنهاية 8 / 197 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة ، ذكر مقتله مأخوذة من كلام أئمّة الشأن .
137 ـ تاريخ الإسلام 5 / 125 في ترجمة شمر بن ذي الجوشن ، واللفظ له ، تاريخ دمشق 23 / 189 في ترجمة شمر بن ذي الجوشن ، ميزان الاعتدال 2 / 280 في ترجمة شمر بن ذي الجوشن ، وغيرها من المصادر .
138 ـ صحيح البخاري 8 / 99 كتاب الفتن ، باب إذا قال عند قوم شيئاً ثم خرج فقال بخلافه ، السنن الكبرى ـ للبيهقي 8 / 159 كتاب قتال أهل البغي ، باب إثم الغادر للبر والفاجر ، مسند أحمد 2 / 48، 96 مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب (رضي الله عنهم) ، تفسير ابن كثير 2 / 605 ، الطبقات الكبرى 4 / 183 في ذكر عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وغيرها من المصادر الكثيرة .
139 ـ الطبقات الكبرى 4 / 183 في ذكر عبد الله بن عمر بن الخطاب ، واللفظ له ، صحيح البخاري 8 / 99 كتاب الفتن ، باب إذا قال عند قوم شيئاً ثمّ خرج فقال بخلافه ، السنن الكبرى ـ للبيهقي 8 / 159 كتاب قتال أهل البغي ، باب إثم الغادر للبرّ والفاجر ، مسند أحمد 2 / 48 ، 96 مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب (رضي الله عنهم) ، البداية والنهاية 8 / 255 أحداث سنة أربع وستين من الهجرة ، ترجمة يزيد بن معاوية ، وغيرها من المصادر الكثيرة .
140 ـ تاريخ الطبري 4 / 373 أحداث سنة ثلاث وستين من الهجرة ، واللفظ له ، البداية والنهاية 8 / 240 أحداث سنة ثلاث وستين من الهجرة .
141 ـ تاريخ الطبري 4 / 375 أحداث سنة ثلاث وستين من الهجرة ، واللفظ له ، جمهرة خطب العرب 2 / 327 خطبة مسلم بن عقبة يؤنب أهل الشام .
142 ـ تاريخ الطبري 4 / 376 أحداث سنة ثلاث وستين من الهجرة .
143 ـ تاريخ الطبري 4 / 384 أحداث سنة أربع وستين من الهجرة ، واللفظ له ، الكامل في التاريخ 4 / 123 أحداث سنة أربع وستين من الهجرة ، ذكر مسير مسلم لحصار ابن الزبير وموته ، البداية والنهاية 8 / 246 أحداث سنة أربع وستين من الهجرة ، وقريب منه في الفتوح ـ لابن أعثم 5 / 185 ذكر حرّة واقم وما قُتل فيها من المسلمين .
144 ـ تاريخ اليعقوبي 2 / 251 مقتل الحسين بن علي .
145 ـ تاريخ اليعقوبي 2 / 251 ـ 252 مقتل الحسين بن علي .
146 ـ شرح نهج البلاغة 20 / 147.
ويبدو طروء التحريف والتشذيب على هذا الموضوع من كتاب مروج الذهب ؛ ففي طبعة بولاق في مصر عام 1283 هـ ، 2 / 79 ، والطبعة الأولى من المطبعة الأزهرية المصرية عام 1303 هـ الذي بهامشه تاريخ روضة المناظر في أخبار الأوائل والأواخر ـ للعلامة ابن شحنة 2 / 72 ، والطبعة التي بهامش الكامل 6 / 160 ـ 161 هكذا : وحدّث النوفلي في كتابه في الأخبار عن ابن عائشة، عن أبيه، عن حمّاد بن سلمة قال : كان عروة بن الزبير يعذر أخاه إذا جرى ذكر بني هاشم ، وحصره إيّاهم في الشعب ، وجمعه الحطب لتحريقهم ، ويقول : إنّما أراد بذلك إرهابهم ؛ ليدخلوا في طاعته ، كما أرهب بنو هاشم وجمع لهم الحطب لإحراقهم ؛ إذ هم أبوا البيعة فيما سلف . وهذا خبر لا يحتمل ذكره هنا ، وقد أتينا على ذكره في كتابنا في مناقب أهل البيت وأخبارهم المترجم بكتاب حدائق الأذهان .
بينما الموجود في الطبعة الثانية من مطبعة دار السعادة بمصر عام 1367هـ / 1948م تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد 3 / 86 ، والطبعة الأولى من مطبعة دار الفكر ببيروت عام 1421هـ /2000م تحقيق وتعليق سعيد محمد اللحام 3 / 87 : وحدّث النوفلي في كتابه في الأخبار عن ابن عائشة، عن أبيه، عن حمّاد بن سلمة قال : كان عروة بن الزبير يعذر أخاه إذا جرى ذكر بني هاشم وحصره إيّاهم في الشعب وجمعه لهم الحطب لتحريقهم ويقول : إنّما أراد بذلك إرهابهم ؛ ليدخلوا في طاعته . إذ هم أبوا البيعة فيما سلف . وهذا خبر لا يحتمل ذكره هنا ، وقد أتينا على ذكره في كتابنا في مناقب أهل البيت وأخبارهم المترجم بكتاب حدائق الأذهان
147 ـ تاريخ الطبري 4 / 414 أحداث سنة خمس وستين من الهجرة ، ذكر السبب في البيعة لمروان بن الحكم ، واللفظ له ، الكامل في التاريخ 4 / 184 أحداث سنة أربع وستين من الهجرة ، ذكر بيعة مروان بن الحكم ، شرح نهج البلاغة 6 / 161 .
148 ـ تاريخ الطبري 4 / 596 ـ 597 أحداث سنة تسع وستين من الهجرة ، واللفظ له ، تهذيب التهذيب 8 / 35 في ترجمة عمرو بن سعيد بن العاص .
149 ـ تاريخ الطبري 5 / 214 أحداث سنة ست وثمانين من الهجرة ، خلافة الوليد بن عبد الملك ، واللفظ له ، الكامل في التاريخ 4 / 523 أحداث سنة ست وثمانين من الهجرة ، خلافة الوليد بن عبد الملك ، البداية والنهاية 9 / 85 أحداث سنة ست وثمانين من الهجرة ، خلافة الوليد بن عبد الملك باني جامع دمشق ، تاريخ ابن خلدون 3 / 59 وفاة عبد الملك وبيعة الوليد ، تاريخ اليعقوبي 2 / 283 أيام الوليد بن عبد الملك .
150 ـ أنساب الأشراف 7 / 122 أمر عبد الله بن الزبير في أيام عبد الملك ومقتله .
151 ـ كتاب الحيوان للجاحظ 3 / 15 علّة الحجّاج بن يوسف ، واللفظ له ، البصائر والذخائر المجلد 2 ق 1 / 230 سياسة الحجّاج ، نثر الدرّ 5 / 23 الباب الثاني ، كلام الحجّاج. ربيع الأبرار 2 / 791 باب الطاعة لله ولرسوله ولولاة المسلمين ، التذكرة الحمدونية 1 / 340 الباب الثاني عشر ما جاء في العدل والجور .
152 ـ سنن أبي داود 2 / 400 كتاب السُنّة ، باب في الخلفاء ، واللفظ له ، البداية والنهاية 9 / 148 أحداث سنة خمس وتسعين من الهجرة ، ترجمة الحجّاج بن يوسف الثقفي ووفاته .
153 ـ عيون الأخبار 2 / 210 كتاب العلم والبيان ، التلطف في الكلام والجواب وحسن التعريض ، واللفظ له ، أنساب الأشراف 13 / 272 نسب عدوان .
154 ـ البصائر والذخائر 3 / 471 ، واللفظ له ، نثر الدرّ ـ للآبي 5 / 21 الباب الثاني ، كلام الحجّاج .
155 ـ تقدّم في / 168 .
156 ـ يأتي في / 325 .
157 ـ يأتي في / 323 .
158 ـ بارَ الرجلَ : جرّبه واختبره .
159 ـ تاريخ الطبري 3 / 313 أحداث سنة سبع وعشرين من الهجرة ، ذكر الخبر عن فتح أفريقية وعن سبب ولاية عبد الله بن سعد بن أبي سرح مصر وعزل عثمان عمرو بن العاص عنه ، واللفظ له ، الكامل في التاريخ 3 / 92 ـ 93 أحداث سنة سبع وعشرين من الهجرة ، ذكر انتقاض افريقية وفتحها ثانية .
160 ـ الطبقات الكبرى 4 / 149 في ترجمة عبد الله بن عمر بن الخطاب ، واللفظ له ، إرواء الغليل 2 / 304 .
161 ـ فتح الباري 13 / 40 ، ومثله في عمدة القاري 24 / 200 .
162 ـ الطبقات الكبرى 4 / 149 في ترجمة عبد الله بن عمر بن الخطاب ، واللفظ له ، البداية والنهاية 9 / 8 أحداث سنة أربع وسبعين من الهجرة ، في ترجمة عبد الله بن عمر ، إرواء الغليل 2 / 303 ـ 304 .
163 ـ المصنّف ـ لعبد الرزاق 4 / 47 كتاب الزكاة ، باب موضع الصدقة ودفع الصدقة في مواضعه .
164 ـ راجع المصنّف ـ لعبد الرزاق 4 / 46 كتاب الزكاة ، باب موضع الصدقة ودفع الصدقة في مواضعه ، وص 50 باب لا تحل الصدقة لآل محمد (صلّى الله عليه وآله) ، والسنن الكبرى ـ للبيهقي 4 / 115 كتاب الزكاة ، باب الاختيار في دفعها إلى الولي ، والمصنّف ـ لابن أبي شيبة 3 / 47 كتاب الزكاة ، من قال تدفع الزكاة إلى السلطان ، والمجموع للنووي 6 / 164 ، ونيل الأوطار 4 / 220 ، وكتاب المسند ـ للشافعي / 94 ، وغيرها من المصادر الكثيرة .
165 ـ تقدّمت مصادره في /  198 .
166 ـ صحيح البخاري 8 / 87 كتاب الفتن ، ما جاء في قوله تعالى: ( وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّة ) ، وما كان النبي (صلّى الله عليه وآله) يحذّر من الفتن ، واللفظ له ، صحيح مسلم 6 / 21 كتاب الإمارة ، باب الأمر بلزوم الجماعة عند ظهور الفتن ، السنن الكبرى ـ للبيهقي 8 / 157 كتاب قتال أهل البغي ، باب الصبر على أذى يصيبه من جهة إمامه وإنكار المنكر بقلبه وترك الخروج عليه ، مسند أحمد 1 / 275 ، 297 مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب (رضي الله تعالى عنه) ، سنن الدارمي 2 / 241 كتاب الجهاد ، باب لزوم الطاعة والجماعة ، كتاب السنة ـ لابن أبي عاصم / 510 ، مسند أبي يعلى 4 / 235 ، معرفة السنن والآثار 6 / 289 ، إرواء الغليل 8 / 105 ، وغيرها من المصادر الكثيرة جدّاً .
167 ـ نيل الأوطار 7 / 360 .
168 ـ فتح الباري 13 / 5 .
169ـ رسالة بولس إلى أهل رومية الإصحاح الثالث عشر : 1 ـ 4 .
170 ـ نهج البلاغة 2 / 198 ـ 199 ، واللفظ له ، الكافي 8 / 352 .
171 ـ نهج البلاغة 1 / 84 .
172 ـ جوامع السيرة 1 / 357 ولاية يزيد ابنه ، فيض القدير 1 / 58 ، السيرة الحلبية 1 / 268 .
173 ـ تفسير الثعلبي 7 / 107 ، شواهد التنزيل 1 / 534 ، الدرّ المنثور 5 / 50 ، روح المعاني ـ للآلوسي 18 / 174 ، وغيرها من المصادر .
174ـ المصنّف ـ لابن أبي شيبة 7 / 269 كتاب الأمراء ، ما ذكر من حديث الأمراء والدخول عليهم ، واللفظ له ، السنن الكبرى ـ للبيهقي 9 / 36 كتاب السير ، باب من ليس للإمام أن يغزو به بحال ، كنز العمّال 4 / 614 ح11775 ، وقريب منه في كنز العمّال 5 / 771 ح14338 .
175 ـ شرح نهج البلاغة 9 / 29 ـ 30 .
176 ـ الاستيعاب 3 / 1417 في ترجمة معاوية بن أبي سفيان ، تاريخ دمشق 59 / 112 ، 113 ، 114 في ترجمة معاوية بن صخر أبي سفيان ، سير أعلام النبلاء 3 / 133 في ترجمة معاوية بن أبي سفيان ، البداية والنهاية 8 / 133 أحداث سنة ستين من الهجرة النبوية ، ترجمة معاوية ، شرح نهج البلاغة 8 / 300 ، وغيرها من المصادر .
177 ـ الاستيعاب 3 / 1418 في ترجمة معاوية بن أبي سفيان ، تاريخ دمشق 59 / 112 في ترجمة معاوية بن صخر أبي سفيان .
178 ـ الاستيعاب 3 / 1417 في ترجمة معاوية بن أبي سفيان ، أسد الغابة 4 / 386. في ترجمة معاوية بن صخر بن حرب ، الإصابة 6 / 121 في ترجمة معاوية بن أبي سفيان ، سير أعلام النبلاء 3 / 134 في ترجمة معاوية بن أبي سفيان ، تاريخ دمشق 59 / 114 ، 115 في ترجمة معاوية بن صخر أبي سفيان ، البداية والنهاية 8 / 134 أحداث سنة ستين من الهجرة النبوية ، ترجمة معاوية. أنساب الأشراف 5 / 155 في ترجمة معاوية بن أبي سفيان ، وغيرها من المصادر .
179ـ الإصابة 6 / 122 في ترجمة معاوية بن أبي سفيان ، تاريخ دمشق 59 / 124 في ترجمة معاوية بن صخر أبي سفيان ، البداية والنهاية 8 / 136 أحداث سنة ستين من الهجرة النبوية ، ترجمة معاوية ، وغيرها من المصادر .
180 ـ شرح نهج البلاغة 12 / 82 .
181 ـ السنن الكبرى ـ للبيهقي 8 / 199 كتاب المرتد ، باب ما يحرم به الدم من الإسلام زنديقاً كان أو غيره ، معرفة السنن والآثار 6 / 304 ، المصنّف ـ لابن أبي شيبة 8 / 574 كتاب المغازي ، ما جاء في خلافة عمر بن الخطاب ، بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث / 291 ، أمالي المحاملي / 140 ، تاريخ خليفة بن خياط / 65 الردّة ، تاريخ دمشق 30 / 311 ، 312 ، 314 ، 315 في ترجمة أبي بكر الصديق ، فتوح البلدان 1 / 114 خبر ردة العرب في خلافة أبي بكر الصديق ، بلاغات النساء / 6 ـ 7 كلام عائشة وخطبها ، تاريخ الإسلام 3 / 28 أحداث سنة إحدى عشر من الهجرة ، خبر الردّة ، وغيرها من المصادر الكثيرة .
182 ـ صحيح البخاري 8 / 100 كتاب الفتن : باب إذا قال عند قوم شيئاً ثمّ خرج فقال بخلافه ، واللفظ له ، السنن الكبرى ـ للبيهقي 8 / 200 كتاب المرتد ، باب قتل مَنْ ارتدّ عن الإسلام ، المحلّى 11 / 225 ، وغيرها من المصادر .
183 ـ البحر الزخار المعروف بمسند البزار 7 / 303 ح2900 مسند حذيفة بن اليمان (رضي الله عنهم) ، واللفظ له ، فتح الباري 13 / 64 .
184 ـ السنن الكبرى ـ للنسائي 6 / 491 كتاب التفسير ، سورة المنافقين .
185 ـ مسند أحمد 5 / 390 حديث حذيفة بن اليمان عن النبي (صلّى الله عليه وآله) ، واللفظ له ، المصنّف ـ لابن أبي شيبة 8 / 609 كتاب الفتن ، من كره الخروج في الفتنة وتعوّذ عنها ، مجمع الزوائد 10 / 297 كتاب الزهد ، باب في ما يحتقره الإنسان من الكلام ، كتاب الزهد ـ لابن حنبل / 43 ، حلية الأولياء 1 / 279 في ترجمة حذيفة بن اليمان ، تفسير ابن كثير 2 / 312 ، كنز العمّال 3 / 686 ح8461 .
186 ـ مسند أحمد 5 / 391 حديث حذيفة بن اليمان عن النبي (صلّى الله عليه وآله) ، واللفظ له ، مجمع الزوائد 10 / 64 كتاب المناقب ، باب ما جاء في الكوفة .
187 ـ صحيح البخاري 8 / 100 كتاب الفتن ، باب إذا قال عند قوم شيئاً ثمّ خرج فقال بخلافه ، واللفظ له ، تفسير الطبري 18 / 213 ، الدرّ المنثور 5 / 55 ، تفسير القرطبي 8 / 214 ، وغيرها من المصادر .
188 ـ شرح نهج البلاغة 16 / 136 .
189 ـ تاريخ دمشق 23 / 471 في ترجمة صخر بن حرب بن أُميّة .
190 ـ الاستيعاب 4 / 1679 في ترجمة أبي سفيان صخر بن حرب ، واللفظ له ، النصائح الكافية / 110 ، وقريب منه في تاريخ الطبري 8 / 185 أحداث سنة 284 هـ ، ومروج الذهب 2 / 341 ذكر خلافة عثمان (رضي الله عنه) ، قبل حديثه عن الثورة على عثمان ، وأنساب الأشراف 5 / 19 في ترجمة أبي سفيان ، وتاريخ دمشق 23 / 471 في ترجمة صخر بن حرب بن أمية ، وشرح نهج البلاغة 2 / 45 ، 9 / 53 ـ 54 ، وسبل الهدى والرشاد 10 / 91 ، وغيرها من المصادر .
191 ـ الاستيعاب 4 / 1679 في ترجمة أبي سفيان صخر بن حرب .
192 ـ السنن الكبرى ـ للبيهقي 5 / 280 كتاب البيوع ، باب من قال الربا في الزيادة ، واللفظ له ، موطأ مالك 2 / 634 كتاب البيوع ، باب بيع الذهب بالفضة تبراً وعيناً ، المجموع 10 / 30 ، الاستذكار ـ لابن عبد البر 6 / 347 ، 354 كتاب البيوع ، باب بيع الذهب بالفضة تبراً وعيناً ، أضواء البيان 1 / 180 ، وغيرها من المصادر .
193 ـ الرياض النضرة 2 / 183 الباب الثالث في مناقب أمير المؤمنين عثمان بن عفان (رضي الله عنه) الفصل الحادي عشر ، ذكر ما نقم على عثمان مفصلاً والاعتذار عنه بحسب الإمكان ، في مقتله وما يتعلّق به ، الأوائل ـ للعسكري / 130 أوّل ما وقع الاختلاف من الأُمّة فخطّأ بعضهم بعضاً حين نقموا على عثمان أشياء نحن ذاكروه .
وقد استبدل في بعض المصادر اسم معاوية بفلان راجع تاريخ دمشق 26 / 197 في ترجمة عبادة بن الصامت ، وسير أعلام النبلاء 2 / 10 في ترجمة عبادة بن الصامت ، ومسند الشاشي 3 / 451 ح1196 ما روى أبو الوليد عبادة بن الصامت ، في ما رواه عبيد بن رفاعة عن عبادة بن الصامت .
194 ـ صحيح مسلم 5 / 41 كتاب البيوع ، باب تحريم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام ، واللفظ له ، مسند أحمد 1 / 25 مسند عمر بن الخطاب (رضي الله تعالى عنه) ، السنن الكبرى ـ للبيهقي 6 / 12 كتاب البيوع ، باب تحريم التجارة في الخمر ، السنن الكبرى ـ للنسائي 3 / 87 كتاب الفروع والعتيرة ، النهي عن الانتفاع بما حرم الله (عزّ وجلّ) ، 6 / 342 كتاب التفسير ، تفسير سورة الأنعام ، قوله تعالى : ( وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَ ... ) ، سنن الدارمي 2 / 115 كتاب الأشربة ، باب في التغليظ لِمَنْ شرب الخمر ، سنن ابن ماجة 2 / 1122 كتاب الأشربة ، باب التجارة في الخمر ، صحيح ابن حبان 14 / 146 كتاب التاريخ ، ذكر لعن المصطفى (صلّى الله عليه وآله) اليهود باستعمالهم هذا الفعل ، المصنّف ـ لعبد الرزاق 6 / 75 بيع الخمر ، و8 / 195 كتاب البيوع ، باب بيع الخمر ، مسند أبي يعلى 1 / 178 مسند عمر بن الخطاب ، مسند الحميدي 1 / 9 ، وغيرها من المصادر الكثيرة جدّاً ، وروي في صحيح البخاري 3 / 40 كتاب البيوع ، باب كم يجوز الخيار ، و4 / 145 كتاب بدء الخلق ، إلاّ إنّ فيه بدل (سمرة) (فلان) .
195ـ تاريخ المدينة 2 / 596 .
196 ـ المستدرك على الصحيحين 1 / 214 كتاب الصلاة ، ومن كتاب الإمامة وصلاة الجماعة ، واللفظ له . صحيح ابن خزيمة 3 / 33 كتاب الصلاة ، باب ذكر البيان إنّ أولي الأحلام والنهي أحق بالصف الأوّل ؛ إذ النبي أمر بأن يلوه ، الأحاديث المختارة 4 / 29 ـ 30 ما رواه قيس بن عباد البصري أبو عبد الله عن أبي بن كعب (رضي الله عنه) ، موارد الظمآن 2 / 95 كتاب الصلاة ، باب في مَنْ يلي الإمام ، وغيرها من المصادر .
197 ـ السنن الكبرى ـ للنسائي 1 / 287 كتاب الإمامة والجماعة ، من يلي الإمام ثمّ الذي يليه .
198 ـ مسند أحمد 5 / 140 حديث قيس بن عباد عن أبي بن كعب (رضي الله عنه) ، شعب الإيمان 6 / 15 ، مسند ابن الجعد / 197 ، حلية الأولياء 1 / 252 في ترجمة أبي بن كعب ، تاريخ دمشق 49 / 436 في ترجمة قيس بن عباد .
199 ـ المصنّف ـ لعبد الرزاق 11 / 322 باب الإمام راعٍ .
200 ـ الطبقات الكبرى 3 / 501 في ترجمة أبي بن كعب ، واللفظ له ، الأحاديث المختارة 3 / 346 ـ 347 ما رواه جندب أظنه ابن عبد الله بن سفيان .. عن أبي بن كعب (رضي الله عنه) ، تاريخ دمشق 7 / 341 في ترجمة أبي بن كعب ، وغيرها من المصادر .
201 ـ الطبقات الكبرى 3 / 500 ـ 501 في ترجمة أبي بن كعب ، واللفظ له ، تاريخ دمشق 7 / 340 في ترجمة أبي بن كعب ، وغيرها من المصادر ، تهذيب الكمال 2 / 270 في ترجمة أبي بن كعب ، سير أعلام النبلاء 1 / 399 في ترجمة أبي بن كعب ، وغيرها من المصادر .
203 ـ شرح نهج البلاغة 12 / 280 ـ 281 .
204 ـ شرح نهج البلاغة 12 / 78 ـ 79 .
205 ـ تاريخ الطبري 3 / 293 أحداث سنة ثلاث وعشرين من الهجرة ، قصّة الشورى .
206 ـ الاستيعاب 3 / 1119 في ترجمة علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) ، تاريخ دمشق 44 / 439 في ترجمة عمر بن الخطاب ، تاريخ المدينة 3 / 881 ، 883 ، 884 ، تاريخ اليعقوبي 2 / 158 أيام عمر بن الخطاب ، كنز العمّال 5 / 738 ح 14262 ، وص 741 ح 14266 ، شرح نهج البلاغة 1 / 186 ، بحار الأنوار 6 / 326 ، و12 / 52 ، 259 ، و31 / 394 ، وغيرها من المصادر .
207 ـ تاريخ اليعقوبي 2 / 158 ـ 159 أيام عمر بن الخطاب .
208 ـ مسند أحمد 4 / 392 ، واللفظ له ، 400 ، 412 ، 415 حديث أبي موسى الأشعري (رضي الله عنه) ، المصنّف ـ لابن أبي شيبة 1 / 272 كتاب الصلوات ، مَنْ كان يتم التكبير ولا ينقصه في كلّ رفع وخفض ، علل الدارقطني 7 / 224 ، فتح الباري 2 / 224 ، عمدة القاريء 6 / 58 ـ 59 ، تفسير القرطبي 1 / 172 ، شرح معاني الآثار 1 / 221 ، التمهيد ـ لابن عبد البرج 9 / 176 ، وغيرها من المصادر الكثيرة .
209 ـ صحيح البخاري 1 / 159 كتاب الجماعة والإمامة ، باب فضل صلاة الجماعة ، واللفظ له ، مسند أحمد 5 / 195 باقي حديث أبي الدرداء ، شرح صحيح مسلم ـ للنووي 16 / 175 ، وغيرها من المصادر .
210 ـ صحيح البخاري 1 / 134 كتاب مواقيت الصلاة ، باب تضييع الصلاة عن وقته ، ونحوه في الكافي 8 / 64 .
211 ـ تقدّم في /  179 ـ 181 .
212 ـ ومن مفردات ذلك ما تجده في صحيح مسلم 5 / 125 كتاب الحدود ، باب حد الخمر ، ومسند أحمد 3 / 115 مسند أنس بن مالك ، وسنن الدارمي 2 / 354 كتاب الفرائض : باب قول عمر في الجد ، والسنن الكبرى ـ للبيهقي 6 / 247 كتاب الفرائض ، باب من ورث الإخوة للأب والأُمّ أو الأب مع الجد ، ومسند أبي يعلى 5 / 368 ح 3015 ، وغيرها من المصادر الكثيرة .
213 ـ ومن مفردات ذلك ما تجده في السنن الكبرى ـ للبيهقي 6 / 255 كتاب الفرائض ، باب المشركة ، والمصنّف ـ لابن أبي شيبة 7 / 334 كتاب الفرائض ، ومعرفة السنن والآثار 5 / 71 كتاب الفرائض ، باب المشركة ، المصنّف ـ لعبد الرزاق 10 / 262 كتاب الفرائض ، باب فرض الجد ، وغيرها من المصادر .
214ـ نهج البلاغة 1 / 54 ـ 55 .
215 ـ تاريخ المدينة 2 / 693 .
216 ـ تقدّم كلامه (عليه السّلام) في / 179 ـ 181 .
217 ـ نهج البلاغة 1 / 155 ـ 156 .
218 ـ يأتي في /  275 وما بعده .
219 ـ راجع /  205 .
220 ـ تقدّمت مصادره في /  167 .
221 ـ أنساب الأشراف 3 / 288 ـ 289 أمر الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) ، واللفظ له ، تاريخ دمشق 52 / 380 في ترجمة محمد بن خالد بن أمة .
222 ـ مروج الذهب 3 / 41 ذكر خلافة معاوية بن أبي سفيان ، النصائح الكافية / 116 ، العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل / 56 .
223ـ النصائح الكافية / 116 .
224 ـ النصائح الكافية / 116 .
225 ـ مناقب آل أبي طالب ـ لابن شهرآشوب 3 / 22 .
وقال الشجري : لمّا أسقط عمر بن عبد العزيز (رحمه الله تعالى) من الخطب على المنابر لعن أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، قام إليه عمرو بن شعيب وقد بلغ إلى الموضع الذي كانت بنو أُميّة تلعن فيه علياً (عليه السّلام) فقرأ مكانه : ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ ) ، فقام إليه عمرو بن شعيب (لعنه الله) ، فقال : يا أمير المؤمنين ، السُنّة السُنّة ، يحرّضه على لعنه [كذا في المصدر] علي (عليه السّلام) .
فقال عمر : اسكت ، قبّحك الله ! تلك البدعة لا السُنّة .
وتمم خطبته . الأمالي ـ للشجري 1 / 153 الحديث السابع ، فضل أهل البيت (عليهم السّلام) كافة وما يتّصل بذلك .
226 ـ غاية الأماني في أخبار القطر اليماني / 117 في أحداث سنة 99 من الهجرة .
227 ـ الكامل في التاريخ 3 / 444 أحداث سنة أربع وأربعين من الهجرة ، ذكر استلحاق معاوية زياد ، شرح نهج البلاغة 16 / 187 ، مروج الذهب 3 / 16 ذكر خلافة معاوية بن أبي سفيان ، الحقّ زياد بأبي سفيان ، خزانة الأدب 6 / 50 ، النصائح الكافية / 81 .
228 ـ صحيح البخاري 3 / 5 كتاب البيوع ، باب الحلال بيّن والحرام بيّن ، وص 39 باب شراء المملوك من الحربي وهبته وعتقه ، وص 187 كتاب الوصايا ، باب قول الموصي لوصيه تعاهد ولدي وما يجوز للوصي من الدعوى ، و5 / 96 كتاب المغازي ، باب غزوة الفتح ، و8 / 9 كتاب الفرائض ، باب الولد للفراش حرّة كانت أو أمة ، وغيره ، صحيح مسلم 4 / 171 كتاب الرضاع ، باب الولد للفراش وتوقّي الشبهات ، سنن ابن ماجة 1 / 646 باب الولد للفراش وللعاهر الحجر ، وغيرها من المصادر الكثيرة .
229 ـ تاريخ الطبري 4 / 235 أحداث سنة تسع وخمسين من الهجرة ، واللفظ له ، الكامل في التاريخ 3 / 523 أحداث سنة تسع وخمسين من الهجرة ، ذكر هجاء يزيد بن مفرغ الحميري ، الاستيعاب 2 / 527 في ترجمة زياد بن أبي سفيان ، تاريخ دمشق 34 / 314 في ترجمة عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص ، و65 / 180 ـ 181 في ترجمة يزيد بن زياد بن ربيعة ، وفيات الأعيان 6 / 350 في ترجمة يزيد بن مفرغ الحميري ، البداية والنهاية 8 / 103 أحداث سنة تسع وخمسين من الهجرة ، قصة يزيد بن ربيعة بن مفرغ الحميري ، وغيرها من المصادر .
230 ـ شرح نهج البلاغة 5 / 130 ، النصائح الكافية / 124 ، مروج الذهب 4 / 44 ـ 45 ذكر خلافة المأمون وجمل من أخباره وسيره ولمع ممّا كان في أيامه ، المأمون وحديث معاوية .
231 ـ الكامل في التاريخ 3 / 463 ـ 464 أحداث سنة خمسين من الهجرة ، ذكر إرادة معاوية نقل المنبر من المدينة ، واللفظ له ، تاريخ الطبري 4 / 177 أحداث سنة خمسين من الهجرة ، إمتاع الأسماع 10 / 108 فصل في ذكر منبر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وغيرها من المصادر .
232 ـ تاريخ الطبري 4 / 177 ـ 178 أحداث سنة خمسين من الهجرة ، الكامل في التاريخ 3 / 464 أحداث سنة خمسين من الهجرة ، ذكر إرادة معاوية نقل المنبر من المدينة ، إمتاع الأسماع 10 / 109 فصل في ذكر منبر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وغيرها من المصادر .
233 ـ الكامل في التاريخ 3 / 464 أحداث سنة خمسين من الهجرة ، ذكر إرادة معاوية نقل المنبر من المدينة ، واللفظ له ، تاريخ الطبري 4 / 177 ـ 178 أحداث سنة خمسين من الهجرة ، إمتاع الأسماع 10 / 109 فصل في ذكر منبر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وغيرها من المصادر .
234 ـ مسند أحمد 4 / 94 حديث معاوية بن أبي سفيان ، واللفظ له ، مجمع الزوائد 2 / 156 ـ 157 كتاب الصلاة ، باب في مَنْ أتمّ الصلاة في السفر ، وذكر بعضه في فتح الباري 2 / 471 ، وعمدة القارىء 7 / 134 ، وتحفة الأحوذي 3 / 87 ، ونيل الأوطار 3 / 259 ، وغيرها من المصادر .
235 ـ الكامل في التاريخ 3 / 446 أحداث سنة أربع وأربعين من الهجرة ، البداية والنهاية 7 / 365 أحداث سنة أربعين من الهجرة ، صفة مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) ، المعارف ـ لابن قتيبة / 553 ، أنساب الأشراف 3 / 252 أمر ابن ملجم وأمر أصحابه ومقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام) ، وغيرها من المصادر .
236 ـ السنن الكبرى ـ للبيهقي 3 / 197 كتاب الجمعة ، باب الخطبة قائم ، المصنّف ـ لابن أبي شيبة 2 / 21 كتاب الجمعة ، من كان يخطب قائم ، فتح الباري 3 / 333 ، عمدة القاريء 6 / 219 ، عون المعبود 3 / 310 ، نيل الأوطار 3 / 330 ، سبل السلام 2 / 47 ، فقه السنة 1 / 311 ، الدرّ المنثور 6 / 222 ، تاريخ دمشق 59 / 202 في ترجمة معاوية بن أبي سفيان ، البداية والنهاية 8 / 148 أحداث سنة ستين من الهجرة ، ترجمة معاوية بن أبي سفيان ، وغيرها من المصادر الكثيرة .
237 ـ شرح نهج البلاغة 15 / 240 .
238 ـ تاريخ الطبري 4 / 257 أحداث سنة ستين من الهجرة ، واللفظ له ، الكامل في التاريخ 4 / 18 أحداث سنة ستين من الهجرة ، ذكر عزل الوليد عن المدينة وولاية عمرو بن سعيد ، تاريخ ابن خلدون 3 / 21 عزل الوليد عن المدينة وولاية عمر بن سعيد ، ونحوه في مسند أحمد 4 / 32 حديث أبي شريح الخزاعي (رضي الله عنه) ، وشرح معاني الآثار 3 / 327 ، والسيرة النبوية ـ لابن هشام 4 / 873 ، وتاريخ دمشق 46 / 38 في ترجمة عمرو بن سعيد بن العاص ، والبداية والنهاية 4 / 350 ، وغيرها من المصادر الكثيرة .
239 ـ البداية والنهاية 8 / 308 أحداث سنة ستة وستين من الهجرة ، تاريخ اليعقوبي 2 / 261 أيام مروان بن الحكم وعبد الله بن الزبير ، وفيات الأعيان 3 / 72 في ترجمة عبد الله بن الزبير ، حياة الحيوان / 119 في مادة أوز ، خلافة الوليد بن عبد الملك ، وغيرها من المصادر .
240 ـ شرح نهج البلاغة 15 / 242 .
241 ـ الكامل في التاريخ 4 / 358 ـ 359 أحداث سنة ثلاث وسبعين من الهجرة ، ذكر قتل ابن الزبير ، أنساب الأشراف 7 / 136 أمر عبد الله بن الزبير في أيام عبد الملك ومقتله ، نهاية الأرب في فنون الأدب 21 / 89 أحداث سنة ثلاث وسبعين من الهجرة ، ذكر مبايعة أهل مكة عبد الملك بن مروان وما فعله الحجّاج من هدم الكعبة وبنائها ومسيره إلى المدينة وما فعله فيها بالصحابة (رضي الله عنهم) .
242 ـ شرح نهج البلاغة 15 / 242 ، واللفظ له ، النصائح الكافية / 106 ، وقد روي المقطع الأوّل من قوله : إنّما يطوفون بأعواد ورمة بالية . في إمتاع الأسماع 12 / 259 ، والعقد الفريد 5 / 51 كتاب اليتيمة الثانية ، فرش كتاب أخبار زياد والحجّاج والطالبيين والبرامكة ، أخبار الحجّاج ، مَنْ زعم أنّ الحجّاج كان كافراً ، وحياة الحيوان / 119 في مادة أوز ، خلافة الوليد بن عبد الملك ، ونثر الدرّ 5 / 23 الباب الثاني ، كلام الحجّاج ، وغيرها من المصادر .
وقد روي ما يقرب من المقطع الأخير من كلامه : خليفة المرء خير من رسوله . في سنن أبي داود 2 / 400 كتاب السُنّة ، باب في الخلفاء ، وعون المعبود 12 / 256 ، وتاريخ دمشق 12 / 158 في ترجم الحجّاج بن يوسف ، والبداية والنهاية 9 / 151 أحداث سنة خمس وتسعين من الهجرة ، في ترجمة الحجّاج بن يوسف الثقفي ، وغيرها من المصادر .
243 ـ تاريخ الطبري 5 / 225 أحداث سنة تسع وثمانين من الهجرة ، واللفظ له ، الكامل في التاريخ 4 / 536 أحداث سنة تسع وثمانين من الهجرة ، ذكر ولاية خالد بن عبد الله القسري مكة ، البداية والنهاية 9 / 92 أحداث سنة تسع وثمانين من الهجرة ، تاريخ الإسلام 6 / 35 أحداث سنة تسع وثمانين من الهجرة ، أخبار مكة 3 / 60 ذكر منبر مكة وأوّل من جعله وكيف كانوا يخطبون بمكة قبل أن يتخذ المنبر ومَنْ خطب عليه ، الأغاني 22 / 17 في أخبار خالد بن عبد الله ، يتطاول على مقام النبوّة ، وغيرها من المصادر .
244 ـ أنساب الأشراف 9 / 58 في أمر خالد بن عبد الله القسري وغيره من ولاة العراق في أيام هشام ، واللفظ له ، تاريخ دمشق 16 / 161 في ترجمة خالد بن عبد الله بن يزيد ، سير أعلام النبلاء 5 / 429 في ترجمة القسري ، بغية الطلب في تاريخ حلب 7 / 3085 في ترجمة خالد بن عبد الله بن يزيد ، وقريب منه في الروض المعطار في خبر الأقطار 1 / 293 في الكلام عن زمزم .
245 ـ الأغاني 22 / 17 في أخبار خالد بن عبد الله ، يتطاول على مقام النبوّة .
246 ـ الأغاني 22 / 17 ـ 18 في أخبار خالد بن عبد الله ، يتطاول على مقام النبوّة ، وقريب منه في الكامل في التاريخ 5 / 280 أحداث سنة ست وعشرين ومئة من الهجرة ، ذكر قتل خالد بن عبد الله القسري .
247 ـ أنساب الأشراف 9 / 59 في أمر خالد بن عبد الله القسري وغيره من ولاة العراق في أيام هشام ، واللفظ له ، تاريخ دمشق 16 / 161 في ترجمة خالد بن عبد الله بن يزيد ، سير أعلام النبلاء 5 / 429 في ترجمة القسري ، بغية الطلب في تاريخ حلب 7 / 3085 في ترجمة خالد بن عبد الله بن يزيد ، الأغاني 22 / 17 في أخبار خالد بن عبد الله يتطاول على مقام النبوّة ، وغيرها من المصادر .
248 ـ أنساب الأشراف 9 / 60 في أمر خالد بن عبد الله القسري وغيره من ولاة العراق في أيام هشام ، ونظيره في الكامل في التاريخ 5 / 280 أحداث سنة ست وعشرين ومئة من الهجرة ، ذكر قتل خالد بن عبد الله القسري .
249 ـ أنساب الأشراف 9 / 63 في أمر خالد بن عبد الله القسري وغيره من ولاة العراق في أيام هشام ، وقريب منه في الأغاني 22 / 14 في أخبار خالد بن عبد الله ، يتطاول على مقام النبوّة .
250 ـ تهذيب التهذيب 3 / 84 في ترجمة خالد بن سلمة بن العاص ، العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل / 93 باب تعديل الفسّاق .
251 ـ مقتل الحسين ـ للخوارزمي 2 / 113 .
252 ـ شرح نهج البلاغة 15 / 240 ، المحلّى 5 / 82 صلاة العيدين ، مسألة 543 ، الاستذكار ـ لابن عبد البر 2 / 378 كتاب العيدين ، باب العمل في غسل العيدين والنداء فيهما والإقامة ، تاريخ الطبري 6 / 26 أحداث سنة تسع وعشرين ومئة من الهجرة ، الكامل في التاريخ 5 / 359 أحداث سنة تسع وعشرين ومئة من الهجرة ، وغيرها من المصادر .
253 ، المصنّف ـ لابن أبي شيبة 2 / 75 كتاب صلاة العيدين ، مَنْ قال ليس في العيدين أذان ولا إقامة ، و8 / 328 كتاب الأوائل ، باب أوّل ما فعل ومن فعله ، نيل الأوطار 3 / 364 ، عمدة القاريء 6 / 282 ، فيض القدير 5 / 268 ، سبل السلام 2 / 67 ، تحفة الأحوذي 3 / 62 ، وغيرها من المصادر الكثيرة .
254 ـ المصنّف ـ لعبد الرزاق 3 / 284 كتاب صلاة العيدين ، باب أوّل مَنْ خطب ثمّ صلّى ، نيل الأوطار 3 / 362 كتاب العيدين ، باب صلاة العيد قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة وما يُقرأ فيه .
255 ـ المصنّف ـ لعبد الرزاق 3 / 284 كتاب صلاة العيدين ، باب أوّل مَنْ خطب ثمّ صلّى ، فتح الباري 2 / 376 ، نيل الأوطار 3 / 363 كتاب العيدين ، باب صلاة العيد قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة وما يُقرأ فيه ، سبل السلام 2 / 66 كتاب الصلاة ، باب صلاة العيدين ، وغيرها من المصادر .
256 ـ المصنّف ـ لعبد الرزاق 3 / 285 كتاب صلاة العيدين ، باب أوّل مَنْ خطب ثمّ صلّى ، المصنّف ـ لابن أبي شيبة 2 / 77 كتاب صلاة العيدين ، مَنْ رخّص أن يخطب قبل الصلاة ، نيل الأوطار 3 / 363 كتاب العيدين ، باب صلاة العيد قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة وما يُقرأ فيه ، وغيرها من المصادر .
257 ـ فقد روي عن يوسف بن عبد الله بن سلام قال : أوّل مَنْ بدأ بالخطبة قبل الصلاة يوم الفطر عمر بن الخطاب لمّا رأى الناس ينقصون ، فلمّا صلّى حبسهم في الخطبة ، المصنّف ـ لعبد الرزاق 3 / 283 كتاب صلاة العيدين ، باب أوّل مَنْ خطب ثمّ صلّى ، وقريب منه في المصنّف ـ لابن أبي شيبة 2 / 77 كتاب صلاة العيدين ، مَنْ رخّص أن يخطب قبل الصلاة ، وقد نبّه إلى ذلك في نيل الأوطار 3 / 363 كتاب العيدين ، باب صلاة العيد قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة وما يُقرأ فيه .
258 ـ شرح نهج البلاغة 15 / 242 .
259 ـ شرح نهج البلاغة 15 / 241 ـ 242 .
260 ـ الفتوح ـ لابن أعثم 8 / 257 خلافة يزيد بن عبد الملك ، ذكر فتنة يزيد بالبصرة ومبايعة يزيد بن المهلّب .
261 ـ وقعة صفين / 294 .
262 ـ الاستيعاب 1 / 161 في ترجمة بسر بن أرطأة ، أسد الغابة 1 / 180 في ترجمة بسر بن أرطأة ، الوافي بالوفيات 10 / 81 في ترجمة بسر بن أرطأة .
263 ـ الاستيعاب 1 / 161 في ترجمة بسر بن أرطأة ، واللفظ له ، المصنّف ـ لابن أبي شيبة 8 / 672 كتاب المغازي ، ما ذكر في فتنة الدجّال ، الوافي بالوفيات 10 / 81 ـ 82 في ترجمة بسر بن أرطأة ، ونحوه مختصراً في تاريخ الإسلام 5 / 369 في ترجمة بسر بن أبي أرطأة .
264 ـ مقتل الحسين ـ للخوارزمي 2 / 62 ، واللفظ له ، الإرشاد 2 / 121 ، إعلام الورى بأعلام الهدى 1 / 474 ـ 475 الباب الثاني ، الفصل الرابع ، مثير الأحزان / 80 ، وغيرها من المصادر .
وأُسندت الحادثة لفاطمة بنت أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) في الأمالي ـ للصدوق / 231 المجلس الحادي والثلاثون ، وتاريخ الطبري 4 / 353 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة ، والكامل في التاريخ 4 / 86 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة ، والبداية والنهاية 8 / 211 ـ 212 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة ، وتاريخ دمشق 69 / 176 ـ 177 في ترجمة زينب الكبرى بنت علي بن أبي طالب ، وغيرها من المصادر .
265 ـ تقدّمت مصادره في / 126 .
266 ـ الكامل في التاريخ 2 / 359 أحداث سنة إحدى عشرة من الهجرة ، ذكر مالك بن نويرة ، إمتاع الأسماع 14 / 240 ، تاريخ دمشق 16 / 257 في ترجمة خالد بن الوليد ، تاريخ الإسلام 1 / 37 مقتل مالك بن نويرة ، وص 377 في ترجمة خالد بن الوليد ، الإصابة 5 / 560 في ترجمة مالك بن نويرة ، تاريخ الطبري 2 / 503 أحداث السنة الحادية عشرة من الهجرة ، ذكر البطاح وخبره ، شرح نهج البلاغة 17 / 206 ـ 207 ، سير أعلام النبلاء 1 / 377 في ترجمة خالد بن الوليد ، وغيرها من المصادر الكثيرة .
وقريب منه في أسد الغابة 4 / 296 في ترجمة مالك بن نويرة ، وتاريخ خليفة بن خياط / 68 أحداث سنة إحدى عشر من الهجرة ، الردّة ، وتاريخ دمشق 16 / 256 في ترجمة خالد بن الوليد ، وغيرها من المصادر .
267 ـ شرح نهج البلاغة 4 / 58 ـ 59 ، وقد ذكر مختصراً في تاريخ دمشق 45 / 136 في ترجمة عمر بن عبد العزيز ، وسير أعلام النبلاء 5 / 117 في ترجمة عمر بن عبد العزيز ، وتاريخ الإسلام 7 / 188 في ترجمة عمر بن عبد العزيز ، والوافي بالوفيات 22 / 312 في ترجمة عمر بن عبد العزيز ، والبداية والنهاية 9 / 218 أحداث سنة إحدى ومئة من الهجرة ، في ترجمة عمر بن عبد العزيز ، والسيرة الحلبية 2 / 470 ، وغيرها من المصادر .
268 ـ الأغاني 16 / 48 أخبار النعمان بن بشير ونسبه ، الأنصار خير ألقاب أهل المدينة .
269 ـ الموفقيات / 331 ـ 333 خبر أبان بن عثمان يكتب سير النبي (صلّى الله عليه وآله) ومغازيه .
270 ـ تهذيب التهذيب 2 / 209 في ترجمة حريز بن عثمان ، واللفظ له ، تهذيب الكمال 5 / 577 في ترجمة حريز بن عثمان ، تاريخ بغداد 8 / 262 في ترجمة حريز بن عثمان ، تاريخ دمشق 12 / 349 في ترجمة حريز بن عثمان ، تاريخ الإسلام 10 / 122 في ترجمة حريز بن عثمان ، النصائح الكافية / 117 ، وغيرها من المصادر .
271 ـ تهذيب التهذيب 2 / 209 ـ 210 في ترجمة حريز بن عثمان ، واللفظ له ، الضعفاء والمتروكين ـ لابن الجوزي 1 / 197 في ترجمة حريز بن عثمان ، النصائح الكافية / 117 ، وغيرها من المصادر .
272 ـ تاريخ دمشق 1 / 365 باب ذكر ما ورد في ذم أهل الشام وبيان بطلانه عند ذوي الأفهام .
273 ـ تاريخ دمشق 1 / 366 باب ذكر ما ورد في ذم أهل الشام وبيان بطلانه عند ذوي الأفهام .
274 ـ سير أعلام النبلاء 6 / 79 في ترجمة السفّاح ، وفيات الأعيان 6 / 101 ـ 102 في ترجمة هلال بن المحسن الصابئ ، شرح نهج البلاغة 7 / 159 ، وغيرها من المصادر .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page