• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

مسائل تتعلق بالفهم الإلتقاطي للتشيع (4)

 

 

مسائل تتعلق بالفهم الإلتقاطي للتشيع (4)


المسألة الثامنة

النزعة المادية والضيق بالغيبيات

   بعض هؤلاء يحمل في قلبه عقدة من الغيبيات ، فتراه يرد معجزات الأئمة صلوات الله عليهم وكراماتهم، أو يميل الى ردها حتى لو كانت بسند صحيح!
بل يرد أكثر معجزات النبي(ع)التي رواها الشيعة والسنة بأسانيد صحيحة !!

   وتصل حساسيته الى رواة الكرامات فتراه يضغف الرواة الأجلاء الذين أجمعت الطائفة على توثيقهم مثل جابر بن يزيد الجعفي& ، والعلماء الأجلاء الذين أجمعت الطائفة على وثاقتهم وعدالتهم ، مثل السيد ابن طاووس+ ، لمجرد أنهما يعتقدان بالمعجزات والكرامات ويرويانها !
   تراه يشبه أصحاب النزعة الغربية العلمانية ، الذين يكبرون الماديات ، ويفسرون بها الأمور الغيبية ، ويردون منها ما لا يقبل التفسير المادي !

  عندما أسمع أحدهم وهو يتحامل على الغيبيات ويردد كلمة الغيبيات بإهمال واستخفاف ، لا أملك إلا التعجب لهذا (العالم أو الطالب أو المسلم المتدين) ، المعتقد بالله ورسوله(ع)وبالكتاب والسنة ، وهو مع ذلك يتكلم بهذا الكلام !
   وهل الإسلام إلا الغيب ؟! أليس وجود الله تعالى الذي نعبده غيباً ؟ أليست الآخرة التي نوقن بها غيباً ؟ أليس الغيب في القرآن أضعاف الشهادة ؟
   أليس الغيب يحيط بنا من كل جانب ؟!

   يقول بعضهم ، أنا أؤمن بالغيب ، لكني أناقش في وسائل إثباته ، وفي إشاعة ثقافة الغيبيات في عوام الناس .
   وهو كلام يغريك لأول سماعه ،كأن صاحبه عالم متثبت محتاط ! لكنك عندما تتعرف على أفكاره ومبانيه وسلوكه ، تجد أنه لايؤمن بالمفردة الغيبية حتى لو صح دليلها على مبناه ، ويتمحل لتفسيرها تفسيراً مادياً !
   إنه نزَّاعٌ الى الماديات ، معرضٌ عن الغيبيات ، وكأنه يكرهها !
   ولو سألتهم عن مقولتهم عن ثقافة الغيبيات: ماذا يضركم أن يعتقد الناس بالغيبيات؟ وأن يتلو الخطباء على أسماع المسلمين من منابر الجمعة ومنابر العزاء الحسيني آياتها ورواياتها ، ويشرحوا لهم مفاهيمها ، ويقصوا عليهم قصصها ؟!
   لقال قائلهم إن انشغال الأمة بالغيبيات يبعدها عن واقعها ، ويقلل من استجابتها للدعوة الى العمل الإسلامي ، وأداء واجبها لإقامة الدولة الإسلامية ،
   وهذا يعني تخلف الأمة في الوعي والعمل السياسي الواجب !
   هنا ينكشف سر حساسيتهم من الغيبيات !
   فالواقع الذي يجب على الأمة وعيه هو الواقع الحسي السياسي فقط ، والغيب ليس من الواقع ، ولا يصح الإنشغال به إلا بقدر ملح الزاد فقط !

   من أين جاء هذا التعريف للواقع ، إلا من الفهم الغربي ، الذي يتفق تماماً مع الفهم السلفي في الحساسية من المعجزات والكرامات والغيبيات ؟!!
   لقد انكشف السر ! فالمطلوب سَوْق الأمة في مساق معين ، وإيمانها بالغيبيات والمعجزات والكرامات يعيق ذلك !
   لهذا تجب التخلية ثم التحلية! التخلية من زيادة الإيمان بالغيبيات ، والتحلية بوعي الواقع الإسلامي والعمل السياسي له !

   ولماذا لايكون الواقع الإسلامي شاملاً لوعي الخارج الحسي ، ووعي الغيب في مختلف شؤون العقيدة والحياة ، وفي طليعته وعي مقامات النبي(ع) والأئمة(ع)ومعجزاتهم وكراماتهم ، ومعايشتها ؟!

   وأين هم عن صفات أصحاب الأمام المهدي(ع)وأنهم رهبان بالليل  ، وقد أعدهم الله تعالى لأكبر تغيير ، وإقامة أعظم دولة على وجه الأرض ؟!: 

   قال المفيد+في الإختصاص ص208: (عن طارق بن شهاب قال: سمعت حذيفة يقول: سمعت رسول الله(ع)يقول: إذا كان عند خروج القائم ينادي مناد من السماء: أيها الناس قطع عنكم مدة الجبارين وولي الأمر خير أمة محمد فالحقوا بمكة ، فيخرج النجباء من مصر والأبدال من الشام وعصائب العراق ، رهبان بالليل ليوث بالنهار ، كأن قلوبهم زبر الحديد ، فيبايعونه بين الركن والمقام .
   قال عمران بن الحصين: يا رسول الله صف لنا هذا الرجل ، قال: هو رجل من ولد الحسين كأنه من رجال شنوءة ، عليه عباءتان قطوانيتان ، اسمه اسمي ، فعند ذلك تفرخ الطيور في أوكارها والحيتان في بحارها ، وتمد الأنهار ، وتفيض العيون وتنبت  الأرض ضعف أكلها ، ثم يسير مقدمته جبرئيل وساقيه إسرافيل فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً ) .

المسألة التاسعة

من ظواهر الإتجاه الإلتقاطي  و صفات أصحابه

   من الظواهر البارزة في أصجاب هذا الإتجاه ، ضعف اطلاعهم على مصادر التشيع ، خاصة في الكلام والحديث والتفسير ، مع أن بعضهم كثير القراءة لأنواع الكتب ، لكنه معرضٌ عن دراسة مصادرنا وقراءتها ، ومشغوفٌ بأجواء ثقافية مشبعة بالمفاهيم الغربية والسنية !

   وبعضهم مشكلته شخصية ، فهو من صغره لم تتركز عقيدته ولم يستوعبها من أسرته ومحيطه ، وعاش التزلزل في عقيدته بالله تعالى ورسوله(ع) والأئمة المعصومين(ع) !
   وعندما كَبُر لم يبْنِ عقيدته ، ولم يتفهم الإسلام والمذهب من مصادره وعلمائه ، بل اختار تركيبية متنافرة ، أو التقاطية متضادة !
   ومن الواضح أن درجة استيعاب أي دين أو مذهب ، تتبع المستوى العلمي للشخص ، ومستوى تدينه ومعايشته الفكرية والروحية لعقائده وقادته .

   وبعضهم كأنَّ عمله أن يرصد فضائل أهل البيت الطاهرين(ع)المجمع عليها عند الطائفة ، حتى ما رواه السنيون بأحاديث صحيحة ، فينشر التشكيك فيها !  
   تراه لا تكاد تسلم منه آية في حقهم(ع)حتى مثل آية المودة في القربى ، وآية التطهير ، وآية البلاغ ، وآية المباهلة ، إلا وضعَّف مقامهم الرباني فيها ، أو أدخل معهم غيرهم ، أو شكك في دلالتها ، أو في الروايات المفسرة لها !
ثم تراه يرصد الأحاديث النبوية في حقهم(ع)حتى حديث الغدير ، وحديث الثقلين، وحديث الكساء، فيشكك في دلالتها ، أو في سندها، أو يخدش فيها!
   لذلك رأى مراجع الدين أن من واجبهم حراسة عقائد المذهب الحق ، والوقوف في وجه أمثال هذه الأفكار التحريفية لعقائده ومفاهيمه .

   وبعضهم يحرص على تقديم التشيع الإلتقاطي الى العالم ! خاصة بعد الثورة الإيرانية حيث كثر الطلب في العالم لمعرفة الشيعة ، وعقائدهم ، فكثرت الكتابات والخطابات عن عقائد الشيعة وفقههم وتاريخهم وشخصياتهم ، واختلط ما هو أصيل من مذهب التشيع  فيما هو غريب عنه ملصق به !
   وكان من أسبابه أن بعض الجهلاء أو أصحاب الإتجاه الإلتقاطي نشطوا في الكلام عن مذهب التشيع والكتابة عنه بآرائهم ، دون الإستناد الى مصادر الشيعة ونصوصهم ، وآراء كبار علمائهم .

   وقد وصل الأمر ببعضهم أن سمى المعصومين(ع)مجتهدين ، وسمى من ظلمهم مجتهدين! ونسب الى الأئمة(ع)العمل بالظن في أمور الدين ، مع أن عصمتهم(ع)من البدائه وضروريات مذهب التشيع ، وأن الذين تبنوا العمل بالظن هم أعداؤهم ، فقاومه الأئمة (ع)بشدة !!

   وبعضهم مفتونٌ بالعصرنة ، مبهورٌ بالأفكار الغربية ، يهشُّ ويبشُّ لمقالاتها وكتبها . أو مغالٍ في الفلسفة اليونانية والغربية ، كأنه يرى الفلاسفة أنبياء أو أصحاب مقام قريب من مقامهم !
   وهو في المقابل لايكبر مصادر الثقافة الإسلامية ، ولايقدِّر علماء المسلمين قدرهم .
   وكثير منهم ، سطحيون في الفكر.. والعمل ..


   الى آخر صفاتهم ولحن قولهم ، الذي يعرفهم به المؤمنون الأصيلون .

~        ~

   استناد خصوم الشيعة الى آراء أصحاب هذا الإتجاه:

   من نتائج هذا الإتجاه السيئ على الشيعة ، أن بعض خصوم مذهب أهل البيت(ع)، خاصة السلفييين ، يأخذون آراء أصحابه على أنها تمثل التشيع ، ويهاجمونه بها ، ويثيرون بها الشبهات !
   مع أنهم يعرفون أن الملاك في آراء المذهب ليس فهم عوامه ، ولا فهم الشاذ من أتباعه، بل ما دَوَّنه مراجع المذهب المعترف بعلمهم ومرجعيتهم ، وما هو ثابت من سيرة أتباعه جيلاً فجيلاً وصولاً الى جيل الرواة والفقهاء من تلاميذ الأئمة(ع).

   لقد قسمنا خصومنا الشيعة بسبب هؤلاء الى شيعة معتدلين وشيعة متطرفين ، ومدحوا أولئك المعتدلين لانتقادهم بعض عقائد التشيع ومفاهيمه !

   قيل لأحدهم إن صحيفة سلفية كتبت بسبب كلامك: أحد أئمة الشيعة يعترف بزيف مذهبهم ! فقال: لماذا بسببي؟ أنا لم أقل لهم أن يكتبوا !

   وبعضهم يقيم علاقات ودية مع خصوم مذهب التشيع ، ويناغيهم في نقد الشيعة و(غلوهم)في أهل البيت(ع)! وعندما يسأل عن ذلك ينكر ! أو يعترف بأن له علاقات ودية معهم ، ويقول إنه لايوافقهم على طعنهم في التشيع !

 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page