• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

مقدّمة الناشر,مقدّمة الطبعة الرابعة,المقدّمة

بسم الله الرحمن الرحيم

ثورة الحسين (عليه السّلام)
ظروفها الاجتماعيّة
وآثارها الإنسانيّة


تأليف
سماحة آية الله الشيخ محمد مهدي شمس الدين


وثّق اُصوله وحقّقه وعلّق عليه
الاُستاذ سامي الغريري الغرّاوي


مقدّمة الناشر
الحمد لله والصّلاة والسّلام على خير خلق الله أجمعين إمام المرسلين وخاتم النبيين سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين , القائل في حديثه الشريف : (( مَنْ يرد الله به خيراً يُفَقِّهْهُ في الدين ))(1) .
الحمد لله أفاض على قلوب مَنْ يشاء من عباده فتفجّرت ينابيع الحكمة في أقوالهم وأفعالهم ، وسالت أودية العلم بقدرها بأقلامهم ومدادهم ، فملأت الدنيا علماً ونوراً ، وصدقاً ويقيناً ، واستبان للناس على ألسنتهم مكنون شريعة الله تعالى أصولاً وفروعاً ، فسبحانه حين قال : ( يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاّ أُولُو الأَلْبَابِ )(2) .
وبعد ، فهذا الكتاب الذي بين يدي القارئ الكريم ، الموسوم بـ (ثورة الحسين ظروفها الاجتماعيّة وآثارها الإنسانية) من عُصارة أفكار العلاّمة الشيخ ممد مهدي شمس الدين (قدس سرّه) , كتبه عندما كان يدرس ويدرّس في النجف الأشرف ، وهو من الفريق الأوّل ، أي خريجو المدارس العالية والمستنيرون والمثقّفون ، وأعلام الهداية الذين حبّب الله إليهم الإيمان وزيّنه في قلوبهم ، وكرّه إليهم الكفر والفسوق والعصيان ، اُولئك هم الراشدون من أعلام النجف الأشرف الذين لا يشتهون سوى الحقّ طلبة ، ولا يبغون آيات الله عوجاً ، وممّن يلتقطون الحكمة أنّى وجدوها .
وقد تُرجم هذا الكتاب إلى لغات عديدة نظراً لأهميّة الموضوع ؛ لأنّه مختصّ بظروف ثورة الإمام الحسين (عليه السّلام) التي لا تُحصى ولا تُحصر ، ولا تنقضي بمقال ، وكلّ همّة عنها تسْتَقصر ؛ لأنّها مرتبطة بالحبّ والاستشهاد الحسيني ، وعلامة المحبّة أن تُوثر مطلوب محبوبك ، بل حقّ العبادة أن يُقال : لا تشهد لك مطلوباً مع مطلوبه ، فحبّ الله متوقف على حبّ رسوله ، وحبّ رسوله (صلّى الله عليه وآله) متوقف على حبّ آل بيته الكرام .
ولو أفردنا لثورته (عليه السّلام) ، لأفنينا في ذلك الطوامير ، والدفاتر العراض ؛ ففريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد تَجلّى بثورة الإمام الحسين (عليه السّلام) حين خاطب أهل الكوفة قائلاً : (( وإنّي لم أخرج بطراً ولا أشراً ، ولا مفسداً ولا ظالماً ... وإنّما خرجت أطلب الصلاح في أمّة جدّي محمّد ؛ آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ))(3) .
وعلّق الدكتور أسعد علي على هذا قائلاً : « فالخروج يعني تجاوز القول إلى الفعل ، وعبّر عن هذا التجاوز التنفيذي بفعل وصل فيه فاعله ، وبصيغة التقرير الذي يؤكّد ما حصل فعلاً »(4) .
وقد تطابق على إيجاب هذه الفريضة الكتاب ، والسنّة ، والإجماع ، والعقل ، ولسنا بصدد بيان ذلك(5) .
وبما أنّ مؤسسة دار الكتاب الإسلامي عُنيت بنشر التراث ؛ لذا تنشر هذا السفر الجليل لرفد المكتبة الإسلاميّة والجامعات العلمية ؛ لكي تستضاء بنوره .

مقدّمة الطبعة الرابعة
يُشرّفني ويُسعدني أن أقدّم إلى القرّاء الكرام الطبعة الرابعة من هذا الكتاب (ثورة الحسين ظروفها الاجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة) بعد أن نفدت الطبعة الثالثة , وقد تلقّى القرّاء على اختلافهم هذا الكتاب لقاءً كريماً في كلّ إطلالة عليهم من خلال طبعاته الثلاث .
ولعل السّر في ذلك ما قاله عن هذا الكتاب من العلماء والمثقفين الذين نحترم علمهم وحيدتهم : « أنّه أفضل ما كُتب عن ثورة الحسين على الإطلاق » .
والحقّ أنّ ما كُتب عن ثورة الحسين (عليه السّلام) ـ سوى هذا الكتاب ـ قد عالج تلك الثورة العظيمة وفقاً لأحد منهجين :
1 ـ منهج السّرد التاريخي المحض مع التركيز على عنصر المأساة فيها ، وتعمد إبراز جانب الإثارة العاطفية منها .
وهذا منهج قديم في الكتابة عن هذه الثورة وغيرها ، وهو استمرار لمنهج كُتّاب (المقتل) الذين كانوا يؤرّخون لبعض الثورات وحركات التمرّد في الإسلام من خلال التأريخ للأبطال البارزين في تلك الثورات وحركات التمرّد ، أمثال (مقتل عثمان) ، و (مقتل حجر بن عدي) ، و (مقتل عبد الله بن الزبير) .
وهذا النوع من الكتابة يعتبر في رأينا إحدى الحلقات التمهيديّة التي مرّت بها كتابة التأريخ عند المسلمين ، تُضاف إلى الحلقات الأخرى ؛ تدوين الحديث ، ونشوء فئة من المحدّثين والأخباريين (أصحاب الأخبار) ، وكُتّاب السيرة النبويّة(6) .
هذه الحلقات التي أدّت في النهاية إلى كتابة التأريخ الإسلامي وفقاً لمنهج « الحوليّات » عند محمد بن جرير الطبري وغيره .
2 ـ المنهج الجمالي التأريخي .
وكُتّاب هذا المنهج يسلّطون الأضواء على الفضائل أو الرذائل الشخصيّة لأطراف الصراع ، فيفيضون في الحديث عن ما يتمتّع به طرفا الصراع من نبل أو خسّة ، ويقدّم التأريخ الشخصي للشخصيّات شواهد جمّة على هذه المسلكية الأخلاقية ، ويتوسّعون في الحديث عمّا يُميّز أحداث الثورة من رفعة في ميزان الأخلاق لدى فريق ، أو إسفاف وحقارة في سلّم القيم لدى الفريق الآخر , هذا مع عناية بارزة بسرد أو تحليل الأصول الشخصيّة للخلاف العائلي بين الهاشميين والاُمويِّين في الجاهليّة وفي صدر الإسلام .
وإذا كان المنهج الأول استمراراً للمنهج القديم لكتّاب (المقتل) فإنّ هذا المنهج الثاني يُمثّل جانب الحداثة ـ كما يفهمها بعض المؤرّخين وكتّاب السيرة المحدّثين ـ وهو منهج يستفيد كثيراً من الأساليب التي حفلت بها الثقافة الأوربية في هذا الحقل ؛ إنّ من حيث التخطيط والأسلوب والزوايا التي ينظر منها الباحث إلى موضعه ، أو من حيث الانتفاع بما يوفّره علم الاجتماع وعلم النفس ، والدراسات الجمالية والأخلاقية لهذا النوع من البحث التأريخي من فرص التوسّع والتنوّع .
* * *
وقد كان المنهج الأول ـ في الماضي ـ يخدم أهدافاً تربوية وسياسية ، وبالإضافة إلى الهدف الثقافي المحض الذي نقدّر أنّه لم يكن يحظى من كُتّاب المقتل القدماء بعناية ذات شأن ؛ أمّا لدى المحدّثين من كُتّاب المقتل والسيرة الحسينيّة ، فإنّ هذا المنهج يخدم أهدافاً ثقافية وتربوية فقط ، بعد أن توارى الهدف السياسي منذ زمن طويل .
أمّا المنهج الثاني فإنّه يخدم أهدافاً ثقافية بالدرجة الأولى ، وأهدافاً تربوية إلى حدّ ما دون أن يكون له فيما نقدّر أي مضمون سياسي , لكنّه يعاني في الوقت نفسه من عيب كبير ؛ إذ إنّه يُعطي انطباعاً قويّاً بأنّ الثورة الحسينيّة ثمرة لخلاف عائلي وشخصي أضرمته المطامع السياسيّة ، وغذّته ـ على مهل ـ طوال عقود كثيرة من السنين أحداث الصراع القبلي حول زعامة قريش ومكة .
وهذا انطباع خاطئ بلا شك ؛ فإنّ حوافز الصراع الذي بلغ ذروته بالثورة الحسينيّة كانت من الجانب الحسيني ذات محتوى سياسي اجتماعي يستمد توجيهه العقيدي ومنهجيته التشريعية من الإسلام ، وكانت من الجانب الأموي ـ جانب النظام ـ ذات محتوى سياسي اجتماعي يستمد توجيهه المبدئي ، وخطّ سيره من القيم القبائلية الجاهليّة من جهة ، ومن طرائق الحكم البيزنطي من جهة ثانية ، مع إسباغ صفة إسلاميّة على الممارسات التي يقوم بها النظام .
* * *
ولكنّ هذين المنهجين ـ مع الاعتراف بكلّ فضائلهما ـ يفشلان في تحقيق هدف معاصر له أهمية بالغة في تحقيق التكامل الحضاري ، والوعي السياسي لدى الإنسان المسلم بوجه خاص ، حيث إنّ الباحث لا يستطيع ـ وفقاً لهذا أو ذاك منهما ـ أن يفهم ويقدّم الثورة الحسينيّة إلى الإنسان الحديث على ضوء المعطيات المعاصرة في المسألة الاجتماعيّة، ولا يستطيع أن يكشف عناصر الديمومة والاستمرار في الثورة .
هذه العناصر التي تجعل من الثورة شيئاً ذا صلة بالحاضر الحيّ ، قادراً على إغناء الحاضر ، وتزويده بعناصر من الفكر والرويّة تجعل النضال في حقل المسألة الاجتماعيّة يجمع ـ إلى جانب الحداثة ـ الأصالة الضرورية للحفاظ على سلامة الشخصيّة الإنسانيّة من التشويه ، أو الذوبان في غمرة المتغيّرات المتسارعة لحضارة ماديّة غير إنسانيّة ، هي الحضارة الماديّة الحديثة .
إنّ النقص الذي يُعاني منه هذان المنهجان يتلافاه ـ فيما نعتقد ـ المنهج الذي وضع هذا الكتاب وفقاً له ؛ فقد عالج ثورة الحسين من زوايا جديدة ، وكشف عن أبعاد جديدة ، وأعماق بكر فيها جعلتها ـ من خلال التفسير الذي قدّم هذا الكتاب ـ ذات مضمون يتّسق مع التطلّعات التي يحملها الإنسان المعاصر إلى مجتمع تسوده العدالة ، وتحكم علاقاته الروح الإنسانيّة وكرامة الإنسان ؛
وبذلك نأى بها عن أن تكون مجرّد مأساة سببها ظلم البشر ، أو مظهراً لصراع عائلي وشخصي على السلطة والنفوذ ، ولم يُهمل في الوقت نفسه جانب المأساة منها ، والعوامل الشخصيّة فيها .
هذه العوامل التي لوّنت السلوك الثوري لهذا الفريق ، والسلوك القمعي لذاك الفريق دون الاعتراف بأنّ هذه العوامل هي السبب الكامن وراء الثورة الحسينيّة ، حيث إنّ هذا السبب يكمن في الإيديولوجيا التي وجّهت طرفي الصراع نحو الاختيارات المبدئية التي قادت كلاً منهما إلى الاختيار الأخير الذي تمثل في الثورة الحسينيّة .
ويبدو أنّ هذا الكتاب للسبب الذي ذكرنا قد لبّى حاجة حقيقية لدى المثقّفين بوجه عام ، والمعنيين بدراسة التأريخ الثوري للإسلام بوجه خاص . والله تعالى أسأل أن يجعل هذا العمل مباركاً ونافعاً ، والحمد لله ربّ العالمين .
بيروت 2 / 3 / 1397 هـ  ـ 20 / 2 / 1977 م
محمد مهدي شمس الدين

المقدّمة
إنّ أكثر ما استأثر باهتمام الناس من ثورة الإمام الحسين (عليه السّلام) هو جانب القصّة فيها ما اشتمل عليه من مظاهر البطولة النادرة ، والسمو الإنساني المعجز لدى الثائرين وقائدهم العظيم ، المتمثل في التضحية بكلّ عزيز من النفس والولد ، والمال والدعة ، والأمن في سبيل المبدأ والصالح العام ، مع الضعف والقلّة ، واليأس من النصر العسكري .
وما اشتمل عليه من مظاهر الجبن والخسّة والانحطاط الإنساني لدى السلطة الحاكمة ، وممثلها وأدواتها في تنفيذ جريمتها الوحشية بملاحقة الثائرين واستئصالهم بصورة لم يشهد لها التأريخ مثيلاً .
وما اشتمل عليه من الأمثلة الفريدة على الحبّ ، حبّ الثائرين لجلاّديهم ، وإشفاقهم عليهم من السلطة الجائرة التي تستخدمهم ، وتغرر بهم ، وتدفعهم إلى حرب القوى التي تريد لهم الخير والصلاح ، وحبّ الثائرين بعضهم لبعض بحيث يدفع كلاً منهم إلى طلب الموت قبل صاحبه ؛ لئلا يرى صاحبه مقتولاً قبله .
يُقابل ذلك أبشع مظاهر الحقد والبغضاء لدى الحاكمين وأعوانهم ، المتمثلة في حرمان الثائرين وأطفالهم حتى من الماء ، وفي قتل الأطفال والنساء , إلى غير ذلك ممّا تعرضه قصّة هذه الثورة من أنبل ما في الإنسان في الفكر والقول والعمل لدى الثائرين ، وأحطّ ما فيه من غرائز لدى الحاكمين وأعوانهم , وما نتج من تقابل هذه النماذج المتضادة من المثل ، والمبادئ ، والعواطف ، من مأساة دامية لا تزال تثير الأسى في قلب كلّ مَنْ سمعها أو قرأها .
وقد بلغ من قوّة تأثير الجانب القصصي المأساوي من هذه الثورة ، بما له من دلالات مثيرة ، أنّه فرض نفسه على معظم مَنْ كتب عنها ـ إن لم يكن كلّهم ـ فقصروا دراساتهم على هذا الجانب دون غيره .
ولكنّ الجانب القصصي ـ على ما له من مزايا تربوية وتوجيهية ـ ليس كلّ ثورة الحسين (عليه السّلام) ؛ فإنّ أحداث هذه الثورة ، وكلّ ثورة ، ليست معلّقة في الفراغ ، وإنّما هي الجزاء الظاهر من عملية تأريخيّة واسعة النطاق .
فلكلّ ثورة جذور في نظام ومؤسسات المجتمع الذي اندلعت فيه ، ولكلّ ثورة ظروف سياسية واجتماعية معينة ، ولكلّ ثورة ـ وإن كانت فاشلة عسكرياً ـ آثار ونتائج , ولا يمكن أن تُفهم الثورة على وجهها ما لم تُدرس من جميع جوانبها ؛ مقدّماتها ونتائجها , وهو ما هدفت إليه في هذا الكتاب ؛ فقد حاولت فيه أن اُحلّل ثورة الحسين (عليه السّلام) بدراسة ظروفها التي أحاطت بها ، والملابسات التي أدّت إليها ، والآثار التي نجمت عنها في الحياة الإسلاميّة .
وهو حلقة من سلسلة كتب آمل أن يوفّقني الله لإنجازها عن الثورات في التأريخ الإسلامي .
* * *
وأعتقد أنّ الثورات في التأريخ الإسلامي لم تحظ بالعناية التي تستحقها من المؤرّخين والباحثين ؛ القدماء منهم والمتأخرين ، بل انصبت عنايتهم على تأريخ السلطة الحاكمة التي تسبغ على نفسها صفة الشرعية .
أمّا الثورات ـ وهي تُمثل الجانب الآخر من قصّة الحكم في الإسلام ـ فقد عولجت بصورة جانبية ، وبروح معادية في كثير من الحالات .
وربّما كان السبب في ذلك هو أنّ المؤرّخ القديم كان ـ في الأعمّ الأغلب ـ يكتب ما يكتب مقيّداً بتوجيه ، أو رغبة الحاكم الذي يعيش في ظلّه ، وينفق عليه .
وقد يتعدّى توجيه الحاكم للمؤرّخ عصره الذي يعيش فيه إلى الأحداث والشخصيات الفكرية والسياسية الماضية التي لم تفقد تأثيرها على الوضع السياسي والاجتماعي في عصر المؤرّخ .
ويبدو أنّ المؤرّخين المحدّثين قيّدوا أنفسهم بالمنهج الذي اتّبعه القدماء في هذا الموضوع ، أو ربّما كان الذعر الذي يثيره الحديث عن الثورة في مجتمع مستقر سبباً لدى بعضهم في تجنّب الحديث عن الثورات والثائرين ، لاسيّما وأنّنا لم نبلغ بعد مرحلة من النضج الفكري نفرّق فيها بين السياسة والعلم ، أو مرتبة من الأمانة تبعدنا عن أن نُكرّس البحث العلمي لأغراض السياسة .
ولكن ـ مهما تكن المبرّرات ـ فإنّ إهمال البحث الجاد المستوعب للثورات في التأريخ الإسلامي يجعل الصورة التأريخيّة مشوّهة وناقصة ؛ لأنّ الثورة ـ كما قلت آنفاً ـ هي الوجه الآخر من الصورة التأريخيّة للمجتمع الإسلامي ، ولا يمكن تكوين فكرة صادقة عن أوضاع المسلمين القديمة ما لم نحط بالصورة من وجهيها .
وآمل أن يوفقني الله سبحانه وتعالى لإنجاز سلسلة كتب عن الثورات في التأريخ الإسلامي تكشف عن ألوان من كفاح المسلمين ـ عبر التأريخ ـ في سبيل تحسين أوضاعهم على هُدى من الشريعة الإسلاميّة .
وعسى أن أكون قد وفّقت في هذا الكتاب ـ وهو أوّل ما يُنشر من حلقات هذه السلسلة ـ إلى الصواب في استنتاجاتي وأحكامي . والله وراء القصد .
محمد مهدي شمس الدين

ملامح من ثورة الحسين (عليه السّلام)(7)
الثورة الصحيحة هي الاحتجاج النهائي الحاسم على الواقع المعاش ، فبعد أن تخفق جميع الوسائل الأخرى في تطوير الواقع تصبح الثورة قدراً حتمياً لا بدّ منه .
والقائمون بالثورة الصحيحة هم دائماً أصحّ أجزاء الأمّة ، هم الطّليعة ، هم النُّخبة التي لم يأسرها الواقع المعاش ، وإنّما بقيت في مستوى أعلى منه وإن كانت تدركه ، وتُعبه وترصده ، وتنفعل به ، وتتعذّب بسببه .
تُصبح الثورة قدر هذه النُّخبة ومصيرها المحتوم حيث تُخفق جميع وسائل الإصلاح الأخرى ، وإلاّ فإنّ هذه النُّخبة تفقد مبررات وجودها إذا لم تثر ، ولا يُمكن أن يُقال عنها أنّها نُخبة ، أنّها تكون نُخبة حين يكون لها دور تأريخي ، وحين تقوم بهذا الدور .
ولا بدّ أن تُبشر بأخلاق جديدة إذا حدثت في مجتمع ليس له تُراث ديني وإنساني يضمن لأفراده ـ لو اتّبع ـ حياة إنسانيّة متكاملة ، أو تُحيي المبادئ والقيم التي هجرها المجتمع ، أو حرّفها إذا كان للمجتمع مثل هذا التراث ، كما هو الحال في المجتمع الإسلامي الذي كانت سياسة الاُمويِّين المجافية للإسلام تحمله على هجر القيم الإسلاميّة ، واستلهام الأخلاق الجاهليّة في الحياة ، وتوفّر هذا الهدف في الثورة الصحيحة من جملة مقوّمات وجودها ؛ لأنّ العلاقات الإنسانيّة في الواقع علاقات منحطّة وفاسدة ، وموقف الإنسان من الحياة موقف متخاذل ، أو موسوم بالانحطاط والانهيار ، ولذلك انتهى الواقع إلى حدّ من السوء بحيث غدت الثورة علاجه الوحيد .
وإذاً فالدعوة إلى نموذج من الأخلاق أسمى ممّا يمارسه المجتمع ضرورة لازمة ؛ لأنّه لا بدّ أن تتغيّر نظرة الإنسان إلى نفسه ، وإلى الآخرين وإلى الحياة ؛ ليمكن إصلاح المجتمع .
ولقد قدّم الحسين (عليه السّلام) وأصحابه الأخلاق الإسلاميّة العالية بكامل صفاتها ونقائها ، ولم يُقدّموا إلى المجتمع الإسلامي هذا اللون من الأخلاق بألسنتهم ، وإنّما كتبوه بدمائهم , بحيواتهم . . .
* * *
لقد اعتاد الرجل العادي إذ ذاك أن يرى الزعيم القبلي ، أو الزعيم الديني يبيع ضميره بالمال ، وبعرض الحياة الدنيا . لقد اعتاد أن يرى الجباه تعنو خضوعاً وخشوعاً لطاغية حقير ؛ لمجرّد أنّه يملك أن يحرم من العطاء .
لقد خضع الزعماء الدينيون والسياسيون ليزيد على علمهم بحقارته وانحطاطه ، وخضعوا لعبيد الله بن زياد على علمهم بأصله الحقير ، ومنبته الوضيع ، وخضعوا لغير هذا وذلك من الطغاة ؛ لأنّ هؤلاء الطغاة يملكون الجاه ، والمال ، والنفوذ ، ولأنّ التقرّب منهم ، والتودّد إليهم كفيل بأن يجعلهم ذوي نفوذ في المجتمع ، وأن يسبغ عليهم النعمة والرفاه وهناءة العيش .
وكان هؤلاء الزعماء يرتكبون كلّ شيء في سبيل نيل هذه الحظوة , كانوا يخونون مجتمعهم ، فيتمالؤون مع هؤلاء الطغاة على إذلال هذا المجتمع وسحقه وحرمانه ، وكانوا يخونون ضمائرهم ، فيبتدعون من ألوان الكذب ما يدعم هذه العروش ، وكانوا يخونون دينهم الذي يأمرهم بتحطيم الطغاة بدل عبادتهم .
كان الرجل العادي في المجتمع الإسلامي آنذاك يعرف هذا اللون من الرجال ، ويعرف لوناً آخر منهم ، وهم اُولئك الزهاد الدجّالون الذين يتظاهرون بالزهد رياءً ونفاقاً ، حتّى إذا تقرّبوا من الطغاة كانوا لهم أعواناً وأنصاراً .
إنّهم هذا الصنف الذي وصفه الإمام علي (عليه السّلام) بقوله : (( ومنهم مَنْ يطلب الدنيا بعمل الآخرة ، ولا يطلب الآخرة بعمل الدنيا ، قد طامن من شخصه ، وقارب من خطوه ، وشمّر من ثوبه ، وزخرف من نفسه للأمانة ، واتّخذ ستر الله ذريعة إلى المعصية ))(8) .
هؤلاء هم الزعماء الذي كان الرجل العادي يعرفهم وقد اعتادهم وألِفَهم ، بحيث غدا يرى عملهم هذا طبيعياً لا يثير التساؤل ؛ ولذلك فقد كان غريباً جدّاً على كثير من المسلمين آنذاك أن يروا إنساناً يخيّر بين حياة رافهة فيها الغنى ، وفيها المتعة ، وفيها النفوذ والطاعة ، ولكن فيها إلى جانب ذلك كلّه الخضوع لطاغية ، والإسهام معه في طغيانه ، والمساومة على المبدأ والخيانة له .
وبين الموت عطشاً ، مع قتل الصفوة الخلّص من أصحابه ، وأولاده وإخوته ، وأهل بيته جميعاً أمامه ، وحيث تنظر إليهم عينه في ساعاتهم الأخيرة وهم يلوبون ظمأ ، وهم يكافحون بضراوة وإصرار عدوّاً هائلاً يريد لهم الموت ، أو هذا اللون من الحياة ، ثمّ يرى مصارعهم واحداً بعد واحد ، وأنّه ليعلم أي مصير فاجع محزن ينتظر آله ونساءه من بعده ؛ سبي , وتشريد ، ونقل من بلد إلى بلد ، وحرمان ... يعلم ذلك كلّه ثمّ يختار هذا اللون الرهيب من الموت على هذا اللون الرغيد من الحياة .
لقد كان غريباً جدّاً على هؤلاء يروا إنساناً كهذا ... لقد اعتادوا على زعماء يمرّغون بجباههم في التراب خوفاً من مصير أهون من هذا بكثير أمثال عمر بن سعد ، والأشعث بن قيس(9) ونظائرهما . تعوّدوا على هؤلاء فكان غريباً عليهم أن يُشاهدوا هذا النموذج العملاق من الإنسان ، هذا النموذج الذي تعالى ويتعالى حتّى ليكاد القائل أن يقول : ما هذا بشر ...(10) .
ولقد هزّ هذا اللون من الأخلاق ... هذا اللون من السلوك الضّمير المسلم هزّاً مُتداركاً ، وأيقظه من سُباته المَرضي الطويل ؛ ليُشاهد صفحة جديدة مشرقة يكتبها الإنسان بدمه في سبيل الشّرف والمبدأ ، والحياة العارية من الذلّ والعبودية .
ولقد كشف له عن زيف الحياة التي يحياها ، وعن زيف الزّعماء ـ أصناف اللّحم ـ الذين يعبدهم ، وشق له طريقاً جديداً في العمل ، وقدّم له أسلوباً جديداً في ممارسة الحياة ، فيه قسوة ، وفيه حرمان ، ولكنّه طريق مضيء لا طريق غيره جدير بالإنسان .
ولقد غدا هذا اللون المشرق من الأخلاق ، وهذا النموذج الباهر من السلوك خطراً رهيباً على حاكم يُجافي روح الإسلام في حكمه .
إنّ ضمائر الزعماء قليلاً ما تتأثّر بهذه المُثل المُضيئة ، ولكنّ الذي يتأثّر هي الأمّة ، وهذا هو ما كان يريده الحسين (عليه السّلام) .
لقد كان يريد شقّ الطريق للأمّة المُستعبدة لتُناضل عن إنسانيتها . وفي جميع مراحل الثورة ، مُنذ بدايتها في المدينة حتّى ختامها الدّامي في كربلاء نلمح التصميم على هذا النمط العالي من السلوك .
ها هو الحسين (عليه السّلام) يقول لأخيه محمد بن الحنفيّة(11) ، وهما بعد في المدينة : (( يا أخي ، والله لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى ، لما بايعت يزيد بن معاوية ))(12) .
وها هو يتمثّل بأبيات يزيد بن مفرغ الحميري
لا ذُعِرَتُ السّوامَ في فلقِ الصّب      حِ مُـغيراً ولا دُعِـيتُ  يـزيدا
يـوم أُعطي على المهانةِ  ضيماً      والمنايا  تَرصَدنني أن  أحيدا(14)

(13) حين انسلّ من المدينة في جنح الليل إلى مكة :
وها هو يُجيب الحر بن يزيد الرياحي(15) حين قال له : أذكرك الله في نفسك ؛ فإنّي أشهد لئن قاتلت لتُقتلن ، ولئن قُوتلت لتهلكن . فقال له الحسين (عليه السّلام) : (( أبالموت تخوّفني ؟ وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلوني ؟ ما أدري ما أقول لك ! ولكن أقول كما قال أخو الأوس لابن عمّه ـ ولقيه وهو يريد نصرة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ـ فقال له : أين تذهب فإنّك مقتول ؟ فقال :
سأمضي وما بالموتِ عارٌ على الفتى      إذا مـا نـوى خـيراً وجاهدَ  مسلما
وواسـى  رجـالاً صـالحينَ  بنفسه      وخـالفَ  مـثبوراً وفـارقَ  مجرما
فـإن  عشتُ لم أندم وإن متُّ لم  أُلم      كفى بكَ ذُلاً أن تعيشَ وتُرغما ))(16
)
وها هو ـ وقد أُحيط به ، وقيل له : انزل على حكم بني عمّك ـ يقول : (( لا والله ، لا أُعطيكم بيدي إعطاء الذليل ، ولا أُقرّ إقرار العبيد . عباد الله ، إنّي عُذت بربّي وربّكم أن تُرجمون ، أعوذ بربّي وربّكم من كلّ مُتكبّر لا يُؤمن بيوم الحساب .
ألا وإنّ الدّعي ابن الدّعي قد ركز بين اثنتين ؛ بين السّلة والذلّة ، وهيهات منّا الذلّة ، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون ، وجدود طابت ، وحجور طهرت ، واُنوف حمية ، ونفوس أبيّة لا تُؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام ))(17) .
كلّ هذا يكشف عن طبيعة السلوك الذي اختطّه الحسين (عليه السّلام) لنفسه ولمَنْ معه في كربلاء ، وألهب به الرّوح الإسلاميّة بعد ذلك , وبثّ فيها قوّة جديدة .
* * *
لقد عرفت كيف كان الزعماء الدينيون والسياسيون يُمارسون حياتهم ، وهذا يرسم لك صورة عن نوع الحياة التي كان يُمارسها الإنسان العادي إذ ذاك .
لقد كان همّ الرجل العادي هو حياته الخاصة ، يعمل لها ، ويكدح في سبيلها ، ولا يُفكّر إلاّ فيها ، فإذا اتّسع أُفقه كانت القبيلة محل اهتمامه . أمّا المجتمع وآلامه ، المجمع الكبير فلم يكن ليستأثر من الرجل العادي بأي اهتمام .
كانت القضايا العامّة بعيدة عن اهتمامه ، لقد كان العمل فيها وظيفة زُعمائه الدينيين والسياسيين ، يُفكّرون ويرسمون خُطّة العمل ، وعليه أن يسير فقط ، فلم تكن للرّجل العادي مشاركة جدّية إيجابية في قضايا المجتمع العامّة .
وكان يهتم غاية الاهتمام بعطائه ، فيُحافظ عليه ، ويُطيع توجيهات زُعمائه خشية أن يُمحى اسمه من العطاء ، ويسكت عن نقد ما يراه جوراً بسبب ذلك ، وكان يهتمّ بمفاخر قبيلته ، ومثالب غيرها من القبائل ، ويروي الأشعار في هذا وذاك . وهذا مُخطّط لحياة الرجل العادي إذ ذاك .
أمّا أصحاب الحسين (عليه السّلام) فقد كان لهم شأن آخر ؛ لقد كانت العُصبة التي رافقت الحسين (عليه السّلام) وشاركته في مصيره رجالاً عاديين ، لكلّ منهم بيت وزوجة ، وأطفال وصداقات ، ولكلّ منهم عطاء من بيت المال ، وكان كثير منهم لا يزال في ميعة الصبا ، في حياته مُتّسع للاستمتاع بالحُبّ وطيّبات الحياة ، ولكنّهم جميعاً خرجوا عن ذلك كلّه ، وواجهوا مُجتمعهم بعزمهم على الموت مع الحسين (عليه السّلام) ... لقد ثاروا على مُجتمعهم القبلي ، وعلى مُجتمعهم الكبير في سبيل مبدأ آمنوا به ، وصمّموا على الموت في سبيله .
* * *
ولقد عملت هذه الأخلاق عملها في إكساب الحياة الإسلاميّة سِمَة كانت قد فقدتها قبل ثورة الحسين (عليه السّلام) بوقت طويل ، ذلك هو الدور الذي غدا الرجل العادي يقوم به في الحياة العامّة بعد أن تأثّر وجدانه بسلوك الثائرين في كربلاء .
قد بدأ الحكام المُجافون للإسلام يحسبون حساباً لهؤلاء الرجال العاديين ، وبدأ المجتمع الإسلامي يشهد من حين لآخر ثورات عارمة يقوم بها الرجال العاديون على الحاكمين الظالمين وأعوانهم ؛ لبُعدهم عن الإسلام ، وعدم استجابتهم لأوامر الله ونواهيه في سلوكهم .
ثورات كانت رُوح كربلاء تلهب أكثر القائمين بها ، وتدفعهم إلى الاستماتة في سبيل ما يرونه حقّاً . ولقد تحطّمت دولة أُميّة بهذه الثورات ، وقامت دولة العبّاسيين بوحي من الأفكار التي كانت تُبشر بها هذه الثورات .
ولمّا تبيّن للناس أنّ العبّاسيين كمَنْ سبقهم لم يسكنوا بل ثاروا ... واستمرت الثورات التي تقودها رُوح كربلاء بدون انقطاع ضدّ كلّ ظلم وطُغيان وفساد .
ولئن تغيّرت أساليب الصراع اليوم فإنّ روح كربلاء هي التي يجب أن تقود خُطى المسلمين في كفاحهم للمبادئ المعادية للإسلام ، وهي الكفيلة بأن تقودهم ـ في النهاية ـ إلى النصر إن تمسّكوا بها واستلهموها ، وكانوا لباعثيها ـ أهل البيت (عليهم السّلام) ـ أتباعاً .
________________________________________

(1) انظر : صحيح البخاري 1 / 39 ح71 ، صحيح مسلم 2 / 718 ح1037 .
(2) سورة البقرة / 269 .
(3) انظر : الفتوح ـ لابن أعثم 5 / 34 ، مناقب آل أبي طالب 3 / 241 .
(4) انظر : أنصار الحسين ـ لمحمد مهدي شمس الدين / 39 .
(5) انظر : الإمام المجتهد يحيى بن حمزة وآراؤه الكلامية / 317 وما بعدها .
(6) لاحظ كتابنا ، أنصار الحسين ـ دار الفكر ـ بيروت سنة 1975 م ، فقد فصّلنا فيه الحديث عن هذا الموضوع الذي وفّقنا إلى اكتشافه ، ونأمل أن يتوفر بعض الباحثين عليه لدراسته ، ونقّدر أنّ دراسة معمّقة ومستوعبة لهذا الموضوع قد تؤدّي إلى تغيير النظرية السائدة حول نشوء الكتابة التأريخيّة عند المسلمين ، والتي تعتمد على أفكار فرائز روزنتال . لاحظ كتابه (علم التأريخ عند المسلمين) , منه رحمه الله .
(7) نُشرت هذه المقالة في مجلة الأضواء الإسلاميّة التي كانت تصدر في النجف الأشرف , في العدد الثاني من السنة الأولى في 1 محرم 1380 ـ 26 حزيران 1960م , منه (رحمه الله) .
(8) انظر : نهج البلاغة / الخطبة 32 .
(9)الأشعث بن قيس الكندي : وفد مع قومه إلى النبي (صلّى الله عليه وآله) سنة عشر من الهجرة ، وارتدّ بعد النبي فأُسر وجيء به إلى المدينة , فقال لأبي بكر : استبقني لحربك وزوّجني أختك . ففعل ، وشهد مع علي صفّين ، وألزم علياً بالتحكيم . مات بعد سنة أربعين بالكوفة . (انظر ، المعارف ـ لابن قتيبة / 168 ، أُسد الغابة 1 / 98 ، الفتوح ـ لابن أعثم 2 / 367 ، شرح النهج ـ لابن أبي الحديد 2 / 30 ـ 33) .
(10) اقتباساً من قوله تعالى : ( مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلاّ مَلَكٌ كَرِيمٌ ) , يوسف / 31 .
(11) محمد بن الحنفيّة : هو محمد بن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) ، ابن الحنفيّة خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن حنفية من جذم بن بكر بن وائل ، سُبيت ثمّ أخذها علي (عليه السّلام) ، واختلفوا في كيفية سبيها .
روى ابن أبي الحديد في شرح النهج 1 / 81 من شرحه عن أنساب البلاذري أن بني أسد غارت على بني حنيفة في أيّام أبي بكر فسبوها منهم ، وقدموا بها المدينة فباعوها من علي (عليه السّلام) ، وبلغ قومها خبرها فأتوا علياً وأخبروه بموضعها منهم ، فأعتقها ، ومهرها وتزوّجها فولدت محمداً فكنّاه أبا القاسم .
وقيل : إنّ خالداً قاتل أهلها في حرب الردّة ، وسباها ودفعها أبو بكر إلى علي (عليه السّلام) . (انظر المعارف ـ لابن قتيبة / 216) .
(12) انظر ، الفتوح ـ لابن أعثم 5 / 23 ، مقتل الحسين ـ للخوارزمي 1 / 188 .
(13) هو أبو عثمان يزيد بن زياد بن ربيعة بن مفرغ الحميري ؛ لُقّب جدّه مفرغاً لأنّه راهن على سقاء لبن أن يشربه كلّه ، فشربه حتّى فرغ ، فلُقّب به . وكان ابن مفرغ شاعراً , بل من فحول الشعراء ، هجا معاذ بن زياد ، وعبيد الله بن زياد ، وقد نكلا به وحبساه ، ولولا قومه وعشيرته التي كانوا مع يزيد بن معاوية لقتلاه . انظر : سير أعلام النبلاء 3 / 522 .
(14) انظر : تأريخ الطبري 4 / 253 ، الكامل في التاريخ 3 / 265 ، تأريخ مدينة دمشق 14 / 204 .
(15) هو الحرّ بن يزيد بن ناجية بن قضب بن عتاب بن هرمي بن رِياح بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد بن منّاة بن تميم التميمي اليربوعي اليامي , وكان شريفاً في قومه جاهليّة وإسلاماً ... انظر ترجمته في إبصار العين في أنصار الحسين / 115 , طبعة النجف الأشرف ، جمهرة أنساب العرب ـ لابن حزم / 215 .
(16) انظر : تأريخ الطبري 4 / 305 ، الكامل في التاريخ 3 / 270 .
(17) انظر : تأريخ الطبري 5 / 425 ـ 426 , طبعة سنة 1964 م ، الكامل في التاريخ 3 / 287 ـ 288 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page