أفادت وكالة الأنباء الرسمية السعودية بأن الملك "عبد الله بن عبد العزيز" أعفى الشيخ "عبد المحسن العبيكان" من منصبه كمستشار في الديوان الملكي السعودي.
بعد عقود طويلة من خدمة النظام السعودي، أصدر الملك "عبدالله بن عبد العزيز" أمرا بإعفاء مستشاره الشيخ "عبد المحسن بن ناصر العبيكان" من منصبه، في أعقاب انتقادات واسعة واجهها العبيكان بسبب تصريحات هاجم فيها جهاز القضاء.
وكان العبيكان قد حذر في محاضرته من وجود مخطط للسيطرة على الملك وابدى استغرابه من غياب صور الملك التي كانت منتشرة على السيارات فيما الان لاتوجد صورة للملك ملصقة على السيارات، واعتبر المهتمون بالشان السعودي بان هذا الاتهام فيه تعريض الى وجود قوى متنفذة في النظام السعودي على اساس صلاحيات الملك وهو تعبير غير مباشر عن مخطط ولي العهد السعودي الامير نايف بتوسيع صلاحياته وتطويق الملك ومنع وصول المستشارين من مقربيه اليه حتى لايطلعوه على اسرار، وحذر العبيكان من ان سيقوم بنشر اسماء لديه من هو متورط بمثل هذا المخطط الواسع.
وجاءت هذه الخطوة بعد تصريحات للعبيكان اشتكى فيها من منعه عن الوصول الى الملك وقال انني اسعى الى رؤيته ولكن هناك من يحول بيني وبين لقائه بعدما كنت ادخل عليه كلما كانت هناك حاجة الى ذلك.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية نص المرسوم الملكي، الذي قال: "يعفى فضيلة الشيخ عبدالمحسن بن ناصر العبيكان المستشار بالديوان الملكي من منصبه، ويبلغ أمرنا هذا للجهات المختصة لاعتماده وتنفيذه".
ولم تشر الوكالة إلى سبب الإقالة، التي جاءت بعد نحو ثلاث سنوات من تعيين العبيكان مستشارا في الديوان الملكي السعودي.
وفي الأسبوع الماضي، أدلى العبيكان بتصريحات لإذاعة "يو أف أم" هاجم فيها القضاء السعودي، قائلا إن "هناك خططا لإسقاط القضاء الشرعي واستبداله بالقوانين الوضعية يقودها أشخاص محسوبون على الجهاز القضائي".
وقال العبيكان إن "المرأة تعاني من عدة أمور عند مراجعتها للمحاكم من الاختلاط والمضايقة وعدم مراعاتها عند إعطاء الموعد أو إنهاء القضية،" مطالبا بإنشاء أقسام نسائية في المحاكم "لمنع الاختلاط وإيذاء النساء والفتنة".
وأطلقت تصريحات العبيكان حملة انتقادات واسعة في الصحافة السعودية، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، اتهمته "باستخدام الدين لتصفية حسابات شخصية".
وتتناقل اوساط سعودية ان ثمة انقساما كبيرا في المؤسسة الدينية الوهابية تجاه التغييرات التي يسعى النظام لاجرائها في الحياة المدنية نزولا الى ضغوط امريكية لاحداث تغييرات قبل ان تعصف رياح التغيير في النظام السعودي في ظل تغييرات كبيرة شهدتها دول عربية مثل مصر وتونس وليبيا واليمن والبحرين، ولكن هناك تيارا في المؤسسة الدينية تعارض التغيير.
ويعتقد المختصون بالشان السعودي ان الانقسام في المؤسسة الدينية الوهابية سيترك اثره في عموم البلاد لان شخصية مثل العبيكان يمتلك امتدادا في الجامعات والمساجد والمؤسسات الدعوية، وهذا يهدد بانفجار الصراع داخل المؤسسة الدينية الوهابية، بالرغم من مفتي المملكة اثبت انه مفتي البلاد  ولديه الاستعداد لاطلاقف الفتاوى الدينية والسياسية التي يحتاج النظام السعودي لاستثمارها على الصعيد الداخلي والصعيد الخليجي حيث يمثل التيار الوهابي في دول الخليج اداة سياسية ودينية لخدمة المشروع السعودي في المنطقة ودعم المشروعات السياسية والامنية له كما هو حاصل الان وبشكل واضح في الكويت والبحرين، ففي الكويت يشكل التيار الوهابي خطا سياسيا ومذهبيا ضاغطا على اسرة ال الصباح لتمرير المشروع السعودي ومن بينها الضغط ياتجاه الوحدة مع السعودية واعلان الرياض عاصمة للدولة الموحدة، فيما الخط الوهابي في البحرين يتحكم بمفاصل الحياة السياسية والامنية ويملك ميايشيات مسلحة من عدة الاف مستعدة لشن حرب ابادة ضد الاغلبية الشيعية متى قررت السعودية ذلك.
ويبقى من الضروري الاشارة الى ما تتناقله منتديات سعودية على الانترنت وفي مواقع التواصل الاجتماعي،  ان ولي العهد السعودي "نايف بن عبد العزيز" كان قد توعد باقالة العبيكان من منصبه بعد عودته من سفرته الاخيرة بسبب انتقادات وجهها العبيكان له على خلفية محاولة ولي العهد فرض هيمنة كاملة على المؤسسة الدينية وحتى اولئك الذين على علاقة بالملك مباشرة ويعني به نفسه كونه المستشار الديني للملك.
المصدر: وكالات

أضف تعليق