قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلا الْهَدْىَ وَلا الْقَلائِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الآثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ . حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقُ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الآسْلامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لآثْمٍ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ . يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا إسم اللهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (المائدة:1-4) .
هل نزلت الآية في وسط أحكام اللحوم ؟!
أول ما يفاجؤك غرابة مكان الآية ! فقد رووا أنها نزلت في حجة الوداع آية مستقلة لاجزء آية ، وها هي في القرآن جزء من آية اللحوم وكأنها حشرت حشراً فيها بحيث لو رفعتها لما نقص من معنى الآية شئ ، بل اتصل السياق ! ثم كيف نفسر هذا التناقض حيث قال سبحانه: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ، أي تمَّت الأحكام ثم يقول بعدها: فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ ثم يواصل تنزيل أحكام اللحوم ، والصيد ، وطعام أهل الكتاب ، وأحكام الزواج والنساء ! فكيف أكمل دينه، ولم يكمله؟! قال في الدر المنثور:2/257 و59: (عن ابن عباسفلما كان واقفاً بعرفات نزل عليه جبريل وهو رافع يده والمسلمون يدعون الله: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ يقول حلالكم وحرامكم فلم ينزل بعد هذا حلالٌ ولا حرامٌ عن السدي في قوله:الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ، قال: هذا نزل يوم عرفة فلم ينزل بعدها حرامٌ ولا حلالٌ)فهل السياق بأمر النبي؟أم أن الآية وضعت هنا في وسط آيةباجتهاد بعض الصحابة؟! باختصار:حيث لا توجد قرينة داخلية أو خارجية على اتصال السياق هنا فلا يمكن ربط الآية بما قبلها أو بعدها .