الجوار: كتب أحد الاعلاميين السعوديين مقالة مطولة حول تصرفات محمد العريفي والتي وصفها بالغريبة والمثيرة للريبة ومنها تعاطفه مع شبكة القاعدة التي تقتل الابرياء والمسلمين في البلدان الاسلامية وكتب هذا الكاتب:
ذهلتُ فكاد شعر راسي ان يشيب كلّه في لحظه واحده من شده ذلك الذهول، الذي حدث وانا اشاهد -قبل فتره- مقطع "سوره التفاح" الذي قام فيه الواعظ محمد العريفي بتلاوه ايات تلك السوره الجديده التي الّفها من راسه، ثم رتّلها بطريقه تطابق تماماً طريقه القرّاء في ترتيل ايات الذكر الحكيم، زعماً منه ان هذه هي الطريقة المثلي للتاكد من قوه تاثير ايات الله علي عباده، حيث يري سماحته اننا اذا رتلنا سوره التفاح علي مسامع شخص ما، ثم رتلنا بعدها او قبلها ايات من سوره قرانيه علي نفس الشخص، سيظهر لنا تاثير القران والفرق بين كلام الله وكلام البشر، ولا ادري في الحقيقه ما هو موقف المجتمع منّي، لو قمتُ -مثلاً- بتاليف سوره مماثله، واسميتها سوره الجوافه او سوره الكيوي او سوره الجريب فروت، ثم رتّلتها في مقطع مصوَّر؟! لاشك اني ساقتل فوراً دون نقاش؛ لاني تلاعبتُ بالقران.
وذهلتُ مره اخري ذهولاً لا يمكن وصفه ابداً، وانا اقرا كلامه الذي قال فيه ان النبي الكريم محمد عليه السلام له علاقه وطيده بالخمر، حيث كان يبيعها او يهديها للناس علي حدِّ زعم هذا الواعظ البهلواني، ومصدر ذهولي هو علمي ان السنة النبوية تفيض بما لا يمكن حصره من النصوص، التي تحذر من الخمر وتغلّظ في تحريمها، وتنتقص صانعها وبائعها وشاربها، وتطالب بتطبيق اشدِّ العقوبات عليهم حدّاً وتعزيراً، فكيف يبيعها او يهديها رسول الإسلام؟، والقران الكريم يقول في سوره المائده: (يَا اَيُّهَا الَّذِينَ امَنُوا اِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْاَنْصَابُ وَالْاَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
ثم ذهلتُ ذهولاً ثالثاً فاق سابقيه وكاد عقلي ان يطير منه، وانا اشاهد مقطع "اليوتيوب" الذي تحدّث فيه هذا الداعيه -المثير للعجب- عن نزول الملائكة للقتال مع اخواننا في سوريا، ضدّ جيش بشار الاسد، وهو المقطع الكاذب الذي لا يحتاج الي توضيحٍ مني، فقد سخر منه رجال الدين في بلادنا قبل غيرهم، ومنهم شيخ العريفي صالح الفوزان الذي وصف العريفي بانه صاحب هوي، وقال متهكماً من قصه نزول الملائكه باللهجه العاميه" يمكن شياطين جو وقالوا ذولا ملائكه"، مضيفاً: "لا شك ان اهل سوريا مظلومون لكن الملائكه ما ينزلون الا مع الرسل وقد ينزلون مع المؤمنين الصادقين لكن ما حد يراهم".
ومنهم القارئ الجميل المتّزن عادل الكلباني الذي قال: "ملائكه يقاتلون علي خيول بيض في سوريا، هل الشبيحه وجيش بشار قوي لدرجه ان الملائكه لم تقدر عليهم! يا بني ادم شغلوا مخكم شوي بس". واضاف الشيخ عادل متسائلاً: "وش معني الملائكه ما نزلت الا مع السوريين؟ ليش ما نزلت مع الليبيين والا كان الناتو يكفي". وعن احتجاج بعض متابعيه بنزول الملائكه يوم بدر قال الكلباني في تويتر: "الاحبه المعترضين يحتجون بنزول الملائكه يوم بدر ويحتجون بقدره الله وهل انكرنا ذلك؟ لكن ثمه سؤال هل يعرفون نزولاً للملائكه غير ذلك؟"، مضيفاً: "الملائكه تنزل للحسم بجنود لم تروها (هؤلاء راوها وصوروها) تعليق الناس بالكرامات وامور اخري لا تكفي التغريده لها".
وتابع الكلباني: "يقول الله: (ما ننزل الملائكه الا بالحق وما كانوا اذا منظرين) تاويله ان الملائكه لا تنزل الا بالرسالات او بالعذاب". انتهي كلام الشيخين.
واقسم لكم اني لم اكن انوي الكتابه عن تلك الكوارث العظمي والطوام الكبري، التي تصدر عن هذا الواعظ المتحذلق؛ ليقيني ان الناس في مجتمعنا اصبحوا -بفضل الانفتاح الاعلامي- علي درجه عاليه من الوعي، الذي يمنع عقولهم عن تصديق مثل هذه الخزعبلات، فلم تعد تنطلي علي الاسوياء منهم مثل هذه الاباطيل والخرافات والاختراعات التي يصنعها هؤلاء الوعاظ بحثاً عن الاضواء والشهره، التي يحققون من خلالها اهدافهم الشخصية التي لا تنتهي.
لم اكن انوي الكتابه في هذا الموضوع، لولا ان وسائل الاعلام طالعتنا بالكارثه الجديده، التي لا يمكن ان تمرّ مرور الكرام ابداً، حيث فاقت كلَّ سابقاتها، فقد نشرت صحيفه "الوئام" وغيرها من وسائل الاعلام بالامس خبراً وصف فيه الواعظ محمد العريفي الارهابيين بالمؤمنين ودعا للصلح معهم، حيث قال عبر حسابه في "تويتر" اليمن هي دار الايمان ولا يرضي مؤمن بما يقع فيها من قتال بين الجيش والقاعده، ودعا للمصالحه بين الطرفين مستدلاً بالايه الكريمه: { وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما{
لقد بلغ السيل الزبي يا قوم، ونتج عن السكوت التمادي، وهاهو هذا الداعيه الشهير يقف مع من اعلن العداء للدوله والمجتمع، وقتل بسكينه القذره مئات الابرياء من رجال امننا البواسل رحمهم الله.
ان وصفَ العناصر المسلحه من تنظيم القاعدة بالمؤمنين امرٌ خطير لا يمكن قبوله بتاتاً، وكذلك الدعوه الي المصالحه معهم. ان الاستشهاد بهذه الايه الكريمه في هذا السياق تعاطفٌ مرفوض، ينبغي علي جميع المهتمين بمحاربه الارهاب وتجفيف منابعه الالتفات له، وعلي راسهم حكومتنا الرشيده، التي بذلت الغالي والنفيس من اموالها وجهودها ودماء ابنائها للتصدي للقاعده واعمالها التخريبيه في هذا الوطن.
افيقوا افيقوا ايها الناس من سباتكم، وانتبهوا جيداً لهؤلاء الوعاظ وما يصدر عنهم، واعلموا ان التعاطف مع القاعده في اليمن او غيرها من الدول تعاطف مع القاعده الارهابيه في كلِّ مكان، فالجميع يعلم ان مخططاتها واحده مترابطه، وان اهداف جميع عناصرها مشتركه واضحه لكل عاقل، في كلِّ بقاع الارض.
اربطوا بين هذه الامور بهدوء:
1- رجل له شعبيه واسعه بين العامه الدهماء والرعاع.
2- يتعاطف مع الارهابيين ويصفهم بالمؤمنين علناً ويستشهد لذلك بالقران.
3- يدعو الي المصالحه مع عناصر تنظيم القاعده.
