• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

في الأحاديث الواردة في بعض أهل البيت كفاطمة وولديها (ع)

في الأحاديث الواردة في بعض أهل البيت
كفاطمة وولديها (ع)

الحديث الأول:
أخرج أبو بكر في الغيلانيات عن أبي أيوب: أن النبي (ص) قال: إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من بطنان العرش: يا أهل الجمع نكسوا رؤوسكم وغضّوا أبصاركم حتى تمر فاطمة بنت محمد على الصراط، فتمر مع سبعين ألف جارية من الحور العين كمر البرق.
الحديث الثاني:
أخرج أيضاً عن أبي هريرة: أن النبي (ص) قال: إذا كان يوم القيامة ينادي منادٍ من بطنان العرش: أيها الناس غضّوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة الجنة.
الحديث الثالث:
أخرج أحمد، والشيخان، وأبو داود، والترمذي، عن المسور بن مخرمة: أن رسول الله (ص) قال: إن بني هشام بن المغيرة استأذنوا أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن، ثم لا آذن إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم فإنما هي بضعة مني يريبني ما يريبها ويؤذيني ما يؤذيها.
الحديث الرابع:
أخرج الشيخان عن فاطمة: أن النبي (ص) قال لها: بأن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة، وأنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي وإنك أول أهل بيتي لحاقاً بي فاتقي الله واصبري فإنه نعم السلف أنا لك.
الحديث الخامس:
أخرج أحمد والترمذي والحاكم عن ابن الزبير: أن النبي (ص) قال: إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها وينصبني ما أنصبها.
الحديث السادس:
أخرج الشيخان عنها: أن النبي (ص) قال لها: يا فاطمة ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء المؤمنين؟(1).
الحديث السابع:
أخرج الترمذي والحاكم عن أُسامة بن زيد: أن النبي (ص) قال: أحبّ أهلي إليّ فاطمة.
الحديث الثامن:
أخرج الحاكم عن أبي سعد، أن النبي (ص) قال: فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة إلاّ مريم بنت عمران(2).
الحديث التاسع:
عن أبي هريرة: أن النبي (ص) قال لعلي: فاطمة أحبّ إليّ منك وأنت أعزّ عليّ منها.
الحديث العاشر:
أخرج أحمد والترمذي عن أبي سعيد والطبراني عن عمر، وعن علي وعن جابر وعن أبي هريرة وعن أُسامة بن زيد وعن البراء، وابن عدي عن ابن مسعود: أن النبي (ص) قال: الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة.
الحديث الحادي عشر:
أخرج ابن عساكر عن علي وعن ابن عمر، وابن ماجة، والحاكم عن ابن عمر، والطبراني عن قرة، وعن مالك بن الحويرث، والحاكم عن ابن مسعود: أن النبي (ص) قال: ابناي الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خيرٌ منهما.
الحديث الثاني عشر:
أخرج أحمد والترمذي والنسائي وابن حبان عن حذيفة: أن النبي (ص) قال له: أما رأيت العارض الذي عرض لي قبل ذلك هو ملك من الملائكة لم يهبط إلى الأرض قط قبل هذه الليلة استأذن ربّه عزّ وجلّ أن يسلّم عليَّ ويبشرني أنّ الحسن والحسين سيّدا أهل الجنّة وأنّ فاطمة سيّدة نساء الجنّة.
الحديث الثالث عشر:
أخرج الطبراني عن فاطمة: أن النبي (ص) قال: أما حسن فله هيبتي وسؤددي، وأما حسين فإنّ له جرأتي وجودي.
الحديث الرابع عشر:
أخرج الترمذي عن ابن عمر: أن النبي (ص) قال: إن الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا.
الحديث الخامس عشر:
أخرج ابن عدي وابن عساكر عن أبي بكرة: أن النبي (ص) قال: إن ابني هذين ريحانتاي من الدنيا.
الحديث السادس عشر:
أخرج الترمذي وابن حبان عن أسامة بن زيد: أن النبي (ص) قال: هذان ابناي وابنا ابنتي، اللهمّ إني أحبهما فأحبّهما وأحبّ من يحبهما.
الحديث السابع عشر:
أخرج أحمد وأصحاب السنن الأربعة وابن حبان والحاكم عن بريدة: أن النبي (ص) قال: صدق الله ورسوله(إنما أموالكم وأولادكم فتنة)(3) نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما.
الحديث الثامن عشر:
أخرج أبو داود عن المقدام بن معديكرب: أن النبي (ص) قال: هذا مني يعني الحسن، والحسين من علي(4).
الحديث التاسع عشر:
أخرج البخاري وأبو يعلى وابن حبان والطبراني والحاكم عن أبي سعيد: أن النبي (ص) قال: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة إلا ابنيْ الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن زكريّا(5)، وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من مريم.
الحديث العشرون:
أخرج أحمد وابن عساكر عن المقدام بن معديكرب: أن النبي (ص) قال: الحسن مني والحسين من علي(6).
الحديث الحادي والعشرون:
أخرج الطبراني عن عقبة بن عامر: أن النبي (ص) قال: الحسن والحسين سيفا العرش وليسا بمعلقين.
الحديث الثاني والعشرون:
أخرج أحمد والبخاري وأبو داود والترمذي والنسائي عن أبي بكرة: أن النبي (ص) قال: إن ابني هذا سيّد ولعلّ الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين، يعني الحسن(7).
الحديث الثالث والعشرون:
أخرج البخاري في الأدب المفرد، والترمذي وابن ماجة عن يعلى بن مرة: أن النبي (ص) قال: حسين منّي وأنا منه، أحبّ الله من أحبّ حسيناً، الحسن والحسين سبطان من الأسباط.
الحديث الرابع والعشرون:
أخرج الترمذي عن أنس: أن النبي (ص) قال: أحبّ أهل بيتي إليّ الحسن والحسين.
الحديث الخامس والعشرون:
أخرج أحمد وابن ماجة والحاكم عن أبي هريرة: أن النبي (ص) قال: من أحبّ الحسن والحسين فقد أحبّني ومن أبغضهما فقد أبغضني.
الحديث السادس والعشرون:
أخرج أبو يعلى عن جابر: أن رسول الله (ص) قال: من سرّه أن ينظر إلى سيّد شباب أهل الجنّة فلينظر إلى الحسن.
الحديث السابع والعشرون:
أخرج البغوي وعبد الغني في الإيضاح، عن سلمان رضي الله عنه: أن النبي (ص) قال: سمى هارون ابنيه شبراً وشبيراً وإني سميت ابني الحسن والحسين بما سمى به هارون ابنيه.
وأخرج ابن سعد عن عمران بن سليمان قال: الحسن والحسين اسمان من أسماء أهل الجنّة ما سميت العرب بهما في الجاهلية.
الحديث الثامن والعشرون:
أخرج ابن سعد والطبراني عن عائشة: أن النبي (ص) قال: أخبرني جبريل أن ابني الحسين يقتل بعدي بأرض ألطف وجاءني بهذه التربة فأخبرني أن فيها مضجعه.
الحديث التاسع والعشرون:
أخرج أبو داود والحاكم عن أم الفضل بنت الحرث: أن النبي (ص) قال: أتاني جبريل فأخبرني أن أمّتي ستقتل ابني هذا ـ يعني الحسين ـ وأتاني بتربة من تربة حمراء.
وأخرج أحمد: لقد دخل على البيت ملك لم يدخل عليّ قبلها فقال لي: إن ابنك هذا حسيناً مقتول، وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يُقتل بها، قال: فأخرج تربة حمراء.
الحديث الثلاثون:

في استشهاد الإمام الحسين (ع):
أخرج البغوي في معجمه من حديث أنس: أن النبي (ص) قال: استأذن ملك القطر ربّه أن يزورني فأذن له وكان في يوم أم سلمة فقال رسول الله (ص): يا أم سلمة احفظي علينا الباب لا يدخل أحد، فبينما هي على الباب إذ دخل الحسين فاقتحم فوثب على رسول الله (ص) فجعل رسول الله (ص) يلثمه ويقبّله، فقال له الملك: أتحبّه؟ قال: نعم، قال الملك: إن أمتك ستقتله وإن شئت أريك المكان الذي يقتل فيه، فأراه فجاء بسهلة أو تراب أحمر فأخذته أم سلمة فجعلته في ثوبها.
قال ثابت: كنا نقول أنها كربلاء.
وأخرجه أيضاً أبو حاتم في صحيحه.
وروى أحمد نحوه.
وروى عبد الرحمن بن حميد وابن أحمد نحوه أيضاً، لكن فيه: أن الملك جبريل، فإن صح فهما واقعتان.
وزاد الثاني أيضاً: أنه (ص) شمّها وقال: ريح كرب وبلاء، والسهلة بكسر أوله رمل خشن ليس بالدقاق الناعم.
وفي رواية الملا وابن أحمد في زيادة المسند ما قالت ثم ناولني كفاً من تراب أحمر، وقال: إن هذا من تربة الأرض التي يُقتل بها، فمتى صار دماً فاعلمي أنه قد قُتل، قالت أم سلمة: فوضعته في قارورة عندي وكنت أقول: إن يوماً يتحوّل فيه دماً ليوم عظيم.
وفي رواية عنها: فأصبته يوم قتل الحسين وقد صار دماً.
وفي أخرى: ثم قال ـ يعني جبريل ــ: ألا أريك تربة مقتله؟ فجاء بحصيات فجعلهنّ رسول الله (ص) في قارورة، قالت أم سلمة: فلمّا كانت ليلة قتل الحسين سمعتُ قائلاً يقول:
أيهــا القاتلون جـــهلاً حسيناً            ابشروا بالـــعذاب والتذليل
قد لعنتم على لسان ابن داود            ومــوسى وحامــل الإنجيل

قال: فبكت وفتحت القارورة فإذا الحصيات قد جرت دماً.
وأخرج ابن سعد عن الشعبي قال: مر علي (ع) بكربلاء عند مسيره إلى صفّين وحاذى نينوى ـ قرية على الفرات ـ فوقف وسأل عن اسم هذه الأرض فقيل: كربلاء، فبكى حتى بلّ الأرض من دموعه، ثم قال: دخلتُ على رسول الله (ص) وهو يبكي، فقلت: ما يبكيك؟ قال: كان عندي جبريل آنفاً وأخبرني إن ولدي الحسين يُقتل بشاطىء الفرات بموضع يقال له كربلاء، ثم قبض جبريل قبضة من تراب شمّني إياه فلم أملك عيني أن فاضتا.
ورواه أحمد مختصراً عن علي قال: دخلت على النبي (ص) الحديث.
وروى الملا: أنّ عليّاً مرّ بقبر الحسين فقال: هاهنا مناخ ركابهم، وهاهنا موضع رحالهم، وهاهنا مهراق دمائهم، فتية من آل محمد يُقتلون بهذه العرصة تبكي عليهم السماء والأرض.
وأخرج أيضاً: أنه (ص) كان له مشربة درجتها في حجرة عائشة يرقى إليها إذا أراد لقي جبريل، فرقى إليها وأمر عائشة أن لا يطلع عليها أحد، فرقى حسين ولم تعلم به، فقال جبريل: من هذا؟ قال: ابني، فأخذه رسول الله (ص) فجعله على فخذه، فقال جبريل: ستقتله أمتك، فقال (ص): ابني؟ قال: نعم، وإن شئت أخبرتك الأرض التي يُقتل فيها، فأشار جبريل بيده إلى الطفّ بالعراق فأخذ منها تربة حمراء، فأراه إياها وقال: هذه تربة مصرعه.
وأخرج الترمذي أن أم سلمة رأت النبي (ص) باكياً وبرأسه ولحيته التراب فسألته فقال: قتل الحسين آنفاً.
وكذلك رآه ابن عباس نصف النهار أشعثاً أغبراً بيده قارورة فيها دم يلتقطه، فسأله، فقال: دم الحسين وأصحابه لم أزل أتتبعه منذ اليوم فنظروا فوجدوه قد قتل في ذلك اليوم، فاستشهد الحسين كما قال له (ص) بكربلاء من أرض العراق بناحية الكوفة، ويعرف الموضع أيضاً بالطف، قتله سنان بن أنس النخعي، وقيل غيره، يوم الجمعة عاشر المحرّم سنة إحدى وستين، وله ستّ وخمسون سنة وأشهر، ولما قتلوه بعثوا برأسه إلى يزيد فنزلوا أول مرحلة فجعلوا يشربون بالرأس، فبينما هم كذلك إذ خرجت عليهم من الحائط يدٌ معها قلم من حديد فكتبت سطراً بدم:
أتــرجو أمــة قتلت حسيناً            شفاعة جده يـوم الحساب؟
فهربوا وتركوا الرأس.
أخرجه منصور بن عماد، وذكر غيره: أن هذا البيت وجد بحجر قبل مبعثه (ص) بثلاثمائة، وأنه مكتوب في كنيسة من أرض الروم لا يدري من كتبه.
وذكر أبو نعيم الحافظ في كتاب «دلائل النبوة» عن نصرة الأزدية أنها قالت: لما قُتِل الحسين بن عليّ أمطرت السماء دماً فأصبحنا وجبابنا وجرارنا مملوءة دماً.
وكذا روي في أحاديث غير هذه، ومما ظهر يوم قتله من الآيات أيضاً أن السماء اسودت اسوداداً عظيماً حتى رؤيت النجوم نهاراً ولم يرفع حجر إلاّ وُجِد تحته دمٌ عبيط(8).
وأخرج عثمان بن أبي شيبة: أن السماء مكثت بعد قتله سبعة أيام ترى على الحيطان كأنها ملاحف معصفرة من شدّة حمرتها وضربت الكواكب بعضها بعضاً.
ونقل ابن الجوزي عن ابن سيرين: أن الدنيا أظلمت ثلاثة أيام ثم ظهرت الحمرة في السماء.
وقال أبو سعيد: ما رفع حجر من الدنيا إلاّ وتحته دم عبيط ولقد مطرت السماء دماً بقي أثره في الثياب مدة حتى تقطعت.
وأخرج الثعلبي وأبو نعيم ما مر من أنهم مطروا دماً، زاد أبو نعيم: فأصبحنا وجبابنا وجرارنا مملوءة دماً.
وفي رواية: أنه مطر كالدم على البيوت والجدار بخراسان والشام والكوفة، وأنه لما جيء برأس الحسين إلى دار زياد سالت حيطانها دماً.
وأخرج الثعلبي: أن السماء بكت وبكاؤها حمرتها، وقال غيره: احمرّت آفاق السماء ستّة أشهر بعد قتله، ثم لازالت الحمرة تُرى بعد ذلك.
وإن ابن سيرين قال: أخبرنا أن الحمرة التي مع الشفق لم تكن قبل قتل الحسين.
وذكر ابن سعد: أن هذه الحمرة لم ترَ في السماء قبل قتله.
قال ابن الجوزي: وحكمته أن غضباً يؤثر حمرة الوجه والحق تنزه عن الجسيمة، فأظهر تأثير غضبه على من قتل الحسين بحمرة الأُفق إظهاراً لعظم الجناية، قال: وأنين عباس وهو مأسورٌ ببدر منع النبي (ص) النوم، فكيف بأنين الحسين؟ ولما أسلم وحشي قاتل حمزة قال له النبي (ص): غيّب وجهك عني فإني لا أحبّ أن أرى من قتل الأحبّة، قال: وهذا والإسلام يجبّ ما قبله، فكيف بقلبه (ص) أن يرى من ذبح الحسين وأمر بقتله وحمل أهله على أقتاب الجمال(9).
وما مر من أنه لم ترفع حجر في الشام أو الدنيا إلا رؤي تحته دم عبيط، وقع يوم قتل علي أيضاً كما أشار إليه البيهقي بأنه حكى عن الزهري أنه قدم الشام يريد الغزو، فدخل على عبد الملك فأخبره أنه يوم قتل علي لم يرفع حجر من بيت المقدس إلا وجد تحته دم ثم قال له: من لم يعرف هذا غيري وغيرك فلا تخبر به، قال: فما أخبرت به إلا بعد موته.
وحكي عنه أيضاً: أن غير عبد الملك أخبر بذلك أيضاً.
قال البيهقي: والذي صح عنه أن ذلك حين قتل الحسين، ولعله وجد عند قتلهما جميعاً، انتهى.
وأخرج أبو الشيخ: أن جمعاً تذاكروا أنه ما من أحد أعان على قتل الحسين إلا أصابه بلاء قبل أن يموت، فقال شيخ: أنا أعنت وما أصابني شيء، فقام ليصلح السراج فأخذته النار، فجعل ينادي: النار النار وانغمس في الفرات، ومع ذلك فلم يزل به حتى مات.
وأخرج منصور بن عمار: أن بعضهم ابتلى بالعطش، وكان يشرب راوية ولا يروى.
ونقل سبط ابن الجوزي عن السدّي: أنه أضافه رجل بكربلاء فتذاكروا أنه ما تشارك أحد في دم الحسين إلا مات أقبح موتة، فكذّب المضيف بذلك وقال إنه ممن حضر، فقام آخر الليل يصلح السراج فوثبت النار في جسده فأحرقته، قال السدي: فأنا رأيته والله كأنّ حممة.
وعن الزهري: لم يبقَ ممن قتله إلا من عوقب في الدنيا إما بقتل أو عمى أو سواد الوجه أو زوال الملك في مدة يسيرة.
وحكى سبط ابن الجوزي عن الواقدي: أن شيخاً حضر قتله فقط فعمي، فسئل عن سببه، فقال: إنه رأى النبي (ص) حاسراً عن ذراعيه وبيده سيف وبين يديه نطع، ورأى عشرة من قاتلي الحسين مذبوحين بين يديه، ثم لعنه بتكثيره سوادهم ثم أكحله بمرود من دم الحسين فأصبح أعمى.
وأخرج أيضاً: أن شخصاً منهم علّق في لبب فرسه رأس الحسين بن علي فرؤي بعد أيام ووجهه أشدّ سواداً من القار، فقيل له: إنك كنت أنضر العرب وجهاً! فقال: ما مرّت عليّ ليلة حين حملتُ تلك الرأس إلا واثنان يأخذان بضبعي ثم ينتهيان بي إلى نار تأجج فيدفعاني فيها وأنا أنكص فتسفعني كما ترى، ثم مات على أقبح حالة.
وأخرج أيضاً أن شيخاً رأى النبي (ص) في النوم وبين يديه طشت فيها دم، والناس يعرضون عليه فيلطخهم حتى انتهيت إليه فقلت: ما حضرت، فقال لي: هويت! فأومأ إليّ بإصبعه فأصبحت أعمى.
ومرّ أنّ أحمد روى: أن شخصاً قال: قتل الله الفاسق ابن الفاسق الحسين، فرماه الله بكوكبين في عينيه فعمي.
وذكر البارزي عن المنصور: أنه رأى رجلاً بالشام وجهه وجه خنزير فسأله، فقال: أنه كان يلعن علياً كل يوم ألف مرة، وفي الجمعة أربعة آلاف مرة وأولاده معه، فرأيت النبي (ص) وذكر مناماً طويلاً من جملته: أن الحسن شكاه إليه فلعنه فصار موضع بصاقه خنزيراً وصار آية للناس.
وأخرج الملا عن أم سلمة: أنها سمعت نوح الجنّ على الحسين.
وابن سعد عنها: أنها بكت عليه حتى أغشي عليها.
وروى البخاري في صحيحه والترمذي عن ابن عمر: أنه سأل رجل عن دم البعوض طاهر أو لا؟ فقال له: ممن أنت؟ قال: من أهل العراق، فقال: انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن النبي (ص)، وقد سمعت النبي (ص) يقول: هما ريحانتاي من الدنيا.
وسبب مخرجه: أنّ يزيد لما استخلف سنة ستين أرسل لعامله بالمدينة أن يأخذ له البيعة على الحسين، ففرّ لمكة خوفاً على نفسه فسمع به أهل الكوفة، فأرسلوا إليه أن يأتيهم ليبايعوه ويمحو عنهم ما هم فيه من الجور، فنهاه ابن عباس وبيّن له غدرهم وقتلهم لأبيه، وخذلانهم لأخيه، فأبى فنهاه أن لا يذهب بأهله فأبى، فبكى أبن عباس وقال: واحبيباه، وقال له ابن عمر نحو ذلك، فأبى، فبكى ابن عمر وقبّل ما بين عينيه وقال: أستودعك الله من قتيل، ونهاه ابن الزبير أيضاً فقال له: حدَّثني أبي أن لمكة كبشاً به يستحلّ حرمتها، فما أُحبّ أن أكون أنا ذلك الكبش.
ولما بلغ مسيره أخاه محمد بن الحنفية كان بين يديه طشت يتوضّأ فيه فبكى حتى ملأه من دموعه، ولم يبق بمكة إلا من حزن لمسيره، وقدّم أمامه مسلم بن عقيل فبايعه من أهل الكوفة اثنا عشر ألفاً، وقيل: أكثر من ذلك، وأمر يزيد ابنَ زياد فجاء إليه وقتله وأرسل برأسه إليه فشكره وحذره من الحسين، ورأى الحسين في مسيره الفرزدق فقال له: بيّن لي خبر الناس، فقال: أجل على الخبير سقطت يا ابن رسول الله (ص)، قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية والقضاء ينزل من السماء، والله يفعل ما يشاء.
وسار الحسين وهو غير عالم(10) بما جرى لمسلم حتى كان على ثلاث من القادسية تلقاه بالخبر ابن يزيد التميمي فقال له: ارجع فما تركت لك خلفي خيراً ترجوه، وأخبره الخبر وقدوم ابن زياد واستعداده له فهمّ بالرجوع(11)، فقال أخو مسلم: والله لا نرجع حتى نصيب بثأرنا أو نقتل، فقال: لا خير في الحياة بعدكم، ثم سار فلقيه أوائل خيل ابن زياد فعدل إلى كربلاء ثامن المحرم سنة إحدى وستين، وكان لما شارف الكوفة سمع به أميرها عبيد الله بن زياد فجهز إليه عشرين ألف مقاتل، فلمّا وصلوا إليه التمسوا منه نزوله على حكم ابن زياد وبيعته ليزيد فأبى فقاتلوه، وكان أكثر الخارجين لقتاله كاتبوه وبايعوه، ثم لما جاءهم أخلفوه وفرّوا عنه إلى أعدائه إيثاراً للسحت العاجل على الخير الآجل، فحارب أولئك العدد الكثير ومعه من إخوته وأهله نيف وثمانون نفساً فثبت في ذلك الموقف ثباتاً باهراً مع كثرة أعدائه وعددهم ووصول سهامهم ورماحهم إليه، ولما حمل عليهم وسيفه مصلت في يده أنشد يقول:
أنا ابن علــيّ الخير من آل هاشم            كفاني بهذا فخــــراً حين أفـخـــــر
وجدّي رسول الله أكرم من مشى            ونحن سراج الله في الناس يزهـر
وفاطمة أمــــي سلالـــــة أحمـــد            وعمـــّي يدعى ذا الجناحين جعفـر
وفينا كتـــــــــاب الله أُنزل صادقاً            وفينا الهدى والوحي والخير يذكر

ولولا ما كادوه به من أنهم حالوا بينه وبين الماء لم يقدروا عليه، إذ هو الشجاع القرم الذي لا يزول ولا يتحوّل، ولمّا منعوه وأصحابه الماءَ ثلاثاً قال له بعضهم: انظر إليه كأنه كبد السماء لا تذوق منه قطرة حتى تموت عطشاً، فقال له الحسين: اللهمّ اقتله عطشاً فلم يروَ مع كثرة شربه للماء حتى مات عطشاً.
ودعا الحسين بماء ليشربه فحال رجل بينه وبينه بسهم ضربه فأصاب حنكه فقال: اللهمّ أظمئه، فصار يصيح. الحر في بطنه والبرد في ظهره، وبين يديه الثلج والمراوح وخلفه الكافور وهو يصيح العطش فيؤتى بسويق وماء ولبن لو شربه خمسة لكفاهم فيشربه ثم يصيح فيسقى كذلك إلى أن انقدّ بطنه. ولما استحر القتل بأهله ـ فإنهم لازالوا يقتلون منهم واحداً بعد واحد حتى قتلوا ما يزيد على الخمسين ـ صاح الحسين: أما ذابّ يذبّ عن حريم رسول الله (ص)، فحينئذ خرج حر بن يزيد بن الحرث الرياحي من عسكر أعدائه راكباً فرسه، وقال: يا ابن رسول الله لئن كنت أول من خرج عليك فإنني الآن من حزبك، لعلّي بذلك أنال شفاعة جدّك، ثم قاتل بين يديه حتى قتل، فلما فني أصحابه وبقي بمفرده حمل عليهم وقتل كثيراً من شجعانهم، فحمل عليه جمع كثيرون منهم حالوا بينه وبين حريمه، فصاح كفّوا سفهاءكم عن الأطفال والنساء فكفوا، ثم لم يزل يقاتلهم إلى أن أثخنوه بالجراح وسقط إلى الأرض، فحزوا رأسه يوم عاشوراء عام أحد وستين ولمّا وضعت بين يدي عبيد الله بن زياد أنشد قاتله:
املأ ركــــابي فضــــة وذهبـــا            فقد قتلت المـــــلك المــحجّبا
ومن يصلي القبلتين في الصبا            وخيرَهم إذ يــذكرون النسبـا

قتلت خيــر الناس أمــاً وأبا
فغضب ابن زياد من قوله وقال: إذا علمت ذلك فلم قتلته؟ والله لا نلت مني خيراً ولألحقنّك به ثم ضرب عنقه. وقتل معه من إخوته وبني أخيه الحسن ومن أولاد جعفر وعقيل تسعة عشر رجلاً، وقيل: أحد وعشرون.
قال الحسن البصري: ما كان على وجه الأرض يومئذ لهم شبيه. ولما حملت رأسه لابن زياد جعله في طشت وجعل يضرب ثناياه بقضيب ويقول به في أنفه، ويقول ما رأيت مثل هذا حسناً، إن كان لحسن الثغر. وكان عنده أنس، فبكى وقال: كان أشبههم برسول الله (ص)، رواه الترمذي وغيره.
وروى ابن أبي الدنيا أنه كان عنده زيد بن أرقم فقال له: ارفع قضيبك فوالله لطالما رأيت رسول الله (ص) يقبّل ما بين هاتين الشفتين، ثم جعل زيد يبكي، فقال ابن زياد: أبكى الله عينيك لولا أنك شيخ قد خرفت لضربت عنقك، فنهض وهو يقول: أيها الناس أنتم العبيد بعد اليوم، قتلتم ابن فاطمة وأمّرتُم ابن مرجانة، والله ليقتلنّ خياركم ويستعبدنّ شراركم، فبعداً لمن رضي بالذلّة والعار، ثم قال: يا ابن زياد! لأُحدّثنك بما هو أغيظ عليك من هذا: رأيت رسول الله (ص) أقعد حسناً على فخذه اليمنى وحُسَيناً على اليسرى ثم وضع يده على يافوخهما ثم قال: اللهمّ إني أستودعك إيّاهما وصالح المؤمنين، فكيف كانت وديعة النبي (ص) عندك يا ابن زياد؟
وقد انتقم الله من ابن زياد هذا، فقد صح عند الترمذي: أنه لما جيء برأسه ونصب في المسجد مع رؤوس أصحابه جاءت حيّة فتخلّلت الرؤوس حتى دخلت في منخره، فمكثت هنيهة ثم خرجت ثم جاءت ففعلت كذلك مرتين أو ثلاثاً وكان نصبها في محل نصبه لرأس الحسين، وفاعل ذلك هو المختار بن أبي عبيد، تبعه طائفة من الشيعة ندموا على خذلانهم الحسين وأرادوا غسل العار عنهم، ففرقة منهم تبعت المختار، فملكوا الكوفة وقتلوا الستّة آلاف الذين قاتلوا الحسين أقبح قتلات، وقتل رئيسهم عمر بن سعد، وخصّ شمر قاتل الحسين ـ على قول ـ بمزيد نكال وأوطؤوا الخيل صدره وظهره، لأنه فعل ذلك بالحسين وشكر الناس للمختار ذلك.
ولما نزل ابن زياد الموصل في ثلاثين ألفاً جهّز له المختار سنة تسع وستّين طائفة قتلوه هو وأصحابه على الفرات يوم عاشوراء، وبعث برؤوسهم للمختار فنصبت في المحل الذي نصب فيه رأس الحسين، ثم حوّلت إلى ما مر حتى دخلتها تلك الحية.
ومن عجيب الاتفاق: قول عبد الملك بن عمير: دخلت قصر الإمارة بالكوفة على ابن زياد والناس عنده سماطان ورأس الحسين (ع) على ترس عن يمينه، ثم دخلت على المختار فيه فوجدتُ رأس ابن زياد وعنده الناس كذلك، ثم دخلتُ على مصعب بن الزبير فبه فوجدت رأس المختار عنده كذلك، ثم دخلت على عبد الملك بن مروان فوجدتُ رأس مصعب كذلك، فأخبرته بذلك فقال: لا أراك الله الخامس ثم أمر بهدمه.
ولما أنزل ابن زياد رأس الحسين وأصحابه جهّزها مع سبايا آل الحسين إلى يزيد، فلمّا وصلت إليه قيل أنه ترحّم عليه وتنكر لابن زياد وأرسل برأسه وبقية بنيه إلى المدينة.
وقال سبط ابن الجوزي وغيره: المشهور أنه جمع أهل الشام وجعل ينكت الرأس بالخيزران، وجُمع بأنه أظهر الأول وأخفى الثاني، بقرينة أنه بالغ في رفعة ابن زياد حتى أدخله على نسائه.
قال ابن الجوزي: وليس العجب إلا من ضرب يزيد ثنايا الحسين بالقضيب(12)، وحمل آل النبي (ص) على أقتاب الجمال ـ أي موثقين في الحبال والنساء مكشفات الرؤوس والوجوه ـ وذكر أشياء من قبيح فعله.
وقيل: بل كانت الرأس في خزانته(13) لأن سليمان بن عبد الملك رأى النبي (ص) في المنام يرطفه ويبشره، فسأل الحسن البصري عن ذلك فقال: لعلّك صنعت إلى آله معروفاً؟ قال: نعم، وجدت رأس الحسين في خزانة يزيد فكسوته خمسة أثواب وصلّيت عليه مع جماعة من أصحابي وقبرته، فقال له الحسن: هو ذلك سبب رضاه (ص) عليك، فأمر سليمان للحسن بجائزة سنيّة.
ولما فعل يزيد برأس الحسين ما مر كان عنده رسول قيصر فقال متعجباً: إنّ عندنا في بعض الجزائر في دير حافر حمار عيسى، فنحن نحجّ إليه كلّ عام من الأقطار وننذر النذور ونعظمه كما تعظّمون كعبتكم، فأشهد أنكم على باطل.
وقال ذمّي آخر: بيني وبين داود سبعون أباً، وإن اليهود تعظّمني وتحترمني وأنتم قتلتم ابن نبيّكم؟
ولما كانت الحرس على الرأس كلما نزلوا منزلاً وضعوه على رمح وحرسوه فرآه راهب في دير فسأل عنه فعرفوه به فقال: بئس القوم أنتم هل لكم في عشرة آلاف دينار ويبيت الرأس عندي هذه الليلة؟ قالوا: نعم، فأخذه وغسله وطيّبه ووضعه على فخذه، وقعد يبكي إلى الصبح ثم أسلم، لأنه رأى نوراً ساطعاً من الرأس إلى السماء، ثم خرج عن الدير وما فيه وصار يخدم أهل البيت، وكان مع أولئك الحرس دنانير أخذوها من عسكر الحسين ففتحوا أكياسها ليقتسموها فرأوها خزفاً وعلى أحد جانبي كل منها: (ولا تـــحسبنّ الـــله غافلاً عمّا يعمل الظـــــالمون)(14) ، وعلى الآخر: (وسيعلم الذين ظَلموا أيّ منقلب ينقلبون)(15).
وسيق حريم الحسين إلى الكوفة كالأُسارى، فبكى أهل الكوفة، فجعل زين العابدين بن الحسين يقول: ألا إنّ هؤلاء يبكون من أجلنا فمن ذا الذي قتلنا؟
وأخرج الحاكم من طرق متعددة أنه (ص) قال: قال جبريل: قال الله تعالى: إني قتلت بدم يحيى بن زكريا سبعين ألفاً وإني قاتل بدم الحسين سبعين ألفاً وقتل هذه العدة بسببه لا يستلزم أنّها كعدد عدة المقاتلين له، فإن فتنته أفضت إلى تعصبات ومقاتلات تفي بذلك.



1 ـ بل سيّدة نساء العالمين.

2ـ في الصحيح: أنّ مريم بنت عمران سيّدة نساء عالمها، وفاطمة (ع) سيّدة نساء العالَمين من الأوّلين والآخرين، وهو يقتضي أن تكون (ع) سيّدة نساء أهل الجنّة بلا استثناء، كما مرّ في الحديث الخامس

عشر من الفصل الثاني عن رسول الله (ص): بأنّ فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة، وليس فيه استثناء، ويأتي أيضاً في الحديث الثاني عشر من هذا الفصل أيضاً بلا استثناء.

3ـ التغابن: 15.

4ـ وصف الكتاب العزيز الحسن والحسين (ع) بأنهما أبناء رسول الله (ص) وذلك في آية المباهلة: (وأبناءَنا وأبناءَكم) «آل عمران: 61» ومرّت أحاديث في الفصل الثاني تؤكّد وتصرّح بذلك، فلا ينبغي إلاّ التسوية بينهما (ع) بأنّهما أبناء الرسول من صلب علي (ع)، إضافة إلى ما سيأتي في الحديث الثالث والعشرين من هذا الفصل، فإنّ فيه مزيد بيان لما قلناه.

5ـ الصحيح هو ما مرّ من الأحاديث في هذا الفصل القائلة بأنهما (ع) سيّدا شباب أهل الجنّة بلا استثناء، وكذلك بالنسبة إلى أمّهما فاطمة (ع).

6ـ مضت الإشارة إلى ما فيه، وذلك في الحديث الثامن عشر.

7ـ مرّ في الفصل الثاني من فضائل الحسن (ع) وفي الحديث الثاني منه توضيح لذلك، فليراجع.

8ـ الدم العبيط: الطري غير النضيج.

9ـ وكيف بقلبه (ص) وهو يرى ما جرى على أهل بيته من علي وفاطمة والحسن (ع)؟

10ـ أي: لم يصله (ع) خبر ما جرى على مسلم، وإلاّ فقد سبق في الحديث 28 و29 و30 من هذا الفصل، بأنّ جبرائيل وغيره من الملائكة المقرّبين أخبروا رسول الله (ص) بواقعة الطف وكل جزئياتها،

وهو(ص) أخبر بها أهل بيته وذويه عامة، والحسين (ع) خاصّة.

11ـ إن صحّ الخبر فهو همّ ظاهري لاختبار أصحابه، وشدّ عزمهم على الشهادة، وإلاّ فهو(ع) كان على بصيرة من أمره، مصمّماً في عزمه، موطّناً نفسه على لقاء الله تعالى بالشهادة في سبيله.

12ـ ليس العجب من يزيد أليس هو الذي كان في حين ضربه ثنايا أبي عبد الله الحسين (ع) يردّده شعر ابن الربعري ويقول:

ليت أشياخــــي ببـدر شهدوا            جـزع الـخزرج من وقــع الأسل

فــــأهلّوا واستهلّوا فــــــرحاً            ثــم قالــــوا يـــــا يزيــد لا تشل

قد قتلنا القرم من ساداتهــــم            وعـــــدلنـــاه ببــــدر فــــاعتدل

لعبت هاشم بـــالمــــلك فـــلا            خـبر جاء ولا وحـــــــي نــــزل

لست من خندف إن لـم أنتقم            مـن بني أحمد ما كــــان فعل!!

13ـ في الصحيح: أنّ الإمام زين العابدين علي بن الحسين (ع) ألحق الرأس الشريف بالجسد الطاهر ودفنه معه في كربلاء.

14ـ إبراهيم: 42.

15ـ الشعراء: 227.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page