• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

ما أسنده إليه من لاث به وبخع له

ـ 4 ـ
ما أسنده إليه من لاث به وبخع له

هؤلاء شيعة أهل البيت عليهم السلام لا يشك أحد منهم في إيمان أبي طالب عليه السلام ويرونه في أسمى مراقيه وعلى صهوته العليا آخذين ذلك يداً عن يد حتى ينتهي الدور إلى الصحابة منهم والتابعين لهم بإحسان، ومذعنين في ذلك بنصوص أئمتهم عليهم السلام بعد ما ثبت عن جدهم الأقدس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال المعلم الاكبر شيخنا المفيد في أوائل المقالات (1) (ص 45): أتفقت الإمامية على ان آباء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من لدن آدم إلى عبد الله مؤمنون بالله عز وجل موحدون. إلى أن قال: وأجمعوا على أن عمه ابا طالب مات مؤمناً، وأن آمنة بنت وهب كانت على التوحيد إلخ.
وقال شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي في التبيان (2) (2 / 398): عن أبي عبد الله وأبي جعفر عليه السلام أن أبا طالب كان مسلماً، وعليه إجماع الإمامية لا يختلفون فيه، ولها على ذلك أدلة قاطعة موجبة للعلم.
وقال شيخنا الطبرسي في مجمع البيان (3) (2 / 287): قد ثبت إجماع أهل البيت على إيمان أبي طالب وإجماعهم حجة؛ لأنهم أحد الثقلين اللذين مر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالتمسك بهما بقوله: «إن تمسكتم بهما لن تضلوا».
وقال سيدنا ابن معد الفخار: لقد كان يكفينا من الاستدلال على إيمان أبي طالب عليه السلام إجماع أهل بيت رسول الله صلى الله هليه وآله وسلم وعليهم أجمعين وعلماء شيعتهم على إسلمه واتفاقهم على إيمانه، ولو لم يرد عنه من الأفعال التي لا يفعلها إلا المؤمنون،
والأقوال التي لا يقولها إلا المسلمون، ما يشهد له بصحة الإسلام وتحقيق الإيمان، إذ كان إجماعهم حجة يعتمد عليها ودلالة يصمد ليها، كتاب الحجة (4) (ص 13).
وقال شيخنا الفتال في روضة الواعظين (5) (ص 120): أعلم أن الطائفة المحقة قد أجمعت على أن أبا طالب، وعبد الله بن عبد المطلب، وآمنة بنت وهب، كانوا مؤمنين وإجماعهم حجة.
وقال سيدنا الحجة ابن طاووس في الطرائف (6) (ص84): إنني وجدت علماء هذه العترة مجمعين على إيمان أبي طالب. وقل (7) في (ص 87): لا ريب أن العترة أعرف بباطن أبي طالب من الأجانب، وشيعة أهل البيت عليهم السلام مجمعون على ذلك، ولهم فيه مصنفات، وما رأينا ولا سمعنا أن مسلماً أحوجوا فيه إلى مثل ما أحوجوا في إيمان أبي طالب، والذي نعرفه منهم أنهم يثبتون إيمان الكافر بأدنى سبب وبأدنى خبر واحد وبالتلويح، وقد بلغت عدواتهم لبني هاشم إلى إنكار ايمان أي طالب مع ثبوت ذلك عليه بالحجج الثواقب، إن هذا من جملة العجائب.
وقال ابن أبي الحديد في شرحه (8) (3 / 311): اختلف الناس في إيمان أبي طالب؛ فقالت الإمامية وأكثر الزيدية: ما مات إلا مسلماً، وقال بعض شيوخنا المعتزلة بذلك؛ منهم الشيخ أبو القاسم البلخي وأبو جعفر الإسكافي وغيرهما.
وقال العلامة المجلسي في البحار (9) (9 / 29): قد أجمعت الشيعة على إسلامه وأنه قد آمن بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في أول الأمر، ولم يعبد صنماً قط بل كان من أوصياء إبراهيم عليه السلام واشتهر إسلامه من مذهب الشيعة حتى إن المخالفين كلهم نسبوا ذلك إليهم وتواترت الأخبار من طرق الخاصة والعامة في ذلك، وصنف كثير من علمائنا ومحدثينا كتاباً مفرداً (10) في ذلك كما لا يخفى على من تتبع كتب الرجال  ومستند هذا الإجماعات إنما هو ما جاء به رجالات بيت الوحي في سيد الأبطح، وإليك أربعون حديثاً:
1 ـ أخرج شيخنا أبو علي الفتال وغيره عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: «نزل جبرئيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول: إني قد حرمت النار على صلب أنزلك، وبطن حملك، وحجر كفلك. فالصلب صلب أبيه عبد الله بن عبد المطلب، والبطن الذي حملك آمنة بنت وهب، وأما حجر كفلك فحجر أبي طالب». وزاد في رواية: «وفاطمة بنت أسسد» (11). ورضة الواعظين (12) (ص 121).
راجع (13) الكافي لثقة الإسلام الكليني (ص 242)، معاني الأخبار للصدوق، كتاب الحجة للسيد فخار بن معد (ص 8)، ورواه شيخنا المفسر الكبير أبو الفتوح الرازي في تفسيره (4 / 210) ولفظه: «إن الله عز وجل حرم على النار صلباً أنزلك، وبطناً حملك، وثديً أرضعك، وحجرا كفلك».
2 ـ عن أمير المؤمنين قال: قال رسول الله صل الله عليه وآله وسلم: «هبط علي جبرئيل فقال لي: يا محمد إن الله عز وجل مشفعك في ستة: بطن حملتك آمنة بنت وهب، وصلب أنزلك عبد الله بن عبد المطلب، وحجر كفلك أبو طالب، وبيت آواك عبد المطلب، وأخ كان لك في الجاهلية، وثدي رضعك حليمة بنت ابي ذؤيب».
رواه السيد فخار بن معد في كتاب الحجة (14) (ص 8).
3 ـ روى شيخنا المعلم الأكبر الشيخ المفيد بإسناد يرفعه قال: لما مات أبو طالب أتى أمير المؤمنين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فآذنه بموته فتوجع توجعاً عظيماً وحزن حزناً شديداً ثم قال لأمير المؤمنين عليه السلام: «إمض يا علي فتول أمره، وتول غسله وتحنيطه وتكفينه؛ فإذا رفعته على سريره فإعلمني». ففعل ذلك امير المؤمنين عليه السلام، فلما رفعه على السرير اعترضه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرق وتحزن، وقال: «وصلتك رحم وجزيت خيراً يا عم، فلقد ربيت وكفلت صغيراً، ونصرت وآزرت كبيراً»، ثم أقبل على الناس وقال: «أم والله لأشفعن لعمي شفاعة يعجب بها أهل الثقلين».
وفي لفظ شيخنا الصدوق: «يا عم كفلت يتيماً، وربيت صغيراً، ونصرت كبيراً فجزاك الله عني خيراً» (15).
راجع (16): تفسير علي بن إبراهيم (ص 355)، أمالي ابن بابويه الصدوق، الفصول المختارة لسيدنا الشريف المرتضى (ص 80)، الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب (ص 67)، بحار الأنوار (9 / 15)، الدرجات الرفيعة لسيدنا الشيرازي، ضياء العالمين.
4 ـ عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ما ترجو لأبي طالب؟ فقال: (0كل الخير أرجو من ربي عز وجل».
كتاب الحجة (17) (ص 15)، الدرجات الرفيعة (18). راجع ما أسلفناه (ص 373).
5-عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لعقيل بن أبي طالب" «أنا أحبك يا عقيل حبين: حباً لك وحباً لأبي طالب لأنه كان يحبك» (19).
علل الشرئع لشيخنا الصدوق، الحجة (ص 34)، بحار الأنوار (9 / 16) (20).
6 ـ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لو قمت المقام المحمود لشفعت في أبي وأمي وعمي وأخ {كان} (21) لي مواخياً في الجاهلية». تفسير علي بن إبراهيم (ص 355، 490)، تفسير البرهان (22) (3 / 794). راجع ما أسلفناه في صفحة (378).

7 ـ عن الإمام السبط الحسين بن علي عن والده أمير المؤمنين أنه كان جالساً في الرحبة والناس حوله فقام إليه رجل فقال له: يا أمير المؤمنين إنك بالمكان الذي أنزلك الله وأبوك معذب في النار، فثقال له: «مه فض الله فاك، والذي بعث محمداً بالحق نبياً لو شفع أبي في كل مذنب على وجه الأرض لشفعه الله، أبي معذب في النار وابنه قسيم الجنة والنار؟ والذي بعث محمداً بالحق إن نور أبي طالب يوم القيامة ليطفئ أنوار الخلائق إلا خمسة أنوار: نور محمد ونور فاطمة ونور الحسن والحسين ونورولده من الأئمة، ألا إن نوره من نورنا، خلقه الله من قبل خلق آدم بألفي عام».المناقب المائة للشيخ أبي الحسن بن شاذان (23)، كنز الفوائد للكراجكي (ص 80)، أمالي ابن الشيخ (ص 192)، احتجاج الطبرسي كما في البحار، تفسير أبي الفتوح (4 / 211)، الحجة (ص 15)، الدرجات الرفيعة، بحار الأنوار (9 / 15)، ضياء العالمين، تفسير البرهان (3 / 794) (24).
8 ـ عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام إنه قال: «والله ما عبد أبي ولا جدي عبد المطلب ولا هاشم ولا عبد مناف صنماً قط»: قيل له: فما كانوا يعبدون؟ قال: «كانوا يصلون إلى لبيت على دين إبراهيم عليه السلام متمسكين به».
رواه (25) شيخنا الصدوق بإسناده في كمال الدين (ص 104)، والشيخ أبو الفتوح في تفسيره (4 / 210)، والسيد في البرهان (3 / 795).
9 ـ عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: قال علي عليه السلام: «إن أبي حين حضره الموت شهده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبرني عنه بشيء خير لي من الدنيا وما فيها».
رواه بإسناده السيد فخار بن معد في كتاب الحجة (26) (ص 23)، وذكره الفتوني في ضياء العالمين.
10 ـ عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «ما مات أبو طالب حتى أعطى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من نفسه الرضا» تفسير علي بن إبراهيم (ص 355)، كتاب الحجة (ص 23)، الدرجات
الرفيعة، ضياء العالمين (27).
11 ـ عن الشعبي يرفعه عن أمير المؤمنين أنه قال: كان والله أبو طالب عبد مناف بن عبد المطلب مؤمناً مسلماً يكتم إيمانه مخافةً على بني هاشم أن تنابذها قريش. قال أبو علي الموضح: ولأمير المؤمنين في أبيه يرثيه:
أبا طالبٍ المستجير * وغيث المحول ونور الظلم
لقد هد فقدك أهل الحفاظ * فصلى عليك ولي النعم
ولقاك ربك رضوانه * فقد كنت للمصطفى خير عم (28)

كتاب الحجة (29) (ص 24).
12 ـ عن الأصبغ بن نباته قال: سمعت أمير المؤمنين علياً عليه السلام يقول: مر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنفر من قريش وقد نحروا جزوراً وكانوا يسمونها الفهيرة ويذبحونها على النصف فلم يسلم عليهم، فلما انتهى إلى دار الندوة قالوا: يمر بنا يتيم أبي طالب فلا يسلم علينا، فأيكم يأتيه فيفسد عليه مصلاه؟ فقال عبد الله بن الزبعرى السهمي: أنا أفعل؛ فأخذ الفرث والدم، فانتهى به إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو ساجد فملأ به ثيابه ومظاهره، فانصرف النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى أتى عمه ابا طالب فقال: «يا عم من أنا؟» فقال: ولم يا بن أخي؟ فقص عليه القصة فقال: وأين تركتهم؟ فقال: «بالأبطح» فنادى في قومه: يا آل عبد المطلب يا آل هاشم يا آل عبد مناف، فأقبلوا إليه من كل مكان ملبين، فقال: كم أنتم؟ قالوا: نحن أربعون، قال: خذوا سلاحكم. فأخذوا سلاحهم وانطلق بهم انتهى إلى أولئك النفر، فلما رأوه أرادوا أن يتفرقوا، فقال لهم: ورب هذه البنية لا يقومن منكم أحد إلا جللته بالسيف. ثم أتى إلى صفاة كانت بالأبطح فضربها ثلاث ضربات حتى قطعها ثلاثة أفهار (30) ثم قال: يا محمد سألتني من أنت؟ ثم أنشأ يقول ويومي بيده إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
أنت النبي محمد * قرم أعز مسود
إلى آخر ما مر في (ص 336) ثم قال: يا محمد أيهم الفاعل بك؟ فأشار النبي صلى الله عليه وآله وسلم الى عبد الله بن الزبعرى السهمي الشاعر، فدعاه أبو طالب فوجأ أنفه حتى أدماها. ثم امر بالفرث والدم فأمر على رؤوس الملأ كلهم ثم قال: يا بن أخ أرضيت؟ ثم قال: سألتني من أنت؟ أنت محمد بن عبد الله، ثم نسبه إلى آدم عليه السلام ثم قال: أنت والله أشرفهم حسباً، وأرفعهم منصباً، يا معشر قريش من شاء منكم أن يتحرك فليفعل؛ أنا الذي تعرفوني (31).
رواه (32) السيد ابن معد في الحجة (ص 106)، وذكر لدة هذه القضية الصفوري في نزهة المجلس (2 / 122) وفي طبع (ص 91)، وابن حجة الحموي في ثمرات الأوراق بهامش المستطرف (ص 2 / 3) نقلاً عن كتاب الأعلام للقرطبي.
13 ـ ذكر ابن فياض في كتابه شرح الأخبار: أن علياً عليه السلام قال في حديث له: إن أبا طالب هجم على وعلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونحن ساجدان فقال:
أفعلتماها؟ ثم خذ بيدي فقال: انظر كيف تنصره وجعل يرغبني في ذلك ويخصني عليه. الحديث.
راجع ضياء العالمين لشيخنا أبي الحسن الشريف الفتوني.
14 ـ روي أن أمير المؤمنين عليه السلام قيل له: من كان آخر الأوصياء قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقال: «أبي». ضياء العالمين للفتوني.
15 ـ عن الإمام السجاد زين العابدين علي بن الحسين بن علي عليه السلام أنه سئل عن أبي طالب أكان مؤمناً فقال عليه السلام: «نعم». فقيل له: إن هاهنا قوماً يزعمون أنه كافر. فقال عليه السلام: «واعجباً كل العجب أيطعنون على أبي طالب و على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ وقد نهاه الله تعالى أن يقر مؤمنة مع كافر في غير آية من القرآن، ولا يشك أحد أن فاطمة بنت أسد رضي الله تعالى عنها من المؤمنات السابقات، فإنها لم تزل تحت أبي طالب حتى مات أبو طالب رضي الله عنه».
راجع (33): ما مر (ص 380)، وكتاب الحجة (ص 24)، والدرجات الرفيعة، ضياء العالمين فقال: قيل: إنها متواترة عندنا.
16 ـ عن أبي بصير ليث المرادي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: سيدي إن الناس يقولون: إن أبا طالب في ضحضاح من نار يغلي منه دماغه. فقال عليه السلام: «كذبوا والله إن إيمان أبي طالب لو وضع في كفة ميزان وإيمان هذا الخلق في كفة ميزان لرجح إيمان أبي طالب على إيمانهم». إلى آخر ما مر (ص 380). رواه (34)
السيد في كتاب الحجة (ص 18) من طريق شيخ الطائفة عن الصدوق، والسيد الشيرازي في الدرجات الرفيعة، والفتوني في ضياء العالمين.
وروى السيد ابن معد في كتاب الحجة (ص 27) من طريق آخر عن الإمام الباقر عليه السلام إنه قال: مات أبو طالب بن عبد المطلب مسلماً مؤمناً. إلى آخره.
17 ـ عن الإمام الصادق أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام قال: «إن مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف أسروا الإيمان وأظهروا الشرك فآتاهم الله أجرهم مرتين».
راجع (35): الافي لثقة الإسلام الكليني (ص 244)، أمالي الصدوق (ص 366)، روضة الواعظين (ص 121)، كتاب الحجة (ص 115)، وفي (ص 17) ولفظه من طريق الحسين بن أحمد المالكي:
قال عبد الرحمن بن كثير: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ان الناس يزعمون أن أبا طلب في ضحضاح من نار. فقال: «كذبوا، ما بهذا نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم»، قلت: وبما نزل؟ قال: «أتى جبرائيل في بعض ما كان عليه فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول لك: إن أصحاب الكهف اسروا الإيمان وأظهروا الشرك فآتاهم الله أجرهم مرتين، وإن أبا طالب أسر الإيمان وأظهر الشرك فآتاه الله أجره مرتين، وما خرج من الدنيا حتى أتته البشارة من الله تعالى بالجنة، ثم قال كيف يصفونه بهذا وقد نزل جبرائيل ليلة مات أبو طالب فقال: يا محمد أخرج من مكة فما لك بها ناصر بعد أبي طالب؟».
وذكره (36) العلامة المجلسي في البحار (9 / 24) والسيد في الدرجات الرفيعة، والفتوني في ضياء العالمين، وروى شيخنا أبو الفتوح الرازي هذا الحديث في تفسيره (4 / 212).
18 ـ أخرج ثقة الإسلم الكليني في الكافي (37) (ص 244)؛ بالإسناد عن إسحاق بن جعفر عن أبيه عليه السلام قال: قيل له: إنهم يزعمون أن أبا طالب كان كافراً، فقال: «كذبوا، كيف وهو يقول:
ألم تعلموا أنا وجدنا محمداً * نبياً كموسى خط في أول الكتب»
وذكره غير واحد من ائمة الحديث في تآليفهم رضوان الله عليهم أجميعين.
19 ـ أخرج ثقة الإسلام الكليني في أصول الكافي (38) (244)، عن الإمام الطادق قال «كيف يكون أبو طالب كافراً وهو يقول:
لقد علموا أن ابننا لا مكذب * لدينا ولا يعبا بقيل الأباطل
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل"

وذكره السيد في البرهان (39) (3 / 795)، وكذلك غير واحد من أعلام الطائفة أخذاً عن الكليني.
20 ـ روى شيخنا أبو علي الفتال في روضة الواعظين (40) (ص 121) عن الإمام الصادق عليه السلام قال: لما حضر أبا طالب رضي الله عنه الوفاة جمع وجوه قريش فوصاهم فقال: يا معشر قريش أنتم صفوة الله من خلقه، وقلب العرب، وأنتم خزنة الله في أرضه وأهل حرمه، فيكم السيد المطاع، الطويل الذراع، وفيكم المقدام الشجاع، الواسع الباع، إعلموا أنكم لم تتركوا للعرب في المفاخر نصيباً إلا حزتموه، ولاشرفاً لا أورثتموه فلكم على الناس بذلك الفضيلة، ولهم به إليكم الوسيلة، والناس لكم حرب إلى آخر مر في (ص 366) من مواقف سيدنا أبي طالب المشكورة المروية من طرق أهل السنة، وذكر هذه الوصية شيخنا العلامة المجلسي في البحار (41) (9 / 23).
21 ـ حدث شيخنا أبو جعفر الصدوق في إكمال الدين (42) (ص 103)، بالإسناد عن محمد بن مروان عن الإمام الصادق عليه السلام «إن أبا طالب أظهر الكفر وأسر الإيمان، فلما حضرته الوفاة أوحى الله عز وجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أخرج منها فليس لك بها ناصر. فهاجر الى المدينة».
وذكره سيدنا الشريف المرتضى في الفصول المختارة (43) (ص 80) فقال: هذا يبرهن عن إيمانه لتحقيقه بنصرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتقوية أمره.
وذيل الحديث رواه السيد الحجة ابن معد في كتابه الحجة (44) (ص 30) وقال في (ص 103): لما قبض أبو طالب اتفق المسلمون على أن جبرئيل عليه السلام نزل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال له: ربك يقرئك السلام ويقول لك: ان قومك قد عولوا على أن يبيتوك وقد مات ناصرك فاخرج عنهم. وأمره بالمهاجرة. فتأمل إضافة الله تعالى أبا طالب رحمه الله إلى النبي علية السلام وشهادته له أنه ناصره، فإن في ذلك لأبي طالب أوفى فخر وأعظم منزلة، وقريش رضيت من أبي طالب بكونه مخالطاً لهم مع ما سمعوا من شعره وتوحيده وتصديقه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يمكنهم قتله والمنابذة له لأن قومه من بني هاشم وإخوانهم من بني المطلب بن عبد مناف وأحلافهم ومواليهم وأتباعهم، كافرهم ومؤمنهم كانوا معه، ولو كان نابذ قومه لكانوا عليه كافة، ولذلك قال أبو لهب لما سمع قريشاً يتحدثون في شأنه ويفيضون في أمره: دعوا عنكم هذا الشيخ فإنه مغرم بابن أخيه، والله لا يقتل محمد حتى يقتل أبو طالب، ولا يقتل أبو طالب حتى تقتل بنو هاشم كافة، ولا تقتل بنو هاشم حتى تقتل بنو عبد مناف، ولا تقتل بنو عبد مناف حتى تقتل أهل البطحاء؛ فأمسكوا عنه وإلا ملنا معه. فخاف القوم أن يفعل فكفوا. فلما بلغت أبا طالب مقالته طمع في نصرته فقال يستعطفه ويرققه:
عجبت لحلم يا بن شيبة حادثٍ * وأحلام أقوامٍ لديك ضعاف
إلى آخر أبيات ذكرها أبن أبي الحديد في شرحه (45) (3 / 307) مع زيادة خمسة أبيات لم يذكرها السيد في الحجة. وذكرها ابن الشجري في حماسته (ص 16).
فقال السيد: فلما أبطأ عنه ما أراد منه قال يستعطفه أيضاً:
وإن امراً من قومه ابو معتب * لفي منعة من أن يسام المظالما
أقول له وأين منه نصيحتي * أبا معتب (46) ثبت سوادك قائما

إلى بيات خمسة. وقد ذكرها ابن هشام في سيرته (47) (1 / 394) مع زيادة أربعة بيات، غير ان البيت الأول فيه:
وإن امراً أبو عتيبة عمه * لفي روضة ما إن يسام المظالما
وذكرها (48) ابن أبي الحديد في الشرح (3 / 307)؛ وابن كثير في تاريخه (3 / 93).
22 ـ عن يونس بن نباتة عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «يا يونس ما يقول الناس في أبي طالب؟» قلت: جعلت فداك يقولون: هو في ضحضاح من نار يغلي منها أم رأسه فقال: «كذب أعداء الله، إن أبا طالب من رفقاء النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا».
كنز الفوائد لشيخنا الكراجكي (ص 80)، كتاب الحجة (ص 17)، ضياء العالمين.
23 ـ روى الشريف الحجة ابن معد في كتابه الحجة (49) (ص 22) من طريق شيخنا أبي جعفر الصدوق عن دواد الرقي قال: دخلت على ابي عبد الله عليه السلام ولي على رجل دين وقد خفت تواه (50) فشكوت ذلك إليه فقال عليه السلام: إذا مررت بمكة فطف عن عبد المطلب طوافاً وصل عنه ركعتين، وطف عن أبي طالب طوافا وصل عنه ركعتين وطف عن عبد الله طوافا وصل عنه ركعتين وطف عن آمنة طوافاً وصل عنها ركعتين، وعن فاطمة بنت أسد طوافاً وصل عنها ركعتين. ثم ادع الله عز وجل أن يرد عليك مالك. قال: ففعلت ذلك ثم خرجت من باب الصفا فإذا غريمي واقف يقول: يا داود جئني هناك فاقبض حقك.
وذكره العلامة المجلسي في البحار (51) (9 / 24).
24 ـ أخرج ثقة الإسلام الكليني في الكافي (52) (ص 244)؛ بالإسناد عن الإمام الصادق عليه السلام قال: بينا النبي صلى الله عليه وآله وسلم في السجد الحرام وعليه ثياب له جدد فألقى المشركون عليه سلا (53) ناقة فملؤوا ثيابه بها فدخله من ذلك ما شاء الله، فذهب إلى أبي طالب فقال له: «يا عم، كيف ترى حسبي فيكم؟» فقال له: وما ذاك يابن أخي؟ فأخبره الخبر، فدعا أبو طالب حمزة وأخذ السيف وقال لحمزة: خذ السلا ثم توجه إلى القوم والنبي صلى الله عليه وآله وسلم معه. فأتى قريشاً وهم حول الكعبة. فلما رأوه عرفوا الشر في وجهة ثم قال لحمزة: أمر السلا على أسبلتهم (54) ففعل ذلك حى أتى على آخرهم ثم التفت أبو طالب إلى النبي فقال: يا بن أخي هذا حسبك فينا.
وذكره جمع من الأعلام وأئمة الحديث في تآليفهم.
25 ـ أخرج أبو الفرج الأصبهاني؛ بإسناده عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «كان أمير المؤمنين عليه السلام يعجبه أن يروى شعر أبي طالب عليه السلام وأن يدون وقال: تعلموه وعلموه أولادكم فإنه على دين الله وفيه علم كثير».
كتاب الحجة (ص 25)، بحار الأنوار (9 / 24)، ضياء العالمين للفتوني (55).
26 ـ روى شيخنا الصدوق في أماليه (56) (ص 304)، بالإسناد عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «أول جماعة كانت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلي وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب معه، إذ مر أبو طالب به وجعفر معه قال: يا بني صل جناح ابن عمك، فلما أحسه رسول الله تقدمهما، وانصرف ابو طالب مسروراً وهو يقول:
ن علياً وجعفراً ثقتي * عند ملم الزمان والكرب
إلى آخر أبيات مرت صحيفة (356) وتأتي في (ص397)، والحديث رواه الشيخ أبو الفتوح في تفسيره (57) (4 / 211).
27 ـ أخرج ثقة الإسلام الكليني في الكافي (58) (ص 242)، بإسناده عن درست بن أبي منصور؛ أنه سأل أبا الحسن الأول ـ الإمام الكاظم ـ عليه السلام: أكان رسول
الله صلى الله عليه وآله سلم محجوجاً بأبي طالب؟ فقال: «لا، ولكنه كان مستودعاً للوصايا فدفعها إليه»، فقال: قلت: فدفع إليه الوصايا على أنه محجوج به؟ فقال: «لو كان
محجوجاً به ما دفع إليه الوصية»، قال: قلت: فما كان حال أبي طالب؟ قال: «أقر بالنبي وبما جاء ودفع إليه الوصايا ومات من يومه».
قال الأميني: هذه مرتبة فوق مرتبة الايمان، فإنها مشفوعة بما سبق عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام تثبت لأبي طالب مرتبة الوصاية والحجية في وقته فضلاً عن بسيط الايمان، وقد بلغ ذلك من الثبوت إلى حد ظن السئل أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان محجوجاً به قبل بعثته، فنفى الإمام عليه السلام ذلك، وأثبت ما ثبت له من الوصاية وأنه كان خاضعاً للابراهيمية الحنيفية، ثم رضخ للمحمدية البيضاء، فسلم الوصايا للصادع بها، وقد سبق إيمانه بالولاية العلوية الناهض بها ولده البار صلوات الله وسلامة عليه.
28 ـ أخرج شيخنا أبو الفتح الكراجكي (59) (ص 80)؛ بإسناده عن بن بن محمد، قال: كتبت إلى الإمام الرضا علي بن موسي الرضا عليهما السلام: جعلت فداك. إلى آخر ما مر في (ص 381) (60).
وذكره (61) السيد في كتاب الحجة (ص 16)، والسيد الشيرازي في الدرجات الرفيعة، والعلامة المجلسي في بحار الأنوار (ص 33)، وشيخنا الفتوني في ضياء العالمين.
29 ـ روى شيخنا المفسر الكبير بو الفتوح في تفسيره (62) (4 / 211)؛ عن الإمام الرضا سلام الله عليه، وقال: روى عن آبائه بعدة طرق: أن نقش خاتم أبي طالب عليه السلام كان: رضيت بالله رباً، وبابن أخي محمد نبياً، وبابني علي له وصياً.
ورواه (63): السيد الشيرازي في الدرجات الرفيعة، والإشكوري في محبوب القلوب.
30 ـ أخرج الشيخ ابو جعفر الصدوق بإسناد له: أن عبد العظيم بن عبد الله العلوي الحسني المدفون بالري كان مريضاً فكتب إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام عرفني يا بن رسول الله عن الخبر المروي أن أبا طالب في ضحضاح من نار يغلي منه دماغه. فكتب إليه الرضا عليه السلام:
«بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد: فإنك إن شككت في إيمان أبي طالب كان مصيرك إلى النار».
كتاب الحجة (64) (ص 16)، ضياء العلمين لأبي الحسن الشريف.
31 ـ أخرج شيخنا الفقيه أبو جعفر الصدوق، بالإسناد عن الإمام الحسن بن علي العسكري، عن آبائه عليهم السلام في حديث طويل: «إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم إني قد أيدتك بشيعتين: شيعة تنصرك سراً، وشيعة تنصرك علانية فأما التي تنصرك سرا فسيدهم وأفضلهم عمك أبو طالب، وأما التي تنصرك علانية فسيدهم وأفضلهم ابنه علي بن أبي طالب. ثم قال: وإن أبا طالب كؤمن آل فرعون يكتم إيمانه».
كتب الحجة (65) (ص 115): ضياء العالمين لأبي الحسن الشريف.
32 ـ أخرج شيخنا الصدوق في أماليه (66) (ص 365) من طريق الأعمش عن عبد الله بن عباس عن أبيه قال: قال أبو طالب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يابن أخي الله أرسلك؟ قال: «نعم». قال: فأرني آية. قال ادع لي تلك الشجرة. فدعاها فأقبلت حتى سجدت بين يديه ثم أنصرفت، فقال أبو طالب: أشهد أنك صادق، يا علي صل جناح ابن عمك.
ورواه أبو عي الفتال في روضة الواعظين (67) (ص 121)، ورواه السيد ابن معد في الحجة (68) (ص 25) ولفظه: قال أبو طالب النبي صلى الله عليه وآله وسلم محضر من قريش ليريهم فضله: يا بن أخي الله أرسلك؟ قال: نعم. قال: إن للأنبياء معجزاً وخرق عادة فأرنا آية قال: «ادع تلك الشجرة وقل لها: يقول لك محمد بن عبد الله: أقبلي بإذن الله». فدعاها فأقبلت حتى سجدت بين يديه ثم أمرها بالانصراف فانصرفت، فقال أبو طالب: أشهد أنك صادق. ثم قال لابنه علي عليه السلام: يا بني الزم ابن عمك.
وذكره غير واحد من أعلام الطائفة.
33 ـ أخرج أبو جعفر الصدوق قدس الله سره في الأمالي (69) (ص 366) بإسناده عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس أنه سأله رجل فقال له: يا بن عم رسول الله
أخبرني عن أبي طالب هل كان مسلماً؟ قال: وكيف لم يكن مسلماً وهو القائل:
وقد علموا أن ابننا لا مكذب * لدينا ولا يعبا بقيل الأ باطل
إن أبا طالب كان مثله كمثل أصحاب الكهف حين أسروا الإيمان وأظهروا الشرك فآتاهم الله أجرهم مرتين.
ورواه السيد ابن معد في الحجة (70) (ص 94، 115)، وذكره غير واحد من أئمة الحديث.
34 ـ أخرج شيخنا أبو علي الفتال النيسابوري في روضة الواعظين (71) (ص 123) عن ابن عباس قال: مر أبو طالب ومعه جعفر ابنه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو في المسجد الحرام يصلي صلاة الظهر وعلي عليه السلام عن يمينه، فقال أبو طالب لجعفر: صل جناح ابن عمك، فتقدم جعفر وتأخر علي واصطفا خلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى قضى الصلاة، وفي ذلك يقول أبو طالب:
إن علياً وجعفراً ثقتي * عند ملم الزمان والنوب (72)
أجعلهما عرضة العداء إذا * أترك ميتاً وأنتمي إلى حسبي
لا تخذلا وانصرا ابن عمكما * أخي لأمي من بينهم وأبي
والله لا أخذل النبي ولا * يخذله من بني ذو حسب (73)

وأخرج سيدنا ابن معد في كتاب بالحجة (74) (ص 59)، بإسناده عن عمران بن الحصين الخزاعي قال: كان والله إسلام جعفر بأمر أبيه، ولذلك: مر أبو طالب ومعه ابنه جعفر برسول الله وهو يصلي وعلي عليه السلام عن يمينه، فقال أبو طالب لجعفر: صل جناح اين عملك فجاء جعفر فصلى مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلما قضى صلاته قال له النبي صلىالله عليه وآله وسلم: «يا جعفر وصلت جناح ابن عمك، إن الله يعوضك من ذلك جناحين تطير بهما في الجنة». فأنشأ أبو طالب رضوان الله عليه يقول:
إن علياً وجعفراً ثقتي * عند ملم الزمان والنوب
لا تخذلا وانصرا ابن عمكما * أخي لأمي من بينهم وأبي
إن أبا معتب قد أسلمنا * ليس أبو معتب بذي حدب (75)
والله لا أخذل النبي ولا * يخذله من بني ذو حسب
حتى ترون الرؤوس طائحة * منا ومنكم هناك بالقضب
نحن وهذا النبي أسرته * نضرب عنه الأعداء كالشهب
إن نلتموه بكل جمعكم * فنحن في الناس ألأم العرب

ورواه شيخنا أبو الفتح الكرجكي (76) بطريق آخر عن أبي ضوء بن صلصال قال: كنت أنصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع أبي طالب قبل إسلامي، فإني يوماً لجالس بالقرب من منزل أبي طالب في شدة القيظ إذ خرج أبو طالب إلي شبيهاً بالملهوف، فقال لي: يا أبي الغضنفر هل رأيت هذين الغلامين؟ يعني النبي وعلياً عليهما السلام فقلت: ما رأيتهما مذ جلست، فقال: قم بنا في الطلب لهما فلست آمن قريشاً أن تكون اغتالتهما، قال: فمضينا حتى خرجنا من أبيات مكة ثم صرنا إلى جبل من جبالها فاسترقيناه إلى قلته، فإذا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي عن يمينه وهما قائمان بإزاء عين الشمس يركعان ويسجدان، فقال أبو طالب لجعفر ابنه وكان معنا:
صل جناح ابن عمك. فقام إلى جنب علي فأحس بهما النبي صلى الله عليه وآله وسلم فتقدمهما وأقبلوا على أمرهم حتى فرغوا مما كانوا فيه، ثم أقبلوا نحونا فرأيت السرور يتردد في وجه أبي طالب ثم نبعث يقول الابيات.
35 ـ عن عكرمة عن أبن عباس قال: أخبرني أبي أن أبا طالب رضي الله عنه شهد عند الموت أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. ضياء العالمين.
36 ـ في تفسير وكيع (77) من طريق أبي ذر الغفاري؛ أنه قال: والله الذي لا إله إلا هو ما مات أبو طالب رضي الله عنه حتى أسلم بلسان الحبشة، قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أتفقه الحبشة؟ قال: يا عم إن الله علمني جميع الكلام. قال: يا محمد اسدن لمصاقا قاطا لاها يعني أشهد مخلصاً لا إله إلا الله، فبكى رسول الله صلى الله علي وآله وسلم وقال: إن الله أقر عيني بأبي طالب. ضياء العالمين لشيخنا أبي الحسن الشريف.
أحب سيد الأبطح الشهادة بلغة الحبشة في موقفه هذا بعد ما أكثرها بلغة الضاد وبغيرها، كما فصل القول فيها شيخنا الحجة أبو الحسن الشريف الفتوني المتوفى (1138) في كتابه القيم الضخم ضياء العالمين، وهو أثمن كتاب ألف في الإمامة.
37 ـ روى شيخنا أبو الحسن قطب الدين الراوندي في كتابه الخرائج والجرائح (78) عن فاطمة بنت أسد أنها قالت: لما توفي عبد المطلب أخذ أبو طالب النبي صلى الله عليه وأله وسلم عنده لوصية أبيه به، وكنت أخدمه، وكان في بستان دارنا نخلات، وكان أول إدراك الرطب، وكنت كل يوم ألتقط له حفنة من الرطب فما فوقها وكذلك جاريتي، فاتفق يوماً أن نسيت أن التقط له شيئاً ونسيت جارتي أيضاً، وكان محمد نائماً ودخل الصبيان وأخذوا كل ما سقط من الرطب وانصرفوا، فنمت ووضعت الكم على وجهي حياءً من محمد صلى الله علية وآله وسلم إذاانتبه، فانتبه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ودخل البستان فلم ير رطبةً على وجه الأرض فأشار إلى نخلة وقال:
أيتها الشجرة أنا جائع. فرأيت النخلة قد وضعت أغصانها التي عليها الرطب حتى أكل منها ما أراد ثم ارتفعت إلى موضعها، فتعجبت من ذلك وكان أبو طالب رضي الله عنه غائبا فلما أتى وقرع الباب عدوت إليه حافية وفتحت الباب وحكيت له ما رأيت فقال هو: إنما يكون نبياً وأنت تلدين له وزيراً بعد يأس. فولدت علياً عليه السلام كما قال.
38 ـ روى شيخنا الفقيه الأكبر ابن بابويه الصدوق في أمامليه (79) (ص 158)، بالإسناد عن أبي طالب سلام الله عليه قال: قال عبد المطلب: بينا أنا نائم في الحجر إذ رأيت رؤيا هالتني فأتيت كاهنة قريش وعلي مطرف خز وجمتي تضرب منكبي، فلما نظرت إلي عرفت في وجهي التغير، فاستوت وأنا يومئذ سيد قومي، فقالت: ما شأن سيد العرب متغير اللون؟ هل رابه من حدثان الدهر ريب؟ فقلت لها: بلى إني رأيت الليلة وأنا نائم في الحجر كأن شجرة قد نبتت عل ظهري قد نال رأسها السماء وضربت بأعضانها الشرق والغرب، ورأيت نوراً يظهر منها أعظم من نور الشمس سبعين ضعفاً، ورأيت العرب والنجم ساجدة لها، وهي كل يوم تزداد عظماً ونوراً،
ورأيت رهطاً من قريش يريدون قطعها فإذا دنوا أخذهم شاب من أحسن الناس وجهاً وأنظفهم ثيابا فيأخذهم شاب من أحسن الناس وجهاً وأنظفهم ثياباً فيأخذهم ويكسر ظهورهم ويقلع أعينهم، فرفعت يدي لأتناول غصناً من أغصانها فصاح بي الشاب وقال: مهلاً ليس لك منها نصيب، فقلت: لمن النصيب والشجرة مني؟ فقال: النصيب لهؤلاء الذين قد تعلقوا بها وسيعود إليها، فانتبهت مذعوراً فزعاً متغير اللون، فرأيت لون الكاهنة قد تغير ثم قالت: لئن صدقت ليخرجن من صلبك ولد يملك الشرق والغرب وينبأ في الناس. فتسرى عني غمي، فانظر أبا طالب لعلك تكون أنت، وكان أبو طالب يحدث بهذا الحديث والنبي صلى الله عليه وآله وسلم قد خرج ويقول:
كانت الشجرة والله أب القاسم الأمين.
39 ـ قال السيد الحجة في كتابه الحجة (80) (ص 68): ذكر الشريف النسابة العلوي العمري المعروف بالموضح، بإسناده: أن أبا طالب لما مات لم تكن نزلت الصلاة على الموتى، فما صلى النبي عليه ولا على خديجة، وإنما اجتازت جنازة أبي طالب والنبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وجعفر وحمزة جلوس، فقاموا وشيعوا جنازته واستغفروا له فقال قوم: نحن نستغفر لمو تانا وأقاربنا المشركين أيضاً ظناً منهم أن أبا طالب مات مشركاً لأنه كان يكتم إيمانه، فنفى الله عن أبي طالب الشرك ونزه نبيه صلى الله عليه وآله وسلم والثلاثة المذكورين عليهم السلام عن الخطأ في قوله: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى}
(81)، فمن قال بكفر أبي طالب فقد حكم على النبي بالخطأ والله تعالى قد نزهه عنه في أقواله وأفعاله. إلى آخره.
وأخرج أبو الفرج الأصبهاني؛ بالإسناد عن محمد بن حميد قال: حدثني أبي قال: سئل أبو الجهم بن حذيفة: أصلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أبي طالب؟ فقال:
وأين الصلاة يومئذ؟ إنما فرضت الصلاة بعد موته، ولقد حزن عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمر علياً بالقيام بمره وحضر جنازته، وشهد له العباس وأبو بكر بالإيمان وأشهد على صدقهما لأنه كان يكتم إيمانه ولو عاش إلى ظهور الإسلام لأظهر إيمانه.
40 ـ عن مقاتل: لما رأت قريش يعلو أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالوا: لا نرى محمداً يزداد إلا كبراً وإن هو إلا ساحر أو مجنون، فتعاقدوا لئن مات أبو طالب رضي الله عنه ليجمعن كلها عن قتله فبلغ ذلك ابا طالب فجمع بني هاشم واحلافهم من قريش فوصاهم بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال: ابن أخي كل ما يقول أخبرنا بذلك آباؤنا وعلماؤنا، وإن محمدا نبي صادق، وأمين ناطق، وأن شأنه أعظم شأن، ومكانه من ربه أعلى مكان، فأجيبوا دعوته واجتمعوا على نصرته، وراموا عدوه من وراء حوضته، فإنه الشرف الباقي لكم طول الدهر، ثم أنشأ يقول:
أوصي بنصر النبي الخير مشهده * علياً أبني وعم الخير عباسا
وحمزة الأسد المخشي صولته * وجعفراً أن يذودا دونه الناسا
وهاشماً كلها أوصي بنصرته * أن يأخذوا دون حرب القوم أمراسا (82)
كونوا فداءً لكم أمي وما ولدت * من دون أحمد عند الروع أتراسا
بكل أبيض مصقولٍ عوارضه * تخاله في سواد الليل مقباسا (83)

قال الأميني هذه جملة مما أوقفنا السير عليه من أحاديث رواة الحق والحقيقة وصفحنا عما يربو على الأربعين روماً للاختصار، فأنت ذا أضفت إليها ما أسلفناه مما يروى عن آل أبي طالب وذويه، وأشفعتها بما مر من أحاديث مواقف سيد الأباطح، وجمعتها مع ما جاء من الشهادات الصريحة في شعره تربو الأدلة على إيمانه الخالص وإسلامه القويم على مائة دليل، فهل من مساغ لذي مسكة أن يصفح عن هذه كلها؟ وكل واحد منها يحق أن يستند له في إسلام أي أحد، نعم، إن في أبي طالب سراً لا يثبت إيمانه بألف دليل، وإيمان غيره يثبت بقيل مجهول ودعوى مجردة! إقرأ واحكم.
وقد فصل القول في هذه الأدلة جمع من أعلام الطائفة؛ كشيخنا العلامة الحجة المجلسي في بحار لأنوار (84) (9 / 14 ـ 33)، وشيخنا العلم القدوة أبي الحسن الشريف الفتوني في الجزء الثاني من كتابه القيم الضخم ضياء العالمين ـ والكتاب موجود عندنا ـ وهو أحسن ما كتب في الموضوع، كما أن ما ألفه السيد البرزنجي ولخصه السيد أحمد زيني دحلان أحسن ما ألف في الموضوع بقلم أعلام أهل السنة، وأفرد ذلك بالتأليف آخرون منهم:
1 ـ سعد بن عبد الله أبو القاسم الأشعري القمي: المتوفى (299، 301)، له كتاب فضل أبي طالب وعبد المطلب وعبد الله أبي النبي صلى الله عليه وآله وسلم. رجال النجاشي (85) (ص 126).
2 ـ أبو علي الكوفي أحمد بن محمد بن عمار: المتوفى (346)، له كتاب إيمان أبي طالب كما في فهرست الشيخ (ص 29)، ورجال النجاشي (3) (ص 70).
3 ـ أبو محمد سهل بن أحمد بن عبد الله الديباجي، سمع منه التلعكبري سنة (370) له كتاب إيمان أبي طالب، ذكره النجاشي في فهرسته (86) (ص 133).
4 ـ أبو نعيم علي بن حمزة البصري التميمي اللغوي: المتوفى (375)، له كتاب إيمان أبي طالب، توجد نسخته عند شيخنا الحجة ميرزا محمد الطهراني (88) في سامراء المشرفة، نقل عنه بعض فصوله الحافظ ابن حجر في الإصابة (89) في ترجمة أبي طالب واتهم مؤلفه بالرفض.
5 ـ أبو سعيد محمد بن أحمد بن الحسين الخزاعي النيسابوري جد المفسر الكبير الشيخ أبي الفتوح الخزاعي لأمه، له كتاب منى الطالب في إيمان أبي طالب. رواه الشيخ منتجب الدين كما في فهرسته (90) (ص 10) عن سبطه الشيخ أبي الفتوح عن ابيه عنه.
6 ـ أبو الحسن علي بن بلال بن أبي معاوية المهلبي الأزدي، له كتاب البيان عن خيرة الرحمن في إيمان ابي طالب وآباء النبي صلى الله عليه وآاله وسلم، ذكره له الشيخ في فهرسته (ص 96) والنجاشي (91) (ص 188).
7 ـ أحمد بن القاسم، له كتاب إيمان أبي طالب، رآه النجاشي كما في فهرسته (92) (ص 69) بخط الحسين بن عبيد لله الغضائري.
8 ـ أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن طرخان الكندي الجرجاني صديق النجاشي: المتوفى (450)، ذكر له النجاشي في فهرسته (93) (ص 63) كتاب إيمان أبي طالب.
9 ـ شيخنا الأكبر أبو عبد اللله المفيد محمد بن النعمان: المتوفى (413) له كتاب إيمان أبي طالب، كما في فهرست النجاشي (94) (ص 284).
10 ـ أبو علي شمس الدين السيد فخار بن معد الموسوي: المتوفى (630)، له كتاب الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب، قرظه العلامة السيد محمد صادق بحر
العلوم بقوله:
بشراك فخار بما أولا * ك الخالق في يوم المحشر
نزهت بحجتك الغرا * شيخ البطحاء أبا حيدر
عما نسبوه إليه من الـ * ـكفر المردود دعاة الشر
أنى وبه قام الإسلام * م فنال بعلياه المفخر
قسماً بولاء أبي حسنٍ * لولاه الدين لما أزهر

فعليه من الله الرضوا * ن وللعدا نارٌ تسعر
11 ـ سيدنا الحجة أبو الفضائل أحمد بن طاووس الحسيني: المتوفى (673)، له كتاب إيمان أبي طالب، ذكره في كتابه بناء المقالة العلوية لنقض الرسالة العثمانية، وهو
كتاب في الإمامة ألفه في الرد على رسالة أبي عثمان الجاحظ.
12 ـ السيد الحسين الطباطبائي اليزدي الحائري الشهير بالواعظ: المتوفى (1306)، له كتاب بغية الطالب في إيمان أبي طالب، فارسي مطبوع.
13 ـ المفتي الشريف السيد محمد عباس التستري الهندي: المتوفى (1306)، له كتاب بغية الطالب في إيمان أبي طالب، أحد شعراء الغدير، تأتي ترجمته في القرن
الرابع عشر إ ن شاء الله تعالى.
14 ـ شمس العلماء ميرزا محمد حسين الكركاني، له كتاب مقصد الطالب في إيمان آباء النبي وعمه أبي طالب، فارسي طبع في بمبي سنة (1311).
15 ـ الشيخ محمد علي بن ميرزا جعفر علي الفصيح الهندي نزيل مكة المعظمة، له كتاب القول الواجب في إيمان أبي طالب.
16 ـ شيخنا الحجة الحاج ميرزا محسن ابن العلامة الحجة ميرزا محمد التبريزي (95).
17 ـ السيد محمد علي آل شرف الدين العاملي (96)، له كتاب شيخ الأبطح و أبو طالب، طبع في بغداد سنة (1349) في (96) صفحة وقد جمع فيه فأوعى، ولم يبق
18 ـ الشيخ ميرزا نجم الدين ابن شيخنا الحجة ميرزا محمد الطهراني، له كتاب الشهاب الثاقب لرجم مكفر أبي طالب.
19 ـ الشيخ جعفر بن الحاج محمد النقدي المرحوم، له كتاب مواهب الواهب في فضائل أبي طالب، طبع في النجف الأشرف سنة (1341 في (154) صفحة، فيه فوائد جمة وطرائف ونوادر.
وقد نظم ذلك كثيرون من أعاظم الشيعة في قريضهم، ومما يسعنا إثباته هاهنا قول السيد أبي محمد عبد الله بن حمزة الحسني الزيدي من قصيدة:
حماه أبونا أبو طالب * وأسلم والناس لم تسلم
وقد كان يكتم إيمانه * وأما الولاء فلم يكتم

وقول الشريف العلامة السيد علي خان الشيرازي (1) في الدرجات الرفيعة (2):
أبو طالب عم النبي محمدٍ * به قام أزر الدين واشتد كاهله
ويكفيه فخراً في المفاخر أنه * موازره دون الأنام وكافله
لئن جهلت قوم عظيم مقامه * فما ضر ضوء الصبح من هو جاهله
ولولاه ما قامت لأحمد دعوة * ولا انجاب ليل الغي وانزاح باطله
أقر بدين الله سراً لحكمةٍ * فقال عدو الحق ما هو قائله
وماذا عليه وهو في الدين هضبة * إذا عصفت من ذي العناد أباطله
وكيف يحل الذم ساحة ماجدٍ * أواخره محمودةٌ وأوائله
عليه سلام الله ما ذر شارقٌ * وما تليت أحسابه وفضائله (3)
ومن قصيدة للشريف الأجل سيدنا آية الله السيد ميرزا عبد الهادي الشيرازي (4):
ولي ندحةٌ في مدحة الندب والد الـ * أئمة أعدال الكتاب أولي الأمر
هو العلم الهادي أزين بمدحه * شعوري ويزهو في مآثره شعري
أبو طالب حامي الحقيقة سيد * تزان به البطحاء في البر والبحر
أبو طالب والخيل والليل واللوا * له شهدت في ملتقى الحرب بالنصر
أبو الأوصياء الغر عم محمد * تضوع به الأحساب عن طيب النجر
لقد عرفت منه الخطوب محنكاً * تدرع يوم الزحف بالباس والحجر
كما عرفت منه الجدوب أخا ندىً * دوين سداه الغمر ملتطم البحر
فذا واحد الدنيا وثانٍ له الحيا * وقل في سناه الث الشمس والبدر
وأنى يحيط الوصف غر خصاله * وقد عجزت عن سردها صاغة الشعر
حمى المصطفى في باس ندب مدجج * تذل له الأبطال في موقف الكر
فلولاه لم تنجح لطه دعاية * ولا كان للإسلام مستوسق الأمر
وآمن بالله المهيمن والورى * لهم وثبات من يعوق إلى نسر
وجابه أسراب الضلال مصدقاً * نبي الهدى إذ جاء يصدع بالأمر
كفى مفخراً شيخ الاباطح أنه * أبو حيدر المندوب في شدة الضر
وصلى عليه الله ما هبت الصبا * بريا ثنا شيخ الأباطح في الدهرِ
وقال العلامة الحجة شيخنا الأوردبادي (101):

بشيخ الأبطحين فشا الصلاح * وفي أنواره زهت البطاح
براه الله للتوحيد عضبا * يلين به من الشرك الجماح
وعم المصطفى لولاه أضحى * حمى الإسلام نهبا يستباح
نضا للدين منه صفيح عزم * عنت لمضائه القضب الصفاح
وأشرع للهدى بأسا مريعا * تحطم دونه السمر الرماح
وأصحر بالحقيقة في قريض * عليه الحق يطفح والصلاح
صريخة هاشم في الخطب لكن * تزم لنيله الإبل الطلاح (2)
أخو الشرف الصراح أقام أمرا * حداه لمثله الشرف الصراح
فلا عاب (3) يدنسه ولكن * غرائز ما برحن به سجاح
فعلم زانه خلق كريم * ودين فيه مشفوع سماح
ومنه الغيث إما عم جدب * وفيه الغوث إن عن الصياح

مناقب أعيت البلغاء مدحا * وتنفذ دونها الكلم الفصاح
وصفو القول أن أبا علي * له الدين الأصيل ولا براح
ولكن لابنه نصبوا عداء * وما عن حيدر فضل يزاح
فنالوا من أبيه وما المعالي * لكل محاول قصدا تباح
وضوء البدر أبلج لا يوارى * وإن يك حوله كثر النباح
وهبني قلت إن الصبح ليل * فهل يخفى لذي العين الصباح
فدع بمتاهة التضليل قوما * بمرتبك الهوى لهم النباح
فذا شيخ الأباطح في هداه * تصافقه الإمامة والنجاح
أبو الصيد الأكارم من لؤي * مقاديم جحاجحة وضاح
لهم كأبيهم إن جال سهم * لأهل الفضل فائزة قداح

وقال العلامة الأوحد الشيخ محمد تقي صادق العاملي من قصيدة يمدح بها أله البيت عليهم السلام:
بسيف علي قد أشيدت صروحه * كما بأبيه قام قدما بناؤه
أبو طالب أصل المعالي ورمزها * ومبدأ عنوان الهدى وانتهاؤه
توحد في جمع الفضائل والنهى * وضم جميع المكرمات رداؤه
وتنحط عنه رفعة هامة السها (104) * ويأرج في عرف الخزامى ثناؤه
حمى الخائف اللاجي ومربع أمنه * وكعبة قصد المرتجى وغناؤه
تحلق في جمع المكارم نفسه * ويسمو به للنيرين إباؤه
أصاخ إلى الدين الحنيف ملبيا * لدعوته لما أتاه نداؤه
وباع بإعزاز الشريعة نفسه * فبورك قدرا بيعه وشراؤه

وقال العلامة الشريف المبجل السيد علي النقي اللكهنوي (105):
زهت أم القرى بأبي الوصي * غداة غدا يذود عن النبي
وقام بنصرة الإسلام فردا * يراغم كل مختال غوي
يذب عن الهدى كيدا الأعادي * بأمضى من ذباب المشرقي (106)
وأبصر رشده من دين طه * فجاهر فيه بالسر الخفي
وآمن بالإله الحق صدقا * بقلب موحد بر تقي
بنى للسؤدد العربي صرحا * محاطا بالفخار الهاشمي
تلقى الرشد عن آبا صدق * توارثه صفيا عن صفي
كأن الأمهات لهم أبت أن * تلدن سوى نبي أو وصي
فكان على الهدى كأبيه قدما * ولم يبرح على النهج السوي
وكان به رواء الشرع بدءا * وتم بنجله الزاكي علي

وقال العلامة الفاضل الشيخ محمد السماوي (107) من قصيدة نشرت في آخر كتاب الحجة (ص 135) مطلعها:
فؤادي بالغادة الكاعب * غدا كرة في يدي لاعب
كأني بدائرة من هوى * فمن طالع لي ومن غارب
بليت بمن ضربت خدره * بمنقطع النظر الصائب
بحيث الصفاح وحيث الرما * ح فمن مشرفي إلى راغبي
لها منعة في ذرى قومها * كأن أباها أبو طالب
فخار الأبي وعم النبي * وشيخ الأباطح من غالب
أمنع لا يرتقى أجدل* إلى ذروة منه أو غارب
إذا الرافع الطرف يرنو له * يعود بتنحية الناصب
تهلل طلعته للعيو * ن كما جرد الغمد عن قاضب
أقام عماد العلى سامكا * بأربعة كالسنا الثاقب
بمثل علي إلى جعفر * ومثل عقيل إلى طالب
أولئك لا زمعات الرجا * ل من قالص الذيل أو ساحب
ومن ذا كعبد مناف يطو * ل على راجل ثم أو راكب
حمى الدين في سفينة فانبرى * بمكة ممتنع الجانب
وآمن بالله في سره * لامر جليل على الطالب
وصدق أحمد في وحيه * وقام بما كان من واجب
فكم بين مخف لتصديقه * وآخر مبد له كاذب
لنعم ملاذ الهوى والتقى * ومنتجع الوافد الراغب
ومعتصم الدين في مكة * إذ الدين منفرد الصاحب
ومناح حوزة أهل الهدى * مد العمر من وثبة الواثب
فلولاه ما طفق المصطفى * ينادي على المنهج اللاحب
ولم يعب الشرك مستظهرا * بيوم يضيق على العائب

وللبحاثة الفاضل صاحب التأليف القيم الشيخ جعفر بن حاج محمد النقيدي من قصيدة ذكرها في كتابه مواهب الواهب في فضائل أبي طالب (108). المطبوع في النجف الأشرف في (154) صفحة مطلعها:

برق ابتسامك قد اضاء الوادي * وحيا خدودك فيه ري الصادث
قوله:
مهما تراكمت الخطوب فإنها * تجلى متى بأبي الوصي انادي
عبد المناف الطهر عم محمد * الطاهر الأباء والأجداد
غيث المكارم ليث كل ملمة * غوث المنادي بدر افق الناد
شيخ الأباطح من بصارم عزمه * بلغ الأنام لحظة الأرشاد
دانت لديه المكرمات رقابها * وإليه القى الدهر فصل قياد
جد الأئمة شيخ أمة أحمد * ربع الأماني مربع الوفاد

سيف له المجد الأثير حمائل * وله الفخار غدا حلي نجاد
دعاني الورى للرفد في عصر به * لا يعرفونه الناس نهج رشاد
وله قريش كم رأت من معجز * عرفوه فيه واحد الاحاد
كرضاعه خير البرية أحمد (110) * وقبوله دعوته لسقي الوادي (111)
وبشارة الاسد الهصور بنجله * وشفائه بدعاء النبي الهادي (112)
وكلامه بالوحي قبل صدوره * وله الفجار الأرض اذ هو صادي
وبيوم مولد أحمد أخباره * عن حيدر الكرار بالميلاد (113)
وله على الاسلام من سنن غدت * للمسلمين قلائد الأجياد
كفل النبي المصطفى خير الورى * ورعى الحقوق له بصدق وداد
رباه طفلا واقتفاه يافعا * وحماه كهلا من أذى الأضداد

ولأجله عاد قريش بعدما * سلكوا سبيل الغي والافساد
ورآهم متعاضدين ليقتلوا * خير البرية سيد الأمجاد
فسطا بعزم ناله من معشر * شم الأنوف مصالت أنجاد
وانصاع يفدي أحمد في نفسه * والجاه والأموال والأولاد
وأقام ينصره إلى أن أصبحت * تزهو شريعته بكل بلاد
أفديه من صاد لواء للهدى * يحمي لأفصح ناطق بالضاد
قد كان يعلم أنه المختار من * رب السماء عميد كل عماد
ولقد روى عن أنبياء جدوده * فيه حديثا واضح الاسناد
وعلا به عينا على كل الورى * إذ قال فيه بمطرب الإنشاد
إن أبن آمنة النبي محمدا * عندي يفوق منازل الأولاد (115)
راعيت فيه قرابة موصولة * وحفظت فيه وصية الأجداد
يا والد الكرار والطبار والـ * طهار أبناء النبي الهادي
كم معجز أبصرته من أحمد * باهلت فيه معاشر الحساد
من لصق أحجار ومزق صحيفة * ونزول أمطار ونطق جماد
لا فخر إلا فخرك السامي الذي * فقئت به أبصار أهل عناد
إن المكارم لو رأت أجسادها * عين رأتك الروح للأجساد
شكر الآله فعالك العز التي * فرحت بها أملاك سبع شداد
لله همتك التي خضعت لها * من خوف بأسك شامخ الأطواد
لله هيبتك التي رجفت بها * أعداء مجدك عصبة الإلحاد
لله كفك كم بها من معدم * أحييت في الأصدار والإيراد
إلى آخر.


وله قصيدة (116) بيتا يمدح بها شيخ الأباطح أبو طالب سلام الله عليه توجد في الواهب (117) (ص 151) مستهلها:
بالله يا قاصد الاطلال في العلم * سلمت سلم على سلمى بذي سلم
ها هنا نجعجع بالقلم عن الافاضة في القول لأن نطاق الجزء ضاق عن التبسط فنرجى تكلمة البحث إلى أوليات الجزء الثامن إن شاء الله تعالى وآخر دعوانا أن الحمد لله
رب العالمين.

____________
(1) أوائل المقالات: ص 51.
(2) التبيان: 8 / 164.
(3) مجمع البيان: 4 / 444.
(4) الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص 64.
(5) روضة الواعظين: 1 / 138.
(6) الطرائف: ص 298.
(7) المصدر السابق: ص 306.
(8) شرح نهج البلاغة: 14 / 65 كتاب 9.
(9) بحار الأنوار: 35 / 138 ح 84.
(10) ستوافيك عدة ممن أفرد لتأليف في إيمان أبي طالب عليه السلم. (المؤلف)
(11) راجع ما سلفناه: ص 378. (المؤلف)
(12) روضة الواعظين: 1 / 139.
(13) أصول الكافي: 1 / 446 ح 21، معاني الاخبار: ص 136 ح 1، الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص 48 تفسير بو الفتوح الرازي: 8 / 470.
(14) الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: 48.
(15) راجع ما مر في صفحة: 373. (المؤلف)
(16) تفسير علي بن إبراهيم القمي: 1 / 380، الأمالي: ص 330، الفصول المختارة: ص 228، الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص 265، بحار الأنوار:
35 / 68، الدرجات الرفيعة: ص 61.
(17) الحجة على الذاهب الى تكفير أبي طالب: ص 71.
(18) الدرجات الرفيعة: ص 48.
(19) راجع ما أسلفناه: ص 375. (المؤلف)
(20) علل الشرائع: 1 / 162، الحجة عل الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص 179، بحار الأنوار: 35 / 75.
(21) من المصدر.
(22) تفسير علي بن إبراهيم: 2 / 25، 142، تفسير البرهان: 3 / 23.
(23) محمد بن أحمد القمي الفامي أحد مشايخ شيخ الطائفة الطوسي والكراجكي والكتاب مخطوط موجود عندنا. (المؤلف)
(24) المناقب المائة: ص 161، كنز الفوائد: 1 / 183، أمالي الطوسي: ص 305 ح 612، الاحتجاج: 1 /546 ح 133، تفسير أبي الفتوح: 8 / 471، الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص 72، الدرجات الرفيعة: ص 50، بحار الأنوار: 35 / 69، تفسير البرهان: 3 / 231.
(25) كمال الدين: ص 174، تفسير أبي الفتوح: 8 / 470، تفسير البرهان: 3 / 232.
(26) الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص 112.
(27) تفسير علي بن إبراهيم: 1 / 380، الحجة عل الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص 108.
(28) راجع ما أسلفناه: ص 378. (المؤلف)
(29) الحجة عل الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص 122.
(30) ثلاثة أفهار: ثلاث قطع منها تملأ الكف. (المؤلف)
(31) راجع ما أسلفناه: ص 359، ويأتي في الجزء الثامن في الآيات ما يؤيد هذه القصة. (المؤلف)
(32) الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص 346، نزهة المجالس: 2 / 91، ثمرات الأوراق: ص 285.
(33) الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص 123، الدرجات الرفيعة: ص 50.
(34) الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص 85، الدرجات الرفيعة: ص 49.
(35) أصول الكافي: 1 / 448، أمالي الصدوق: 492، روضة الواعظين: 1 / 139، الحجة علىالذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص 362، ص 83.
(36) بحار الأنوار: 35 / 72، الدرجات الرفيعة: ص 49 تفسير أبي الفتوح: 8 / 474.
(37) أصول الكافي: 1 / 448.
(38) أصول الكافي: 1 / 449.
(39) تفسير البرهان: 3 / 231.
(40) روضة لواعظين: 1 / 139.
(41) بحار الأنوار: 35 / 106.
(42) إكمال الدين 1 / 174.
(43) القصول المختارة: ص 229.
(44) الحجة على الذاهب الى تكفير أبي طالب: ص 84ن ص 341.
(45) شرح نهج البلاغة 14 / 57 كتاب 9 الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص 342.
(46) يعني أبا لهب. (الؤلف)
(47) السيرة النبوية: 2 / 10.
(48) شرح نهج البلاغة: 14 / 57 كتاب 9، البداية والنهاية: 3 / 116.
(49) الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص 104.
(50) التوى: الخسارة والضياع.
(51) بحار الأنوار: 35 / 122.
(52) أصول الكافي: 1 / 449.
(53) السلا: الجلدة التي يكون فيها الولد.
(54) وفي بعض النسخ: سبالهم جمع السبلة: مقدمة اللحية وما على الشارب من الشعر. (المؤلف)
(55) الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص 130، بحار الأنوار: 35 / 115.
(56) أمالي الصدوق: ص 410.
(57) تفسير أبي الفتوح: 8 / 472.
(58) أصول الكافي: 1 / 445.
(59) كنز الفوائد: 1 / 182.
(60) مر ذكره هناك باسم أبان بن محمود كما في شرح ابن أبي الحديد، وفي كنز الفوائد: أبان بن محمد.
(61) الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص 76، الدرجات الرفيعة: ص 50، بحار الأنوار: 35 / 110.
(62) تفسير أبي الفتوح: 8 / 471.
(63) الدرجات الرفيعة: ص 60، محبوب القلوب: 2 / 319.
(64) الحجة علىالذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص 82.
(65) المصدر السابق: ص 362.
(66) أمالي الصدوق: ص 491.
(67) روضة الواعظين: 1 / 139.
(68) الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص 128.
(69) أمالي الصدوق: ص 491.
(70) الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص 319 ـ 322.
(71) روضة الواعظين: 1 / 140.
(72) وفي نسخة: عند احتدام الهموم والكرب. (المؤلف)
(73) راجع فيما أسلفناه: ص 394. (المؤلف)
(74) الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص 249.
(75) أبو معتب كنية أبي لهب كما مر. ذي حدب: ذي تعطف. (المؤلف)
(76) كنز الفوائد: 1 / 181.
(77) هو وكيع بن الجراح الرؤاسي، توفي سنة 197هـ كان حافظاً للحديث، له عدة تصانيف، منها تفسير القرآن، والمعرفة، والتاريخ.
78) الخرائج والجرائح: 1 / 138.
(79) أمالي الصدوق: ص 216.
(80) الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص 268.
(81) التوبة: 113.
(82)أمراس: جمع مرس، وهو الحبل.
(83) ضياء العالمين لشيخنا الفتوني. (المؤلف)  
(84)  (84) بحار الأنوار: 35 / 74 ـ 131.
(85) رجال النجاشي: ص 177 رقم 467.   
(86) المصدر السابق: ص 95 رقم 236.
(87) المصدر السابق: ص 186 رقم 493.
(88) توفي قدس الله سره وأبقى له آثاراً ومآثر تذكر مع الأبد وتشكر. (المؤلف)
(89) الإصابة: 4 / 115 ـ 119 رقم 685.
(90) فهرس منتجب الدين: ص 157.
(91) رجال النجاشي: ص 265 رقم 690.
(92) المصدر السابق: ص 95 رقم 234.
(93) المصدر السابق: ص 87 رقم 210 وقيه: الجرجراني.
(94) رجال النجاشي: ص 399 رقم 1067.
(95) له كتاب إيمان أبي طالب وأحوله وأشعاره. راجع الذريعة الى تصانيف الشيعة: 2 / 513 رقم 2015.
(96) انتقل إلى دار البقاء سنة 1372 وأبقى لهفةً وجوىً في قلوب أمة كبيرة كانت تعرفه بفضائله وفواضله. (المؤلف)
(97) أحد شعراء الغدير، تأتي ترجمته إن شاء الله تعالى. (المؤلف)
(98) الدرجات الرفيعة: ص 62.
(99) في المصدر: وما تليت أخباره.
(100) أحد شعراء الغدير، يأتي ذكره وترجمته في شعراء القرن الرابع عشر إن شاء الله تعالى. (المؤلف
(101) من شعراء الغدير، يأتي ذكره في شعراء القرن الرابع عشر إن شاء الله تعالى. (المؤلف)
(102) الطلاح: جمع الطليحة وهي الناقة المتعبة.
(103) العاب: الوصمة والعيب.
(105) أحد شعراء الغدير، يأتي في شعراء القرن الرابع عشر إن شاء الله تعالى. (المؤلف).
(106) ذباب المشرفي: حد السيف.
(107) أحد شعراء الغدير، يأتي ذكره إن شاء الله، توفي في يوم الأحد 2 محرم سنة 1379. (المؤلف)  
(108) من شعراء الغدير، يأتي تفصيل ترجمته في شعراء القرن الرابع عشر إنشاء الله. ارتحل الى رحمة ربه يوم السبت 8 محرم 1369 في الكاظمية، ونقل جثمانه الى النجف الأشرف. (المؤلف).
(109) مواهب الواهب في فضائل أبي طالب: ص 293
(110) أخرج حديث هذه المكرمة شيخنا ثقة الاسلام الكليني في اصول الكافي: ص 344 (448 / 1). (المؤلف).
(111) راجع ما أسلفناه ص: 345. (المؤلف).
(113) يوجد حديثه في غير واحد من كتب الفريقين. (المؤلف).
(114) راجع ما مر في ص: 347، 398، (المؤلف). .
(115) راجع ما أسلفناه في ص 343. (المؤلف).
(116) أشار شاعرنا النقيدي إلى أربعة مكرمات للرسول صلى الله عليه وآله شاهدها الشيخ الأبطح أبو طالب، مر حديثها ص 336، 362، 375، 396. (المؤلف).

(117) مواهب الواهب: ص 296.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page