• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفصـل السـادس :حــــــــدود الشـــــفاعـة

الفصـل السـادس
حــــــــدود الشـــــفاعـة


حـدود الشفاعـة
من الطبيعي للباحث في مسائل الآخرة والحساب والشفاعة والجنة والنار، أن يتذكر دائماً أن مصدر معلوماته عن ذلك العالم وكل عوالم الغيب إنما هو النصوص الشريفة من القرآن والسنة ، وأن بحثه في مسائله يعني الاهتداء بالعقل والفكر في إطار هذه النصوص لا خارجها . . ولذلك يحتاج في كثير من التفاصيل وأحياناً في أمر أساسي ، إلى التوقف عند القدر المتيقن من النصوص ، حتى لا يقول في دين الله تعالى بغير علم .
ومن الملاحظ في آيات الجنة والنار والشفاعة أن أحاديثها التي تصنف الناس بأنهم من أهل النار أو من أهل الجنة، لا تستوعب كل أصناف الناس، بل تبقى أصناف كثيرة خارجة عن القدر المتيقن من الطرفين . . وكذلك الأمر في الشفاعة حيث نجد في القرآن الكريم شروطاً للشفعاء وللمشفوع لهم ، ونجد في السنة تفصيلات لها وذكراً لأصناف من الناس تشملهم الشفاعة ، أو لا تشملهم . . وتبقى أصناف أخرى من الناس لا تذكرها النصوص ولا تشملها .
والحل في مثل هذه الحالة التوقف وعدم التورط في تصنيف عباد الله في الجنة أو النار ، أو داخل الشفاعة أو خارجها ، بالظنون والاحتمالات ، كما يفعل البعض !

المذاهب في حدود الشفاعة ( من ارتضى )
هذا البحث من أهم بحوث الشفاعة من ناحية نظرية ، كما أنه بحث حساس من ناحية تطبيقية ، لأنه يصنِّف المسلمين إلى مرضيين عند الله ورسوله وغير مرضيين..ولذلك اختلفت فيه آراء المذاهب والفئات ، وكثر في تاريخ المسلمين وكتبهم البحث في الذين تشملهم شفاعة النبي’والذين لا تشملهم. .
وأهم الأقوال أو المذاهب في المسألة أربعة:
القول الأول: قول أهل البيت ( (عليهم السلام)) الذي يشترط للشفاعة: الإسلام ، وعدم الشرك، وعدم الظلم ، وإطاعة النبي’في مودة أهل بيته ( (عليهم السلام)) .
القول الثاني: القول بتوسيع الشفاعة ، وهو قول أكثر المذاهب السنية التي توسعها إلى جميع المسلمين ، بل إلى غيرهم من اليهود والنصارى . . وستعرف أن فيه عدة آراء بل مذاهب .
القول الثالث: إنكار شفاعة النبي(ص) أصلاً ، وهو قول قدماء الخوارج ، وقد رد عليهم أهل البيت ( (عليهم السلام)) وبقية المذاهب. وقد ولد هذا الرأي ردةَ فعل على مذهب توسعة الشفاعة الذي تبنته الدولة وأفرطت فيه .
القول الرابع: قول المعتزلة بأن الشفاعة لا تشمل المسلم الذي يرتكب المعاصي الكبائر لأنه يستحق النار ، بل تختص بالمسلم الذي يرتكب المحرمات الصغائر المعفو عنها ، وفائدتها رفع درجته في الجنة .
وسوف نستعرض هذه المذاهب في الفقرات التالية إن شاء الله تعالى .

حـدود الشفاعة عند أهل البيت (عليهم السلام)
ما دل على استثناء المشرك والظالم من الشفاعة
التوحيد للصدوق/407:
حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رض) قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير قال: سمعت موسى بن جعفر (ص) يقول: لا يخلد الله في النار إلا أهل الكفر والجحود ، وأهل الضلال والشرك. ومن اجتنب الكبائر من المؤمنين لم يسأل عن الصغائر ، قال الله تبارك وتعالى: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيمًا .
قال فقلت له: يابن رسول الله فالشفاعة لمن تجب من المذنبين ؟
قال: حدثني أبي عن آبائه عن علي ( (عليهم السلام)) قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ، فأما المحسنون منهم فما عليهم من سبيل .
قال ابن أبي عمير فقلت له: يابن رسول الله فكيف تكون الشفاعة لأهل الكبائر والله تعالى ذكره يقول: وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى وَ هُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ؟ ومن يرتكب الكبائر لا يكون مرتضى !
فقال: يا أبا أحمد مامن مؤمن يرتكب ذنباً إلا ساءه ذلك وندم عليه ، وقد قال النبي(ص) : كفى بالندم توبة.
وقال(ص) : من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن ، فمن لم يندم على ذنب يرتكبه فليس بمؤمن ولم تجب له الشفاعة ، وكان ظالماً والله تعالى ذكره يقول: ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع .
فقلت له: يا ابن رسول الله وكيف لا يكون مؤمناً من لم يندم على ذنب يرتكبه ؟ فقال: يا أبا أحمد ما من أحد يرتكب كبيرة من المعاصي وهو يعلم أنه سيعاقب عليها إلا ندم على ما ارتكب ، ومتى ندم كان تائباً مستحقاً للشفاعة ، ومتى لم يندم عليها كان مصراً ، والمصر لا يغفر له ، لأنه غير مؤمن بعقوبة ما ارتكب ، ولو كان مؤمناً بالعقوبة لندم. وقد قال النبي’: لا كبيرة مع الإستغفار ، ولا صغيرة مع الإصرار . وأما قول الله عز وجل: وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى، فإنهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى الله دينه ، والدين الإقرار بالجزاء على الحسنات والسيئات ، فمن ارتضى الله دينه ندم على ما ارتكبه من الذنوب ، لمعرفته بعاقبته في القيامة. انتهى. ورواه في وسائل الشيعة:11/266 ، وفي تفسير نور الثقلين:4/517 .

الإعتقادات للصدوق/44:
إعتقادنا في الشفاعة: أنها لمن ارتضى دينه من أهل الكبائر والصغائر ، فأما التائبون من الذنوب فغير محتاجين إلى الشفاعة.
قال النبي(ص) : من لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله الله شفاعتي .
وقال’: لا شفيع أنجح من التوبة .
والشفاعة للأنبياء والاوصياء ( (عليهم السلام)) ، وفي المؤمنين من يشفع مثل ربيعة ومضر ، وأقل المؤمنين من يشفع ثلاثين ألفاً .
والشفاعة لا تكون لأهل الشك والشرك ، ولا لأهل الكفر والجحود ، بل تكون للمذنبين من أهل التوحيد .

من لا يحضره الفقيه:3/574:
وقال رسول الله’: إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي.
وقال الصادق (ع) : شفاعتنا لأهل الكبائر من شيعتنا ، وأما التائبون فإن الله عز وجل يقول: مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ. ورواهما في وسائل الشيعة:11/264 .

روضة الواعظين/501:
قيل للرضا (ع) : يابن رسول الله فما معنى قول الله تعالى: وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى؟ قال: لا يشفعون إلا لمن ارتضى دينه ، قال رسول الله’: شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ما خلا الشرك والظلم .
الاختصاص للمفيد/33: باب فيه مسائل اليهودي التي ألقاها على النبي’
حدثنا عبدالرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا الحسين بن مهران قال: حدثني الحسين بن عبدالله ، عن أبيه ، عن جده ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده الحسين بن علي بن أبي طالب(ع) قال: جاء رجل من اليهود إلى النبي’فقال: يا محمد أنت الذي تزعم أنك رسول الله وأنه يوحى إليك كما أوحي إلى موسى بن عمران ؟ قال: نعم ، أنا سيد ولد آدم ولا فخر ، أنا خاتم النبيين وإمام المتقين ورسول رب العالمين .
فقال: يا محمد إلى العرب أرسلت أم إلى العجم أم إلينا ؟ قال رسول الله ’: إني رسول الله إلى الناس كافة .
فقال: إني أسألك عن عشر كلمات أعطاها موسى في البقعة المباركة حيث ناجاه لا يعلمها إلا نبيٌّ مرسل أو ملكٌ مقرب .
فقال النبي’: سل عما بدا لك .
فقال: يا محمد أخبرني عن الكلمات التي اختارها الله لابراهيم(ع) حين بنى هذا البيت ؟
فقال النبي(ص)
: نعم: سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر .
فقال: يا محمد لأي شئ بنى إبراهيم (ع)  الكعبة مربعاً ؟
قال: لأن الكلمات أربعة .
قال: فلاي شئ سميت الكعبة كعبة ؟
قال: لأنها وسط الدنيا .
قال: فأخبرني عن تفسير سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ؟ فقال النبي(ص) : علم الله أن ابن آدم والجن يكذبون على الله تعالى فقال: سبحان الله ، يعني بري مما يقولون .
وأما قوله: الحمد لله ، علم الله أن العباد لا يؤدون شكر نعمته ، فحمد نفسه عز وجل قبل أن يحمده الخلائق ، وهي أول الكلام ، لولا ذلك لما أنعم الله على أحد بنعمة .
وأما قوله: لا إله إلا الله ، وهي وحدانيته لا يقبل الله الأعمال إلا به ، ولا يدخل الجنة أحد إلا به ، وهي كلمة التقوى سميت التقوى لما تثقل بالميزان يوم القيامة .
وأما قوله: الله أكبر ، فهي كلمة ليس أعلاها كلام وأحبها إلى الله ، يعني ليس أكبر منه ، لأنه يستفتح الصلوات به لكرامته على الله ، وهو اسم من أسماء الله الأكبر .
فقال: صدقت يا محمد ما جزاء قائلها ؟
قال: إذا قال العبد: سبحان الله سبح كل شئ معه مادون العرش ، فيعطى قائلها عشر أمثالها. وإذا قال: الحمد لله أنعم الله عليه بنعيم الدنيا حتى يلقاه بنعيم الآخرة ، وهي الكلمة التي يقولها أهل الجنة إذا دخلوها ، والكلام ينقطع في الدنيا ما خلا الحمد ، وذلك قولهم: تحيتهم فيها سلام ، وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين .
وأما ثواب: لا إله إلا الله فالجنة ، وذلك قوله: هل جزاء الاحسان إلا الاحسان . وأما قوله: الله أكبر ، فهي أكبر درجات في الجنة وأعلاها منزلة عند الله. فقال اليهودي: صدقت يا محمد ، أديت واحدة ، تأذن لي أن أسألك الثانية ؟ فقال: النبي(ص) : سلني ما شئت ـ وجبرئيل عن يمين النبي ’وميكائيل عن يساره يلقنانه ـ فقال اليهودي: لأي شئ سميت محمداً وأحمد وأبا القاسم وبشيراً ونذيراً وداعيا ؟
فقال النبي(ص) : أما محمد فإني محمود في السماء ، وأما أحمد فإني محمود في الأرض ، وأما أبو القاسم فإن الله تبارك وتعالى يقسم يوم القيامة قسمة النار بمن كفر بي أو يكذبني من الأولين والآخرين، وأما الداعي فإني أدعو الناس إلى دين ربي إلى الإسلام ، وأما النذير فإني أنذر بالنار من عصاني ، وأما البشير فإني أبشر بالجنة من أطاعني.
قال: صدقت يا محمد ، فأخبرني عن الثالثة لأي شئ وقت الله هذه الصلوات الخمس في خمس مواقيت على أمتك ، في ساعات الليل والنهار . . . .
قال: صدقت يا محمد ، فأخبرني عن العاشرة: تسعة خصال أعطاك الله من بين النبيين ، وأعطى أمتك من بين الأمم ؟
فقال النبي’: فاتحة الكتاب ، والأذان ، والإقامة ، والجماعة في مساجد المسلمين ، ويوم الجمعة ، والأجهار في ثلاث صلوات ، والرخصة لأمتي عند الأمراض والسفر ، والصلاة على الجنائز ، والشفاعة في أصحاب الكبائر من أمتي . . . وأما شفاعتي في أصحاب الكبائر من أمتي ما خلا الشرك والمظالم. قال: صدقت يا محمد ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأنك خاتم النبيين ، وإمام المتقين ، ورسول رب العالمين .
ثم أخرج ورقاً أبيض من كمه مكتوب عليه جميع ما قال النبي’حقاً ، فقال . . . يا محمد فقد كنت أمحي إسمك في التوراة أربعين سنة ، فكلما محوت وجدت إسمك مكتوباً فيها ! وقد قرأت في التوراة هذه المسائل لا يخرجها غيرك ، وإن ساعة ترد جواب هذه المسائل يكون جبرئيل عن يمينك وميكائيل عن يسارك . فقال النبي(ص) : جبرئيل عن يميني وميكائيل عن يساري !
الخصال للصدوق/355:
حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ، عن عمه محمد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبي الحسن علي بن الحسين البرقي ، عن عبد الله بن جبلة ، عن الحسن بن عبدالله ، عن آبائه ، عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)في حديث طويل قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول الله (ص) فسأله أعلمهم عن أشياء فكان فيما سأله: أخبرنا عن سبع خصال أعطاك الله من بين النبيين وأعطى أمتك من بين الأمم . . . الخ. وهو شبيه بما تقدم عن الاختصاص ، ولعل السبع تصحيف للتسع ورواه في تفسير نور الثقلين:1/77 وبعضه في مستدرك الوسائل:11/364.
بشارة المصطفى/20:
قال الصادق جعفر بن محمد(ع) : أغفل الناس قول رسول الله(ص) في علي بن أبي طالب يوم مشربة أم إبراهيم ، كما أغفلوا قوله فيه يوم غدير خم ! إن رسول الله’كان في مشربة أم إبراهيم وعنده أصحابه إذ جاءه علي (ع) فلم يفرجوا له ، فلما رآهم لم يفرجوا له قال لهم: يا معاشر الناس هذا علي من أهل بيتي ، وتستَخِفُّونَ بهم وأنا حيٌّ بين ظهرانيكم ! أما والله لئن غبت عنكم فإن الله لا يغيب عنكم ، إن الرَّوْحَ والراحة والبشر والبشارة لمن ائتم بعلي وتولاه ، وسلم له وللأوصياء من ولده. إن حقاً عليَّ أن أدخلهم في شفاعتي لأنهم أتباعي فمن تبعني فإنه مني ، سنة جرت فيَّ من إبراهيم لاني من إبراهيم وإبراهيم مني ، وفضلي فضله وفضله فضلي ، وأنا أفضل منه ، تصديق قول ربي: ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم .
التبيان في تفسير القرآن:10/187:
فقال الله تعالى لهم: فما تنفعهم شفاعة الشافعين ، الذين يشفعون لهم ، لأن عذاب الكفر لا يسقطه الله بالشفاعة بالإجماع .

أصناف من الناس موعودون بالشفاعة
وردت في مصادر الفريقين أحاديث متعددة وَعَدت أصنافاً من الناس بالشفاعة جزاء لأعمالهم ، أو جعلتهم من أهل الشفاعة لغيرهم ، أو حذرتهم من الحرمان منها عقاباً على أعمالهم ، ونذكر منها نماذج من مصادرنا، ومن مصادر السنيين في محلها:

1 ـ من قضى لأخيه المؤمن حاجة
وسائل الشيعة:11/588:
في ثواب الأعمال ، عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن شرحبيل بن سعد الأنصاري ، عن أشيد بن حضيرة قال قال رسول الله’: من أغاث أخاه المسلم حتى يخرجه من هم وكربة وورطة ، كتب الله له عشر حسنات ورفع له عشر درجات ، وأعطاه ثواب عتق عشر نسمات ، ودفع عنه عشر نقمات ، وأعد له يوم القيامة عشر شفاعات .
مستدرك الوسائل:12/405:
عوالي اللآلي: عن النبي’ قال: من قضى حاجة لأخيه كنت واقفاً عند ميزانه ، فإن رجح وإلا شفعت له .
مستدرك الوسائل:12/407:
وعن إبراهيم التيمي قال: كنت في الطواف إذ أخذ أبو عبد الله(ع) بعضدي فسلم عليَّ ثم قال: ألا أخبرك بفضل الطواف حول هذا البيت ؟ قلت: بلى قال: أيما مسلم طاف حول هذاالبيت أسبوعاً ثم أتى المقام فصلى خلفه ركعتين كتب الله له ألف حسنة، ومحا عنه ألف سيئة ، ورفع له ألف درجة، وأثبت له ألف شفاعة ، ثم قال: ألا أخبرك بأفضل من ذلك ؟ قلت: بلى قال: قضاء حاجة امرئ مسلم أفضل من طواف أسبوع وأسبوع ، حتى بلغ عشرة .
مستدرك الوسائل:12/409:
وعن أبي عبد الله(ع) : من مشى في حاجة أخيه كتب الله له بها عشر حسنات ، وأعطاه الله عشر شفاعات .

2 ـ من سعى في حوائج ذرية النبي (ص)
الكافي:4/60:
وعنه ، عن أبيه ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد الله قال قال رسول الله (ص) : إني شافع يوم القيامة لأربعة أصناف ولو جاؤوا بذنوب أهل الدنيا: رجل نصر ذريتي ، ورجل بذل ماله لذريتي عند المضيق ، ورجل أحب ذريتي باللسان وبالقلب ، ورجل يسعى في حوائج ذريتي إذا طردوا أو شردوا. ورواه في من لا يحضره الفقيه:2/65 وفي تهذيب الأحكام: 4/111 وفي تأويل الآيات:2/109 وفي وسائل الشيعة:11/556 وفي مستدرك الوسائل:12/382 .

3 ـ من زار قبر النبي(ص)
الكافي:4/548:
علي بن محمد بن بندار ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبي حجر الاسلمي ، عن أبي عبدالله (ع)  قال: قال رسول الله (ص) : من أتى مكة حاجاً ولم يزرني إلى المدينة جفوته يوم القيامة ، ومن أتاني زائراً وجبت له شفاعتي ، ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنة ، ومن مات في أحد الحرمين مكة والمدينة لم يعرض ولم يحاسب ، ومن مات مهاجراً إلى الله عز وجل ، حشر يوم القيامة مع أصحاب بدر .

4-من زار أخاه المؤمن لوجه الله تعالى
الكافي:2/178:
محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن صالح بن عقبة ، عن عبدالله بن محمد الجعفي ، عن أبي جعفر(ع)  قال: إن المؤمن ليخرج إلى أخيه يزوره فيوكل الله عز وجل به ملكاً فيضع جناحاً في الأرض وجناحاً في السماء يظلّه ، فإذا دخل إلى منزله نادى الجبار تبارك وتعالى: أيهاالعبد المعظم لحقي المتبع لآثار نبيي، حقَّ علي إعظامك، سلني أعطك ، أدعني أجبك ، أسكت أبتدئك ، فإذا انصرف شيعه الملك يظله بجناحه حتى يدخل إلى منزله ، ثم يناديه تبارك و تعالى: أيها العبد المعظم لحقي حق علي إكرامك ، قد أوجبت لك جنتي ، وشفعتك في عبادي .
الكافي:2/176:
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن جابر ، عن أبي جعفر(ع) قال: قال رسول الله(ص) : حدثني جبرئيل(ع) أن الله عزوجل أهبط إلى الأرض ملكاً فأقبل ذلك الملك يمشئ حتى وقع إلى باب عليه رجل يستأذن على رب الدار ، فقال له الملك ما حاجتك إلى رب هذه الدار ؟ قال: أخ لي مسلم زرته في الله تبارك وتعالى ، قال له الملك: ما جاء بك إلا ذاك ؟ فقال: ما جاء بي إلا ذاك ، فقال: إني رسول الله إليك وهو يقرؤك السلام ويقول: وجبت لك الجنة. وقال الملك: إن الله عز وجل يقول: أيما مسلم زار مسلماً ، فليس إياه زار ، إياي زار وثوابه عليَّ الجنة .

5 ـ من يدعو للمؤمنين
الكافي:2/507:
علي بن محمد ، عن محمد بن سليمان ، عن إسماعيل بن إبراهيم ، عن جعفر بن محمد التميمي ، عن حسين بن علوان ، عن أبي عبد الله(ع) قال قال رسول الله’: ما من مؤمن دعا للمؤمنين والمؤمنات إلا رد الله عز وجل عليه مثل الذي دعا لهم به من كل مؤمن ومؤمنة مضى من أول الدهر أو هو آت إلى يوم القيامة. إن العبد ليؤمر به إلى النار يوم القيامة فيسحب فيقول المؤمنون والمؤمنات: يا رب هذا الذي كان يدعو لنا فشفعنا فيه ، فيشفعهم الله عز وجل فيه ، فينجو من النار برحمة الله عزوجل. ورواه في وسائل الشيعة:4/541 وفي مستدرك الوسائل:5/242 عن أمالي الشيخ الطوسي .

6 ـ شفاعة الملائكة لأهل مجلس الدعاء
الكافي:2/187:
الحسين بن محمد ومحمد بن يحيى جميعاً ، عن علي بن محمد بن سعد ، عن محمد بن مسلم ، عن أحمد بن زكريا ، عن محمد بن خالد بن ميمون ، عن عبد الله بن سنان ، عن غياث بن إبراهيم ، عن أبي عبدالله(ع) قال: ما اجتمع ثلاثة من المؤمنين فصاعداً إلا حضر من الملائكة مثلهم فإن دعوا بخير أمَّنوا وإن استعاذوا من شر دعوا الله ليصرفه عنهم ، وإن سألوا حاجة تشفعوا إلى الله وسألوه قضاها. وما اجتمع ثلاثة من الجاحدين إلا حضرهم عشرة أضعافهم من الشياطين. ورواه في وسائل الشيعة:11/568 .

7 ـ من شيع جنازة مسلم
الكافي:3/173:
أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن ميسر قال: سمعت أبا جعفر(ع) يقول: من تبع جنازة مسلم أعطي يوم القيامة أربع شفاعات ولم يقل شيئاً إلا وقال الملك: ولك مثل ذلك. ورواه في من لا يحضره الفقيه:1/161 وفي تهذيب الأحكام:1/455 .

8 ـ من حفظ على أمتي أربعين حديثاً
وسائل الشيعة:18/67:
وعن طاهر بن محمد ، عن حياة الفقيه ، عن محمد بن عثمان الهروي ، عن جعفر بن محمد بن سوار، عن علي بن حجر السعدي ، عن سعيد بن نجيح ، عن ابن جريح ، عن عطاء عن ابن عباس عن النبي’قال: من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من السنة كنت له شفيعاً يوم القيامة .

وسائل الشيعة:18/70:
محمد بن علي الفارسي في روضة الواعظين قال قال النبي’: من حفظ من أمتي أربعين حديثاً من السنة كنت له شفيعاً يوم القيامة. ورواه في العمدة/17 بلفظ ( من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من سنتي أدخلته يوم القيامة في شفاعتي ) .

9 ـ من عاهد أخاه المؤمن على الشفاعة
مستدرك الوسائل:6/278:

قال في ضمن أعمال هذا اليوم المبارك ( يوم الغدير ): وينبغي عقد الأخوة في هذا اليوم مع الأخوان بأن يضع يده اليمنى على يمنى أخيه المؤمن ويقول: واخيتك في الله وصافيتك في الله وصافحتك في الله ، وعاهدت الله وملائكته وكتبه ورسله وأنبياءه والأئمة المعصومين ( (عليهم السلام)) على أني إن كنت من أهل الجنة والشفاعة وأذن لي بأن أدخل الجنة ، لا أدخلها إلا وأنت معي. فيقول الأخ المؤمن: قبلت ، فيقول: أسقطت عنك جميع حقوق الأخوة ما خلا الشفاعة ، والدعاء ، والزيارة .

10 ـ مجموعة أعمال وصفات توجب الشفاعة
من لا يحضره الفقيه:4/17:
ألا ومن مشى إلى مسجد يطلب فيه الجماعة كان له بكل خطوة سبعون ألف حسنة ، ويرفع له من الدرجات مثل ذلك ، فإن مات وهو على ذلك وكل الله عز وجل به سبعين ألف ملك يعودونه في قبره ويبشرونه ويؤنسونه في وحدته ويستغفرون له حتى يبعث .
ألا ومن أذن محتسباً يريد بذلك وجه الله عز وجل أعطاه الله ثواب أربعين ألف شهيد وأربعين ألف صديق ، ويدخل في شفاعته أربعون ألف مسي من أمتي إلى الجنة .
ألا وإن المؤذن إذا قال ( أشهد أن لا إله إلا الله ) صلى عليه سبعون ألف ملك ويستغفرون له وكان يوم القيامة في ظل العرش حتى يفرغ الله من حساب الخلائق ويكتب له ثواب قوله (أشهد أن محمداً رسول الله) أربعون ألف ملك .
هذا ، وتوجد أحاديث كثيرة ضمنت الجنة لبعض أصناف الناس على أعمالهم الحسنة، وهي تصلح بنحو للإستدلال على شمول الشفاعة لهم، لأن الوعد من النبي (ص) قد يكون بسبب شمولهم لشفاعته ، ونذكر منهم:
1 ـ من شفع لاخيه المؤمن في حاجة
وسائل الشيعة:11/562:
عن النبي(ص) قال: ومن شفع لاخيه شفاعة طلبها ، نظر الله إليه فكان حقاً على الله أن لا يعذبه أبداً ، فإن هو شفع لاخيه شفاعة من غير أن يطلبها، كان له أجر سبعين شهيداً .
2 ـ من قام بخدمة لمجتمع المسلمين
الكافي:2/164:
عنه عن علي بن الحكم ، عن مثنى بن الوليد الحناط ، عن فطر بن خليفة ، عن عمر بن علي بن الحسين ، عن أبيه صلوات الله عليهما قال: قال رسول الله(ص) من رد عن قوم من المسلمين عادية ماء أو نار ، وجبت له الجنة .
3 ـ من ربَّى بنتاً أو أكثر
الكافي:6/6:
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن عمر بن يزيد ، عن أبي عبدالله(ع) قال قال رسول الله(ص) : من عال ثلاث بنات أو ثلاث أخوات ، وجبت له الجنة فقيل: يا رسول الله واثنتين ؟ فقال: واثنتين ، فقيل: يا رسول الله وواحدة ؟ فقال: وواحدة .
4 ـ من احترم نعمة الله تعالى
من لا يحضره الفقيه:1/27:
ودخل أبو جعفر الباقر(ع) الخلاء فوجد لقمة خبز في القذر فأخذها وغسلها ودفعها إلى مملوك كان معه فقال: تكون معك لاكلها إذا خرجت ، فلما خرج(ع) قال للمملوك: أين اللقمة؟ قال أكلتها يا ابن رسول الله ، فقال: إنها ما استقرت في جوف أحد إلا وجبت له الجنة فاذهب فأنت حر، فإني أكره أن استخدم رجلاً من أهل الجنة .
5 ـ أصناف أخرى موعودون بالجنة
من لا يحضره الفقيه:1/140:
وقال أمير المؤمنين(ع) : ضمنت لستة الجنة: رجل خرج بصدقة فمات فله الجنة ، ورجل خرج يعود مريضاً فمات فله الجنة ، ورجل خرج مجاهداً في سبيل الله فمات فله الجنة ، ورجل خرج حاجاً فمات فله الجنة ، ورجل خرج إلى الجمعة فمات فله الجنة ، ورجل خرج في جنازة رجل مسلم فمات فله الجنة .
من لا يحضره الفقيه:4/17:
ألا ومن تصدق بصدقة ، فله بوزن كل درهم مثل جبل أحد من نعيم الجنة، ومن مشى بصدقه إلى محتاج ، كان له كأجر صاحبها من غير أن ينقص من أجره شي، ومن صلى على ميت صلى عليه سبعون ألف ملك وغفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فإن أقام حتى يدفن ويحثى عليه التراب ، كان له بكل قدم نقلها قيراط من الأجر ، والقيراط مثل جبل أحد .
ألا ومن ذرفت عيناه من خشية الله عز وجل كان له بكل قطرة قطرت من دموعه قصر في الجنة مكللاً بالدر والجوهر ، فيه ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ، ولا خطر على قلب بشر .

أصناف لا تنالهم الشفاعة
1-السلطان الظالم الغشوم
قرب الاسناد/64:
وعنه ، عن مسعدة بن صدقة قال: حدثني جعفر بن محمد ، عن أبيه قال: قال رسول الله(ص) : صنفان لا تنالهما شفاعتي: سلطان غشوم عسوف ، وغال في الدين مارق منه ، غير تائب ولا نازع .
الخصال/63:
حدثنا محمد بن الحسن (رض) قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن أحمد ، عن محمد بن عبد الجبار بإسناده يرفعه إلى رسول الله (ص) أنه قال: رجلان لا تنالهما شفاعتي: صاحب سلطان عسوف غشوم ، وغال في الدين مارق. ورواه في مناقب أميرالمؤمنين:2/330 ونحوه في مستدرك الوسائل:12/99 .
تاريخ اليعقوبي:2/96:
أربع من فعلهن فقد خرج من الإسلام: من رفع لواء ضلالة ، ومن أعان ظالماً أو سار معه أو مشى معه وهو يعلم أنه ظالم ، ومن اخترم بذمة .
ورجلان لا تنالهما شفاعتي يوم القيامة: أمير ظلوم ، ورجل غال في الدين مارق منه. والأمير العادل لا ترد دعوته .

2 ـ المنان والبخيل والنمام
من لا يحضره الفقيه:4/17:
ثم قال(ع) : يقول الله عزوجل: حرَّمت الجنة على المنان والبخيل والقتات ، وهو النمام. انتهى .
ولا نطيل في تعداد هذه الأصناف ، وهي في مصادرنا مشابهة لما يأتي في مصادر إخواننا السنيين ، مع تأكيدها على عدم شمول الشفاعة لمن عصى النبي’في مودة أهل بيته وولايتهم وإطاعتهم .

الذين يخرجون من النار بالشفاعة يكونون أدنى درجة
تفردت مصادر أهل البيت ( (عليهم السلام)) ببيان أن الموحدين الذين يخرجون من النار دخلون جنة أخرى أدنى درجةً ، وهي غير الجنة التي يسكنها أولياء الله تعالى .
ففي بحار الأنوار:8/361:
ين: فضالة ، عن عمر بن أبان ، عن آدم أخي أيوب ، عن حمران قال: قلت لأبي عبد الله(ع) : إنهم يقولون ألا تعجبون من قوم يزعمون أن الله يخرج قوماً من النار فيجعلهم من أصحاب الجنة مع أوليائه ؟ فقال: أما يقرؤون قول الله تبارك وتعالى: وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ، إنها جنة دون جنة ، ونار دون نار ، إنهم لا يساكنون أولياء الله ! وقال: بينهما والله منزلة ، ولكن لا أستطيع أن أتكلم ، إن أمرهم لاضيق من الحلقة ، إن القائم لو قام لبدأ بهؤلاء .

رأي السنيين القريب من رأي أهل البيت ( (عليهم السلام)
وهو الرأي القائل بأن الشفاعة تشمل بعض العاصين من المسلمين وليس كلهم .
ويدل عليه من مصادرهم:
أولاً: أحاديث كثيرة صحيحة السند عندهم ، لكن دلالتها ضاعت ، لأنها مخلوطة بأحاديث توسيع الشفاعة وشمولها لكل العاصين والمنافقين !
ونكتفي منها بالأحاديث التي نصت على أن عدداً من صحابة النبي’ سيغيرون ويبدلون بعده ، فلايشفع لهم يوم القيامة ، فيؤمر بهم إلى النار. فقد روى البخاري في صحيحه:7/208 عن أبي هريرة عن النبي(ص)قال: بينا أنا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم ، فقلت أين ؟ قال إلى النار والله ! قلت وما شأنهم قال إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ! ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم ، قلت أين ؟ قال إلى النار والله ! قلت ماشأنهم؟ ! قال إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ! ! فلا أراه يخلص منهم إلا مثل هَمَل النعم. انتهى.
وروى شبيهاً به في:7/195 وص 207-210 وفي نفس المجلد أيضاً /84 و87 وج 8/86 و87 ، وروى نحوه مسلم في:1/150 وج 7/66 وابن ماجة:2/1440 وأحمد في:2/25 وص 408 وج 3/28 وج 5/21 وص 24 وص 50 وج 6/16 ، ورواه البيهقي في سننه:4/14 ، ونقل رواياته المتعددة في كنز العمال في:13/157 وج 14/48 و:15/647 وقال رواه ( مالك والشافعي حم م ن ـ عن أبي هريرة ) انتهى .
فلو كانت الشفاعة تشمل كل الخلق أو كل الموحدين أو كل المسلمين ، لشملت هؤلاء الصحابة المعروفين ! فلابد من القول بأن شفاعته’ مشروطة بشروط من أولها الإسلام وعدم الانحراف الكبير الذي ارتكبه هؤلاء الصحابة المطرودون !
ثانياً: أحاديث اشترطت شروطاً أخرى فوق الشهادتين للشفاعة ، كالذي رواه البخاري: 8/139: عن أبي هريرة أن رسول الله(ص)قال: كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ! قالوا يا رسول الله ومن يأبى ؟ قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى. انتهى. وفيه تصريح أن المستثنى هم الذين عصوا الرسول(ص) من أمته وأنهم لا يدخلون الجنة ! ورواه الحاكم أيضاً بلفظ قريب منه في:1/55 وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .
والذي رواه النسائي في سننه: 7 من/88 عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله(ص)قال: من جاء يعبد الله ولا يشرك به شيئاً ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويجتنب الكبائر، كان له الجنة. فسألوه عن الكبائر فقال: الإشراك بالله وقتل النفس المسلمة ، والفرار يوم الزحف .
والذي رواه أحمد في:2/176 عن عبد الله بن عمرو أن رجلاً جاء إلى النبي(ص)فقال: يا رسول الله ما عمل الجنة؟ قال: الصدق ، وإذا صدق العبد برَّ ، وإذا بر آمن ، وإذا آمن دخل الجنة .
قال يا رسول الله ما عمل النار ؟
قال: الكذب ، إذا كذب فجر ، وإذا فجر كفر ، وإذا كفر دخل .. يعني النار. انتهى .
فهذه الأحاديث تشترط لدخول الجنة شروطاً أخرى غير التوحيد ، فلو كان التوحيد وحده كافياً لما كان لهذه الشروط معنى .
ثالثاً: أحاديث نصت على أن الشفاعة تشمل أصنافاً معينين من الناس ، نذكر منها:

1 ـ من قضى لاخيه حاجة
الدر المنثور:3/71:
وأخرج أبو نعيم عن ابن عمر قال قال رسول الله (ص): من قضى لأخيه حاجة كنت واقفاً عند ميزانه ، فإن رجح ، وإلا شفعت له .

الدر المنثور:3/256:
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله (ص): إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين ثم أمر منادياً ينادي: ألا ليقم أهل المعروف في الدنيا فيقومون حتى يقفوا بين يدي الله فيقول الله أنتم أهل المعروف في الدنيا ، فيقولون نعم فيقول: وأنتم أهل المعروف في الآخرة فقوموا مع الأنبياء والرسل فاشفعوا لمن أحببتم فأدخلوه الجنة، حتى تدخلوا عليهم المعروف في الآخرة كما أدخلتم عليهم المعروف في الدنيا .

2 ـ من صلى على النبي(ص)
في مسند أحمد:4/108:
من صلى على محمد وقال: اللهم أنزله المقعد المقرب عندك يوم القيامة ، وجبت له شفاعتي. ورواه في فردوس الأخبار:4/21 ح 5555
وفي فردوس الأخبار في:4/61 ح 5680:
أبو الدرداء: من صلى ( عليَّ ) حين يصبح عشراً وحين يمسي عشراً، أدركته شفاعتي يوم القيامة. ورواه في مجمع الزوائد:10/120 و163 .

3-من زار قبر النبي(ص)
وفي الدر المنثور:1/237:
وأخرج الحكيم الترمذي والبزار وابن خزيمة وابن عدي والدارقطني والبيهقي عن ابن عمر قال قال رسول الله (ص): من زار قبري وجبت له شفاعتي. ( ورواه في سنن الدار قطني:2/278 ح 194 والذهبي في تاريخ الإسلام:11/212 ورواه بنص آخر: من زارني بعد موتي وجبت شفاعتي ).
وأخرج الطبراني عن ابن عمر قال قال رسول الله (ص): من جاءني زائراً لم تنزعه حاجة إلا زيارتي كان حقاً على أن أكون له شفيعاً يوم القيامة .
وأخرج الطيالسي والبيهقي في الشعب عن عمر سمعت رسول الله(ص) يقول: من زار قبري كنت له شفيعاً أو شهيداً ، ومن مات في أحد الحرمين بعثه الله في الآمنين يوم القيامة .

مختصر تاريخ دمشق:1 جزء 2/406:
وعن علي بن أبي طالب قال: من سأل لرسول الله(ص)الدرجة الوسيلة حلت له شفاعته يوم القيامة ومن زار قبر رسول الله(ص)كان في جوار رسول الله (ص) .
هامش طبقات المحدثين بإصبهان:2/420 ، 167:
عن ابن عمر قال: قال رسول الله (ص): من جاءني زائراً لم تنزعه حاجة إلا زيارتي كان حقاً على الله أن أكون له شفيعاً يوم القيامة. وشبيهه في:1/55.
وراجع أيضاً مجمع الزوائد:4/2 وكنز العمال:15/383 وص 651 .
وقد اقتصرنا من أحاديث زيارة قبره’على ماورد فيه ذكرالشفاعة وسنورد بقية أحاديثها في محلها إن شاء الله تعالى مع جواب شبهة الوهابيين في تحريمهم زيارة القبور وخيرها وأشرفها قبر سيد المرسلين(ص) !

4 ـ من دعا للنبي(ص)بالوسيلة
روى البخاري:5/228:
من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة ، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته ، حلَّت له شفاعتي يوم القيامة .
ورواه أيضاً في:1 جزء 1/152 ورواه البيهقي في سننه:1/409 ومجمع الزوائد: 1/333 والنويري في نهاية الارب:3 جزء 5/308 .

5 ـ من حفظ من أحاديث النبي(ص) أربعين حديثاً
روى الديلمي في فردوس الأخبار:4/91 ح 5778:
عن ابن عباس: من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من أمر دينها ، فهو من العلماء وكنت له شفيعاً يوم القيامة. ونحوه في كنز العمال:10/158 .

وفي كتاب المجروحين لابن حبان:2/133:
عن أبي الدرداء قال: سألت رسول الله(ص)فقلت: يا رسول الله ما حد العلم الذى إذا بلغه الرجل كان فقيهاً ؟ فقال: من حفظ على أمتي أربعين حديثاً في أمر دينها بعثه الله فقيهاً ، وكنت له شافعاً وشهيداً .

6 ـ من حفظ أسماء الله الحسنى
صحيح البخاري:8/169:
عن أبي هريرة أن رسول الله(ص)قال: إن لله تسعة وتسعين إسماً مائة إلا واحداً ، من أحصاها دخل الجنة .
ونحوه في:7/169 ونحوه في مستدرك الحاكم:1/16 .

7 ـ من قرأ بعض سور القرآن
روى في فردوس الأخبار:4/30 ح 5587:
أبو الدرداء: من قرأ مائتي آية في كل يوم شفع في سبع قبور حول قبره وخفف الله عز وجل عن والديه وإن كانا مشركين. وفي/34 ح 5598: ابن عباس: من قرأ سورة الأعراف جعل الله بينه وبين إبليس ستراً وكان آدم شفيعاً له يوم القيامة. انتهى .
فهذه المجموعة من الأحاديث تدل على أن بعض المسلمين من أصحاب الأعمال الحسنة يستحقون الدخول في شفاعة النبي’. ولو كانت الشفاعة تشمل كل المسلمين لما صح جعلها ميزة لاصناف معينة من أصحاب الأعمال الحسنة ، كما نصت هذه المجموعة .
ولا يضر بالإستدلال بها أن يكون بعضها ضعيفاً أو مكذوباً ، لأن الإستدلال بمجموعها ، بل حتى لو كانت كلها موضوعة فهي تدل على أن المرتكز في أذهان المسلمين أن الشفاعة مخصوصة بأصناف من المسلمين وليست عامة .
رابعاً: أحاديث نصت على أن الشفاعة لا تشمل أصنافاً من الناس ، أو دلت على أنهم لا يدخلون الجنة ، بسبب سوء أعمالهم ، نذكر منها:

1 ـ السلطان الظلوم الغشوم
روى الديلمي في فردوس الأخبار:2/558 ح 3598:
أبو أمامة: صنفان من أمتي لن تنالهما شفاعتي ولن أشفع لهما ولن يدخلا شفاعتي: سلطان ظلوم غشوم عسوف ، وغال مارق من الدين. انتهى. ورواه السيوطي في الدر المنثور:1 ص352 عن الطبراني وفي كنز العمال: 6/21 وص30 وفي مجمع الزوائد: 5/235 وص 236 .
وعن ابن مسعود قال قال رسول الله (ص): إن أشد أهل النار عذاباً يوم القيامة من قتل نبياً ، أو قتله نبي ، أو إمام جائر. قلت: في الصحيح بعضه ، رواه الطبراني وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس وبقية رجاله ثقات. ورواه البزار إلا أنه قال: وإمام ضلالة ، ورجاله ثقات ، وكذلك رواه أحمد .

2 ـ الذي يكذب على النبي(ص)
روى البخاري في:1/35:
عن سلمة بن الأكوع قال سمعت النبي(ص)يقول: من يقل عليَّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار.
وروى نحوه أيضاً في:1 من/36 وج 2/81 وج 4/145 وص 156 و: 6/84 وص 118 ورواه مسلم في:1/7 و8 وص 57 وج 7 ورواه غيرهما من مصادر السنة والشيعة .

3 ـ الذي يبغض ذرية النبي(ص) أو يظلمهم
لسان الميزان:3/276:
عن أنس (رض) مرفوعاً: من أحبني فليحب علياً ، ومن أبغض أحداً من أهل بيتي حرم شفاعتي . . الحديث .
كنز العمال:12/103:
عن الطبراني والرافعي عن ابن عباس: من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن التي غرسها ربي فليوال علياً من بعدي ، وليوال وليه وليقتد بأهل بيتي من بعدي ، فإنهم عترتي خلقوا من طينتي ورزقوا فهمي وعلمي ، فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي . انتهى.
والأحاديث في ذلك كثيرة ، سنوردها في مسائل الإمامة إن شاء الله .

4 ـ أصحاب البدع المخالفين للسنة
قال الشاطبي في الاعتصام:1/120:
( البدعة ) مانعة من شفاعة محمد ، لما روى أنه(ص)قال: ( حلت شفاعتي لأمتي إلا صاحب بدعة ) .
قال السبكي في طبقات الشافعية:6/291:
حديث: إن لله ملكاً ينادي كل يوم: من خالف السنة لم تنله الشفاعة ( ورد في إحياء الغزالي ) .

5 ـ من طلب العلم للدنيا أو طلب الدنيا بعمل الآخرة
في مجمع الزوائد:1/184:
عن معاذ بن جبل عن رسول الله(ص)قال: من طلب العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء في المجالس ، لم يرح رائحة الجنة. ورواه في كنز العمال:10/201-203 .
وفي كنز العمال:3/474 عن الديلمي عن ابن عباس: ريح الجنة توجد من مسيرة خمسمائة عام ، ولا يجدها من طلب الدنيا بعمل الآخرة.

6 ـ من يؤذي جيرانه
صحيح مسلم:1/49:
عن أبي هريرة أن رسول الله(ص)قال: لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه .
وفي مستدرك الحاكم:1/11:
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله’: المؤمن من أمنه الناس ، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر السوء ، والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة عبد لا يأمن جاره بوائقه .
وفي مسند أحمد:2/440:
عن أبي هريرة قال قال رجل: يا رسول الله إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها ، غير أنها تؤذى جيرانها بلسانها ! قال: هي في النار. قال يا رسول الله فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصدقتها وصلاتها ، وأنها تصدق بالأتوار من الاقط ، ولا تؤذي جيرانها بلسانها ، قال: هي في الجنة .

7 ـ الذي يسي إدارة من تحت يده
روى البخاري في:8/107 بروايتين: عن معقل: سمعت النبي(ص)يقول: ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصيحة إلا لم يجد رائحة الجنة. ونحوه في كنز العمال:4/567 عن ابن سعد وابن عساكر، وفي: 6/20 وص 35 ( عق ش م حم طب وابن عساكر عن معقل بن يسار ) .
وفي سنن الترمذي:3/225:
عن أبي بكر الصديق عن النبي(ص)قال: لا يدخل الجنة سي الملكة. انتهى. ورواه أحمد في مسنده:1/7 وص 12 وج 5/22 والهيثمي في مجمع الزوائد:5/211 .
وفي كنز العمال:6/39:
من ولى ذا قرابة محاباةً وهو يجد خيراً منه ، لم يجد رائحة الجنة .
8 ـ المتكبر ولو مثقال حبة خردل
روى مسلم في صحيحه:1/65:
عن عبد الله عن النبي(ص)قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر. انتهى. ورواه ابن ماجة في:2/1397 وأحمد:1/412 وص 416 وص 451 و ج2/164 وص 248 والحاكم في:3/416 .
وفي مجمع الزوائد:6/255:
وعن نافع مولى رسول الله(ص)أن رسول الله(ص)قال: لا يدخل الجنة مسكين مستكبر ، ولا شيخ زان ، ولا منان على الله تعالى بعمله. رواه الطبراني وتابعه الصباح بن خالد بن أبي أمية لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات .
وقال السيوطي في الدر المنثور:4/116:
وأخرج البيهقي عن جابر قال كنا مع النبي(ص)فأقبل رجل ، فلما رآه القوم أثنوا عليه ، فقال النبي(ص)قال: إني لأرى على وجهه سفعة من النار ، فلما جاء وجلس قال: أنشدك بالله أجئت وأنت ترى أنك أفضل القوم ؟ قال نعم. انتهى .
وقد ورد عن أهل البيت ( (عليهم السلام)) أن التكبر المانع من دخول الجنة هو التكبر عن قبول الحق وليس التكبر العادي وإن كان معصية كبيرة .
ويؤيده ما رواه الحاكم في المستدرك:1/26: عن عبد الله بن مسعود (رض)عن النبي’أنه قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه حبة من كبر ، فقال رجل: يا رسول الله إنه ليعجبني أن يكون ثوبي جديداً ورأسي دهيناً وشراك نعلي جديداً ، قال وذكر أشياء حتى ذكر علاقة سوطه ، فقال: ذاك جمال ، والله جميل يحب الجمال ، ولكن الكبر من بطر الحق وازدرى الناس. هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقد احتجا جميعاً برواته .

9 ـ من قتل نفسه
مسند أحمد:2/435:
عن أبي هريرة عن النبي(ص): الذي يطعن نفسه إنما يطعنها في النار ، والذي يتقحم فيها يتقحم فيها في النار ، والذي يخنق نفسه يخنقها في النار .

10 ـ من نبت لحمه من سحت
روى أحمد في:3/321:
قول النبي(ص) لكعب بن عجرة: يا كعب بن عجرة ، الصوم جنة ، والصدقة تطفي الخطيئة ، والصلاة قربان أو قال برهان. يا كعب بن عجرة إنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت ، النار أولى به .
ورواه في:3/399 وفي مجمع الزوائد:10/230 وص 293 .

11 ـ من زنى بذات محرم
في مجمع الزوائد:6/269:
وعن ابن عباس قال قال رسول الله (ص): لا يدخل الجنة من أتى ذات محرم. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ، غير يحيى بن حسان الكوفي وهو ثقة .

12 ـ من نسب نفسه إلى غير أبيه
روى ابن ماجة في:2/870:
عن عبدالله بن عمرو قال: قال رسول الله (ص): من ادعى إلى غير أبيه لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام. انتهى . ورواه أحمد في:2/71 وفيه (وإن ريحها ليوجد من قدر سبعين عاماً ) ورواه في:2/171 وص 194 وفي مجمع الزوائد:1/98 وص 148 وكنز العمال:6/195 وج 16/32 .

13 ـ مدمن الخمر وقاطع الرحم والنمام وقاسي القلب . . . الخ .
مسند أحمد:4/399:
من حديث أبي موسى أن النبي(ص)قال: ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن خمر ، وقاطع رحم ، ومصدق بالسحر .
وفي:2/69: ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة: مدمن الخمر ، والعاق ، والديوث الذي يقر في أهله الخبث .
ونحوه في:2/164 وص 201 و203 وفي سنن البيهقي:8/288 .
وفي:8/166: عن إبراهيم عن همام قال: كنت جالساً عند حذيفة فمر رجل فقالوا: هذا يرفع الحديث إلى السلطان ، فقال حذيفة قال رسول الله(ص): لا يدخل الجنة قتات. قال الاعمش: والقتات النمام.أخرجه مسلم في الصحيح.
مسند أحمد:2/134:
قال عبد الله (رض) قال رسول الله (ص): ثلاثة لا يدخلون الجنة ولا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق والديه والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال والديوث. وثلاثة لا ينظر الله اليهم يوم القيامة: العاق بوالديه ، والمدمن الخمر ، والمنان بما أعطى. وروى نحوه في:2/69 وص 134 والحاكم: 1/72 .
وفي مسند أحمد:1/190:
عن سعيد بن زيد عن النبى(ص)أنه قال: من أربى الربا الإستطالة في عرض مسلم بغير حق ، وإن هذه الرحم شجنة من الرحمن فمن قطعها حرم الله عليه الجنة .
وفي مسند أحمد:3/14:
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله (ص): لا يدخل الجنة صاحب خمس: مدمن خمر ، ولا مؤمن بسحر ، ولا قاطع رحم ، ولا كاهن ، ولا منان. ونحوه مسند أحمد:3/28 .
وفي مجمع الزوائد:8/149 ونحوه في:5/125:
فإن ريح الجنة يوجد من مسيرة ألف عام ، والله لا يجده عاق ، ولا قاطع رحم ، والباغي فإنه ليس من عقوبة أسرع من عقوبة بغي ، ولا قاطع رحم ، ولا شيخ زان ، ولا جارُّ إزاره خيلاء .
وفي مجمع الزوائد:6/257 ونحوه في:8/148:

وعن عبدالله بن عمرو عن النبي(ص)قال: لا يدخل الجنة عاق ، ولا مدمن خمر ، ولا منان ، ولا ولد زنية. قلت: رواه النسائي غير قوله ولا ولد زنية. رواه أحمد والطبراني وفيه جابان وثقه ابن حبان وبقيةرجاله رجال الصحيح.سنن الترمذي:3/232:
عن أبي بكر الصديق ، عن النبي (ص): لا يدخل الجنة خب ، ولا بخيل ، ولا منان. هذا حديث حسن غريب .ونحوه في كنز العمال:3/546 .
وفي مجمع الزوائد:10/243:
وعن نافع قال سمع ابن عمر رجلاً يقول: الشحيح أعذر من الظالم ، فقال ابن عمر: كذبت ، سمعت رسول الله(ص)يقول: الشحيح لا يدخل الجنة .
وفي مجمع الزوائد:8/155:
عن ابن عمر عن النبي(ص)قال: إن لكل شجرة ثمرة وثمرة القلب الولد ، إن الله لا يرحم من لا يرحم ولده. والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة إلا رحيم. قلنا يا رسول الله: كلنا يرحم ، قال: ليس رحمته أن يرحم أحدكم صاحبه ، إنما الرحمة أن يرحم الناس .
وفي كنز العمال:16/53:
لا يدخل الجنة ولد زنى ، ولا مدمن خمر ، ولا عاق ، ولا منان ( ابن جرير ع ـ عن أبي سعيد ) .

14 ـ الذي يقتل أحداً من أهل الذمة
في صحيح البخاري:4/65:
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي(ص)قال: من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاماً. ونحوه في:8 /47 وابن ماجة: 2/896 والترمذي: 2/429 والحاكم في: 2/126 والبيهقي في سننه:8/133 وج 9/205 والنسائى:8/24 وفيه ( وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاماً ) ورواه في مسند أحمد:2/186 وج 4/61 وص 237 وج 5/46 و50 و51 و369 و374 والهيثمي في مجمع الزوائد:6/293 .
ونعم ما علق به الفخر الرازي على هذا الموضوع حيث قال في تفسيره ج2 جزء3 ص151: عن الحسن ، عن أبي بكرة ، قال(ع) : من قتل نفساً معاهداً لم يرح رائحة الجنة. وإذا كان في قتل الكفار هكذا، فما ظنك بقتل أولاد رسول الله(ص)؟ !

15-الذي يغش العرب
في مسند أحمد:1/72:
عن عثمان بن عفان قال قال رسول الله (ص): من غش العرب لم يدخل في شفاعتي ولم تنله مودتي. انتهى . ورواه البغوي في مصابيح السنة:4/142 والديلمي في فردوس الأخبار:4/180 ح 6075 وأبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان:2/640 .

16 ـ اللعان الفحاش
صحيح مسلم:8/24:
حدثني سويد بن سعيد ، حدثنى حفص بن ميسرة ، عن زيد بن أسلم أن عبد الملك بن مروان بعث إلى أم الدرداء بأنجاد من عنده ، فلما أن كان ذات ليلة قام عبد الملك من الليل فدعا خادمه فكأنه أبطأ عليه فلعنه ، فلما صبح قالت له أم الدرداء: سمعتك الليلة لعنت خادمك حين دعوته ! فقالت سمعت أبا الدرداء يقول قال رسول الله (ص): لا يكون اللعَّانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة. انتهى. ورواه أبو داود في:2/458 والحاكم:1/48 والديلمي في فردوس الأخبار:5/311 ح 8009 وفي كنز العمال: 3/615 والسيوطي في الدر المنثور:1/146 وقال: وأخرج مسلم وأبو داود والحكيم الترمذي عن أبي الدرداء. .
وقال البخاري في تاريخه:6/22:
عن عبد الرحمن بن الحارث أن أم الدرداء رضي الله عنها قالت لعبد الملك بن مروان: سمعت أبا الدرداء (رض) يقول سمعت النبي(ص)يقول: لا يكون الحليم لعَّاناً ، ولا يؤذن في الشفاعة للعَّان .
وفي كنز العمال:3/353:
عن الديلمي عن عائشة: رحم الله امرأ كف لسانه عن أعراض المسلمين ، لا تحل شفاعتي لطعان ولا لعان. انتهى .
ولا بد أن يكون المراد باللعان في هذه الأحاديث بذي اللسان الفحاش الذي يسب المسلمين ويلعنهم ، وإلا فإن لعن الذين لعنهم الله تعالى ورسوله’عملٌ جائز أو واجب شرعاً وفيه ثوابٌ ، لأنه براءة ممن تبرأ منهم الله ورسوله ودعاءٌ عليهم باستمرار طردهم من رحمة الله تعالى .

17 ـ ورووا أن أكثر النساء في النار
صحيح البخاري:7/200:
عن عمران بن الحصين عن النبي(ص)قال: اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء ، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء . . .
عن أسامة عن النبي(ص)قال: قمت على باب الجنة فكان عامة من دخلها المساكين وأصحاب الجد محبوسون ، غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار. وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء !. انتهى .
ورواه أحمد في مسنده:2/297 .
وفي مجمع الزوائد:4/274:
قال كنا مع عمرو بن العاص في حج أو عمرة فلما كنا بمر الظهران إذ امرأة في هودجها واضعةً يدها على هودجها ، فلما نزل دخل الشعب ودخلنا معه، قال كنا مع رسول الله(ص)في هذا المكان فإذا نحن بغربان كثير وإذا بغراب أعصم المنقار والرجل فقال: لا يدخل الجنة من النساء إلا كقدر الغراب في هذه الغربان ، قال أبو عمر : الأعصم الأحمر. رواه الطبراني واللفظ له ، وأحمد ورجال أحمد ثقات. انتهى .

18 ـ ورووا في من أطال إزاره أو ثوبه
سنن النسائي:8/207:
عن أبي هريرة قال رسول الله (ص): ما تحت الكعبين من الإزار ففي النار. وفي رواية: ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار. انتهى .
فهذه الأحاديث تدل على أن بعض المسلمين لا يدخلون الجنة .. ولو كانت الشفاعة تشمل كل المسلمين لم يكن لهذه الإستثناءات معنى ، بل للزم من إحدى المجموعتين كذب المجموعة الأخرى !
ولا يضر بالإستدلال بمجموع أحاديث الاستثناء من الجنة ، أو الحكم باستحقاقها أن بعضها ضعيف أو مكذوب كما ذكرنا ، لأن المكذوب أيضاً يدل على أن المرتكز في أذهان المسلمين اختصاص الشفاعة بأصناف من المسلمين ، لا بجميعهم .

شرط الشفاعة في المظالم الشخصية
روت مصادر الفريقين أحاديث تدل على إمكانية أن تشمل الشفاعة أهل المظالم الشخصية ، بشرط أن يعفو صاحب المظلمة عن ظالمه.
ففي تفسير الإمام العسكري (ع) /204:
وقال علي بن أبي طالب(ع) : يا معشر شيعتنا اتقوا الله واحذروا أن تكونوا لتلك النار حطباً ، وإن لم تكونوا بالله كافرين ، فتوقوها بتوقي ظلم إخوانكم المؤمنين ، فإنه ليس من مؤمن ظلم أخاه المؤمن المشارك له في موالاتنا ، إلا ثقَّل الله في تلك النار سلاسله وأغلاله ولم يفكه منها إلا شفاعتنا ، ولن نشفع إلى الله تعالى إلا بعد أن نشفع له إلى أخيه المؤمن ، فإن عفا عنه شفعنا له ، وإلا طال في النار مكثه .انتهى .
ورواه في مستدرك الوسائل:12/101 .
وفي الإعتقادات للصدوق/29:
قيل لامير المؤمنين(ع) : صف لنا الموت فقال: على الخبير سقطتم، هو أحد أمور ثلاثة يرد عليه: إما بشارةٌ بنعيم الأبد ، وإما بشارةٌ بعذاب الأبد ، وإما تخويفٌ وتهويلٌ وأمرٌ مبهمٌ لا يدري من أي الفرق هو ؟ فأما ولينا والمطيع لأمرنا فهو المبشر بنعيم الابد ، وأما عدونا والمخالف لأمرنا فهو المبشر بعذاب الأبد ، وأما المبهم أمره الذي لا يدري ما حاله فهو المؤمن المسرف على نفسه لا يدري ما يؤول إليه حاله يأتيه الخبر مبهماً مخوفاً ، ثم لن يسويه الله تعالى بأعدائنا ، ولكن يخرجه من النار بشفاعتنا فاعملوا وأطيعوا ولا تتكلوا ولا تستصغروا عقوبة الله ، فإن من المسرفين من لا تلحقه شفاعتنا إلا بعد عذاب الله بثلاث مائة ألف سنة .
وفي مسند أحمد:3/13:
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله (ص): يخلص المؤمنون يوم القيامة من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا ، حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة. فوالذي نفسي بيده لأحدهم أهدى لمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا. ورواه في:3/63 وص 74 .

نتيجة
النتيجة الواضحة من هذا الفصل أن قانون الشفاعة متفقٌ عليه بين السنة والشيعة ، على أصوله وخطوطه العامة أيضاً ، وهي أنه يشمل من مات على الشهادتين ، ولم يكن ظالماً ، ولم يكن عاصياً للنبي في أهل بيته(ص) .
ومنه نعرف أن كل ما خالف هذه الأصول فهو نشاز عن ثقافة الإسلام ، جاء إلى أصحابه من خلل الرأي ، أو من التلقي والتأثر بثقافة اليهود ، والنصارى ، والمجوس وغيرهم !


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page