طباعة

فصل ( 42 ) فيما نذكره من تسبيح وتحميد وتكبير ، وصلاة ركعتين في ليلة النصف من شعبان

 

فصل ( 42 ) فيما نذكره من تسبيح وتحميد وتكبير ، وصلاة ركعتين في ليلة النصف من شعبان
روينا ذلك باسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي فيما رواه عن أبي يحيى ، عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال : سئل الباقر عليه السلام عن فضل ليلة النصف من شعبان ، فقال : هي أفضل ليلة بعد ليلة القدر ، فيها يمنح الله العباد فضله ، ويغفر لهم بمنه ، فاجتهدوا في القربة إلى الله تعالى فيها ، فانها ليلة آلى الله عز
وجل على نفسه أن لا يرد فيها سائلا ما لم يسأل الله معصية ، وانها الليلة التي جعلها الله لنا أهل البيت بازاء ما جعل ليلة القدر لنبينا صلى الله عليه وآله . فاجتهدوا في الدعاء والثناء على الله تعالى ، فانه من سبح الله تعالى فيها مائة مرة وحمدهمائة مرة وكبره مائة مرة ( وهلله مائة مرة ) ، غفر الله له ما سلف من معاصيه ، وقضى له حوائج الدنيا والاخرة ، ما التمسه وما علم حاجته إليه وان لم يلتمسه منه تفضلا على عباده .

قال أبو يحيى : فقلت لسيدنا الصادق عليه السلام : وأي شئ أفضل الأدعية ؟ فقال : إذا أنت صليت العشاء الاخرة فصل ركعتين تقرء في الاولى الحمد وسورة الجحد ، وهي ( قل يا ايها الكافرون ) ، واقرأ في الركعة الثانية الحمد وسورة
التوحيد ، وهي ( قل هو الله أحد ) ، فإذا أنت سلمت قلت : سبحان الله - ثلاثا وثلاثين مرة ، والحمد لله - ثلاثا وثلاثين مرة ، والله أكبر - أربعا وثلاثين مرة ، ثم قل : ( يا من إليه يلجأ العباد في المهمات ، وإليه يفزع الخلق في الملمات ، يا عالم الجهر والخفيات ، يا من لا يخفى عليه خواطر الأوهام ، وتصرف الخطرات ، يا رب الخلائق والبريات ، يا من بيده ملكوت الأرضين والسماوات . أنت الله لا إله إلا أنت أمت إليك بلا إله إلا أنت ، فيا لا إله إلا أنت اجعلني في هذه الليلة ممن
نظرت إليه فرحمته ، وسمعت دعاءه فأجبته ، وعلمت استقالته فأقلته ، وتجاوزت عن سالف خطيئته وعظيم جريرته ، فقد استجرت بك من ذنوبي ، ولجأت إليك في ستر عيوبي . اللهم فجد علي بكرمك وفضلك ، واحطط خطاياي بحلمك وعفوك ،
وتغمدني في هذه الليلة بسابغ كرامتك ، واجعلني فيها من أوليائك الذين اجتبيتهم لطاعتك ، واخترتهم لعبادتك ، وجعلتهم خالصتك وصفوتك . اللهم اجعلني ممن سعد جده ، وتوفر من الخيرات حظه ، واجعلني ممن سلم فنعم ، وفاز فغنم ، واكفني شر ما أسلفت ، واعصمني من الازدياد في معصيتك ، وحبب إلي طاعتك وما يقربني منك ويزلفني عندك . سيدي إليك يلجأ الهارب ، ومنك يلتمس الطالب ، وعلى كرمك يعول المستقيل التائب ، أدبت عبادك بالتكرم وأنت أكرم الأكرمين ، وأمرت بالعفو عبادك وأنت الغفور الرحيم . اللهم فلا تحرمني مارجوت من كرمك ، ولا تؤيسني من سابغ نعمك ، ولا تخيبني من جزيل قسمك في هذه الليلة لأهل طاعتك ، واجعلني في جنة من شرار خلقك ، رب إن لم أكن من أهل ذلك فأنت أهل الكرم والعفو والمغفرة ، جد علي بما أنت أهله لا بما أستحقه ، فقد حسن ظني بك ، وتحقق رجائي لك ، وعلقت نفسي بكرمك وأنت أرحم الراحمين ، وأكرم الأكرمين . اللهم واخصصني من كرمك بجزيل قسمك ، وأعوذ بعفوك من عقوبتك ، واغفر  لي الذنب الذي يحبس عني الخلق ويضيق علي الرزق حتى أقوم بصالح رضاك وأنعم بجزيل عطائك ، وأسعد بسابغ نعمائك فقد لذت بحرمك ، وتعرضت لكرمك ، واستعذت بعفوك من عقوبتك وبحلمك من غضبك ، فجد بما سألتك وأنل ما التمست منك ، أسألك بك لا بشئ هو أعظم منك )
ثم تسجد وتقول عشرين مرة : يا رب يا الله - سبع مرات لا حول ولا قوة إلا بالله - سبع مرات ، ما شاء الله - عشر مرات
( 1 ) لا قوة إلا بالله - عشر مرات ، ثم تصلي على النبي صلى الله عليه وآله وتسأل الله حاجتك ، فو الله بها بعدد القطر لبلغك الله عز وجل إياها بكرمه وفضله ( 2 ) .

رواية اخرى في هذه السجدة بعد هذا الدعاء رواها محمد بن علي الطرازي في كتابه فقال : ثم تسجد وتقول عشرين مرة : يا رب يا رب صل على محمد وآل محمد ( 3 ) - سبع مرات ، لا حول ولا قوة إلا بالله - سبع مرات ، ما شاء الله - عشر مرات ، لا قوة إلا بالله - عشر مرات ، ثم تصلي على رسول الله ( 4 ) صلى الله عليه وآله وأهل بيته ما بدا لك ، ثم تصلي بعد هذه الصلاة وقبل صلاة الليل الأربع ركعات بألف مرة ( قل هو الله احد ) ( 5 ) .

رواية اخرى في هذه السجدة بعد هذا الدعاء من كتاب محمد بن علي الطرازي : وروى محمد بن علي الطرازي في كتابه أن مولانا الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام صلى هذه الصلاة ليلة النصف من شعبان ، ودعا بدعاء يا من إليه يلجأ العباد في المهمات - الى آخره ، ثم سجد فقال في سجوده : يا رب - عشرين مرة ، يا الله - سبع مرات ، يا رب محمد - سبع مرات ، لا حول ولا قوة إلا بالله - عشر مرات ( 6 ) .

ومما ذكره جدي أبو جعفر الطوسي بعد السجدة التي رويناها عنه ما هذا لفظه وتقول :  إلهي تعرض لك في هذا الليل المتعرضون ، وقصدك فيه القاصدون ، وأمل فضلك ومعروفك الطالبون ، ولك في هذا الليل نفحات وجوائز وعطايا
ومواهب ، تمن بها على من تشاء من عبادك ، وتمنعها من لم تسبق له العناية منك ، وها أنا ذا عبدك الفقير إليك ، المؤمل فضلك ومعروفك . فان كنت يا مولاي تفضلت في هذه الليلة على أحد من خلقك وعدت عليه بعائدة من عطفك ، فصل على
محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الخيرين الفاضلين ، وجد علي بطولك ومعروفك يا رب العالمين ، وصلى الله على محمد خاتم النبيين وآله الطاهرين وسلم تسليما ان الله حميد مجيد ، اللهم اني ادعوك كما امرت فاستجب لي كما وعدت انك لا تخلف الميعاد ( 7 ) .

* ( هامش ) *
1 - ما شاء الله لاقوة الا بالله سبع مرات ( خ ل ) .
2 - مصباح المتهجد 2 : 831 ، عنه البحار 98 : 408 - 411 ،
رواه الشيخ في اماليه 1 : 302 ، عنه البحار 97 : 85 ، الوسائل 8 : 106 .
3 - بحق محمد وآل محمد ( خ ل ) .
4 - على النبي ( خ ل ) .
5 - عنه البحار 98 : 411 .
6 - ما شاء الله سبع مرات ، لا قوة الا بالله عشر مرات ( خ ل ) . ( * )
7 - عنه البحار 98 : 411 ، رواه في مصباح المتهجد : 2 : 830 ، عنه البحار 97 : 88 . ( * )