• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

هلم معي إلى صلاة ابن عمر

هلم معي إلى صلاة ابن عمر
وأما صلاته مع من غلب وتأمر فمن شواهد جهله بشأن العبادات وتهاونه بالدين الحنيف، ولعبه بشعائر الله شعائر الاسلام المقدس، قد استحوذ عليه الشيطان فأنساه ذكر الله، اعتذر الرجل بهذه الخزاية عن تركه الصلاة وراء خير البشر أحد الخيرتين. أحب الناس إلى الله ورسوله، علي أمير المؤمنين المعصوم بلسان الله العزيز، وعن إقامته إياها وراء الحجاج الفاتك المستهتر، وقد جاء من طريق سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل قال: اختلفت أنا وذر المرهبي (1) في الحجاج فقال: مؤمن. وقلت: كافر. قال الحاكم: وبيان يا عجبا من عبد هذيل (يعني عبد الله بن مسعود) يزعم أنه يقرأ قرآنا من عند الله، والله ما هو إلا رجز من رجز الأعراب، والله لو أدركت عبد هذيل لضربت عنقه (2) وزاد ابن عساكر: ولأخلين منها المصحف ولو بضلع خنزير.
وذكر ابن عساكر في تاريخه: 69 من خطبة له قوله: اتقوا الله ما استطعتم فليس فيها مثوبة، واسمعوا وأطيعوا لأمير المؤمنين عبد الملك فإنها المثوبة، والله لو أمرت الناس أن يخرجوا من باب من أبواب المسجد فخرجوا من باب آخر لحلت لي دمائهم و أموالهم.
على أن ابن عمر هو الذي جاء بقوله عن رسول الله صلى الله عليه وآله: في ثقيف كذاب ومبير.
أو قوله: إن في ثقيف كذابا ومبيرا (3) وأطبق الناس سلفا وخلفا على أن المبير هو الحجاج قال الجاحظ: خطب الحجاج بالكوفة فذكر الذين يزورون قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة فقال: تبا لهم إنما يطوفون بأعواد ورمة بالية هلا طافوا بقصر أمير المؤمنين عبد الملك؟ ألا يعلمون أن خليفة المرأ خير من رسوله (4)؟
وقال الحافظ ابن عساكر في تاريخه 4: 81: اختلف رجلان فقال أحدهما: إن الحجاج كافر، وقال الآخر: إنه مؤمن ضال. فسألا الشعبي فقال لهما: إنه مؤمن بالجبت والطاغوت، كافر بالله العظيم.
وقال: وسئل عنه واصل بن عبد الأعلى فقال: تسألوني عن الشيخ الكافر.
وقال: قال القاسم بن مخيمرة: كان الحجاج ينتفض من الاسلام.
وقال: قال عاصم بن أبي النجود: ما بقيت لله تعالى حرمة إلا وقد انتهكها الحجاج.
وقال: قال طاوس: عجبت لإخواننا من أهل العراق يسمون الحجاج مؤمنا.
وقال الأجهوري: وقد اختار الإمام محمد بن عرفة والمحققون من اتباعه كفر الحجاج. الاتحاف ص 22.
دع هذه كلها وخذ ما أخرجه الترمذي وابن عساكر من طريق هشام بن حسان أنه قال: أحصي ما قتل الحجاج صبرا فوجد مائة ألف وعشرون ألفا (5) ووجد في سجنه ثمانون ألفا محبوسون، منهم ثلاثون ألف امرأة (6) وكانت هذه المجزرة الكبرى والسجن العام بين يدي ابن عمر ينظر إليهما من كثب، أدرك أيام الحجاج كلها ومات وهو حي يذبح ويفتك.
أمثل هذا الجائر الغادر الآثم يتأهل للايتمام به دون سيد العرب مثال القداسة والكرامة؟.
وهل ابن عمر نسي يوم بايع الحجاج ما اعتذر به من امتناعه عن بيعة ابن الزبير لما قيل له: ما يمنعك أن تبايع أمير المؤمنين - ابن الزبير - فقد بايع له أهل العروض وعامة أهل الشام؟ فقال: والله لا أبايعكم وأنتم واضعوا سيوفكم على عواتقكم تصيب أيديكم من دماء المسلمين (7).
هلا كان ابن عمر ونصب عينيه ما كانت تصيبه أيدي الحجاج وزبانيته من دماء المسلمين، دماء أمة كبيرة من عباد الله الصالحين، دماء نفوس زكية من شيعة آل الله؟
فكيف ائتم به وبايعه؟ وبأي كتاب أم بأية سنة ساغ له حنث يمينه يوم بايع ابن الزبير ومد يده إلى بيعته وهي ترجف من الضعف بعد ما بايعه رؤس الخوارج أعداء الاسلام، المارقين من الدين: نافع بن الأزرق، وعطية بن الأسود، ونجدة بن عامر؟. (8)
ليتني أدري وقومي أفي شريعة الاسلام حكم للغلبة يركن إليه المسلم في الصلاة التي هي عماد الدين وأفضل أعمال أمة محمد صلى الله عليه وآله؟ أو أن الايتمام في الجمعة والجماعة يدور مدار تحقق البيعة وإجماع الأمة، وعدم النزاع بين الإمام وبين من خالفه من الخوارج عليه؟ أو أن هاتيك الأعذار - أعذار ابن عمر - أحلام نائم وأماني كاذبة لا طائل تحتها؟ انظر إلى ضئولة عقل ابن عمر يحسب أن الأمة تتلقى خزعبلاته بالقبول، وتراه بها معذورا في طاماته، ذاهلا عن أن هذه المعاذير أكثر معرة من بوادره والانسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره.
كان الرجل يصلي مع الحجاج بمكة كما قاله ابن سعد (1) وقال ابن حزم في المحلى 4: 213: كان ابن عمر يصلي خلف الحجاج ونجدة (2) وكان أحدهما خارجيا، والثاني أفسق البرية. وذكره أبو البركات في بدائع الصنائع 1: 156.
أليس أحق الناس بالإمامة أقرؤهم لكتاب الله وأعلمهم بالسنة؟ أليس من السنة الصحيحة الثابتة قوله صلى الله عليه وآله: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القرائة سواء فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلما؟! (3)
أم لم يكن منها قوله صلى الله عليه وآله: إن سركم أن تقبل صلاتكم فليؤمكم خياركم، فإنهم وفدكم فيما بينكم وبين ربكم؟! (4).
أو لم يكن يسر ابن عمر أن تقبل صلاته؟ أم كان يروقه من صلاة الحجاج أنه وخطباؤه كانوا يلعنون عليا وابن الزبير؟ (5) أم كان يعلم أن الصلاة وغيرها من القربات لا تنجع لأي مسلم إلا بالولاية لسيد العترة سلام الله عليه (6) وابن عمر على نفسه بصيرة، ويراه فاقدا إياها، بعيدا عنها، فايتمامه عندئذ بالإمام العادل أو الجائر المستهتر سواسية؟.
إن كان الرجل يجد الغلبة ملاك الايتمام فهلا إئتم بمولانا أمير المؤمنين عليه السلام وكان هو الغالب في وقعة الجمل ويوم النهروان؟ ولم يكن في صفين مغلوبا وإنما لعب ابن العاصي فيها بخديعته فالتبس الأمر على الأغرار، لكن أهل البصائر عرفوها فلم يتزحزحوا عن معتقدهم طرفة عين، وقبل هذه الحروب انعقدت البيعة بخليفة الحق من غير معارض ولا مزاحم حتى يتبين فيه الغالب من المغلوب، فكان إمام العدل عليه السلام هو المستولي على عرش الخلافة والمحتبي بصدر دستها، فلماذا تركه عليه السلام ابن عمر ولم يأتم به وقد تم أمره، بتمام شروط البيعة وملاك الايتمام على رأيه هو؟!
ومن نجدة الخارجي؟ ومتى غلب على جميع الحواضر الإسلامية؟ وما قيمته وقيمة الايتمام به ورسول الله صلى الله عليه وآله يعرف الخوارج بالمروق من الدين بقوله: يخرج قوم من أمتي يقرأون القرآن ليست قراءتكم إلى قراءتهم بشئ، ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشئ، ولا صيامكم إلى صيامهم بشئ، يقرأون القرآن يحسبون أنه لهم، وهو عليهم، لا تجاوز صلاتهم تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية (15).
وبقوله صلى الله عليه وآله وسلم: سيخرج قوم في آخر الزمان حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قوله البرية، يقرأون القرآن، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم عند الله يوم القيامة (16).
وبقوله صلى الله عليه وآله: سيكون في أمتي اختلاف وفرقة، قوم يحسنون القيل ويسيئون الفعل، يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ثم لا يرجعون حتى يرتد على فوقه، هم شر الخلق، طوبى لمن قتلهم وقتلوه يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شئ، من قاتلهم كان أولى بالله منهم. قالوا: يا رسول الله! ما سيماهم؟ قال: التحليق (17).
وبقوله صلى الله عليه وآله: يخرج من قبل المشرق قوم كان هديهم هكذا يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ثم لا يرجعون إليه ووضع يده على صدره، سيماهم التحليق لا يزالون يخرجون حتى يخرج آخرهم، فإذا رأيتموهم فاقتلوهم. مستدرك الحاكم 2: 147.
وبقوله صلى الله عليه وآله: يوشك أن يأتي قوم مثل هذا يتلون كتاب الله وهم أعداؤه، يقرؤن كتاب الله محلقة رؤسهم، فإذا خرجوا فاضربوا رقابهم. المستدرك 2: 145.
وبقوله صلى الله عليه وآله إن أقواما من أمتي أشدة، ذلقة ألسنتهم بالقرآن، لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن المأجور من قتلهم. المستدرك 2: 146.
وبقوله صلى الله عليه وآله: الخوارج كلاب النار (18) من طريق صححه السيوطي في الجامع الصغير.
فما قيمة صحابي لا ينتجع مما جاء عن النبي الأقدس صلى الله عليه وآله من الكثير الصحيح في الناكثين والقاسطين والمارقين؟ ولم ير قط قيمة لتلكم النصوص، ويضرب عنها صفحا ولم يتبصر بها في دينه، ويتترس تجاه ذلك الحكم البات النبوي عن التقاعس عن تلك المشاهد بأنها فتنة. أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون؟.
لقد ذاق ابن عمر وبال أمره بتركه واجبه من البيعة لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام والتبرك بيده الكريمة التي هي يد رسول الله صلى الله عليه وآله وهو خليفته بلا منازع، وبتركه الايتمام به والدخول في حشده وهو نفس الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم والبقية منه، بذل البيعة لمثل الحجاج الفاجر فضرب الله عليه الذلة والهوان هاهنا حتى أن ذلك المتجبر الكذاب المبير لم ير فيه جدارة بأن يناوله يده فمد إليه رجله فبايعها. وأخذه الله بصلاته خلفه وخلف نجدة المارق من الدين، وحسبه بذينك هوانا في الدنيا ولعذاب الآخرة أشد وأبقى، وكان من أخذه سبحانه إياه أن سلط عليه الحجاج فقتله وصلى عليه (19) ويا لها من صلاة مقبولة ودعاء مستجاب من ظالم غاشم؟
____________

(1) كان من عباد أهل الكوفة، أحد رجال الصحاح الستة.
(2) مستدرك الحاكم 3: 556، تاريخ ابن عساكر 4: 69.
(3) صحيح الترمذي 9: 64، و ج 13: 294، مسند أحمد 2: 91، 92، تاريخ ابن عساكر 4: 50.
(4) النصايح لابن عقيل ص 81 ط 2.
(5) صحيح الترمذي 9: 64، تاريخ ابن عساكر 4: 80، تيسير الوصول 4: 36.
(6) تاريخ ابن عساكر 4: 80، المستطرف 1: 66.
(7) سنن البيهقي 8: 192.
(8) سنن البيهقي 8: 193.
(9) الطبقات الكبرى 4: 110.
(10) نجدة بن عامر - عمير - اليماني من رؤس الخوارج زائغ عن الحق، خرج باليمامة عقب موت يزيد بن معاوية، وقدم مكة، وله مقالات معروفة، وأتباع انقرضوا، قتل في سنة سبعين.
لسان الميزان 6: 148.
(11) صحيح مسلم 2: 133، صحيح الترمذي 6: 34، سنن أبي داود 1: 96.
(12) نصب الراية 2: 26.
(13) راجع المحلى لابن حزم 5: 64.
(14) راجع الجزء الثاني ص 301.
(15) صحيح الترمذي 9: 37، سنن البيهقي 8: 170، وأخرجه مسلم وأبو داود كما في تيسير الوصول 4: 31.
(16) أخرجه الخمسة إلا الترمذي كما في تيسير الوصول 4: 32، والبيهقي في السنن الكبرى 8: 170.
(17) سنن أبي داود 2: 284، مستدرك الحاكم 2: 147، 148، سنن البيهقي 8:
171، وللشيخين عن أبي سعيد نحوه كما في تيسير الوصول 4: 33.
(18) مسند أحمد 4: 355، سنن ابن ماجة 1: 74.
(19) الاستيعاب 1: 369، أسد الغابة 3: 230.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page