• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

معذرة أخرى لابن عمر

معذرة أخرى لابن عمر
ولابن عمر معذرة أخرى، أخرج أبو نعيم في الحلية 1: 292 من طريق نافع عن ابن عمر أنه أتاه رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن؟ أنت ابن عمر وصاحب رسول الله صلى الله عليه وآله فما يمنعك من هذا الأمر؟ قال: يمنعني أن الله تعالى حرم علي دم المسلم قال: فإن الله عز وجل يقول: قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله. قال: قد فعلنا وقد قاتلناهم حتى كان الدين لله، فأنتم تريدون أن تقاتلوا حتى يكون الدين لغير الله.
وأخرج في الحلية 1 ص 294 من طريق القاسم بن عبد الرحمن: إنهم قالوا لابن عمر في الفتنة الأولى: ألا تخرج فتقاتل؟ فقال: قد قاتلت والأنصاب بين الركن والباب حتى نفاها الله عز وجل من أرض العرب، فأنا أكره أن أقاتل من يقول لا إله إلا الله.
دع ابن عمر يحسب نفسه أفقه من كل الصحابة من المهاجرين الأولين والأنصار الذين باشروا الحرب مع أمير المؤمنين عليه السلام في تلكم المعامع، ولكن هل كان يجد نفسه أفقه من رسول الله صلى الله عليه وآله حيث أمر أصحابه بمناصرة مولانا أمير المؤمنين عليه السلام فيها، وأمره صلوات الله عليه بمباشرة هاتيك الحروب الدامية ونهى عن التثبط عنها.
وهل كان صلى الله عليه وآله يعلم أن المقاتلين من الفئتين من أهل لا إله إلا الله فأمر بالمقاتلة مع علي عليه السلام؟ أو عزب عنه علم ذلك فأمر بإراقة دماء المسلمين؟ غفرانك اللهم.
وهل علم صلى الله عليه وآله بأن نتيجة ذلك القتال أن يكون الدين لغير الله فحض عليه؟
أو فاته ذلك لكن علمه ابن عمر فتجنبه؟ أعوذ بالله من شطط القول.
وما أشبه اعتذار ابن عمر اعتذار أبيه يوم أمره رسول الله صلى الله عليه وآله بقتل ذي الثدية رأس الخوارج فما قتله واعتذر بأنه وجده متخشعا واضعا جبهته لله. راجع الجزء السابع ص 216.
ثم إن كون الدين لغير الله هل كان من ناحية مولانا أمير المؤمنين علي وكان هو وأصحابه يريدونه؟ أو من ناحية مناوئيه ومن بغى عليه من الفئة الباغية؟ والأول لا يتفق مع ما جاء في الكتاب الكريم والسنة الشريفة في حق الإمام علي عليه السلام وفي مواليه وتابعيه ومناوئيه، وفي خصوص الحروب الثلاث، كما هو مبثوث في مجلدات كتابنا هذا، وإن ذهل أو تذاهل عنها ابن عمر.
وإن كان يريد الثاني فلماذا بايع معاوية بعد أن تقاعد عن بيعة أمير المؤمنين عليه السلام ؟ هذه أسئلة ووجوه لا أدري هل يجد ابن عمر عنها جوابا في محكمة العدل الإلهي؟
لا أحسب، ولعله يتخلص عنها بضئولة العقل المسقط للتكليف.
وأعجب من هذه كلها ما جاء به أبو نعيم في الحلية 1: 309 من قول ابن عمر:
إنما كان مثلنا في هذه الفتنة كمثل قوم كانوا يسيرون على جادة يعرفونها فبينما هم كذلك إذ غشيتهم سحابة وظلمة، فأخذ بعضهم يمينا وشمالا فأخطأ الطريق، وأقمنا حيث أدركنا ذلك حتى جلى الله ذلك عنا فأبصرنا طريقنا الأول فعرفنا وأخذنا فيه، إنها هؤلاء فتيان قريش يقتتلون على هذا السلطان وعلى هذه الدنيا، ما أبالي أن لا يكون لي ما يقتل (1) بعضهم بعضا بنعلي هاتين الجرداوين.
ليت شعري متى غشيت الأمة سحابة وظلمة فأقام الرجل حيث أدرك ذلك؟
أعلى العهد النبوي وهو أصفا أدوار الجو الديني؟ أم في دور الخلافة؟ وقد بايع الرجل شيخ تيم وأباه، وهما عنده خيرا خلق الله واحدا بعد واحد، فلا يرى فيه غشيان الظلمة أو قبول السحابة، واعطف على ذلك أيام عثمان فقد بايعه ولم يتسلل عنه حتى يوم مقتله كما مر في ص 23 من هذا الجزء، فلم تكن أيام عثمان عنده أيام ظلمة وسحابة وإن كان من ملقحي فتنتها بما ارتآه، فلم يبق إلا عهد الخلافة العلوية وملك معاوية بن أبي سفيان. أما معاوية فقد بايعه الرجل طوعا ورغبة وإن رآه رسول الله صلى الله عليه وآله ملكا عضوضا ولعن صاحبه. وبايع يزيد بن معاوية بعد ما أخذ مائة ألف من معاوية، فلم يبق دور ظلمة عنده إلا أيام خلافة خير البشر سيد الأمة مولانا أمير المؤمنين علي عليه السلام، وفيها أخذ بعضهم يمينا وشمالا فأخطأ الطريق، وكانت الأدوار مجلاة قبل ذلك و بعده أيام إمارة معاوية ويزيد وعبد الملك والحجاج، فقد أبصر الرجل طريقه المهيع الأول عند ذلك فعرفه وأخذ فيه وبايعهم.
وهل هنا من يسائل الرجل عن الذين أخطأوا الطريق ببيعتهم وانحيازهم؟ هل هم الذين بايعوا أمير المؤمنين عليه السلام؟ وهم الصحابة العدول والبدريون من المهاجرين والأنصار، والأمة الصالحة من التابعين من رجالات المدينة المشرفة وغيرها من الأمصار الإسلامية. أو الذين أكبوا على تلكم الأيدي العادية فبايعوها؟ من طغام الشام، سفلة الأعراب، وبقية الأحزاب، وأهل المطامع والشره. فيرى هل تحدوه القحة والصلف إلى أن يقول بالأول؟ ونصب عينه قول رسول الله صلى الله عليه وآله: إن تولوا عليا تجدوه هاديا مهديا يسلك بكم الطريق المستقيم.
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: إن تؤمروا عليا ولا أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا يسلك بكم الطريق المستقيم.
وقوله صلى الله عليه وآله: إن تستخلفوا عليا وما أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا يحملكم على المحجة البيضاء. إلى أحاديث أخرى أوعزنا إليها في الجزء الأول ص 12.
أو أن النصفة تلقى على روعه فينطق وهو لا يشعر بما يقول فيقول بالثاني فينقض ما ارتكبه من بيعة القوم جميعا؟.
ثم إن من غريب المعتقد ما ارتئاه من أن فتيان قريش كانوا يقتتلون على السلطان ويبغون بذلك حطام الدنيا وهو يعلم أن لهذا الحسبان شطرين، فشطر لعلي أمير المؤمنين وأصحابه، وهو الذي كانت الدنيا عنده كعفطة عنز كما لهج به صلوات الله عليه وصدق الخبر الخبر، وكانت نهضته تلك بأمر من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعهد منه إليه وإلى أصحابه كما تقدم في هذا الجزء والجزء الثالث.
وشطر لطلحة والزبير ولمعاوية، أما الأولان فيعرب عن مرماهما قول مولانا أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة له: كل واحد منهما يرجو الأمر له ويعطفه عليه دون صاحبه لا يمتان إلى الله بحبل، ولا يمدان إليه بسبب، كل واحد منهما حامل ضب لصاحبه، وعما قليل يكشف قناعه به، والله لئن أصابوا الذي يريدون لينزعن هذا نفس هذا، و ليأتين هذا على هذا، قد قامت الفئة الباغية فأين المحتسبون؟.
ولما خرج طلحة والزبير وعائشة إلى البصرة جاء مروان بن الحكم إلى طلحة و - الزبير وقال: على أيكما أسلم بالإمارة، وأنادي بالصلاة؟ فسكتا، فقال عبد الله بن الزبير: على أبي. وقال محمد بن طلحة: على أبي. فأرسلت عائشة إلى مروان: أتريد أن ترمي الفتنة بيننا؟ أو قالت: بين أصحابنا، مروا ابن أختي فليصل بالناس. يعني عبد الله بن الزبير. مرآة الجنان لليافعي 1: 95 وأما معاوية فهو الذي صدق فيه ظنه بل تنجز يقينه، وقد عرفه بذلك أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم وتعرفه إياك بغايته الوحيدة ونفسيته الذميمة كلماتهم، وابن عمر لا يصيخ إليها وقد أصمه وأعماه حب العبشميين، فاتبع هواه وأضله، وإليك نمازج من تلكم الكلم:
1 - قال هاشم المرقال مخاطبا أمير المؤمنين عليا عليه السلام: سر بنا يا أمير المؤمنين إلى هؤلاء القوم القاسية قلوبهم الذين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، وعملوا في عباد الله بغير رضا الله، فأحلوا حرامه، وحرموا حلاله، واستهوى بهم الشيطان، ووعدهم الأباطيل، ومناهم الأماني حتى أزاغهم عن الهوى، وقصد بهم قصد الردى، وحبب إليهم الدنيا، فهم يقاتلون على دنياهم رغبة فيها كرغبتنا في الآخرة؟. إلخ.
كتاب صفين ص 125، شرح ابن أبي الحديد 1: 282، جمهرة الخطب 1: 151.
2 - ومن كلام لهاشم المرقال أيضا: يا أمير المؤمنين! فأنا بالقوم جد خبير، هم لك ولأشياعك أعداء، وهم لمن يطلب حرث الدنيا أولياء، وهم مقاتلوك ومجادلوك، لا يبقون جهدا مشاحة على الدنيا، وضنا بما في أيديهم منها، ليس لهم إربة غيرها إلا ما يخدعون به الجهال من طلب دم ابن عفان، كذبوا ليسوا لدمه ينفرون، ولكن الدنيا يطلبون.
كتاب ابن مزاحم ص 103، شرح ابن أبي الحديد 1: 278.
3 - من خطبة ليزيد بن قيس الأرحبي: إن المسلم من سلم دينه ورأيه، وإن هؤلاء القوم والله ما إن يقاتلوننا على إقامة دين رأونا ضيعناه، ولا على إحياء حق رأونا أمتناه، ولا يقاتلوننا إلا على هذه الدنيا ليكونوا فيها جبابرة وملوكا، ولو ظهروا عليكم - لا أراهم الله ظهورا وسرورا - إذن لوليكم مثل سعيد (2) والوليد (3) وعبد الله بن عامر (4) السفيه يحدث أحدهم في مجلسه بذيت وذيت، ويأخذ ماله الله ويقول: لا إثم علي فيه، كأنما أعطي تراثه من أبيه. كيف؟ إنما هو مال الله أفاءه علينا بأسيافنا ورماحنا، قاتلوا عباد الله! القوم الظالمين الحاكمين بغير ما أنزل الله، ولا تأخذكم فيهم لومة لائم، إنهم إن يظهروا عليكم يفسدوا عليكم دينكم ودنياكم، وهم من قد عرفتم وجربتم، والله ما - أرادوا باجتماعهم عليكم إلا شرا، واستغفر الله العظيم لي ولكم.
كتاب صفين ص 279، تاريخ الطبري 6: 10، شرح ابن أبي الحديد 1: 485.
4 - من مقال لعمار بن ياسر بصفين: امضوا معي عباد الله إلى قوم يطلبون فيما يزعمون بدم الظالم لنفسه، الحاكم على عباد الله بغير ما في كتاب الله، إنما قتله الصالحون المنكرون للعدوان، الآمرون بالاحسان. فقال هؤلاء الذين لا يبالون إذا سلمت لهم دنياهم ولو درس هذا الدين: لم قتلتموه؟ فقلنا: لأحداثه. فقالوا: إنه ما أحدث شيئا وذلك لأنه مكنهم من الدنيا فهم يأكلونها ويرعونها ولا يبالون لو انهدت عليهم الجبال، والله ما أظنهم يطلبون دمه إنهم ليعلمون أنه لظالم، ولكن القوم ذاقوا الدنيا فاستحبوها واستمروها، وعلموا لو أن صاحب الحق لزمهم لحال بينهم وبين ما يأكلون ويرعون فيه منها، ولم يكن للقوم سابقة في الاسلام يستحقون بها الطاعة والولاية، فخدعوا أتباعهم بأن قالوا: قتل إمامنا مظلوما. ليكونوا بذلك جبابرة وملوكا، وتلك مكيدة قد بلغوا بها ما ترون، ولولا هي ما بايعهم من الناس رجلان.
كتاب صفين ص 361، تاريخ الطبري 6: 21، شرح ابن أبي الحديد 1: 504، الكامل لابن الأثير 3: 123، تاريخ ابن كثير 7: 266 واللفظ لابن مزاحم.
5 - من خطبة لعبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي: يا أمير المؤمنين! إن القوم لو كانوا الله يريدون، ولله يعملون، ما خالفونا، ولكن القوم إنما يقاتلوننا فرارا من الأسوة وحبا للأثرة، وضنا بسلطانهم، وكرها لفراق دنياهم التي في أيديهم، وعلى إحن في نفوسهم، وعداوة يجدونها في صدورهم لوقائع أوقعتها يا أمير المؤمنين! بهم قديمة، قتلت فيها آباءهم وإخوانهم.
كتاب صفين ص 114، شرح ابن أبي الحديد 1: 281، جمهرة الخطب 1: 148.
6 - من كلام لشبث بن ربعي مخاطبا معاوية: إنه والله لا يخفى علينا ما تغزو ما تطلب. إلى آخر ما يأتي في هذا الجزء.
7 - قال وردان غلام عمرو بن العاص له: اعتركت الدنيا والآخرة على قلبك، فقلت: علي معه الآخرة في غير دنيا، وفي الآخرة عوض من الدنيا، ومعاوية معه الدنيا بغير آخرة، وليس في الدنيا عوض الآخرة. فقال عمرو:
يا قاتل الله وردانا وفتنته * أبدى لعمرك ما في النفس وردان
لما تعرضت الدنيا عرضت لها * بحرص نفسي وفي الأطباع ادهان
نفس تعف وأخرى الحرص يقلبها * والمرء يأكل تبنا وهو غرثان
أما علي فدين ليس يشركه * دنيا وذاك له دنيا وسلطان
فاخترت من طمعي دنيا على بصر * وما معي بالذي أختار برهان
إلى آخر أبيات مرت في ج 2: 128، ومر لعمرو بن العاص قوله:

معاوي لا أعطيك ديني ولم أنل * بذلك دنيا فانظرن كيف تصنع
فإن تعطني مصرا فأربح بصفقة * أخذت بها شيخا يضر وينفع
وما الدين والدنيا سواء وإنني * لآخذ ما تعطي ورأسي مقنع

إلى آخر ما أسلفناه في ج 2: 44.
8 - من كتاب لمحمد بن مسلمة الأنصاري إلى معاوية: وأما أنت فلعمري ما طلبت إلا الدنيا، ولا اتبعت إلا الهوى. فإن تنصر عثمان ميتا فقد خذلته حيا. كتاب صفين ص 86.
9 - قال نصر: لما اشترطت عك والاشعرون على معاوية ما اشترطوا من الفريضة والعطاء فأعطاهم (5)، لم يبق من أهل العراق أحد في قلبه مرض إلا طمع في معاوية وشخص بصره إليه حتى فشا ذلك في الناس، وبلغ ذلك عليا فساءه، وجاء المنذر بن أبي حميصة الوادعي (6) وكان فارس همدان وشاعرهم فقال: يا أمير المؤمنين؟ إن عكا والأشعريون طلبوا إلى معاوية الفرائض والعطاء فأعطاهم، فباعوا الدين بالدنيا، وإنا رضينا بالآخرة من الدنيا، وبالعراق من الشام، وبك من معاوية، والله لآخرتنا خير من دنياهم، ولعراقنا خير من شامهم، ولإمامنا أهدى من إمامهم، فاستفتحنا بالحرب، وثق منا بالنصر، واحملنا على الموت. ثم قال في ذلك:
إن عكا سألوا الفرائض والأشعر * سألوا جوائزا بثنيه (7)

تركوا الدين للعطاء وللفرض * فكانوا بذاك شر البريه
وسألنا حسن الثواب من الله * وصبرا على الجهاد ونيه
فلكل ما سأله ونواه * كلنا يحسب الخلاف خطيه
ولأهل العراق أحسن في الحرب * إذا ما تدانت السمهريه

ولأهل العراق أحمل للثقل * إذا عمت العباد بليه
ليس منا من لم يكن لك في * الله وليا يا ذا الولا والوصيه

فقال علي: حسبك رحمك الله، وأثنى عليه خيرا وعلى قومه. وانتهى شعره إلى معاوية فقال معاوية: والله لأستميلن بالأموال ثقات علي، ولأقسمن فيهم المال حتى تغلب دنياي آخرته.
كتاب صفين ص 495، شرح ابن أبي الحديد 2: 293.
1 - من كتاب لمولانا أمير المؤمنين إلى معاوية: واعلم يا معاوية؟ أنك قد ادعيت أمرا لست من أهله لا في القدم ولا في الولاية، ولست تقول فيه بأمر بين تعرف لك به أثرة، ولا لك عليه شاهد من كتاب الله، ولا عهد تدعيه من رسول الله، فكيف أنت صانع؟ إذا انقشعت عنك جلابيب ما أنت فيه من دنيا أبهجت بزينتها، وركنت إلى لذتها، وخلي فيها بينك وبين عدو جاهد ملح، مع ما عرض في نفسك، من دنيا قد دعتك فأجبتها، وقادتك فاتبعتها، وأمرتك فأطعتها، فاقعس عن هذا الأمر، وخذ أهبة الحساب، فإنه يوشك أن يقفك واقف على ما لا يجنك منه مجن، ومتى كنتم يا معاوية! ساسة للرعية؟ أو ولاة لأمر هذه الأمة بغير قدم حسن؟ ولا شرف سابق على قومكم، فشمر لما قد نزل بك، ولا تمكن الشيطان من بغيته فيك، مع أني أعرف أن الله ورسوله صادقان، فنعوذ بالله من لزوم سابق الشقاء، وإلا تفعل أعلمك ما أغفلك من نفسك، فإنك مترف قد أخذ منك الشيطان مأخذه، فجرى منك مجرى الدم في العروق.
كتاب صفين ص 122، نهج البلاغة 2: 10، شرح ابن أبي الحديد 3: 410.
11 - روي: أن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال لحبيب (8) بن مسلمة في بعض خرجاته بعد صفين: يا حبيب! رب مسير لك في غير طاعة الله. فقال له حبيب: أما إلى أبيك فلا. فقال له الحسن: بلى والله ولقد طاوعت معاوية على دنياه وسارعت في هواه، فلئن كان قام بك في دنياك لقد قعد بك في دينك، فليتك إذا أسأت الفعل أحسنت القول فتكون كما قال الله تعالى: وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا.
ولكنك كما قال الله تعالى: بل ران على قلوبهم ما كانوا يسكبون (9).
12 - قال القحذمي: لما قدم معاوية المدينة، قال: أيها الناس؟ إن أبا بكر رضي الله عنه لم يرد الدنيا ولم ترده، وأما عمر فأرادته الدنيا ولم يردها، وأما عثمان فنال منها ونالت منه، وأما أنا فمالت بي وملت بها، وأنا ابنها وهي أمي وأنا ابنها، فإن لم تجدوني خيركم فأنا خير لكم. العقد الفريد 2: 300.
إلى كلمات أخرى تعرب عن مدى غايات معاوية وتركاضه وراء حطام الدنيا وملكها العضوض.




(1) في تعليق الحلية: المعنى ما يقتل بعضهم بعضا عليه والله أعلم.
(2) سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية والي معاوية على المدينة.
(3) الوليد بن عقبة السكير أخو عثمان لأمه.
(4) عبد الله بن عامر ولاه معاوية على البصرة ثلاث سنين.
(5) اشترطوا على معاوية أن يجعل لهم فريضة ألفي رجل في ألفين ألفين، ومن هلك فابن عمه مكانه [كتاب صفين 493].
(6) الوادعي: نسبة إلى وادعة: بطن من همدان.
(7) البثنية: منسوبة إلي قرية بالشام بين دمشق وأذرعات، وإليها تنسب الحنطة البثنية، وهي أجود أنواع الحنطة.
(8) نزيل الشام كان مع معاوية في حروبه.
(9) الاستيعاب 1: 123.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page