• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

بقية ما جاء في المناقب:16-30

16 - أخرج ابن عساكر في تاريخه 4: 224 من طريق الحسن بن محمد بن الحسن
أبي علي الأبهري المالكي نزيل دمشق إلى شداد بن أوس مرفوعا: أبو بكر أرأف أمتي وأرحمها. وعمر بن الخطاب خير أمتي وأعدلها. وعثمان أحيا امتي وأكرمها وأصدقها.
وأبو الدرداء أعبد أمتي وأتقاها. ومعاوية أحكم أمتي وأجودها.
وفي لفظ العقيلي من طريق بشير بن زاذان عن عمر بن صبح عن ركن عن شداد بن أوس مرفوعا: أبو بكر أوزن أمتي، و (عمر) حير أمتي، وعثمان أحيى أمتي، و معاوية أحكم أمتي. (لسان الميزان 2: 37)
وفي لفظ السيوطي نقلا عن العقيلي أيضا: أبو بكر أوزن أمتي وأرحمها. وعمر خير أمتي وأكملها، وعثمان أحيى أمتي وأعدلها، وعلي أوفى أمتي وأوسمها، وعبد الله بن مسعود أمين أمتي وأوصلها، وأبو ذر أزهد أمتي وأرقها، وأبو الدرداء أعدل أمتي وأرحمها، ومعاوية أحلم أمتي وأجودها. (اللئالي 1: 428)
قال الأميني: قال الحافظ ابن عساكر: هذا الحديث ضعيف. ونحن على يقين من أن الباحث بعد ما أوقفناه على ترجمة رجال الاسناد يحكم بالوضع لا بالضعف كما حكم به الحافظ وإليك الرجال:
1 - بشير بن زاذان. ضعفه الدارقطني وغيره، واتهمه ابن الجوزي، وقال ابن معين: ليس بشئ، وذكره الساجي وابن الجارود والعقيلي في الضعفاء، وقال ابن عدي: أحاديثه ليس لها نور، وهو ضعيف غير ثقة، يحدث عن جماعة ضعفاء وهو بين الضعف.
وقال ابن حجر في ترجمته بعد ذكر الحديث: ولا يتابع بشير بن زاذان على هذا ولا يعرف إلا به ولما ذكر له ابن الجوزي حديثا في فضل الصحابة قال: هو المتهم به عندي فإما أن يكون من فعله، أو من تدليسه من الضعفاء. وقال ابن حبان: غلب الوهم على حديثه حتى بطل الاحتجاج. (1)
2 - عمر بن صبح أبو نعيم الخراساني، قال ابن راهويه: أخرجت خراسان ثلاثة لم يكن لهم في الدنيا نظير في البدعة والكذب: جهم بن صفوان. عمر بن صبح. مقاتل بن سليمان. وقال البخاري في التاريخ الأوسط: حدثني يحيي اليشكري عن علي بن جرير سمعت عمر بن صبح يقول: أنا وضعت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم وقال أبو حاتم وابن عدي: منكر الحديث. وقال ابن حبان: يضع الحديث على الثقات لا يحل كتب حديثه إلا على وجه التعجب. وقال الأزدي: كذاب. وقال الدارقطني: متروك. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ لا متنا ولا إسنادا. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال - العقيلي: ليس حديثه بالقائم وليس بالمعروف بالنقل. وقال أبو نعيم: روى عن قتادة و مقاتل الموضوعات. ميزان الاعتدال 2: 262، تهذيب التهذيب 7: 463.
3 - ركن الشامي، وهاه ابن المبارك، وقال يحيي: ليس بشئ. وقال النسائي والدارقطني: متروك. وقال أبو أحمد الحاكم: يروي عن مكحول أحاديث موضوعة.
وقال ابن الجارود: ليس بثقة. وعن ابن حماد: إنه متروك الحديث. وقال عبد الله بن المبارك. لإن أقطع الطريق أحب إلي من أن أروي عن عبد القدوس الشامي، وعبد القدوس خير من مائة مثل ركن. تاريخ ابن عساكر 5: 327، تاريخ الخطيب 8: 436، ميزان الاعتدال 1: 340، لسان الميزان 2: 462.
هذا شأن إسناد الرواية ونكل النظرة إليها متنا إلى سعة باع الباحث ثقة بوقوفه على ما فصلناه في أجزاء كتابنا هذا مما تعرف به جلية الحال.
لفظ آخر بإسناد آخر:
عن علي بن عبد الله عن علي بن أحمد عن خلف بن عمرو العكبري عن محمد بن إبراهيم عن يزيد الخلال عن أحمد بن القاسم بن مهران عن محمد بن بشير بن زاذان عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو بكر خير أمتي وأتقاها، وعمر أعزها وأعدلها، وعثمان أكرمها وأحياها، وعلي ألبها وأوسمها، وابن مسعود آمنها وأعدلها، وأبو ذر أزهدها وأصدقها، وأبو الدرداء أعبدها، ومعاوية أحلمها وأجودها.
قال السيوطي في اللئالي المصنوعة 1: 428: في هذا الطريق أيضا مجروحون، و قد خلط بشير بن زاذان في إسناده.
ونحن نقول: لو لم يكن في الاسناد من المجروحين إلا يزيد الخلال لكفاه علة، قال يحيى بن معين: كذاب، وقال أبو سعيد: قد أدركت يزيد هذا وهو ضعيف قريب مما قال يحيى. (2) وقال أبو داود: ضعيف، وقال الدارقطني: ضعيف جدا، وقال ابن عدي: ليس بذاك المعروف (3).

17- عن أنس بن مالك قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من أصحابه يقال له سفينة بكتاب إلى معاذ إلى اليمن فلما صار في الطريق إذا بالسبع رابض في وسط الطريق فخاف أن يجوز فيقوم إليه فقال: أيها السبع إني رسول رسول الله إلى معاذ، وهذا كتاب رسول الله. فقام السبع فهرول قدامه غلوة ثم همهم ثم صرخ وتنحي عن الطريق، فمضى بكتاب رسول الله إلى معاذ، ثم رجع بالجواب فإذا هو بالسبع فخاف أن يجوز فقال: أيها السبع إني رسول رسول الله من عند معاذ، وهذا جواب كتاب رسول الله من معاذ. فقام السبع فصرخ ثم همهم ثم تنحى عن الطريق، فلما قدم أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: أو تدرون ما قال أول مرة؟ قال: كيف رسول الله وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي؟ وأما الثاني:
فقال: إقرأ رسول الله وأبا بكر وعمر وعثمان وعليا وسلمان وصهيبا وبلالا مني السلام.
(تاريخ ابن عساكر 3: 314).
قال الأميني: مثل هذه الرواية التي فيها أعلام النبوة، وكرامة الخلفاء، وفضل جمع من الصحابة لا بد من أن تلوكه الأشداق، وتتداوله الألسن، وتكثر روايته في المجامع والأندية، ولا تخص بحافظ الشام بين أئمة الحديث وحفاظه، وقد تفرد به ابن عساكر، وقال ابن بدران في غير موضع: كل ما تفرد به ابن عساكر فهو ضعيف راجع تاريخه ج 4: 236، و ج 5: 183، 184، وعلى الرواية نفسها من ملامح الافتعال ما لا يخفي.
وما أعرف هذا السبع بالخلفاء حتى ذكرهم مرتين، وأهدى إليهم السلام على ترتيب خلافتهم، فكأن علم الغيب القي إلى السباع شطره فعرفوا خلفاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يستخلفوا، وعرفت من الصحابة أناسا ليسوا هم في الغارب والسنام، كما أنها جهلت بأناس هم في الذروة العالية من جلالة الصحبة وعظمتها، فحذفت عمن سلم عليهم أسمائهم وبلغ تزلفها إلى الطبقة الواطئة من الموالي، أو هكذا تكون رشحات عالم الغيب؟ أم هكذا تخبط السباع خبط عشواء؟ أم هذه كلها جناية الغلو في الفضائل؟.

18- أخرج ابن عساكر في تاريخه 2: 85 من طريق أحمد بن محمد الأنصاري الجبيلي (4) عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش:
إن من له عند الله حق فليأت، قلنا: يا رسول الله؟ ومن له على الله حق؟ قال: من أحب أبا بكر وعمر وعثمان، ومن لم يفضل عليهم أحدا.
قال الأميني: قال ابن عساكر: هذا الحديث غريب جدا والعهدة فيه على أحمد ابن محمد الجبيلي.
والأنصاري ترجمه الذهبي في ميزان الاعتدال 1: 73 فقال: ليس بثقة نزل الجزيرة، وهاه ابن حبان وغير واحد. وقال ابن حجر في لسان الميزان 1: 302: حديث منكر.
ومتن الحديث كما ترى أقوى شاهد على بطلانه، وإنما هو رأي ابن عمر فحسب يشذ عن الكتاب والسنة كما فصلنا القول حوله في الحديث الرابع، فليضرب به عرض الحائط.

19- أخرج ابن عساكر من طريق إبراهيم بن محمد بن أحمد القرميسيني عن أنس بن مالك مرفوعا: من أحب أن ينظر إلى إبراهيم عليه السلام في خلته فلينظر إلى أبي بكر في سماحته، ومن أحب أن ينظر إلى نوح في شدته فلينظر إلى عمر بن الخطاب في شجاعته ومن أحب أن ينظر إلى إدريس في رفعته فلينظر إلى عثمان في رحمته، ومن أحب أن ينظر إلى يحيي بن زكريا في جهادته فلينظر إلى علي بن أبي طالب في طهارته.
(تاريخ الشام 2: 251)
قال ابن عساكر: هذا الحديث شاذ بالمرة، وفي إسناده جماعة ممن أمرهم مجهول لا يعرف حالهم فلا يوثق بهم وهو إلى الوضع أقرب منه إلى الضعف. ا هـ.
قال الأميني: حذف ابن بدران مهذب التاريخ سند الرواية وهو كما في لسان الميزان 4: 317، القرميسيني عن عمر بن علي بن سعيد عن يونس عن محمد بن القاسم عن أبي يعلى عن محمد بن بكار عن ابن أبي ثابت البناني عن أنس.
وقال: قال عقبة: هذا إسناد عمر، وفي إسناده غير واحد مجهول. وقال الذهبي في الميزان 2: 266: إسناد مظلم بخبر لم يصح.

20- عن عمر بن عبد المجيد الميانشي ثنا مسلمة ثنا أبو سعد محمد بن سعيد الريحاني وعاش عشرين ومائة سنة قال: حدثنا: أبو سالم عبد الله بن سالم وعاش مائة وثلاثين سنة، حدثني أبو الدنيا محمد (1) بن الأشج حدثني علي بن أبي طالب رفعه: ما كان رفع العرش إلا بحب أبي بكر وعمر وعثمان وعلي. الحديث.
قال ابن السمعاني في حديث رواه بالطريق المذكور: هذا حديث باطل ورجاله مجاهيل. لسان الميزان 3: 155.
وقال الذهبي: أبو الدنيا الأشج كذاب طرقي. وقال: حدث بقلة حياء بعد الثلاث مائة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فافتضح بذلك وكذبه النقادون، قال الخطيب: علماء النقل لا يثبتون قوله، مات سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، وللحفاظ فيه وفي بطلان حديثه كلمات ضافية راجع لسان الميزان 4: 134 - 140.

21- أخرج العقيلي في الضعفاء من طريق المقري عن عمر بن عبيد البصري أبي حفص الخزاز عن سهيل بن ذكوان المدني عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه رفعه: أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم عثمان.
قال الأميني: عمر بن عبيد ضعفه أبو حاتم كان بياع الخمر كما ذكره ابن حبان والذهبي (2) وفيه سهيل قال الدوري عن ابن معين: سهيل والعلاء بن عبد الرحمن حديثهما قريب من السواء وليس حديثهما بحجة، وقال: لم يزل أصحاب الحديث يثقون حديثه وقال: ضعيف، وسئل مرة فقال: ليس بذاك، وقال غيره: إنما أخذ عنه مالك قبل التغير. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطئ. وذكر العقيلي عن يحيى أنه قال: هو صويلح وفيه لين.    ميزان الاعتدال 1: 432، تهذيب التهذيب 4: 264.

22- ذكر القاضي أبو يوسف في الآثار ص 207 عن أبي حنيفة: إن رجلا أتى عليا رضي الله عنه فقال: ما رأيت أحدا خيرا منك فقال له: هل رأيت النبي صلى الله عليه وسلم؟
قال: لا. قال: فهل رأيت أبا بكر وعمر رضي الله عنهما؟ قال: لا. قال: لو أخبرتني: أنك

23-رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ضربت عنقك، ولو أخبرتني: أنك رأيت أبا بكر وعمر لأوجعنك عقوبة.
قال الأميني: إنك لو أمعنت النظر فيما ذكرناه في ترجمة أبي يوسف في ج 8 ص 30، 31 طبع 1، لأغناك عن مؤنة البرهنة على تفنيد هذه الرواية وما يجري مجراها.
على أنها مضادة لما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله من أن عليا خير البشر وما جاء عنه صلى الله عليه وآله وسلم من تأويل قوله سبحانه: أولئك هم خير البرية. بعلي عليه السلام وشيعته (7) فالرواية مخالفة للكتاب والسنة فأحر بها أن تضرب عرض الجدار. وإنها على طرف نقيض مع نظرية أمير المؤمنين عليه السلام في نفسه عند مقايستها مع القوم، فهو الذي يقول:
متى وقع الشك في مع الأول حتى صرت أقرن بهذه النظائر. ويقول: لقد تقمصها ابن أبي قحافة وهو يعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى. إلى كثير مما يشبه بعضه بعضا من نظائر هذا القول. راجع غير واحد من أجزاء هذا الكتاب.

24- أخرج ابن عدي عن محمد بن نوح، ثنا جعفر بن محمد الناقد، ثنا عمار بن هارون المستملي البصري، نا قزعة بن سويد البصري، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس رفعه: ما نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر. وفيه: وأبو بكر وعمر مني بمنزلة هارون من موسى.
وأخرجه من طريق ابن جرير الطبري عن بشير بن دحية عن قزعة بن سويد. (8) أقول: في الاسناد عمار المستملي الدلال، قال أبو الضريس: سألت ابن المديني عنه فلم يرضه، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ. وقال أيضا: يسرق الحديث. وقال العقيلي: قال لي موسى بن هارون: عمار أبو ياسر متروك الحديث. وقال الخطيب: سمع منه أبو حاتم ولم يرو عنه وقال: متروك الحديث وقال ابن حبان: ربما أخطأ.
[ميزان الاعتدال 2: 245، تهذيب التهذيب 7: 407]
وفيه قزعة أبو محمد البصري، قال أحمد: مضطرب الحديث وقال أيضا: شبه المتروك.
وقال أبو حاتم: ليس بذاك القوي محله الصدق وليس بالمتين يكتب حديثه ولا يحتج به،

وقال البخاري: ليس بذاك القوي. وقال الآجري: سألت أبا داود عن قزعة فقال: ضعيف كتبت إلى العباس العنبري أسأله عنه فكتب إلي أنه ضعيف، وقال النسائي: ضعيف وقال ابن حبان: كان كثير الخطأ فاحش الوهم، فلما كثر ذلك في روايته سقط الاحتجاج بأخباره، وقال البزار: لم يكن بالقوي. وقال العجلي: فيه ضعيف (9).
وفي إسناد الطبري بشر بن دحية، ضعفه الذهبي وقال بعد رواية هذا الحديث عنه: هذا كذب ومن بشر؟ وقال: قزعة ليس بشئ (10).

25- أخرج الحافظ4 العاصمي في زين الفتى شرح سورة هل أتى من طريق الحاكم أبي أحمد عن أبي ميمون أحمد بن محمد بن ميمون بن كوثر بن حكيم الهمداني بحلب عن إسحاق بن إبراهيم بن الأخيل العبسي عن ميسر (11) بن إسماعيل، عن الكوثر بن حكيم الهمداني عن نافع عن ابن عمر مرفوعا: إن أرأف أمتي لها أبو بكر، وإن أجلها في أمر الله لعمر، وإن أشدها حياء عثمان، وإن أقضاها لعلي، وإن اقرأها لأبي، وإن أفرضها زيد بن ثابت، وإن أصدقها لهجة أبو ذر، وإن أعلمها بالحلال والحرام لمعاذ بن جبل، وإن حبر هذه الأمة عبد الله بن عباس، ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة الجراح.
قال الأميني: في الاسناد مجاهيل يروي واحد عن آخر عن كوثر وهو كما قال أبو زرعة: ضعيف. وقال يحيى بن معين: ليس بشئ. وقال أحمد بن حنبل: أحاديثه بواطيل ليس بشئ. وقال الدارقطني وغيره مجهول، وقال: ضعيف منكر الحديث، وقال الجوزجاني: لا يحل كتابة حديثه عندي لأنه متروك، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ، وقال ابن أبي حاتم؟ سألت أبي عنه فقال: ضعيف الحديث، قلت: هو متروك؟
قال: لا، ولا أعلم له حديثا مستقيما وهو ليس بشئ، وقال الساجي: ضعيف. وقال - البرقاني والدارقطني: متروك الحديث، وقال الحاكم وأبو نعيم: روى أحاديث مناكير
وذكره العقيلي والدولابي وابن الجارود وابن شاهين في الضعفاء، وقال أبو الفتح:
ضعيف. (12)

- أخرج الحافظ العاصمي في زين الفتى عن سلسلة مجاهيل تنتهي إلى علي بن يزيد عن أبي سعد البقال عن أبي محجن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أرأف الناس بهذه الأمة أبو بكر الصديق، وأقواها بأمر الله عمر، وأشدها حياء عثمان، وأعلمها بفصل قضاء علي بن أبي طالب، وأعلمها بحساب الفرائض زيد بن ثابت، وأعلمها بناسخ من منسوخ معاذ بن جبل، وأقرأها أبي بن كعب، ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح.
قال الأميني: من رجال الاسناد بعد المجاهيل علي بن يزيد وهو أبو الحسن الكوفي الأكفاني نظرا إلى طبقته، قال أبو حاتم: ليس بقوي منكر الحديث عن الثقات، وقال ابن عدي: أحاديثه لا تشبه أحاديث الثقات وعامة ما يرويه لا يتابع عليه. (13)
عن أبي سعد البقال الكوفي سعيد بن المرزبان الأعور قال ابن معين: ليس بشئ لا يكتب حديثه، وقال عمرو بن علي: ضعيف الحديث، متروك الحديث، وقال أبو زرعة:
لين الحديث مدلس، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: لا يحتج بحديثه، وقال النسائي: ضعيف، وقال أيضا، ليس بثقة ولا يكتب حديثه، وقال الدارقطني:
متروك. وقال الساجي: صدوق فيه ضعف، وقال العجلي: ضعيف، وقال ابن حبان:
كثير الوهم فاحش الخطأ (14) وقال ابن حجر في الإصابة 4: 174: أبو سعيد ضعيف ولم يدرك أبا محجن. عن
أبي محجن الثقفي وما أدراك ما الثقفي: كان يدمن الخمر، منهمكا في الشراب، حده عمر في سبع مرات ونفاه إلى جزيرة في البحر، وبعث معه رجلا فهرب منه، وهو صاحب الشعر الدائر السائر:
إذا مت فادفني إلى جنب كرمة * تروي عظامي بعد موتي عروقها
ولا تدفنني بالفلاة فإنني * أخاف إذا ما مت أن لا أذوقها

هذا أبو محجن فانظر ماذا ترى، وأنت بين أمرين إما أن تأخذ بكتاب الله وفيه قوله تعالى: إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا (15) وإما أن تجنح إلى ما جاء به القوم من خرافة: الصحابة كلهم عدول. لا يستوي الحسنة ولا السيئة، لا يستوي أصحاب النار و أصحاب الجنة، لا يستوي الخبيث والطيب، أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون.

26- أخرج الحافظ العاصمي في زين الفتى بإسناده عن أبي علي الهروي عن المأمون عن أحمد بن سعد العبادي عن يزيد بن هارون عن عبد الأعلى بن مسافر عن الشعبي عن المصطلقي رجل من بني المصطلق قال: بعثني قومي بنو المصطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألون إلى من يدفعون صدقاتهم بعد وفاته فلقيني علي بن أبي طالب فسألني فقلت:
أرسلني قومي بنو المصطلق إلى رسول الله فسألونه إلى من يدفعون صدقاتهم بعده فقال علي: إذا سألته فأخبرني ما قال لك فأتى رسول الله فأخبره أن قومه أرسلوه يسألونه إلى من يدفعون صدقاتهم بعدك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إدفعوها إلى أبي بكر فرجع المصطلقي إلى علي فأخبره فقال له علي: ارجع إليه فسائله إن كان أبو بكر يموت إلى من يدفعونها؟ فأتاه فسأله فقال: ادفعوها إلى عمر. فرجع إلى علي فأخبره فقال له علي:
ارجع فقل له: إن كان عمر يموت إلى من يدفعونها؟ فقال: ادفعوها إلى عثمان. فرجع إلى علي فأخبره فقال له علي: ارجع فسائله إلى من يدفعونها بعد عثمان، فقال له - الرجل: إني لأستحي أن أرجع بعد هذا.
قال الأميني: هلم معي نقرأ صحيفة مما جاء في رجال إسناد هذه الرواية التي تبنى عليها وعلى أمثالها الخلافة الإسلامية عند بعض رجالات القوم.
1 - أبو علي الهروي هو أحمد بن عبد الله الجويباري (16) قال ابن عدي: كان يضع الحديث لابن كرام على ما يريده، فكان ابن كرام يخرجها في كتبه عنه. وقال ابن حبان:
دجال من الدجاجلة، روى عن الأئمة ألوف حديث ما حدثوا بشئ عنها. وقال النسائي: كذاب. وقال الذهبي: ممن يضرب المثل بكذبه، وقال البيهقي: إني أعرفه

حق المعرفة بوضع الأحاديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد وضع عليه أكثر من ألف حديث وسمعت الحاكم يقول: هو كذاب خبيث ووضع كثيرا في فضائل الأعمال لا تحل رواية حديثه من وجه، وقال الخليلي: كذاب يروي عن الأئمة أحاديث موضوعة، وكان يضع لابن كرام أحاديث مصنوعة، وكان ابن كرام يسمعها وكان مغفلا. وقال أبو سعيد النقاش: لا نعرف أحدا أكثر وضعا منه. إلى كلمات أخرى لدة هذه.
ميزان الاعتدال 1: 50، لسان الميزان 1: 193، اللئالي المصنوعة 1: 21، الغدير 5: 214 ط 2.
2 - المأمون بن أحمد السلمي الهروي يروي عنه الجويباري، قال ابن حبان:
دجال. وقال ابن حبان أيضا: سألته متى دخلت الشام؟ قال: سنة خمسين ومأتين، قلت:
فإن هشاما الذي تروي عنه مات سنة خمس وأربعين ومائتين، فقال: هذا هشام بن عمار آخر. ومما وضع على الثقات (فذكر حديثا) ثم قال: وإنما ذكرته ليعرف كذبه لأن الأحداث كتبوا عنه بخراسان. وقال أبو نعيم: خبيث وضاع يأتي عن الثقات مثل هشام ودحيم بالموضوعات، ومثله يستحق من الله تعالى ومن الرسول ومن المسلمين اللعنة. و قال الحاكم في المدخل بعد ذكر حديث عنه: ومثل هذه الأحاديث يشهد من رزقه الله أدنى معرفة بأنها موضوعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أو كما قال. وقال الذهبي: أتى بطامات وفضائح. ميزان الاعتدال 3: 4، لسان الميزان 5: 7.
3 - أحمد بن سعد العبادي، لا أعرفه ولم أجد له ذكرا في الكتب والمعاجم.
4 - عبد الأعلى بن مسافر (الصحيح: ابن أبي المساور) الزهري أبو مسعود الجرار الكوفي نزيل المدائن. قال ابن معين: ليس بشئ. زاد إبراهيم: كذاب، وعن ابن معين أيضا ليست بثقة. وعن علي بن المديني: ضعيف ليس بشئ. وقال ابن عمار الموصلي:
ضعيف ليس بحجة. وقال أبو زرعة: ضعيف جدا، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث يشبه المتروك، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو داود: ليس بشئ. وقال النسائي:
متروك الحديث. وقال في موضع آخر: ليس بثقة ولا مأمون. وقال ابن نمير: متروك الحديث. وقال الدارقطني: ضعيف: وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالقوي عندهم.
وقال الساجي: منكر الحديث. وقال أبو نعيم الاصبهاني: ضعيف جدا ليس بشئ.

تهذيب التهذيب 6: 48.
27 - أخرج البخاري في تاريخه الكبير 4 ق 2: 442 عن إسحاق بن إبراهيم عن عمرو بن الحارث الزبيدي عن ابن سالم عن الزبيدي قال حميد بن عبد الله عن عبد - الرحمن بن أبي عوف، عن ابن عبد ربه عن عاصم بن حميد قال: كان أبو ذر يقول: إلتمست النبي صلى الله عليه وسلم في بعض حوائط المدينة فإذا هو قاعد تحت نخلة فسلم علي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما جاء بك؟ فقال: جئت النبي صلى الله عليه وسلم، فأمره أن يجلس وقال: ليأتينا رجل صالح فسلم أبو بكر، ثم قال: ليأتينا رجل صالح فجاء عمر فسلم، وقال: ليأتينا رجل صالح فأقبل عثمان بن عفان، ثم جاء علي فسلم فرد عليه مثله، ومع النبي صلى الله عليه وسلم حصيات فسبحن في يده فناولهن أبا بكر فسبحن في يده، ثم عمر فسبحن في يده، ثم عثمان فسبحن في يده.
رجال الاسناد.
1 - إسحق بن إبراهيم الحمصي المعروف بابن زبريق، قال النسائي: ليس بثقة وقال محمد بن عون: ما أشك أن إسحاق بن زبريق يكذب (17).
2 - عمرو بن الحارث الحمصي، قال الذهبي: لا تعرف عدالته (18).
3 - عبد الله بن سالم الشامي الحمصي. كان يذمه أبو داود لقوله: أعان علي على قتل أبي بكر وعمر (19) فالرجل ناصبي لا يصغى إلى قيله وأحسب أنه آفة الرواية وهي كما ترى يطفح النصب من جوانبها.
4 - حميد بن عبد الله أو حميد بن عبد الرحمن، مجهول لا يعرف.
5 - ابن عبد ربه، إن كان هو محمد المروزي فهو ضعيف كما في لسان الميزان 5: 244، وإن كان غيره فهو مجهول، ونفس البخاري الذي ذكره لا يعرف منه إلا أنه [ابن عبد ربه] ولا يسميه ولا يذكر له غير روايته هذه.
6 - عاصم بن حميد الحمصي الشامي، قال البزار: لم يكن له من الحديث ما نعتبر
به حديثه، وقال ابن القطان: لا نعرف أنه ثقة (20) 7 - أبو ذر الغفاري، أنا لا أدري أن أبا ذر هذا هل هو الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر؟ أو الذي يقول فيه عثمان: إنه شيخ كذاب، ورآه أهلا لأن يهلك في المنفى؟ ولست أدري من الحكم هيهنا هل الذي يخضع لقول النبي صلى الله عليه وآله؟ أو الذي يبرر موقف عثمان ويبرءه عن كل شية، وعلى كل ففي من قبله من رواة السوء كفاية في تفنيد الحديث.
ولعل الباحث بعد قرائة ما سردناه من حديث أبي ذر ومواقفه ونقمته على عثمان وما جرى بينهما لا يذعن قط بهذه الأفيكة ولا يصدق أن يكون أبو ذر الصادق المصدق هو صاحب هذه الرواية المختلقة.
وهذا الاسناد الملفق من رجال حمص (21) يذكرني قول ياقوت الحموي في معجم البلدان 3: 341 قال: ومن عجيب ما تأملته من أمر حمص فساد هوائها وتربتها اللذين يفسدان العقل حتى يضرب بحماقتهم المثل، إن أشد الناس على علي رضي الله عنه بصفين مع معاوية كان أهل حمص، وأكثرهم تحريضا عليه وجدا في حربه، فلما انقضت تلك الحروب ومضى ذلك الزمان صاروا من غلاة الشيعة، حتى أن في أهلها كثيرا ممن رأى مذهب النصيرية، وأصلهم الإمامية الذين يسبون السلف، فقد التزموا الضلال أولا وأخيرا، فليس لهم زمان كانوا فيه على الصواب.
لفظ آخر بإسناد آخر:
أخرج البيهقي عن أبي الحسن علي بن أحمد بن عبدان عن أحمد بن عبيد الصفار عن محمد بن يونس الكديمي عن قريش بن أنس عن صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن رجل يقال له: سويد بن يزيد السلمي [أو: الوليد بن سويد] قال: سمعت أبا ذر يقول:
لا أذكر عثمان إلا بخير بعد شئ رأيته، كنت رجلا أتبع خلوات رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته يوما جالسا وحده فاغتنمت خلوته فجئت حتى جلست إليه فجاء أبو بكر فسلم عليه ثم جلس عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جاء عمر فسلم وجلس عن يمين أبي بكر،
ثم جاء عثمان فسلم ثم جلس عن يمين عمر، وبين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع حصيات، أو قال تسع حصيات فأخذهن في كفه فسبحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النخل، ثم وضعهن فخرسن، ثم أخذهن فوضعهن في كف أبي بكر فسبحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النخل، ثم وضعهن فخرسن، ثم تناولهن فوضعن في يد عمر فسبحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النخل، ثم وضعهن فخرسن، ثم تناولهن فوضعهن في يد عثمان فسبحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النخل، ثم وضعهن فخرسن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذه خلافة النبوة. (22)
قال الأميني: هذا الاسناد مضافا إلى ما في رجاله من المجهول والضعيف ومن تغير عقله (23) وأسنده إليه من سمع عنه بعد اختلاطه كما في تهذيب التهذيب 8: 375.
فيه: محمد بن يونس الكديمي وقد عرفناك ترجمته في الجزء التاسع 311 ط 1، وإنه كذاب وضاع من بيت عرف بالكذب. كان يكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى العلماء ولعله وضع على الثقات أكثر من ألف حديث.
اقرأ واعجب من خلافة تدعم بمثل هذه الخزاية، ثم اعجب من حفاظ أخرجوها في تآليفهم محتجين بها ساكتين عنها وهم يعلمون ما فيها من العلل، وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون.
لفت نظر:
من عجيب ما نراه في هذه الرواية وأمثالها من الموضوعات في مناقب الثلاثة أو الأربعة تنظيم هذا الصف المنضد كالبنيان المرصوص الذي لا اختلاف فيه. فلا يأتي قط أولا إلا أبو بكر، وثانيا إلا عمر، وثالثا إلا عثمان، ورابعا إن كان لهم رابع إلا علي عليه السلام سبحان الله فكأنهم متبانون على هذا الترتيب، فلا يتقدم أحد أحدا، ولا يتأخر أحد عن أحد، ففي حديث التسبيح: جاء أبو بكر فسلم، ثم جاء عمر فسلم، ثم جاء عثمان فسلم، ثم جاء علي فسلم.
في حديث البستان عن أنس: جاء أبو بكر، ثم جاء عمر، ثم جاء عثمان (24).
وفي حديث بئر أريس عن أبي موسى: جاء أبو بكر، ثم جاء عمر، ثم جاء عثمان (25)
وفي حديث استيذانهم على النبي صلى الله عليه وآله وهو مضطجع على فراشه عن عائشة: استأذن أبو بكر، ثم جاء عمر فاستأذن، ثم جاء عثمان فاستأذن. راجع ص 274 من الجزء التاسع وفي حديث الفخذ والركبة: استأذن أبو بكر، ثم جاء عمر فاستأذن، ثم جاء عثمان فاستأذن. كما مر في الجزء التاسع ص 274، 275 ط 2.
وفي حديث جابر بالأسواف: يطلع عليكم رجل من أهل الجنة فطلع أبو بكر، ثم طلع عمر، ثم طلع عثمان. مجمع الزوائد 9: 57.
وفي حديث حائط من حوائط المدينة عن بلال جاء أبو بكر يستأذن، ثم جاء عمر، ثم جاء عثمان. فتح الباري 7: 30.
وفي حديث التبشير بالجنة عن عبد الله بن عمر: جاء أبو بكر فاستأذن، ثم جاء عمر فاستأذن، ثم جاء عثمان فاستأذن (26).
وفي حديث خطبة الزهراء فاطمة سلام الله عليها: جاء أبو بكر، ثم عمر، ثم علي. ذخائر العقبى ص 27.
وفي حديث بناء مسجد المدينة عن عايشة: جاء أبو بكر بحجر فوضعه، ثم جاء عمر بحجر فوضعه، ثم جاء عثمان بحجر فوضعه (27).
فهل هذا حكم القدر يأتي بهم متتابعين؟ أو قضية التباني طيلة حياة النبي الأقدس صلى الله عليه وآله وسلم فلا يقبلون إلا بهذا الترتيب؟ أو هو من حكم الطبيعة فلا يختلف ولا يتخلف؟ أو أنه من ولائد الاتفاق لكنه لم يتفاوت في أي من الموارد؟ أو أنه من مشتهيات الوضاعين الذين يتحرون ترتيب الفضيلة هكذا؟ ولعل القول بالأخير هو المتعين فحسب

28عن زيد بن أبي أوفى قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجده. وفي لفظ:
خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مسجد المدينة، فجعل يقول: أين فلان؟ أين
فلان؟ فلم يزل يبعث إليهم ويتفقدهم حتى اجتمعوا عنده فلما توافوا عنده حمد الله وأثنى عليه ثم قال: إني محدثكم حديثا فاحفظوه وعوه وحدثوا به من بعدكم، إن الله عز وجل اصطفى من خلقه خلقا ثم تلا: والله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس خلقا يدخلهم الجنة، وإني أصطفي منكم من أحب أن أصطفيه ومواخ بينكم كما آخى الله عز وجل بين ملائكته، فقم يا أبا بكر! فقام فجثا بين يديه فقال: إن لك عندي يدا الله يجزيك بها، فلو كنت متخذا خليلا لاتخذتك خليلا، فأنت مني بمنزلة قميصي من جسدي، وحرك قميصه بيده. ثم قال: ادن يا عمر! فدنا منه فقال: لقد كنت شديد الشغب علينا يا أبا حفص! فدعوت الله أن يعز الاسلام بك أو بأبي جهل، ففعل الله ذلك بك وكنت أحبهما إلى الله، فأنت معي في الجنة ثالث ثلاثة من هذه الأمة، ثم آخى بينه وبين أبي بكر.
ثم دعا عثمان فقال: ادن يا أبا عمرو! فلم يزل يدنو منه حتى ألصق ركبتيه بركبتيه فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماء فقال: سبحان الله العظيم. ثلاث مرات. ثم نظر إلى عثمان وكانت أزراره محلولة فزرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ثم قال: اجمع عطفي رداءك على نحرك، إن لك شأنا في أهل السماء، أنت ممن يرد علي حوضي (وفي لفظ: يرد علي يوم القيامة) وأوداجك تشخب دما، فأقول لك: من فعل بك هذا؟ فتقول: فلان وفلان، وذلك كلام جبرئيل إذا هتف من السماء فقال: ألا إن عثمان أمير على كل مخذول.
ثم دعا عبد الرحمن بن عوف فقال: ادن يا أمين الله! أنت أمين الله، وتسمى في السماء:
الأمين، يسلطك الله على مالك بالحق، أما إن لك عندي دعوة وعدتكها وقد أخرتها فقال: خر لي يا رسول الله، قال: حملتني يا عبد الرحمن! أمانة ثم قال: إن لك شأنا يا عبد الرحمن! أما إنه أكثر الله مالك وجعل يقول بيده: هكذا وهكذا، ثم آخى بينه وبين عثمان.
ثم دعا طلحة والزبير فقال: ادنوا مني فدنوا منه فقال لهما: أنتما حواري كحواري عيسى بن مريم ثم آخى بينهما.
ثم دعا عمار بن ياسر وسعدا فقال: يا عمار! تقتلك الفئة الباغية، ثم آخى بينهما، ثم دعا عويمر بن زيد أبا الدرداء وسلمان الفارسي وقال: يا سلمان! أنت منا أهل البيت
وقد آتاك الله العلم الأول والآخر والكتاب الأول والكتاب الآخر، ثم قال: ألا أرشدك يا أبا الدرداء؟ قال: بلى بأبي أنت وأمي يا رسول الله! قال: إن تفتقدهم تفقدوك وإن تركتهم لا يتركوك، وإن تهرب منهم يدركوك، فاقرضهم عرضك ليوم فقرك، واعلم أن الجزاء أمامك. ثم آخى بينهما.
ثم نظر في وجوه أصحابه فقال: أبشروا وقروا عينا، أنتم أول من يرد علي الحوض وأنتم في أعلى الغرف، ثم نظر إلى عبد الله بن عمر وقال: الحمد لله يهدي من الضلالة من يحب، ويلبس الضلالة على من أحب، فقال علي: يا رسول الله! لقد ذهبت روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري، فإن كان هذا من سخط علي فلك العتبي والكرامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي، وأنت أخي ووارثي، قال:
يا رسول الله! وما أرث منك؟ قال: ما ورثت الأنبياء من قبلي. قال: ما ورثته الأنبياء من قبلك؟ قال: كتاب ربهم وسنة نبيهم، وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي (وأنت أخي ورفيقي) (28) ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: إخوان على سرر متقابلين. الأخلاء في الله ينظر بعضهم إلى بعض.
قال الأميني: قال أبو عمر في الاستيعاب 1: 191 في ترجمة زيد بن أبي أوفى: روى حديث المواخاة بتمامه إلا أن في إسناده ضعفا.
وقال ابن حجر في الإصابة 1: 510: روى حديثه ابن أبي حاتم والحسن بن سفيان والبخاري في التاريخ الصغير من طريق ابن شرحبيل عن رجل من قريش عن زيد بن أبي أوفى قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله مسجد المدينة فجعل يقول: أين فلان؟
أين فلان؟ فلم يزل يتفقدهم ويبعث إليهم حتى اجتمعوا عنده. فذكر الحديث في إخاء النبي صلى الله عليه وآله ولحديثه طرق عن عبد الله بن شرحبيل، وقال ابن السكن: روي حديثه من ثلاث طرق ليس فيها ما يصح، وقال البخاري: لا يعرف سماع بعضهم من بعض، ولا يتابع عليه، رواه بعضهم عن ابن أبي خالد عن عبد الله بن أبي أوفي ولا يصح.
وقفنا من طرق الرواية الثلاث المعزوة إليها على طريقين أحدهما طريق أبي إسحاق
إبراهيم بن محمد بن سفيان المجهول عن.
محمد بن يحيى بن إسماعيل السهمي التمار، قال الدارقطني: ليس بالمرضي. عن نصر بن علي الثقة إن كان هو الجهضمي كما هو الظاهر. عن عبد المؤمن بن عباد، ضعفه أبو حاتم، وقال البخاري: لا يتابع على حديثه، وذكره الساجي وابن الجارود في الضعفاء (29). عن
يزيد بن سفيان، قال الذهبي: ضعفه ابن معين. وقال النسائي: متروك. وقال شعبة: لو يعطى درهما لوضع حديثا. له نسخة منكرة تكلم فيه ابن حبان. وقال ابن حبان: نسخة مقلوبة لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد لكثرة خطائه ومخالفة الثقات في الروايات، وقال العقيلي في الضعفاء: لا يعرف بالنقل ولا يتابع على حديثه (30) عن عبد الله بن شرحبيل عن
رجل من قريش. الله يعلم من الرجل، وهل ولد هو أو لم يخلق بعد، عن زيد بن أبي أوفى.
رجال الطريق الثاني:
عبد الرحيم بن واقد الواقدي الخراساني الراوي عن شعيب الأعرابي، قال الخطيب في تاريخه 11: 85: في حديثه مناكير لأنها عن الضعفاء والمجاهيل. عن
شعيب بن يوسن الأعرابي من أولئك الضعفاء أو المجاهيل الذين أو عز إليهم الخطيب في عبد الرحيم الواقدي: عن
موسى بن صهيب. قال ابن حجر في اللسان: لا يكاد يعرف، عن يحيي بن زكريا، قال ابن عدي: كان يضع الحديث ويسرق، وذكر ابن الجوزي حديثا باطلا وقال: هذا حديث موضوع بلا شك والمتهم به يحيى، قال يحيى بن معين:
هو دجال هذه الأمة (31) عن
عبد الله بن شرحبيل عن رجل من قريش، هذا الانسان الذي تنتهي إليه أسانيد الرواية ولعله هو آفتها لم يعرف من هو، إن كان قد خلق.
هذه طرق الرواية وتلك نصوص البخاري وابن السكن وأبي عمر وابن حجر على بطلانها وإنها ليس فيها ما يصح، على أن المؤاخاة بين المهاجرين وقعت بمكة قبل الهجرة والتي حدثت بالمدينة بعد الهجرة بخمسة أشهر، هي المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار فأبو بكر فيها أخو خارجة بن زيد الأنصاري، وعمر أخو عتبان بن مالك، وعثمان أخو أوس بن ثابت، والزبير أخو سلمة بن سلامة، وطلحة أخو كعب بن مالك، وعبد الرحمن بن عوف أخو سعد بن الربيع. (32)
فقول مختلق الرواية: دخلت على رسول الله مسجده. أو قوله: خرج علينا رسول الله ونحن في مسجد المدينة. أقوى شاهد على اختلاقها.
وإن تعجب فعجب إخراج غير واحد من الحفاظ هذه الرواية بين من أرسلها إرسال المسلم محذوف الاسناد كالمحب الطبري في الرياض النضرة 1 ص 13، وبين من أسندها بهذه الطرق الوعرة من دون أي غمز فيها كابن عساكر في تاريخه والعاصمي في زين الفتى، وأعجب من ذلك تدعيم الحجة على الخصم بها، والركون إليها في تشييد الأحداث والمبادي الساقطة قال العاصمي: في هذا الحديث من العلم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أثنى على أبي بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وآخا بينهم، وأشار إلى ما يصيب عثمان من القوم، ولم يجعله في ذلك مليما ولا سماه ذميما، فلا ينبغي لمسلم أن يبسط لسانه فيهم بما كان من بعضهم إلى بعض لأنه عليه السلام لم يواخ بينهم في الدنيا إلا وهم يكونون إخوة في الآخرة، وفيه من العلم أيضا: إن النبي صلى الله عليه وسلم سمى المرتضى أخا ووارثا ثم بين إرثه وجعلها كتاب الله وسنة الرسول، ولم يجعل فدك وخيبر إرثا منه، تبين من ذلك بطلان قول الرافضة والله المستعان. ا هـ
ومن العجب جدا حسبان العاصمي انفتاح بابين من العلم له من هذه الرواية الباطلة، وأي علم هذا مصدره شكوك وأوهام وأكاذيب؟ أنا لست أدري كيف راق العاصمي الاحتجاج بمثلها من رواية تافهة فضلا عن أن يستخرج منها كنز علمه الدفين ويرجع إليها في الحكم كأنه يستند إلى ركن وثيق ويغفل أو يغافل عن أنه مرتكن إلى شفا جرف هار، على أنا فندنا في أجزاء كتابنا هذا أكثر ما فيها من الفضائل.
ثم إن هذه المقولات التي تضمنتها الرواية على فرض صدورها كانت بمشهد ومسمع من الصحابة، أو سمعها على الأقل كثيرون منهم، ومن أولئك السامعين الذين وعوها طلحة والزبير وعمار، فلماذا لم يرجع إليها أحد منهم يوم تشديد الوطئة على عثمان، وفي الحصارين، وحول واقعة الدار؟ فهل اتخذوها ظهريا يومئذ مستخفين بها؟
حاشاهم وهم الصحابة العدول كما يزعمون، أو أنهم نسووها كما نسيت مثلها أمهم عائشة من حديث الحوأب (33) فلم يذكروها حتى وضعت الفتنة أوزارها، وهذا كما ترى ولعله لا يفوه به ذو مسكة.
وأما العلم الثاني الذي استخرج كنزه العاصمي من حصر إرث أمير المؤمنين علي من رسول الله بالكتاب والسنة، وفند حديث فدك وخيبر، وشنع على الشيعة بذلك فأتفه مما قبله فإن الشيعة لا تدعي لأمير المؤمنين عليه السلام الإرث المالي ولا ادعاه هو صلوات الله عليه لنفسه يوم كان يطالبهم بفدك، وإنما كان يبغيها لأنها حق لابنة عمه الصديقة الطاهرة سواء كانت نحلة لها من أبيها كما هو الصحيح أو إرثا على أصول المواريث التي جاء بها الكتاب والسنة على تفصيل عسى أن نتفرغ له، في غير هذا الموضع من الكتاب، فمؤاخذة الشيعة بتلك المزعمة المختلقة تقول عليهم، وما أكثر ما افتعلت عليهم الأكاذيب، فإن ما تدعيه الشيعة من إرث الإمام عليه السلام عن مخلفه ومشرفه صلى الله عليه وآله لا يشذ عما أجمعت عليه أهل السنة، وهو من براهين الخلافة له عليه السلام قال الحاكم: لا خلاف بين أهل العلم أن ابن عم لا يرث من العم فقد ظهر بهذا الإجماع أن عليا ورث العلم من النبي دونهم (34) فهذه الوراثة الخاصة لعلي عليه السلام من بين الأمة عبارة أخرى عن الخلافة عنه صلى الله عليه وآله وسلم التي من أجلها كان ترث الأوصياء الأنبياء.
29 - في الصحيحين (35) من حديث محمد بن مسكين البصري عن يحيي بن حسان البصري عن سليمان بن بلال عن شريك بن أبي نمر عن سعيد بن المسيب عن أبي موسى عند الأشعري قال: توضأت في بيتي ثم خرجت فقلت: لأكونن اليوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت المسجد فسألت عنه فقالوا: خرج وتوجه هيهنا، فخرجت في أثره حتى جئت بئر أريس فمكث بابها حتى علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قضى حاجته وجلس، فجئته فسلمت عليه فإذا هو قد جلس على قف (36) بئر أريس (37) فتوسطه ثم دلى رجليه في البئر وكشف عن ساقيه فرجعت إلى الباب وقلت: لأكونن بواب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أنشب أن دق الباب فقلت: من هذا؟ قال: أبو بكر: قلت: على رسلك، وذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلت:
يا رسول الله هذا أبو بكر يستأذن، فقال: ائذن له وبشره بالجنة، قال: فخرجت مسرعا حتى قلت لأبي بكر: ادخل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبشرك بالجنة، قال: فدخل حتى جلس إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم في القف على يمينه ودلى رجليه وكشف عن ساقيه كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثم رجعت وقد كنت تركت أخي يتوضأ وقد كان قال لي:
أنا على إثرك، فقلت: إن يرد الله بفلان خيرا يأت به، قال: فسمعت تحريك الباب، فقلت: من هذا؟ قال: عمر. قلت: على رسلك، قال: وجئت النبي صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه وأخبرته، فقال: ائذن له وبشره بالجنة، قال: فجئت وأذنت له وقلت له: رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشرك بالجنة، قال: فدخل حتى جلس مع رسول الله على يساره، وكشف عن ساقيه ودلى رجليه في البئر كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر قال: ثم رجعت فقلت:
إن يرد الله بفلان خيرا يأت به، يريد أخاه، فإذا تحريك الباب، فقلت: من هذا، قال: عثمان بن عفان، قلت: على رسلك، وذهبت إلى رسول الله فقلت: هذا عثمان يستأذن، فقال: ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه، قال: فجئت فقلت: رسول الله صلى الله عليه وسلم يأذن لك ويبشرك بالجنة على بلوى أو بلاء يصيبك، فدخل وهو يقول: الله المستعان فلم يجد في القف مجلسا فجلس وجاههم من شق البئر، وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر كما صنع أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، قال سعيد بن المسيب: فأولتها قبورهم اجتمعت وانفرد عثمان.
قال الأميني: نحن لا نناقش في إسناد هذه الرواية للاضطراب الواقع فيه، فإنها تروى عن أبي موسى الأشعري كما سمعت، وعن زيد بن أرقم وهو صاحب القصة فيما أخرجه البيهقي في الدلائل، وعن بلال وهو البواب في القضية فيما أخرجه أبو داود، وعن نافع بن عبد الحرث وهو البواب، كما في إسناد أحمد في المسند 3: 408. ولا نضعفه لمكان البصريين الذين لهم قدم وقدم في اختلاق الحديث ووضع الطامات على الرسول الأمين صلى الله عليه وآله، ولا نؤاخذ من رجاله سليمان بن بلال بقول ابن أبي شيبة:
إنه ليس ممن يعتمد على حديثه (38) ولا نزيفها لمكان ابن أبي نمر لقول النسائي وابن الجارود: إنه ليس بالقوي، وقول ابن حبان: ربما أخطأ، وقول ابن الجارود أيضا:
كان يحيى بن سعيد لا يحدث عنه. وقول الساجي: كان يرى القدر (39) ولا نغمز فيها بمكان سعيد بن المسيب الذي مر الايعاز إلى ترجمته في الجزء الثامن ص 9، ولا نتكلم في منتهى السلسة أبي موسى الأشعري الصحابي، إذ الصحابة كلهم عدول عند القوم، وإن لا يسعنا الاخبات إلى مثل هذا الرأي البهرج المحدث والصفح عن قول الإمام الطاهر أمير المؤمنين عليه السلام الوارد في أبي موسى الأشعري وصاحبه عمرو بن العاص: ألا إن هذين الرجلين اللذين اخترتموهما حكمين قد نبذا حكم القرآن وراء ظهورهما، وأحييا ما أمات القرآن، وأماتا ما أحيى القرآن، واتبع كل واحد منهما هواه بغير هدى من الله فحكما بغير حجة بينة، ولا سنة ماضية، واختلفا في حكمهما، وكلاهما لم يرشد، فبرئ الله منهما ورسوله وصالح المؤمنين (40) فأي جرح أعظم من هذا؟ وأي عدل يتصور في الرجل عندئذ؟
ولا نقول أيضا بأن عناية القوم بتخصيص الخلفاء الثلاث من بين الصحابة بالبشارة بالجنة، وإكثارهم وضع الرواية واختلاق القصص فيها تنبأنا عن أسرار مستسرة ونحن لا نميط الستار عنها، ولا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم.
وإنما نقول: إن هذه البشارة الصادرة من الصادع الكريم إن سلمت، وكان المبشر مصدقا عند سامعيها، فلماذا كان عمر يسأل حذيفة اليماني - صاحب السر المكنون
في تمييز المنافقين - عن نفسه وينشده الله أمن القوم هو؟ وهل ذكر في المنافقين؟ وهل عده رسول الله منهم (41) والسائل جد عليم بأن المنافقين في الدرك الأسفل من النار، فهل يمكننا الجمع بين هذا السؤال المتسالم عليه وبين تلك البشارة؟ لاها الله.
وهل يتأتى الجمع بين تلك البشارة وبين ما صح عن عثمان من حديث (42) اعتذاره عن خروجه إلى مكة أيام حوصر بقوله: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يلحد بمكة رجل من قريش عليه نصف عذاب هذه الأمة من الإنس والجن فلن أكون ذلك الرجل؟ فهل هذا مقال من وثق بإيمانه بالله وبرسوله واطمأن به وعمل صالحا ثم اهتدى فضلا عمن بشر بالجنة بلسان النبي الصادق الأمين؟.

30- أخرج البيهقي في الدلائل من حديث عبد الأعلى بن أبي المساور عن إبراهيم ابن محمد بن حاطب عن عبد الرحمن بن بجيد (43) عن زيد بن أرقم قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: انطلق حتى تأتي أبا بكر فتجده في داره جالسا محتبيا فقل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام ويقول: أبشر بالجنة، ثم انطلق حتى تأتي الثنية فتلقى عمر راكبا على حمار تلوح صلعته فقل: إن رسول الله يقرأ عليك السلام ويقول: أبشر بالجنة، ثم انصرف حتى تأتي عثمان فتجده في السوق يبيع ويبتاع فقل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام ويقول: أبشر بالجنة بعد بلاء شديد، فذكر الحديث في ذهابه إليهم فوجد كلا منهم كما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلا منهم يقول: أين رسول الله؟ فيقول: في مكان كذا وكذا، فيذهب إليه، وإن عثمان لما رجع قال: يا رسول الله وأي بلاء يصيبني؟ والذي بعثك بالحق ما تغيبت [وفي لفظ: ما تغنيت] ولا تمنيت ولا مسست ذكري بيميني منذ بايعتك، فأي بلاء تصيبني؟ فقال: هو ذاك.
قال الأميني: إن الباحث في غنى عن عرفان رجال إسناد الرواية بعد وقوفه على ما أسلفناه في هذا الجزء ص 74 في ترجمة عبد الأعلى بن أبي المساور من أنه كذاب
خبيث دجال وضاع روى عن الأئمة آلاف أحاديث ما حدثوا بشئ منها، ولا يعرف أحد أكثر وضعا منه، وهو ممن يضرب المثل بكذبه.
فمثل هذا الاسناد يوصف في مصطلح الفن بالوضع لا بالضعف كما وصفه البيهقي بذلك راجع فتح الباري 7: 29.
____________
(1) ميزان الاعتدال 1: 152، لسان الميزان 2: 37.
(2) تاريخ الخطيب 14: 348: ميزان الاعتدال 3: 318.
(3) لسان الميزان 6: 293.
(4) في لسان الميزان الحنبلي.
(5) اسمه عثمان، ومحمد تصحيف.
(6) راجع ميزان الاعتدال 2: 265، لسان الميزان 4: 316.  
(7) راجع ما مر في ج 2: 57 ط 2، و ج 3: 22 ط 2.
(8) ميزان الاعتدال 2: 245، لسان الميزان 2: 23.
(9) ميزان الاعتدال 2: 347.
(10) ميزان الاعتدال 2: 245، لسان الميزان 2: 23.
(11) كذا والصحيح بشر بن إسماعيل. ولا يهمنا عرفان الصحيح من السقيم في المقام إذ بشر أيضا كميسر مجهول منكر لا يعرف كما في لسان الميزان.
(12) ميزان الاعتدال 2: 359، لسان الميزان 4: 491.
(13) تهذيب التهذيب 7: 395.
(14) تهذيب التهذيب 4: 79.
(15) الحجرات: 49.
(16) الجويبار من أعمال الهراة ويعرف بستوق.
(17) تهذيب التهذيب 1: 216.
(18) تهذيب التهذيب 8: 14.
(19) تهذيب التهذيب 5: 228.
(20) تهذيب التهذيب 5: 40.
(21) بالكسر ثم السكون والصاد المهملة بلد كبير بين الشام وحلب في نصف الطريق يذكر ويؤنث.
(22) تاريخ ابن كثير 6: 132، الخصايص الكبرى 2: 74.
(23) هو قريش بن أنس المترجم في تهذيب التهذيب لابن حجر
24) راجع الجزء الخامس ص 285.
(25) راجع الصحيحين وغيرهما وحسبك تاريخ ابن كثير 6: 204.
(26) تاريخ ابن كثير 7: 202.
(27) راجع الجزء الخامس ص 287.
(28) هذه الزيادة في بعض الألفاظ.
(29) ميزان الاعتدال 2: 156، لسان الميزان 4: 76.
(30) ميزان الاعتدال 3: 312، لسان الميزان 6: 288.
(31) لسان الميزان 6: 253.
(32) راجع ما أسلفناه من المصادر في الجزء التاسع صفحة 316 طبع 1.
(33) راجع الجزء الثالث ص 188 - 191 طبع 2.
(34) راجع الجزء الثالث ص 100 طبع 2.
(35) صحيح البخاري 5: 250، 251 كتاب المناقب، صحيح مسلم 7: 118، 119 كتاب المناقب.
(36) قف البئر: الدكة التي تجعل حولها.
(37) بستان في قباء قرب المدينة المشرفة.
(38) تهذيب التهذيب 4: 176.
(39) تهذيب التهذيب 4: 338.
(40) راجع الجزء الثاني ص 131 ط 2.
(41) تاريخ ابن عساكر 4: 97، التمهيد للباقلاني ص 196، بهجة النفوس لابن أبي جمرة 4: 48، إحياء العلوم 1: 129، كنز العمال 7: 24.
(42) راجع ص 153 من الجزء التاسع ط 1.
(43) بالباء والجيم الموحدتين والدال المهملة كما في التقريب.



أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page