• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفصل الثالث من أحاديث الشيعة في عصمة الأنبياء والأئمة(عليهم السلام) عصمة تامة

الفصل الثالث
من أحاديث الشيعة في عصمة الأنبياء والأئمة(عليهم السلام) عصمة تامة


من شرائع ديننا عصمة الأنبياءوالأوصياء(عليهم السلام)
في الخصال للصدوق ص603: (حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي ، وأحمد بن الحسن القطان ، ومحمد بن أحمد السناني ، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب ، وعبد الله بن محمد الصائغ ، وعلي بن عبد الله الوراق رضي الله عنهم قالوا: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا تميم بن بهلول قال: حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن جعفر بن محمد(عليهم السلام) قال:
(هذه شرائع الدين لمن أراد أن يتمسك بها وأراد الله هداه:
إسباع الوضوء كما أمر الله عز وجل في كتابه الناطق ، غسل الوجه واليدين إلى المرفقين ، ومسح الرأس والقدمين إلى الكعبين ، مرة مرة. ومرتان جائز.... وهو حديث طويل تضمن أهم أحكام الوضوء والأغسال والفرائض والنوافل وصلاة الجماعة ، وأحكام الزكاة... وجاء فيه قوله(ع):
وبر الوالدين واجب ، فإن كانا مشركين فلا تطعهما ولا غيرهما في المعصية ، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. والأنبياءوالأوصياء(ع)لاذنوب لهم ، لأنهم معصومون مطهرون...الى أن قال×: ولا يفرض الله عزوجل على عباده طاعة من يعلم أنه يغويهم ويضلهم ، ولا يختار لرسالته ولا يصطفى من عباده من يعلم أنه يكفر به ويعبد الشيطان دونه ، ولا يتخذ على خلقه حجة إلا معصوماً. والإسلام غير الإيمان وكل مؤمن مسلم ، وليس كل مسلم مؤمن...الخ.).

وفي أمالي الصدوق ص738: (المجلس الثالث والتسعون ، مجلس يوم الجمعة الثالث عشر من شعبان سنة ثمان وستين وثلاثمائة:
واجتمع في هذا اليوم إلى الشيخ الفقيه أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي(رض)، أهل مجلسه والمشايخ ، فسألوه أن يملي عليهم وصف دين الإمامية على الإيجاز والإختصار ، فقال رضي الله عنه:
دين الإمامية هو الإقرار بتوحيد الله تعالى ذكره ونفي التشبيه عنه ، وتنزيهه عما لا يليق به ، والإقرار بأنبياءالله ورسله وحججه وملائكته وكتبه ، والإقرار بأن محمداً(ص)هو سيد الأنبياءوالمرسلين ، وأنه أفضل منهم ومن جميع الملائكة المقربين ، وأنه خاتم النبيين ، فلا نبي بعده إلى يوم القيامة ، وإن جميع الأنبياءوالرسل والأئمة^أفضل من الملائكة ، وأنهم معصومون مطهرون من كل دنس ورجس، لا يهمون بذنب صغير ولا كبير ولا يرتكبونه، وأنهم أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء.
وإن الدعائم التي بني الإسلام عليها خمس: الصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحج ، وولاية النبي والأئمة صلوات الله عليهم بعده ، وهم اثنا عشر إماماً ، أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، ثم الحسن ، ثم الحسين ، ثم علي بن الحسين ، ثم الباقر محمد بن علي ، ثم الصادق جعفر بن محمد ، ثم الكاظم موسى بن جعفر ، ثم الرضا علي بن موسى ، ثم الجواد محمد بن علي ، ثم الهادي علي بن محمد ، ثم العسكري الحسن بن علي ، ثم الحجة بن الحسن بن علي، (عليهم السلام) ، والإقرار بأنهم أولوا الأمر الذين أمر الله عز وجل بطاعتهم، فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أطيعوا اللهَ وَأطيعوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمر مِنْكُمْ ) (النساء:59) وإن طاعتهم طاعة الله ، ومعصيتهم معصية الله ، ووليهم ولي الله ، وعدوهم عدو الله عز وجل. ومودة ذرية النبي’إذا كانوا على منهاج آبائهم الطاهرين فريضةٌ واجبةٌ في أعناق العباد إلى يوم القيامة ، وهي أجر النبوة ، لقول الله عز وجل: ( قُلْ لاأَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إلاالْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)(الشورى:23) والإقرار بأن الإسلام هو الإقرار بالشهادتين ، والإيمان هو إقرار باللسان ، وعقد بالقلب ، وعمل بالجوارح ، لا يكون الإيمان إلا هكذا ، ومن شهد الشهادتين فقد حقن ماله ودمه إلا بحقها ، وحسابه على الله عز وجل).

وفي التوحيد للصدوق ص118: (حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل(رض)  قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه محمد بن خالد ، عن أحمد بن النضر ، عن محمد بن مروان ، عن محمد بن السائب ، عن أبي الصالح ، عن عبد الله بن عباس في قوله عزوجل: فَلَمَّا أفاق قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وأنا أول الْمُؤْمِنِينَ ، قال: يقول سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ من أن أسألك الرؤية وأنا أول الْمُؤْمِنِينَ بأنك لا ترى .
قال محمد بن علي بن الحسين مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه:
إن موسى(ع)علم أن الله عز وجل لايجوز عليه الرؤية ، وإنما سأل الله عز وجل أن يريه ينظر إليه عن قومه حين ألحوا عليه في ذلك ، فسأل موسى ربه ذلك من غير أن يستأذنه فقال: رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إلى الْجَبَلِ فإن اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ في حال تزلزله فَسَوْفَ تَرَانِي ، ومعناه إنك لا تراني أبداً ، لأن الجبل لايكون ساكناً متحركاً في حال أبداً، وهذا مثل قوله عزوجل: وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ، ومعناه أنهم لا يدخلون الجنة أبداً ، كما لايلج الجمل في سم الخياط أبداً .
فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ ، أي ظهر للجبل بآية من آياته ، وتلك الآية نور من الأنوار التي خلقها ألقى منها على ذلك الجبل جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً ، من هول تزلزل ذلك الجبل على عظمه وكبره .
فَلَمَّا أفاق قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ ، أي رجعت إلى معرفتي بك عادلاً عما حملني عليه قومي من سؤالك الرؤية ، ولم تكن هذه التوبة من ذنب لأن الأنبياءلا يذنبون ذنباً صغيراً ولا كبيراً ، ولم يكن الإستيذان قبل السؤال بواجب عليه ، لكنه كان أدباً يستعمله ويأخذ به نفسه متى أراد أن يسأله ، على أنه قد روي قوم أنه قد استأذن في ذلك فأذن له ، ليعلم قومه بذلك أن الرؤية لا تجوز على الله عزوجل .
وقوله: وأنا أول الْمُؤْمِنِينَ ، يقول: وأنا أول المؤمنين من القوم الذين كانوا معه وسألوه أن يسأل ربه أن يريه ينظر إليه ، بأنك لا ترى .

وجوب طاعة الأنبياءوالأوصياء(عليهم السلام) تستوجب عصمتهم
في علل الشرائع للصدوق:1/123: (حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل(رض) قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن ابن أذينة ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس قال سمعت أمير المؤمنين(ع)يقول: إنما الطاعة لله عز وجل ولرسوله ولولاة الأمر، وإنما أمر بطاعة أولي الأمرلأنهم معصومون مطهرون لايأمرون بمعصيته ).

وفي الخصال ص139: (حدثنا أبي(رض)قال: حدثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن عمر بن أذينة. عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت أمير المؤمنين علياً(ع)يقول: إحذروا على دينكم ثلاثة: رجلاً قرأ القرآن حتى إذا رأيت عليه بهجته ، اخترط سيفه على جاره ورماه بالشرك !
فقلت: يا أمير المؤمنين أيهما أولى بالشرك ؟ قال: الرامي .
ورجلاً استخفته الأحاديث ، كلما أُحدثت أحدوثة كذب مدَّها بأطول منها !
ورجلاً آتاه الله عز وجل سلطاناً فزعم أن طاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله ! وكذبَ لأنه لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق ، لاينبغي للمخلوق أن يكون حبه لمعصية الله ، فلا طاعة في معصيته ولا طاعة لمن عصى الله ، إنما الطاعة لله ولرسوله ولولاة الأمر ، وإنما أمر الله عز وجل بطاعة الرسول لأنه معصوم مطهر ، لايأمر بمعصيته ، وإنما أمر بطاعة أولي الأمر لأنهم معصومون مطهرون لايأمرون بمعصيته ).

ضرورة بعثة الأنبياء(عليهم السلام) تستوجب عصمتهم
في الكافي:1/168عن الإمام الصادق(ع)قال:(إنا لما أثبتنا أن لنا خالقاً صانعاً متعالياً عنا وعن جميع ما خلق ، وكان ذلك الصانع حكيماً متعالياً ، لم يجز أن يشاهده خلقه ولايلامسوه فيباشرهم ويباشروه ، ويحاجهم ويحاجوه، ثبت أن له سفراء في خلقه ، يُعَبِّرون عنه إلى خلقه وعباده ، ويدلونهم على مصالحهم ومنافعهم وما به بقاؤهم وفي تركه فناؤهم، فثبت الأمرون والناهون عن الحكيم العليم في خلقه والمعبِّرون عنه جلَّ وعز ، وهم الأنبياء(عليهم السلام) وصفوته من خلقه ، حكماء مؤدبين بالحكمة ، مبعوثين بها ، غير مشاركين للناس- على مشاركتهم لهم في الخلق والتركيب- في شئ من أحوبالهم ، مؤيدين من عند الحكيم العليم بالحكمة. ثم ثبت ذلك في كل دهر وزمان مما أتت به الرسل والأنبياء من الدلائل والبراهين لكي لاتخلو أرض الله من حجة ، يكون معه عَلَم يدل على صدق مقالته وجواز عدالته ). انتهى .
وقال الوحيد الخراساني في شرح هذا الحديث في منهاج الصالحين:1/64:
(ومعناه أن كل فعل وترك وحركة وسكون يصدر من الإنسان ، إما أن يكون نافعاً لدنياه وآخرته ، أو ضاراً ، أو غير نافع ولا ضار ، وعلى كل الفروض يحتاج الإنسان إلى معرفة ما هو النافع وما هو الضار وما هو المصلح والمفسد لدنياه وآخرته ، وهذه المعرفة لا تتيسر إلا من عند من هو خبير بالرابطة التي بين الأفعال والتروك وصلاح الإنسان وفساده ، ومحيطٌ بتأثير الحركات والسكنات في حياة الإنسان في الدنيا والآخرة ، وإنما هو خالق الإنسان وخالق الدنيا والآخرة سبحانه. ولما كانت حكمته تعالى تستوجب أن يدل عباده على ذلك ، وكانت دلالته عليه بدون واسطة غير ممكنة لتعاليه عن مباشرتهم ومخاطبتهم ، فلا بد من سفراء مختارين (يدلونهم على مصالحهم ومنافعهم وما به بقاؤهم وفي تركه فناؤهم).
وهذا البرهان يمتاز من جهات عما برهن به الفلاسفة على ضرورة النبوة ، الذي اعتمد على قاعدة أن الإنسان مدني بالطبع فيحتاج إلى قوانين عادلة لمعاملاته وعلاقاته الاجتماعية ، فإن دليلهم مختص بالحياة الاجتماعية على الأرض ، بينما دليل الإمام×يشمل عموم مصالح الإنسان ومضاره في كل عوالم الوجود).

العصمة من أول صفات الإمام(ع)
في الخصال ص428: (حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي(رض)قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا تميم بن بهلول قال: حدثنا أبو معاوية ، عن سليمان بن مهران ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد(عليهم السلام) قال: عشر خصال من صفات الإمام: العصمة ، والنصوص ، وإن يكون أعلم الناس ، وأتقاهم لله ، وأعلمهم بكتاب الله ، وإن يكون صاحب الوصية الظاهرة ، ويكون له المعجز والدليل ، وتنام عينه ولا ينام قلبه ، ولا يكون له فئٌ ، ويرى من خلفه كما يرى من بين يديه).

أحاديث نَصَّتْ على إمامة الأئمة الإثني عشر(عليهم السلام) وعصمتهم
في أمالي الصدوق ص574: (حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني(رض) قال:حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال: حدثنا جعفر بن سلمة الأهوازي قال: حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن إبراهيم بن موسى بن أخت الواقدي قال: حدثنا أبو قتادة الحراني ، عن عبد الرحمن بن العلاء الحضرمي، عن سعيد بن المسيب ، عن ابن عباس قال: أن رسول الله(ص)كان جالساً ذات يوم وعنده عليٌّ وفاطمةُ والحسنُ والحسينُ فقال: اللهم إنك تعلم أن هؤلاء أهل بيتي وأكرم الناس عليَّ فأحبب من أحبَّهم وأبغض من أبغضهم ، ووال من والأهم وعاد من عاداهم ، وأعن من أعانهم. واجعلهم مطهرين من كل رجس ، معصومين من كل ذنب ، وأيدهم بروح القدس.
ثم قال: يا عليُّ أنت إمام أمتي، وخليفتي عليها بعدي ، وأنت قائد المؤمنين إلى الجنة ، وكأني أنظر إلى ابنتي فاطمة قد أقبلت يوم القيامة على نجيب من نور ، عن يمينها سبعون ألف ملك ، وعن يسارها سبعون ألف ملك ، وبين يديها سبعون ألف ملك ، وخلفها سبعون ألف ملك ، تقود مؤمنات أمتي إلى الجنة ، فأيما امرأة صلت في اليوم والليلة خمس صلوات ، وصامت شهر رمضان ، وحجت بيت الله الحرام ، وزكت مالها ، وأطاعت زوجها ، ووالت علياً بعدي ، دخلت الجنة بشفاعة ابنتي فاطمة ، وإنها لسيدة نساء العالمين.
فقيل له: يا رسول الله أهي سيدة نساء عالمها ؟ فقال النبي: ذاك لمريم بنت عمران، فأما ابنتي فاطمة فهي سيدة نساء العالمين من الأولين والإخرين ، وإنها لتقوم في محرابها فيسلم عليها سبعون ألف ملك من الملائكة المقربين، وينادونها بما نادت به الملائكة مريم فيقولون: يا فاطمة (إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ. ثم التفت إلى عليٍّ فقال: يا عليُّ ، أن فاطمة بضعة مني ، وهي نور عيني ، وثمرة فؤادي ، يسوءني ما ساءها ، ويسرني ما سرها ، وإنها أول من يلحقني من أهل بيتي فأحسن إليها بعدي.
وأما الحسن والحسين فهما ابناي وريحانتاي ، وهما سيدا شباب أهل الجنة ، فليكرما عليك كسمعك وبصرك. ثم رفع, يده إلى السماء ، فقال: اللهم إني أشهدك أني محب لمن أحبهم ، ومبغض لمن أبغضهم ، وسلم لمن سالمهم ، وحرب لمن حاربهم ، وعدو لمن عاداهم ، وولي لمن والأهم ).

وفي عيون أخبار الرضا(ع):2/65: (حدثنا على بن عبد الله الوراق الرازي قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي ، عن الحسين بن علوان ، عن عمرو بن خالد ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباته ، عن عبدالله بن عباس قال: سمعت رسول الله(ص)يقول: أنا وعليٌّ والحسنُ والحسينُ وتسعةٌ وُلْدِ الحسين ، مطهرون معصومون ). ( ورواه أيضاً في كمال الدين ص280 ، وفي كفاية الأثر ص19) .

وفي دلائل الإمامة للطبري الشيعي ص506: (أخبرني أبو القإسم عبد الباقي بن يزداد بن عبد الله البزاز قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد الثعالبي قراءة في يوم الجمعة مستهل رجب سنة سبعين وثلاثمائة ، قال: أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن يحيى العطار ، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي ، من حديث طويل ، قال:
كنت أمرءً لَهِجاً بجمع الكتب المشتملة على غوامض العلوم ودقائقها ، كَلِفاَ باستظهار ما يصح من حقائقها ، مغرماً بحفظ مشتبهها ومستغلقها ، شحيحاً على ما أظفر به من معاضلها ومشكلاتها ، ومتعصباً لمذهب الإمامية ، راغباً عن الأمن والسلامة في انتظار التنازع والتخاصم ، والتعدي إلى التباغض والتشاتم ، معيباً للفرق ذوي الخلاف ، كشافاً عن مثالب أئمتهم ، هتاكاً لحجب قادتهم.
إلى أن بليت بأشد النواصب منازعة ، وأطولهم مخاصمة ، وأكثرهم جدالاً ، وأقشعهم سؤالاً ، وأثبتهم على الباطل قدماً. فقال ذات يوم وأنا أناظره:
تباً لك يا سعد ولأصحابك ، إنكم معشر الرافضة تقصدون على المهاجرين والأنصار بالطعن عليهما....
وكنت قد اتخذت طوماراً ، وأثبت فيه نيفا وأربعين مسألة من صعاب المسائل التي لم أجد لها مجيباً ، على أن أسأل عنها خير أهل بلدي أحمد بن إسحاق صاحب مولانا أبي محمد(ع)فارتحلت خلفه ، وقد كان خرج قاصداً نحو م ولأي بسر من رأى ، فلحقته في بعض المناهل ، فلما تصافحنا قال: لخير لحاقك بي ؟ قلت: الشوق ، ثم العادة في الأسئلة. قال: قد تكافأنا على هذه الخطة الواحدة ، فقد برح بي الشوق إلى لقاء مولانا أبي محمد×، وأريد أن أسأله عن معاضل في التأويل ومشاكل من التنزيل ، فدونكها الصحبة المباركة ، فإنها تقف بك على ضفة بحر لاتنقضي عجائبه ، ولا تفنى غرائبه ، وهو إمامنا.
فوردنا سر من رأى فانتهينا منها إلى باب سيدنا×، فاستأذنا فخرج إلينا الإذن بالدخول عليه ، وكان على عاتق أحمد بن إسحاق جراب قد غطاه بكساء طبري ، فيه ستون ومائة صرة من الدنانير والدارهم ، على كل صرة ختم صاحبها.
قال سعد: فما شبهت مولانا أبا محمد(ع)حين غشينا نور وجهه إلا ببدر قد استوفى من لياليه أربعاً بعد عشر ، وعلى فخذه الأيمن غلام يناسب المشتري في الخلقة والمنظر ، على رأسه فرق بين وفرتين ، كأنه ألف بين واوين ، وبين يدي مولانا(ع)رمانة ذهبية تلمع بدائع نقوشها وسط غرائب الفصوص المركبة عليها ، قد كان أهداها إليه بعض رؤساء أهل البصرة ، وبيده قلم ، إذا أراد أن يسطر به على البياض قبض الغلام على أصابعه ، وكان مولانا(ع)يدحرج الرمانة بين يديه ويشغله بردها لئلا يصده عن كتبة ما أراد ، فسلَّمنا عليه فألطف في الجواب ، وأومأ إلينا بالجلوس ، فلما فرغ من كتابة البياض الذي كان بيده ، أخرج أحمد بن إسحاق جرابه من طيِّ كسائه ، فوضعه بين يدي مولانا فنظر أبو محمد(ع)إلى الغلام وقال: يا بني ، فض الخاتم عن هدايا شيعتك ومواليك.
فقال: يا م ولأي ، أيجوز لي أن أمد يداً طاهرة إلى هدايا نجسة ، وأموال رجسة قد شيب أحلها بأحرمها ؟!
فقال مولانا(ع): يا بن إسحاق ، استخرج ما في الجراب ليميز بين الأحل منها والأحرم. فأول صرة بدأ أحمد بإخراجها قال الغلام: هذه لفلأن بن فلأن من محلة كذا بقم ، تشتمل على اثنين وستين ديناراً ، فيها من ثمن حجرة باعها وكانت إرثاً له من أبيه خمسة وأربعون ديناراً ، ومن أثمان تسعة أثواب أربعة عشر ديناراً ، وفيها من أجرة الحوانيت ثلاثة دنانير .
فقال مولانا(ع): صدقت يا بني ، دُلَّ الرجل على الحرام منها....
قال أحمد (رواي الحديث عن سعد): وكان ذلك الثوب في حقيبة لي فنسيته. فلما انصرف أحمد بن إسحاق ليأتيه بالثوب نظر إلي مولانا أبو محمد(ع)فقال: ما جاء بك يا سعد؟ فقلت: شوقني أحمد بن إسحاق إلى لقاء مولانا. فقال: والمسائل التي أردت أن تسأله عنها ؟ قلت: على حالتها يا مولاي. فقال: سل قرة عيني ، وأومأ إلى الغلام ، عما بدا لك منها.
فقلت: مولانا وابن مولانا ، أنا روينا عنكم أن رسول الله(ص)جعل طلاق نسائه بيد أمير المؤمنين صلوات الله عليه حتى أرسل يوم الجمل إلى عائشة: "إنك قد أرهجت على الإسلام وأهله بفتنتك ، وأوردت بنيك حياض الهلاك بجهلك ، فإن كففت عني غربك وإلا طلقتك". ونساء رسول الله(ص)قد كان طلاقهن بوفاته ؟!
قال(ع): ما الطلاق؟ قلت: تخلية السبيل. قال:فإذا كنَّ بوفاة رسول الله(ص) قد خُلِّيَ سبيلهنَّ، فلِمَ لايحلُّ لهنَّ الأزواج؟ قلت: لأن الله حرم الأزواج عليهن قال: كيف وقد خلَّى الموت سبيلهن ؟ قلت فأخبرني يا بن م ولأي عن معنى الطلاق الذي فوض رسول الله(ص)حكمه إلى أمير المؤمنين(ع)؟
قال: إن الله تقدس اسمه عظم شأن نساء النبي(ص)فخصهن بشرف الأمهات ، فقال رسول الله(ص): يا أبا الحسن ، إن هذا الشرف باق لهن ما دُمْنَ لله على الطاعة ، فأيتهن عصت الله بعدي بالخروج عليك ، فأطلق لها في الأزواج وأسقطها من شرف الأمهات ومن شرف أمومة المؤمنين.....
قلت: فأخبرني يا م ولأي عن العلة التي تمنع القوم من اختيار إمام لأنفسهم؟ قال: مصلحٌ أو مفسد؟ قلت: مصلح. قال: هل يجوز أن تقع خيرتهم على الفساد بعد أن لا يعلم أحد ما يخطر ببال غيره من صلاح أو فساد ؟
قلت: بلى. قال: فهي العلة أوردها لك ببرهان ينقاد له عقلك: أخبرني عن الرسل الذين اصطفاهم الله وأنزل عليهم علمه ، وأيدهم بالوحي والعصمة ، إذ هم أعلام الأمم ، وأهدى إلى الإختيار منهم ، مثل موسى وعيسى(ع)هل يجوز مع وفور عقلهما وكمال علمهما ، إذا هما بالإختيار أن تقع خيرتهما على المنافق ، وهما يظنان أنه مؤمن ؟ قلت: لا .
قال(ع): فهذا موسى كليم الله مع وفور عقله وكمال علمه ، اختار من أعيان قومه ووجوه عسكره لميقات ربه سبعين رجلاً ، ممن لم يشك في إيمانهم وإخلاصهم ، فوقعت خيرته على المنافقين ، قال الله عز وجل: وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رجلاً لِمِيقَاتِنَا ، وقوله: لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ ، فلما وجدنا اختيار من قد اصطفاه الله لنبوته ، واقعاً على الأفسد دون الأصلح ، وهو يظن أنه الأصلح دون الأفسد ، علمنا أن لا اختيار إلا لمن يعلم ما تخفي الصدور وتُكنُّ الضمائر ، وتنصرف عليه السرائر ، وإن لاخطر لاختيار المهاجرين والأنصار بعد وقوع خيرة الأنبياء(عليهم السلام)... ). انتهى.

كتاب كفاية الأثر في النصوص على الأئمة الإثني عشر(عليهم السلام)
وهو كتاب جليل جمع فيه مؤلفه الخزاز القمي(رض) وهو من علماء القرن الرابع ، الأحاديث النبوية على إمامة الأئمة الإثني عشر(عليهم السلام)عن ثلاثين صحابياً من طرق غير أهل البيت(عليهم السلام). وقد اقترحنا على بعض الفضلاء تحقيقه وتخريج أحاديثه ، وسيصدر في مجلدات إن شاء الله ، وهذه بعض أحاديثه في عصمتهم(عليهم السلام):

في كفاية الأثرص 29: (حدثنا علي بن الحسين ، قال حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسن البرقوي(رض)، قال حدثنا القاضي أبو إسماعيل جعفر بن الحسين البلخي ، قال حدثنا شقيق البلخي ، عن سماك ، عن زيد بن أسلم ، عن أبي هرون العبدي ، عن سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله’يقول:
أهل بيتي أمانٌ لأهل الأرض كما أن النجوم أمانٌ لأهل السماء.
قيل: يارسول الله فالأئمة بعدك من أهل بيتك؟ قال: نعم الأئمة بعدي اثنا عشر تسعةً من صلب الحسين ، أمناء معصومون. ومنا مهدي هذه الأئمة ، إلا إنهم أهل بيتي وعترتي من لحمي ودمي ، ما بال أقوام يؤذونني فيهم ، لا أنالهم الله شفاعتي ).

وفي كفاية الأثر: ص35: (حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني(رض)  ، قال حدثنا محمد بن رياح الأشجعى ، قال حدثنا محمد بن غالب بن الحارث ، قال حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي ، قال حدثنا عبد الكريم ، عن أبي الحسن ، عن أبي الحرث ، عن أبي ذر قال: سمعت رسول الله(ص) يقول: من أحبني وأهل بيتي كنا نحن وهو كهاتين- وأشار بالسبابة والوسطى- ثم قال: أخي خير الأوصياء ، وسبطي خير الأسباط ، وسوف يخرج الله تبارك وتعالى من صلب الحسين أئمة أبراراً ، ومنا مهدي هذه الأمة.
قلت: يارسول الله وكم الأئمة بعدك ؟ قال: عدد نقباء بني إسرائيل.
حدثنا القاضي أبو الفرج المعافا بن زكريا البغدادي ، قال حدثني محمد بن همام بن سهيل الكاتب ، قال حدثني محمد بن معافا السلماسي ، عن محمد بن عامر ، قال حدثنا عبدالله بن زاهر ، عن عبد العدوس ، عن الأعمش ، عن حبش بن المعتمر قال: قال أبو ذر الغفاري رحمة الله عليه: دخلت على رسول الله’في مرضه الذي توفي فيه ، فقال: يا أبا ذر إيتني بابنتي فاطمة. قال: فقمت ودخلت عليها وقلت: يا سيدة النسوان أجيبي أباك. قال: فلبت منحلها وأبرزت وخرجت حتى دخلت على رسول الله’، فلما رأت رسول الله(ص)انكبت عليه وبكت وبكى رسول الله(ص)لبكائها وضمها إليه ، ثم قال: يا فاطمة لا تبكين فداك أبوك ، فأنت أول من تلحقين بي مظلومة مغصوبة ، وسوف يظهر بعدي حسيكة النفاق وسمل حلباب الدين ، وأنت أول من يرد علي الحوض.
قالت: ياأبَهْ أين ألقاك ؟ قال: تلقيني عند الحوض وأنا أسقي شيعتك ومحبيك وأطرد أعداك ومبغضيك. قالت: يا رسول الله فإن لم ألقك عند الحوض؟ قال تلقيني عند الميزان. قالت: يا أبَهْ وإن لم ألقك عند الميزان ؟ قال: تلقيني عند الصراط وأنا أقول: سلِّمْ سلِّمْ شيعة علي.
قال أبو ذر: فسكن قلبها ثم التفت الي رسول الله(ص)فقال: يا أبا ذر أنها بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني ، إلا أنها سيدة نساء العالمين ، وبعلها سيد الوصيين ، وابنيها الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وإنهما إمامان أن قاما أو قعدا ، وأبوهما خير منهما ، وسوف يخرج من صلب الحسين تسعة من الأئمه معصومون قوامون بالقسط ، ومنا مهدي هذه الأمة. قال قلت: يا رسول الله فكم الأئمة بعدك؟ قال: عدد نقباء بني اسرائيل.

وفي كفاية الأثر: ص44:

(حدثنا علي بن الحسين بن محمد قال:حدثنا هارون بن موسى(رض)قال: أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن عامر بن السائب الثقفي ، عن أبيه ، عن سلمان الفارسي رحمة الله عليه قال: دخلت على رسول الله(ص)وعنده الحسن والحسين يتغديان والنبي (ص)يضع اللقمة تارة في فم الحسن وتارة في فم الحسين ، فلما فرغا من الطعام أخذ رسول الله(ص)الحسن على عاتقه والحسين على فخذه ، ثم قال: يا سلمان أتحبهم ؟ قلت: يا رسول الله كيف لا أحبهم ومكانهم منك مكانهم ؟ قال: يا سلمان من أحبهم فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله. ثم وضع يده على كتف الحسين(ع)فقال: أنه الإمام ابن الإمام ، تسعة من صلبه أئمة أبرار ، أمناء ، معصومون ، والتاسع قائمهم ).

وفي كفاية الأثر: ص73:

(حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عياش الجوهري قال: حدثنا محمد بن أحمد الصفواني قال:حدثنا محمد بن الحسين قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحمصي قال: حدثنا بن حماد ، عن أنس بن سيرين ، عن أنس بن مالك ، قال: صلى بنا رسول الله(ص)صلاة الفجر ، ثم أقبل علينا فقال: معاشر أصحابي من أحب أهل بيتي حشر معنا ، ومن استمسك بأوصيائي من بعدي فقد استمسك بالعروة الوثقى.
فقام إليه أبو ذر الغفاري فقال: يا رسول الله كم الأئمة بعدك؟ قال: عدد نقباء بني إسرائيل ، فقال: كلهم من أهل بيتك؟ قال: كلهم من أهل بيتي ، تسعة من صلب الحسين ، والمهدي منهم.

حدثنا محمد بن عبد الله الشيباني(رض)  قال:

حدثنا رجا بن يحيى العرآني الكاتب قال: حدثنا يعقوب بن إسحق عن محمد بن بشارقال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة ، عن هشام بن زيد ، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله’: لما عرج بي إلى السماء رأيت على ساق العرش مكتوباً: لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي ونصرته. ورأيت اثني عشر إسماً مكتوباً بالنور فيهم علي بن أبي طالب وسبطي وبعدهما تسعة أسماء علياً علياً ثلاث مرات ، ومحمد ومحمد مرتين ، وجعفر وموسى والحسن ، والحجة يتلألأ من بينهم ، فقلت: يا رب أسامي من هؤلاء؟ فناداني ربي جل جلاله: هم الأوصياء من ذريتك ، بهم أثيب وأعاقب ).

وفي كفاية الأثر ص75:

وعنه قال: حدثنا أبو مزاحم موسى بن عبد الله بن يحيى بن خاقان المقرئ ببغداد قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن الفضل بن ربيع أبو العباس مولى بني هاشم قال: حدثني عثمان بن أبي شيبة في مسند أنس. قال: حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا عبد الله ابن عوف ، عن أنس بن سيرين ، عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله(ص)قال: أوصياء الأنبياءالذين بعدهم بقضاء ديونهم وإنجاز عداتهم ويقاتلون على سنتهم. ثم التفت إلى علي(ع)فقال: أنت وصيي وأخي في الدنيا والآخرة تقضي ديني وتنجز عداتي ، وتقاتل على سنتي ، تقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل ، فأنا خير الأنبياءوأنت خير الأوصياء وسبطاي خير الأسباط ، ومن صلبهما يخرج الأئمة التسعة ، مطهرون معصومون قوامون بالقسط ، والأئمة بعدي على عدد نقباء بني إسرائيل وحواري عيسى. هم عترتي من لحمي ودمي.

وفي كفاية الأثر ص98:

(حدثنا الحسين بن علي الرازي قال: حدثني إسحاق بن محمد بن خالويه قال: حدثني يزيد بن سليمان البصري قال: حدثني شريك ، عن الركين بن الربيع ، عن القإسم بن حسان ، عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله (ص): معاشر الناس ألا أدلكم على خير الناس جداً وجدة؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الحسن والحسين ، أنا جدهما ، وجدتهما خديجة سيدة نساء أهل الجنة.
ألا أدلكم على خير الناس أبا وأما؟ قلنا: بلى يا رسول الله ، قال: الحسن والحسين أبوهما علي بن أبي طالب ، وأمهما فاطمة سيدة نساء العالمين .
ألا أدلكم على خير الناس عماً وعمة؟ قلنا: بلى يارسول الله، قال: الحسن والحسين عمهما جعفر بن أبي طالب ، وعمتهما أم هاني بنت أبي طالب .
أيها الناس إلا أدلكم على خير الناس خالاً وخالة ؟ قلنا: بلى يا رسول الله ، قال: الحسن والحسين ، خالهما القإسم بن رسول الله ، وخالتهما زينب بنت رسول الله.
ثم قال: على قاتلهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، وإنه ليخرج من صلب الحسين أئمة أبرار أمناء معصومون قوامون بالقسط ، ومنا مهدي هذه الأمة الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه. قلنا: من يا رسول الله؟ قال: هو التاسع من صلب الحسين ، تسعة من صلب الحسين أئمة أبرار والتاسع مهديهم يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ).

وفي كفاية الأثر: ص100: (حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سعيد الخزاعي قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن عبد الله الكوفي الأسدي قال: حدثني محمد بن إسمعيل البرمكي قال: حدثني مندل بن علي ، عن أبي نعيم عن محمد بن زياد ، عن زيد بن أرقم قال: سمعت رسول الله(ص)يقول لعلي(ع): أنت الإمام والخليفة بعدي ، وابناك سبطاي وهما سيدا شباب أهل الجنة ، وتسعة من صلب الحسين أئمة معصومون ، ومنهم قائمنا أهل البيت. ثم قال:
يا علي ، ليس في القيامة راكب غيرنا ، ونحن أربعة. فقام إليه رجل من الأنصار ، فقال: فداك أبي وأمي يا رسول الله ومن هم ؟ قال: أنا على دابة الله البراق ، وأخي صالح على ناقته التي عقرت ، وعمي حمزة على ناقتي العضباء ، وأخي علي على ناقة من نوق الجنة ، وبيده لواء الحمد ، ينادي لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فيقول الآدميون: ما هذا إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش ، فيجيبهم ملك من بطنان العرش: يا معشر الآدميين ، ليس هذا ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، ولا حامل عرش ، هذا الصديق الأكبر علي بن أبي طالب ).

وفي كفاية الأثر ص110:

(حدثنا علي بن الحسن بن محمد قال:حدثنا هرون بن موسى قال: حدثنا جعفر بن علي بن سهل الدقاق الدوري قال:حدثنا علي بن الحارث المروزي قال: حدثنا أيوب بن عاصم الهمذاني قال:حدثنا حفص بن غياث ، عن يزيد بن مكحول ، عن واثلة بن الأسقع يقول: سمعت رسول الله (ص)يقول: لما عرج بي إلى السماء وبلغت سدرة المنتهى ناداني ربي جل جلاله فقال: يا محمد. فقلت: لبيك سيدي. قال: اني ما أرسلت نبياً فانقضت أيامه إلا أقام بالأمر بعده وصيه ، فاجعل علي بن أبي طالب الإمام والوصي من بعدك ، فإني خلقتكما من نور واحد ، وخلقت الأئمة الراشدين من أنوار كما ، أتحب أن تراهم يا محمد ؟ قلت: نعم يا رب. قال: إرفع رأسك. فرفعت رأسي فإذا أنا بأنوار الأئمة بعدي اثنا عشر نوراً ، قلت: يا رب أنوار من هي ؟ قال: أنوار الأئمة بعدك أمناء معصومون.
وفي كفاية الأثر ص113: (أخبرنا أبو المفضل الشيباني قال:حدثني حيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي قال: حدثنا محمد بن مسعود ، عن يوسف بن السخت ، عن سفيان الثوري ، عن موسى بن عبيدة أياس بن مسلمة بن الأكوع ، عن أبي أيوب الأنصاري قال: سمعت رسول الله(ص)يقول: أناسيد الأنبياء، وعليٌّ سيد الأوصياء ، وسبطاي خير الأسباط ، ومنا الأئمة المعصومون من صلب الحسين، ومنا مهدي هذه الأمة. فقام إليه أعرابي فقال: يارسول الله كم الأئمة بعدك؟ قال:عدد الأسباط وحواري عيسى ونقباء بني إسرائيل ).

وفي كفاية الأثر ص124: (حدثني علي بن الحسن بن محمد قال: حدثنا هارون بن موسى قال: حدثني محمد بن علي بن معمر قال: حدثني عبد الله بن معبد قال: حدثنا موسى بن إبراهيم الممتع قال: حدثني عبد الكريم بن هلال ، عن أسلم ، عن أبي الطفيل ، عن عمار قال: لما حضرت رسول الله(ص)الوفاة دعا بعلي(ع)، فسارَّهُ طويلاً ثم قال: يا علي أنت وصيي ووارثي قد أعطاك الله علمي وفهمي ، فإذا متُّ ظهرت لك ضغائن في صدور قوم وغصبٌ على حقد. فبكت فاطمة÷وبكى الحسن والحسين ، فقال لفاطمة: يا سيدة النسوان مم بكاؤك ؟ قالت: يا أبة أخشى الضيعة بعدك. قال: أبشري يا فاطمة فإنك أول من يلحقني من أهل بيتي ، ولاتبكي ولاتحزني فإنك سيدة نساء أهل الجنة ، وأباك سيد الأنبياء، وابن عمك خير الأوصياء ، وابناك سيدا شباب أهل الجنة ، ومن صلب الحسين يخرج الله الأئمة التسعة مطهرون معصومون ، ومنا مهدي هذه الأمة. ثم التفت إلى علي(ع)فقال:
يا علي لايلي غسلي وتكفيني غيرك. فقال علي(ع): يا رسول الله من يناولني الماء فإنك رجل ثقيل لا أستطيع أن أقلبك. فقال: أن جبرئيل معك والفضل يناولك الماء وليغطي عينيه فإنه لا يرى أحد عورتي إلا انفقأت عيناه.
قال: فلما مات رسول الله(ص)كان الفضل يناوله الماء وجبرئيل يعاونه ، فلما أن غسله وكفنه أتاه العباس فقال:ياعلي أن الناس قد أجمعوا أن يدفن النبي(ص)بالبقيع وإن يؤمهم رجل واحد ، فخرج عليٌّ إلى الناس فقال: أيها الناس أن رسول الله(ص) كان إمامنا حياً وميتاً ، وهل تعلمون أن رسول الله(ص)لعن من جعل القبور مصلى ، ولعن من جعل مع الله إلهاً آخر ، ولعن من كسر رباعيته وشق لثته.
قال فقالوا: الأمر اليك فاصنع ما رأيت. قال: فإني أدفن رسول الله(ص)في البقعة التي قبض فيها. قال: ثم قام على الباب فصلى عليه ، وأمر الناس عشراً عشراً يصلون عليه ثم يخرجون ).

وفي كفاية الأثر ص132:
(أخبرنا محمد بن عبد الله بن المطلب ، قال حدثنا أبو أسيد أحمد بن محمد بن أسيد المديني بأصبهان ، قال حدثنا عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر ، عن عبد الوهاب بن عيسى المروزي ، قال حدثنا الحسين بن علي بن محمد البلوي ، قال حدثنا عبد الله بن سحح ، عن علي بن هاشم ، عن علي بن خرور ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال سمعت عمران بن حصين ، يقول سمعت رسول الله(ص)يقول لعلي: أنت وارث علمي وأنت الإمام والخليفة بعدي ، تعلِّم الناس بعدي ما لا يعلمون ، وأنت أبو سبطيَّ وزوج ابنتي ، من ذريتكم العترة الأئمة المعصومون. فسأله سلمان عن الأئمة ، فقال: عدد نقباء بني إسرائيل). (حدثنا علي بن محمد بن الحسن ، قال حدثنا هارون بن موسى قال: حدثنا حيدر بن نعيم السمرقندي قال: حدثنا محمد بن زكريا الجوهري قال:حدثنا العباس بن بكار الضبي قال: حدثنا أبو بكر الهذلي ، عن أبي عبد الله الشامي ، عن عمران بن حصين ، وذكر نحوه ).

وفي كفاية الأثر ص134: (حدثنا محمد بن وهبان بن محمد البصري قال: حدثنا الحسين بن علي البزوفري قال: حدثني عبد العزيز بن يحيى الجلودي بالبصرة قال: حدثني محمد بن زكريا ، عن أحمد بن عيسى بن زيد قال: حدثني عمر بن عبد الغفار ، عن أبي بصير ، عن حكيم بن جبير ، عن علي بن زيد بن جذعان ، عن سعيد بن المسيب ، عن سعد بن مالك أن النبي’قال: يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي ، تقضي ديني وتنجز عداتي ، وتقاتل بعدي على التأويل كما قاتلت على التنزيل. يا علي حبك إيمان وبغضك نفاق ، ولقد نبأني اللطيف الخبير أنه يخرج من صلب الحسين تسعة من الأئمة معصومون مطهرون ، ومنهم مهدي هذه الأمة الذي يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت في أوله).

وفي كفاية الأثرص151: ( أخبرنا القاضي المعافا بن زكريا قال: حدثنا علي بن عتبة قال: حدثني الحسين بن علوان ، عن أبي علي الخراساني ، عن معروف بن خربوذ ، عن أبي الطفيل ، عن علي(ع)قال: قال رسول الله’: (ص) أنت الوصي على الأموات من أهل بيتي ، والخليفة على الأحياء من أمتي ، حربك حربى وسلمك سلمي ، أنت الإمام أبو الأئمة الأحد عشر ، من صلبك أئمة مطهرون معصومون ، ومنهم المهدي الذي يملأ الدنيا قسطاً وعدلاً ، فالويل لمبغضكم. يا عليُّ لو أن رجلاً أحب في الله حجراً لحشره الله معه وإن محبيك وشيعتك ومحبي أولادك الأئمة بعدك يحشرون معك. وأنت معي في الدرجات العلى ، وأنت قسيم الجنة والنار ، يدخل محبيك الجنة ومبغضيك النار ).

وفي كفاية الأثر ص180: (حدثنا علي بن الحسن بن محمد بن مندة قال: حدثنا أبو الحسين زيد بن جعفر بن محمد بن الحسين الخزاز بالكوفة في سنة سبع وسبعين وثلثمائة قال: حدثنا العباس بن العباس الجوهري ببغداد في دار عميرة قال: حدثني عفان بن مسلم قال: حدثني حماد بن سلمة ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن سداد بن أوس ، قال: لما كان يوم الجمل قلت: لا أكون مع علي ولا أكون عليه ، وتوقفت عن القتال إلى انتصاف النهار فلما كان قرب الليل ألقى الله في قلبي أن أقاتل مع علي ، فقاتلت معه حتى كان من أمره ما كان .
ثم إني أتيت المدينة فدخلت على أم سلمة ، قالت: من أين أقبلت ؟ قلت: من البصرة. قالت: مع أي الفريقين كنت ؟ قلت: يا أم المؤمنين إني توقفت عن القتال إلى انتصاف النهار وألقى الله عز وجل أن أقاتل مع علي.
قالت: نعم ما عملت ، لقد سمعت رسول الله(ص)يقول: من حارب علياً فقد حاربني ، ومن حاربني فقد حارب الله ! قلت: فترين أن الحق مع علي؟ قالت: أي والله ، عليٌّ مع الحق والحق معه ، والله ما أنصف أمة محمد نبيهم إذ قدموا من أخره الله عز وجل ورسوله ، وأخروا من قدمه الله تعالى ورسوله ، وأنهم صانوا حلائلهم في بيوتهم وأبرزوا حليلة رسول الله(ص)الى الفناء ! والله لقد سمعت رسول الله ’ يقول: لأمتي فرقة وجعلة (وجمعة) فجامعوها إذا اجتمعت ، وإذا افترقت فكونوا من النمط الأوسط ، ثم ارقبوا أهل بيتي فإن حاربوا فحاربوا ، وإن سالموا فسالموا ، وإن زالوا فزالوا معهم ، فإن الحق معهم حيث كانوا.
قلت: فمَن أهل بيته؟ قالت: أهل بيته الذين أمرنا بالتمسك بهم ، قالت: هم الأئمة بعده كما قال: عدد نقباء بني إسرائيل: عليٌّ وسبطاه ، وتسعةٌ من صلب الحسين ، هم أهل بيته ، هم المطهرون ، والأئمة المعصومون.
قلت أنا: لله هلك الناس إذا ! قالت: كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ) .

وفي كفاية الأثر: ص185:
(أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحسن العياشئ قال: حدثني جدي عبيدالله بن الحسن ، عن أحمد بن عبد الجبار ، قال حدثنا أحمد بن عبد الرحمن المخزومي قال: حدثنا عمر بن حماد قال: حدثنا علي بن هاشم البريد ، عن أبيه قال: حدثني أبو سعيد التميمي ، عن أبي ثابت مولى أبي ذر ، عن أم سلمة قالت: قال رسول الله’: لما أسري بي إلى السماء نظرت فإذا مكتوب على العرش " لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي ونصرته بعلي " ، ورأيت أنوار علي وفاطمة والحسن والحسين وأنوار علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي ، ورأيت نور الحجة يتلألأ من بينهم كأنه كوكب دري ، فقلت: يا رب من هذا ومن هؤلاء ؟ فنوديت: يا محمد هذا نور علي وفاطمة ، وهذا نور سبطيك الحسن والحسين ، وهذه أنوار الأئمة بعدك من ولد الحسين مطهرون معصومون ، وهذا الحجة يملأ الدنيا قسطاً وعدلا.
وهذه أم سلمة روى عنها شداد بن أوس والحكم بن قيس وأبو الأسود وأبو ثابت مولى أبي ذر رحمة الله عليه ).

وفي كفاية الأثرص301: (حدثنا أبو المفضل(رض) قال: حدثني محمد بن علي بن شاذان بن حباب الأزدي الخلال بالكوفة قال: حدثني الحسن بن محمد بن عبد الواحد قال: حدثنا الحسن ثم الحسين العربي الصوفي قال: حدثني يحيى بن يعلى الأسلمي ، عن عمرو بن موسى الوجيهي ، عن زيد بن علي(ع)قال: كنت عند أبي علي بن الحسين(ع)إذ دخل عليه جابر بن عبد الله الأنصاري ، فبينما هو يحدثه إذ خرج أخي محمد من بعض الحجر ، فأشخص جابر ببصره نحوه ثم قام إليه فقال: يا غلام أقبل فأقبل ثم قال: ادبر فأدبر ، فقال: شمائل كشمائل رسول الله(ص)ما اسمك يا غلام ؟ قال: محمد. قال: ابن من ؟ قال: ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، قال: أنت إذاً الباقر. قال فأكبى عليه وقبل رأسه ويديه ثم قال: يا محمد إن رسول الله (ص)يقرؤك السلام. قال: على رسول الله أفضل السلام وعليك يا جابر بما أبلغت السلام. ثم عاد إلى مصلاه ، فأقبل يحدث أبي ويقول: أن رسول الله (ص)قال لي يوماً: يا جابر إذا أدركت ولدي الباقر فاقرأه مني السلام ، فإنه سميِّي وأشبه الناس بي ، علمه علمي وحكمه حكمي ، سبعة من ولده أمناء معصومون أئمة أبرار ، والسابع مهديهم الذي يملأ الدنيا قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً. ثم تلا رسول الله(ص): وَجَعَلْنَاهُمْ أئمة يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ)
وفي كفاية الأثر ص303: (حدثنى أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سعيد بن علي الخزاعي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد بالكوفة قال: حدثني جعفر بن علي بن سحلح الكندي قال: حدثني إبراهيم بن محمد بن ميمون قال: حدثني المسعودي أبو عبد الرحمان ، عن محمد بن علي الفراري ، عن أبي خالد الواسطي ، عن زيد بن علي(ع)، قال حدثني أبي علي بن الحسين، عن أبيه الحسين ابن علي ، قال: قال رسول الله(ص): يا حسين أنت الإمام وأخ الإمام وابن الإمام. تسعة من ولدك أمناء معصومون والتاسع مهديهم ، فطوبى لمن أحبهم ، والويل لمن أبغضهم ).

وفي كفاية الأثرص261:(عن أبي عبدالله(ع):أن قائمنا يخرج من صلب الحسين والحسين ، يخرج من صلب علي ، وعلي يخرج من صلب محمد ، ومحمد يخرج من صلب علي ، وعلي يخرج من صلب ابني هذا ، وأشار إلى موسى بن جعفر ، وهذا خرج من صلبي. نحن اثنا عشر ، كلنا معصومون مطهرون ).

وفي أمالي الصدوق ص679:(حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم(رض)قال: حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن محمد بن علي التميمي قال: حدثني سيدي علي بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن النبي(ص)أنه قال: من سره أن ينظر إلى القضيب الأحمر الذي غرسه الله بيده ، ويكون متمسكاً به ، فليتول علياً والأئمة من ولده فإنهم خيرة الله عز وجل وصفوته، وهم المعصومون من كل ذنب وخطيئة ). ( ورواه في عيون أخبار الرضا(ع):1/ 629).

العصمة التامة هي الوسطية بين الغلو والتقصير
في الكافي:1/269: (محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن البرقي ، عن أبي طالب ، عن سدير قال: قلت لأبي عبد الله(ع): أن قوماً يزعمون أنكم آلهة، يتلون بذلك علينا قرآناً: وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إله وَفِي الأرض إِلَهٌ ! فقال: ياسدير سمعي وبصري وبشري ولحمي ودمي وشعري من هؤلاء براء ، وبرئ الله منهم ، ما هؤلاء على ديني ولاعلى دين آبائي ! والله لا يجمعني الله وإياهم يوم القيامة إلا وهو ساخط عليهم ! قال قلت: وعندنا قوم يزعمون أنكم رسل ، يقرؤون علينا بذلك قرآنا: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صالحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ! فقال: ياسدير سمعي وبصري وشعري وبشري ولحمي ودمي من هؤلاء براء ، وبرئ الله منهم ورسوله ، ما هؤلاء على ديني ولا على دين آبائي والله لا يجمعني الله وإياهم يوم القيامة إلا وهو ساخط عليهم ! قال: قلت: فما أنتم ؟
قال: نحن خُزَّانُ علم الله ، نحن تَراجمة أمر الله ، نحن قومٌ معصومون أمر الله تبارك وتعالى بطاعتنا ونهى عن معصيتنا ، نحن الحجة البالغة على من دون السماء و فوق الأرض).
وفي علل الشرائع للصدوق:1/173: (حدثنا أبو علي أحمد بن يحيى المكتب قال حدثنا أحمد بن محمد الوراق قال حدثنا بشر بن سعيد بن قلبويه المعدل بالرافقه قال حدثنا عبد الجبار بن كثير التميمي اليماني قال سمعت محمد بن حرب الهلالي أمير المدينة يقول: سألت جعفر بن محمد×فقلت له يا ابن رسول الله في نفسي مسألة أريد أن أسألك عنها فقال: إن شئت أخبرتك بمسألتك قبل أن تسألني وإن شئت فسل ، قال: قلت له يا ابن رسول الله وبأي شئ تعرف ما في نفسي قبل سؤالي ؟ فقال بالتوسم والتفرس ، أما سمعت قول الله عز وجل(إِنَّ فِى ذَلِكَ لايَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) وقول رسول الله(ص)اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ، قال: فقلت له يا ابن رسول الله فأخبرني بمسألتي قال: أردت أن تسألني عن رسول الله(ص)لمَ لم يطق حمله علي(ع)عند حط الأصنام من سطح الكعبة مع قوته وشدته وما ظهر منه في قلع باب القموص بخيبر والرمي به إلى ورائه أربعين ذراعاً ، وكان لايطيق حمله أربعون رجلاً وقد كان رسول الله(ص)يركب الناقة والفرس والحمار ، وركب البراق ليلة المعراج وكل ذلك دون علي في القوة والشدة ؟ قال فقلت له: عن هذا والله أردت أن أسألك يا ابن رسول الله ، فأخبرني؟ فقال:
إن علياً(ع) برسول الله تشرَّف وبه ارتفع ، وبه وصل إلى أن أطفأ نار الشرك ، وأبطل كل معبود من دون الله عز وجل ، ولو علاه النبي(ص)لحطِّ الأصنام لكان(ع) بعلي مرتفعاً وتشريفاً وواصلاً إلى حط الأصنام ، ولو كان ذلك كذلك لكان أفضل منه ، ألا ترى أن علياً(ع)قال: لما علوت ظهر رسول الله(ص)شرفت وارتفعت حتى لو شئت أن أنال السماء لنلتها ، أما علمت أن المصباح هو الذي يهتدى به في الظلمة، وانبعاث فرعه من أصله ، وقد قال علي(ع)أنا من أحمد كالضوء من الضوء ، أما علمت أن محمداً وعلياً صلوات الله عليهما كانا نوراً بين يدي الله عز وجل قبل خلق الخلق بألفي عام ، وإن الملائكة لما رأت ذلك النور رأت له أصلاً قد تشعب منه شعاع لامع فقالت: إلهنا وسيدنا ماهذا النور؟ فأوحى الله تبارك وتعالى إليهم هذا نور من نوري أصله نبوة وفرعه إمامة ، أما النبوة فلمحمد عبدي ورسولي وأما الإمامة فلعلي حجتي ووليى ، ولولاهما ما خلقت خلقي ! أما علمت أن رسول الله(ص)رفع يد علي(ع)بغدير خم حتى نظر الناس إلى بياض إبطيهما فجعله مولى المسلمين وإمامهم، وقد احتمل الحسن والحسين‘يوم حظيرة بني النجار ، فلما قال له بعض أصحابه ناولني أحدهما يارسول الله قال: نعم الراكبان وأبوهما خير منهما ، وأنه كان يصلي بأصحابه فأطال سجدة من سجداته فلما سلم قيل له يارسول الله لقد أطلت هذه السجدة فقال(ص)لأن ابني ارتحلني فكرهت أن أعاجله حتى ينزل ، وإنما أراد بذلك رفعهم وتشريفهم، فالنبي(ص)إمام ونبي وعلي(ع)إمام ليس بنبي ولا رسول ، فهو غير مطيق لحمل أثقال النبوة.
قال محمد بن حرب الهلالي: فقلت له زدني يا ابن رسول الله فقال: إنك لأهل للزيادة إن رسول الله(ص)حمل علياً(ع)على ظهره يريد بذلك أنه أبو ولده وإمام الأئمة من صلبه ، كما حول ردائه في صلاة الإستسقاء وأراد أن يعلم أصحابه بذلك أنه قد تحول الجدب خصباً ، قال: قلت له زدني ياابن رسول الله ، فقال: احتمل رسول الله(ص)علياً(ع)يريد بذلك أن يعلم قومه أنه هو الذي يخفف عن ظهر رسول الله ما عليه من الدين والعدات والأداء عنه من بعده ، قال: فقلت له يا ابن رسول الله زدني فقال: احتمله ليعلم بذلك أنه قد احتمله وما حمل إلا لأنه معصوم لايحمل وزراً فتكون أفعاله عند الناس حكمة وصواباً وقد قال النبي(ص)لعلي يا علي أن الله تبارك وتعالى حملني ذنوب شيعتك ثم غفرها لي وذلك قوله تعالى: لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ،ولما أنزل الله عز وجل إذا اهتديتم وعليٌّ نفسي وأخي أطيعوا علياً فإنه مطهر معصوم لايضل ولايشقى ثم تلاهذه الآية: قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فإن تَوَلَّوْا فإنما عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وإن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ.
قال محمد بن حرب الهلالي: ثم قال جعفر بن محمد×: أيها الأمير لو أخبرتك بما في حمل النبي(ص)علياً(ع)عند حط الأصنام من سطح الكعبة من المعاني التي أرادها به ، لقلت إن جعفر بن محمد لمجنون ! فحسبك من ذلك ما قد سمعت ! فقمت إليه وقبلت رأسه وقلت: اللهُ أعلم حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ). انتهى.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page