• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الباب الثاني و الخمسون : في أحاديث منتخبة

 

الباب الثاني و الخمسون في أحاديث منتخبة
روي عن الصادق (ع) أنه قال لبعض تلاميذه يوما أي شيء تعلمت مني قال له يا مولاي ثمان مسائل قال (ع) قصها علي لأعرفها قال الأولى رأيت كل محبوب يفارق محبوبه عند الموت فصرفت همي إلى ما لا يفارقني بل يؤنسني في وحدتي و هو فعل الخير قال أحسنت و الله الثانية قد رأيت قوما يفخرون بالحسب و آخرين بالمال و الولد و إذا ذلك لا فخر فيه و رأيت الفخر العظيم في قوله تعالى إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ فاجتهدت أن أكون عند الله كريما قال أحسنت و الله الثالثة قال رأيت الناس في لهوهم و طربهم و سمعت قوله تعالى وَ أَمّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَ نَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى فاجتهدت في صرف الهوى عن نفسي حتى استقررت على طاعة الله تعالى قال أحسنت و الله الرابعة قال رأيت كل من وجد شيئا يكرم عنده اجتهد في حفظه و سمعت قوله تعالى مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَ لَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ فأحببت المضاعفة و لم أر أحفظ مما يكون عنده فكلما وجدت شيئا يكرم عنده وجهت به إليه ليكون لي ذخرا إلى وقت حاجتي قال أحسنت و الله الخامسة قال رأيت حسد الناس بعضهم لبعض و سمعت قوله تعالى نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ رَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْض دَرَجات لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا وَ رَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمّا يَجْمَعُونَ فلما عرفت أن رحمة الله خير ما يجمعون ما حسدت أحدا و لا أسفت على ما فاتني قال أحسنت و الله السادسة قال رأيت عداوة الناس بعضهم لبعض في دار الدنيا و الحزازات التي في صدورهم و سمعت قول الله تعالى إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا فاشتغلت بعداوة الشيطان عن عداوة غيره قال أحسنت و الله السابعة قال رأيت كدح الناس و اجتهادهم في طلب الرزق و سمعت قوله تعالى وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلّا لِيَعْبُدُونِ ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْق وَ ما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ إِنَّ اللّهَ هُوَ الرَّزّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ فعلمت أن وعده حق و قوله تعالى صدق فسكنت إلى وعده و رضيت بقوله و اشتغلت بما له علي عما لي عنده قال أحسنت و الله الثامنة قال رأيت قوما يتكلمون على صحة أبدانهم و قوما على كثرة أموالهم و قوما على خلق مثلهم و سمعت قوله تعالى وَ مَنْ يَتَّقِ اللّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللّهُ لِكُلِّ شَيْء قَدْراً فاتكلت على الله و زال اتكالي عن غيره قال له و الله إن التوراة و الإنجيل و الزبور و الفرقان و سائر الكتب ترجع إلى هذه المسائل .
قال النبي (ص) من طلب العلم لله عز و جل لم يصب منه بابا إلا ازداد في نفسه ذلا و للناس تواضعا و لله خوفا و في الدين اجتهادا فذلك الذي ينتفع بالعلم فيتعلمه و من طلب العلم للدنيا و المنزلة عند الناس و الخطوة عند السلطان لم يصب منه بابا إلا ازداد في نفسه عظمة و على الناس استطالة و بالله اغترارا و في الدين جفاء فذلك الذي لا ينتفع بالعلم فليكف و ليمسك عن الحجة على نفسه و الندامة و الخزي يوم القيامة .
و عن أمير المؤمنين (ع) قال قال رسول الله إن ملك الموت إذا نزل لقبض روح الفاجر نزل معه سفود من نار قال علي (ع) يا رسول الله فهل يصيب ذلك أحدا من أمتك قال نعم حاكما جائرا و آكل مال اليتيم و شاهد الزور و إن شاهد الزور يدلع لسانه في النار كما يدلع الكلب لسانه في الإناء و قيل لبعضهم على ما بنيت أمرك قال على أربع خصال علمت أن رزقي لا يأكله غيري فاطمأننت نفسي و علمت أن عملي لا يعمله غيري فأنا مشغول به و علمت أن أجلي لا أدري متى يأتيني و لا يأتيني إلا بغتة فأنا أبادره و علمت أني لا أغيب من عين الله فأنا منه مستحي و قال من علق سوطا بين يدي سلطان جائر جعل ذلك السوط يوم القيامة ثعبان من نار طوله سبعين ذراعا يسلطه الله عليه يوم القيامة في نار جهنم و بئس المصير .
و قال (ع) من كان ظاهره أرجح من باطنه خف ميزانه و من كان باطنه أرجح من ظاهره ثقل ميزانه  و عن الحسين بن علي (ع) قال إذا كان يوم القيامة نادى مناد أيها الناس من كان له على الله أجر فليقم قال فلا يقوم إلا أهل المعروف قيل من كان غناه في كيسه لم يزل فقيرا و من كان غناه في قلبه لم يزل غنيا و قال بعضهم من لم يسلم لك صدره فلا يغرنك بشره باشر من أغناك و لا تكله إلى سواك استغن فيما دهاك بمن يغنيه غناك و عن النبي إياكم و الغيبة فإن الغيبة أشد من الزناء إن الرجل ليزني و يتوب فيتوب الله عليه و إن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبها .
و قال (ع) يا معاشر الناس من اغتاب آمن بلسانه و لم يؤمن بقلبه فلا تغتابوا المسلمين و لا تتبعوا عوراتهم فإنه من يتبع عورة أخيه تتبع الله عورته و فضحه في جوف بيته .
و أوحى الله إلى موسى (ع) من مات تائبا من الغيبة فهو آخر من يدخل الجنة و من مات و هو مصر عليها فهو أول من يدخل النار .
و قال (ع) ليس الشهيد بالصرعة إنما الشهيد الذي يملك نفسه عند الغضب فإن الغضب مفتاح كل شر و قد ذم الله تعالى الكبر في مواضع من كتابه و ذم كل جبار عنيد فقال سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ و قال مَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبادَتِهِ وَ يَسْتَكْبِرْ و قال الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَ كُنْتُمْ عَنْ آياتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ و قال فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ و قال كَذلِكَ يَطْبَعُ اللّهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّر جَبّار و قال وَ اسْتَفْتَحُوا وَ خابَ كُلُّ جَبّار عَنِيد .
و قال رسول الله (ص) لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر و لا يدخل النار من كان في قلبه مثقال حبة من إيمان و قال رسول الله (ص) إن الله تعالى يقول الكبرياء ردائي و العظمة إزاري فمن نازعني في واحد منهما ألقيته في النار .
و روي عن النبي (ص) قال من اجتهد من أمتي بترك شهوة من شهوات الدنيا فتركها من مخافة الله آمنه الله من الفزع الأكبر و أدخله الجنة .
و روي عن النبي (ص) أنه قال من قبل غلاما بشهوة عذبه الله ألف عام في النار و من جامعه لم يجد ريح الجنة و ريحها يوجد من مسيرة خمسمائة عام إلا أن يتوب .
و بإسناده عنه (ص) قال ما من أحد من أمتي يذكرني و يصلي علي إلا غفر الله له ذنوبه و إن كانت مثل رمل عالج .
و بإسناده عن النبي (ص) قال صدقة المؤمن تدفع عن صاحبها آفات الدنيا و فتنة القبر و عذاب يوم القيامة .
و روي عن النبي (ص) قال صلاة الليل سراج لصاحبها في ظلمة القبر و قول لا إله إلا الله يطرد الشيطان عن قائلها .
و عن ابن عباس قال قال رسول الله (ص) من مات غريبا مات شهيدا و قال (ع) موت غربة شهادة فإذا احتضر فرمى ببصره عن يمينه و عن شماله فلم ير إلا غريبا و ذكر أهله فتنفس قلبه بكل نفس تنفسه يمحو الله عنه ألف ألف سيئة و يكتب له به ألف ألف حسنة و إذا مات مات شهيدا .
و عن ابن عباس قال قال رسول الله (ص) الغريب إذا مرض فنظر عن يمينه و عن شماله و من بين يديه و من خلفه فلم ير أحدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه و في الخبر من أحرق سبعين مصحفا و قتل سبعين ملكا مقربا و زنى بسبعين بكرا كان أقرب إلى النجاة ممن ترك الصلاة متعمدا .
و عن النبي (ص) جلوس ساعة عند العالم في مذاكرة العلم أحب إلى الله تعالى من مائة ألف ركعة تطوعا و مائة ألف تسبيحة و من عشرة آلاف فرس يغزو بها المؤمن في سبيل الله .
و بإسناده عن النبي (ص) قال إذا صليت الصلاة لوقتها صعدت و لها نور شعشعاني تفتح لها أبواب السماء حتى تنتهي إلى العرش فتشفع لصاحبها و تقول حفظك الله كما حفظتني و إذا صليت في غير وقتها صعدت مظلمة تغلق دونها أبواب السماء ثم تلف كما يلف الثوب الخلق و يضرب بها وجه صاحبها فتقول ضيعك الله كما ضيعتني .
و روي عن الصادق عن آبائه عن أمير المؤمنين (ع) قال قال رسول الله (ص) صلاة الليل مرضاة للرب و حب الملائكة و سنة الأنبياء و نور المعرفة و أصل الإيمان و راحة الأبدان و كراهية للشيطان و سلاح على الأعداء و إجابة للدعاء و قبول للأعمال و بركة في الرزق و شفيع بين صاحبها و بين ملك الموت و سراج في قبره و فراش من تحت جنبيه و جواب منكر و نكير و مونس و زائر في قبره فإذا كان يوم القيامة كانت الصلاة ظلا عليه و تاجا على رأسه و لباسا على بدنه و نورا يسعى بين يديه و سترا بينه و بين النار و حجة للمؤمن بين يدي الله تعالى و ثقلا في الموازين و جوازا على الصراط و مفتاحا للجنة لأن الصلاة تكبير و تحميد و تسبيح و تمجيد و تقديس و تعظيم و قراءة و دعاء و أن أصل الأعمال كلها الصلاة لوقتها .
و قال (ع) ارحموا رحمكم الله إنكم أعلام بينة فالطريق نهج إلى دار السلام و أنتم في دار مستعتب على مهل و فراغ و الصحف منشورة و الأقلام جارية و الأبدان صحيحة و الألسن مطلقة و التوبة مسموعة و الأعمال مقبولة .
و عن حذيفة بن اليمان رفعه عن رسول الله (ص) أن قوما يجيئون يوم القيامة و لهم من الحسنات أمثال الجبال فيجعلها الله هباء منثورا ثم يؤمر بهم إلى النار فقال سلمان صفهم يا رسول الله فقال أما إنهم قد كانوا يصومون و يصلون و يأخذون أهبة من الليل و لكنهم كانوا إذا عرض لهم شيء من الحرام وثبوا عليه .
و قال (ص) ألا فاذكروا هادم اللذات و منغص الشهوات و قاطع الأمنيات عند المشاورة للأعمال القبيحة و استعينوا بالله على أداء واجب حقه و ما لا يحصى من أعداد نعمه و إحسانه .
و قال (ع) رحم الله امرأ تفكر فاعتبر و اعتبر فأبصر فكأنما هو كائن من الدنيا عما قليل لم يكن و كان ما هو كائن من الآخرة عن قليل لم يزل و كل معدود منتقص و كل متوقع آت و كل آت قريب دان .
و قال (ع) ألا و إن الآخرة قد أقبلت و الدنيا قد أدبرت و لكل منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة و لا تكونوا من أبناء الدنيا فإن كل ولد سيلحق بأمه يوم القيامة و إن اليوم عمل بلا حساب و غدا حساب بلا عمل .
و قال (ع) إن النساء نواقص الإيمان و الحظوظ و نواقص العقول فأما نقصان إيمانهن فعقودهن عن الصلاة و الصوم أيام حيضهن و أما نقصان حظوظهن فمواريثهن على الإنصاف من مواريث الرجال لقوله تعالى لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ و أما نقصان عقولهن فشهادة الامرأتين كشهادة الرجل الواحد فاتقوا أشرار النساء و كونوا من خيارهن على حذر و لا تطيعوهن في المعروف حتى لا يطمعن في المنكر .
و قال (ع) عجبت للبخيل يستعجل الفقر الذي هو منه هرب و يفوته الغناء الذي إياه طلب فيعيش في الدنيا عيش الفقراء و يحاسب في الآخرة حساب الأغنياء و عجبت للمتكبر الذي كان بالأمس نطفة و يكون غدا جيفة و عجبت لمن شك في الله و هو يرى خلق الله و عجبت لمن نسي الموت و هو يرى من يموت و عجبت لمن أنكر النشأة الآخرة و هو يرى النشأة الأولى و عجبت لعامر دار الفناء و تارك دار البقاء .
و قال (ع) من آذى جاره حرم الله عليه ريح الجنة و مأواه جهنم و بئس المصير و من ضيع حق جاره فليس منا .
و قال (ع) من مشى إلى ذي قرابة بنفسه و ماله ليصل رحمه أعطاه الله عز و جل أجر مائة شهيد و له بكل خطوة أربعون ألف حسنة و محي عنه أربعون ألف سيئة و رفع له من الدرجات مثل ذلك و كان كأنما عبد الله عز و جل مائة سنة صابرا محتسبا و من كفى ضريرا حاجة من حوائج الدنيا و مشى له فيها حتى يقضي له حاجته أعطاه الله براءة من النفاق و براءة من النار و قضى له سبعين ألف حاجة من حوائج الدنيا و لا يزال يخوض في رحمة الله حتى يرجع .
و سئل النبي (ص) ما أثقل من السماء و ما أغنى من البحر و ما أوسع من الأرض و ما أحر من النار و ما أبرد من الزمهرير و ما أشد من الحجر و ما أمر من السم فقال (ص) البهتان على البريء أثقل من السماء و الحق أوسع من الأرض و قلب قانع أغنى من البحر و سلطان
جائر أحر من النار و الحاجة إلى اللئيم أبرد من الزمهرير و قلب المنافق أشد من الحجر و الصبر على الشدة أمر من السم .
و قال (ع) ستة أشياء حسن و لكن من ستة أحسن العدل حسن و هو من الأمراء أحسن و الصبر حسن و هو من الفقراء أحسن و الورع حسن و هو من العلماء أحسن و السخاء حسن و هو من الأغنياء أحسن و التوبة حسنة و هي من الشاب أحسن و الحياء حسن و هو من
النساء أحسن و أمير لا عدل له كغيم لا غيث له و فقير لا صبر له كمصباح لا ضوء له و عالم لا ورع له كشجرة لا ثمرة لها و غني لا سخاء له كمكان لا نبت له و شاب لا توبة له كنهر لا ماء له و امرأة لا حياء لها كطعام لا ملح له .
و عن رسول الله (ص) من تاب و لم يغير لسانه فليس بتائب و من تاب و لم يغير فراشه فليس بتائب و من تاب و لم يغير أعماله فليس بتائب فإذا حصل هذه الخصال فهو تائب .
و عن النبي (ص) أنه قال خلق الله تعالى ملكا تحت العرش يسبحه بجميع اللغات المختلفة فإذا كان ليلة الجمعة أمره أن ينزل من السماء إلى الدنيا و يطلع إلى أهل الأرض و يقول يا أبناء العشرين لا تغرنكم الدنيا و يا أبناء الثلاثين اسمعوا و عوا و يا أبناء الأربعين جدوا و اجتهدوا و يا أبناء الخمسين لا عذر لكم و يا أبناء الستين ما ذا قدمتم في دنياكم لآخرتكم و يا أبناء السبعين زرع قد دنا حصاده و يا أبناء الثمانين أطيعوا الله في أرضه و يا أبناء التسعين آن لكم الرحيل فتزودوا و يا أبناء المائة أتتكم الساعة و أنتم لا تشعرون ثم يقول لو لا مشايخ ركع و فتيان خشع و صبيان رضع لصب عليكم العذاب صبا .
و قال (ع) إن لله ملكا ينادي في كل يوم تهيئوا للموت و اجمعوا للفناء و ابنوا للخراب و قال (ع) من عظم صغار المصائب ابتلاه الله بكبارها .
و قال (ع) لا يكون الصديق صديقا حتى يحفظ أخاه في ثلاث في نكبته و غيبته و وفاته و قال (ع) أصدقاؤك ثلاثة و أعداؤك ثلاثة فأصدقاؤك صديقك و صديق صديقك و عدو عدوك و أما أعداؤك فعدوك و عدو صديقك و صديق عدوك .
و عن رسول الله (ص) إن الله تعالى ينظر إلى هذه الأمة بالعلماء و الفقراء فقال العلماء ورثتي و الفقراء أحبائي و خلق الله الخلق من طين الأرض و خلق الأنبياء و الفقراء من طين الجنة فمن أراد أن يكون في عهد الله فليكرم الفقراء و قال (ع) سراج الأغنياء في الدنيا و الآخرة الفقراء و لو لا الفقراء لهلك الأغنياء و مثل الفقراء مع الأغنياء كمثل عصا في يد أعمى .
و عن رسول الله (ص) لعن الله من أكرم الغني لغناه و لعن الله من أهان الفقير لفقره و لا يفعل هذا إلا منافق و من أكرم الغني لغناه و أهان الفقير لفقره سمي في السماوات عدو الله و عدو الأنبياء لا يستجاب له دعوة و لا يقضى له حاجة .
و قال (ع) الفقر ذل في الدنيا و فخر في الآخرة و قال (ع) المنان على الفقراء ملعون في الدنيا و الآخرة و المنان على أبويه و إخوته و أخواته بعيد من الرحمة و بعيد من الملائكة قريب من النار لا يستجاب له دعوة و لا يقضى له حاجة و لا ينظر الله إليه في الدنيا و الآخرة و قال (ع) من آذى مؤمنا فقيرا بغير حق فكأنما هدم مكة عشرة مرات و البيت المعمور و كأنما قتل ألف ملك من المقربين و قال (ع) حرمة المؤمن الفقير أعظم عند الله من سبع سماوات و سبع أرضين و الملائكة و الجبال و ما فيها .
و عن أمير المؤمنين (ع) قال الفتوة أربعة التواضع مع الدولة و العفو مع القدرة و النصيحة مع العداوة و العطية بلا منة و قال (ع) أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله و حسن الخلق و خير ما أعطي الإنسان الخلق الحسن و خير الزاد ما صحبه التقوى و خير القول ما صدقه الفعل و قال (ع) من فعل خمسة أشياء فلا بد له من خمسة و لا بد لصاحب الخمسة من النار الأولى من شرب المثلث فلا بد له من شرب الخمر و لا بد لشارب الخمر من النار الثاني من لبس الثياب الفاخرة فلا بد له من الكبر و لا بد لصاحب الكبر من النار الثالث من جلس على بساط السلطان فلا بد أن يتكلم بهوى السلطان و لا بد لصاحب الهوى من النار الرابع من جالس النساء فلا بد له من الزناء و لا بد للزاني من النار الخامس من باع و اشترى من غير فقه فلا بد له من الربا و لا بد لآكل الربا من النار .
و قال (ع) الحرمة من الفاسق محال و الشفقة من العدو محال و النصيحة من الحاسد محال و الهيبة من الفقير محال و الوفاء من المرأة محال و قال (ع) من مشى في طلب العلم خطوتين و جلس عند العالم ساعتين و سمع من المعلم كلمتين أوجب الله له جنتين كما قال الله تعالى وَ لِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ و عن أبي عبد الله (ع) قال لا يكمل إيمان عبد مؤمن حتى يكون فيه أربع خصال يحسن خلقه و يصلح نفسه و يمسك الفضول من قوله و يخرج الفضل عن ماله .
و عن الصادق (ع) قال إن الله يحب الجمال و التجمل و يكره البؤس و التباؤس و إن الله عز و جل إذا أنعم على عبده نعمة يحب أن يرى أثر نعمته عليه قيل و كيف ذلك قال ينظف ثوبه و يطيب ريحه و يحسن داره و يكنس أفنيته حتى أن السراج قبل مغيب الشمس ينفي الفقر و يزيد في الرزق .
و عن الصادق (ع) قال ما كان و لا يكون إلى يوم القيامة رجل مؤمن إلا و له جار يؤذيه و قال (ع) إن الرجل ليموت والداه و هو عاق لهما فيدعو الله لهما من بعدهما فيكتبه من البارين.
و قال رسول الله (ص) يا أبا أيوب أ لا أدلك على عمل يرضي الله قال بلى يا رسول الله قال فأصلح بين الناس إذا تفاسدوا و حبب بينهم إذا تباغضوا .
و قال (ع) لأخبرنكم على من تحرم النار عليه غدا على كل هين لين قريب سهل و قال (ع) خمس كلمات في التوراة و ينبغي أن تكتب بماء الذهب أولها حجر الغصب في الدار رهن على خرابها و الغالب بالظلم هو المغلوب و ما ظفر من ظفر الإثم به و من أقل حق الله عليك أن لا تستعين بنعمه على معاصيه و وجهك ماء جامد يقطر عند السؤال فانظر عند من تقطره .
و عن ابن عباس قال قال رسول الله (ص) ثلاثة يستغفر لهم السماوات و الأرض و الملائكة و الليل و النهار العلماء و المتعلمون و الأسخياء و ثلاثة لا ترد دعوتهم المريض و التائب و السخي و ثلاثة لا تمسهم النار المرأة المطيعة لزوجها و الولد البار لوالديه و السخي يحسن خلقه و ثلاثة معصومون من إبليس و جنوده الذاكرون لله و الباكون من خشية الله و المستغفرون بالأسحار و ثلاثة رفع الله عنهم العذاب يوم القيامة الراضي بقضاء الله و الناصح للمسلمين و الدال على الخير و ثلاثة على كثيب المسك الأذفر يوم القيامة لا يهولهم فزع و لا ينالهم حساب رجل قرأ القرآن ابتغاء وجه الله و رجل أم بقوم و هم عنه راضون و رجل أذن في مسجد ابتغاء وجه الله و ثلاثة يدخلون الجنة بغير حساب رجل يغسل قميصه و لم يكن له بدل و رجل لم يطبخ على مطبخ قدرين و رجل كان عنده قوت يوم فلم يهم لغد و ثلاثة يدخلون النار بغير حساب أشمط زان و عاق الوالدين و مدمن الخمر .
قيل دخل إبراهيم بن أدهم البصرة فاجتمع الناس إليه و قالوا يا أبا إسحاق قال الله تعالى ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ و نحن ندعو فلا يستجاب لنا قال يا أهل البصرة لأن قلوبكم قد صارت في عشرة أولها عرفتم الله فلم تؤدوا حقه الثاني قرأتم كتاب الله فلم تعملوا به الثالث قلتم نحب رسول الله و تركتم سنته الرابع قلتم إن الشيطان لنا عدو فوافقتموه الخامس قلتم نحب الجنة و لم تعملوا لها السادس قلتم إن الموت حق و لم تتهيئوا له السابع انتبهتم من النوم فاشتغلتم باغتياب إخوانكم الثامن أكلتم نعمة الله فلم تؤدوا شكرها التاسع قلتم نخاف من النار و لم تهربوا منها العاشر دفنتم موتاكم فلم تعتبروا بهم .
قيل نادى أمير المؤمنين (ع) أهل القبور من المؤمنين و المؤمنات فقال السلام عليكم و رحمة الله و بركاته فسمعنا صوتا يقول و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته يا أمير المؤمنين فقال نخبركم بأخبارنا أن تخبرونا بأخباركم قال أخبرنا بأخباركم يا أمير المؤمنين فقال أزواجكم قد تزوجوا و أموالكم قسمها وراثكم و حشر في اليتامى أولادكم و المنازل التي شيدتم و بنيتم سكنها أعداؤكم فما أخباركم فأجابه مجيب قد تخرقت الأكفان و انتشرت الشعور و تقطعت الجلود و سالت الأحداق على الخدود و تنازلت المناخر و الأفواه بالقيح و الصديد و ما قدمناه وجدناه و ما أنفقناه ربحناه و ما خلفناه خسرناه نحن مرتهنون بالأعمال نرجو من الله الغفران بالكرم و الامتنان .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page