من الكاظمية المقدسة...
يوم حزين ومصاب جلل فجّر المآقي وأدمى القلوب وأحزن النفوس حيث توشح الكون بسربال الأسى لفقد جواده ومنار علمه ورمز إنسانيته وعنفوانه..
ألا وهو تاسع أقمار الإمامة المشرقة الإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام، إمام أذهل عباقرة عصره من العلماء والفقهاء رغم صغر سنه، كيف لا وهو من آل البيت عليهم السلام الذين زقوا العلم زقا فجده محمد المصطفى (ص) وعلي المرتضى (ع) وأمه فاطمة الزهراء (ع). ابنا: انطلقت الحشود المليونية الزاحفة نحو مرقد الإمام محمد بن علي الجواد (ع) في تشييع مهيب لنعشه الرمزي، وجابت هذه المسيرة الإيمانية أرجاء مدينة الكاظمية المقدسة متجهة صوب الصحن الكاظمي الشريف، لتجدد العهد لإمامها الجواد (ع) في السير على نهجه القويم والاستلهام من فكره وسيرته المباركة.
وانطلقت مسيرة النعش الرمزي للإمام الجواد عليه السلام من بئر الإمام الجواد في شارع زين العابدين (ع) وصولاً إلى الحرم المقدس مرددين الهتافات والردّات التي تجسّد فيها دوره الرسالي في الدفاع عن رسالة المصطفى ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف.
حيث قرأ «سماحة السيد محمد الصافي» داخل الصحن الكاظمي الشريف في ذكرى استشهاد الإمام الجواد (ع) الذي يصادف الآخر من ذي القعدة القصة الكاملة لاستشهاده (ع) وسط حضور جماهيري واسع من الزائرين الذين توافدوا من شتى مناطق بغداد والمحافظات العراقية إلى هذا المكان المقدس.