القاضى الجاهل
من كلام له فى صفه من يتصدى للحكم بين الناس و هو ليس اهلا للذلك.
حتى اذا ارتوى من آجن و اكتنز من غير طائل
]الماء الاجن: الفاسد المتغير الطعم و اللون. شبه الامام مجهولات القاضى التى يظنها معلومات، بالماء الاجن. اكتنز: جمع ما عده كنزا. غير طائل: دون و خسيس.] جلس بين الناس قاضيا ضامنا لتخليص ما التبس على غيره'.
]التخليص: التبيين. التبس على غيره: اشتبه عليه.] فان نزلت به احدى المبهمات هيا لها حشوا رثا من رايه، ثم قطع به
[المبهمات: المشكلات. الحشو: الزائد الذى لا فائده فيه. الرث: الخلق البالى.]، فهو من لبس الشبهات فى مثل نسج العنكبوت، لا يدرى اصاب ام اخطا، فان اصاب خاف ان يكون قد اخطا. و ان اخطا رجا ان يكون قد اصاب.
[الجاهل بالشى ء: من ليس على بينه منه، فاذا اثبته عرضت له الشبهه فى نفيه، و اذا نفاه عرضت له الشبهه فى اثباته. فهو فى ضعف حكمه فى مثل نسج العنكبوت ضعفا، و لا بصيره له فى وجوه الخطاء و الاصابه. و قد جاء الامام فى تمثيل حاله بابلغ ما يكون من التعبير عنه، كما يقول ابن ابى الحديد.]
جاهل خباط جهالات
[خباط: صيغه مبالغه من خبط الليل، اذا سار فيه على غير هدى. و قد شبه الامام الجهالات بالظلمات التى يخبط فيها السائر.]، يذرو الروايات كما تذرو الريح الهشيم.
[الهشيم: ما يبس من النبت و تفتت. تذرو الريح الهشيم: تطيره فتفرقه و تمزقه.]
لا يحسب العلم فى شى ء مما انكره، و لا يرى ان من وراء ما بلغ مذهبا لغيره، و ان اظلم امر اكتتم به لما يعلم من جهل نفسه
[اكتتم به: كتمه و ستره.] تصرخ من جور قضائه الدماء و تعج منه المواريث.
[تعج: تصرخ. و صراخ الدماء و عج المواريث تمثيل لحده الظلم و شده الجور.] الى الله اشكو من معشر يعيشون جهالا و يموتون ضلالا ليس فيهم سلعه ابور من الكتاب اذا تلى حق تلاوته، و لا سلعه انفق بيعا و لا اغلى ثمنا من الكتاب اذا حرف عن مواضعه
[اذا تلى حق تلاوته: اذا اخذ على وجهه و فهم على حقيقته. و الكتاب هو القرآن الكريم.]، و لا عندهم انكر من المعروف و لا اعرف من المنكر.