طباعة

ثالثاًً ـ اعتراف ابن الحنفية بإمامة السجاد عليه السّلام ، ونفي الإمامة عن نفسه :

  

  ثالثاًً ـ اعتراف ابن الحنفية بإمامة السجاد عليه السّلام ، ونفي الإمامة عن نفسه :
    كان السيد محمد بن الحنفية رضى الله عنه عالماًً بإمام زمانه ، ولم يدّع الإمامة ولا المهدوية لنفسه ، كما لم يقبل بمقولة من ادعاها له من أصحابه ؛ ولهذا أمر بالسّلام عليه ـ كما مرّ ـ إمّا باسمه ، أو بكنيته.
    ويدلّ على ما ذكرناه ما جاء عن أبي بصير قال : « سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول : كان أبو خالد الكابلي يخدم محمد بن الحنيفة دهراً ، وما كان يشكّ في منه إمام ، حتى أتاه ذات يوم فقال له : جعلت فداك ، إنّ لي حرمة وموّدة وانقطاها فأسألك بحرمة رسول الله صلّى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السّلام إلاّ أخبرتني : منت الإمام الذي فرض الله طاعته على خلقه ؟ قال ، فقال : يا أبا خالد حلّفتني بالعظيم. الإمام عَلَىَ بن الحسين عليه السّلام عليّ وعليك وعلى كل مسلم ، فأقبل أبو خالد لمّا أن سمع ما قاله محمد بن الحنفية ، جاء إلى على بن الحسين عليه السّلام فلمّا استأذن عليه ، فأخبر أن أبا خالد بالباب ، فأذن له فلمّا دخل عليه ، دنا منه ، قال : مرحباًً بك يا كنكر ! ما كنت لنا بزائر ، ما بدا لك فينا ؟ فخرّ أبو خالد ساجداً شكراً لله تعالى مما سمع من علي بن الحسين عليهما السّلام ، فقال : الحمد لله الذي لم يمتني حتى عرفت إمامي ، فقال له على بن الحسين عليهما السّلام : وكيف عرفت إمامك يا أبا خالد ؟ قال : إنّك دعوتني باسمي الذي سمتني أمي التي ولدتني ، وقد كنت في عمياء من أمري ولقد ، خدمت محمد بن الحنفية دهراً من عمري ولا أشكّ إلاّ وأنه إمام ! حتى إذا كان قريباً سألته بحرمة الله تعالى ، وبحرمة رسوله صلّى الله عليه وآله ، وبحرمة أمير المؤمنين عليه السّلام ، فأرشدني إليك ، وقال : هو الإمام عليّ ، وعليك ، على خلق الله كلهم .. » (1).
    فكيف يدّعي الكيسانية إذن امامته ومهدويته وغيبته ، وهذه هي أقواله رضى الله عنه ؟



   1 ـ رجال الكشي : 120 ـ 121 / 192 في ترجمة أبي خالد الكابلي.