ثالثاً ـ شبهةحول استمرار وجوده الشريف :
وقد نبّه الإمام الصادق عليه السّلام على هذه الشبهة ، وأكدّ حياة الإمام المهدي واستمرار وجوده الشريف ، بقوله : « .. وينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلّي خلفه .. وذلك بعد غيبة طويلة » (1).
وهذا يتضمّن استمرار وجوده الشريف في غيبته وإلاّ كيف يصلّي عيسى عليه السّلام خلفه ؟
وقوله عليه السّلام : في الصحيح لحازم بن حبيب : « يا حازم إن لصاحب هذا الأمر غيبتين يظهر في الثانية ، فمن جاءك يقول أنه نفض يده من تراب قبره فلا تصدّقه » (2) وفي هذا تأكيد على استمرار وجوده الشريف في غيبته مهما طال بها الزمان.
وهناك أحاديث اُخرى صرّحت بطول الغيبة الثانية كقوله عليه السّلام : « إنّ لصاحب هذا الأمر غيبتين : إحداهما تطول حتى يقول بعضهم : مات ، وبعضهم يقول : قُتل ، وبعضهم يقول : ذهب .. » (3). وغيرها من الأحاديث التي سبقت في تأكيده عليه السّلام على أنّ للمهدي عليه السّلام غيبتين.
كما أن الأحاديث المتقدمة في طول العمر كلها تصبّ في الجواب على هذه الشبهة أيضاً.
1 ـ مختصر اثبات الرجعة / الفضل بن شاذان : 216 ـ 217 / 18.
2 ـ كتاب الغيبة / الشيخ الطوسي : 54 / 46.
3 ـ كتاب الغيبة / الشيخ النعماني : 171 ـ 172 / 5 باب 10 ، وعقد الدرر / المقدسي الشافعي : 178 ـ 179 باب 5.