طباعة

النفاق و الظلم

 

 

النفاق و الظلم

من خطبه له:
ثم اياكم و تهزيع الاخلاق و تصريفها.
[تهزيع الشى ء: تكسيره. و الصادق اذا كذب فقد انكسر صدقه، و الكريم اذا لوم فقد انثلم كرمه. و تصريف الاخلاق: تقليبها بين حال و حال:] و ان لسان المومن من وراء قلبه، و ان قلب المنافق من وراء لسانه
[اى ان لسان المومن تابع لاعتقاده لا يقول الا ما يعتقد. و المنافق يقول ما ينال به غايته الخبيثه، فاذا قال شيئا اليوم ينقضه غدا، فيكون قلبه تابعا للسانه.]، لان المومن اذا اراد ان يتكلم
بكلام تدبره فى نفسه: فان كان خيرا ابداه، و ان كان شرا و اراه.
[واره: اخفاه.] و ان المنافق يتكلم بما اتى على لسانه لا يدرى ماذا له و ماذا عليه!
و اما الظلم الذى لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضا. و ان جماعه فى ما تكرهون من الحق خير من فرقه فى ما تحبون من الباطل
[اى: من يحافظ على نظام الالفه و الاجتماع، و ان ثقل عليه اداء بعض حقوق الجماعه و شق عليه ما تكلفه به من الحق، فذلك هو الجدير بالسعاده، دون من يسعى للشقاق و هدم نظام الجماعه، و ان نال بذلك حقا باطلا و شهوه وقتيه، فقد يكون فى حظه الوقتى شقاوه الابدى، ذلك لانه متى كانت الفرقه اصبح كل واحد عرضه لشرور سواه، فولت الراحه و فسدت حال المعيشه.]! طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، فكان من نفسه فى شغل و الناس منه فى راحه!