و اجرى فيها قمرا منيرا
من خطبه له يذكر فيها ابتداء خلق السماء و الارض:
ثم انشا سبحانه فتق الاجواء و شق الارجاء و سكائك الهواء
[سكائك، جمع سكاكه و هى: الهواء الملاقى عنان السماء.] فاجرى فيها ماء متلاطما تياره متراكما زخاره حمله على متن الريح
العاصفه و الزعزع القاصفه. ثم انشا سبحانه ريحا اعصف مجراها فامرها بتصفيق الماء الزخار
[تصفيق الماء: تحريكه و تقليبه.] و اثاره موج البحار، فمخضته مخض السقاء
[مخضته: حركته بشده كما يمخض السقاء بما فيه من اللبن ليستخرج زبده. و السقاء: و عاء من جلد للبن و الماء.] و عصفت به عصفها بالفضاء ترد اوله الى آخره و ساجيه الى مائره
[الساجى: الساكن. و المائر: الذى يذهب و يجى ء، او المتحرك مطلقا.] حتى عب عبابه.
ثم زينها بزينه الكواكب و ضياء الثواقب
[الثواقب: المنيره المشرقه.] و اجرى فيها سراجا مستطيرا
[مستطيرا: منتشر الضياء، و يقصد به الشمس.] و قمرا منيرا، فى فلك دائر و سقف سائر!