طباعة

21 ـ سبب غيبته وعدم ظهوره

21 ـ سبب غيبته وعدم ظهوره
لا يجب على الامام المهدي الظهور إن ادعى ظهوره الى قتله ليكون البرهان له ويزول الشك في وجوده، وذلك كما لا يجب على الله تعالى معالجة العصاة بالنقمات، واظهار الايات في كل وقت متتابعات، وان كنا نعلم انه لو عاجل العصاة لكان البرهان على قدرته اوضح والأمر في نهيه أوكد، والحجة في قبح خلافه أبين، ولكان بذلك الخلق عن معاصيه ازجر.
فالقول في هذا الباب مثله على انه لا معنى لظهور الامام في وقت يحيط العلم به بأن ظهوره منه فساد، وانه لا يؤول الى اصلاح، وانما يكون ذلك حكمة وصواباً اذا كانت عاقبته الصلاح، ولو علم عليه السلام ان في ظهوره صلاحاً في الدين مع مقامه في الهلاك، أو هلاكه وهلاك جميع شيعته وانصاره لما ابقاه طرفة عين، ولا فتر عن المسارعة الى مرضاة الله جل اسمه، لكن الدليل على عصمته كاشف عن معرفته لرد هذه الحال عند ظهوره في هذا الزمان بما قدمناه من ذكر العهد اليه، ونصب الدلائل والحد والرسم المذكورين له في الافعال.(الشيخ المفيد، الرسالة الثالثة في الغيبة، ضمن مصنفات الشيخ المفيد: 7/13،14).