السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبد الله بن عباس الملقب بحبر الأمّة
هل كان من الممدوحين أو المذمومين
هل هو فعلاً حبر الأمة وفقيهها وإمام التفسير
أو كان من أصحاب و أتباع كعب الأحبار
ولكم جزيل الشكر
المرسل : بوحسن
-----------------------------------
بسمه تبارك و تعالي شأنه العزيز
عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
إنه نعم ، يكون من الممدوحين ، ذكره الشيخ (رحمه الله) فى كتاب <الرجال> في باب الصحابة ، ثم ذكره فى أصحاب أميرالمؤمنين(ع).
روي السيّد الداماد(رحمه الله) فى تعليقاته علي رجال الكشّي(رحمه الله) عن ابن الأثير فى <جامع الاصول> أنه قال فى حقّه : كان حبر هذه الامّة و عالمها ، دعا له النبيّ ص بالحكمة و الفقه و التأويل ، و رأي جبرئيل عليه السّلام مرّتين. انتهي.
و عن <مختصر> الذهبي: انه كان يقال له ترجمان القرآن ، [أخذ : ظ] عنه سعيد بن جبير و مجاهد. انتهي.
و عن <مروج الذهب> : و قد كان ذهب بصره لبكائه علي علىّ و الحسن و الحسين ، و كانت له وفرة طويلة يخضب شيبه بالحنّاء.
و قد كان النبي ص دعا له حين وضع له الماء الطهور في بيت خالته ميمونة زوج النبي ص فقال: اللّهمّ فقّهه في الدين و علّمه التأويل. انتهي.
و بالجملة كان من أجلاّء أصحاب أميرالمؤمنين(ع) و كان تلميذه(ع) في الفقه و التفسير ، و كان وفيـّاً له(ع) ، و قضاياه في الاحتجاج علي معاوية و ما كان يلقاه به من قوارع الكلام و شديد الخصام و ما كان يثني به علي أمير المؤمنين(ع) و يذكر خصائصه و فضائله و يصدع به من مناقبه و مآثره و الدفاع عن أميرالمؤمنين و نشر فضائله(ع) و نقل ما سمعه عن النبيّ (ص) في عليّ (ع) و في لزوم متابعته(ع) (كلّ هذه) مشهورة مذكورة في الكتب، و تدلّ علي علمه و شجاعته و فصاحته و صراحة لهجته فى بيان الحقّ.
و كذا احتجاجه علي عائشة بعد حرب الجمل حيث بعثه أميرالمؤمنين ع إليها يأمرها بتعجيل الخروج و قلّة العرجة ؛ قال هو : ثم نهضتُ و أتيتُ أميرالمؤمنين ع فأخبرتُه بمقالتها و ما رددتُ عليها، فقال ع : أنا كنت أعلم بك حيث بعثتُك.
نعم قد اشتهر صدور كتاب عن أميرالمؤمنين(ع) معاتباً له ، و ظاهره ارتكاب خيانة منه فى بيت مال البصرة و الذهاب به إلي الحجاز.
و هذا أمر مشكل مع ما نعلمه من ملازمته لطاعة أميرالمؤمنين(ع) في حياته و بعد وفاته. و علي فرض ثبوته لاينقص من قدره كثيراً فمن المعلوم أنّ ابن عباس لم يكن معصوماً ، و علىّ ع لم يكن ليراقب في الحقّ أحداً و لو كان أعزّ أولاده ، بل يجب أن تكون الغلظة علي الأقرباء في هذا الأمر أشدّ ، ثم إنّ غلظة عليّ ع و عتابه لايوجب مفارقته إيّاه.
و غالب ما رواه عن رسول الله ص أو أميرالمؤمنين ع أحاديث غرر ذات مضامين عالية ـ كما يظهر لمن يراجع ـ تنبئ عن علوّ قدره فى العلم.
و نقل فى <البحار> عن <فردوس> الديلمي : قال أبوصالح : لَمَّا حَضَرَتْ عَبْدَاللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ الْوَفَاةُ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِوَلايَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (ع) .
عبد الله بن عباس الملقّب بحبر الأمّة
- الزيارات: 2187