طباعة

29 ـ الرؤية زمن الغيبة الكبرى

29 ـ الرؤية زمن الغيبة الكبرى
وقوع الغيبة الكبرى لا تدل على عدم امكان رؤية الامام فيها والتشرف بخدمته، حتى مع معرفة المشاهد له في حال الرؤية، لان الذي نقطع بكذبه هو ادعاء الباب والنيابة الخاصة، فانه بتولى خدمته من ثقاة اوليائه ولم ينقطع عنه الى الاشتغال بغيره.
ولهذا فقد روى الشيخ الطبرسي ان توقيعين وردا من الناحية المقدسة الى الشيخ المفيد، وروى هذين التوقيعين يحيى بن بطريق في رسالة نهج العلوم الى نفي المعدوم كما حكى عنه، والذي يزيدنا اطمئنانا بهذين التوقيعين ما ذكره الطبرسي في مقدمة كتابه الاحتجاج، ولا نأتي في اكثر ما نورده من الاخبار باسناده: اما لوجود الاجماع عليه او موافقته لما دلت العقول اليه او لاشتهاره في السير والكتب بين المخالف والمؤالف.
والذي يزيدنا اطمئنانا أيضاً لهذين التوقيعين ما ذكره المحدث البحراني في اللؤلؤة بعد ما نقل ابياتا في رثاء الشيخ المفيد منسوبه لصاحب الامر وجدت مكتوبه على قبر الشيخ المفيد:
وليس هذا ببعيد بعد خروج ما خرج عنه عليه السلام من التوقيعات للشيخ المذكور المشتملة على مزيد التعظيم والاجلال ثم قال: هذا وذكر الشيخ يحيى بن بطريق الحلي قد تقدم...
وإن كان بعض المتأخرين قد شكك في هذين التوقيعين، لكن الاطمئنان الحاصل عند التأمل فيهما كافٍ في المقام.(الشيخ فارس الحسون، مقدمة تحقيق كتاب الفصول العشرة في الغيبة للشيخ المفيد، ضمن مصنفات الشيخ المفيد: 3/21 ـ 24).