• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

نظريه الامام على فى خلق الارض

 

 

نظريه الامام على فى خلق الارض

يقول الامام على "ع" فى الخطبه رقم "184" عن خلق الارض:
و انشا الارض فامسكها من غير اشتغال، و ارساها على غير قرار. و اقامها بغير قوائم، و رفعها بغير دعائم، و حصنها من الاود و الاعوجاج، و منعها من التهافت و الانفراج. ارسى اوتادها، و ضرب اسدادها. و استفاض عيونها، و خد اوديتها. فلم يهن ما بناه، و لا ضعف ما قواه.
و فى قوله "ع": 'و ارساها على غير قرار' و ما بعده، رد على من زعم ان الارض تدور على قرن ثور و نحوه، من الاباطيل و الاوهام.
و يقول "ع" فى الخطبه "89" فى صفه الارض ودحوها على الماء: كبس الارض على مور امواج مستفحله، و لجج بحار زاخره... الخ.
ففى هذا يبين ان الله خلق الماء قبل خلق الارض. ثم وضع الارض على الما و ضغطها بشده، فسكنت امواج المياه بعد ان كانت هائجه مستفحله، و اصحبت صاجيه مقهوره لجاذبيه الارض، و هى التى تغطى الان ثلاثه ارباع الارض، عدا عما يتخلل الربع الباقى من جيوب الينابيع و اجواف الماء. و فى كلام الامام هذا تفصيلات دقيقه عن خلق الارض لم تتوصل اليها نظريات العلماء الجيولوجيين.

خلق الجبال و الينابيع

الى ان يقول "ع":
فلما سكن هيج الماء من تحت اكنافها، و حمل شواهق الجبال الشمخ البذخ على اكتافها، فجر ينابيع العيون من عرانين انوفها، و فرقها فى سهوب بيدها و اخاديدها، و عدل حركاتها بالراسيات من جلاميدها، و ذوات الشناخيب الشم من صياخيدها. فسكنت من الميدان لرسوب الجبال فى قطع اديمها، و تغلغلها متسربه فى جوبات خياشيمها، و ركوبها اعناق سهول الارضين و جراثيمها. و فسح بين الجو و بينها، و اعد الهواء متنسما لساكنها، و اخرج اليها اهلها على تمام مرافقها.
فيصور الامام "ع" فى هذا المقطع تشكل الجبال بعد ان سكن الماء الحامل للارض و احاطها من جميع اطرافها، فيقول: لما حمل الله تعالى شواهق الجبال على اكتاف الارض، فجر ينابيع العيون من سفوحها، و اجرى تلك الينابيع فى شقوق الارض و صحاريها. و عدل بذلك حركه الارض بما انشا من الصخور الثقال و الجبال العاليه. فسكنت عن الاضطراب لنزول الجبال فى اجزاء سطحها، و دخولها فى اصول الارض... ثم جعل سبحانه للارض جوا فسيحا، جعل اسفله موضعا لحركه الهواء، الذى يروح بنسيمه عن المخلوقات التى اوجدها عليها، و امن لها جميع مرافقها.
و فى هذا الكلام حقائق علميه جديره بالتامل منها:
1- ان الله سبحانه خلق فى الجبال مخازن المياه التى تنفجر عنها العيون.
2- و منها ان سطح الارض ان اثناء تشكله عرضه للاضطراب، فثبت الله الارض بما رسخ من الجبال القاسيه فى اديمها. فالارض كانت مائده مضطربه قبل جمودها، و اول ما تجمد منها الجبال، فمنعتها عن الاضطراب.
3- و منها ما اكتشفه علم الجيولوجيا الحديث عن تركيب الجبال، و هو ان لكل جبل و تدا فى الارض، يمسكه عن الانزلاق و التهافت، و يمسك به طبقات الارض عن ان تتفكك عن بعضها و تتحرك، فالوتد اشبه ما يكون بالمسمار الفولاذى الذى يخترق الصفائح المعدنيه ليمسكها ببعضها. و لولا ذلك لمادت الارض باهلها، و لتبدل سطح الارض باستمرار، فوجود الجبال يتيح للانسان حياه مستقره على سطح الارض.

تسخير الينابيع و السحب لحياه النبات و الانسان

ثم يقول "ع":
ثم لم يدع جرز الارض التى تقصر مياه العيون عن روابيها، و لا تجد جداول الانهار ذريعه الى بلوغها، حتى انشا لها ناشئه سحاب تحيى مواتها، و تستخرج نباتها.
الى ان يقول "ع": فلما القت السحاب برك بوانيها، و بعاع ما استقلت
به من العب ء المحمول عليها، اخرج به من هوامد الارض النبات، و من زعر الجبال الاعشاب، فهى تبهج بزينه رياضها، و تزدهى بما البسته من ريط ازاهيرها، و حليه ما سمطت به من ناضر انوارها، و جعل ذلك بلاغا للانام، و رزقا للانعام.
فالامام "ع" يصف فى هذا بعض مظاهر القدره الالهيه و العنايه الربانيه، فيما سخر للمخلوقات على سطح الارض، من الماء الذى لا غنى لاحد من المخلوقات عنه، فقد سخر لها جيوبا فى الجبال تنفجر من لدن الينا بيع لتشكل الجداول و الانهار، و هى تمتلى ء فى الشتاء لتستمر متدفقه طول الصيف، ثم هى عذبه الماء بارده المعين، على غير شاكله البحار التى نشات منها... ثم انه سبحانه بث نعمته فى جميع انحاء الارض، فبعض المناطق منحها الينابيع و المياه الجوفيه، فى حين عوض بعضها الاخر عن ذلك بما انشا لها من سحب تجود عليها بالماء بين الاونه و الاخرى.
ثم يصور عليه السلام كيفيه نزول الامطار من هذه السحب، حتى تحط كل عبئها الذى يتحمله فوق الارض الجدباء، فاذا هى رابيه بعد همودها، مليئه بانواع الاعشاب، و اصناف النبات و الوان الرياض، تزهو بازاهيرها، و تختال بما تحلت به من عقود انوارهاالساحره.. كل ذلك رزقا للانعام و كفايه لبنى الانسان.
و فى آخر الخطبه رقم "209" يبين "ع" كيفيه نشو السحب و الغيوم من ماء البحر عن طريق عصف الرياح به، فيقول:
فسبحان من امسكها بعد موجان مياهها، و اجمدها بعد رطوبه اكنافها. فجعلها لخلقه مهادا، و بسطها لم فراشا. فوق بحر لجى راكد لا يجرى و قائم لا يسرى. تكركره الرياح العواصف، و تمخضه الغمام الذوارف، "ان فى ذلك لعبره لمن يخشى".
و فى الواقع ان السحب التى يبعثها الله رحمه للعباد، تنشا عن طريق تكنيس
الرياح للطبقات السطحيه من البحار و المحيطات، فتلعب بها و تمخضها، حامله معها بخار الماء و ذراته بكميات وافره، ثم تعلو بها الى السماء، و تسوقها الى الارض العطشى فتسقيها، و الى الجبال الشاهقه فتملا جيوبها و مخازنها.
و رغم و فره تلك السحب و الغيوم فانها لا تنعقد امطارا و قطرا الا حيثما يريد الله و فى الزمان الذى يريده سبحانه، فيصيب به من يشاء و يصرفه عمن يشاء، 'ان فى ذلك لعبره لاولى الابصار'.
[ سوره آل عمران- 13.]


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page