طباعة

أدلّة الشهادة


أدلّة الشهادة
مَنْ تتبّع موضوع وفاة النبيّ الأكرم (صلّى اللّه عليه وآله) ، ووفاة الأئمّة الأطهار من أهل بيته (صلوات اللّه عليهم أجمعين) عثر على جملةٍ وافرة من الأخبار والروايات القائلة بشهادتهم .
وإذا أردنا تصنيفها استطعنا أن نجعلها في قسمين :
الأوّل : الروايات العامّة التي تذكر أنّ الأنبياء والأوصياء (صلوات ‏اللّه عليهم جميعاً) قد خُتمت حياتهم الشريفة بـ (الشهادة) ، منها : قول رسول‏ اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) : (( ما مِن نبيّ ولا وصيّ إلاّ شهيد ))(1) .
وقول الإمام الحسن بن عليّ (عليهما السّلام) حين صعد المنبر بعد استشهاد والده أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، فقال في جملة خطبته الشريفة : (( ولقد حدّثني حبيبي جدّي رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله) أنّ الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من أهل بيته وصفوته ، ما مِنّا إلاّ مقتول أو مسموم ))(2) .

وجاء عن العالم الفاضل ابن شهر آشوب (رحمه اللّه) : وذهب كثير مِن أصحابنا إلى أنّ الأئمّة خرجوا مِن الدنيا على‏ الشهادة ، واستدلّوا بقول الصادق (عليه ‏السلام) : (( واللّهِ ما منّا إلاّ مقتول شهيد ))(3) .
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) بصائر الدرجات ـ للصفّار القمّيّ 10 / 523 ـ الباب 17 , ح 5 . عنه : بحار الأنوار ـ للمجلسي 22 / 516 , ح 21 .
(2) كفاية الأثر / 160 ـ 162 , رواه بهذا السند : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن سعيد الخزاعيّ ، قال : حدّثنا عبد العزيز بن يحيى الجلوديّ ، قال : حدّثنا محمّد بن زكريّا الغلاّبي ، قال : حدّثنا عتبة بن الضحّاك ، عن هشام بن محمّد ، عن أبيه ، قال : لمّا قُتل أمير المؤمنين (عليه السّلام) رَقَى الحسنُ بن علي (عليهما السّلام) المِنبر ...
وقد روى الخزّاز أيضاً في ص 227 من كفاية الأثر مِثْل هذا المضمون , فقال : حدّثني محمّد بن وهبان البصريّ ، قال : حدّثني داود بن الهيثم بن إسحاق النحويّ ، قال : حدّثني جدّي إسحاق بن البهلول بن حسّان ، قال : حدّثني طلحة بن زيد الرَّقيّ ، عن الزبير بن عطاء ، عن عمير بن هاني العبسيّ ، عن جُنادة بن أبي أُميّة ، قال : دخلتُ على الحسن بن عليّ (عليهما السّلام) في مرضه الذي تُوفّي فيه ... فقلت : يا مولاي ، ما لك لا تُعالج نفسَك ؟ فقال : (( يا عبد الله ، بماذا أُعالج الموت ؟! )) .
قلت : إنّا للهِ وإنّا إليه راجعون .
ثمّ التفتَ إليّ وقال : (( واللهِ , إنّه لعهدٌ عَهِده إلينا رسولُ الله (صلّى الله عليه وآله) أنّ هذا الأمر يملكُه اثنا عشر إماماً ... ما منّا إلاّ مسمومٌ أو مقتول )) .
وأخرجه النباطيّ البياضيّ في (الصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم 2 / 128) . ولا يفوتك أنّ المراد من كلمة (مقتول) تعني القتلَ بالسُّمّ .
(3) مناقب آل أبي طالب 2 / 51 .
وصرّح بمثل ذلك أمين الإسلام الطبرسيّ في إعلام الورى بأعلام الهدى 2 / 131 ـ 132 , حيث قال في ترجمة أحوال الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام) ما هذا نصّه : وذهب كثيرٌ من أصحابنا إلى أنّه (عليه السّلام) مضى مسموماً ، وكذلك أبوه وجدّه وجميع الأئمّة (عليهم السّلام) خرجوا من الدنيا بالشهادة ، واستدلّوا في ذلك بما رُويَ عن الصادق (عليه السّلام) من قوله : (( واللهِ , ما منّا إلاّ مقتولٌ شهيد )) . انتهى كلامه .
وبمثل ذلك صرّح ابن الصبّاغ المالكيّ في فصوله المهمّة / 290 ناسباً ذلك إلى كثير من الشيعة , ممّا يعني اشتهار هذا الاعتقاد عند الشيعة .