• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

شهادة أمير المؤمنين‏ عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام)


شهادة أمير المؤمنين‏
عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام)
وهي على‏ حدٍّ من الشهرة بمكان ، لم يُختلفْ فيها أبداً ، بل هي ممّا عُلم بالضرورة ؛ فلذلك رأينا أن نكتفي بما أخبر النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) به : روى الجويني بإسناده عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، عن النبيّ الأكرم (صلّى اللَّه عليه وآله) في خبر طويل قال فيه : (( وأمّا عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) فإنّه أخي وشقيقي ، وصاحب الأمر بعدي ... وإنّي بكيت حين أقبل ؛ لأنّي ذكرتُ غدر الأمّة به بعدي ، حتّى إنّه يُزال عن مقعدي وقد جعله اللَّه له بعدي ، ثمّ لا يزال الأمر به حتّى يُضرَب على قرنه ضربة تُخضَب منها لحيته في أفضل الشهور ؛ شهر رمضان الذي اُنزل فيه القرآن ... ))(1) .
قال أنس بن مالك : مرِض عليّ بن أبي طالب فدخل عليه النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) ، فتحوّلتُ عن مجلسي فجلس حيث كنتُ جالساً ، وذكر كلاماً فقال رسول ‏اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) : (( إنّ هذا لا يموت حتّى‏ يُملأَ غيظاً ، ولن يموت إلاّ مقتولاً ))(2) .
وعن فضالة بن أبي فضالة الأنصاري ، قال : خرجت مع أبي عائداً لعليّ بن أبي طالب ، وعليٌّ يومئذ بأرض يُقال لها : (ينبع) , وهو مريض ، فقال له أبي : ما يُقيمك بهذا المنزل ؟ لو أصابَك أجَلُك ولِيَكَ أعرابُ جهينة ، فادخل المدينة ؛ فإن أصابك أجَلُك وليَكَ أصحابُك وصلَّوا عليك .
فقال له عليّ (عليه السّلام) : (( إنّي لستُ بميّت مِن مرضي هذا ؛ إنّ النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) عهِد إليّ أنْ لا أموتَ حتّى‏ أُدمى ‏، ثمّ تُخضَبُ هذه ـ يعني لحيتَه ـ مِن دم هذه ـ يعني هامته ـ ))(3) .
عن جابر بن عبد اللَّه الأنصاري ، عن سلمان الفارسي قال : قلنا يوماً : يا رسول اللَّه ، مَنْ الخليفة بعدك حتّى نعلمه ؟ قال لي : (( يا سلمان ، أدخل عَليّ أبا ذرّ والمقداد وأبا أيّوب الأنصاري ، وأمّ سلمة زوجة النبيّ من وراء الباب ، ثمّ قال : اشهدوا وافهموا عنّي أنّ عليَّ بن أبي ‏طالب وصيّي ووارثي ، وقاضي ديني وعِداتي .
وهو الفاروق بين الحقّ والباطل ، وهو يعسوب المسلمين ، وإمام المتّقين ، وقائد الغُرّ المحجّلين ، والحامل غداً لواءَ ربّ العالمين ، هو وولدُه من بعده ، ثمّ من الحسين ابني أئمّةٌ تسعة هداة مهديّون إلى يوم القيامة . أشكو إلى اللَّه جحودَ اُمّتي لأخي ، وتظاهرَهم عليه ، وظلمَهم له ، وأخْذَهم حقَّه )) .
قال : فقلنا له : يا رسول اللَّه ، ويكون ذلك ؟! قال : (( نعم ، يُقتَل مظلوماً مِن بعد أن يُملأ غيظاً ، ويُوجَد عند ذلك صابراً ))(4) .
وفي كتاب سُليم : كتب أمير المؤمنين (عليه السّلام) إلى معاوية : (( يا معاوية ، إنّ رسول ‏اللّه قد أخبرني أنّ اُمّته سيخضبون لحيتي مِن دم رأسي ، وإنّي مُستشهَد ، وستلي الأمةَ بعدي ، وإنّك ستقتل ابنيَ الحسنَ غدراً بالسمّ ، وإنّ ابنك يزيد (لعنه اللّه) سيقتل ابنيَ الحسين ، يلي ذلك منه ابن زانية ، وإنّ الاُمّة سيليها مِن بعدك سبعة من ولْد أبي العاص ، وولْد مروان بن الحكم ، وخمسة من ولده ، قد رآهم رسول ‏اللّه يتواثبون على منبره تواثبَ القردة ، يردّون أمّته عن دين ‏اللّه على أدبارهم القهقرى‏ ))(5) .
وفيه أيضاً : ثمّ أقبل رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله) على عليّ (عليه السّلام) فقال : (( يا أخي ، إنّ قريشاً ستظاهر عليكم ، وتجتمع كلمتهم على ظلمك وقهرك ... أما إنّ الشهادة من ورائك ، لعن اللَّه قاتلك ... ))(6) .
وعن عليّ بن موسى‏ الرضا ، عن آبائه (عليهم السّلام) ، عن الإمام عليّ (عليه السّلام) أنّه قال : (( إنّ رسول ‏اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)
خطبَنا ذات يومٍ فقال : أيُّها الناس ، إنّه قد أقبلَ إليكم شهرُ اللّه بالبركة والرحمة والمغفرة )) ... إلى أن قال أميرُ المؤمنين (عليه السّلام) : (( فقمتُ فقلت : يا رسولَ اللّه ، ما أفضل الأعمال في هذا الشهر ؟ [أي شهر رمضان‏] فقال : يا أبا الحسن ، أفضلُ الأعمال في هذا الشهر الورعُ عن محارم اللّه )) .
ثمّ بكى‏ (صلّى اللّه عليه وآله) فقال عليّ (عليه السّلام) : (( ما يُبكيك ؟ )) . فقال : (( يا عليّ ، أبكي لِما يُستحلّ منك في هذا الشهر ؛ كأنّي بك وأنت تصلّي لربّك وقد انبعث أشقى‏ الأوّلين والآخِرين , شقيق عاقر ناقة ثمود ، فضربك ضربةً على‏ قرنك فخضب منها لحيتك )) . فقال الإمام عليّ (عليه السّلام) : (( وذلك في سلامةٍ مِن ديني ؟ )) . قال (صلّى اللّه عليه وآله) : (( في سلامةٍ مِن دينك ))(7).
وفي كتاب فرحة الغري ، قال : رأيت في كتابٍ عن الحسن بن الحسين بن طحال المقدادي ، قال : روى الخلف عن السلف ، عن ابن عبّاس : أنّ رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله) قال لعليّ (عليه السّلام) : (( ... ثمّ أرض كوفان ، فشرّفها [اللَّه تبارك وتعالى‏] بقبرك يا عليّ )) .
فقال : (( يا رسول اللَّه ، اُقبَرُ بكوفان العراق ؟! )) . قال : (( نعم يا علي ، تُقبَرُ بظاهرها قتلاً بين الغريَّين والذكوات البِيض ، يقتلك شقيُّ هذه الأمّة عبد الرحمان بن ملجم ... ))(8) .
أحاديث عليّ بن الجعد ، عن شعبة ، عن قتادة ، ومجاهد ، عن ابن عبّاس ، قال : قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله) : (( ... إنّ السماء والأرض لَيبكيان على الرسول أربعين سنة ، وإنّ السماء والأرض لَيبكيانِ عليك يا عليّ إذا قُتِلتَ أربعين سنة ))(9) .
وفي اشتراط النبيّ (صلّى اللَّه عليه وآله) على عليٍّ (عليه السّلام) عند تسليمه الوصيّة ، بسند معتبر عن عيسى بن المستفاد ، عن الإمام الكاظم (عليه السّلام) في حديث طويل يقول فيه جبرئيل (عليه السّلام) للنبيّ (صلّى اللَّه عليه وآله) : يا محمّد ، أفهِمْه أنّه منتهَكُ الحرمة ـ وهي حرمة اللَّه وحرمة رسوله ـ وعلى أن تُخضَب لحيته من رأسه بدم عبيط .
قال عليّ (عليه السّلام) : (( فصُعِق بي حين فهمت الكلمة من الأمين جبرئيل (عليه السّلام) ... وقلت : نعم ، رضِيتُ وإن انتُهِكتِ الحُرَم ... وخُضبت لحيتي من رأسي بدمٍ عبيط ، صابراً محتسباً أبداً حتّى أقْدِمَ عليك )) . ثمّ دعا رسولُ اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله) فاطمةَ والحسن والحسين فأعلمهم بمِثْل ما أعلم به أميرَ المؤمنين (عليه السّلام) ، فقالوا مِثْلَ ذلك(10) .
وفي كتاب سليم بن قيس قول النبيّ (صلّى اللَّه عليه وآله) لعليّ (عليه السّلام) : (( تُقتَل شهيداً ، تُخضَب لحيتك من دم رأسك ... ))(11) .
وفي كشف الغمّة ، عن عليّ (عليه السّلام) ، قال : (( إنّي سمعتُ رسولَ اللَّه الصادقَ المصدَّق (صلّى اللَّه عليه وآله) يقول : إنّك ستُضرَب ها هنا ـ وأشار إلى صدغَيْه ـ فيسيل دمها حتّى تُخْضب لحيتك ، ويكون صاحبها أشقاها ، كما كان عاقر الناقة أشقى ثمود ))(1) .
ــــــــــــــــــــــــــ
(1) فرائد السمطين 2 / 34 ـ 35 , ح 371 .
(2) ترجمة الإمام عليّ من تاريخ دمشق ـ لابن عساكر 3 / 74 ـ الرقم 1118 ، وص 267 ـ الرقم 1343 .
(3) أخبار إصبهان ـ لأبي نعيم 2 / 212 .
(4) اليقين في إمرة أمير المؤمنين (عليه السّلام) ـ لابن طاووس / 188 ـ 189 , الباب الخامس والتسعون بعد المئة .
(5) كتاب سليم 2 / 774 , ح25 ، عنه : بحار الأنوار 33 / 157 .
(6) كتاب سليم 2 / 907 , ح61 .
(7) وسائل الشيعة ـ للحرّ العامليّ 4 / 227 ـ كتاب الصوم .
(8) فرحة الغري / 27 ـ 28 .
(9) مناقب آل أبي طالب 2 / 346 .
(10) الطُّرَف / 155 ـ 156 .
(11) كتاب سليم بن قيس الهلاليّ 2 / 602 , ح6 .
(12) كشف الغمّة 1 / 427 .
وانظر أمالي الصدوق / 99 ، وروضة الواعظين / 288 ، والخرائج والجرائح / 115 و 176 ، وأمالي الطوسيّ / 66 ، والخصال / 300 و 377 ، ومناقب ابن شهر آشوب 1 / 272 ، 2 / 118 ، وإرشاد المفيد / 168 ، وإرشاد القلوب / 358 ، وبشارة المصطفى / 198 ، ومقاتل الطالبيّين / 31 ، وشرح النهج 4 / 369 ، واُسد الغابة 4 / 34 ـ 35 ، وتذكرة الخواص / 172 ـ 175 ، ومناقب الخوارزميّ / 275 ، ومسند أحمد 4 / 263 ، ومستدرك الحاكم 3 / 113 و 140 ، وخصائص النسائيّ / 129 ـ 130 ، ونُزُل الأبرار / 61 ـ 62 ، وكفاية الطالب / 463 ، وتاريخ مدينة دمشق 3 / 270 و 279 و 285 ، وأنساب الأشراف 2 / 499 .
                  


أضف تعليق

كود امني
تحديث

Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page