شهادة الإمام الرؤوف عليّ بن موسى الرضا
(صلوات اللّه وسلامه عليه)
وقد قال بها على وجه القطع والتواتر والشهرة جمعٌ غفير من المؤرّخين والمحدّثين ، ودُوّنت في عشرات الكتب ؛ مصادرها ومراجعها . وهي من السعة في أخبارها بحيث تحتاج إلى مؤلّفٍ مستقلٍّ ، أو فصل موسّع . ومنهج هذا البحث لا يتحمّل مثلَ هذا ؛ لذلك نعتذر عن الإطالة ، ونركب غارب الإشارة والاختصار .
أمّا ما نكتفي بذكره فهو على أربعة أقسام :
الأوّل : الأخبار المُنْبئة بشهادته (صلوات اللّه عليه) قبل وقوعها .
الثاني : الأخبار القائلة بوقوع الشهادة في حينها .
الثالث : أخبار شهادته على ألسن الناس والرواة ؛ شهوداً كانوا أو نقلةً أمناء .
الرابع : المصادر التي فصّلت أو أشارت إلى شهادته (سلام اللّه عليه) ، ندرجها على محمل العجالة :
(1) عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2 / 203 ـ 264 .
أورد فيه الشيخ الصدوق جملةً وافرة من الروايات والأخبار الحاكمة بشهادته (عليه السّلام) ، وهي مفصّلة وطويلة ، وموثّقة بالأسانيد الصحيحة . منها : عن أبي الصلت الهروي ، قال (عليه السّلام) : (( ... وما منّا إلاّ مقتول ، وإنّي واللّهِ لمقتول بالسمّ باغتيال مَنْ يغتالني ، أعرف ذلك بعهدٍ معهود إليّ مِن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) ، أخبره به جبرئيل عن ربّ العالمين (عزّ وجلّ) )) ص 203 ، ح 5 .
وعن أحمد بن عليّ الأنصاري ، قال : سألت أبا الصلت الهروي : كيف طابت نفس المأمون بقتل الرضا (عليه السّلام) مع إكرامه ؟ ... ص239 ، ح 3 .
وعقد الشيخ الصدوق في ص240 الباب 61 بعنوان : وفاة الرضا (عليه السّلام) مسموماً باغتيال المأمون.
وأورد تحته رواية يذكر فيها الطريقة التي استخدمها المأمون في القتل .
وعن طريق الخاصّة يورد رواية تحت الباب 62 .
وتحت الباب 63 يذكر ما حدّث به أبو الصلت حول وفاة الإمام الرضا (عليه السّلام) ، في روايتين أنّه سُمّ في عنب ، بينما يذكر رواية مفصّلة طويلة أنّه سُمّ في العنب والرّمان جميعاً ؛ ينقلها عن أبي حبيب هرثمة بن أعيَن تحت الباب 64 .
وفي ذكر ثواب زيارة الإمام الرضا (عليه السّلام) الباب 66
يورد الشيخ الصدوق خمساً وثلاثين رواية يأتي فيها الكثير مِن الأنباء بشهادته , منها عن أبي الصلت [ قال :] سمعت الرضا (عليه السّلام) يقول : (( واللّه , ما منّا إلاّ مقتول شهيد )) . فقيل له : ومَنْ يقتلك يابن رسول اللّه ؟ قال : (( شرّ خلْقِ اللّه في زماني ، يقتلني بالسمّ ، ثمّ يدفنني في دار مضيعة وبلاد غربة ، ألاَ فمَنْ زارني في غربتي كتب اللّه تعالى له أجر مئة ألف شهيد ... )) ح 9 .
وعن سليمان بن حفص المروزي ، قال : سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر (عليه السّلام) [يقول] : (( إنّ ابني عليّاً مقتول بالسمّ ظلماً ، ومدفون إلى جنب هارون بطوس ، مَنْ زاره كمَنْ زار رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) )) ح23 .
وعن الحسن بن عليّ الوشّاء قال : قال أبو الحسن الرضا (عليه السّلام) : (( إنّي سأُقتل بالسمّ مظلوماً ، فمَنْ زارني عارفاً بحقّي ... )) ح27 .
وعن الحسن بن فضّال ، عن أبيه ، قال : سمعت أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا (عليه السّلام) يقول : (( أنا مقتول ومسموم ، ومدفون بأرض غربة ... ألاَ فمَنْ زارني ... )) ح 33 .
وقبل ذلك أثبت الصدوق (رحمه اللّه) باباً تحت عنوان : إخباره (عليه السّلام) بأنّه سيُقتل مسموماً ، ويُقبر إلى جنب هارون الرشيد ، في حديث واحدٍ تحت الباب 52 ، جاء فيه قوله (عليه السّلام) :
(( إنّي سأقتل بالسمّ مظلوماً ، واُقبر إلى جنب هارون ، ويجعل اللّه تربتي مختلف شيعتي وأهل محبّتي ... )) .
وقبل هذا كلّه ، وتحت الباب 45 ، عن إسحاق بن حمّاد ... : وكان الرضا (عليه السّلام) يقول لأصحابه الذين يثق بهم : (( لا تغترّوا منه بقوله [أي المأمون الذي كان يتملّق له] ، فما يقتلُني واللّهِ غيره ، ولكنّه لا بدّ لي من الصبر حتّى يبلغ الكتابُ أجَلَه )) ص184 ، ح 1 .
(2) علل الشرائع / 226 ، قال المأمون : فإن لم تقبلِ الخلافةَ ، ولم تحبَّ مبايعتي لك ، فكن وليَّ عهدي ؛ لتكون لك الخلافة بعدي . فقال الرضا (عليه السّلام) : (( واللّهِ لقد حدّثني أبي ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين ، عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) أنّي أخرج من الدنيا قبلك مقتولاً بالسمّ مظلوماً ، تبكي علَيّ ملائكةُ السماء وملائكة الأرض ، وأُدفن في أرض غربة ... )) . باب 173، العلّة التي من أجلها قبِل الرضا (عليه السّلام) من المأمون ولاية عهده .
(3) فرائد السمطين 2 / 192 بسنده عن الحسن بن فضّال ، قال : سمعتُ أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا يقول : (( إنّي مسموم مدفون بأرض غربة ، أعلمُ ذلك بعهدٍ عَهِده إلَيَّ أبي ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) , عن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله) ، ألاَ فَمَنْ زارني في غربتي كنتُ أنا وآبائي شفعاءَه يومَ القيامة ، ومَنْ كنّا شفعاءَه نجا ولو كان عليه مِثْل وِزْر الثقلَين )) .
وفيه أيضاً 2 / 218 بسنده عن ياسر الخادم ، قال : قال عليّ بن موسى الرضا (عليه السّلام) : (( لا تُشَدّ الرِّحال إلى شيء من القبور إلاّ إلى قبورنا ، ألا وإنّي مقتول بالسمّ ظلماً ، ومدفون في موضع غربة ، فمَنْ شدّ رَحْلَهُ إلى زيارتي استُجيب دعاؤه ، وغُفِرت ذنوبه )) .
(4) مقاتل الطالبيّين / 378 ، ذكر الإصبهاني أنّ الإمام الرضا (عليه السّلام) بعد ما سُقي السمّ أخبر صاحبه أبا الصلت الهروي : (( يا أبا الصلت ، قد فعلوها ! )) ـ أي سقوني السم ـ وجعل يوحّد اللّه ويمجّده .
وقال أيضاً : كان المأمون عقد له على العهد من بعده ، ودسّ له فيما ذُكر بعد ذلك سمّاً فمات منه . وعلى الصفحتين 630 و631 أورد رسالة عبد اللّه بن موسى ردّاً على رسالة الأمان التي بعثها إليه المأمون ... جاء فيها : كأنّك تظنّ أنّه لم يبلغني ما فعلتَه بالرضا ! ... أم في العنب المسموم الذي قتلتَ به الرضا ! ... وعلى الصفحتين قبلهما 628 و629 نصّ آخر ، فيه : فبأيّ شيء تغرّني ؟ ما فعلته بأبي الحسن (صلوات اللّه عليه) بالعنب الذي أطعمتَه إيّاه فقتلتَه !
(5) تاريخ اليعقوبيّ 2 / 453 ، قال : فقيل : إنّ عليّ بن هشام أطعمه رمّاناً فيه سمّ .
(6) أمالي الصدوق / 393 ، وفيها : ثمّ ناول المأمون عنقود العنب فأكل منه الرضا (عليه السّلام) ثلاث حبّات ، ثمّ رمى به وقام ، فقال المأمون : إلى أين ؟ فقال : (( إلى حيث وجّهتَني )) .
وفيه أيضاً : عن الحسين بن يزيد قال : سمعتُ أبا عبد الله الصادقَ جعفر بن محمّد (عليه السّلام) يقول : يخرج رجلٌ من وُلْدِ ابني موسى ، اسمه اسم أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، فيُدفَن في أرض طوس وهي بخراسان ، يُقتل فيها بالسُّمّ فيُدفن فيها غريباً ، مَن زاره عارفاً بحقّه أعطاه الله (عزّ وجلّ) أجرَ مَن أنفق مِن قَبلِ الفتح وقاتل .
(7) إثبات الوصيّة / 181 ـ 183 ذكر المسعودي أخباراً تصوّر
خطّة المأمون في دسّ السمّ الذي كان ذريرةً بيضاء من الفضّة أودعها أظفارَ أحد خدَمه ، ثمّ أمره بفتّ الرّمان وتلويثه بالسمّ ... .
وفي آخرها بعد ذكر شهادة المولى عليٍّ الرضا (عليه السّلام) أورد المسعودي هذا النصّ : وأقبل [المأمون] يخور كما يخور الثور ، وهو يقول : ويلَكَ يا مأمون ! ما حالك ! وعلى ما أقدمتَ ! لعنَ اللّهُ فلاناً وفلاناً فإنّهما أشارا علَيّ . ويقصد : عبيد اللّه وحمزة ابني الحسن .
(8) الاحتجاج ـ لأبي منصور أحمد بن عليّ الطبرسي 2 / 432 ، إنّ الإمام الرضا (عليه السّلام) أخبر عليَّ بن الجهم قائلاً له : (( يابنَ الجهم ، لا يغرّنّك ما سمعته منه ؛ فإنّه سيغتالني ، واللّهُ ينتقم منه )).
(9) الفخري ـ لابن طقطقا / 218 ، قال : إنّ المأمون لمّا رأى إنكار الناس ببغداد لِما فعله من نقل الخلافة إلى بني عليّ (عليه السّلام) ... دسّ إلى عليّ بن موسى الرضا (عليه السّلام) سمّاً في عنب ، وكان يحبّ العنب ، فأكل منه واستكثر ، فمات من ساعته .
(10) الفصول المهمّة / 261 ، ذكر ابن الصبّاغ المالكي خبر هرثمة بن أعين ، وكان في آخره : فواللّهِ ما طالت الأناة حتّى أكل الرضا عند الخليفة عنباً ورمّاناً مفتوتاً فمات .
(11) بحار الأنوار 49 / 311 تذييل ، قال المجلسي : اِعلم أنّ أصحابنا وغيرهم اختلفوا في أنّ الرضا (عليه السّلام) هل مات حتف أنفه ، أو مضى شهيداً بالسمّ ؟ وهل سمّه المأمون أو غيره ؟ والأشهر بيننا أنّه مضى شهيداً بسمّ المأمون .
(12) وقال الذهبيّ في سِير أعلام النبلاء 9 / 393 ، الترجمة رقم 125 : قال أبو عبد اللَّه الحاكم : استُشهد عليّ بن موسى بسناباد من طوس ... سنة 203هـ .
(13) وفي تهذيب التهذيب 7 / 387 ـ 388 للحافظ ابن حجر ، قال : استُشهد عليّ بن موسى بـ (سناباد) من طوس ... سنة 203هـ .
وفيه عن أبي حاتم بن حبّان أنّه (عليه السّلام) مات آخر يوم من صفر ، وقد سُمّ في ماء الرّمان وسُقي.
(14) وقال سبط ابن الجوزي في تذكرة خواصّ الأمّة / 355 ، عن كتاب الأوراق لأبي بكر الصولي : وقيل : إنّه دخل الحمّام ثمّ خرج ، فقُدّم إليه طبق فيه عنب مسموم قد أُدخلت فيه الإبر المسمومة من غير أن يظهر أثرها ، فأكله فمات .
ويمكن أن يكون السمّ قد دُسّ في الرّمان والعنب معاً .
(15) قال ابن حبّان في كتاب الثقات المجلد 8 صفحة 456 - 457 ما لفظه :
... ومات عليّ بن موسى الرضا بطوس من شربة سقاه إيّاها المأمون فمات من ساعته ، وذلك في يوم السبت آخر يوم سنة ثلاثة ومئتين ، وقبره بسناباذ خارج النوقان مشهور يُزار بجنب قبر الرشيد ، قد زرته مراراً كثيرة ، وما حلّت بي شدّة في وقت مقامي بطوس فزرت قبر عليّ بن موسى الرضا (صلوات اللَّه على جدّه وعليه)
ودعوت اللَّه إزالتها عنّي إلاّ استُجيب لي , وزالت عنّي تلك الشدّة ، وهذا شيء جرّبته مراراً فوجدته كذلك . أماتنا اللَّه على محبّة المصطفى وأهل بيته (صلّى اللَّه عليه وعليهم أجمعين) .
(16) وقال عماد الدين الطبري في أسرار الإمامة / 83 : وأخذ المأمون البيعةَ بعهد المسلمين للرضا (عليه السّلام) مُكِرهاً له فيه ، وقَتَلَهُ بالسمّ ، ومات شهيداً بالسمّ .
ونكتفي بهذا ـ وقد طال المقام ـ ونعرّج على ذكر جملةٍ من المصادر القائلة بشهادة الإمام الرضا (صلوات اللّه وسلامه عليه) ، وهي عشرات ؛ سنيّة وشيعيّة ، نشير إليها إشارة : علل الشرائع 1 / 241 ، الإرشاد / 338 ، مسند الإمام الرضا (عليه السّلام) 1 / 124 ـ 139 باب شهادته (عليه السّلام) ، مناقب آل أبي طالب 2 / 422 ، كشف الغمّة 2 / 280 ، التتمّة في تواريخ الأئمّة (عليهم السّلام) / 126 ، روضة الواعظين 1 / 274 ، إعلام الورى / 325 ، الأنوار النعمانيّة 1 / 283 ، الخرائج والجرائح ـ الباب السابع عشر ـ ، مرآة الجنان ـ لليافعي 2 / 12 ، شافية أبي فراس الحمداني ، وفيها :
بـاؤوا بقتل الرضا مِن بعد بيعتِه وأبصروا بعض يومٍ رُشدَهم وعَمُوا
شرح شافية أبي فراس لمحمّد بن أمير الحاج الحسيني / 490 ـ 495 ، الصواعق المحرقة / 204 ، التنبيه والإشراف / 203 ، مروج الذهب ـ للمسعودي 3 / 417 ، مآثر الإنافة في معالم الخلافة ـ للقلقشندي 1 / 211 ، ينابيع المودّة / 263 ، تاريخ الموصل ـ لأبي زكريّا الموصلي ،
نور الأبصار للشبلنجي / 176 ـ 177 ، الأنساب ـ للسمعاني 6 / 139 . وغير ذلك كثير .
وقد بحث الموضوعَ بتحليل وإسهاب السيّد جعفر مرتضى العامليّ في كتابه الحياة السياسيّة للإمام الرضا (عليه السّلام) / 361 ـ 432 . وأفرد السيّد المقرّم (رحمه اللّه) كتاباً بعنوان وفاة الإمام الرضا (عليه السّلام) .
ومن اشتهار الأمر جريانُه على ألسنة الشعراء ، منهم أبو القاسم القاضي التنوخي حيث يقول في ردّه على عبد اللّه بن المعتز :
ومأمونكم سمَّ الرضا بعد بيعةٍ تَؤُدُّ ذرى شمّ الجبال الرواسبِ
وقد يعجب مَنْ يرى غزارة المصادر القائلة بشهادته (عليه السّلام) ، ولكنّنا نعجب أكثر حينما نقرأ أو نسمع مَنْ يقول بعد هذا كلّه بموت الإمام الرضا (عليه السّلام) موتاً طبيعيّاً ، وأنّ المأمون لم يقتله ، بل كان شيعيّاً . ولا ندري كيف كان المأمون شيعيّاً وقد كان يغضب مِن مواقف الإمام ونصائحه حتّى اشتغل به فسمّه
ـ كما روى محمّد بن سنان ؟! (عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2 : 237 ح 1) .
ورحم اللّه الشيخ عبّاس القمّي حيث قال في سفينة البحار ، تحت مادّة أمن : واحتال [المأمون] في قتله ، فقتله بسمّ لم يعلم به أحد ، حتّى أنكره بعض علمائنا مع ما ورد في اللوح السماوي مشيراً إليه : يقتله عفريت مستكبر ، يُدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح إلى جنب شرّ خلْقي .
وقد انتقم اللّه تعالى منه ، فأهلكه بما لم يعلم به أحد . ثمّ جاء (رحمه اللّه) بخبر هلاك المأمون (لعنه اللّه) نقلاً عن مروج الذهب للمسعودي 3 / 456 .
وقال الشيخ عبّاس القمّي (رضوان اللّه عليه) في جملة العناوين المتعلّقة بالمأمون : ما جرى من المأمون على الرضا (عليه السّلام) ، وقوله [أي المأمون ساعة هلاكه] وهو يهجر : ويلٌ للمأمون من اللّه ! ويل له من رسول اللّه ! ويل له مِن عليّ ! ... , وهكذا إلى الرضا (عليه السّلام) ، هذا واللّهِ الخسران المبين . ذلك بعد إخباره لهرثمة بكيفيّة قتله للإمام الرضا (عليه السّلام) بالعنب والرمّان .
وفي المصدر ذاته ج 1 ص 20 باب 3 ، عن غياث بن أسيد : فكان متى ما ظهر للمأمون من الرضا (عليه السّلام) فضل وعلم وحُسنُ تدبير حسده على ذلك وحقد عليه ، حتّى ضاق صدره منه ، فغدر به وقتله بالسمّ ، ومضى إلى رضوان اللّه تعالى وكرامته .
ونقرأ في إحدى زيارات مولانا الإمام الرضا (عليه السّلام) ، مرويّةً عن ولده أبي جعفر الجواد (صلوات اللّه وسلامه عليه) [وهي ـ كما ورد ـ صالحة لكلّ الأوقات ، وأفضلها في شهر رجب] جاء فيها : (( ... السلام عليك أيُّها الصدّيق الشهيد ، السلام عليك أيُّها الوصيّ البَرُّ التقيّ ... السلام عليك مِن إمامٍ غضيب ، وإمامٍ نجيب ، وبعيدٍ قريب ، ومسمومٍ غريب . السلام عليك أيُّها العالِمُ النبيه ، والقدر الوجيه ، النازح عن تربة جَدِّه وأبيه . السلام على مَنْ أمر أولادَه وعيالَه بالنياحة عليه قبل وصول القتل إليه ... )) . (بحار الانوار 102 / 52 ـ 57 ، وأبواب الجنان وبشائر الرضوان ـ الورقة 187 ـ مخطوط ) .