شهادة الإمام محمّد الجواد
(صلوات اللّه وسلامه عليه)
وهو (سلام اللّه عليه) أصغر الأئمّة عمراً ، حيث لم يتجاوز عمره الشريف الخامسة والعشرين على أغلب الروايات وأصحّها ؛ فقد عاجله المعتصم أخو المأمون ، وجعفر بن المأمون ، وأمّ الفضل بنت المأمون (عليهم لعائن اللّه) بالسمّ في مؤامرة خبيثة أودت بحياة جواد الأئمّة (صلوات اللّه عليه) .
أمّا المصادر التي ذكرت شهادته (عليه السّلام) فهي كثيرة ، نذكر أهمّها :
(1) إعلام الورى بأعلام الهدى 2 / 106 ، كما نقل عنه الشيخ المجلسي في بحار الأنوار 50 / 13 ح 12 ، قال : وقيل : إنّه مضى (عليه السّلام) مسموماً .
(2) مناقب آل أبي طالب 4 / 479 ، وقد ذكر فيه ابن شهر آشوب رأيين :
الأول : أنّ الإمام استُشهد (سلام اللّه عليه) في مُلْك الواثق .
والثاني : أنّ المعتصم العبّاسي هو الذي سمّه ، وهو الصحيح .
قال : وقُبض ببغداد مسموماً في آخر ذي القعدة سنة 220 ... وقال ابن بابويه [الصدوق] : سَمَّ المعتصمُ محمّدَ بن عليّ (عليهما السّلام) .
(3) الاعتقادات ـ للصدوق (رحمه اللّه) / 110 .
(4) روضة الواعظين / 243 ، حيث قال فيه : وقُبض ببغداد قتيلاً مسموماً في آخر ذي القعدة سنة عشرين ومئتين .
(5) إثبات الوصيّة / 192 ، قال المسعودي في خبر طويل : فلمّا انصرف أبو جعفر (عليه السّلام) إلى العراق ، لم يزل المعتصم وجعفر بن المأمون يدبّرون ويعملون الحيلة في قتله .
فقال جعفر لأخته أمّ الفضل ـ وكانت لأمّه وأبيه ـ في ذلك ؛ لأنّه وقف على انحرافها عنه ، وغيرتها عليه لتفضيله أمّ أبي الحسن (الهادي) ابنه عليها ، ولأنّها لم تُرزق منه ولداً ، فأجابت أخاها جعفراً ، وجعلوا سمّاً في شيءٍ من عنبٍ رازقي ، وكان يعجبه العنب الرازقي , فلمّا أكل منه ندمت وجعلت تبكي ، فقال لها : (( ما بكاؤك ؟! ليضربنّك اللّه بفقرٍ لا ينجبر ، وبلاءٍ لا ينستر ... )) .
(6) الإقبال / 97 ، وفيه : وضاعفِ العذابَ على مَنْ شرِك في دمه ـ وهو المعتصم ـ .
(7) نور الأبصار ـ للشبلنجي الشافعي / 191 .
(8) تفسير العيّاشي 1 / 319 ـ320 ، في خبر طويل يبيّن أحد الأسباب التي حفّزت المعتصم على قتل الإمام الجواد (عليه السّلام) : وهو تحريض أحمد بن أبي دُؤاد له ، وإثارة غضبه وريبته منه ، قال في آخره : ... فلمّا طعم [الجواد (عليه السّلام)] منها أحسّ السمّ ، فدعا بدابّته ... فلم يزل يومَه ذلك وليلته حتّى قُبض (عليه السّلام) .
(9) دلائل الإمامة / 209 ، قال الطبري : وكان سبب وفاته أنّ أمّ الفضل بنت المأمون لمّا تسرّى ورزقه اللّه الولد من غيرها انحرفت عنه ، وسمّته في عنب ... .
(10) الفصول المهمّة / 276 ، قال المالكي : ويُقال : إنّه مات مسموماً .
(11) عيون المعجزات ـ للشريف المرتضى (أعلى اللّه مقامه) , نقل عنه الشيخ المجلسي خبر مولد الجواد (عليه السّلام) , عن كليم بن عمران ، أنّه قال : قلت للرضا (عليه السّلام) : اُدعُ اللّه أن يرزقك ولداً . فقال : (( إنّما اُرزق ولداً واحداً ، وهو يرثني )) .
قال كليم : فلمّا وُلد أبو جعفر (الجواد) (عليه السّلام) قال الرضا (عليه السّلام) لأصحابه : (( قد وُلد لي شبيه موسى بن عمران فالق البحار ، وشبيه عيسى بن مريم ، قُدّست اُمٌّ ولدتْه ، قد خُلقت طاهرةً مطهّرة )) . ثمّ قال الرضا (عليه السّلام) : (( يُقتل غصباً فيبكي له وعليه أهل السماء ، ويغضب اللّه تعالى على عدوّه وظالمه ، فلا يلبث إلاّ يسيراً حتّى يعجّلَ اللّه به إلى عذابه الأليم وعقابه الشديد )) . وكان (عليه السّلام) طول ليلته يناغيه في مهده . (بحار الأنوار 50 / 15 ح 19)
وفيه أيضاً في خبرٍ ، هذا منه : ... ثمّ إنّ المعتصم جعل يعمل الحيلة في قتل أبي جعفر (عليه السّلام) ، وأشار إلى ابنة المأمون زوجته بأنْ تسمّه ... فأجابته إلى ذلك ، وجعلتْ سمّاً في عنبٍ رازقيٍّ ووضعته بين يديه ، فلمّا أكل منه ندمتْ وجعلت تبكي ، فقال : (( ما بكاؤكِ ؟! واللّه ليضربنّكِ اللّه بعقرٍ لا ينجبر ، وبلاءٍ لا ينستر )) .
فماتت بعلّةٍ في أغمض المواضع من جوارحها ، صارت ناصوراً ، فأنفقت جميع ما ملكته على تلك العلّة . وقُبض (عليه السّلام) وله أربع وعشرون سنة وشهور . (بحار الأنوار 50 / 16ح26) .
(12) إثبات الوصيّة / 183 ، قال : فلمّا وُلِد [الجواد (عليه السلام)] قال أبو الحسن الرضا (عليه السّلام) لأصحابه في تلك الليلة : (( قد وُلِد لي شبيهُ موسى بن عمران (عليه السّلام) ... ثمّ قال : بأبي واُمّي شهيد يبكي عليه أهل السماء ، يُقتَل غيظاً ، ويغضب اللَّهُ (عزّ وجلّ) على قاتله فلا يلبث إلاّ يسيراً حتّى يُعجِّلَ اللَّه به إلى عذابه الأليم وعقابه الشديد )) .
(13) الإرشاد / 326 ، قال الشيخ المفيد (رحمه اللّه) : ... قُبض (عليه السّلام) ببغداد ، وكان سبب وروده إليها إشخاص المعتصم له من المدينة ، فورد بغداد لليلتين بقيتا من المحرّم سنة خمس وعشرين ومئتين ، وتُوفّي بها في ذي القعدة من هذه السنة ، وقيل : إنّه مضى مسموماً .
ثمّ لم ينفِ المفيد ما أورده بعد (قيل) ، وإنّما قال : ولم يثبت عندي بذلك خبر فأشهد به .
أمّا سبب عدم الثبوت فربّما كان عائداً إلى عدم توفّر الأخبار الكافية والقاطعة بشهادة مولانا الإمام الجواد (سلام اللّه عليه) عنده ؛ ولذا قال (عندي) ، ولم يقل (عندنا) أي العلماء ، وهذا يعني عدمَ ردّه لقول مَنْ يذهب إلى شهادته (عليه السّلام) ، فإنّها على أقلّ الفروض مُحتملة جائزة بالنسبة له (رحمه اللّه) ، وإلاّ فأهل السير يقطعون بها على وجه الاطمئنان والثبوت .
(14) كشف الغمّة ـ للإربلّي 2 / 370 ، قال : وقيل : إنّه (عليه السّلام) مضى مسموماً .
(15) روضة الواعظين ـ للفتّال النيسابوري / 243 ، قال : وقُبض ببغداد قتيلاً مسموماً في آخر ذي القعدة.
(16) الدرّ النظيم ـ للشيخ يوسف بن حاتم الشامي / 717 ـ 718 .
(17) جنّات الخلود ـ للشيخ محمّد رضا إمامي خاتون آبادي / 35 .
(18) مروج الذهب 3 / 460 .
(19) مصباح الكفعمي / 523 .
(20) التتمّة في تواريخ الأئمّة (عليهم السّلام) / 134 .
(21) شرح شافية أبي فراس / 436 ، وفيه : ومن الدماء التي لرسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله) عند بني العبّاس سمُّ أبي جعفر الجواد .
ومنها ما لم نذكره مراعاةً للاختصار .
شهادة الإمام محمّد الجواد(صلوات اللّه وسلامه عليه)
- الزيارات: 1872