• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

بعد شهادته (عليه السّلام)

 

بعد شهادته (عليه السّلام)
هذا قبل شهادة المولى‏ المنتظر (عجّل اللّه تعالى‏ فرجه الشريف) , أمّا بعدها فإنّ الدنيا آذنة بعد الرجعة بتغيّر عوالمها ، حيث تقترب أشراط الساعة ، والحياة تُصبح لا خيرَ فيها .
وبين أيدينا جملة من الروايات تصوّر لنا ذلك ، فلنتأمّل : عن أبي سعيد الخدري (رضي اللّه عنه) قال : قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) : (( أُبشّركم بالمهدي ؟ )) , فذكر الحديث ، وفي آخره : (( فيمكث سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين )) ، ثمّ قال : (( لا خير في العيش بعده )) . أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده(1) .
وعن عبد اللّه بن مسعود (رضي اللّه عنه) ، قال : قال رسول ‏اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) : (( لو لم يبقَ من الدنيا إلاّ ليلة لطوّل اللّه تلكَ الليلة حتّى يملكَ رجلٌ مِن أهل بيتي )) . وقال في آخر الحديث : (( فيمكث سبعاً ، أو تسعاً ، ثمّ لا خيرَ في عيش الحياة بعد المهدي ))(2) .
أجَل ، لا خير في الحياة بعده (صلواتُ اللّهِ وسلامُه عليه) حيث الفتن ، وبعدها تغيّر العوالم وقيام الساعة .
قال الشافعي السلَمي بعد ذكر قصّة الدجّال : ... فهذا طرَفٌ من قصّة الدجّال اللعين ، ومدّةُ أيّامه في الأرض أربعون ، وما مِن نبيٍّ إلاّ حذّر أمّتَه منها ، ولا وصيٍّ إلاّ خبّر شيعتَه عنها ، وليس بين يدَيِ الساعة أمرٌ أكبر مِن فتنتها ، ولا شرٌّ أكثَر مِن محنتها ، وإنْ كانت مدّتُها قصيرة فوَطأَتُها أليمةٌ ثقيلة ، وإنْ كانت عِدّتها يسيرة فخطّتُها وخيمة وبيلة .
وهي أدلُّ دليل على‏ انقضاء الأيّام المهديّة (سَقى‏ اللّهُ عهدَها) ، ثمّ لا خير في عيش الحياة بَعدها ، وليس بينها وبين النفخة الأولى‏ مدّة طويلة ، ولا نعمةٌ طائلة بل تترى‏ فيما بين ذلك أمور معضلات ، وأهوالٌ هائلة ، وتضرِب الفتنُ بكلّ خِطّةٍ فُسطاطَها ، وتؤجِّحُ نارها ، وتنصب الِمحَنُ بكلّ بقعةٍ سِراطَها ، وتُرهجُ غبارَها .
ويخرج يأجوجُ ومأجوج في عددٍ لا يُحصيه غيرُ الذي خلَقَهم ، مختلفة أحوالهم وأشكالهم ، وينتشرون في السهلِ والوعْر ... ويحصرون نبيَّ اللّه عيسى‏ ومَنْ معه مِن المسلمين ، ويرمون بنُشّابهم إلى‏ السماء مقاتلين ، فيُهلكهُم في ليلةٍ واحدةٍ ذو القوّة المتين ...
ثمّ يبعث اللّه تعالى ريحاً طيّبةً ، فتقبض كلَّ روحٍ طيّبةٍ زكيّة ، ويبقى شرارُ الناس يتهارجون تهارجَ الحُمر الإنسيّة .
وتخرج الدابّة فتسِمُ كلَّ بادٍ وحاضر ، وتُميّز بين كلّ مؤمنٍ وكافر ، وتنقطع سبُل الحاجّ ، وتخرَبُ يثربُ ، ويُغلقُ بابُ التوبة ، وتطلع الشمس من المغرب ، ويرتفع القرآنُ الكريم من المصاحف والصدور ، ويمتدّ البلاء ، وتشتدّ الأمور ، وتُعبَدُ الأصنامُ والأوثان ، وتقلّ الرجال ويكثر النسوان ، ولا يشتغل أحدٌ بسُنّةٍ ولا فرض ، ولا تُمطر السماءُ ولا تُنبت الأرض .
وينقطع الأمر بالمعروف والنهيُ عن المنكر ، ويشتدّ البأس ، ولا يبقى‏ على‏ الأرض مَنْ للّه فيه حاجة ، وتُكلّم السباعُ الناس ، ويندرسُ الإسلام وتنتقضُ عُراه ، ولا يبقى‏ مَنْ يُعرف صياماً ولا نسُكاً ولا صلاة ، وتحلّ مِحَنٌ أفواجُها كالقُلل تُشيب الوليد ، وتُظلّ فتنٌ أمواجُها كالظُللِ تُذيب الحديد ، حتّى لا تُرى‏ إلاّ نكبة بعد نكبة ، وتَهدِم الحبشةُ الكعبة ، وتلك خاتمة الأُمور ، وقاصمةُ الظهور ، ولا مطمعَ بعدها في الحياة لراغب ، ولا عاصمَ مِن أمر اللّه تعالى لهارب .
فيا لها من رزايا عمّتْ مشارقَ الدنيا ومغاربها ، وجبّتْ كواهلَ العلياءِ وغواربها ، وغادرت القلوبَ مرضوضةً ملتهبة ، والدموعَ مفضوضةً منسكبة !(3)
وقال الشيخ المفيد (رحمه اللّه) : ليس بعد دولة القائم لأحدٍ دولة إلاّ ما جاءتْ به الرواية من قيام ولده إن شاء اللّه ذلك . . .
وأكثر الروايات أنّه لن يمضي مهديّ هذه الأمّة (عليه السّلام) إلاّ قبل القيامة بأربعين يوماً يكون فيها الهرج ، وعلامة خروج الأموات ، وقيام الساعة للحساب والجزاء . واللّه أعلم(4) .
ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) ج 3 ص 37 و 52 ، وكذا أخرجه ابن طاووس في (الملاحم والفتن) / 135 .
(2) عقد الدرز في أخبار المنتظر ـ ليوسف بن يحيى بن عليّ بن عبد العزيز المقدسيّ الشافعيّ السلَميّ (من علماء القرن السابع) / 304 . وأخرجه أيضاً الإربليّ عن أربعين الإصفهانيّ 3 / 264 .
(3) عِقد الدرر في أخبار المنتظر (عجل الله تعالى فرجه) / 318 ـ 321 .
(4) الإرشاد / 345 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page