• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

البحث الثاني: إمامة السجاد زين العابدين عليه السلام

  البحث الثاني: إمامة السجاد زين العابدين عليه السلام:
اتّفق الشيعة الإمامية على إمامة زين العابدين عليه السلام: .
قال الشيخ المفيد: واتفقت الإمامية على أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نصَ على علي بن الحسين، وأن أباه وجدَه نصَا عليه كما نصَ عليه الرسول عليه السلام، وأنه كان بذلك إماماً للمؤمنين (36) .
وقد أقاموا الحجج وجمعوا النصوص الدالة على إمامته عليه السلام في كتبهم (37).
ثمَ إن خصال الفضل الموجب للتقدم ووجوهه، في عصر التابعين، هي: العلم بالدين، والإنفاق في سبيل الله، والزهد في الدنيا (38) .
وقد اجتمعت كلّها في شخص الإمام زين العابدين عليه السلام .
ولا أظنّ أنَ القول بإمامة السجاد عليه السلام في عقيدة الشيعة الإمامية بحاجة إلى الاستدلال، بعد وضوح ذلك، والاتفاق الذي نقله الشيخ المفيد، وإثبات النصوص في صحاحهم المعتمدة .
وأمّا الزيديّة :
فالذي يظهر من كلام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين (المتوفّى 298) أنه يلتزم بإمامة السجاد عليه السلام بالنصّ على الوصية إليه حيث ذكره باسمه الصريح، فقد قال: إن الله عز و جل أوصى بخلقه على لسان النبي إلى عليّ بن أبي طالب، والحسن، والحسين، وإلى الأخيار من ذريّة الحسن والحسين، أولهم علي بن الحسين، وآخرهم المهدي، ثم الأئمة في ما بينهما (39)
,وهذا الكلام صريح الدلالة على أن الوصية كانت إلى الإمام السجاد عليه السلام كما كانت لأبيه وعمّه وجدّه، بالتعيين من الله تعالى فهو عليه السلام من الأوصياء الذين اختارهم الله للإمامة وثبتت لهم بالاختيار الإلهي.
لكنّ بعض العلماء المعاصرين، من فضلاء الزيدية حاول صرف هذا الكلام عن صريح لفظه، إلى أن سيد الساجدين علي بن الحسين صلوات الله عليه من دعاة الأئمة(40) ولم يذكره في عداد الأئمة .
فبالرغم من عدم قرينة على هذا الحمل، فإنه يقتضي أن يكون المهدي أيضاً من دعاة الأئمة، وهو ما لا يلتزم به أحد من الأمة ونقل السيّد بدر الدين الحوثي عن القاسم عليه السلام ما نصّه: وجرى الأمر في ولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم الصفوة بعد الصفوة، لا يكون إلا في خير أهل زمانه وأكثرهم اجتهاداً وأكثرهم تعبّداً و أطوعهم لله وأعرفهم بحلال الله و حرامه وأقومهم بحقّ الله وأزهدهم في الدنيا وأرغبهم في الآخرة وأشوقهم للقاء الله، فهذه صفة الإمام، فمن استبان منه هذه الخصال فقد وجبت طاعته على الخلائق، فتفهّموا وانظروا :.
هل بيننا وبينكم اختلاف في علي بن أبي طالب ثم بعده الحسن بن علي ? .
أو هل اختلفنا من بعده في الحسين بن علي ?.
أو هل اختلفنا في علي بن الحسين ?.
أو هل اختلفنا في محمد بن علي ? .
أو هل ظهر منهم رغبة في الدنيا ? أو طلب أموال الناس ? .
إلى قوله عليه السلام: فلو أردنا أن نجحد الحقّ لجحدناهم من بعد الحسين بن علي، وصيّرناه في أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم عامّةً (41)
وهذا النصّ أصرح في التزام الزيدية بإمامة علي بن الحسين السجاد ومحمد بن علي الباقر عليهما السلام، حالهم حال الإمامية بلا خلاف في القول بامامتهم الخاصة .
وأصرح من ذلك قول الإمام الحاكم أبو سعد الجِشُميّ المحسَن بن محمد بن كرامة البيهقيّ الشهيد غيلة بمكة عام (494) في كتابه (جلاء الأبصار) في المجلس السابع عشر ما نصّه وكان إمام هذه الطائفة - بعد أمير المؤمنين، والحسن، والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي زيدُ بن علي عليهم السلام (42)
والذي يظهر من تتبع أقوال خبراء الملل والنحل أنَ الزيدية القدماء كانوا يلتزمون بإمامة السجاد عليه السلام، ولم يختلف الشيعة في إمامته: فالشهرستاني لما ذكر الاختلاف في الإمامة، وذكر مَنْ قال بالنصّ على الحسن الحسين قال: ثم اختلفوا: فمنهم من أجرى الإمامة في أولاد الحسن عليه السلام، فقال بعده بإمامة ابنه الحسن المثنى ثم ابنه عبد الله ....
ومنهم من أجرى الوصية في أولاد الحسين، وقال بعده بإمامة ابنه علي بن الحسين زين العابدين، نصّاً عليه، ثم اختلفوا بعده: فقالت الزيدية بإمامة زيد .
وأمّا الإمامية فقالوا بإمامة ابنه محمد بن علي الباقر، نصّاً عليه (43) .
وقال في الجارودية: فساق بعضهم الإمامة من علي إلى الحسن، ثم إلى الحسين، ثم إلى علي بن الحسين زين العابدين، ثم إلى ابنه زيد ...(44)
وقال القاضي النعمان المصري: الزيدية من الشيعة زعموا أنَ مَنْ دعا إلى الله عزَ وجلَ من آل محمد فهو إمام مفترض الطاعة .
قالوا: وكان علي إماماً حين دعا الناس إلى نفسه، ثم الحسن والحسين، ثم زين العابدين، ثم زيد بن علي ...(45) .
ويظهر التزام زيد بإمامة أبيه من الحوار الذي جرى بينه وبين أخيه الإمام الباقر، والذي نقله الشهرستاني، فإنّ زيداً كان يرى الخروج شرطاً في كون الإمام إماماً، فقال له الباقر يوماً: مقتضى مذهبك: والدك ليس بإمام فإنه لم يخرج قطْ ولا تعرّض للخروج (46) .
فلو لم يكن زيد ملتزماً بإمامة والده السجاد عليه السلام، لم يتمّ إلزامُه بما في هذا الحوار .
لكنّ الزيدية المتأخّرين خالفوا ذلك: ففي المعاصرين مَنْ لم يلتزم بإمامة السجاد عليه السلام بل يَعُدهُ من دعاة الأئمة .
وهؤلاء يسوقون الإمامة من الحسين عليه السلام الشهيد في كر بلاء (سنة 61) إلى الحسن المثنى بن الحسن المجتبى عليه السلام ويلقبونه ب الرضا ثم إلى زيد (47) .
ويبدو أن الالتزام بعدم إمامة السجاد عليه السلام أصبح مذهباً للجارودية في الفترة المتأخرة عن عهد الهادي إلى الحق، فإنّ الشيخ المفيد نقل إنكارهم أن يكون علي بن الحسين عليه السلام إماماً للاُمة بما توجَب به الإمامة لأحد من أئمة المسلمين (48).
وقال السيد ما نكديم أحمد بن الحسين بن هاشم الحسيني ششديو، في تعيين الإمام: إعلم أن مذهبنا أن الإمام بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم: علي بن أبي طالب، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم زيد بن علي، ثم مَنْ سار بسيرتهم (49)
والملاحظ عدم ذكره للحسن المثنى. .
ومع أن هذه النصوص تدلّ على الخلاف الكبير بين الزيدية في تعيين الإمام بعد الحسين عليه السلام، فإنا يمكننا الوصول إلى رأي واحد من خلال الملاحظات التالية:
فعلى الرأي الأخير، فإن منصب الإمامة يبقى شاغراً عمّن يتولاه من سنة 61 مقتل الإمام الحسين عليه السلام، إلى سنة 121 مخرج زيد عليه السلام . وحتّى على الرأي الثاني، فالمنصب يبقى شاغراً من سنة 61 إلى سنة 83 مخرج ابن الأشعث ودعوته إلى الحسن المثنى، على الفرض (50)
ومن المعروف وحسب الأحاديث الصريحة أنّ الأرض لا تخلو من حجّة(51).
ودلالة الأحاديث المشهورة: من مات لا يعرف إمامه أو وليس له إمام، مات ميتةً جاهلية (52) على أنّه لابدّ للاُمَة في كل زمانٍ من إمام عدل يعرفونه، ويدينون بإمامته وولايته، وأن الجاهل بالإمام خارج عن ملّة الإسلام، واضحة صريحة .
فخلوّ الفترة بين (61) إلى (83) أمر لا ينطبق على هذه الاصول .
على أنّ القول بإمامة الحسن المثنّى، وإن التزم به بعض المتأخّرين من الزيدية، استناداً الى ما قيل من أن: عبد الرحمن بن الأشعث قد دعا إليه، وبايعه، فلمّا قُتِلَ بين العامّة والخاصّة وقد أوردها العامّة في كتب اُصولهم وفروعهم جاء ذلك في كتاب: حقايق الإيمان (ص 151) . ورواه من العامة الحاكم في المستدرك على الصحيحين (1: 77 و 117) والطبراني في المعجم الكبير (10: 350) رقم (10687) وبلفظ (بغير إمام) في (19: 388) رقم (910) ومجمع الزوائد (5: 225) وقد جمع الحديث بألفاظه المختلفة الشيخ مهدي الفقيه في كتابه (شناخت إمام) باللغة الفارسية وهو مطبوع .
عبد الرحمن توارى الحسن حتّى دُسّ إليه من سقاه السمَ، فمات، وعمره ثلاث وخمسون سنة (53)، وهو أمر لم يثبت .
لأنّ الشيخ المفيد قال: ومضى الحسن [ المثنّى [ ولم يدّع الإمامة، ولا ادّعاها له مدّعٍ (54) .
ولو فرضنا صحّة الدعوة منه، أو اليه، فهل مجرّد الدعوة ثمّ الاختفاء والموت يكفي لإسناد منصب الإمامة العظيم إلى شخص ?
وهل يقنع العقل بمجرد ذلك لإسناد الإمامة إلى شخص غير الإمام السجاد عليه السلام ? فكيف يُعرض عن ملاحظة الإنجازات السياسية والدينية الهائلة التي قدّمها الإمام السجاد عليه السلام طيلة فترة إمامته (61- 95) والتي سنستعرضها في الفصول القادمة ? .
وهل تُقاس هذه الجهود بمجرد الدعوة ثم الاختفاء والموت ?
وهل مثل تلك الدعوة على قصرها تحقّق المطلوب من روح شرط الخروج ? مع أنّ الإمام السجاد عليه السلام قد أعلن الدعوة صريحة إلى إمامة نفسه، وعلى رؤوس الأشهاد، وعلى مدى أربع وثلاثين عاماً كما سيأتي .
وأما العامّة :
فقد قال الذهبي في ترجمة الإمام السجاد: السيد الإمام، زين العابدين، وكان له جلالة عجيبة، وحقّ له ذلك، فقد كان أهلاً للإمامة العظمى: لشرفه، وسؤدده، وعلمه، وتالّهه، وكمال عقله(55) .
وقال المناوي: زين العابدين، إمام، سند، اشتهرت أياديه ومكارمه، وطارت بالجوّ في الوجود حمائمه، كان عظيم القدر، رحب الساحة والصدر، رأساً لجسد الرئاسة، مؤمّلا للإيالة والسياسة (56)
وقال الجاحظ: أمّا علي بن الحسين بن علي: فلم أر الخارجي في أمره إلا كالشيعي ولم أرَ الشيعي إلا كالمعتزلي ولم أرَ المعتزلي إلا كالعامي، ولم أرَ العامي إلا كالخاصيّ، ولم أجد أحداً يتمارى في تفضيله ويشكّ في تقديمه (57) .
وقال الجاحظ أيضاً: وأمَا علي بن الحسين عليه السلام فالناس على اختلاف مذاهبهم مجمعون عليه لايمتري أحد في تدبيره، ولا يشكّ أحد في تقديمه(58)
وقد ترجَمَ له عليه السلام أعلام العامة فلم يذكروه إلا بالسيادة والشرف، والتقى والعلم، والعبادة والفضل، والحلم والكرم، والتدبير والحكمة، وكثير منهم وصفه بالإمامة (59)
وهل يشكّ مسلم مؤمن بالكتاب والسنة، ومزدان بالعقل والعدل، في تقدّم هذا الإمام على خُلَفاء عصره، وأولويّته بالإمامة والخلافة والحكم ?
الإشارة إلى إمامة السجاد عليه السلام :
ولنختم هذا البحث بحديث اتفقت المذاهب الإسلامية الكبيرة على روايته ونقله:
1- فمن طرق الإمامية ما رواه الشيخ أبو جعفر الصدوق محمّد بن علي ابن بابويه القمّي، مسنداً، عن الصادق جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين زين العابدين ? فكأنّي أنظر إلى ولدي عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب يخطر بين الصفوف (60)
وروى الصدوق أيضاً، مسنداً عن عمران بن سليم، قال: كان الزهري إذا حدّث عن علي بن الحسين عليه السلام قال: حدّثني زين العابدين علي بن الحسين فقال له سفيان بن عُيَيْنة: ولِمَ تقول له: زين العابدين ?
قال: لأنّي سمعت سعيد بن المسيّب، يحدّث عن ابن عبّاس أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إذا كان ...(61) وروى الحديث بلفظه .
ورواه في العلل أيضاً مسنداً إلى الصادق عليه السلام موقوفاً عليه (62) .
ومن طرق العامة ما رواه الحافظ ابن عساكر، بسنده، عن سفيان بن عُيَيْنَة، عن أبي الزبير قال: كنّا عند جابر، فدخل عليه علي بن الحسين، فقال له جابر: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فدخل الحسين، فضمّه إليه وقبّله وأقعده إلى جنبه، ثم قال: يولد لابني هذا ابن يقال له علي بن الحسين إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من بُطنان العرش: ليقم سيّد العابدين فيقوم هو (63) .
وروى ابن المديني عن جابر أنه قال للإمام الباقر محمد بن علي، وهو صغير: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسلّم عليك فقيل له: وكيف ذاك ? قال: كنت جالساً عنده، والحسين في حجره وهو يداعبه، فقال: يا جابر، يولد له مولود اسمه عليّ، إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: ليقم سيّد العابدين فيقوم ولده، ثم يولد له ولدُ اسمه محمد، فإنْ أدركْتَه يا جابر فأقرئه منّي السلام (64) .
و من طرق الزيدية: ما رواه السيد الموفق بالله قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد: أخبرنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله: أخبرنا الحسن بن علي بن زكريا: حدثّنا العباس بن بكّار: حدثّنا أبو بكر الهذلي، عن أبي الزبير، عن جابر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
يُولَد للحسين ابن يُقال له علي، إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: ليقم سيّد العابدين(65) .
ورواه الشهيد المحلّي أنّه صلى الله عليه وآله وسلم قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: ليقم سيّد العابدين فيقوم عليّ بن الحسين (66)
أما دلالة الحديث فإنه مع تعدّد طرقه وشواهده، التي يؤيّد بعضها بعضاً، فيه الإشارة إلى الإمام السجاد، من نوع النصّ الخفيّ الذي يلتزم به كثير من الزيديّة على إمامته، وإلا فدلالته على تشخّصه وفضله وشرفه على أهل عصره، مما لا يُرتاب فيه . وفي بعض النصوص أنه عليه السلام خير أهل الأرض فقد روي عن الباقر عليه السلام عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال لابنه الحسين لمّا أخذ شَهْربانُوَيْه اُمَ علي بن الحسين: يا أبا عبد الله، لتلدنَ لك خير أهل الأرض . فولد عليّ بن الحسين عليه السلام (67) .ومن المعلوم أن خير أهل الأرض في عصره لابدّ أن يكون هو الإمام، لأنه الأفضل .
دعوة الإمام إلى إمامة نفسه:
ثم إنّ الإمام السجاد عليه السلام قد دعا إلى إمامة نفسه في كثير من أقواله وتصريحاته ومنها قوله: نحن أبواب الله، ونحن الصراط المستقيم، ونحن عيبة علمه، ونحن تراجمة وحيه، ونحن أركان توحيده، ونحن مواضع سرّه ...(68)) .
وغير ذلك من النصوص التي سنذكر بعضها (69)
ويبدو أنّ البحث عن إثبات إمامة السجاد قد كانَ مُثاراً منذ القرن الرابع فقد قام واحد من كبار علماء الإماميّة وهو العيّاشي السمرقندي محمد بن مسعود السلمي صاحب التفسير المعروف، بتأليف كتاب باسم إثبات إمامة علي بن الحسين ذكره النجاشي في رجاله (ص 352)
رقم (944) وانظر الفهرست للطوسي (ص 164) رقم (605) ولاحظ الفهرست لابن النديم (ص 325) .
ومهما يكن: فلو التزمنا بإمامة الإمام السجاد عليه السلام، كما تقول به الشيعة الإمامية، وقدماء الزيدية .
أو التزمنا بأهليّته للإمامة، كما نصَ عليه العامة .
أو قلنا إنه من دعاة الأئمة، كما يقول به المعاصرون من الزيدية.
فإن حياة مثله لا يمكن أن تفرّغ من التحرّك السياسي، الذي عرفنا أنه من مهمات الإمامة بل من صميم معناها .
وبعد:
فلو أعرضنا عن كل ذلك، فإن ما نستعرضه في الفصول القادمة، تعطينا الأدلة والبراهين الصادقة، والشواهد العينية البيّنة، على أنّ الإمام السجاد عليه السلام، لا أنّه لم يعتزل السياسة ولم يبتعد عن شؤونها، فحسب، بل إنه خطّط لعمله السياسي أدقّ الخطط، ودخل معمعة السياسة من الأبواب الواسعة، والخطيرة، بما حقّق أهداف الإمامة بأحسن شكل .
وأهم ميزات هذه الخطط أنّها كانت دقيقة حتّى أنّها خفيت على الكثيرين من المؤرّخين والدارسين، فراحوا ينكرونها وينفونها .
وأمّا الحكّام والساسة المعاصرون للإمام، فقد أربكتهم تلك السياسة الدقيقة، ولم يتمكّنوا من مقاومتها، ولا الوقوف في وجهها، فلم يكن منهم إلا مسايرتها، والتسليم أمامها، وبالتالي التراجع عن كثير من مواقع السلطة التي بنوا عليها نظام حكمهم، وأسّسوا عليها أساس ظلمهم وغصبهم للخلافة
وتفصيل هذا الإجمال، تتكفّله الفصول التالية، بعون الله .

_________________________
(36) أوائل المقالات في المذاهب المختارات (ص 47) .
(37 الكافي للكليني (1: 1 -242) والإمامة والتبصرة (ص 193) الباب (10) وكفاية الأثر للخزّاز (ص 230 -235) والغيبة للطوسي (ص 5 -196) وإثبات الهداة للحر العاملي (3: 1 32) .
(38) راجع الإفصاح للمفيد (ص 231) .
(39 كتاب فيه معرفة الله والعدل والتوحيد، للهادي، مطبوع في رسائل العدل والتوحيد (2: 82) . وأورده بنصه في المجموعة الفاخرة (ص 221) . ونقله السيد بدر الدين الحوثي في رسالة (الزيدية في اليمن) (ص 17) .
(40 التحف شرح الزلف (ص 25) .
(41) الزيدية في اليمن (ص 17- 18) عن كتاب (الردّ على الروافض من الغلاة) المخطوط ص 264
(42 جلاء الأبصار (مخطوط )نقل عنه السيد مجد الدين في لوامع الأنوار (ج 2 ص 18).
(43 الملل والنحل (1: 27) .
(44 الملل والنحل (1: 158) .
(45 )شرح الأخبار للقاضي (3: 317) .
(46) الملل والنحل (1: 156) .
(47) التحف شرح الزلف (ص 22 و 24 -25) .
(48) أوائل المقالات (ص 47) ولاحظ أجوبة ابن قبة الرازي على كتاب (الإشهاد) لأبي زيد العلوي الزيدي المطبوع في إكمال الدين (ص 113 إذ قال له: وأنت لا تعترف بإمامة مثل علي بن الحسين عليه السلام ، مع محله في العلم والفضل عند المخالف والموافق .
(49) شرح الاصول الخمسة، للقاضي (ص 757) .
(50) ولا يمكن الالتزام بإمامة الحسن ولا زيد قبل خروجهما، إذا كان الخروج شرطاً للإمامة، كما يقول هؤلاء، وحسب تفسيرهم للخروج .
(51) الكافي (1 ص 6 12) والإمامة والتبصرة (ص 157 -163) ب (2) وإكمال الدين (ص 10)
(52) الكافي (1 ص 308) والإمامة والتبصرة (ص 219 -220) ب (18) وح 50 ب 11 وانظر: بحار الأنوار (ج 23 ص 76 -95) ورواه في (الجامع الكافي) كما في الاعتصام (5: 409) وقال: رواه الهادي في الأحكام (2: 466) ودرر الأحاديث اليحيوية (ص 177) ورواه المفيد في الإفصاح (ص 28) وعبّر عنه بالمتواتر، وعبّر عنه الشهيد الثاني بقوله: من مشاهير الأحاديث
(53) عمدة الطالب (100 -101) وانظر هامشه .
((54 الإرشاد إلى ائمة العباد للمفيد (ص 197) وقد فصل الحديث عنه وقال: كان جليلاً رئيساً فاضلاً ورعاً وكان يلي صدقات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في وقته، وله مع الحَجاج خبر رواه المفيد في الإرشاد ص (196) .
(55) سير أعلام النبلاء (4: 398) .
(56) الكواكب الدريّة (2: 139) .
(57) عمدة الطالب (3 -194) عن (رسالة )الجاحظ في فضل بني هاشم، وانظر العلم الشامخ للمقبلي (ص 10) .
(58) رسالة الجاحظ، ونقله عنه في كشف الغمَة (1: 31) .
(59) انظر: طبقات ابن سعد (5 :211) المعارف لابن قتيبة (ص 214) حلية الأولياء (3: 133) تذكرة الحفاظ (1: 74) تهذيب التهذيب (7: 304) النجوم الزاهرة (1: 229) وغيرها .
(60) أمالي الصدوق (ص 272) نهاية المجلس (53) وعنه في بحار الأنوار (46 ص 3) .
(61) علل الشرائع (ص 87) وعنه في بحار الأنوار (46 ص 2 3) وعوالم العلوم (ص 17) .
(62) علل الشرائع (1: 229) وعنه بحار الأنوار (46 ص 3) .
(63)تاريخ دمشق ص 26 الحديث 34 (من ترجمة الإمام زين العابدين عليه السلام) ومختصره لابن منظور (17: 234) .
(64)الصواعق المحرقة (ص 120) ولسان الميزان (5: 168) .
(65) كتاب الاعتبار و سلوة العارفين (ص 185) .
(66) الحدائق الوردية (ص 137) .
(67) الكافي للكليني (1: 466) وإثبات الوصيّة للمسعودي (ص 145) وانظر: محاضرات الراغب الأصفهاني (1: 347) ط بيروت وقد نقله في العوالم (ص 6) عن بصائر الدرجات للصفار (ص 335 355) وانظر البحار (46 -19 2) .
(68) معاني الأخبار للصدوق (ص 31) .
(69) لاحظ نهاية الفصل الثاني من كتابنا هذا .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page