• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

ثالثاً: في المدينة

رجع الإمام السجاد إلى المدينة :
ليرى المدينة واجمةً، موحشةً من أهله وذويه، رجالات أهل البيت عليهم السلام، والناس كذلك واجمون، بعد أن رأوا ركْبَ أهل البيت يرجع ليس فيهم إلا عليَ بن الحسين عليه السلام، وليس معه إلا أطفال ونساء!! أما الرجال فقد ذُبحوا على يد العصبة الأموية!؟
وإذا لم يتورّع آل اُمية من إراقة دم الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، هكذا، وفي وَضَح النهار، وهو مَن هو فمن سوف يأمن بغيهم وسطوتهم ?
إنّ الإمام السجاد عليه السلام، وهو الوارث الشرعي لدماء كلّ المقتولين، الشهداء الذين ذُبحوا في كر بلاء، وهو الشاهد الوحيد على كلّ ما جرى في تلك الواقعة الرهيبة، لابدّ أنّ عين الرقابة تلاحقه، وتتربّص به، وتنظر إلى تصرفاته بريبةٍ واتّهامٍ .
والناس على عادتهم في الابتعاد والتخوّف من مواضع التهمة، ومواقع الخطر قد تركوا علي بن الحسين، وابتعدوا عنه، حتّى مَنْ كان يعلن الحبَ لأهل البيت عليهم السلام قبل كر بلاء، لم يكد يفصح عن ودّه بعد كر بلاء .
وقد عبّر الإمام السجاد عليه السلام عن ذلك بقوله: ما بمكة والمدينة عشرون رجلاً يحبّنا (98)
وإذا كان عدد الملتزمين بالولاء الصادق لأهل البيت، في عاصمة الإسلام قليلاً إلى هذا الحدّ، فكيف بالبلدان القاصية عن مركز وجود أهل البيت عليهم السلام ?
وقد رجع الإمام السجاد عليه السلام حاملاً معه أعباءً ثقالا :
فأعباء كر بلاء، بمآسيها، وذكرياتها، وأتعابها، وجروحها، والأثقل من كلّ ذلك (أهدافها) ونتائجها، فقد هبط المدينة وهو الوحيد الباقي من رجال تلك المعركة ،
فعليه أداء رسالتها العظيمة .
وأعباء العائلة المهضومة، المكثورة، ما بين ثكالى وأرامل وأيتام، ودموع لابدّ أن يكفكفها، وعواطف مخدوشة، وقلوب صغيرة مروَعة، وعيون موحشة، وجروح وأمراض وآلام، تحتاج إلى مداراة ومداواة والتيام .
ولابدّ أن يسترجع القوى.
وأعباء الإمامة، تلك المسؤولية الإهيّة، والتاريخية الملقاة على عاتقه، والتي لابدّ أن ينهض بها، فيلملم كوادرها ويردم الصدمات العنيفة التي هزّ كيانها، ويرأب الصدع الذي أصاب بناء نظام الإمامة الشامخ، الذي يُمَثل الخط الصحيح للإسلام .
ولقد حمل الإمام السجاد عليه السلام، في وحدته، كلّ هذه الأعباء، وبفضل حكمته وتدبيره خرج من عهدتها بأفضل الأشكال .
ففي السنين الأولى :
وقبل كل هذه المهمّات الهائلة الثقال، وبعدها: كانت ملاحقة الدولة، أهمّ ما كان على الإمام السجاد عليه السلام أن يوقفها عند حد، حتّى يتمكّن من أداء واجب تلك الأعباء الصعبة بشكل صحيح ومطلوب .
ولابدّ أن أصابع الاتّهام كانت موجهةً إليه ما دام موجوداً في المدينة، أو أي بلدٍ إسلامي آخر، تلاحق حركاته وسكناته، وتحصي أنفاسه وكلماته .
الإجراء الفريد :
فلذلك اتّخذ إجراءً فريداً في حياة الأئمة، وبأسلوب غريب جدّاً، لمواجهة الموقف، ولإبعاد نفسه عن وجهة تلك الاتّهامات والملاحقات التي لا يمكن صرفها هي ولا تغيير وجهتها .
فأبعد بذلك الإجراء الأخطار الموجهة إليه من الملاحقات، وبدأ بعيداً عنها بالاستعداد لما يتوجّبه حمل تلك الأعباء، ويتأهب للقيام بدوره، كوارث لكربلاء، وكمعيل كفيل لعوائل الشهداء، وكإمام يقود الأمة ويحافظ على تعاليم السماء .
كان ذلك الإجراء الفريد أنه اتخذ بيتاً من شَعْر في البادية، خارج المدينة قال ابن أبي قرّة في (مزاره) بسنده عن أبي جعفر الباقر محمد بن علي بن الحسين عليه السلام، قال: كان أبي علي بن الحسين عليه السلام، قد اتّخذ منزله من بعد مقتل أبيه الحسين بن علي عليه السلام بيتاً من شَعْرٍ، وأقام بالبادية، فلبث بها عدّة سنين، كراهيةً لمخالطة الناس(99) وملاقاتهم .
وكان يصير من البادية بمقامه إلى العراق زائراً لأبيه وجدّه عليهما السلام، ولا يُشْعَرُ بذلك من فعله(100) .
إنه تصرّف غريب في طول تاريخ الإمامة، لم نجد له مثيلا، لكنه كما تكشف عنه الأحداث المتتالية عمل عظيم يَنُمّ عن حنكة سياسية، وتدبير دقيق للإمام عليه السلام .
فإذا كان الإمام عليه السلام يعيش خارج المدينة، وكان ينزل البادية :
فإن الدولة لا تتمكّن من اتهامه بشي يحدث في المدينة، ويكون من العبث ملاحقته وملاحظته، في محل مكشوف مثل البادية وأمّا هو عليه السلام: فخير له أن يتخذ منتجعاً مؤقتاً بعيداً عن الناس، حتّى تهدأ الأوضاع وتستقرّ، وتعود المياه إلى مجاريها .
وبعيداً عن الناس، للاستجمام، ولاستجماع قواه، كي ينتعش مما أبلاه في سفره ذلك من النصب والتعب، ليتمكّن من مداومة مسيره بعد ذلك بقوة وجدّ .
وهو عليه السلام بحاجة بعد ذلك العناء والضنى إلى راحة جسدية، وهدوء بال وخاطر، حتّى يبلَ من مرضه أو يداوي جراحاته .
ثم، إن المدينة التي دخلها الإمام السجاد عليه السلام وهو غلام ابن (23) سنة أو نحو ذلك لم تكن لتعرف للإمام مكانته كإمام، وهو بعد لم يعاشرهم، ولم يداخلهم، وما تداولوا حديثه، ولم تظهر لهم خصائصه، كي ينطلقوا معه كقائم بالإمامة .
ولعدم وجود العدد اللازم من الأعوان والأنصار، بالقدر الكافي لإعداد حركة مستقلة يعلنها الإمام، وحفاظاً على العدد الضئيل الباقي على ولائه للإمام .
فقد بنى الإمام زين العابدين عليه السلام سياسته، في ابتدأ إمامته على أساس الابتعاد عن الناس، ودعوتهم إلى الابتعاد عنه عليه السلام .
وقد أعلن الإمام عن هذه السياسة، في أول لقاء له مع مجموعة من شيعته ومواليه في الكوفة، عندما عرضوا عليه ولاهم، وقالوا له بأجمعهم: نحن كلنا يابن رسول الله، سامعون، مطيعون، حافظون لذمامك، غير زاهدين فيك ولا راغبين عنك، فمرنا بأمرك، رحمك الله، فإنّا حرب لحربك، وسلم لسلمك، لنأخذنّ تِرَتك وتِرَتنا ممن ظلمك وظلمنا .
فقال عليه السلام: هيهات ... ومسألتي أن لا تكونوا لنا ولا علينا (101) .
إن الإمام عليه السلام أخذ عليهم، سائلا، أن يأخذوا في تلك الفترة جانب الحياد تجاه أهل البيت عليهم السلام، لا لهم، ولا عليهم . إذ، لو رأت السلطة أدنى تجمّع حول الإمام عليه السلام، لاتّخذَت ذلك مبرراً لها أن تستأصل وجوده ومن معه، فإنّ من الهيّن عليها قتل علي بن الحسين وهو ضعيف، بعد أن قتلت الحسين عليه السلام وهو أقوى موقعاً في الأمة .
كان مغزى هذا التدبير السياسي المؤقّت: أن لا يبقى الإمام عليه السلام داخل المدينة، حتّى لا تلاحقه أوهام الدولة وتخمينات رجالها وحتّى يبتعد عن ظنونهم السيئة، بل خرج إلى فضاء البادية المفتوح، وخارج البلد، يسكن في بيت من (شَعْرٍ) ليرفع عن نفسه سهام الريب، ويدفع عن ساحته اهتمام رجال الدولة، كوارث للشهداء .
ولقد طالت هذه الحالة عدّة سنين حسب النصّ، ولعلّها بدأت من سنة (61) عندما رجع أهل البيت إلى المدينة، وحتّى نهاية سنة (63) عندما انتهت مجزرة الحرّة الرهيبة .
وأما بعد هذه الفترة، فلم يُعْرَف عن هذا البيت من الشَعْر خبر في تاريخ الإمام عليه السلام، ولا أثر!.
وأبرز ما أثمرته هذه الظاهرة الغريبة، أنّ القائد الأموي السفّاك مسلم بن عقبة، في هجومه الوحشي الكاسح على المدينة وأهلها، لم يمسّ الإمام بسوء، وعدّه خيراً لا شرّ فيه .
وواضح، أن المراد من الخير والشر في منطق هذا الأموي السفاح، ما هو ? مع أنّ الإمام كان مستهدفاً بالذات في ذلك الهجوم، كما سنوضحه في ما بعد ولقد استنفد الإمام السجاد عليه السلام جلّ أغراضه وأهدافه من هذا الإجراء الفريد، فرجع إلى المدينة، وقد انقلبت ظنون رجال الحكم السيئة، إلى حالة مألوفة، وأصبح الإمام في نظرهم مواطناً، يمكنه أن يسكن المدينة، من دون أن تُنصب له الدوائر، ولا أن تُجعل عليه العيون .
بل، انقلب البغض الدفين، الذي كان يكنّه الأمويون تجاه بني هاشم، وركّزه معاوية في أهل بيت الرسول، وصبّه على أمير المؤمنين علي وأولاده، وجسّده يزيدُ في الفاجعة المروّعة بقتل شيخ العترة وسيّدها الحسين بن علي عليه السلام، وقتل خيرة رجالات أهل بيته، وأصحابه، في مجزرة كر بلاء .
انقلب كل ذلك في نهاية المطاف بفضل سياسة الإمام زين العابدين عليه السلام، إلى أن يكون علي بن الحسين أحبّ الناس إلى حكّام بني أمية (102) .
وبهذا يمكن أن نفسّر النصّ الوارد في إعلام إمامة علي بن الحسين عليه السلام المعروف بحديث اللوح الذي رواه جابر بن عبد الله الأنصاري حيث جاء فيه:
أطْرِق، واصمت، والزم منزلك، واعبد ربّك حتّى يأتيك اليقين (103) .
فلابد أن تحدّد فترة ذلك بأول عهد إمامة الإمام السجاد عليه السلام حين كان يواجه تلك الأخطار والتهديدات.
و الإطراق و الصمت معبّران عن التزام السكون، والهدوء، والتخطيط للمستقبل، والابتعاد عن لقاء الناس .
وهذا هو الذي عبّر عنه إسماعيل بن علي أبو سهل النوبختي بقوله: وقُتِل الحسين عليه السلام وخلّف علي بن الحسين عليه السلام متقارب السنّ كانت سنّه أقل من عشرين سنة ثم انقبض عن الناس، فلم يلق أحداً، ولا كان يلقاه إلا خواصّ أصحابه، وكان في نهاية العبادة، ولم يخرج عنه من العلم إلا يسير، لصعوبة الزمان وجور بني أمية(104)
فهو شرح عيني لحالة هذه الفترة بالذات .
و إلا، فإنّ الفترة التالية من حياة الإمام السجاد عليه السلام نراها مليئة بكلّ أغراض الكلام والخطب والأدعية والمواعظ. فأين الصمت ?.
ونجد في حياته الأسفار المكرّرة إلى الحجّ، والنشاط العملي الجادّ في الإنفاق، والإعتاق، والحضور في المسجد النبوي، والخطبة كلّ جمعة، والمراسلات والمساجلات والاحتجاجات .
فأين الإطراق ?
ولا يُمكن لأحدٍ أنْ يعبّر عن العلم الذي خرج عن الإمام عليه السلام بأنّه يسير وهو يجد أمامه: الصحيفة السجادية، ورسالة الحقوق، ومناسك الحج، مضافاً إلى الخطب والكلمات الرسائل التي احتوتها بلاغة علي بن الحسين عليه السلام وجمعتها كتب تراثيّة عديدة (105)
وجمع أسماء مَنْ روى عنه في كتب اُخرى (106) ومجموع من ذكرهم الشيخ الطوسي فقط من الرواة عن الإمام عليه السلام بلغوا 170 راوياً (107) .
ولا ريب أنّ مجموع هذا العلم ليس يسيراً، فلابدّ أنْ يكون ذلك قد حصل بعد تلك الفترة القصيرة فقط .
إنّ كلّ تلك الفعاليات الكلامية والعملية لممّا يتيقّن معها بأن الإمام السجاد عليه السلام بعد تلك الفترة لم يسكن مطرقاً، ولم يسكت صامتاً، ولم ينعزل عن الناس، بل زاول نشاطاً واسعاً في الحياة العامة، بل كما ذكره النسّابة قد روى الحديثَ، ورُوي عنه، وأفاد علما جمّاً (108) .
وستتكفل الفصول القادمة في هذا الكتاب ذكر الشواهد على كل هذا النشاط بعون الله .
ومع وقعة الحرة :
ورجع الإمام السجاد عليه السلام إلى المدينة :
ليستقبله أهلها، بالبكاء والتعزية، ويستفيد الإمام من هذه العواطف لينشر أنباء حوادث كر بلاء، ويركّزها في الأذهان من طريق القلوب، كي لا يطالها التشويش والإنكار، بمرور الأعصار، كما طال كثيراً من الوقائع والحوادث، فأصبحت مغمورة أو مبتورة.
فأرسل بشر بن حذْيم (109) إلى المدينة وأهلها ناعياً الحسين عليه السلام ومعرفاً إيّاهم بمكان الإمام السجاد عليه السلام .
قال بشر: فما بقيتْ في المدينة مخدّرة ولا محجّبة إلا برزن من خدورهن، ...، فلم أر باكياً أكثر من ذلك اليوم، ولا يوماً أمرَ على المسلمين منه .
قال: فخرج علي بن الحسين، ومعه خرقة يمسح بها دموعه، وخلفه خادم معه كرسيّ، فوضعه له وجلس عليه، وهو لا يتمالك عن العَبْرة، وارتفعت أصوات الناس بالبكاء، وحنين النسوان والجواري، والناس يعزّونه من كل ناحية، فضجّت تلك البقعة ضجّة واحدة، فأومأ بيده: أن اسكنوا، فسكنت فورتهم، فقال :
الحمد لله ربّ العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، بارى الخلق أجمعين، الذي بَعُدَ فارتفع في السماوات العلا، وقرب فشهد النجوى، نحمده على عظائم الأمور، وفجائع الدهور، وألم الفجائع، ومضاضة اللواذع، وجليل الرز، وعظيم المصائب الفاظعة، الكاظّة، الفادحة الجائحة .
أيّها القوم إن الله تعالى ابتلانا بمصائب جليلة، وثلمة في الإسلام عظيمة، قُتِلَ أبو عبد الله، الحسين، وعترته، وسبيت نساؤه وصبيته، وداروا برأسه في البلدان من فوق عالي السنان، وهذه الرزية التي لا مثلها رزية .
أيّها الناس فأيّ رجالات منكم يسرّون بعد قتله ? أم أيّ فؤاد لا يحزن من أجله ? أم أية عين منكم تحبس دمعها، وتضنّ عن انهمالها ?
فلقد بكت السبع الشداد لقتله وبكت البحار بأمواجها والسماوات بأركانها والأرض بأرجائها والأشجار بأغصانها والحيتان في لجج البحار والملائكة المقرّبون وأهل السماوات أجمعون.
أيّها الناس أصبحنا مشرّدين، مطرودين، مذودين، شاسعين عن الأمصار، كأنّنا أولاد ترك وكابل، من غير جرم اجترمناه، ولا مكروه ارتكبناه، ولا ثلمة في الإسلام ثلمناها، ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين، إنْ هذا إلا اختلاق .
والله لو أنّ النبيّ تقدّم إليهم في قتالنا، كما تقدّم إليهم في الوصية بنا، لما زادوا على ما فعلوا بنا .
فإنّا لله و إنّا إليه راجعون، من مصيبة ما أعظمها، وأفجعها، و أكظّها، وأفظعها، وأمرّها، و أفدحها فعنده نحتسب ما أصابنا، فإنّه عزيز ذو انتقام(110) .
ولم تذكر المصادر شيئاً عن رجالات المدينة المعروفين، إلا أن صوحان بن صعصعة بن صوحان قام فاعتذر إليه، فترحّم الإمام على أبيه .
والظاهر أنّ رجال المدينة اكتفوا في مواجهة الإمام السجاد عليه السلام بالعواطف الحارّة فقط، وأنهم لم يتجاوزوا ذلك، إذ لم يجدوا مبرّراً في التورّط مع الحكومة، ولو بعد قتل الحسين عليه السلام بهذه الصورة التي شرحها لهم الإمام السجاد عليه السلام .
ويظهر من البيان الذي أصدره أهل المدينة عند تحرّكهم ضدّ يزيد وحكومته أنهم قبل ذلك لم يعرفوا من يزيد ما يُنكر من فعل أو ترك، حتّى وفدوا عليه، وحضروا بلاطه، ورأوا بأمّ أعينهم ما رأوا، فرجعوا، وثاروا عليه .
وقد جاء في إعلانهم الأوّل ما نصّه: إنّا قدمنا من عند رجل ليس له دين، يشرب الخمر، ويدع الصلاة، ويعزف بالطنابير، وتضرب عنده القيان، ويلعب بالكلاب، ويسامر الخرّاب، والفتيان، و إنّا نُشهدكم أنا قد خلعناه .
وأتوا عبد الله بن الغسيل، فبايعوه وولّوه عليهم (111) .
فليس في بيانهم ذكر الحسين عليه السلام، ولا الظلم الذي جرى على أهل البيت عليهم السلام وأما الذي ذكروه من يزيد وإلحاده وفسقه وفجوره، فقد أعلنه الإمام الحسين عليه السلام قبل سنين في كتابه إلى معاوية (112) .
فأين كان أهل المدينة يومذاك ?
ولماذا لم يتحرّكوا من أجله حينذاك ?
ثم إن مَنْ يحرّكه شرب الخمر، والفسق، والفجور، لماذا لا يتحرّك من أجل قتل الحسين عليه السلام و الفجائع التي صُبّت على أهل البيت عليهم السلام، والتي أدّى علي بن الحسين عليهم السلام حقّ بلاغها في خطبته تلك ?
بل، إن المسعودي يذكر: أن حركة اهل المدينة وإخراجهم بني أمية وعامل يزيد، من المدينة، كان عن إذن ابن الزبير (113) .
فلم يكن لأهل البيت، ولا للإمام السجاد عليه السلام، دور ولا موقع في أهداف أهل المدينة، وأصحاب الحرّة، لمّا تحرّكوا ضدّ حكم يزيد .
بينما كان دخول الإمام عليه السلام معهم في التحرك توقيعاً على شرعيّة حركتهم .
والحقّ أن أهل المدينة جفوا الإمام السجاد عليه السلام بعد كر بلاء، وهذه الحقيقة كانت واضحة، حتّى أعلنها الإمام في قوله: ما بمكّة والمدينة عشرون رجلاً يحبّنا (114)
ولعلّ علم الإمام عليه السلام بما كان عليه أهل المدينة من ضعف وقلّة، في مواجهة ما كان عليه أهل الشام من كثرة وبطش وقسوة، من دواعي حياده عليه السلام .
مضافاً إلى أن اتّخاذه القرار السابق، بالابتعاد عن المدينة، للأسباب والمبرّرات التي ذكرناها سابقاً، كان كافياً لعدم تورّطه في هذه الحركة .
ويظهر أن الدولة التي واجهت هذه المرّة حركة أهل المدينة، كانت على علم بجفأ أهل المدينة لأهل البيت عليه السلام، وبما أنها قد أسرفت من قبل في إراقة دماء أهل البيت عليهم السلام، أرادت أن تستفيد من الوضع، بالتزلّف إلى علي بن الحسين والتودّد إليه، لامتصاص النقمة، فلم تتحرّش به، بل حاولت أن يتمثّل الناس به، حسب نظر رجال الدولة!
ثم إن اختيار أهل الحرّة للمدينة بالذات مركزاً للتحرّك، كان من أخطر الأخطاء التي ارتكبوها، كما أخطأ ابن الزبير في اتخاذه مكّة، والمسجد الحرام بالخصوص، مركزاً لتحركه، حتّى عرّضوا هذين المكانين الحرمين المقدّسين لهجمات أهل الشام اللئام وانتهاك الامويين الحاقدين على الإسلام ومقدّساته .
بينما أهل البيت عامة، بداً بالإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام، ومروراً بالإمام الحسين عليه السلام، وكذلك كل العلويين الذين ثاروا على الحكّام، إنما خرجوا في حركاتهم عن الحرمين، حفاظاً على كرامتهما من أن يهدر فيهما دم، وتهتك لهما حرمة، وإبعاداً لأهالي الحرمين من ويلات الحروب ومآسيها، ونقمة الجيوش وبطشها (115).
وهذه مأثرة لأهل البيت عليهم السلام لابد أن يذكرها لهم التاريخ لكنّ أهل الحرّة، لم يصلوا الى المستوى اللائق كي يدركوا هذه الحقائق، لبعدهم عن الإمام السجاد عليه السلام الذي كان في عمر (26) سنة .
ولقد هيّأ هذا البعد بين أهل المدينة والإمام السجاد عليه السلام أمرين كانا في صالح الإمام عليه السلام، ولهما الأثر في مجاري عمله وتخطيطه للمستقبل:
أحدهما: النجاة من اتّهام السلطات له بالتورّط في الحركة، ولذلك لم تضعه في القائمة السودأ، فإن الحكومة وحسب بعض المصادر كانت تعرف ابتعاده عنها .
الثاني: تمكّن الإمام عليه السلام من تخليص كثير من الرؤوس أن تقطع، وكثير من الحرمات أن تهتك . ومَنْ يدري ? فلعلّ اشتراك الإمام السجاد عليه السلام في تلك الحركة كان يؤدّي إلى إبادة أهل البيت النبوي والعلوي، إبادة شاملة، تلك التي كانت من أماني آل أمية ?
فتمكّن الإمام السجاد عليه السلام بحياده ذلك من الوقوف في وجه هذا العمل . ولقد كان الإمام عليه السلام ملجأ للكثير من العوائل الأخرى، حتّى من عوائل بني أمية نفسها .
ففي الخبر أنه عليه السلام ضمّ إلى نفسه أربعمأة مُنافيّة يعولهن إلى أن تفرّق الجيش(116) .
وكان في مَنْ آواهنّ عائلة مروان بن الحكم، وزوجته هي عائشة بنت عثمان بن عفّان الأموي، فكان مروان شاكراً لعلي بن الحسين ذلك(117) .
ويحاول بعض الكتّاب أن يجعل من حياد الإمام عليه السلام، وتصرّفاته مع مروان ،وعدم تعرّضه من قبل الجيش بسو، دليلاً على عدم تحرّكه عليه السلام ضدّ الحكم الأموي ?
لكنّها محاولة مخالفة للحقيقة:
فإن الإمام عليه السلام إنّما ينطلق في تصرّفاته، من منطلق الحكمة والتدبير، وما ذكرناه من الشواهد كافٍ لأن نبرّر موقفه الحيادي من حركة الحرّة، فكل من يدرك تلك الحقائق ويقف عليها يتبيّن له أن التحرّز من عمل تكون عواقبه مرئيّة وواضحة ومكشوفة، هو الواجب والمتعيّن، فلو دخل في الحركة، فإما أن ينسحق تحت وطأة الجيش الظالم، أو تنجح الحركة التي لم تبتنِ على الحقّ في دعواها، وإنما تبنّاها مَنْ لا يعرف لأهل البيت حرمة ولا كرامة ولا حقّاً في الإمامة
مع أن من النصوص ما يدلّ على أن الإمام كان مستهدفاً:
قال الشيخ المفيد: قدم مسرف(118) بن عقبة المدينة، وكان يقال: (إنه لايريد غير علي بن الحسين عليه السلام )(119) .
ولا ريب أن الحكم الأموي الذي استأصل أهل البيت عليهم السلام في كربلاء، لم يكن يخاف الإمام السجاد عليه السلام، لما هو معلوم من وحدته وغربته، ومع ذلك فقد كانت الدولة تراقبه، لأنّه الوارث الوحيد لأهل البيت بمالهم من ثارات ودماء، وبما لهم من مكانة مرموقة في أعين مُحبّيهم، الذين يترقّبون فيهم من الإمامة فلا ريب أن الإمام السجاد عليه السلام كان مستهدفاً وهذا النصّ قبل كل شي يدلّ على أن الإمام السجاد عليه السلام كان في نظر الناس عنصراً معارضاً للحكم والدولة، ولم يكن مستسلماً قط، حتّى كان الناس يرون أن
الجيش الجرّار إنما توجّه بقصده إلى (علي بن الحسين) لا ليحترمه طبعا . فعلي بن الحسين، في نظر الناس، لا يزال عدوّاً للدولة، رغم انعزاله، وابتعاده، وعدم تورّطه في الحركة كما يدلّ قول البلاذري أن علي بن الحسين عليه السلام استجار بمروان وابنه عبد الملك، فأتيا به ليطلبا له الأمان(120) على أن الإمام عليه السلام كان يخشى من فتك مسرف بن عقبة .
لكن الدولة، التي لم تغفل عن الإمام السجاد عليه السلام كانت على علمٍ بتصرفاته، ولم يقع لها ما يبرّر اتهامه وصبّ جام الغضب عليه والفتك به .
ومن أجل امتصاص النقمة، وخاصة بعد تحرّك أهل المدينة، صار رجال الدولة الى النفاق، لتغطية جرائمهم تجاه أهل البيت وتجاه المدينة وأهلها، فأخذوا يعلنون التزلّف الى الإمام عليه السلام بإظهار التودّد إليه، ويكرمونه، ويقرّبونه، ويعبّرون عنه بالخير الذي لا شرّ فيه، مع موضعه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومكانه منه) (121) .
وقال المسعودي: ونظر الناس إلى علي بن الحسين السجاد، وقد لاذ بالقبر وهو يدعو، فأتي به إلى مسرف، وهو مغتاظ عليه، فتبرّأ منه ومن آبائه، فلمّا رآه وقد أشرف عليه ارتعد، وقام له، وأقعده إلى جانبه، وقال له: سلني حوائجك، فلم يسأله في أحد ممن قدّم الى السيف إلاّ شفّعه فيه، ثم انصرف عنه .
فقيل لعلي: رأيناك تحرّك شفتيك، فما الذي قلت ؟
قال: قلت: اللهم رب السماوات السبع وما أظللن، والأرضين وما أقللن، رب العرش العظيم، رب محمد وآله الطاهرين، أعوذ بك من شرّه، وأدرأ بك في نحره، أسألك أن تؤتيني خيره، وتكفيني شرّه .
وقيل لمسلم: رأيناك تسبّ هذا الغلام وسلفه، فلمّا اُتي به إليك رفعت منزلته ?
فقال: ما كان ذلك لرأي منّي، لقد مُلىء قلبي منه رعباً (122) .
وهكذا يفرض عنصر (الغيب) نفسه في البحث، ولا يمكن إبعاده لكونه وارداً في المصادر المعتمدة .
ونحن وإن كنّا أبعدنا هذا العنصر عن ما نستشهد به، إلاّ أن الذين يريدون أن يُضفوا على حياة الإمام السجاد عليه السلام أشكال العبادة والزهد والحياة الروحية، عليهم أن لا يستبعدوا هذا العنصر مع أن خوف الإمام عليه السلام وفزعه، من الجيش السفّاك، ولجوءه وعوذه بالحرم الشريف، وسبّ القائد الأموي له وتبرؤه منه، أدلة كافية في إثبات أن الإمام عليه السلام كان مستهدفاً، إلاّ أن سياسته الحكيمة التي اتخذها منذ دخوله المدينة كانت من أسباب نجاته وخلاصه من المصير الذي سحق كبار أهل المدينة وأشرافها !.
ومع أعباء القيادة: .
ورجع الإمام عليه السلام الى المدينة: .
ليواجه الخطر المحدق بالإسلام، والذي انتشر في نفوس الامة وهو اليأس والقنوط من الدين وأهدافه، بعدما تعرّض الحسين ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لمثل هذا القتل، وما تعرّض له أهله من التشريد والسبي، في بلاد المسلمين .
فهذا الوزير عبيد الله بن سليمان كان يرى: أن قتل الحسين أشدّ ما كان في الإسلام على المسلمين، لأن المسلمين يئسوا بعد قتله من كل فرج يرتجونه، وعدل ينتظرونه (123) .
هذا بالنسبة إلى أصل الإسلام .
وأما بالنسبة إلى الإمامة، وإلى أهل البيت، وإلى الإمام عليه السلام، فقد تفرّق الناس عنهم، وأعرضوا، بحيث عبّر الإمام الصادق عليه السلام عن ذلك بالارتداد .
قال عليه السلام: ارتدّ الناس بعد قتل الحسين عليه السلام إلاّ ...(124) .
وكان منشأ اليأس والردّة: أنهم وجدوا الاَمال قد تبدّدت بقتل القائد، وسبي أهله، وظهور ضعف الحقّ وقلة أنصاره، هذا من جهة . ومن جهة أخرى ملأ الرعب قلوبهم لمّا وجدوا الدولة على هذه القوّة والجرأة والقسوة، فكيف يمكن التصدي لها، والإمام في مثل هذا الموقع من الضعف، فليس التقرّب منه إلاّ مؤدّياً إلى الاتهام والمحاسبة، فلذلك ابتعد الناس عن الإمام عليه السلام .
لكن الإمام زين العابدين عليه السلام بخطته الحكيمة استفاد من هذا الابتعاد، وقلبه إلى عنصر مطلوب، ومفيد لنفسه، وللجماعة الباقية من حوله على ولائه .
حتّى أصبح، بما ذكرنا من التصرفات، في نظر رجال الحكم (خيراً لا شرّ فيه) .
وبذلك التخطيط الموفّق حافظ الإمام عليه السلام، لا على نفسه وأهل بيته من الإبادة الشاملة، فقط، بل تمكّن من استعادة قواه، واسترجاع موقعه الاجتماعي بين الناس، لكونه مواطناً صالحاً لا يُخاف من الاتصال به والارتباط به . لانه أصبح (عليّ الخير )(125) .
وطبيعي أن يعود الناس، وتعتدل سيرتهم مع الإمام حينئذ، ولذلك قال الإمام الصادق عليه السلام في ذيل كلامه السابق: (...ثم إن الناس لحقوا وكثروا )(126) .
إن انفراط أمر الشيعة بعد مقتل الحسين عليه السلام وتشتت قواهم، كان من أعظم الأخطار التي واجهها الإمام السجاد عليه السلام بعد رجوعه الى المدينة، وكان عليه لأنه الإمام، وقائد المسيرة أن يخطط لاستجماع القوى، وتكميل الإعداد من جديد، وهذا كان بحاجة إلى إعداد نفسي وعقيدي وإحيأ الأمل في القلوب، وبثّ العزم في النفوس .
وقد تمكّن الإمام السجاد عليه السلام بعمله الهادى الوادع من الإشراف على تكميل هذه الاستعادة، وعلى هذا الإعداد، والتمهيد، بكل قوة، وبحكمة وبسلامة وجدّ .
وكما قد يكون تأسيس بنأ جديد، أسهل وأمتن من ترميم بنأ متهرّى، فكذلك، إن بنأ فكرة في الأذهان الخالية من الشبهات، والمليئة بالأمل بهذه الفكرة، والجادّة في الالتفاف حولها، والعزم على إحيائها، هو أسهل، وأوفر جهداً من محاولة ترميم فكرة أصاب الناس يأس منها، وتصوّروا إخفاق تجربتها، وهم يُشاهدون إبادة كبار حامليها، وضعف أنصارها، واستيلا المعارضين عليها، فحرّفوا معالمها، وشوّهوا سمعتها، وزيّفوا أهدافها .
فإن عامة الناس يقفون موضع الحيرة والشكّ من كل ما قيل وطرح وعرض، ويحاولون الانسحاب والارتداد، والوقوف على الحواشي، ليروا ما يؤول إليه أمر القيادات المتنازعة.
فقد مُنِيَ المسلمون بإخفاق ويأس ممّا في الإسلام من خطط تحرّرية، ومخلّصة من العبودية والفساد، وذلك لمّا رأوا الأمويين أعدأ هذا الدين قديماً، ومناوئيه حديثاً قد استولوا على الخلافة، وبدأوا يقتلون أصحاب هذا الدين من أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والأنصار القدمأ له، ويعيثون فساداً في أرض الإسلام بالقتل والفجور، وكل منكر، حرّمه الإسلام .
وإذا كان صاحب الحقّ، منحصراً في الإمام علي بن الحسين السجاد عليه السلام، الذي قام النصّ على إمامته، وهو وارث العترة، وزعيم أهل البيت في عصره، فهو الإمام الحامل لثقل الرسالة على عاتقه، فلا بدّ أن يدبّر الخطّة الإصلاحية، ليجمع القوى، ويلملم الكوادر المتفرّقة، ويعيد الأمل إلى النفوس اليائسة، والرجأ إلى العيون الخائبة، والحياة إلى القلوب الميّتة .
إلى جانب مقاومته للأعدأ، وتفنيد مزاعمهم واتّهاماتهم، والكشف عن مؤامراتهم ودسائسهم، وتبديد خططهم وأحابيلهم .
إنّ أئمة أهل البيت عليهم السلام مع مالهم من مآثر العلم والمجد والإمامة، التي أقرّ بها لهم جميع الاُمّة هم يهتمّون بغرز معاني النضال والجهاد في نفوس أبنائهم منذ نعومة أظفارهم، ليرسَخوا في نفوسهم أمجاد الإسلام .
والإمام عليه السلام قد استلهم الإسلام بكلّ ما له من معارف ومآثر علمية وعملية، فأخذها من مصادرها الأمينة الموثوقة .
وهم آباؤه الطاهرون .
وكان في طليعة ما أخذ من المعارف هو مغازي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسراياه، كما في الحديث عن عبدالله بن محمّد بن عليّ، عن أبيه . قال: سمعتُ عليّ بن الحسين يقول:
كنّا نُعلَم مغازي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسراياه كما نعلّم السورةَ من القرآن(127) .
فتلقّن الإمام السجَاد عليه السلام أمثل صور الجهاد والنضال في سبيل الله ومن أجل الإسلام، فرسمها في قرارة نفسه منذ الطفولة .
وبعد أن رأى باُمّ عينيه في كربلاء بطولات أبيه الإمام الحسين عليه السلام وجهاد أصحابه الأوفيأ، في سبيل إعلا كلمة الله، لم يكن ليرفع اليدَ عن محاولة تطبيق تلك الصور الفريدة، والتخطيط للوصول إلى نتائجها الغالية .
ولقد بدأ الإمامُ السجّاد عليه السلام في الفصول التالية، من جهاده وجهوده، لتحقيق هذه الأهداف السامية . وحاولنا نحن بقدر وسعنا، لجمع ما انتشر من أنبأ ذلك الجهاد، وتلك الجهود،
في المجالات العملية والعلمية، بعون الله وتوفيقه .

_______________________
(98) شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد (4: 140) . ولاحظ الغارات للثقفي (ص 573) وبحار الأنوار (46 :143) .
(99) يلاحظ أن كلمة (الناس) في حديث أهل البيت: خاصة يطلق على غير المعتقدين بالإمامة، في أغلب الأحيان .
(100) فرحة الغري، لابن طاوس (ص 43) الإمام زين العابدين، للمقرّم (ص 42) ولاحظ الكافي للكليني، قسم الروضة (ص 255) حيث جاء فيها حديث زيارة الإمام السجاد لقبر أمير المؤمنين عليه السلام ولقاء أبي حمزة الثمالي له، فليلاحظ .
(101) الاحتجاج للطبرسي (ص 306) وانظر اللهوف لابن طاوس( ص 6 67) ويبدو أن هذا الاجتماع كان بعد عودة الإمام عليه السلام من الشام إلى الكوفة أو في بعض أسفاره السرية إلى العراق. وانظر فضل الكوفة من مزار ابن المشهدي (ص 78) .
(102) كان علي بن الحسين أحبّ الناس إلى مروان وابنه عبد الملك . طبقات ابن سعد (5: 159) تاريخ دمشق (الأحاديث 38 -40) وابن كثير في البداية والنهاية (9: 106) وتذكرة الحفاظ (1: 75) .
(103) الإمامة والتبصرة من الحيرة، لابن بابويه (ص 167) الحديث (20)، وانظر مصادر تخريجه . ولاحظ أمالي الطوسي (1 297) .
(104) نقله الصدوق في إكمال الدين (ص 91) عن كتاب (التنبيه) للنوبختي . (105) لاحظ تدوين السنة الشريفة (ص 150 152) وراجع معجم ما كُتب ... للرفاعي بالأرقام: 20397 باسم (التذكرة) و 20415 باسم التعقيبات، و 20482 باسم الديوان، و20688باسم المخمسّات، و20733-20736باسم (الندبة) و 20737و20738 باسم نسخة.
(106) لاحظ معجم ما كُتِبَ بالأرقام :20483 باسم ذكر مَنْ روى عن الإمام عليه السلام للصدوق ،و 20714 كتاب مَنْ روى عنه عليه السلام لابن عقدة .
(107) رجال الطوسي (ص 107 120) الأرقام (1058 - 1228) وهم مائة وسبعون راوياً، لعلم الإمام عليه السلام .
(108) المجدي في أنساب الطالبيّين (ص 92) .
(109) كذا في بعض نسخ المصدر، ويظهر من هذه الرواية أن أباه كان شاعراً وقد ترحّم عليه الإمام عليه السلام، وفي أصحابه: حذيم بن شريك الأسدي، وجاء في نسخ اُخرى :بشير بن حذلم .
(110) اللهوف لابن طاوس (ص 4 -85) وانظر كامل الزيارات (ص 100) .
(111) أيام العرب في الإسلام (ص 420) وانظر تاريخ الطبري (4 :368) ولاحظ طبقات ابن سعد (5: 47
(112) الاحتجاج للطبرسي (7 -298) .
(113) مروج الذهب (3: 78) .
(114) شرح نهج البلاغة (104 :4) .
(115) علّق سماحة السيد بدرالدين الحوثي دام علاه هنا: (ولعلّ ما صدر من الامام النفس الزكية كان اضطرارياً، لانّ قيامه أيضاً كان اضطرارياً) تمت .
(116) كشف الغمة للاربلي (2: 7) وانظر ربيع الأبرار للزمخشري (1: 427) .
(117) أيام العرب في الإسلام (ص 424) هامش (1) .
(118) هو المتسمّي باسم (مسلم) معدود من الصحابة، وهذا واحد من المحسوبين على الصحابة من الفسقة والمجرمين، سُمّي لعنه الله بمجرم ومسرف، لما كان من إجرامه بأهل المدينة وإسرافه في قتلهم وإباحتها ثلاثة أيام بأمر يزيد لعنهما الله وقد انفضّ فيها ألف عذراء وقد سمّى المدينة (نتنة) خلافاً لرسول الله صلى الله عليه وآله الذي سماها طيّبة، مروج الذهب (3: 78) دلائل البيهقي (6: 475) .
(119) الإرشاد للمفيد (ص 292) .
(120) أنساب الأشراف (4: 323) وانظر الأخبار الطوال للدينوري (ص 266) .
(121) الإرشاد للمفيد (ص 260) .
(122) مروج الذهب (3: 8) .
(123) نقله الثعالبي في آخر كتاب (ثمار القلوب) بواسطة: علي جلال في (الحسين) (2: 195) .
(124) اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) (ص 123) رقم (194) .
(125) شرح نهج البلاغة، لابن ابيالحديد (15: 273) .
(126) اختيار معرفة الرجال (الكشي) (ص 123) رقم (194) .
(127) الجامع لأخلاق الراوي والسامع للخطيب البغدادي (2 288) رقم (1649) .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page