سيد الحزن والكبرياء
أريــجُ النبـــوة فيــكِ ابتــدى * وفيــض الهدايــةِ منــكِ اهتــدى
وأنغــامُ عــزكِ فـي الخافـقيــن * لهــا الدهــرُ مـن ولــهٍ انشــدا
ونـورِكِ يـا بضعـة المصطـفـــى * أضــاءَ أضــاءَ فغـطـى المــدى
حنـانـيـكِ اُمّ النـبــي الكــريـم * واُمّ الأئـمــة نـــور الهــــدى
شربنـــا ولاءَكِ منـذ الـرضــاع * فــأورقَ حبــاً غـزيــر النــدى
وحلَّــق فـي حزنــكِ المستـديـم * حنـيــن بأشـواقـــه يُـقـتــدى
فحـزنــكِ يسكــن أضـلاعنـــا * لهـيـبـــاً توقّــد لـن يُـخـمـدا
وصوتُـكِ رغــم رنيــن الأســى * لــهُ فـي نفــوس الهــداة صـدى
فصــارت شعاعـــاً بـما تحتـوي * قلــوبٌ لــدى وجدهــا سُـجّــدا
وصــارت بـذكـــراكِ أيـامنــا * مــعطــــرةً عــزةً ســـؤددا
وصــارت ليـالــي الاسـى ثـرةً * بـذكــراكِ نيـــرةً فــرقــــدا
وصـرنـا إذا ضامنــا حـاقــــد * وطــوّقَـنـا بالهـمـــوم العــدى
طلبنـاكِ نستـكـشـفُ العاديـــات * ذكرنـــاكِ نستـنــجحُ المقـصـدا
فـذابـتْ علـى عتـبــات الهـوى * مغاليـق أحكـامـــه كـالــــردى
وعــادت لأنـفسنــا بسـمــــة * تكــاد مـن الحـــزن أن تُـــوأدا
حنـانيــكِ سيــدة العـالميــــن * حنانـيــك يـا نسـمــة تُـفـتـدى
علــى شاطئـيـك تــرفّ الحيـاةُ * وتــزهــرُ أفيــاؤهـا بـالنـــدا
وتـشمـخُ ذكـراكِ نحــو السمــاء * تعـانـــقُ فـي مجدهــا أحمــدا
وتمــلأ دنيــا الوفـاء العظيـــم * بفـيــضٍ من الطهـر لـن ينـفــدا
وتـوقـدُ فـي الداجيــات الشمـوس * لتـكـشــف مـن ظلـمـةِ مـا بـدا
فـتـــزدان بـالنـــور أيامنــا * وتـفتــح دربــاً لنــا مـوصــدا
وتُـشـعــلُ أحــلامنـا بالرجــاء * لنـوصـل بالأمـس زهــواً غـــدا
أسـيـــدة الحــزن والامنيـــات * شموعــاً علـى الدرب لـن توقـــدا
بغــير ابتهـالك انّ الطـريــــق * إلــى الله مفـروشــةٌ عسـجـــدا
وغيــر نـدائــكِ ان الحيــــاة * بــلا طاعـــة الله لـن تُـحمــدا
وغيــر دعائـــكِ ان أبــناءنـا * لحمــل العقيــدة كـي تُــرشــدا
وغيـر وقـوفِــكِ بيـن الصفــوف * لتصـحيــح ما اعـــوجّ أو قُــدِّدا
حنـانيــك سيـــدةَ العالـميـــن * وعفـــوَكِ مـن بضعــة تُـقتـدى
شربنــا ولاءَكِ منــذ الرضـــاع * فأورقَ حبــــاً غزيــر النـــدى
ونرجــو الشفاعــة فـي حبكـــم * فمــن رحمـــة الله لــن نُطــردا
شعر
الاستاذ مصطفى المهاجر
سيد الحزن والكبرياء
- الزيارات: 3957