• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفصل الأول ظهور الخوارج

بداية: إن ظهور «الخوارج» في مناسبة حرب صفين لم يكن أمراً عفوياً، ووليد ساعته. وإنما قد كان ثمة أجواء ومناخات، وكذلك عوامل وأسباب ساعدت على ظهورهم.
وقد تقدم في الباب الأول ما يفيد في هذا المجال، وسنجد في هذا الكتاب الشي الكثير مما يشير إلى ذلك أيضاً. ونريد أولاً أن نقدم موجزاً عن مرحلة ظهورهم العلني، ليكون القارئ على بصيرة من أمره.
فنقول: ظهور «الخوارج»: الخوارج: فرقة ظهرت في النصف الأول، من القرن الأول الهجري، وبالتحديد في مناسبة حرب صفين، التي دارت رحاها بين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه الصلاة والسلام)، الخليفة الشرعي بكل ما لهذه الكلمة من معنى، من جهة، وبين معاوية بن أبي سفيان، الرجل الباغي الذي كان يحاول الاستئثار بأمر الأمة لنفسه، من جهة أخرى. وكان ظهورهم العلني بعد خدعة رفع المصاحف في تلك الحرب، من قبل جيش معاوية، بمشورة من عمرو بن العاص، بعد أن اتضح بما لا يقبل الشك حتمية هزيمة جيش الشام، لو استمرت الحرب. وقد أحدثت هذه الخدعة زلزالاً في جيش علي (عليه السلام)، حيث أدت إلى إجابة أكثر ذلك الجيش إلى حكم المصحف ـ على حد تعبيرهم ـ وبقي (عليه السلام) مع أهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم في عدة يسيرة، يواجهون تهديدات أولئك الانفصاليين بنفس المستوى أو أشد من التهديد الذي كان يواجههم به جيش أهل الشام. ولم يكن يحق له (عليه السلام) أن يلقي بهذه الصفوة إلى التهلكة، كما ذكره (عليه السلام) في احتجاجه على «الخوارج» حين قال لهم: «.. وأما قولكم: إني لم أضربكم بسيفي يوم صفين، حتى تفيئوا إلى أمر الله، فإن الله عز وجل يقول: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)(1) وكنتم عدداً، وأنا وأهل بيتي في عدة يسيرة»(2).
تركيبة الفئة الرافضة للقتال:
وعن تركيبة الفئة الرافضة لقتال أهل الشام نقول: إنه قد يكون في تلك الجماعة عناصر مدسوسة، ترى أن من مصلحتها تحريك الحوادث في هذا الاتجاه، أو ذاك وأخرى لم تستطع فهم الموقف الصحيح والرسالي له (عليه السلام). ووقعت بالفعل تحت تأثير خدعة رفع المصاحف، وشكت في صحة القتال بسبب ذلك.
وقد يكون ثمة فئة ثالثة قد قبلت التحكيم من موقع إحساسها بالضعف، والتخاذل والسأم من الحرب. وقد يكون ثمة من يرغب حقاً في حقن الدماء، بأي ثمن كان.
ولكن مما لاشك فيه هو: أن فئة «الخوارج» كانت في جملة الفريق الرافض للقتال. والنصوص الدالة على ذلك تكاد لا تحصى، ولا مجال لحصر مصادرها، وسيمر على القارئ الكريم بعض منها، انشاء الله. بل هذا هو العنصر الأساس في خروجهم على أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام).
التحكيم بنظر علي (عليه السلام):
وحين قبل علي (عليه السلام) بالتحكيم، تحت ضغط شبح الفتنة التي ظهرت ملامحها في جيشه، وكان عليه أن يمنع من وقوعها، فإنه قبل بالتحكيم الذي لو التزم الحكمان بشروطه، وفق ما يفرضه عليهما الواجب الشرعي لكانت نتيجته هي إحقاق الحق، وإبطال الباطل، وذلك يعني ظهور علي (عليه السلام)، وظهور سلطانه ونصره، وخذلان معاوية وخطه الانحرافي واندحاره، وبوار حجته. ولذلك نجد علياً (عليه السلام) يقول لأبي موسى بثقة وحزم: «أحكم بالقرآن، ولو في حز عنقي»(1).
وقال في خطبته لما استوى الصفان بالنهروان: «وأخذت على الحكمين فاستوثقت، وأمرتهما أن يحييا ما أحيا القرآن، ويميتا ما أمات القرآن، فخالفا أمري الخ..»(1) وهذه الخطبة أشهر من أن تذكر، وهي كالنار على المنار، وكالشمس في رابعة النهار.
خيانة الحَكَمين وظهور المحكِّمة:
ولكن الذي تبلور على أرض الواقع هو أن الحكمين: أبا موسى وعمرو بن العاص، لم يريدا أن يحكما بما يوجبه القرآن ـ كما دلت النصوص المتضافرة، فإن أبا موسى كان لا يحب علياً (عليه السلام)، وكان يرغب في سوق الأمور نحو تولية ابن عمر أما ابن العاص فكان همه سوق الأمور نحو معاوية، وإحكام الحيلة في هذا الاتجاه مهما كان الثمن، فكانت النتيجة هي فشل قضية التحكيم، وانتهى الأمر إلى تمكين معاوية من مواصلة بغيه، وعدوانه على الحق وعلى إمام الحق وعلى الدين.
ولكن ما يلفت النظر هنا، ويتسم بنوع من الطرافة هو أن أولئك الذين أجبروا علياً (عليه السلام) على قبول التحكيم، وهددوه بأن يسلموه إلى معاوية أو أن يفعلوا به كما فعلوا بعثمان ـ هم أنفسهم حين انقلبوا عليه ووقفوا لمعارضة التحكيم قد اعتبروا قبوله كفراً وكفروا علياً (عليه السلام) لقبوله به، وطلبوا منه (عليه السلام) أن يعترف بهذا الكفر، ثم أن يحدث توبة منه. وهذا ما صرحت به النصوص التاريخية والحديثية الكثيرة، واعترف به «الخوارج» أنفسهم كما هو معلوم ومشهور(2).
بل لقد كان مسعر بن فدكي، وابن الكواء، وطبقتهم من القراء، الذين صاروا فيما بعد خوارج، من أشد الناس في الإجابة إلى حكم المصحف(1).
وقد ذكروا: أن من شعر أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي لا اختلاف فيه أنه قاله، وكان يردده، وذلك انهم ساموه أن يقر بالكفر ويتوب، حتى يسيروا معه إلى الشام، فقال:
«أبعد صحبة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والتفقه في الدين، أرجع كافراً؟! ثم قال:   يا شاهد الله علي فاشهد       إني على دين النبي أحمد
من شك في الله فإني مهتد»(2) وحين رجع (عليه السلام) إلى الكوفة، لم يدخل «الخوارج» معه، وساروا حتى نزلوا حروراء، وكانوا اثني عشر ألفاً، وقيل: ستة عشر ألفاً(3).
وفي نص آخر: أن الذين لم يدخلوا معه كانوا اثني عشر ألفاً في رواية المكثرين، وستة آلاف في رواية المقللين(1). وسيأتي المزيد من الحديث حول هذه الأرقام.
ثم كانوا يسمعون أمير المؤمنيين (عليه السلام) الشتم، والتعريضات القاسية(2).
ثم تمادى بهم حقدهم وبغضهم لأمير المؤمنيين (عليه السلام)، ولم يقف عند حدّ الحكم عليه بالكفر والضلال والعياذ بالله وإنما تجاوز ذلك إلى حد: أنه كان يُخشى من أن ينبش «الخوارج» قبره، فعمّي عن الناس؛ فلم يعرف(3). ولكن الحجاج لعنه الله قد حاول أن ينوب عنهم في هذه المهمة، فنبش ثلاثة آلاف قبر في الكوفة من أجل العثور على جثة أمير المؤمنيين (عليه السلام)؛ فلم يوفق لذلك(4).
«الخوارج» ليسوا أنصار الإمام (عليه السلام):
وإننا إذا لاحظنا ما تقدم: وما سيأتي إن شاء الله تعالى ـ وهي نصوص كثيرة جداً لا يمكن حصرها، ولا استيفاء مصادرها ندرك أن ما يدعيه بعض «الخوارج» أنفسهم(5)، من أن «الخوارج» كانوا هم أنصار الإمام علي (عليه السلام) وكانوا المعارضين للتحكيم من أول الأمر، وأنه «قد ارتبط ظهورهم برفض التحكيم، وليس بالدعوة له»(1).
إن هذه الدعوى تخالف البداهة التاريخية، وما هي إلا مجازفة في القول، وتجنٍّ على الحقيقة، وتزييف للواقع التاريخي.. لا تستند إلى دليل، ولا تعتمد على برهان.
غير أن «الخوارج» أنفسهم وكذلك بعض من يتعاطف معهم قد بذلوا محاولات يائسة لتبرئة ساحتهم، وإظهار مظلوميتهم، والإنحاء باللائمة، وتسجيل اتهام مباشر إن أمكنهم ذلك ضد أمير المؤمنيين (عليه السلام) بالذات. وقد حاول بعضهم أن يستند إلى نصوص شاذة، ومريبة ذكرها مؤلف مجهول، أو يستشهد برواية تنسب إلى ابن عباس أو غيره، أو بنصوص ذكرها ابن قتيبة في كتاب الإمامة والسياسة(2). علماً بأن ما ذكره ذلك المؤلف المجهول ورواية ابن عباس لا ينهض دليلاً على ما يدعون، إذ أن الظاهر هو أنهما يتحدثان عن مراحل لاحقة.. لا عما جرى بمجرد رفع المصاحف. وأما ما ذكره ابن قتيبة، فإنه هو نفسه قد ذكر ما ينافيه ويدفعه في نفس ذلك الكتاب(3)، رغم الكلام الذي يدور حول نسبة هذا الكتاب إلى ابن قتيبة، أو حصول بعض التصرف فيه. وربما يستدلون أيضاً بما رواه أحمد عن أبي وائل، من أن «الخوارج» قد طلبوا الهجوم على الذين اعتصموا بالتل، وذلك بعد القبول بالتحكيم من قبل علي (عليه السلام)(1)ولكنه استدلال باطل إذ أن الرواية لم تذكر لنا شيئاً عن حقيقة ما جرى حينما رفعت المصاحف، فهل بادر علي (عليه السلام) للقبول من دون ضغوط من أحدأو أنه قبل ذلك بعد أن اعتزله أكثر جيشه ولم يبق معه سوى أهل بيته (عليهم السلام)ونفر يسيروهدده أولئك المعتزلون له بأن يسلموه إلى معاوية، وفرضوا عليه قبول التحكيم فلابد من الرجوع إلى نصوص أخرى لتعرفنا بما جرى لنجد أن الذين فعلوا ذلك هم أنفسهم الذين عادوا واعترضوا عليه لقبوله منهم ما فرضوه عليه.
تبرئة «الخوارج»، وإدانة علي (عليه السلام):
ويدعي البعض: أن الأشعث بن قيس المتواطئ مع معاوية، هو الذي أرغم علياً (عليه السلام) على قبول التحكيم، ثم حرَّضه على قتل «الخوارج»، والوقيعة بهم في النهروان، وبذلك يكون قد حرمه من خيرة جنده، وأكثرهم إخلاصاً لقضيته(2).
ونقول:
إن هذا البعض يريد أن يظهر علياً (عليه السلام) على أنه لعبة بيد الأشعث، ثم هو يريد تبرئة «الخوارج» من جريمة الإصرار على علي (عليه السلام) بقبول التحكيم، ثم تكفيره لأجل هذا القبول بالذات. وفي نص آخر: أنه قد أظهر «الخوارج» على أنهم الفئة المظلومة المعتدى عليها وأنهم قد ارتكبت جرائم خطيرة بحقهم.
ثم أدان علياً بارتكاب جريمة قتل ومذبحة جماعية في حقهم. ويزيد من قبح هذه الجريمة كونهم كما قرره هذا القائل هم خيرة جند علي (عليه السلام).
ومما يجعلها أكثر قباحة وبشاعة: أن هؤلاء هم أكثر جند علي اخلاصاً لقضيته (عليه السلام).
ونقول: إنه لم يشر إلى سبب اعتزال هؤلاء الذين زعم أنهم من المخلصين لعلي في النهروان.
ولا اهتم بالنصوص المتواترة الدالة على أنهم هم الذين رفضوا الاستمرار في قتال معاوية، وفرضوا التحكيم على علي (عليه السلام)، ثم اعتبروا ذلك كفراً.
ومن أين عرف أن أهل النهروان هم خيرة جند علي (عليه السلام)؟! وكيف يستطيع التوفيق بين دعواه هذه، وبين قول الأشتر: إنهم أراذل أهل العراق، وذلك حينما قال لهم: قتل أماثلكم، وبقي أراذلكم. ولم يدلنا على مستنده العلمي القادر على ردّ كل تلك الحقائق التاريخية الدامغة، التي تناقضه وتنافيه.
كما أننا لا ندري ما السبب في اهتمام هذا الكاتب بتبرئة «الخوارج»، وتلميع صورتهم، ثم تجريم علي (عليه السلام)، واتهامه بارتكاب جريمة إبادةٍ للخيرة من جنده، ولأكثر الناس إخلاصاً لقضيته. وكيف أصبح الذين كفرّوا علياً واعتزلوه، ونصبوا له الحرب أكثر الناس إخلاصاً للقضية.
تورية علي (عليه السلام)، وشائعات «الخوارج»:
ويدعي المعتزلي: أن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قد قال للخوارج كلاماً محتملاً لأكثر من وجه، ولكن الأشعث اضطره إلى التصريح، فكان ذلك سبب النهروان حيث ذكر أنه (عليه السلام) قصدهم إلى أماكن تجمعهم، وسأل أولاً عن الرجل الذي هم به اشد إطافة، فطلبوا منه أن يتوب، فقال لهم: «أنا استغفر الله من كل ذنب».
فرجعوا معه، وهم ستة آلاف. فلما استقروا بالكوفة أشاعوا: أن علياً (عليه السلام) رجع عن التحكيم، ورآه ضلالاً. وقالوا: إنما ينتظر أمير المؤمنين أن تسمن الكراع، وتجبى الأموال، ثم ينهض بهم إلى الشام. فلما طالبه الأشعث بذلك أعلن بتكذيبه، فخرجت حينئذٍ «الخوارج» من المسجد فحكّمت(1).
وقد اختصر ابن الأثير هذا الحديث بصورة أخلت بمضمونه، فراجع(2).
إذن، فقد تضمنت هذه الرواية أموراً هي:
1 ـ أن علياً (عليه السلام) قد مارس أسلوب التورية، لدرء الفتنة، دون أن يكون قد أظهر خلاف قناعاته، ودون أن يتنازل عن مبادئه.
2 ـ أن الأشعث قد مارس أسلوباً خبيثاً ألجأ أمير المؤمنيين (عليه السلام) إلى التصريح بما لم يكن مضطراً قبل ذلك إلى التصريح به.
3 ـ إن «الخوارج» قد أشاعوا أمراً لم يتفوه به علي (عليه السلام) ولم يشر إليه، ولا يعبر عن حقيقة موقف علي (عليه السلام).
4 ـ إن علياً (عليه السلام) يبادر إلى مواجهة رأس «الخوارج» الذين هم به أشد إطافة؛ وذلك من أجل أن يحسم مادة النزاع، بقطع رأس الافعى، حيث إن سقوط هذا الرأس لا يبقي لهم أي عذر أو مبرر للتشكيك والخلاف، حيث لا يبقى أمامهم أشخاص آخرون يرون أنهم أدرى من زعيمهم الأكبر بالمصلحة، واعرف بواقع الأمور.
وكذلك لا يبقى ثمة من يقدر على اجتذاب الناس إليه، بإثارة الشبهات، وإعطاء أمل كبير بنصرٍ يطمحون إليه، أو حلم عذب يراودهم، يأملون تحقيقه في يوم من الأيام.
استطراد يفيد في جلاء الصورة:
وإن تزوير «الخوارج» للحقائق، لا يحتاج إلى مزيد بيان ولم يكن هذا التزوير المشار إليه في هذه الرواية هو الوحيد في سلسلة أكاذيبهم ويكفي أن نذكر أنهم أنفسهم يعترفون: بأنهم كانوا إذا كان لهم هوى في أمر صيروه حديثاً. وقد استمرت عملية التزوير والتجني عبر الأحقاب والأجيال، حيث عمد مؤرخو «الخوارج» في الكتب التي وضعوها: «إلى التحامل على علي، وصوروه كقائد هزيل، متردد، ضعيف الشخصية، مسلوب الإرادة»(1).
العجب هو الداء الدوي: ولعل ما كان يتظاهر به «الخوارج» من عبادة، وصلاة كان يبعث في نفوسهم المزيد من العجب والغرور، حتى ليخيل إليهم أن ما يأتونه هو الصلاح والخير وأن ما يعتقدونه هو الصواب والحق الذي لا محيص عنه.. ويجب على كل أحد أن يلتزم به، وأن يتبعهم فيه.
أو على الأقل كانت العبادات القاسية لعدد منهم، بمثابة جرعةٍ للآخرين من شبابهم، تجعلهم يعيشون خيالات حالمة ولذيذة تزيدهم تصلباً في موقفهم، ورضا بنهجهم، واستسلاماً لما يدعونهم إليه أولئك الذين كانوا يتظاهرون بالعبادة والتقوى.
تبريرات «الخوارج»: لقد ارتبك المحكِّمة «الخوارج» في تبرير موقفهم من أمير المؤمنين، وقد عرف عنهم أنهم قد برروا ذلك بأن علياً قد حكّم الناس في دين الله، وأن ذلك قد أوجب كفره وخروجه من الدين.. بل زادوا على ذلك: أنهم هم أيضاً قد كفروا معه حين أجبروه على قبوله. فلابد له ولهم من التوبة.. وهم قد تابوا وبقي عليه هو أن يفعل ذلك.
وقد أوضح لهم أمير المؤمنيين (عليه السلام)، وكذلك ابن عباس، أنهم مخطئون في تصورهم هذا، وأنه (عليه السلام) لم يحكم الرجال في دين الله، وإنما حكم القرآن.. وعلى فرض أنه قد حكم الرجال، فإن ذلك ليس بالأمر الموجب للكفر، إذ قد حكّم الله سبحانه الرجال في أكثر من مورد أشار القرآن إليه.
ومع أن «الخوارج» لم يجدوا ما ينفع في رد هذه الحجة، فإنهم التجأوا إلى الإصرار والعناد، ثم بادروا إلى الفساد والافساد كما سنرى.
علي (عليه السلام) يضيع الوصية:
وعلى كل حال.. فإن مما برر به «الخوارج» حربهم لعلي (عليه السلام) هو: أنه كان وصياً فضيع الوصية.. الأمر الذي يدل على مدى رسوخ أمر الوصية لعلي (عليه السلام) بالإمامة في قلوب الناس وعقولهم فقد ورد أن من جملة ما احتجوا به لحربهم إياه أن قالوا: «إنه كان وصياً، فضيّع الوصية».
أو قالوا حسب نص آخر: «زعم أنه وصي فضيّع الوصية». فأجابهم (عليه السلام) بقوله: «أما قولكم: إني كنت وصياً، فضّيعت الوصية(1)، فإن الله عز وجل يقول: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا. ومن كفر فإن الله غني عن العالمين)(2).
أفرأيتم هذا البيت لو لم يحج إليه أحد، كان البيت يكفر؟! إن هذا البيت لو تركه من استطاع إليه سبيلا كفر، وأنتم كفرتم بترككم إياي، لا أنا كفرت بتركي لكم»(3).
وواضح: أن هذا التبرير الذي التجأ إليه هؤلاء القوم يثير أمامنا نقطتين هامتين لابد من الوقوف عندهما:
إحداهما: أن الوصاية التي يتحدثون عنها إنما هي وصاية إمامة وخلافة، لأن التحكيم إنما يضيع هذا النوع من الوصية، لأنه يهدف إلى إثبات الأحقية بالإمامة لأحد الفريقين، فهم يدعون على علي (عليه السلام) أنه بقبوله للتحكيم قد ضيع الوصية الثابتة له بنص من رسول الله (صلى الله عليه وآله).
وليس المراد تضييع الوصاية بأمور شخصية، لأن ذلك لا ربط له بالتحكيم. وهذا المعنى هو الذي يقصد من الوصية حين تذكر في مقام الاحتجاج، ويترنم بها الشعراء. كما سنرى.
الثانية: إنه يدل على أن أمر الوصاية لعلي (عليه السلام) قد كان من المسلمات في صدر الإسلام حيث كان الموالون لعلي (عليه السلام) يحتجون ويباهون بهذا الأمر، ولم نجد أحداً حاول إنكار ذلك، أو الاعتراض، ولو بمثل القول، بأن ذلك غير ثابت، أو أنه يحتاج إلى شاهد أو دليل.
الشعر والوصية:
وقد ذكر ابن أبي الحديد قائمة طويلة من الأشعار التي ذكرت أمر الوصية لعلي (عليه السلام)، والتي قيلت في صدر الإسلام.
ونحن نكتفي بما ذكره، ونقتصر على الأبيات التي هي محل الشاهد، فنقول:
قال عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب:
ومنا علي ذاك صاحب خيبـــر                          وصاحب بدر يوم سالت كتائبه
وصي النبي المصطفى وابن عمه                  فمن ذا يدانيه ومن ذا يقاربـه
وقال عبد الرحمن بن جعيل:
لعمري لقد بايعتم ذا حفيظـــة                      على الدين معروف العفاف موفقا
علياً وصي المصطفى وابن عمه                   وأول من صلى أخا الدين والتقى
وقال أبو الهيثم بن التيهان، وكان بدرياً:
إن الوصي إمامنا وولينا                            برح الخفاء، وباحت الأسـرار
وقال عمر بن حارثة الأنصاري، وكان مع محمد بن الحنفية يوم الجمل، وقد لامه أبوه (عليه السلام) لما أمره بالحملة، فتقاعس:
أبا حسن أنت فصل الأمور                     يبين بك الحل والمحـــرم
إلى أن قال:
فأعجلته والفتى مجمـــع                                بما يكره الرجل المحجـــم
سمي النبي وشبه الوصي(1)                       ورايته لونها العنـــــدم
وقال رجل من الأزد يوم الجمل:
هذا علي وهو الوصـــي                      آخاه يوم النجوة النبــــي
وقال: هذا بعدي الولـــي                    وعاه واع ونسي الشقـــي
وخرج يوم الجمل غلام من بني ضبة، شاب معلم، من عسكر عائشة
وهو يقول:
نحن بن ضبة أعداء عـــلي                         ذاك الذي يعرف فينا بالوصي
وفارس الخيل على عهد النبي                   ما أنا عن فضل عـلي بالعمي
وقال سعيد بن قيس الهمداني يوم الجمل، وكان في عسكر علي (عليه السلام):
أية حرب أضرمت نيرانــها                            وكسرت يوم الوغى مرانـها
قل للوصي أقبلت قحطانهــا                       فادع بها تكفيكها همدانهــا
                              هم بنوها وهم إخوانها
وقال زياد بن لبيد الأنصاري يوم الجمل، وكان من أصحاب علي (عليه السلام):
كيف ترى الأنصارفي يوم الكلب                     إنا اناس لا نبالي من عطـب
ولا نبالي في الوصي من غضب                   وإنما الأنصار جدلاً لعــب
هذا علي وابن عبد المطلــب                       ننصره اليوم على من قد كذب
                          من يكسب البغي فبئسا اكتسب
وستأتي أبيات حجر بن عدي أيضاً:
وقال خزيمة بن ثابت الأنصاري، ذو الشهادتين وكان بدرياً في يوم الجمل أيضاً:
يا وصي النبي قد أجلت الحـرب                      الاعادي وسارت الأضعان
واستقامت لك الأمر سوى الشام                   وفي الشام يظهر الإذعــان
وقال خزيمة أيضاً في يوم الجمل:
أعائش خلي عن علي وعيبـه                       بما ليس فيه إنما أنت والـــده
وصي رسول الله من دون أهله                     وأنت على ما كان من ذاك شاهده
وقال ابن بديل بن ورقاء الخزاعي يوم الجمل أيضاً:
يا قوم للخطة العظمى التي حدثت                      حرب الوصي وما للحرب من آسي
الفاصل الحكم بالتقوى إذا ضربت                         تلك القبائل أخماساً لأســــداس
وقال عمرو بن أحيحة يوم الجمل، في خطبة الحسن بن علي (عليه السلام) بعد خطبة عبد الله بن الزبير:
حسن الخير يا شبيه أبيـــــه                        قمت فينا مقام خير خطيــــب
إلى ان قال:
وأبى الله أن يقوم بما قــــام                          به ابن الوصي وابن النجيــب
ان شخصاً بين النبي لك الخيـر                      وبين الوصي غير مشــــوب
وقال زحر بن قيس الجعفي يوم الجمل أيضاً:
أضربكم حتى تقروا لعلـــي                        خير قريش كلها بعد النبــــي
من زانه الله وسماه الوصــي                     إن الولي حافظ ظهر الولـــي
                          كما الغوي تابع أمر الغوي
ذكر هذه الأشعار والأراجيز بأجمعها أبو مخنف، لوط بن يحيى، في كتاب: وقعة الجمل. وأبو مخنف من المحدثين، وممن يرى صحة الإمامة بالاختيار، وليس من الشيعة ولا معدوداً من رجالها. ومما رويناه من أشعار صفين، التي تتضمن تسميته (عليه السلام) بالوصي ما ذكره نصر بن مزاحم المنقري، في كتاب «صفين»، وهو من رجال الحديث.
قال زحر بن قيس الجعفي [ونسبها في موضع آخر إلى جرير بن عبد الله البجلي](1):
فصلى الإله على أحمـــد                  رسول المليك تمام النعـــم
رسول المليك ومن بعــده                 خليفتنا القائم المدعـــــم
علياً عنيت وصي النبــي                   نجالد عنه غواة الأمــــم
قال نصر: ومن الشعر المنسوب إلى الأشعث بن قيس:
أتانا الرسول رسول الإمام                      فسرّ بمقدمه المسلمونــــا
رسول الوصي وصي النبي                  له السبق والفضل في المؤمنينا
ومن الشعر المنسوب إلى الأشعث أيضاً:
أتانا الرسول رسول الوصي                    علي المهذب من هاشـــم
وزير النبي وذو صهــره                         وخير البرية والعالــــم
وسيأتي شعر أمير المؤمنيين (عليه السلام)
وقال جرير بن عبد الله البجلي شعراً، بعث به إلى شرحبيل بن السمط، من أصحاب معاوية، وقد جاء فيه:
مقال ابن هند في علي عضيهة                   ولله في صدر ابن أبي طالب أجل
وما كان إلا لازماً قعر بيتــه                          إلى أن أتى عثمان في بيته الأجل
وصي رسول الله من دون أهله                   وفارسه الحامي به يضرب المثل
وقال النعمان بن عجلان الأنصاري:
كيف التفرق والوصي أمامنـا                       لا كيف إلا حيرة وتخــــاذلا
لا تغبنن عقولكم لا خير فـي                      من لم يكن عند البلابل عاقــلا
وذروا معاوية الغويّ وتابعـوا                      دين الوصي لتحمدوه آجــــلا
وقال عبد الرحمن بن ذؤيب الأسلمي
ألا ابلغ شرحبيل بن حــرب                     فما لك لا تهش إلا الضـــراب
فإن تسلم وتبق الدهر يومــا                  نزرك بجحفل عدد التــــراب
يقودهم الوصي إليك حتــى                  يردك عن ضلال وارتيــــاب
ويقول المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب:
فيكم وصي رسول الله قائدكم                        وصهره وكتاب الله قد نشــــرا
ويقول عبد الله بن العباس بن عبد المطلب:
وصي رسول الله من دون أهله                     وفارسه إن قيل: هل من منـــازل
قال المعتزلي:«والأشعار التي تتضمن هذه اللفظة كثيرة جداً، ولكننا ذكرنا منها ها هنا بعض ما قيل في هذين الحزبين. فأما ما عداهما، فإنه يجل عن الحصر، ويعظم عن الإحصاء والعدد. ولولا خوف الملالة والإضجار، لذكرنا من ذلك ما يملأ أوراقاً كثيرة»(1).
وقد ذكر المعتزلي نفسه في نفس الكتاب موارد أخرى، نذكر منها ما يلي: قال عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، مجيباً للوليد بن عقبة بن أبي معيط:
وإن ولي الأمر بعد محمـــد                         علي وفي كل المواطن صاحبــه
وصي رسول الله حقاً وصنـوه                    وأول من صلى ومن لان جانبـه
وقال خزيمة بن ثابت في هذا:
وصي رسول الله من دون أهله                     وفارسه مذ كان في سالف الزمـن
وأول من صلى من الناس كلهم                    سوى خيرة النسوان والله ذو منن(1)
وقال زفر بن بن يزيد بن حذيفة الأسدي:
فحوطوا علياً وانصروه فإنـه                         وصي وفي الإســلام أول أول(2)
وقال النعمان بن العجلان، مخاطباً عمرو بن العاص، وذلك بعد بيعة السقيفة، في جملة قصيدة له:
وكان هوانا في علي وإنــه                                 لأهل لها يا عمرو من حيث لا تدري
فذاك بعون الله يدعو إلى الهدى                          وينهى عن الفحشاء والبغي والنكـر
وصي النبي المصطفى وابن عمه                      وقاتل فرسان الضلالة والكفــر(3)
وقال حسان بن ثابت:
ألست أخاه في الهدى ووصيه                        وأعلم منهم بالكتاب وبالسنن(1)
وقال حجر بن عدي الكندي في يوم الجمل أيضاً:
يا ربنا سلم لنا عليـــــا                              سلم لنا المهذب التقيــــا
المؤمن المسترشد الرضيــا                     واجعله هادي أمة مهديـــا
احفظه رب حفظك النبيــا                         لا خطل الرأي ولا غبيــا
فإنه كان لنا وليــــــا                                ثم ارتضاه بعده وصيـا(2)
وقال المنذر بن أبي خميصة الوداعي مخاطباً علياً:
ليس منا من لم يكن لك في الله                   ولياً يا ذا الولا والوصية(3)
بل إن علياً أمير المؤمنيين (عليه السلام) نفسه قد ذكر الوصية له في الشعر، فقال: في أمر بيع عمرو بن العاص دينه لمعاوية:
يا عجبا! لقد سمعت منكــرا                      كذبا على الله يشيب الشعــرا
يسترق السمع ويغشى البصرا               ما كان يرضى أحمد لو أخبـرا
أن يقرنوا وصيه والأبتــرا                         شاني الرسول واللعين الأخزرا
كلاهما في جنه قد عسكـرا                    قد باع هذا دينه فأفجــــرا
من ذا بدنيا بيعه قد خسـرا                     بملك مصران أصاب الظفـرا الخ(4)
واللافت هنا: أن ابن أبي الحديد نفسه قد قرر هذه الوصاية في شعره، فقال:
وخير خلق الله بعد المصطفى                    أعظمهم يوم الفخار شرفــا
السيد المعظم الوصــــي                         بعل البتول المرتضى علـي وابناه الخ (1).
ولو أردنا استقصاء ذلك في مصادره لاحتجنا إلى وقت طويل ولنتج عن ذلك ما يملأ عشرات الصفحات.
أما في غير الشعر، فالأمر أعظم وأعظم ولعل ما ذكرناه يكفي لمن ألقى السمع وهو شهيد.
بذرة «الخوارج» متى كانت: إن الظهور السافر للخوارج، وإن كان قد حصل في صفين، في حادثة رفع المصاحف، ثم التحكيم.. ولكن الحقيقة هي أن قلوبهم قد تغيرت قبل هذا الوقت، وبالذات في حرب الجمل حيث فاجأهم موقف علي (عليه السلام) تجاه السبي والغنائم في تلك الحرب.
بل يمكن القول:إن ذلك قد بدأ منذ توليه (عليه السلام) للخلافة، حينما خالف سيرة عمر بن الخطاب المعظم عندهم جداً في العطاءحيث ساوى بين الناس ولم يفضل أحداً على أحدفاعترضوا عليه.وكان هذا الأمر مما طالبوه به في حرب الجمل، فقالوا له:أعطنا سنة العمرين(2)فأبى(عليه السلام) إلا أن يعطيهم سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسلم.
******************
(1) سورة البقرة ـ الآية 195.
(2) بهج الصباغة ج7 ص146 عن العقد الفريد.
(3) راجع على سبيل المثال: أنساب الأشراف [بتحقيق المحمودي] ج2 ص333.
(4) الموفقيات ص326 وأشار في الهامش إلى المصادر التالية: تاريخ الطبري 5/84 وشرح نهج البلاغة ج1 ص458 والإمامة والسياسة ج1 ص109 ومستدرك نهج البلاغة ص68.
(5) راجع على سبيل المثال لا الحصر: أنساب الأشراف [بتحقيق المحمودي] ج2 ص370 وتاريخ الأمم والملوك، ط الاستقامة ج4 ص34 و36 و62 و63 و48 والكامل في التاريخ ج3 ص344 و317 والخطط للمقريزي ج2 ص354 والعقد الفريد ج2 ص388 والملل والنحل ج1 ص115 والبداية والنهاية ج7 ص289 و274 وتذكرة الخواص ص59 و96 و100 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج2 ص217 و228 و274 ومناقب الإمام علي لابن المغازلي ص411 وبهج الصباغة ج7 ص99 و110 و111 و170 و129 و131 و167 عن الخلفاء، وكامل المبرد، وغيرهما والإمامة والسياسة ج1 ص149 والخوارج والشيعة ص25 و32 والفخري في الآداب السلطانية ص93/94 وأدب المعتزلة ص24 ونور الأبصار ص96 و97 و99 والثقات ج2 ص296 والفصول المهمة لابن الصباغ ص78 و79 و90 و92 والموفقيات ص326..
(6) الأخبار الطوال ص191.
(7) االبدء والتاريخ ج5 ص136 وراجع تاريخ بغداد ج1 ص160. ولعل هذا الشعر قد قاله أولا أبو طالب، ثم أخذه علي (عليه السلام) يتمثل به..
(8) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج2 ص278 وراجع: أنساب الأشراف ج2 ص369 والكامل في التاريخ ج3 ص189.
(9) راجع على سبيل المثال: البداية والنهاية ج7 ص270 و282.
(10) راجع أنساب الأشراف [بتحقيق المحمودي] ج2 ص355 والبداية والنهاية ج7 ص282.
(11) أنساب الأشراف [بتحقيق المحمودي] ج2 ص497.
(12) مشهد الإمام علي في النجف ص121 ومنتخب التواريخ ص291.
(13) راجع كتاب: الخوارج هم أنصار الإمام علي؛ فإن مؤلفه قد حاول تزوير الحقيقة التاريخية.
(14) قضايا في التاريخ الإسلامي ص62 وراجع ص51 و52 و53 و71 و72.
(15) راجع: المصدر السابق.
(16) الإمامة والسياسة ج1 ص148.
(17) مسند أحمد ج3 ص485 و486..
(18) راجع قضايا في التاريخ الإسلامي ص56 ونقله أيضاً عن البرادي ص66 وراجع أيضا: ص60 و79 و81.
(19) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج12 ص279 والحديث المذكور أوردناه مع مصادره في فقرة أخرى من هذا الكتاب، فراجع.
(20) الكامل في التاريخ ج3 ص328.
(21) قضايا في التاريخ الإسلامي للدكتور محمود اسماعيل ص66.
(22) هذا التعبير يشير إلى أن كلمة «زعم» الموجودة في النص الثاني غير صحيحة، وأن الصحيح هو أنهم قالوا: إنه كان وصياً الخ..
(23) سورة آل عمران الآية 97.
(24) راجع: مناقب الإمام علي لابن المغازلي ص409 و413 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص192 والمسترشد في إمامة علي بن أبي طالب ص70 و71 والاحتجاج ج1 ص276 و278 والبحار طبعة حجرية ج8 ص561 وبهج الصباغة ج7 ص136 و171 و172 وعبارة الاحتجاج هكذا: «.. وأما قولكم: إني كنت وصياً، فضيعت الوصية، فأنتم كفرتم، وقدمتم علي، وأزلتم الأمر عني، وليس على الأوصياء الدعاء إلى أنفسهم، إنما يبعث الله الأنبياء، فيدعون إلى أنفسهم، وأما الوصي، فمدلول عليه الخ..»
(25) هذا التعبير يشير إلى أن كلمة «زعم» الموجودة في النص الثاني غير صحيحة، وأن الصحيح هو أنهم قالوا: إنه كان وصياً الخ..
(26) سورة آل عمران الآية 97.
(27) راجع: مناقب الإمام علي لابن المغازلي ص409 و413 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص192 والمسترشد في إمامة علي بن أبي طالب ص70 و71 والاحتجاج ج1 ص276 و278
والبحار طبعة حجرية ج8 ص561 وبهج الصباغة ج7 ص136 و171 و172 وعبارة الاحتجاج هكذا: «.. وأما قولكم: إني كنت وصياً، فضيعت الوصية، فأنتم كفرتم، وقدمتم علي، وأزلتم الأمر عني، وليس على الأوصياء الدعاء إلى أنفسهم، إنما يبعث الله الأنبياء، فيدعون إلى أنفسهم، وأما الوصي، فمدلول عليه الخ..»
(28) أي أن محمد بن الحنفية يشبه أباه الذي هو الوصي.
(29) راجع: شرح نهج البلاغة، ط دار مكتبة الحياة ج1 ص553.
(30) جميع ما تقدم قد ذكره المعتزلي في شرح نهج البلاغة، ط دار مكتبة الحياة ط سنة 1963 ج1 ص128 و133 والبحار ج38 ص20 و26 عنه..
(31) شرح نهج البلاغة ج4 ص227 و228 ط دار مكتبة الحياة سنة 1964.
(32) المصدر السابق ج4 ص228.
(33) المصدر السابق ج2 ص280.
(34) المصدر السابق ج2 ص283.
(35) المصدر السابق ج2 ص828 وج1 ص129 و130.
(36) المصدر السابق ج2 ص828.
(37) المصدر السابق ج1 ص324 و132.
(38) المصدر السابق ج3 ص645.
(39) قد تقدم هذا النص ومصادره في فصل سابق فراجع.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page