• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

كيف أكون موفقاً في الحياة ؟

 

 

كيف أكون موفقاً في الحياة ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
تمهيد
الحمد لله الذي خلق الإنسان وعلّمه البيان ووفّقه لمعرفته بلطفه وإحسانه ، والصلاة والسلام على أشرف خلقه محمّد وآله الأطهار.
أمّا بعد :
فاعلم أنّ الإنسان ذلك الكائن المجهول ، الذي هو أشرف المخلوقات ، ومن أجله خُلقت الأرض والسماوات ، يمتاز عن الكائنات الحيّة بعقله وقلبه ، ويتبلور ويزدهر العقل بالفكر ، وأمّا القلب فإنّما يتصيقل ويتهذّب بالذكر . والطريق إلى ذلك بالعلم والانكشاف والشهود ، إلاّ أ نّه طريق الفكر هو الدراسة والمطالعة والتثقيف العامّ ، وبداية التعليم والتعلّم الدرسي إنّما يكون من أيام الصبا إلى أواسط العمر ، ولكن طريق القلب إنّما هو بالموعظة والذكر والمناجاة ، وذلك من المهد إلى اللحد ، فلا يكسل الإنسان في طلبه وممارسته حتّى سنّ الكهولة ، فهو يتشوّق إلى الدعاء والمناجاة ، وإن كان يملّ من تلقّي الدروس ، فالروايات التي تقول بطلب العلم من المهد إلى اللحد ، وأنّ الجنين بعد ولادته يؤذن في اُذنه اليمنى ، ويقام في اليسرى ( الأذان والإقامة ) ناظرة إلى هذا العلم في طريق القلب ، ولا يحقّ للمرء أن يأخذ هذا العلم من أيٍّ كان ، بل فلينظر إلى طعامه ، أي إلى علمه ممّن يأخذه ، وإنّما يعاشر من يذكّره الله رؤيته ، ويزيد في علمه منطقه ، ويرغّبه في الآخرة عمله . وقد ورد في الأخبار : من أصغى إلى ناطق فقد عبده ، فإن نطق عن الله فقد عبد الله ، وإن نطق عن الشيطان فقد عبد الشيطان . وأمّا الروايات التي تقول : انظر إلى ما قال لا إلى من قال . وقوله تعالى : ( الَّذينَ يَسْتَمِعونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعونَ أحْسَنَهُ )[1] ، ناظرة إلى طريق العقل والتفكّر ، فيحقّ للمرء أن يستمع الأقوال والآراء ليأخذ منها النافع ، وإنّه يتعوّذ من العلم الذي لا ينفع ، وإذا كانت الحكمة ضالّة المؤمن يأخذها ولو من رأس مجنون ، إنّما هي ناظرة إلى هذا المعنى ، فتدبّر.
وبعبارة اُخرى :
الرؤية الكونيّة ، ومشاهدة هذا العالم ، إمّا أن تكون بنزعة ماديّة أو بنزعة إلهيّة ، والتفكّر المادي سير من الخلق إلى الخلق بالخلق ، فالسائر يدور في عالم المادّة المحضة والهيولانيّة المظلمة . وأمّا التفكّر الإلهي النوراني فهو سير من الحقّ إلى الحقّ ، ومن الحقّ إلى الخلق ومن الخلق إلى الحقّ ومن الخلق إلى الخلق ، كلّ ذلك بالحقّ ، فهذه أسفار أربعة ، وهي إمّا من طريق العقل ، أو من طريق القلب ، فالأوّل يتلقّى المعارف والعلوم بالعقل والفكر والنظر ، وبالحركة من المراد إلى المبادي ومنها إليه . والثاني يتلقّاها بالقلب والمكاشفة ، وطريق الأوّل مسلك الحكماء والفلاسفة ، والثاني مسلك العرفاء وأصحاب الكشف والشهود ، وفرقٌ عميق بين المسلكين ، فالحكيم يفكّر فيفهم ، والعارف يبصر فيشاهد ، فالأوّل سير غيبي ، والثاني سير شهودي . وما يقدّمه العارف أهمّ وأكثر ممّـا يقدّمه الفيلسوف ، وربما الإنسان بلطف من الله سبحانه يجمع بين المسلكين ويصبح عارفاً حكيماً ، وهو الذي يسمّى بالكون الجامع ، فيجمع بين الفلسفة والعرفان وبين البرهان والشهود.
والسلوك العرفاني : تارةً بالأسباب والعلل الظاهريّة ، أي بمظاهر أسماء الله الحسنى ، صغارها تحت الكبار ، وكبارها تحت الإسم الأعظم ، واُخرى بالقلب . والأوّل طريق عامّ ، والثاني طريق خاصّ للخواصّ.
وبالأوّل يصل الإنسان إلى مقام يفيض عليه سرّاً ، فيلهم القلب الذي هو حرم الله وعرش الرحمن . وعنده مفاتح الغيب ، والمفتاح بيد القلب ، والله يكلّم الناس من وراء حجاب أو من الوحي والإلهام ، ويناجيهم في سرّهم ، ولكنّ الإنسان يتكلّم مع ربّه من دون واسطة فيناديه : يا ربّاه ، وتجاب دعوته . وهذا طريق الغيب وهو مفتوح دائماً ولا يُغلق ، وبه القلب يطمئنّ في كلّ الأحوال والظروف ، وحينئذ لا حجاب بين الإنسان وبين ربّه إلاّ الذنوب والمعاصي ، وأقرب الطرق إلى الله هو الحبّ والعشق القلبي ، وعزم الإرادة القلبيّة إلى الله سبحانه ، جامعاً بين الشريعة والطريقة والحقيقة ، وذلك العارف بالله حقّاً . ويعبد الله مخلصاً ، فإنّ العبادة بعد المعرفة ، ولمّـا لم يمكن معرفة كنه الذات الربوبيّة ، فلا يمكن أن يعبد الله حقّ عبادته ، سواء النبيّ أو الوليّ أو العارف أو الحكيم ، فشعارهم ما عبدناك حقّ عبادتك ، وأن عبدوا الله حتّى أتاهم اليقين.
بعد بيان هذه المقدّمة الموجزة التي تشير إلى أهمّ العنصرين في الإنسان وهما : العقل والقلب ، وإشارة عابرة وخاطفة إلى لوازمهما وكيفيّة تربيتهما لمن ألقى السمع وهو شهيد ، وتكفي الإشارة لمن يعقل ويريد.
نذكر أهمّ العوامل والأسباب التي لا بدّ من مراعاتها والالتزام بها لمن أراد أن يكون موفّقاً في حياته العلمية أو العملية ، الفردية أو الاجتماعيّة . كلّ حسب حاله وما تقتضيه حياته الخاصّة والعامّة.
ولا يخفى أنّ كلمة ( التوفيق ) مشتّقة من الوِفْق ، وهي لغة : بمعنى أن تكون الظروف والأعمال على وفق ومرام ما يبغيه المرء في حياته ، أي : كان الأمر صواباً موافقاً للمراد . مثلا : لو أراد الإنسان أن يسافر ، فإن تهيّأت الراحلة والزاد بسهولة وكما يرام ، فما أن خرج من داره إلاّ وحصل على سيّارة ، ثمّ رافقه في الطريق مصاحب أريحيّاً فاهماً ، ولم يعترضه ما يسيئه في السفر ، ووصل إلى مقصوده ، ونال ما ينتظره ويبغيه ، ورجع بسلامة ، فإنّه يقول : كنت موفّقاً في سفرتي هذه . ولكن إذا داهمته المصاعب ، وفشل في الوصول إلى مقصوده ، ورجع خائباً ، فإنّه يتأفّف ويتأسّف على أ نّه لم يكن موفّقاً في سفره.
والتوفيق اصطلاحاً بهذا المعنى اللغوي ، إلاّ أ نّه مع نظرة إلهيّة ويد غيبيّة ولطف خاصّ من الله سبحانه ، فإنّ أمير المؤمنين علي (عليه السلام) يقول : « عرفت الله بفسخ العزائم ونقض الهمم » ، وهذا يعني أنّ هناك قدرة حكيمة مدبّرة ، هي أولى بالتدبير ، وربما يعزم الإنسان على أمر فيفسخ ، ويهمّ بشيء فينقض ، وعسى أن تحبّوا شيئاً وهو كره لكم ، وأن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ، فمن فوّض أمره إلى الله سبحانه فإنّه يتوفّق في حياته وينجح في مسعاه ، وتتسهّل له طرق الخير ، فإنّ الله إذا أراد بعبد خيراً هيّأ له الأسباب ، فيسعد في نجاح سؤله ومأموله ويرشد في أمره ، ويسدّد خطاه ، ويصيب الخير ، ويكون مظهراً لتوفيق الله سبحانه وتعالى.
والإنسان في حياته إنّما هو في رحلة وسفر ، يحاول أن يكون موفّقاً في عمله ، وناجحاً في اُسرته ومجتمعه ، ولكن على المرء أن يسعى ليكون من أهل الخير حتّى تتاح له الظروف وتتهيّأ له الأسباب ويكون موفّقاً وناجحاً.
مع هذا هناك أسباب عامّة اتّفق عليه العقلاء أنّ من التزم بها ، مع حقّ المراعاة ، فإنّه يتوفّق في الحياة ، نشير إلى أهمّها ، وهي كما يلي :

 

الأوّل - اغتنام الوقت والفرصة

المعروف أنّ كلّ شيء عند ضياعه وتلفه ، يمكن أن يعوّض ويُجبر ، إلاّ الوقت والزمان ، فهيهات للمرء أن يعوّض الوقت الضائع ، وقد يتصوّر الشباب أ نّهم خالدون في الحياة ، وتبقى لهم قوّة الشباب والنشاط ، فلا يثمّنون وقتهم الغالي وحيويّة نشاطهم ، ولكن من عرف الوقت وعرف قيمته وأ نّه يمرّ كما يمرّ السحاب فإنّه يغتنمه ، فأنطوان تشيخوف الكاتب الشهير قد كتب أكثر من ألف قصّة ، وخلّف من ورائه العدد الكبير من المؤلّفات ، والعدد الكثير يتألّف من الصغار ، فالعمر من السنين ، والسنون من الشهور ، والشهور من الأيّام ، والأيّام من الساعات ، والساعات من الدقائق ، والدقائق من الثواني ، والثواني من الآنات ، والآنات من اللحظات ، واللحظات كلمح البصر أو هو أقرب.
فاغتنم لحظات عمرك وشبابك قبل هرمك ، وسلامتك قبل سقمك ، وفراغك قبل شغلك . والوقت كالسيف إذا لم تقطعه قطعك ، ورأس المال عمرك الغالي ، فلا تضيّع وقتك فيضيع عمرك ، ولا تضيّع عمرك فتندم ، يوم لا ينفع الندم ، فحاسب وقتك أشدّ الحساب ، ولا تبطله بالأباطيل والقال والقيل ، واللهو واللعب ، فما خلق الإنسان لذلك ، وخير الأوقات وقت الشباب ، وفاز ونجح من نظّم وقته ، وقسّمه على أعماله ، وإنّما حاز السبق ووصل إلى قمّة المجد والخلود من نظّم وقته ، كابن سينا وباسكال وشوبرت ، فعرف العظماء قيمة وقتهم ، فنظّموا أعمالهم ، وما أروع مقولة أمير المؤمنين (عليه السلام) موصياً ولديه الإمام الحسن والإمام الحسين (عليهما السلام) في آخر لحظات حياته الشريفة : « اتّقوا الله ، وعليكما بنظم أمركما » ، فلا بدّ من تنظيم الوقت ، ومن ثمّ نحاسب أنفسنا ، ونضع علامة الزائد ( + ) للساعات التي استفدنا منها ، وعلامة الناقص ( ـ ) لتلك التي ذهبت من أيدينا هدراً ، ثمّ نسعى في المستقبل أن نُبدّل النواقص بالزوائد ، فإنّ بعض الساعات تسرق منّا ، وبعضها تؤخذ ، وبعضها تفرّ ، فالتي تفرّ لا سبيل لنا في قيدها ، ولكن يمكن الوقوف أمام سرّاق الوقت بكلّ بسالة ، فإنّهم شرّ السرّاق : فزان الرسّام الكبير الفرنسي كان يفرّ من الناس ليغتنم الفرص ، فإنّه كان يعتقد أ نّهم علائق وعوائق من اغتنام الفرص ، وتضييع الفرصة غُصّة ، فلا بدّ أن نتحذّر ممّن يريد أن يملي ساعات فراغه باللعب واللهو ، ويسرق أوقاتنا الغالية ، فلا نفتح لهم المجال ليعثوا في ساعات الحياة ، ويفسدوا عُمرنا الغالي العزيز ، وأخيراً من أتعب نفسه في شبابه استراح في شيبته.

الثاني - الأمل والرجاء في الحياة

من يئس من حياته فقد خسر ، وانهوى من شموخ إنسانيّته ، والموت الحقيقي للإنسان هو موت اليأس ، فإنّه السيف البتّار ، واليأس إنّما هو القدم الأوّل إلى القبر ، وأنّ الأمل والمنى في الحياة كجناحي الطائر ، لولاهما لما حلّق الإنسان في سماء العظمة والخلود ، فإنّ الأمل القوّة المحرّكة نحو الأهداف السامية ، والدنيا قامت على الآمال المعقولة ، وستبقى على الآمال الصحيحة . وإنّما ينفع الأمل لو كان صادقاً مستقيماً نابعاً من الحقائق والواقعيات ، لا ما كان كاذباً منسوجاً بخيوط الأوهام والخيالات ، فإنّ مثل هذا الأمل كمثل سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً ، وكمثل نقش ورسم الخبز بعين البؤساء الجياع ، فإنّه لا يُغني ولا يُسمن من جوع . والأمل الصادق ما يتعقّبه السعي والعمل المتواصل ، ولا تيأس في حياتك ، فلعلّ آخر مفتاح لا زال في جيب فكرك ، ليفتح لك أقفال مشاكل الحياة . ولا تيأس من روح الله ، فتوكّل على الله وتأمّل به ، وإلاّ فمن ضاع منه الأمل سينثني أمام مشاكل الحياة وصعابها ويفشل في مقاومتها ومكافحتها ، ويصاب بالانهيار وضعف الأعصاب ، وأخيراً الانتحار ، أو يعيش على هامش الحياة تافهاً عاطلا كلاّ على المجتمع.

الثالث - الهدف في الحياة والصبر من أجله

كلّ واحد منّا لا بدّ أن يكون له هدف في حياته ، يبرمج أوقاته بروح الأمل ليصل إلى الهدف المنشود ، والأهداف تختلف باختلاف الهمم والنفوس ، ومن لم يكن له هدف مقدّس في حياته ، فإنّه ضائع حيران في ألوان الإرادة والتصميم ، ومن يبغي القمّة والعظمة في حياته العلمية أو العملية ، فلا بدّ أن يكون له هدف واحد ، وتصميم واحد ، وأمل واحد ، ولا يصل الإنسان إلى ما يبغيه بالتمنّي والترجّي وبلعلّ وليت ، إنّما بالسعي المتواصل والعمل الدؤوب والجهود المستمرّة ، ولا ينال وسام الموفّقية بسهولة ، بل بالجهد والنصب ، ولا بدّ من تربية الحواسّ الخمسة الظاهرية لكسب العلوم والفنون ، وكلّ من عظمت روحه ، فشعاره في الحياة إمّا الموت دون الهدف الصادق وإمّا الفوز والنصر بوصول الهدف الفائق ، فلا بدّ من إحدى الحسنيين . والرجل الواقعي من كان له شجاعة القول ، ومن قدُر أن يقتل اليأس في نفسه ، فإنّه لا يؤخّر عمل اليوم إلى غده ، فإنّ عمل اليوم لهذا اليوم ، وللغد أعماله ، ولا بدّ من الإرادة والتصميم والصدق والصبر والشجاعة.
فإنّ طارق بن زياد حين فتح الأندلس ، أحرق السفن من خلفه ، خاطباً في عسكره ، هاتفاً : « أ يّها الناس أين المفرّ ، البحر من ورائكم ، والعدوّ من إمامكم ، وليس لكم والله إلاّ الصدق والصبر » ، ومن طلب العلى سهر الليالي ، واشترى الآلام بنفسه ووجوده.
الحيوان ابن الدبّ حين مشيه أخذ يتفلسف مع اُمّه قائلا : أبغي المشي ولكن لا أدري هل أضع رجلي اليسرى على الأرض أو الرجلين الخلفية أو أمشي على الأربع ؟ فقالت له اُمّه : دع عنك التفلسف وسر.
إن كنت ترقى سلّم الإكبار *** فاختر لنفسك مركب الأخطارِ
سِر لا تعيق في المسير عوائق *** سِر فلا يُجديك قول حذارِ[2]

الرابع - معرفة الطريق ووضوح المسلك

بعد تشخيص الهدف في الحياة لا بدّ من معرفة طريقة وكيفيّة السلوك والوصول إليه ، فمن عرف الطريق السليم ، وعمل وسار حتّى النهاية ، بكلّ نظم واستغلالا للفرص والوقت الثمين ، فإنّه يفوز وينجح في حياته ، فالحذر من تضييع الوقت والتبذير فيه ، وإنّ الحياة تعلّمنا كيف نعيش وكيف نموت ، وما دورنا في الحياة ، على الهامش ، أو من السطور وفي متن الحياة ، فإنّها تظهر المكنونات والاستعداد الباطني من القوّة إلى الفعل ، وإنّ الرجل مولود أفكاره وآماله وأمانيّه الصادقة ، التي يَجدّ بكلّ إخلاص ودقّة ، أن ينالها بعدما عرف صوابها وسلامتها ، وطوبى لمن عرف قدر نفسه ، كفى البكاء على الماضي ، ولا تغفل عن يومك هذا ، فإنّ الوقت أعزّ الأملاك ، وكم نغفل عن زراعة هذه الأرض الخصبة ، ونفلحها بالعمل الصالح والعلم النافع ، فلا بدّ لنا من اغتنام الوقت والأمل والرجاء ونصب الهدف والصبر ومعرفة الطريق . ولا بدّ من مراعاة هذه النقاط التالية :
1 ـ العمل الفوري ، فخير البرّ عاجله.
2 ـ لا ندع عمل اليوم إلى غد ، فإنّ غداً له أعماله وأفعاله.
3 ـ ما نستطيع إتيانه لا نكلّف الآخرين بإتيانه.
4 ـ لا بدّ من الطمأنينة في سرعة العمل ، فإنّ عدم الطمأنينة والعجلة ، ربما تورث الندم ، ويوجب تكرار العمل ، فلا بدّ لك أن تعتمد على نفسك بعد التوكّل على الله سبحانه وتعالى . وهذا أمر مهمّ جدّاً الاعتماد على النفس والتوكّل على الله ، فهما معاً ، والأوّل في طول الثاني ، والثاني مدبّر الأوّل ، فلا تغفل.
5 ـ كلّ وقت له عمله الخاصّ ، فلا بدّ من وحدة العمل حتّى نهايته.
6 ـ لا تذبذب ولا ترديد بعد معرفة سلامة الطريق وقداسة الهدف ، فإنّ التذبذب علامة ضعف الأخلاق ، والتصميم على العمل وإن كان ضعيفاً ، فإنّه أنجح ممّن لا تصميم له.
7 ـ لا تخف من الأمر العظيم ، فإنّ طلب ما هو عظيم ، يولّد فيك القوّة العظيمة.
8 ـ لا بدّ من معرفة مكانة العمل ومحاسبة كلّ شيء ، فكثير من هوى وسقط في حياته إثر العجلة أو التأخير، وفي التأخير آفات.
9 ـ انتهاز الفرص فإنّها زهور الحياة ، لولاها لذبلت ، ويمكن للمرء أن ينال ثروته المفقودة بالعمل ، وعلمه المنسي بالمطالعة ، ولكن لا سبيل له إلى الوقت المنقضي ، فإنّه مفقود الأثر في عالم الأبد . وإنّ الوقت يمرّ كما تمرّ السحاب.
10 ـ لا بدّ من إحساس اللذّة والشوق في العمل ، فمن لم يستلذّ بعمله ، فقد سدّ على نفسه طريق تقدّمه وازدهاره ، والتذمّر والكسل سمّ قاتل لسلامة الروح والجسد ، وربما يتعب الإنسان من كسله أكثر من عمله ، وممّـا يضيع الحقّ التضجّر والكسل.
11 ـ لا تنتظر الفرص ، بل عليك بخلقها ، ولا تيأس ، فإذا يئست فأدم العمل ، فالرجل العظيم من كان قويّ الإرادة ، سالم الفكر ، سريع العمل ، قادر على تمركز قواه الدماغيّة ، معتمداً على نفسه ، متوكّلا على ربّه ، ينتفع من تجارب الآخرين ، يعيش بكلّ أمل وثقة . وأمّا ضعيف النفس فإنّه ينتظر الخوارق والمعاجز ، وقويّ النفس من يخلق المعاجز والخوارق ، والناجح في الحياة يعمل ثمّ ينتظر ، وغيره ينتظر ولا يعمل.
والتسليم إلى التقدير والحظّ حجّة من يفرّ من الجهد والعمل ، لا يسعى من أجل رفع الأخطاء في حياته ، والرجل الواقعي من يفكّر برفع مشاكله الحاضرة ، منتفعاً من الاشتباهات الماضية ، وليكن الفشل جسر النصر ، والعلم بالخطر قبل حلوله ، بمنزلة السلاح لرفعه ، وضعيف النفس إنّما يفرش طريق سقوطه بمثل ( لو ) و ( إذا ) و ( لعلّ ) و ( ربما ) ، وقويّها من يتسلّق سلّم الصعود ، ولا يبالي بالانكسار ، فإنّ الكسر الكبير للرجل الكبير ، وإنّما الانكسار الواقعي عند قبوله الانكسار ، وإنهاك القوى أمامه . فلا بدّ من تحجيم وتحديد الانكسار ، فإنّه مثل باقي الاُمور من النسبيّات ، يمكن التغلّب عليها بالمثابرة والاستقامة والتفكّر السليم ، ومن ثمّ من العقل حفظ التجارب ، ويكون الانكسار تجربة الانتصار.
12 ـ الحذر من التقليد الأصمّ الأبكم الأعمى ، فالرجل ذو الفكر السليم وقويّ التصميم ، لا يتحكّم في كيانه قيود الناس ، إذ القانون ينبع من فطرته ، ويتفجّر في أعماقه ، والتوفيق في الحياة ليس الذكاء الخارق ، بل استثمار الذكاء ، كالتاجر إنّما يربح في تجارته ، لو عرف كيف يستغلّ رأس ماله ، وإن كان قليلا ، فالتفكير الصحيح مفتاح الرُّقي ، فمن أراد العمل لا بدّ أن يعرف ما العمل ، وكيف العمل ، وماذا يعمل ، وما الهدف من العمل ؟ حتّى يتسلّق سُلّم الشموخ والعظمة والموفّقية ، ومن انكساره في الحياة يصنع جسراً ليعبر عليه ليصل إلى النصر المنشود ، والعظماء إنّما جنوا ثمار النصر من الانكسار في حياتهم ، فإنّهم كسبوا التجارب وخطّطوا في الزنزانات والسجون ، والعاقل من يحفظ التجارب ويستخدمها ، والطفل إنّما يتعلّم المشي على القدم بعد السقوط والعثرات عشرات المرّات.
فلا بدّ أن نقف أمام رياح الِمحَن ، كالجبل الراسخ ، وأمام سيل البلاء كالسدّ الرصين . ولا يحكم في وجودك التقليد الأعمى ، كما لا تخاف السقوط ، بل بكلّ شهامة وبسالة نقاوم ونجاهد.
وإنّ التأريخ ليشهد أنّ آثار العظماء إنّما هي حصيلة السجون والمنفى والمهجر ، فتصنيف كتاب البؤساء إنّما كان في المنفى ، وتأريخ العالم كُتب في السجن ، وترجمة الإنجيل كان في قلعة وارتبورغ.
ويحقّ لنا أن نقلّد الآخرين في نتاجهم مع وعي وبصيرة . ولا نتوقّف في فلكها بل نتجاوزها للإبداع والخلق الجديد.

الخامس - الانتصار على الأتعاب الكاذبة

كلّ يعلم أنّ العمل متعب ، وربما يصاب المرء بالكسل والتضجّر والتعب ، وربما يكون ذلك كاذباً . فلا تلقِ نفسك في أحضان التعب ، لا سيّما الكاذب منه ، ولا تنتظر منه العطوفة ، بل لا بدّ من مصارعة مثل هذه الأتعاب حتّى الوصول إلى النهاية المقصودة ، وعلينا أن نفكّر بالانتصار دائماً ، فإنّ نابليون قبل انتصاراته في الحروب كان يفكّر في النصر ويخطّط لذلك ، إذ علم أنّ النصر لمن فكّر بالنصر ، والفكر إمّا من مقولة الفعل وذلك ما نخلقه ، وإمّا من مقولة الانفعال وذلك ما نتأثّر به من الآخرين ، والأوّل أفضل من الثاني ، والعاقل من يفكّر في أعماله ليل نهار ، ويعجز منه التعب ، ويملّ الصبر من صبره ، لقوّة إرادته وحدّة نشاطه وديموميّة عمله ، وضعيف النفس يبرء نفسه في كسله وانحطاطه ، بمثل هذه الكلمات : ( أتصوّر أنّ الحظّ لا يكون حليفي ) ، ( الأحوال ليست على ما يُرام ) ، ( لا وقت لي ) ، ( ما الفائدة من العمل في مثل هذه الظروف ) ، ( ما الفائدة من السعي والجهود إذا لم يكن التوفيق ) ، وأمثال ذلك.
ومن اعتقد أن التقدير هو الحاكم المطلق في حياته ، فإنّه اعترف بضعف إرادته . فلا جبر ولا تفويض ، إنّما هو أمرٌ بين الأمرين.
أديسون المخترع امتحن اختراع الكهرباء أربعين مرّة ، حتّى أضاء الدنيا بصبره وضوئه.
وكبلر بعد تسعة عشر مرّة من إصلاح نظريّته أثبت حركة السيّارات ، وهذا بمعنى أ نّه انتصر بعد سقوطه ثمانية عشر مرّة . وأخيراً لا بدّ من الفوز على الأتعاب بكلّ حيلة ووسيلة.

السادس - تلقين النفس بالنجاح

من العوامل المؤثّرة في حياة من يبغي الكمال وفوز العمل وأن يكون موفّقاً ، هو تلقين النفس بالنجاح والانتصار ، فهو من مقوّمات الإرادة الفولاذيّة ، والإنسان مخلوق إرادته ، وتأريخ التمدّن البشري يشهد أنّ النجاح لمن قال في نفسه ( أقدر ) ، وغُلب من غلَبَته نفسه ، وأشجع الناس من غلب هواه ، والساقط من كان متزلزل الإرادة ، وعاشق الهدف تبقى شعلة العشق وهّاجة في وجوده ، وتضطرم بنفخها بأنفاس تلقين النجاح ، ويبقى الشعار : الإرادة ثمّ السعي ثمّ الوصول ، وهيهات منّا التسليم للانكسار والسقوط . وبيدك عزّتك وشرفك ، والعاقل غرائزه في خدمة إرادته ، والجاهل إرادته في خدمة غرائزه.

السابع - الإخلاص في العمل

فإنّ من أخلص في حياته في فكره وسلوكه مع ربّه ونفسه واُمّته ، فقد نال المُنى وفاز بالمقصود ، ومن غُرر الكلمات ( أخلص تنل ) ، ومن عاش بالحيلة والمكر والخديعة يموت بالفقر والهلاكة والخيبة . وأمّا من أخلص في علمه وعمله فإنّه ينال ما يبغيه من كماله وسعادته ، ويُحلّق في سماء الفضائل بجناحي التقدّم والازدهار ، حتّى يصل إلى إنسانيّته العلياء ، وتتجلّى فيه أسماء الله الحسناء ، ويقترب من ربّه قاب قوسين أو أدنى ...
وأخيراً طوبى لمن عرف قدر نفسه وحياته ، عاش سعيداً ومات سعيداً ، ودخل الجنّة سعيداً.
( وَما تَوْفيقي إلاّ بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلـْتُ وَإلَيْهِ اُنيبُ )[3].
وفّقنا الله وإيّاكم لمحابّه.
الخاتمة
لا يخفى أنّ ما ذكرناه من عوامل التوفيق ، وأ نّه كيف يكون الإنسان موفّقاً في حياته ، إنّما هو باعتبار ما ثبت صحّته في علم النفس واتّفق عليه العقلاء ، كما دلّت عليه التجارب ، وأ نّه يتماشى مع فطرة الإنسان ، ولا يختصّ بقوم دون قوم ، أو فرد دون فرد ، أو دين دون دين ، أو عمل دون عمل ، أو حرفة ومهنة دون غيرهما ، بل أسباب سيّالة لكلّ الأشغال والمهن ، ولكلّ الملل والنحل ، حتّى الدهريين والمادّيين بمثل هذه الاُمور يتوفّقون في حياتهم المادّية ، فإنّ مثل ماركس ولينين يعتبران موفّقين في حياتهما الدنيوية ، فإنهما وصلا إلى ما يبغيان ، وإن كان ذلك باطلا ومزيّفاً وشيطانياً . فالكلّ يوفّق لو استعمل هذه العوامل السبعة ، بما يراه من معنى التوفيق.
ولكن في خاتمة المطاف حبّذا أن ننظر إلى التوفيق بمنظار ديني ومن خلال الإسلام وعلى ضوء مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ، لما نعتقده من أنّ العلم الصافي والمنهل العذب إنّما هو عندهم ، فهم معدن العلم وأساسه وأركانه ودعائمه وحقيقته وجوهره ، فمن أراد الحقّ والحقيقة والسعادة في الدنيا والآخرة إنّما عليه أن يطرق أبوابهم ـ أبواب الله جلّ جلاله ـ ويلج وليجتهم ويتمسّك بعروتهم وبحبلهم ـ حبل الله ـ فهم الصراط المستقيم ، وفي بيوتهم نزل الكتاب الكريم.
فمن هذا المنطلق الإسلامي نسلّط الأضواء مرّة اُخرى على مفهوم التوفيق وعوامله ، وذلك من خلال القرآن الكريم والسنّة الشريفة التي تعني قول المعصوم (عليه السلام) ـ النبيّ والإمام (عليهما السلام) ـ وفعله وتقريره ، وما توفيقنا إلاّ بالله الموفّق للصواب.
قال الله تعالى في كتابه الكريم عن لسان نبيّه : ( قالَ يا قَوْمِ أرَأيْتُمْ إنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَة مِنْ رَبِّي وَرَزَقَني مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَما اُريدُ أنْ اُخالِفَكُمْ إلى ما أنْهاكُمْ عَنْهُ إنْ اُريدُ إلاّ الإصْلاحُ ما اسْتَطَعْتُ وَما تَوْفيقي إلاّ بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلـْتُ وَإلَيْهِ اُنيبُ )[4].
وصريح هذه الآية يدلّ على أنّ التوفيق إنّما هو من الله سبحانه ، ومن هذه الزاوية نرى أولياء الله سبحانه يدعون ربّهم بتضرّع وخفية ، أن يوفّقهم ، ويزيد في توفيقاتهم.
وإليك النماذج التالية :
قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في غرر الحكم :
التوفيق عناية.
التوفيق رحمة.
التوفيق من جذبات الربّ.
التوفيق عناية الرحمن.
وقال (عليه السلام) :
عباد الله ، سلوا الله اليقين ، فإنّ اليقين رأس الدين ، وارغبوا إليه في التوفيق ، فإنّه اُسٌّ وثيق.
إنّ الله إذا أراد بعبد خيراً وفّقه لإنفاذ أجله في أحسن عمله ، ورزقه مبادرة مهله في طاعته قبل الفوت.
قال الإمام الباقر (عليه السلام) ـ لمّـا سئل عن ( لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بالله ) ، معناه :
لا حول لنا عن معصيه الله إلاّ بعون الله ، ولا قوّة لنا على طاعة الله إلاّ بتوفيق الله عزّ وجلّ.
وقال الإمام الكاظم (عليه السلام) :
إنّ أيوب النبيّ (عليه السلام) قال : يا ربّ ، ما سألتك شيئاً من الدنيا قطّ وداخلني شيء ، فأقبلت إليه سحابة حتّى نادته : يا أيوب ، من وفّقك لذلك ؟ قال : أنت يا ربّ.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :
نحمده على ما وفّق له من الطاعة ، وذاد عنه من المعصية.
عنه (عليه السلام) ـ في وصيّته لابنه الحسن (عليه السلام) في الاجتناب عن الشبهات ـ :
وابدأ قبل نظرك في ذلك بالاستعانة بإلهك ، والرغبة إليه في توفيقك ، وترك شائبة أولجتك في شبهة ، أو أسلمتك إلى ضلالة.
كان الإمام زين العابدين والإمام الباقر (عليهما السلام) يدعوان بهذا الدعاء في كلّ يوم من شهر رمضان المبارك :
« اللهمّ صلِّ على محمد وآله ، ووفّقني فيه لليلة القدر على أفضل ما تحبّ أن يكون أحد من أوليائك وأرضاها لك ».
وفي دعائم مكارم الأخلاق لزين العابدين (عليه السلام) :
« اللهمّ وأنطقني بالهدى وألهمني التقوى ، ووفّقني للتي هي أزكى ، واستعملني بما هو أرضى ».
وعن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في ختام كتابه للأشتر :
« وأنا أسأل الله بسعة رحمته وعظيم قدرته على إعطاء كلّ رغبة أن يوفّقني وإيّاك لما فيه رضاه من الإقامة على العذر الواضح إليه وإلى خلقه ».
وفي ختام كتابه إلى قثم بن العباس قال (عليه السلام) :
وفّقنا الله وإيّاكم لمحابّه.
وعن الإمام الكاظم (عليه السلام) لرجل سأله : أليس أنا مستطيع لما كلّفت ؟ ما الاستطاعة عندك ؟ قال : القوّة على العمل . قال له (عليه السلام) : قد اُعطيت القوّة إن اُعطيت المعونة . قال له الرجل : فما المعونة ؟ قال : التوفيق . قال فلِمَ إعطاء التوفيق ؟ قال : لو كنت موفّقاً كنت عاملا ، وقد يكون الكافر أقوى منك ولا يعطى التوفيق فلا يكون عاملا . ثمّ قال (عليه السلام) : أخبرني عنك من خلق فيك القوّة ؟ قال الرجل : الله تبارك وتعالى . قال العالم : هل تستطيع بتلك القوّة دفع الضرّ عن نفسك وأخذ النفع إليها بغير العون من الله تبارك وتعالى ؟ ثمّ قال : أين أنت عن قول العبد الصالح ( وَما تَوْفيقي إلاّ بِاللهِ ).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) :
ما علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن جبرئيل من قبل الله عزّ وجلّ إلاّ بالتوفيق[5].
وفي دعاء يوم السبت :
« اللهمّ إنّ هذا يوم قد أقبل ... أن تجعلني فيه ممّن استعصمك فعصمته ... واستوفقك فوفّقته ... »[6].
وفي مناجاة أمير المؤمنين (عليه السلام) :
« إلهي خلقت لي جسماً ، وجعلت لي فيه آلات اُطيعك بها وأعصيك واُغضبك بها وأرضيك ، وجعلت لي من نفسي داعية إلى الشهوات ، وأسكنتني داراً قد ملئت من الآفات ، ثمّ قلت لي : انزجر ، فبك أنزجر ، وبك أعتصم ، وبك أستجير ، وبك أحترز ، وأستوفقك لما يرضيك ، وأسألك يا مولاي ، فإنّ سؤالي لا يحفيك »[7].
وقال (عليه السلام) في وصيّته لولده الإمام الحسن (عليه السلام) :
« واعلم يا بنيّ ، إنّ أحبّ ما أنت آخذ به من وصيّتي تقوى الله والاقتصار على ما افترضه الله عليك ، والأخذ بما مضى عليه الأوّلون من آبائك والصالحون من أهل بيتك ـ إلى أن يقول : ـ وابدأ قبل نظرك في ذلك بالاستعانة عليه بإلهك ، والرغبة إليه في توفيقك ... »[8].
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) في بيان خلق العقل والجهل وجنودها ، يقول في آخر الحديث الشريف : « وفّقنا الله وإيّاكم لطاعته ومرضاته »[9].
وفي حديث عنوان البصري لمّـا يحدّثه ويوصيه بوصايا لمريدي الطريق ، فيقول (عليه السلام) : « والله أسأل أن يوفّقك لاستعماله ثلاثة منها في رياضة النفس ، وثلاثة منها في الحلم ، وثلاثة منها في العلم ، فاحفظها وإيّاك والتهاون بها ـ إلى آخر الحديث الشريف ـ )[10].

 

 

________________________________________
[1]الزمر : 18.
[2]من أشعار العلاّمة المرحوم السيّد علي بن الحسين العلوي قدّس سرّه وأسكنه الله فسيح جنانه وحشره مع أجداده محمّد وآله.
[3]هود : 88 .
[4]هود : 88.
[5]الروايات نقلتها عن ميزان الحكمة 10 : كلمة التوفيق فراجع.
[6]البحار 87 : 283.
[7]البحار 91 : 107.
[8]البحار 1 : 223.
[9]المصدر : 111 و 159.
[10]المصدر : 226.

 

 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page