• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

لماذا لم تأخذ الشيعة الإمامية بمذاهب جمهور المسلمين ؟

 هذه الإجابة هي نص ما أجاب بها الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين العاملي ( قدَّس الله نفسه الزَّكية ) ، على سؤال الإمام الشيخ سليم البشري شيخ الأزهر الأسبق .
الإجابة على هذا السؤال تقع في النقاط التالية :
1. إن تعبدنا في الأصول بغير المذهب الأشعري و في الفروع بغير المذاهب الأربعة لم يكن لتحزب أو تعصب ، و لا لريب في اجتهاد أئمة تلك المذاهب ، و لا لعدم عدالتهم و أمانتهم و نزاهتهم و جلالتهم علماً و عملا ، لكن الأدلة الشرعية أخذت بأعناقنا إلى الأخذ بمذهب الأئمة من أهل بيت النبوة و موضع الرسالة و مختلف الملائكة ، و مهبط الوحي و التنزيل ، فانقطعنا إليهم في فروع الدين و عقائده ، و أصول الفقه و قواعده ، و معارف السنة و الكتاب ، و علوم الأخلاق و السلوك و الآداب نزولا على حكم الأدلة و البراهين ، و تعبداً بسنة سيد النبيين و المرسلين ، صلى الله عليه و اله و عليهم أجمعين .
و لو سمحت لنا الأدلة بمخالفة الأئمة من آل محمد ، أو تمكنا من تحصيل نية القربة لله سبحانه في مقام العمل على مذهب غيرهم ، لقصصنا أثر الجمهور ، و قفونا إثرهم ، تأكيداً لعقد الولاء ، و توثيقاً لعرى الإخاء ، لكنها الأدلة القطعية تقطع على المؤمن وجهته ، و تحول بينه و بين ما يروم .
2. على أنه لا دليل للجمهور على رجحان شئ من مذاهبهم ، فضلا عن وجوبها و قد نظرنا في أدلة المسلمين نظر الباحث المحقق بكل دقة و استقصاء ، فلم نجد فيها ما يمكن القول بدلالته على ذلك ، و إن اجتهاد أربابها و أمانتهم و عدالتهم و جلالتهم لا يسبب حصر الاجتهاد و الأمانة و العدالة و الجلالة فيهم فحسب ، فكيف يمكن ـ و الحال هذه ـ أن تكون مذاهبهم واجبة على سبيل التعيين ؟
و ما أظن أحدا يجرؤ على القول بتفضيلهم ـ في علم أو عمل ـ على أئمتنا و هم أئمة العترة الطاهرة و سفن نجاة أئمة ، و باب حطتها ، و أمانها من الاختلاف في الدين ، و أعلام هدايتها ، و ثقل رسول الله ، و بقيته في أمته ، و قد قال ( صلى الله عليه و آله و سلَّم ) : فلا تقدموهم فتهلكوا ، و لا تقصروا عنهم فتهلكوا ، و لا تعلّموهم فإنهم أعلم منكم ، لكنها السياسية ، و ما أدراك ما اقتضت في صدر الإسلام .
ثم إن الخلف و السلف الصالحين من شيعة آل محمد ـ و هم نصف المسلمين في المعنى ـ إنما دانوا بمذهب الأئمة من ثقل رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلَّم ) ، فلم يجدوا عنه حِوَلا ، و انهم على ذلك من عهد علي و فاطمة إلى الآن ، حيث لم يكن الأشعري و لا واحد من أئمة المذاهب الأربعة و لا آباؤهم ، كما هو واضح .
3. على أن أهل القرون الثلاثة الأولى لم يدينوا بشيء من تلك المذاهب أصلا ، و أين كانت تلك المذاهب عن القرون الثلاثة ؟ ـ و هي خير القرون ـ و قد ولد الأشعري سنة : سبعين و مئتين (270هـ) ، و مات سنة : نيف و ثلاثين و ثلاث مائة ، و ابن حنبل ولد سنة : أربع ستين و مئة (164هـ) ، و مات سنة : إحدى و أربعين و مئتين (241 هـ ) ، و الشافعي ولد سنة : خمسين و مئة ( 150هـ ) و توفي سنة : مئتين و أربع ( 204هـ) ، و ولد مالك سنة : خمس و تسعين (95هـ) و مات سنة : تسع و سبعين و مئة ( 179هـ) ، و ولد أبو حنيفة سنة : ثمانين (80هـ) ، و توفي سنة : خمسين و مئة ( 150هـ) ، و الشيعة يدينون بمذهب الأئمة من أهل البيت ـ و أهل البيت أدرى بالذي فيه ـ و غير الشيعة يعملون بمذاهب العلماء من الصحابة و التابعين ، فما الذي أوجب على المسلمين كافة ـ بعد القرون الثلاثة ـ تلك المذاهب دون غيرها من المذاهب التي كان معمولا بها من ذي قبل ؟ و ما الذي عدل بهم عن أعدال كتاب الله و ثقل رسول الله و عيبته ، و سفينة نجاة الأمة و قادتها و أمانها و باب حطتها ؟!
4. و ما الذي أرتج باب الاجتهاد في وجوه المسلمين بعد أن كان في القرون الثلاثة الأولى مفتوحاً على مصراعيه ، لولا الخلود إلى العجز والاطمئنان إلى الكسل ، والرضا بالحرمان ، و القناعة بالجهل ، و من ذا الذي يرضى لنفسه أن يكون ـ من حيث يشعر أو لا يشعر ـ قائلاً بأن الله عَزَّ و جَلَّ لم يبعث أفضل أنبيائه و رسله بأفضل أديانه و شرائعه ، و لم ينزل عليه أفضل كتبه و صحفه ، بأفضل حكمه و نواميسه ، و لم يكمل له الدين ، و لم يتم عليه النعمة ، و لم يعلمه علم ما كان و علم ما بقي إلا لينتهي الأمر في ذلك كله إلى أئمة تلك المذاهب فيحتكروه لأنفسهم ، و يمنعوا من الوصول إلى شيء منه عن طريق غيرهم ، حتى كأن الدين الإسلامي بكتابه و سنته ، و سائر بيّناته و أدلته من أملاكهم الخاصة ، و أنهم لم يبيحوا التصرف به على غير رأيهم ، فهل كانوا ورثة الأنبياء ، أم ختم الله بهم الأوصياء و الأئمة ، و علّمهم علم ما كان و علم ما بقي ، و آتاهم ما لم يؤت أحداً من العالمين ، كلا بل كانوا كغيرهم من أعلام العلم و رعاته ، و سدنته و دعاته ، و حاشا دعاة العلم أن يوصدوا بابه ، أو يصدوا عن سبيله ، و ما كانوا ليعتقلوا العقول و الأفهام ، و لا ليسملوا أنظار الأنام ، و لا ليجعلوا على القلوب أكنة ، و على الأسماع وقراً ، و على الأبصار غشاوة ، و على الأفواه كمّامات ، و في الأيدي و الأعناق أغلالاً ، و في الأرجل قيوداً ، لا ينسب ذلك إليهم إلا من افترى عليهم ، و تلك أقوالهم تشهد بما نقول 1 .

مركز الاشعاع الاسلامي

*************************
1. المراجعات : 5 ، طبعة : مطبوعات النجاح ، سنة : 1399 هجرية / 1979 ميلادية ، القاهرة / مصر .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page