طباعة

المقام الأوّل : في سند حديث الزيارة الجامعة

    روى الشيخ الصدوق أبو جعفر محمّد بن علي بن موسى بن بابويه القمّي (1) في العيون (2) قال :
    حدّثنا علي بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق (رضي الله عنه) (3) ومحمّد بن أحمد السناني (4) ، وعلي بن عبدالله الورّاق (5) ، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتّب (6) قال :
    حدّثنا محمّد بن عبدالله الكوفيّ (7) .
    وأبو الحسين الأسدي (8) ، قالوا :
    حدّثنا محمّد بن إسماعيل المكّي البرمكي (9) قال :
    حدّثنا موسى بن عبدالله النخعي (10) قال : قلت : لعلي بن محمّد بن علي بن على أنّ موسى بن عمران النخعي لم يذكر له حديث عن الإمام الهادي (عليه السلام) ، وهو أيضاً ثقة ورد في اسناد تفسير القمّي : ج1 ص388 ، إلاّ أنّه ليس هو الراوي لهذه الزيارة الشريفة .
وموسى بن عبدالله النخعي ورد أيضاً في اسناد مشايخ علي بن إبراهيم في الكافي : ج1 ص27 ح31 .
وفي روايته الزيارة الجامعة دلالة على كونه إماميّاً ، صحيح الاعتقاد ، بل في تلقين مولانا الإمام الهادي (عليه السلام) هذه الزيارة المتضمّنة لبيان مراتب الأئمّة ، شهادة على كون الرجل من الحسان ومقبول الرواية ، كما أفاده المحقّق المامقاني في تنقيح المقال : ج3 ص257 .
وعلى الجملة فهو مقبول ، بل هو موثّق بالتوثيق العام من علي بن إبراهيم الذي وثّق عموماً سلسلة رواته بقوله في مقدّمة تفسير القمّي : ج1 ص4 « ونحن ذاكرون ومخبرون بما ينتهي إلينا ورواه مشايخنا وثقاتنا عن الذين فرض الله طاعتهم وأوجب ولايتهم .. » .
وبذلك تعرف أنّ جميع رجال سلسلة السند معتبرون بالإستقصاء . مع ما عرفت من العلاّمة المجلسي في أوّل هذا الكتاب من أنّ هذه الزيارة أصحّ الزيارات سنداً .
موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) .
    والسند تامّ بل أنّ هذه الزيارة لا تحتاج إلى ملاحظة السند ، لأنّ فصاحة مشحونها وبلاغة مضمونها تغني عن ذلك كنهج البلاغة العلوية ، والصحيفة المباركة السجّادية كما أفاده السيّد شبّر (قدس سره) (11) .
    هذا مضافاً إلى سنده القريب والعجيب المتقدّم فيما أفاده والد العلاّمة المجلسي (12) ـ وهو الثقة العدل ـ : أنّه قرّرها سنداً ومتناً مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه في المكاشفة التي تقدّم نقلها ..
    فالسند معتبر في النفس ، ومقرّر من مقام القدس .
__________
(1) هو الشيخ العظيم من مشايخ الشيعة الثقات ، والركن القويم من أركان الشريعة الأجلاّء ، من الذين لا شكّ في وثاقتهم ولا حاجة إلى بيان عدالتهم .
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) : ج2 ص277 .
(3) هو من مشايخ الصدوق الذين ترضّى عليهم وترحّم لهم وهو قرين المدح ، بل عديل التوثيق ، فإنّهم أثبات أجلاّء ، والحديث من جهتهم صحيح معتمد عليه كما حكي من المحقّق الداماد (قدس سره) .
بل يستفاد توثيق مشايخه عموماً من كلامه في أوّل كتاب المقنع : ص2 .
(إذ كان ما اُبيّنه فيه من الكتب الاُصولية موجوداً مبيّناً عن المشايخ العلماء والفقهاء الثقات (رحمهم الله)) .
(4) من مشايخ الصدوق الذين أكثر الحديث عنهم وترحّم عليهم ، فهو مورد الإطمئنان والوثوق .
(5) من مشيخة الصدوق وممّن روى عنهم مترحّماً عليهم ، فيطمئنّ بوثاقته .
(6) هو الحسين بن إبراهيم المؤدّب المكتّب .. روى عنه الصدوق مترضّياً عليه ، وأقلّ ما يستفاد منه حسن حاله كما حكي عن التعليقة .
(7) هو محمّد بن عبدالله بن نجيح الكوفي المعروف بالشيخ ، ذكره العلاّمة في القسم الأوّل من رجاله المعدّ للمعتمدين في الخلاصة : ص156 الرقم 108 ، وفي محكي الوجيزة والبلغة أنّه ممدوح ، وفي محكي منتهى المقال أنّه من مصنّفي الإمامية ، ويكفيه حسناً .
(8) هو محمّد بن جعفر الأسدي الكوفي المحقّق وثاقته ، وقد قال فيه النجاشي في رجاله : ص264 أنّه ثقة صحيح الحديث .
(9) وثّقه النجاشي في رجاله : ص241 وقال : كان ثقة مستقيماً له كتب منها كتاب التوحيد ، وحكى توثيقه أيضاً عن الوجيزة ، والبلغة ومشتركات الكاظمي والطريحي .
(10) ورد فيما بأيدينا من نسخة العيون موسى بن عمران النخعي ، والظاهر أنّه تصحيف ، والصحيح موسى بن عبدالله النخعي كما أثبتناه بقرينة ذكره هكذا في الفقيه من نفس الصدوق (رحمه الله) ، ونقله عنه في التهذيب : ج6 ص95 .
(11) الأنوار اللامعة : ص33 .
(12) روضة المتّقين : ج5 ص452 .