طباعة

بيان الأحاديث الأربعين في علوم أهل البيت المعصومين (عليهم السلام

    ونحن نختار من روايات بيان علمهم نبذةً نتبرّك بها ، وهي التي وَسَمناها بالأحاديث الأربعين في علم أهل البيت المعصومين (عليهم السلام) .
    1 ـ حديث عبدالرحمن بن كثير قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول : « نحن ولاة أمر الله ، وخزنة علم الله ، وعيبة وحي الله » (1) .
    2 ـ حديث عبدالعزيز بن مسلم في فضل الإمام عن مولانا الرضا (عليه السلام) جاء فيه : « ... وإنّ العبد إذا اختاره الله عزّوجلّ لاُمور عباده شرح صدره لذلك ، وأودع قلبه ينابيع الحكمة ، وألهمه العلم إلهاماً ، فلم يَعْيَ بعده بجواب ، ولا يحير فيه عن الصواب » (2) .
    3 ـ حديث أبي بصير ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : « نحن الراسخون في العلم ونحن نعلم تأويله » (3) .
    4 ـ حديث هارون بن حمزة المتقدّم عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال سمعته
يقول : (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) : « هم الأئمّة (عليهم السلام) خاصّة » (4) .
    5 ـ حديث علي بن النعمان رفعه ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : قال أبو جعفر (عليه السلام) : « يمصّون الثماد (5) ويَدَعون النهر العظيم » .
    قيل له : وما النهر العظيم ؟
    قال : رسول الله (صلى الله عليه وآله) والعلم الذي أعطاه الله .
    إنّ الله عزّوجلّ جمع لمحمّد (صلى الله عليه وآله) سنن النبيّين من آدم وهلمّ جرّاً إلى محمّد (صلى الله عليه وآله) .
    قيل له : وما تلك السنن ؟
    قال : علم النبيّين بأسره ، وإنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) صيّر ذلك كلّه عند أمير المؤمنين (عليه السلام) .
    فقال له رجل : يابن رسول الله فأمير المؤمنين أعلم أم بعض النبيّين ؟
    فقال أبو جعفر (عليه السلام) : اسمعوا ما يقول ! إنّ الله يفتح مسامع من يشاء ، إنّي حدّثته : أنّ الله جمع لمحمّد (صلى الله عليه وآله) علم النبيّين وأنّه جمع ذلك كلّه عند أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وهو يسألني أهو أعلم أم بعض النبيّين ! (6) .
    6 ـ حديث المفضّل بن عمر قال : قال أبو عبدالله (عليه السلام) : « إنّ سليمان ورث داود ، وإنّ محمّداً (صلى الله عليه وآله) ورث سليمان ، وإنّا ورثنا محمّداً ، وإنّ عندنا علم التوراة والإنجيل والزبور ، وتبيان ما في الألواح »
    قال : قلت : إنّ هذا لهو العلم ؟
    قال : « ليس هذا هو العلم ، إنّ العلم الذي يحدث يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة » (7) .
    7 ـ حديث جابر قال : سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول : « ما ادّعى أحدٌ من الناس أنّه جمع القرآن كلّه كما اُنزل إلاّ كذّاب ، وما جمعه وحفظه كما نزّله الله تعالى إلاّ علي بن أبي طالب (عليه السلام) والأئمّة من بعده (عليهم السلام) » (8) .
    8 ـ ما رواه هشام بن الحكم في حديث بُريه (9) أنّه لمّا جاء معه إلى أبي عبدالله (عليه السلام) فلقي أبا الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام) فحكى له هشام الحكاية ، فلمّا فرغ قال أبو الحسن (عليه السلام) لبريه : يابريه كيف علمك بكتابك ؟
    قال : أنا به عالم ، ثمّ قال : كيف ثقتك بتأويله ؟ قال : ما أوثقني بعلمي فيه .
    قال : فابتدأ أبو الحسن (عليه السلام) يقرأ الإنجيل .
    فقال بريه : إيّاك كنت أطلب منذ خمسين سنة أو مثلك (10) .
    قال : فآمن بريه وحسن إيمانه ، وآمنت المرأة التي كانت معه .
    فدخل هشام وبريه والمرأة على أبي عبدالله (عليه السلام) فحكى له هشام الكلام الذي جرى بين أبي الحسن موسى (عليه السلام) وبين بُريه .
    فقال أبو عبدالله (عليه السلام) : (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْض وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (11) .
    فقال بُريه : أنّى لكم التوراة والإنجيل وكتب الأنبياء ؟
    قال : « هي عندنا وراثة من عندهم نقرؤها كما قرؤها ونقولها كما قالوا ، إنّ الله لا يجعل حجّة في أرضه يُسأل عن شيء فيقول لا أدري » (12) .
    9 ـ حديث جابر ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : « إنّ اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفاً وإنّما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلّم به فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس حتّى تناول السرير بيده ، ثمّ عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين .
    ونحن عندنا من الإسم الأعظم إثنان وسبعون حرفاً ، وحرف واحد عند الله تعالى استأثر به في علم الغيب عنده ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم » (13) .
    10 ـ حديث أبي بصير قال : دخلت على أبي عبدالله (عليه السلام) فقلت له : جعلت فداك إنّي أسألك عن مسألة ، هاهنا أحدٌ يسمع كلامي ؟
    قال : فرفع أبو عبدالله (عليه السلام) ستراً بينه وبين بيت آخر فأطلع فيه ثمّ قال : ياأبا محمّد سل عمّا بدا لك
    قال : قلت : جعلت فداك إنّ شيعتك يتحدّثون أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) علّم عليّاً (عليه السلام) باباً يفتح له منه الف باب ؟
    قال : فقال : ياأبا محمّد علّم رسول الله (صلى الله عليه وآله) علياً (عليه السلام) الف باب يفتح من كلّ باب الف باب .
    قال : قلت : هذا والله العلم .
    قال : فنكت ساعة في الأرض ثمّ قال : إنّه لعلم وما هو بذاك .
    قال : ثمّ قال : ياأبا محمّد وإنّ عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة ؟
    قال : قلت : جعلت فداك وما الجامعة ؟
    قال : صحيفة طولها سبعون ذراعاً بذراع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإملائه من فلق فيه ـ أي من شقّ فمه المبارك ـ وخطّ علي بيمينه ، فيها كلّ حلال وحرام وكلّ شيء يحتاج الناس إليه حتّى الأرش في الخدش ، وضرب بيده إليّ فقال : تأذن لي ياأبا محمّد ؟
    قال : قلت : جعلت فداك إنّما أنا لك فاصنع ما شئت .
    قال : فغمزني بيده وقال : حتّى أرش هذا ـ كأنّه مغضب ـ .
    قال : قلت : هذا والله العلم قال : إنّه لعلم وليس بذاك ، ثمّ سكت ساعة .
    ثمّ قال : وإنّ عندنا الجفر وما يدريهم ما الجفر ؟
    قال : قلت : وما الجفر ؟
    قال : وعاء من أدم فيه علم النبيّين والوصيّين ، وعلم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل .
    قال : قلت : إنّ هذا هو العلم .
    قال : إنّه لعلم وليس بذاك ، ثمّ سكت ساعة .
    ثمّ قال : وإنّ عندنا لمصحف فاطمة (عليها السلام) وما يدريهم ما مصحف فاطمة (عليها السلام) ؟
    قال : قلت : وما مصحف فاطمة (عليها السلام) ؟
    قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرّات ، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد ، قال : قلت : هذا والله العلم .
    قال : إنّه لعلم وما هو بذاك ، ثمّ سكت ساعة .
    ثمّ قال : إنّ عندنا علم ما كان وعلم ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة .
    قال : قلت : جعلت فداك هذا والله هو العلم .
    قال : إنّه لعلم وليس بذاك .
    قال : قلت : جعلت فداك فأي شيء العلم ؟
    قال : ما يحدث بالليل والنهار ، الأمر من بعد الأمر ، والشيء بعد الشيء إلى يوم القيامة (14) .
    11 ـ حديث أبي عبيدة قال: سأل أبا عبدالله(عليه السلام) بعضُ أصحابنا عن الجفر ؟
    فقال : هو جلد ثور مملوٌ علماً .
    قال له : فالجامعة ؟
    قال : تلك صحيفة طولها سبعون ذراعاً في عرض الأديم مثل فخذ الفالج (15) ، فيها كلّ ما يحتاج الناس إليه ، وليس من قضية إلاّ وهي فيها ، حتّى أرش الخدش .
    قال : فمصحف فاطمة ؟
    قال : فسكت طويلا ثمّ قال : إنّكم لتجثون (16) عمّا تريدون وعمّالا تريدون ، إنّ فاطمة مكثت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) خمسة وسبعين يوماً وكان دخلها حزنٌ شديد على أبيها وكان جبرئيل (عليه السلام) يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها ، ويطيِّب نفسها ، ويخبرها عن أبيها ومكانه ، ويخبرها بما يكون بعدها في ذرّيتها ، وكان علي (عليه السلام) يكتب ذلك ، فهذا مصحف فاطمة (عليها السلام) » (17) .
    12 ـ حديث فضيل بن سكرة قال : دخلت على أبي عبدالله (عليه السلام) فقال : يافضيل أتدري في أي شيء كنت أنظر قُبيل ؟
    قال : قلت : لا .
    قال : كنت أنظر في كتاب فاطمة (عليها السلام) ، ليس من ملك يملك ] الأرض [ إلاّ وهو مكتوب فيه باسمه واسم أبيه وما وجدت لولد الحسن (عليه السلام) فيه شيئاً » (18) .
    13 ـ حديث الحسن بن العبّاس بن الحريش المتقدّم ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : قال الله عزّوجلّ في ليلة القدر : (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْر حَكِيم) (19) يقول : ينزل فيها كلّ أمر حكيم ، والمحكم ليس بشيئين إنّما هو شيء واحد ، فمن حكم بما ليس فيه اختلاف ، فحكمه من حكم الله عزّوجلّ ، ومن حكم بأمر فيه اختلاف فرأى أنّه مصيب فقد حكم بحكم الطاغوت .
    أنّه لينزل في ليلة القدر إلى ولي الأمر تفسير الاُمور سنة سنة ، يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا وكذا ، وفي أمر الناس بكذا وكذا ، وإنّه ليحدث لولي الأمر سوى ذلك كلّ يوم علم الله عزّوجلّ الخاصّ والمكنون العجيب المخزون ، مثل ما ينزل في تلك الليلة من الأمر .
    ثمّ قرأ : (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الاَْرْضِ مِن شَجَرَة أَقْلاَمٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُر مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (20) (21) .
    14 ـ حديث المفضّل قال : قال لي أبو عبدالله (عليه السلام) ذات يوم وكان لا يكنّيني قبل ذلك : ياأبا عبدالله .
    قال : قلت : لبّيك .
    قال : إنّ لنا في كلّ ليلة جمعة سروراً .
    قلت : زادك الله وما ذاك ؟
    قال : إذا كان ليلة الجمعة وافى رسول الله (صلى الله عليه وآله) العرش ووافى الأئمّة (عليهم السلام) معه ووافينا معهم ، فلا تردّ أرواحنا إلى أبداننا إلاّ بعلم مستفاد ، ولولا ذلك لأنفدنا (22) .
    15 ـ حديث يونس بن عبدالرحمن ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : « ليس يخرج شيء من عند الله عزّوجلّ حتّى يبدأ برسول الله (صلى الله عليه وآله) ثمّ بأميرالمؤمنين (عليه السلام) ثمّ بواحد بعد واحد ، لكي لا يكون آخرنا أعلم من أوّلنا » (23) .
    16 ـ حديث سماعة ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : « إنّ لله تبارك وتعالى علمين : علماً أظهر عليه ملائكته وأنبياءه ورسله ، فما أظهر عليه ملائكته
ورسله وأنبيائه فقد علّمناه .
    وعلماً استأثر به فإذا بدا لله في شيء منه أعلمنا ذلك وعرض على الأئمّة الذين كانوا من قبلنا » (24) .
    17 ـ حديث حمران بن أعين أنّه سأل أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزّوجلّ : (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ) (25) .
    قال أبو جعفر (عليه السلام) : إنّ الله عزّوجلّ ابتدع الأشياء كلّها بعلمه على غير مثال كان قبله ، فابتدع السماوات والأرضين ولم يكن قبلهنّ سماوات ولا أرضون ، أما تسمع لقوله تعالى : (وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ) (26) .
    فقال له حمران : أرأيت قوله جلّ ذكره : (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً) (27) .
    فقال أبو جعفر (عليه السلام) : (إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَسُول) وكان والله محمّد (صلى الله عليه وآله) ممّن إرتضاه . وأمّا قوله : (عَالِمُ الْغَيْبِ) فإنّ الله عزّوجلّ عالم بما غاب عن خلقه فيما يقدّر من شيء ويقضيه في علمه قبل أن يخلقه ، وقبل أن يُفضيه إلى الملائكة فذلك ياحمران علم موقوف عنده ، إليه فيه المشيئة فيقضيه إذا أراد ويبدو له فيه فلا يمضيه ، فأمّا العلم الذي يقدّره الله عزّوجلّ فيقضيه ويمضيه فهو العلم الذي انتهى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثمّ إلينا (28) .
    18 ـ حديث أبي عبيدة المدائني ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : « إذا أراد الإمام أن يعلم شيئاً أعلمه الله ذلك » (29) .
    19 ـ حديث الحسن بن الجهم قال : قلت للرضا (عليه السلام) : إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام)قد عرف قاتله والليلة التي يقتل فيها ، والموضع الذي يقتل فيه ، وقوله لمّا سمع صياح الأوز في الدار : صوائح تتبعها نوائح ، وقول اُمّ كلثوم : لو صلّيت الليلة داخل الدار وأمرت غيرك يصلّي بالناس ، فأبى عليها وكثر دخوله وخروجه تلك الليلة بلا سلاح وقد عرف (عليه السلام) أنّ ابن ملجم لعنه الله قاتله بالسيف ، كان هذا ممّا لم يجز تعرّضه
    فقال : ذلك كان ، ولكنّه خُيّر في تلك الليلة لتمضي مقادير الله عزّوجلّ (30) .
    20 ـ حديث عبدالأعلى وأبي عبيدة وعبدالله بن بشر الخثعمي سمعوا أبا عبدالله (عليه السلام) يقول : إنّي لأعلم ما في السماوات وما في الأرض ، وأعلم ما في الجنّة وأعلم ما في النار ، وأعلم ما كان وما يكون .
    قال : ثمّ مكث هنيئة فرأى أنّ ذلك كبر على من سمعه منه فقال : علمت ذلك من كتاب الله عزّوجلّ ، إنّ الله عزّوجلّ يقول : (تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْء) (31) (32) .
    21 ـ حديث محمّد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول : نزل جبرئيل على محمّد (صلى الله عليه وآله) برمّانتين من الجنّة ، فلقيه علي (عليه السلام) فقال : ما هاتان الرمّانتان اللتان في يدك ؟
    فقال : أمّا هذه فالنبوّة ليس لك فيها نصيب ، وأمّا هذه فالعلم ، ثمّ فلقها رسول الله (صلى الله عليه وآله) بنصفين فأعطاه نصفها وأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) نصفها ثمّ قال : أنت شريكي فيه وأنا شريكك فيه
    قال : فلم يعلم والله رسول الله (صلى الله عليه وآله) حرفاً ممّا علّمه الله عزّوجلّ إلاّ وقد علّمه عليّاً ثمّ انتهى العلم إلينا . ثمّ وضع يده على صدره (33) .
    22 ـ حديث المفضّل بن عمر قال : قلت لأبي الحسن (عليه السلام) : روينا عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنّه قال : « إنّ علمنا غابر ، ومزبور ، ونكتٌ في القلوب ، ونقر في الأسماع . فقال : أمّا الغابر فما تقدّم من علمنا ، وأمّا المزبور فما يأتينا ، وأمّا النكت في القلوب فإلهام ، وأمّا النقر في الأسماع فأمر الملك » (34) .
    23 ـ حديث عبيد بن زرارة قال : أرسل أبو جعفر (عليه السلام) إلى زرارة أن يُعلم الحكم بن عتيبة ، أنّ أوصياء محمّد عليه وعليهم السلام محدَّثون (35) .
    24 ـ عمّار الساباطي قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السلام) : بما تحكمون إذا حكمتم ؟
    قال : « بحكم الله وحكم داود ، فإذا ورد علينا الشيء الذي ليس عندنا ،
تلقّانا به روح القدس » (36) .
    25 ـ حديث العيون عن الرضا ، عن آبائه (عليهم السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « ما ينقلب جناح طائر في الهواء إلاّ وعندنا فيه علم » (37) .
    26 ـ حديث المناقب عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : والله لقد اُعطينا علم الأوّلين والآخرين .
    فقال له رجل من أصحابه : جعلت فداك أعندكم علم الغيب ؟
    فقال له : ويحك إنّي لأعلم ما في أصلاب الرجال وأرحام النساء .
    ويحكم وسّعوا صدوركم ولتبصر أعينكم ولتعِ قلوبكم ، فنحن حجّة الله تعالى في خلقه ، ولن يسع ذلك إلاّ صدر كلّ مؤمن قوي قوّته كقوّة جبال تهامة إلاّ بإذن الله (38) .
    27 ـ حديث أبي الجارود قال : سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول : لمّا حضر الحسين (عليه السلام) ما حضر دعا فاطمة بنته فدفع إليها كتاباً ملفوفاً ووصيّته ظاهرة ، فقال : يابنتي ضعي هذا في أكابر ولدي . فلمّا رجع علي بن الحسين (عليهما السلام) دفعته إليه وهو عندنا .
    قلت : ما ذاك الكتاب ؟
    قال : ما يحتاج إليه ولد آدم منذ كانت الدنيا حتّى تفنى (39) .
    28 ـ حديث زيد بن شراحيل الأنصاري قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأصحابه : أخبروني بأفضلكم .
    قالوا : أنت يارسول الله .
    قال : صدقتم أنا أفضلكم ، ولكن اُخبركم بأفضل أفضلكم ، أقدمكم سلماً وأكثركم علماً وأعظمكم حلماً علي بن أبي طالب (عليه السلام) .
    والله ما استودعت علماً إلاّ وقد أودعته ، ولا علّمت شيئاً إلاّ وقد علّمته ، ولا اُمرت بشيء إلاّ وقد أمرته ، ولا وكّلت بشيء إلاّ وقد وكّلته به ، ألا وإنّي قد جعلت أمر نسائي بيده ، وهو خليفتي عليكم بعدي ، فإن استشهدكم فاشهدوا له (40) .
    29 ـ حديث أبي هاشم الجعفري قال : سمعت الرضا (عليه السلام) يقول : « الأئمّة علماء حلماء صادقون مفهَّمون محدَّثون » (41) .
    30 ـ حديث حمران بن أعين قال : أخبرني أبو جعفر (عليه السلام) أنّ علياً كان محدَّثاً .
    فقال أصحابنا : ما صنعت شيئاً إلاّ سألته من يحدّثه ؟
    فقُضي إنّي لقيت أبا جعفر (عليه السلام) فقلت : أخبرتني أنّ علياً كان محدّثاً .
    قال : بلى .
    قلت : من كان يحدّثه ؟
قال : ملك (42) .
    31 ـ حديث ابن مسكان قال : قال أبو عبدالله (عليه السلام) : (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) (43) قال : « كشط لإبراهيم (عليه السلام) السماوات السبع حتّى نظر إلى ما فوق العرش وكشط له الأرض حتّى رأى ما في الهواء ، وفعل بمحمّد (صلى الله عليه وآله) مثل ذلك ، وإنّي لأرى صاحبكم والأئمّة من بعده قد فعل بهم مثل ذلك » (44) .
    32 ـ حديث عبدالرحمن بن أبي نجران قال : كتب أبو الحسن الرضا (عليه السلام) وأقرأنيه رسالة إلى بعض أصحابه : « إنّا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان وبحقيقة النفاق » (45) .
    33 ـ حديث حذيفة بن اُسيد الغفاري قال : لمّا وادع الحسن بن علي (عليهما السلام) معاوية وانصرف إلى المدينة صحبته في منصرفه ، وكان بين عينيه حمل بعير لا يفارقه حيث توجّه .
    فقلت له ذات يوم : جعلت فداك ياأبا محمّد هذا الحمل لا يفارقك حيث ما توجّهت .
    فقال : ياحذيفة أتدري ما هو ؟
    قلت : لا .
    قال : هذا الديوان .
    قلت : ديوان ماذا ؟
    قال : ديوان شيعتنا فيه أسماءهم (46) .
    34 ـ حديث الأعمش قال : قال الكلبي : ما أشدّ ما سمعت في مناقب علي ابن أبي طالب ؟
    قال : قلت : حدّثني موسى بن طريف ، عن عباية قال : سمعت علياً (عليه السلام) يقول : « أنا قسيم النار
    فقال الكلبي : عندي أعظم ممّا عندك ، أعطى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليّاً كتاباً فيه أسماء أهل الجنّة وأسماء أهل النار (47) .
    35 ـ حديث الثمالي قال : قال أبو جعفر (عليه السلام) : « إنّ الإمام منّا ليسمع الكلام في بطن اُمّه حتّى إذا سقط على الأرض أتاه ملك فيكتب على عضده الأيمن : (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلا لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (48) . حتّى إذا شبَّ رفع الله له عموداً من نور يرى فيه الدنيا وما فيها ، لا يستر عنه منها شيء » (49) .
    36 ـ حديث المفضّل ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : « اُعطيت تسعاً لم يعطها أحد قبلي سوى النبي (صلى الله عليه وآله) لقد فتحت لي السبل ،
وعلمت المنايا والبلايا والأنساب وفصل الخطاب ، ولقد نظرت في الملكوت بإذن ربّي فما غاب عنّي ما كان قبلي ولا ما يأتي بعدي ، وإنّ بولايتي أكمل الله لهذه الاُمّة دينهم ، وأتمّ عليهم النعم ، ورضي لهم إسلامهم ، إذ يقول يوم الولاية لمحمّد (صلى الله عليه وآله) : يامحمّد أخبرهم أنّي أكملت لهم دينهم ، وأتممت عليهم النعم ، ورضيت إسلامهم ، كلّ ذلك منّاً من الله علىّ فله الحمد » (50) .
    37 ـ حديث معمّر بن خلاّد ، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال : سمعته يقول : « إنّا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا حذو القذّة بالقذّة » (51) .
    38 ـ حديث الأصبغ بن نباتة قال : سمعت علياً (عليه السلام) يقول على المنبر : « سلوني قبل أن تفقدوني ، فوالله ما من أرض مخصبة ولا مجدبة ولا فئة تضلّ مائة أو تهدي مائة إلاّ وعرفت قائدها وسائقها ، وقد أخبرت بهذا رجلا من أهل بيتي يخبر بها كبيرهم صغيرهم إلى أن تقوم الساعة » (52) .
    39 ـ حديث الهروي قال : كان الرضا (عليه السلام) يكلّم الناس بلغاتهم ، وكان والله أفصح الناس وأعلمهم بكلّ لسان ولغة .
    فقلت له يوماً : يابن رسول الله إنّي لأعجب من معرفتك بهذه اللغات على إختلافها ؟
    فقال : ياأبا الصلت « أنا حجّة الله على خلقه ، وما كان ليتّخذ حجّة على قوم وهو لا يعرف لغاتهم ، أو ما بلغك قول أمير المؤمنين (عليه السلام) : اُوتينا فصل
الخطاب ؟ فهل فصل الخطاب إلاّ معرفة اللغات » (53) .
    40 ـ حديث الحسين بن علوان ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : « إنّ الله فضّل اُولي العزم من الرسل بالعلم على الأنبياء ، وورثنا علمهم وفُضّلنا عليهم في فضلهم ، وعلّم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما لا يعلمون ، وعلّمنا علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فروينا لشيعتنا ، فمن قبل منهم فهو أفضلهم ، وأينما نكون فشيعتنا معنا » (54) .
    وبدراية هذه الأحاديث الشريفة تعرف علوّ علومهم الربّانية ، ومعالمهم الرحمانية ، كما وإنّ الإيمان بها يكون من شؤون معرفتهم والإيمان بهم .
    وما أحلى حديث المفضّل الجعفي في هذا المقام ; قال : دخلت على الصادق (عليه السلام) ذات يوم فقال لي : يامفضّل هل عرفت محمّداً وعلياً وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) كنه معرفتهم ؟
    قلت : ياسيّدي وما كنه معرفتهم ؟
    قال : يامفضّل من عرفهم كنه معرفتهم كان مؤمناً في السنام الأعلى .
    قال : قلت : عرّفني ذلك ياسيّدي .
    قال : يامفضّل تعلم أنّهم علموا ما خلق الله عزّوجلّ وذرأه وبرأه ، وأنّهم كلمة التقوى ، وخزّان السماوات والأرضين والجبال والرمال والبحار ، وعلموا كم في السماء من نجم وملك ووزن الجبال وكيل ماء البحار وأنهارها وعيونها وما تسقط من ورقة إلاّ علموها ولا حبّة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس
______________
(1) الكافي : ج1 ص192 ح1 .
(2) الكافي : ج1 ص202 ح1 .
(3) الكافي : ج1 ص213 ح1 .
(4) الكافي : ج1 ص214 ح4 .
(5) المصّ هو الشرب بالجذب ، والثمد هو الماء القليل .
(6) الكافي : ج1 ص222 ح6 .
(7) الكافي : ج1 ص224 ح3 .
(8) الكافي : ج1 ص228 ح1 .
(9) في بعض النسخ : بريهة .
(10) وفي حديث البحار إضافة : وما قرأ مثل هذه القراءة إلاّ المسيح .
(11) سورة آل عمران : الآية 34 .
(12) الكافي : ج1 ص227 ح1 .
(13) الكافي : ج1 ص230 ح1 .
(14) الكافي : ج1 ص238 ح1 .
(15) الفالج هو الجمل العظيم ذو السنامين .
(16) في مرآة العقول : لتبحثون ولعلّه الأصل .
(17) الكافي : ج1 ص241 ح5 .
(18) الكافي : ج1 ص242 ح8 .
(19) سورة الدخان : الآية 4 .
(20) سورة لقمان : الآية 27 .
(21) الكافي : ج1 ص248 ح3 .
(22) الكافي : ج1 ص254 ح2 .
(23) الكافي : ج1 ص255 ح4 .
(24) الكافي : ج1 ص255 ح1 .
(25) سورة البقرة : الآية 117 .
(26) سورة هود : الآية 7 .
(27) سورة الجنّ : الآية 26 .
(28) الكافي : ج1 ص256 ح2 .
(29) الكافي : ج1 ص258 ح3 .
(30) الكافي : ج1 ص259 ح4 .
(31) سورة النحل : الآية 89 .
(32) الكافي : ج1 ص261 ح2 .
(33) الكافي : ج1 ص263 ح3 .
(34) الكافي : ج1 ص264 ح3 .
(35) الكافي : ج1 ص270 ح1 .
(36) الكافي : ج1 ص398 ح3 .
(37) بحار الأنوار : ج1 ص19 ب1 ح4 .
(38) بحار الأنوار : ج26 ص27 ب1 ح28 .
(39) بحار الأنوار : ج26 ص50 ب1 ح96 .
(40) بحار الأنوار : ج26 ص66 ب1 ح149 .
(41) بحار الأنوار : ج26 ص66 ب2 ح1 .
(42) بحار الأنوار : ج26 ص73 ب2 ح20 .
(43) سورة الأنعام : الآية 75 .
(44) بحار الأنوار : ج26 ص114 ب6 ح15 .
(45) بحار الأنوار : ج26 ص118 ب7 ح2 .
(46) بحار الأنوار : ج26 ص124 ب7 ح19 .
(47) بحار الأنوار : ج26 ص126 ب7 ح23 .
(48) سورة الأنعام : الآية 115 .
(49) بحار الأنوار : ج26 ص133 ب8 ح2 .
(50) بحار الأنوار : ج26 ص141 ب8 ح14 .
(51) بحار الأنوار : ج26 ص179 ب12 ح62 .
(52) بحار الأنوار : ج10 ص121 ب8 ح2 .
(53) بحار الأنوار : ج26 ص190 ب14 ح1 .
(54) بحار الأنوار : ج26 ص199 ب15 ح11 .