(1) ـ دعائم جمع دِعامة بكسر الدال ، وهي عماد البيت الذي يقوم عليه ، ويستند البيت إليه ، ويمنع عن سقوطه ، ومنه « لكلّ شيء دعامة ودعامة الإسلام الشيعة » (1) .
والأخيار جمع خَيّر بالتشديد ، وهو الرجل ذو الخير ، وقيل هو من صلح عمله بعد ما صلح دينه (2) .
والخير في اللغة هو ما يرغب فيه الكلّ كالعقل ، والعدل ، والفضل ، والشيء النافع ، وضدّه الشرّ (3) .
والخيرات هي الأعمال الصالحة وفسّر الخير بمكارم الأخلاق (4) .
وفي الحديث العلوي الشريف : وسُئل عن الخير ما هو ؟
فقال : « ليس الخير أن يكثر مالك وولدك ولكن الخير أن يكثر علمك وأن يعظم حلمك ، وأن تُباهي الناس بعبادة ربّك ، فإن أحسنت حمدت الله ، وإن أسأت استغفرت الله .
ولا خير في الدنيا إلاّ لرجلين : رجل أذنب ذنوباً فهو يتداركها بالتوبة ، ورجل يسارع في الخيرات » (5) .
وفي حديث حفص بن غياث ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : سمعته يقول :
« جعل الخير كلّه في بيت وجعل مفتاحه الزهد في الدنيا » (6) .
وأهل البيت سلام الله عليهم هم المعوَّل للصالحين والمعتمد للأخيار الطيبين ، وعليهم الاعتماد والاستناد في جميع المعارف والأحكام وكلّ معالم الإسلام (ومن لم يستند إليه كان ضالا غاوياً في دنياه واُخراه) ، وهم الأساس القوام لجميع الخيرات ، التي من أفضلها العبادات ، ولولاهم ما عُبد الله تعالى .
وتلاحظ دعاميّتهم للأخيار والخيرات في الأحاديث الشريفة مثل :
حديث أبي الجارود قال : قلت لأبي جعفر (عليه السلام) : يابن رسول الله هل تعرف مودّتي لكم وإنقطاعي إليكم وموالاتي إيّاكم ؟
قال : فقال : نعم .
قال : قلت : فإنّي أسألك مسألة تجيبني فيها فإنّي مكفوف البصر قليل المشي ولا أستطيع زيارتكم كل حين ؟ قال : هات حاجتك .
قلت : أخبرني بدينك الذي تدين الله عزّوجلّ به أنت وأهل بيتك لاُدين الله عزّوجلّ به .
قال : إن كنت أقصرت الخطبة فقد أعظمت المسألة ، والله لأعطينّك ديني ودين آبائي الذي ندين الله عزّوجلّ به : « شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله (صلى الله عليه وآله) والإقرار بما جاء به من عند الله ، والولاية لوليّنا والبراءة من عدوّنا ، والتسليم لأمرنا ، وانتظار قائمنا ، والإجتهاد ، والورع » (7) .
وحديث محمّد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول : « كلّ من دان
____________
(1) مجمع البحرين : مادّة دَعَم ص515 .
(2) مجمع البحرين : مادّة خير ص258 .
(3) مفردات الراغب : ص160 .
(4) مجمع البحرين : ص258 .
(5) نهج البلاغة : رقم الحكمة 94 .
(6) الكافي : ج2 ص128 ح2 .
(7) الكافي : ج2 ص21 ح10 .
وَدَعائِمَ الاَْخْيارِ
- الزيارات: 1360