طباعة

وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ

    أوّلا : أنّه من بني تيم بن مرّة وليس من بني هاشم ، فكيف بنسل النبي وعشيرته الأقربين حتّى يكون من عترته ، كما هو واضح .
    ثانياً : أنّه لو كانت دعواه صحيحة لكانت قريش كلّها عترة واحدة ، بل كانوا بنو مُعد بن عدنان عترة واحدة ، بل كان جميع ولد آدم عترة واحدة ، وهذا واضح الفساد (1) .
    ثالثاً : أنّه يشهد بعدم كونه من العترة أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) ردّه حينما أمره بتبليغ سورة البراءة ، فهبط عليه جبرئيل (عليه السلام) بأنّه لا يبلّغها إلاّ هو أو رجل منه . فأنفذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) علياً (عليه السلام) وقال : « علي منّي ولا يؤدّي عنّي إلاّ علي » (2) .
    ففعل الرسول يشهد على أنّ أبا بكر ليس من عترته ، بل ليس منه ، فالعترة خاصّة بأهل بيته .
(1) ـ الرحمة والبركات معطوفتان على السلام الذي تقدّم في أوّل الزيارة الشريفة في قوله (عليه السلام) : « السلام عليكم ياأهل بيت النبوّة » .
    والرحمة إمّا بيان للسلام ، أو أنّ السلام لرفع المكاره ، والرحمة لجلب الفضائل .
    كما وأنّ البركة التي هي الخير والكرم تشمل البركات الدنيوية
والاُخروية (1) .
    هذا تمام بيان السلام الأوّل من السلامات الخمسة التي إشتملت عليها هذه الزيارة الشريفة .
____________
(1) تلخيص الشافي ، لشيخ الطائفة : ج2 ص242 .
(2) بحار الأنوار : ج21 ص275 ب31 ح10 بطرق الخاصّة ونقله في التلخيص : ج2 ص223 في الهامش عن البخاري والترمذي والطبري والسيوطي والشوكاني والمتّقي وابن كثير والخوارزمي والزرقاني والكنجي وابن حجر وغيرهم .
(3) روضة المتّقين : ج5 ص461 .