البداية
بسبب زواجي اضطررت لترك العمل في هذا المجال، وعملت لدى خال لي عنده مكتب عقاري، وخلال عملي في هذا المكتب كنت التقي بعض رجال الشيعة الوافدين من القطر العراقي الشقيق لزيارة السيّدة زينب (عليها السلام)، وقد كان المكتب العقاري في منطقة قريبة من مكان انطلاق السيارات المتوجهة للسيدة زينب (عليها السلام).
لذلك كان يتردّد الكثير منهم لاستئجار بيوت قريبة من هذه المنطقة، فيدخلون هذا المكتب ليسألوا عن البيوت.
وقد كلّمني أحدهم وكان قادماً إلى المكتب ليستأجر داراً للسكن، وأخبرني أنّه يدرس في الحوزة(1)، ولم أكن قد سمعت بهذا التعبير من قبل، فسألته ماذا تعني (الحوزة)؟! فوضّح لي وسألني: ماذا تعرف عن الشيعة؟
فقلت له: لا أعرف إلاّ أنّه مذهب من المذاهب الإسلامية، وأنّهم يقدّسون سيّدنا علياً ـ رضي الله عنه ـ وأهل بيته، ويرون أنّه أفضل من كلّ الصحابة، هذا ما أخبرته به فقط، مع أنّي أخفيت في قرارة نفسي ما سمعته من مشايخي ومن العوام من تشنيع على الشيعة وذلك منعاً للإحراج، ولكنّه بدأ يكلّمني عن بعض الأُمور الخلافية بين الشيعة والسنّة، فاندهشت; لأنّ ما سمعته منه لم أسمع به من قبل، وعندما رآني غير مصدّق لكلامه، قال لي: ألست تقول بأنّك تحبّ المطالعة، وأنّك لا مانع عندك من قراءة أيّ كتاب؟
فقلت: نعم.
فنصحني بقراءة كتاب (المراجعات)، وقال لي: إنّ هذا الكتاب حوار بين شيخ سنّي وآخر شيعي وأنّ كلّ ما فيه هو من كتب وصحاح أهل السنّة.
حاولت جاهداً أن أجد هذا الكتاب في المكتبات التي أعرفها في دمشق فلم أظفر به، وفي هذه الفترة جلب لي شقيقي كتاب (المئة الأوائل من النساء)، وكان قد قرأه واستوقفته خطبة السيّدة زينب (عليها السلام) وهي في بلاط الطاغية يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وذلك بعد واقعة كربلاء، ولم أكن ملم بهذه الحادثة شيئاً، ولم أسمعها من أحد من قبل، مع أنّي كما قلت سابقاً: كنت ومنذ طفولتي أتردّد على المساجد وأحضر حلقات الدروس ولكن لم أسمع عن هذه الحادثة.
وقد علمت بعد ذلك أنّ الكتب التي كنت أقرؤها كانت كتباً تحاول أن تمنع اطلاعنا على مثل هذه الأمور.
____________
1- الحوزة: مكان يدرس فيه العلوم الدينيّة من الأُصول والفروع كالمعاهد الشرعيّة.
البداية
- الزيارات: 1106