منهجي في هذا الكتاب:
سوف أُحاول في هذا الكتاب ـ واعتماداً على أبواب عدّة ـ أن أميط اللثام عن الكثير من الحوادث التاريخية التي حصلت بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) من أُمور الخلافة وما تبعها من حوادث وحروب وفتن ومؤامرات.
وقد وضعتُ هذه الأبواب على طريقة إفادات، أي أن أحضر الشخصيّات التي لعبت دوراً في هذا التاريخ، وكان لهم الأثر الكبيرفيما حدث حتى الآن، وأسألهم عمّا حصل، وأتأمّل في أقوالهم وأعمالهم، وأكتب الردّ على لسانهم واعتماداً على كتب التاريخ والحديث والتفسير عند أهل السنّة.
وقد اعتمدتُ في هذا الكتاب على كتب عدّة، وقد سجّلت أسماءها، وأين يوجد كلّ جواب أو مسألة في الهامش.
ولم اعتمد إلاّ على الروايات من كتب أهل السنّة، وطرحت الآراء التي يتبناها الشيعة مع صحتها وثقتي بها، ولكن الاحتجاج على أهل السنّة بما ألزموا به أنفسهم أجدى وأنفع وأقوى; اعتماداً على المقولة: "ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم"، و"من فمك أدينك".
وقد يكون للحادثة التاريخية ألفاظ عدّة، ورواة عدة، ومعان عدّة، ولكني لن أنتقي ما يؤكّد ما أرمي إليه في رأيي، وأطرح الباقي كما يفعل الكثيرون من الكُتّاب من أهل الخلاف، إذ إنّهم يأخذون ما يوافق منهجهم ويتركون ما يناقضه، بل اعتمدتُ ـ قدر الإمكان ـ في أخذي للأحاديث والروايات ما هومقبول عند الفريقين، وذلك أنجع للحجّة وأكثر تطبيقاً لقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): "إنّ أُمتي لا تجتمع على ضلالة"(1).
____________
1- سنن ابن ماجه 2: 1303، ونحوه في مسند أحمد 6: 396، سنن الدارمي: 1: 29، سنن الترمذي 3: 315، مستدرك الحاكم 1: 115، السنن الكبرى للبيهقي 2: 454، مجمع الزوائد للهيثمي 5: 218، وغيرها من المصادر.