• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

محاولة أخذ البيعة من سيّد أهل البيت (عليهم السلام)


محاولة أخذ البيعة من سيّد أهل البيت (عليهم السلام):

س9ـ ماذا حصل بعد ذلك بالآخرين الذين امتنعوا عن البيعة؟

ج ـ تفقدّت يوماً قوماً تخلّفوا عن البيعة فقالوا لي: إنهم في دار عليّ، فبعثت عمر، فجاء فناداهم وهم في دار عليّ، فأبوا أن يخرجوا فدعا عمر بالحطب وقال: والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها.
فقيل له: يا أبا حفص إنّ فيها فاطمة؟
فقال: وإن! فخرجوا فبايعوا إلاّ علياً فإنّه قال: "حلفت أن لا أخرج ولا أضع ثوبي على عاتقي حتى أجمع القرآن".
فوقفت فاطمة على بابها، فقالت: "لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم، تركتم رسول الله جنازة بين أيدينا، وقطعتم أمركم بينكم، لم تستأمرونا، ولم تردّوا لنا حقّنا".
فأتى عمر إليّ، وقال: ألا تأخذ هذا المتخلف عنك بالبيعة؟
فقلت لقنفذ (وهو مولى): اذهب فادع لي عليّاً، فذهب إلى عليّ فقال له: ما حاجتك؟
فقال: يدعوك خليفة رسول الله.
فقال عليّ: لسريع ما كذبتم على رسول الله، فرجع فأبلغني الرسالة فبكيت طويلا.
فقال عمر الثانية: لا تمهل هذا المتخلف عنك بالبيعة.
فقلت لقنفذ: عد إليه، فقل له: خليفة رسول الله يدعوك لتبايع.
فجاءه قنفذ، فأدى ما أمرته به، فرفع عليّ صوته فقال: سبحان الله! لقد ادّعى ما ليس له.
فرجع قنفذ فأبلغني الرسالة فبكيت طويلا.
ثمّ قام عمر فمشى معه جماعة حتى أتوا باب فاطمة، فدقّوا الباب، فلمّا سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها: يا أبت يا رسول الله، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطّاب وابن أبي قحافة، فلمّا سمع القوم صوتها وبكاءها انصرفوا باكين، وكادت قلوبهم تنصدع، وأكبادهم تنفطر، وبقي عمر ومعه قوم آخرون، فأخرجوا عليّاً، فمضوا به إلي.
فقالوا له: بايع.
فقال: إن أنا لم أفعل فمه؟
قالوا: إذاً والله الذي لا إله إلاّ هو نضرب عنقك.
فقال: إذاً تقتلون عبد الله وأخا رسوله.
فقال عمر: أما عبد الله فنعم، وأمّا أخو رسوله فلا، (وقد كنت ساكتاً لا أتكلّم).
فقال له عمر: بايع أبا بكر.
فقال: "أنا أحقّ بهذا الأمر منكم، لا أُبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي، أخذتم هذا الأمر من الأنصار واحتججتم عليهم بالقرابة من رسول الله، وتأخذونه منّا أهل البيت غصباً؟
ألستم زعمتم للأنصار أنّكم أولى بهذا الأمر منهم لمّا كان محمّد منكم، فأعطوكم المقادة وسلّموا إليكم الإمارة؟ وأنا أحتجّ عليكم بمثل ما احتججتم به على الأنصار، نحن أولى برسول الله حيّاً وميّتاً،فأنصفونا إن كنتم تؤمنون، وإلاّ فبوؤوا بالظلم وأنتم تعلمون.
فقال عمر: إنّك لست متروكاً حتى تبايع.
فأجابه الإمام علي: "احلب حلباً لك شطره، واشدد له اليوم أمره يردده عليك غداً".
والله يا عمر لا أقبل قولك ولا أبايع.
فقلت له: إن لم تبايع فلا أكرهك.
فقال أبو عبيدة لعلي: يا بن عم، إنّك حديث السن وهؤلاء مشيخة قومك، ليس لك مثل تجربتهم ومعرفتهم بالأُمور، ولا أرى أبا بكر إلاّ أقوى على هذا الأمر منك، وأشد احتمالا واضطلاعاً به، فسلّم لأبي بكر هذا الأمر، فإنّك إن تعش ويطل بك بقاء فأنت لهذا الأمر خليق، وبه حقيق في فضلك ودينك وعلمك وفهمك وسابقتك ونسبك وصهرك.
فقال علي: "الله الله يا معشر المهاجرين، لا تخرجوا سلطان محمّد في العرب عن داره وقعر بيته إلى دوركم وقعور بيوتكم، ولا تدفعوا أهله عن مقامه في الناس وحقه، فوالله يا معشر المهاجرين لنحن أحق الناس به; لأنّا أهل البيت، ونحن أحقّ بهذا الأمر منكم، ما كان فينا القارئ لكتاب الله، الفقيه في دين الله، العالم بسنن رسول الله، المضطلع بأمر الرعية، المدافع عنهم الأُمور السيئة، القاسم بينهم بالسوية؟! والله إنّه لفينا، فلا تتبعوا الهوى فتضلوا عن سبيل الله فتزدادوا من الحقّ بعداً".
فلمّا سمع بشير بن سعد الأنصاري ـ الذي شقّ جمع الأنصار وبايعني في السقيفة ـ قال: لو كان هذا الكلام سمعته الأنصار منك يا عليّ قبل بيعتها لأبي بكر ـ ما اختلف عليك اثنان.
أمام إصرار عليّ قال عمر لي: ألا تأمر فيه بأمرك.
فقلت: لا أكرهه على شيء ما كانت فاطمة إلى جنبه.
فلحق عليّ بقبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصيح ويبكي وينادي:
"يا بن أمّ إنّ القوم استضعفوني وكادوا يقتلوني"(1).

س10 ـ بعد أن استتب لك أمر الخلافة بعثت إلى أبيك رسالة فما نصها؟
ج ـ نعم، لقد بعثت لوالدي رسالة ليدخل فيما دخل الناس فيه، وقلت له فيها:
من خليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى أبيه أبي قحافة.
أما بعد; فإنّ الناس تراضوا بي فإنّي اليوم خليفة الله، فلو قدمت علينا لكان أحسن بك.
فلمّا قرأ أبي أبو قحافة الكتاب، قال:
إن كان الأمر في ذلك بالسنّ، فأنا أحقّ من أبي بكر، لقد ظلموا عليّاً حقّه، وقد بايع له النبيّ وأمرنا ببيعته، ثم كتب لي:
من أبي قحافة إلى أبي بكر، أما بعد:
فقد أتاني كتابك، فوجدته كتاب أحمق ينقض بعضه بعضاً، مرّة تقول: خليفة رسول الله، ومرّة تقول: خليفة الله، ومرّة تقول: تراضى بي الناس، وهو أمر ملتبس، فلا تدخلن في أمر يصعب عليك الخروج منه غداً، ويكون عقابك منه إلى الندامة وملامة النفس اللوامة لدى الحساب يوم القيامة، فإنّ للأُمور مداخل ومخارج، وأنت تعرف من هو أولى بهامتك، فراقب الله كأنّك تراه، ولا تدعنّ صاحبها، فإنّ تركها اليوم أخف عليك وأسلم لك(2).

س11 ـ هذا يعني أنّكم استعملتم سياسة الترغيب والترهيب، ولم يكن الموضوع موضوع بيعة ونصّ ومشورة؟

فقد حاولتم استخدام القوّة بعد أن أعيتكم الحجّة في السقيفة على سعد بن عبادة ومن معه، فعند امتناعه عن البيعة حاول عمر في السقيفة تحريض الناس على قتله بقوله: اقتلوا سعداً قتله الله.
ورغّبتم أبا سفيان واستملتموه بعدما حاول مبايعة عليّ لغرض في نفسه، ورفض عليّ ذلك بقوله: والله ما أردت بهذا إلاّ الفتنة، والله طالما بغيت للإسلام شرّاً، لا حاجة لنا بنصيحتك.
فقد تركتم له ما بيده من الصدقات كما أشار عمر.
وحاولتم استمالة العباس بأن تجعلوا له في الأمر شيئاً له ولعقبه من بعده، لكنّه رفض.
وأيضاً حاولتم أخذ البيعة من عليّ بالقوّة وعندما خشيتم انقلاب الناس عليكم عند سماع حجّته وقول الأنصار: لو سمعت الأنصار منك هذا قبل بيعتها لأبي بكر لم يختلف عليك اثنان، فتركتموه، أو كما قلت أنت لا أكرهه على شيء ما كانت فاطمة إلى جانبه؟
ج ـ نعم، هذا صحيح، ولكن كان كلّ هذا من أجل حفظ بيضة الدين ولكي نلتفت إلى الأُمور الأُخرى، فقد كانت بعض القبائل قد بدأت بالارتداد، فكان لابدّ من أن نسرع في إتمام البيعة.

____________

1- الإمامة والسياسة: 28 ـ 31.
2- الاحتجاج للطبرسي 1: 115.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page