• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

منع إرث فاطمة (عليها السلام) ونحلتها


منع إرث فاطمة (عليها السلام) ونحلتها:

س12 ـ وهل من أجل حفظ الدين أيضاً قمتَ بمنع فاطمة (عليها السلام) إرثها من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومصادرة (فدك)، وهي الأرض التي كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد نحلها إياها، وقد أخرجت عمّالها منها بعد أن استتب لك الأمر؟
أم أنّه كان من قبيل منع ما كان في يد عليّ وفاطمة (عليها السلام) وما تدرّه هذه الأرض من مال; لأنّه يمكن أن يميل الناس لهم؟

ج ـ لما بلغ فاطمة من إجماعنا على منعها إرثها وفدك نحلتها،لاثت خمارها على رأسها واشتملت بجلبابها، وأقبلت في لمّة من حفدتها ونساء قومها تطأ ذيولها، ما تخرم مشيتها مشية رسول الله حتى دخلت عليَّ وأنا في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم، فنيطت دونها ملاءة.
ثمّ أجهشت وأجهش لها القوم بالبكاء، وارتجّ المجلس، ثمّ أمهلت هنيهة حتى إذا سكن نشيج القوم، وهدأت فورتهم، افتتحت كلامها بالحمد لله عزّ وجلّ والثناء عليه، والصلاة على رسول الله، ثمّ قالت:
{لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيم}.
فإن تعزّوه تجدوه أبي دون آبائكم، وأخا ابن عمّي دون رجالكم، فبلّغ الرسالة صادعاً بالنذارة، مائلا عن سنن المشركين، ضارباً ثبجهم، يدعوا إلى سبيل ربِّه بالحكمة والموعظة الحسنة، آخذ بأكظام المشركين، يهشم الأصنام، ويفلق الهام، حتى انهزم الجمع وولوا الدبر، وحتى تفرى الليل عن صبحه، وأسفر الحقّ عن محضه، ونطق زعيم الدين، وخرست شقائق الشياطين، وتمّت كلمة الإخلاص، وكنتم على شفا حفرة من النار، نهزة الطامع، ومذقة الشارب، وقبسة العجلان، وموطىء الأقدام، تشربون الطرق وتقتاتون القد والورق، أذلّة خاسئين، يختطفكم الناس من حولكم حتى أنقذكم الله برسوله (صلى الله عليه وآله) بعد اللتيا والتي، وبعد أن مُني ببهم الرجال، وذؤبان العرب، ومردة أهل الكتاب، {كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ}(1)، أو نجم قرن الشيطان، أو فغرت فاغرة قذف أخاه عليّاً في لهواتها، ولا ينكفئ حتى يطأ صماخها بأخمصه، ويطفئ عادية لهبها بسيفه، مكدوداً في ذات الله، وأنتم في رفاهية من العيش فكهون آمنون وادعون(2)، حتى اختار الله لنبيّه دار أنبيائه، ظهرت فيكم حسيكة النفاق، وشمل جلباب الدين، ونطق كاظم الغاوين، ونبغ خامل الأفكين، وهدر فنيق المبطلين، فخطر في عرصاتكم، وأطلع الشيطان رأسه صارخاً فيكم، فدعاكم فألفاكم لدعوته مستجيبين، ولقربه متلاحقين، ثم استنهضكم فوجدكم خفافاً، وأحمشكم فألفاكم غضاباً، فوسمتم غير إبلكم، ووردتم غير شربكم، هذا والعهد قريب، والكلم رحيب، والجرح لما يندمل، إنما زعمتم خوف الفتنة {أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ}(3).
فهيهات! وأنّى بكم وأنّى تؤفكون، وكتاب الله بين أظهركم،زواجره بيّنة، وشواهده لائحة، وأوامر واضحة، أرغبة عنه تريدون، أم لغيره تحكمون؟! بئس للظالمين بدلا! {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ}.
ثمّ لم تلبثوا إلاّ ريث أن تسكن نفرتها، تسرون حسواً في ارتغاء، ونحن نصبر منكم على مثل حز المدى، وأنتم الآن تزعمون أن لا إرث لنا {أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِقَوْم يُوقِنُونَ}(4)؟
يا بن أبي قحافة: أترث أباك ولا أرث أبي؟! لقد جئت شيئاً فرياً إدّاً! فدونكها مخطومه مرحولة، تلقاك يوم حشرك، فنعم الحكم الله، والزعيم محمّد، والموعد القيامة، وعند الساعة يخسر المبطلون"!
ثم قُمت خطيباً، فحمدتُ الله وأثنيت عليه وصليت على محمّد وقلت:
يا خير النساء وابنة خير الآباء، والله ما عدوت رأي رسول الله ولا عملت إلاّ بإذنه، وإنّ الرائد لا يكذب أهله، وإنّي أشهد الله وكفى بالله شهيداً، إنّي سمعت رسول الله يقول: "نحن معاشر الأنبياء لا نورث"(5).
هذا الحديث لم يروه إلاّ أبو بكر، ولا يحقّ له الاستشهاد به; لأنّه لو كان هذا الحديث صحيحاً لكان عرفه أكثر الصحابة، وأيضاً الإمام علي (عليه السلام) باب مدينة العلم الذي كان يلازم رسول الله دائماً، وكتاب الله أيضاً يشهد بأنّ الأنبياء يورثون كما استشهدت سيّدة نساء العالمين عندما قالت لأبي بكر:
ـ {وَوَرِثَ سـلَيْمانُ داوُدَ}(6).
ـ {يرِثُنِي وَيـرِثُ مِنْ آلِ يَعْقـوبَ}(7).
ـ {يُوصِـيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيـيْنِ}(8).
ثمّ قالت لي: لئن مُت اليوم من كان يرثك؟
قلت: ولدي وأهلي.
قالت: فلم ورَثت أنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) دون ولده وأهله؟
فقلت: فما فعلت يا بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
قالت: بلى، إنّك عمدت إلى فدك، وكانت صافية لرسول الله وآله فأخذتها، وعمدت إلى ما أنزل الله من السماء فرفعته عنّا.
فقلت لها: يا بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، لم أفعل(9)!
قلت لها: من يشهد بأنّ رسول الله قد أنحلك فدك؟ فجاءت بعليّ وأُمّ أيمن والحسنين وشهدوا لها بذلك.
فجاء عمر بن الخطّاب وعبد الرحمن بن عوف فشهدوا أنّ رسول الله كان يقسّمها، فصدّقت كلام عمر وعبد الرحمن بن عوف وصدقت كلامها.
وقلت لها: كان رسول الله يأخذ من فدك قوتكم ويقسّم الباقي ويحمل منه في سبيل الله، فما تصنعين بها؟
قالت: أصنع بها كما صنع بها أبي.
فقلت: فلك عليّ الله أن أصنع فيها كما صنع فيها أبوك، فهجرتني فاطمة فلم تكلّمني حتى ماتت(10).

____________
1- المائدة: 64.
2- إلى هنا انتهى خبر أبي العيناء عن عائشة، ومن بعده رواية عروة عن عائشة.
3- التوبة: 49.
4- المائدة: 50.
5- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 16: 252.
6- النمل: 16.
7- مريم: 5 ـ 6.
8- النساء: 11.
9- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 16: 232.
10- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 16: 216 218.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page