حوار مع عثمان بن عفان (الخليفة الثالث)
شورى عمر المعهودة.
معارضة الصحابة.
أبرز معارضي عثمان.
ابن السوداء.
نهاية أمر عثمان.
حوار مع عثمان بن عفان (الخليفة الثالث)
س1 ـ هل يمكننا أن نتعرّف عليك؟
ج - اسمي عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أُميّة بن عبد شمس ابن عبد مناف، وكنيتي (أبو عمرو)، وأُمّي أروى بنت كريز بن ربيعة ابن حبيب بن عبد شمس(1).
أسلمتُ بعد ستة أو سبعة نفر من الصحابة; لأنّ أبا بكر بعد أن أسلم صحبني إلى الرسول و أسلمت على يديه.
خرجت مع رسول الله في معظم غزواته.
ولم أثبت في معركة!
ولم أكن بالقوّي الذي يذكر في ميدان القتال!
فقد هربت يوم أحد! ويوم حنين، وقد عاتبني رسول الله لأنّي لم أعد إلاّ بعد ثلاثة أيام من انتهاء معركة أحد قائلا: لقد ذهبت بها عريضاً يا عثمان(2).
س2 ـ كيف وصلت إلى الخلافة؟
ج ـ لقد وصلت إلى الخلافة بتدبير من عمر أو قُل: بوصيّة منه ولكن مموهة، وكنت لا أشكّ بأنّي الخليفة الثالث منذ مات أبو عبيدة ابن الجراح; لأنّ المتتبع لأمر السقيفة يعلم أنّ الخطة كانت أن يتولوا الخلافة بالتتالي، وأنا أوّل من بايع من المهاجرين عندما دخل أبو بكر وعمر إلى المسجد، فبايع بنو أُميّة، ثمّ تتابع الناس ولم أعارض أي عمل فعله صاحباي(3).
وقد كنت موضع سرّ أبي بكر، فأنا كاتب وصيته، وقد قال لي أبو بكر عندما كتبت اسم عمر:
"والله لو كتبت نفسك لكنت أهلاً لها"(4).
وكنت موضع سرّ عمر أيضا، فكان الناس إذا أرادوا أن يسألوا عمر شيئاً رموه بي، كنت اُدعى في إمارة عمر بالرديف، والرديف بلسان العرب: الرجل الذي بعد الرجل، والعرب تقول ذلك للرجل الذي يرجونه بعد زعيمهم.
____________
1- الإصابة لابن حجر 4: 378، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1: 198.
2- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1: 21، الاستيعاب لابن عبد البرّ 3: 1074، أسد الغابة لابن الأثير 3: 419، البداية والنهاية لابن كثير 4: 22.
3- تقدّم التخريج.
4- كنز العمال للمتقي الهندي 5: 678، تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 29: 185، تاريخ المدينة لابن شيبة 2: 667.