ابن السوداء:
س8 ـ من هو ابن السوداء، والذي يقولون إنّه كان من المؤلّبين عليك؟
ج - أطلق اسم: العبد الأسود أو ابن السوداء على عمّار بن ياسر،
وأوّل من أطلقه هو مروان بن الحكم، وذلك عندما اجتمع الناس من أصحاب الرسول وكتبوا كتاباً ذكروا فيه ما أنكر الناس عليَّ من الأُمور التالية:
1 ـ هبتي خمس إفريقية لمروان بن الحكم، وفيه حقّ الله والرسول، وفيهم ذوو القربى واليتامى والمساكين.
2 ـ التطاول في البنيان حتى عدوا سبع دور بنيتها في المدينة، داراً لنائلة، وداراً لعائشة وغيرهم من أهلي وبناتي.
3 ـ بنيان مروان القصور بذي الخشب (موضع بالمدينة).
4 ـ عمارة الأموال بها من الخمس الواجب لله ورسوله.
5 ـ وما كان من إفشاء العمل والولاية في أهلي وبني عمومتي من بني أُميّة وهم غلمة لا صحبة لهم مع الرسول.
6 ـ وما كان من الوليد بن عقبة إذ صلّى بهم الصبح وهو سكران أربع ركعات، ثمّ قال لهم: إن شئتم أزيدكم صلاة زدتكم، وإنّي لم أقم عليه الحدّ.
7 ـ تركي المهاجرين والأنصار لا أستعملهم على شيء ولا أستشيرهم.
8 ـ وما كان من الحمى الذي حمى حول المدينة..
9 ـ إدرار القطائع والأرزاق والأعطيات على أقوام بالمدينة ليست لهم صحبة من رسول الله، ثمّ لا يغزون و لا يذبّون.
10 ـ مجاوزتي الخيزران إلى السوط، وإنّي أوّل من ضرب بالسياط ظهور الناس.
ثمّ تعاهد القوم ليدفعن الكتاب في يدي، وكان ممّن حضر عمّار ابن ياسر، والمقداد بن الأسود، وكانوا عشرة، فلمّا خرجوا بالكتاب ليدفعوه لي والكتاب بيد عمّار، جعلوا يتسللون عن عمّار حتى بقي وحده.
فمضى حتى جاء إلى داري فأستأذن عليَّ فأذنت له في يوم شات، فدخل عليَّ وعندي مروان بن الحكم وأهلي من بني أُميّة، فدفع الكتاب فقرأته.
فقلت له: أنت كتبت هذا.
قال: نعم.
قلت: ومن كان معك؟
قال: كان معي نفر تفرّقوا خوفاً منك.
قلت: من هم؟
قال: لا أخبرك بهم.
قلت: فلم اجترأت عليَّ من بينهم؟
فقال مروان: يا أمير، إنّ هذا العبد الأسود قد جرأ عليك، وإنّك إن قتلته نكلت به من ورائه.
فقلت: اضربوه فضربوه و ضربته معهم حتى فتق بطنه، فغشي عليه، فجروه حتى طرحوه على باب الدار(1).
وهكذا، فإنّ مروان بن الحكم هو أوّل من أطلق هذا الاسم على عمّار بن ياسر.
س9 ـ لكن يقولون إنّ ابن السوداء هذا يهوديّ، ويُدعى عبد الله ابن سبأ، وقد كان يفتن الناس عنك في مصر والشام والعراق وأججّ الناس ثمّ أتى إلى المدينة، فما تقول؟
ج ـ أنا لم أسمع بوجود شخص يحمل هذا الاسم في أيامي، ولو كان موجوداً لأحضره لي معاوية، كما أحضر أبا ذر ونبذته إلى الربذة.
فلن يكون هذا المزعوم أعظم عندي من صاحب رسول الله أو من عمّار بن ياسر الذي ضربته مع القوم حتى فتق بطنه، أو من عبد الله ابن مسعود، وقد قتله عبد الله بن أبي سرح في مصر، فلن يكون هذا اليهودي الذي يزعم به أعزّ عليَّ من محمّد بن أبي بكر أو محمّد ابن أبي حذيفة الذي كان يريد أن يفتك بهما لولا منعي له.
____________
1- الإمامة والسياسة 1: 51.