آية المباهلة:
وقال تعالى: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ}(1).
ولما نزلت هذه الآية دعاني رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفاطمة وحسناً وحسيناً، فقال: "اللهمّ هؤلاء أهلي".
وقد أجاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) حينما سُئل عن هذا الاختيار بقوله: "لو علم الله تعالى أنّ في الأرض عباداً أكرم من علي وفاطمة والحسن والحسين لأمرني أن أُباهل بهم، ولكن بالمباهلة مع هؤلاء، وهم أفضل الخلق، فغلبت بهم النصارى"(2).
وقصة هذه الآية كما هو معروف أنّ وفد نجران أتى ليباهل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "موعدنا معكم الغد"، فأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد غدا محتضناً الحسين أخذ بيد الحسن، وفاطمة تمشي خلفه، وأنا خلفهما وهو يقول: "إذا أنا دعوت فأمّنوا".
فقال أسقف نجران: يا معشر النصارى إنّي لأرى وجوهاً لو شاء الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها، فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصارى إلى القيامة، ورضي أن يدفع الجزية(1).
ودلالة الآية واضحة، فأبناءنا: الحسن والحسين، ونساءنا: فاطمة، وأنفسنا: أنا (علي)، أي جعلني رسول الله (صلى الله عليه وآله) نفسه بمحكم التنزيل من ربّ العالمين.
____________
1- آل عمران: 61.
2- ينابيع المودة 2: 266.
آية المباهلة
- الزيارات: 934