طباعة

2 ـ فقدان موانع الاجابة :

ومن الشروط المهمة التي يجب أن يراعيها الداعي ، هو إزالة الحجب والموانع التي تحول دون صعود الدعاء ، كاقتراف المعاصي وأكل الحرام والظلم وعقوق الوالدين وغيرها من الذنوب التي تحبس الدعاء ، ولا يتهيأ للداعي معها الاقبال على ربِّه ، والاقبال هو الشرط الاَساس في استجابة الدعاء ، يقول أمير المؤمنين عليه السلام : « خير الدعاء ما صدر عن صدر نقيّ وقلب تقيّ » (1) .
وفيما يلي أهم الموانع التي تحبس الدعاء :
أ ـ اقتراف الذنوب والمعاصي :
قال الاِمام أبو جعفر عليه السلام : « إنّ العبد يسأل الله الحاجة فيكون من شأنه قضاؤها إلى أجل قريب ، أو إلى وقت بطيء ، فيذنب العبد ذنباً فيقول الله تبارك وتعالى للملك : لا تقض حاجته واحرمه إياها ، فإنّه تعرّض لسخطي ، واستوجب الحرمان مني » (2).
ومن دعاء أمير المؤمنين عليه السلام : « اللهمّ إنّي أعوذ بك من ذنبٍ يحبط العمل ، وأعوذ بك من ذنبٍ يعجّل النقم ، وأعوذ بك من ذنبٍ يمنع الدعاء » (3).
وعن الاِمام زين العابدين عليه السلام : « والذنوب التي ترد الدعاء : سوء النية ، وخبث السريرة ، والنفاق ، وترك التصديق بالاجابة ، وتأخير الصلوات المفروضات حتى تذهب أوقاتها ، وترك التقرّب إلى الله عزَّ وجلّ بالبرّ والصدقة ، واستعمال البذاء والفحش في القول » (4).
ب ـ أكل الحرام :
ورد في الحديث القدسي : « فمنك الدعاء وعليَّ الاِجابة ، فلا تُحجب عني دعوة إلاّ دعوة آكل الحرام » (5).
وروي أنّه قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا رسول الله أحبُّ أن يستجاب دعائي ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : « طهّر مأكلك ، ولا تدخل بطنك الحرام » (6).
وعن الاِمام أبي عبدالله عليه السلام : « من سرّه أن تستجاب له دعوته ، فليطب مكسبه » (7) .
جـ ـ عقوق الوالدين وقطيعة الرحم :
قال الاِمام زين العابدين عليه السلام : « والذنوب التي تردُّ الدعاء وتظلم الهواء عقوق الوالدين » (8).
وعن الاِمام أبي الحسن الرضا عليه السلام ، قال: « لاتملّ من الدعاء ، فإنّه من الله عزَّ وجلَّ بمكان، وعليك بالصبر وطلب الحلال وصلة الرحم » (9).
__________
(1) الكافي 2 : 340 | 2 .
(2) الكافي 2 : 208 | 14 .
(3) بحار الاَنوار 94 : 93 | 9 .
(4) معاني الاَخبار : 271 .
(5) بحار الاَنوار 93 : 373 .
(6) عدة الداعي : 139 .
(7) الكافي 2 : 353 | 9 .
(8) معاني الاَخبار : 270 .
(9)الكافي 2 : 354 | 1 ، وقرب الاسناد : 171 .