ثانيا: وأما حول قوله: (فإذا كان الله أذهب عنهم الرجس لماذا يدعو لهم بإذهاب الرجس؟!!) والذي أراد أن يستدل به لإثبات دعواه بأن الإرادة في الآية الكريمة تشريعية فجوابه: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أراد من خلال دعائه هذا تحديد وبيان المقصودين من أهل البيت، فهو يخاطب ربه ويحدد في خطابه أن هؤلاء هم أهل بيتي حتى يعرف الناس من هم أهل البيت الذين أراد الله تطهيرهم وإذهاب الرجس عنهم، فهذا هو غرضه صلوات الله وسلامه عليه من هذا الدعاء، وإلا فالنتيجة من حيث التحقق تحصيل حاصل.
كما أن هناك وجها آخر لمثل هذه الأدعية (المضمونة النتيجة) وهو الإقرار بالفقر والحاجة لاستمرار الفيض الإلهي ومواصلته ودوام العطاء الإلهي، فمثلا الداعي يعلم أن الله سبحانه وتعالى أفاض عليه النعم تكوينا ولكنه يسأل الله عز وجل ويدعوه استمرارها ومواصلة الإنعـام بها وعدم زوالها، بل وينزل الدعاء في مثل هذه المواضع منزلة الشكر والحمد لله على النعمة، فهذا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يقرأ سورة الفاتحة كل يوم خمس مرات في صلاته الواجبة ويقول: (اهْدِنا الصِّراطَ الْمُسْتَقيمَ) فهل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكن مهتديا عندما يقرأ قوله تعالى هذا ويطلب من الله أن يهديه؟!!.
كما أن الإشكال نفسه يرد على صاحبنا إذا ما افترضنا أن الإرادة في الآية تشريعية، فما معنى أن يدعو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ربه ويكون معنى دعائه: اللهم اجعل أهل بيتي مشمولين بأمرك ونهيك وأبعدهم عن الآثار السلبية للنواهي بتشريع النهي وفرضه عليهم؟! أو ليس آيات التكليف من أوامر ونواهي متوجهة بالأصل بالخطاب والتكليف لهم ولغيرهم حتى يأت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويتوجه بالدعاء لله سبحانه وتعالى أن: إلهي أشمل أهل البيت بهذه لتكاليف؟! أليس هذا هو الفرض على القول بالإرادة التشريعية؟ فبماذا سيجيب الشيخ عثمان الخميس على هذا الإشكال؟.
الغرض من الدعاء
- الزيارات: 1511